رواية خلقت لأجلك

فتح باب شقته الصغيره التى يعيش بها وحيدا .. رغم وجود فيلا والديه لكنها مغلقه
حتى يتزوج ليعيش بها هو و زوجته فرح باذن الله .. دخلت حنان الى الشقه ثم تبعها يزيد ..
حنان باستفهام ( فين اوضه نومك ؟؟ ..) .. اشار لها زين باصبعه ( هناك اهي ..) ..
توجههت حنان ناحيه الغرفه .. فتحتها لتجدها مرتبه عكس غرفه يزيد تماما فهو لا ينظف
غرفته ابدا بعد استيقاظه .. تقدمت ناحيه الخزانه لتفتحها .. اخرجت كل ما بها ..
بعثرت جميع محتواياتها .. حتى وجدت غايتها .. بدله كحليه اللون بدون خطوط و قميص ابيض ناصع ..
اخذتهم ثم وضعتهم على الفراش ..ثم نادت بصوت عالى ( يزيييييد ) ..
اتى يزيد يتبعه زين لتجحظ عيناه من فعله عمته ..فقال بدهشه ( ايه ده يا عمتو ؟؟..
ليه عملتى كده فى الهدوم .. ) .. نظرت بغيظ ( هى دى هدوم .. دى هلاهيل (ملابس مش حلوه) .. )
ثم تابعت حديثها و هى تنظر ليزيد ( يزيد ! تنزل تنادى بواب العماره و تيجى او تأخد الهدوم
دى و تتبرع بيها لدار المسنين بلاش ايتام للعيال تطلع كده .. ) ..
يزيد بابتسامه كبيره ( يااااه كان نفسى اخد الهدوم دى و اولع فيها من بدرى .. اخيرا امنيتى هتحقق ..) ..
زين بغيظ ( لا تعليق .. حرام عليكى خساره الهدوم .. ) ..
حنان بحزم ( انت بتسمى دى هدوم ..بقولك ايه انت تنسى الدور اللى انت عايش فيه
ده لانى ببساطه معنديش استعداد اشوف بنتى بتضيع مع عامر ابن مصطفى و اسكت ..
انت بتحبها من زمان صحيح هى عاميه و مش شايفه حبك بس ده بسبب عامر ..
لانه بصراحه متفوق عليك بكتير اوى فى وجهه نظر فرح ) ..
صمت زين و لم يعلق لانه يعرف مدى حقيقه كلامها .. هى محقه بنسبه 100% ..
لكن هل سيجدى هذا نفعا ..ذهب يزيد مسرعا لينادى البواب ليساعده فى حمل ملابس زين ..
بعد عده دقائق ساد الصمت فيها .. دخل يزيد بصحبه البواب ليحملوا الملابس ..
خرج البواب من الشقه و هو فرح و سعيد بالملابس و اخذ يردد ( ربنا يبارلكم فى الرزقكم ..
و يوقف فى طريقكم ولاد الحلال .. و يبعد عنكم ولاد الحرام .. ) ..
زين ( و دلوقتى بقى .. هتعملى ايه تانى يا عمتى ؟؟..) ..
حنان بخبث ( هنخف اللحيه يا حضره الشيخ .. ) ..
زين ( لا لا لا لا لا كله الا اللحيه .. دى بالذات لا ) ..
حنان بضحك شديد ( يلا يا يزيد .. دورك يلا .. ) ..
ركض زين مشرعا من يزيد الذى يلحق به و هو ممسك بالمقص ليحلق له اللحيه ..
يزيد ( و حياه امى ما هسيبك غير لما احلقها دى غيظانى من يوم ما عرفتك .. ) ..
زين بغضب ( لا مش هحلقها .. ) .. حنان بتصنع للصرامه ( خلاص مفيش فرح و فى جواز من فرح .. ) ..
زين باستسلام ( خلاص احلق .. و امرى لله .. ) ..
حنان بابتسامه ( احنا مش هنحلقها احنا بس هنخفها ..
علشان تبين وشك و تبقى اكثر وسامه من كده .. ) ..
و بعد عده ساعات من العناء مع زين لمحاوله تغيره من حنان و يزيد ..
خرج زين من الحمام بعد اخذه لحمام دافئ .. مرتديا بدلته الكحليه التى بقيت من ملابسه
التى اخذتها منه عمته .. نظر لنفسه فى المرآه .. وجد نفسه غايه فى الوسامه ..
خرج من الغرفه .. لتتسع حدقتى يزيد من الصدمه .. هل هذا زين الذى كان امامه منذ قليل ..
بينما اتسعت ابتسامه حنان .. لانه اخيرا اتى من يتغلب على عامر .. حتى تنقلب الامور
‏____________________________________
تآوهت من الالم بسبب قدماها .. ثم صرخت بغضب ( كفايه بقى يا فرح رجلى مش قادره .. ) ..
فرح بابتسامه ( مش انتى اللى قولتى ننزل نشترى هدايا .. اشربى بقى ) ..
نادين بغيظ ( انا بنت ستين فى سبعين انى قلتلك ننزل نشترى ..
يلا يا فرح نقعد فى اى كافيه نشرب فنجان قهوه و لا عصير و بعدين نكمل .. ) ..
فرح بمرح ( طيب اشفاقا على حالتك يلا نقعد .. ) ..
جلستا سويا فى كافيه ليشربا كوبين من العصير الطازج يستيعدا بهما طاقتهما ..
كانتا تتحدثا فى موضوعات شتى .. حتى صدع صوت هاتف فرح ليعلن عن قدوم اتصال من حبيبها عامر ..
ابتسمت فرح فى سعاده ..
ثم ضغطت على زر الايجاب تحت نظرات نادين المتهكمه .. فرح بابتسامه ( الوو ) ..
عامر بابتسامه ( حبيبتى و نور عيونى و فرح قلبى .. عامله ايه ؟؟ ) ..
فرح بسعاده ( حبيبى انا كويسه .. انت ايه اخبارك ؟؟ ) ..
عامر بخبث ( سيبك من اخبارى انتى وحشتينى اووى .. ) ..
فرح بخجل ( كنا لسه مع بعض امبارح على فكره ) .. عامر بابتسامه ( حبيبتى انتى بتوحشينى و انتى معايا ..) ..
فرح بخجل لتغيير الموضوع (صحيح عامر عندى ليك خبر حلو ..) ..
عامر بترقب ( خير حبيبتى ) .. فرح بسعاده بالغه
( انا حجزت تذكره و هنزل مصر بعد يومين.. ) عامر بصدمه ( ايييييييييييه ؟؟ ) ..
ثم تابع حديثه بغضب و عصبيه بالغه ( ازاى تعملى كده ها من ورايا ..
احنا مش اتفقنا هننزل مصر بعد ما تخلصى جامعه و نتجوز و ننزل مصر زى ما انتى عايزه .. ) ..
تلالات مقلتيها تهدد بسقوط الدموع ..ثم قالت بصوت مختنق
( عامر .. انا قولتلك قبل كده جواز من ورا ماما و يزيد مستحيل ..
و كمان مصر وحشتنى و ماما وحشتنى .. و بعدين فى ايه يا عامر انت متعصب عليا ليه ؟؟ ) ..
زفر بضيق ليتحكم فى انفعالاته حتى لا تفشل خططته و يثور ضدده والده لانه من
الممكن ان يضيعها من يده .. ( براحتك يا فرح .. انا مش متعصب و لا حاجه ..
عن اذنك لانى مشغول ) .. اغلق فى وجهها الخط لانه كاد ان ينفجر غيظا
لاول مره تتخطاه و تفعل شيئ دون علمه .. اما هى فانفجرت باكيه لانها
ازعجت حبيب قلبها منها .. لكنها ظنت ان هذا سوف يفرحه لكن النتيجه عكس ما توقعت ..
‏_____________________________________
‏( لا يا عمتى لا .. ده كتيير ) .. هتف بها زين حانقا من الوضع الذى وضع نفسه به ..
حنان بدهشه ( هو ايه اللى كتير .. كل ده علشان بقولك ارقص مع يزيد ..) ..
زين بغيظ ( انتى شايفاه عادى .. هى دى مناظر حد يرقص معاها .. ) ..
يزيد بغيظ ( مالها المناظر دى ياخويا احسن منك يا كونان انت بنظارتك دى .. ) ..
حنان بابتسامه ( معلش يا زين .. عالى على نفسك و استحمل .. يلا بقى .. ) ..
وضع زين يده على وسط يزيد و امسك يده .. بينما وضع يزيد يده الاخرى على كتف زين ..
حنان ( يلا ابدؤا .. واحد .. اتنين .. تلاته .. اربعه .. خمسه .. سته .. سبعه .. ثمانيه .. ) ..
ابتعد زين بحنق ( ايييه هو ده .. احنا بتعلم العد من اول و جديد و لا ايه ؟؟ ..) ..
يزيد بسخريه ( دى اصول التدريب يا فلاح ) ..
زين بسخريه ( انا برضوه اللى فلاح و لا انا اللى مليش فى الحال المايل .. ) ..
حنان بعصبيه ( بس انتوا الاتنين ) .. ثم اكملت فى هدوء
( بلاش رقص بس افتكر انى حذرتك ان فرح بتحب الرقص جدا .. و انت حر .. )
ثم استطردت تقول بخبث ( لو قدامك بنت حلوه قاعده لوحدها فى حفله .. هتعمل ايه ؟؟ ..) ..
زين بتلقائيه ( و لا حاجه ) ..
يزيد بغيظ ( يا صبر ايوووب .. يا بنى افهم ماما قصدها لو لقيت مزه حلوه لوحدها المفروض انك تعمل ايه ؟؟ ) ؟.
زين باستغراب ( و لا حاجه برضوه .. انا مالى و مالها ) ..
يزيد بغيظ ( يخربيت سنينك السوده .. يا بنى المفروص تروح تكلمها ..
تغازلها .. تتعرف عليها اى حاجه .. ) ..
زين بدهشه ( اناا.. انا .. اعمل كده .. لا لا ده من المستحيل .. ) ..
حنان بابتسامه ( يا بنى ده اساسى علشان مكسوره الرقبه بنتى ..
فرضا ان انا بنت قاعده لوحدى و عايزك تغازلنى اتفضل بقى شوف هتقول ايه ؟؟ ) ..
اخذت حنان وضع الجلوس و اصتعنة انها تقرأ مجله كانت ملقاه على الطاوله ..
تقدم زين و جلس بجانبها .. فقالت حنان باستغراب مصتنع
( افندم !! انت مش شايف انه انا قاعده هنا و لا ايه ؟؟ ..) ..
زين بدهشه ( ايه يا عمتى انا جاااى اقعد جمبك عادى فيها حاجه ؟؟ ) ..
يزيد و هو يمسك قميصه ( اطلع من هدومى يا عالم .. يا ابنى ركز .. بنقولك دى
دلوقتى مش عمتك دى مزه حلوه عاوزينك تعاكسها تعرف !! ) .. زين بتلقائيه
( انا عمرى ما عكست واحده قبل كده ) .. يزيد بصدمه ( نعم ياخويا ؟؟
و لا مره ليه انت مش عايش فى الدنيا و لا ايه ؟؟ ) .. زين بهدوء
( لا عايش بس بعتبر ان معاكسه البت دى مش من مبادئ الرجوله نهائيا ..) ..
صمت الجميع بينما تهللت اساير حنان لانها تيقنت بانها وجدت الزوج الصحيح لابنتها ..
فقالت بابتسامه حانيه ( ياااااه يا زين .. فكرتنى بمهاب الله يرحمه .. كان زيك كده .. ) ..
ثم تلالات الدموع فى عيونها لتذكرها زوجها .. فترحمت عليه ثم قالت بحزم
يزيد .. عاكسنى قدامه علشان يتعلم ..) .. يزيد بقلق ( لا بلاش .. ) ..
حنان باستغراب ( لا ليه ؟؟ ..) .. يزيد ( اصلك هتزعلى وهتقولى ما عرفتش اربى و الجو ده ) ..
ضربته على كتفه بخفه .. ثم قالت ( قول يلا .. ) .. يزيد بمرح ( مفيش منه اتنين .. ) ..
حنان باستغراب ( هو ايه ده ؟؟.) .. يزيد بابتسامه واسعه ( جمالك .. قمر و لا ريحه
برفانك تجنن ) .. حنان بخجل مصتنع ( ميرسى .. ده من ذوقك ) .. يزيد
و هو يطلق صوت الصفاره بخفه ( تسمحيلى اتشرف و اقعد مع اجمل واحده فى الحفله ؟. ) ..
حنان ( و اشمعنا بقى تقعد هنا ؟؟.. فى اماكن كتيره فى الحفله .. ) .. يزيد بخبث
( بس مش فى كل مكان فى الحفله فى انسه حلوه زيك ) .. زين مقاطعا بسخريه
( هى فين الحفله دى .. انا عايز افهم !! ) .. يزيد بغيظ ممسكا مجله امامه و القاها
عليه ( يا بنى اعمل فيا معروف و شوف و انت ساكت ) .. زين بضجر ( طيب ؟. ) ..
التفت مره اخرى الى حنان ثم قال بابتسامه ( صحيح هو حضرتك قلتى اسمك ايه ؟؟ .. ) ..
حنان بدهشه ( لا انا ملقتش .. ) .. يزيد ( برضوه احب اعرفه .. ) .. زين بحنق
( على فكره انا زهقت .. كفايه هبل بقى .. ) .. حنان ( طيب على راحتك .. بس خد بالك
ان كل حاجه اتعملت هنا .. انت هتعملها و لوحدك بس مش مع فرح مع حد تانى .. ) ..
زين رافعا حاجبه ( ازاى؟ ..) .. حنان بخبث ( هتعرف بعدين ) .. ثم استطردت مكمله
حديثها بجديه ( و يلا على الشركه .. و بعدها هتطلع انت و يزيد تشتروا بدل جديده
و لبس كاجول مع كام ساعه شيك و برفنات كتييير .. هسيب الحكايه دى عليك يا يزيد .. ) ..
يزيد بغيظ بصوت منخفض ( كل حاجه على دماغى ..) .. حنان بصرامه ( بتقول حاجه يا زفت ) ..
يزيد بابتسامه واسعه ( لا ده انا بدعيلك .. تحت امرك اتفضلى على الشركه يا امى .. ) ..
خرج جميعهم الى الشركه وسط ضحكات زين و سخريته من يزيد .. و بعد قليل من الوقت
وصلوا الى مقر الشركه .. شركه ‏M.A ‎‏ جروب للغزل و النسيج و فرع اخر للاستيراد و فروع
كثيره بسبب دمج شركه احمد والد زين مع شركات مهاب زوج حنان و والد يزيد و فرح ..
علت نظرات الاستغراب وجهه الجميع على الشخص الجديد الذى يمشى برفقه السيده
حنان و ابنها .. و السؤال الاهم اين هو السيد زين !! .. استقلوا جميعهم المصعد حتى
وصلوا الى الدور السابع و الذى به مكتب السيد زين احمد المدير العام للشركه ..
و ترك عمته و يزيد يتجهون للدور التاسع للعمل بمكاتبهم الخاصه .. كادت ان يفتح
مكتبه لولا فجآه صوت سكرتيرته الخاصه تقول بصرامه ( انت يا اخ .. انت داخل فين ؟؟
هى وكاله من غير بواب هنا ؟؟ ..) التفت لها بدهشه فحتى شاهندا سكرتيرته الخاصه
لم تتعرف عليه .. فقال بحزم ( انتى اتجننتى و لا ايه يا شاهندا .. انا ادخل و اخرج زى
ما انا عايز ده مكتبى .. ) .. ابتعلت ريقعها حين سمعت صوته .. فهو مديرها لكنها لم
تتعرف على شكله لذلك منعته من الدخول .. فقالت بتلثعم ( زين بيه .. انا اسفه جدا
يا فندم .. بس و الله ما عرفتك ؟؟ .. ) .. فأوما برأسه بخفه متقبلا اعتذراها .. ثم اشار لها بالدخول
الى مكتبه وراءه .. فذهبت الى مكتبها لتحضر دفتر ملاحظاتها التى سيخبرها به هو ..
همست فى نفسها ( يخربيت حلاوته .. ده طلع مز و انا معرفش .. ده انا معرفتش شكله .. ) ..
دخلت المكتب و وقفت تنتظر ملاحظاته و هى تتفرس فى ملامحه تريد ان تسآل لما
هذا التغير المدهش .. زين بجديه ( فى مواعيد النهارده ؟؟ … ) .. شاهندا بتوتر
( لا .. اااه .. هو تقريبا في .. مش عارفه؟. ) .. زين بغيظ ( احنا هنهزر و لا ايه .. فى ايه يا شاهندا على الصبح .. ) ..
شاهندا بتلثعم ( انا اسفه جدا جدا .. بس و الله انا متوتره من الموقف اللى حصل من شويه .. ) ..
اخفض بصره و تنفس الصعداء و قال بهدوء ( شاهندا .. انا قلتلك محصلش حاجه ..
يبقى خلاص انسى .. المهم دلوقتى فى مواعيد و لا لا .. ) ..
شاهندا ( فى ميعاد مع رؤوف بيه الساعه 12 الظهر و فى ميعاد مع مصطفى بيه الساعه 3 بس ) ..
زين باستغراب ( مصطفى مين ؟؟ ) .. شاهندا ( مصطفى عز الدين اخو مهاب بيه الله يرحمه ) ..
زين بدهشه ( عم مصطفى !! و ده عايز ايه ؟؟ .. ) ..
شاهندا ( هو حدد ميعاد و مقلش اى حاجه ؟. .. )
_____________________
ايمان عبد الحفيظ
error: