رواية خلقت لأجلك

الحلقة 29 من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ


اتسعت حدقتى عيونها بفزع .. هل حقا اعترف بحبه ام انها تتخيل ام هو حلم ام ماذا ؟؟.. قالت بضجر ( انت كذاب ..) .. زياد بعصبيه ( انا مش كذاب يا نادين .. انا ممكن اكون متوتر .. مش مستوعب اللى حصل بين يوم و ليله لكن انت فعلا بحبك .. ) .. نادين بسخرية ( و المفروض انى اصدق .. ان واحد اتجوزنى علشان يحمينى .. يحبنى فى يوم .. ) .. زياد محاولا التحكم فى اعصابة ( يا نادين .. صدقينى انا كنت بحبك من زمان من قبل ما اشوفك اصلا .. ) .. نادين بزهول ( نعمممم !!!.. ) .. زياد بابتسامه هادئه ( ايووه .. انا كل يوم كنت بحلم بيكى .. حبيتك فى حلمى .. عشقتك لما شوفتك .. ) .. صدمة اخرى .. هل ما يقوله حقيقى ؟؟.. يحلم بها فى منامه .. نادين بترقب ( كنت بنشوف ايييه ؟؟.. ) .. شرد قليلا فى احلامه الرائعة التى كانت يوميا تحدث له .. حين يجتمع بمحبوبته نادين فى المنام .. قال بابتسامه هادئه ( كنت بشوفك واقفه فى منطقه كلها خصرة و بحر صافى .. و كنتى لابسه فستان ابيض .. و شعرك كان مفرود على ظهرك و طاير مع الهواء .. كنتى عامله زى اللوحه الفنيه اللى صعب على اى فنان انه يرسمها او يعبر عنها .. ) .. استشعرت صدق كلامه .. انه فعلا رأى ذلك و انه لا يخدعها .. لكن ما الذى يضمن لها حقيقه مشاعره ؟؟.. لكن الاهم من هذا كله ان ما يسيطر عليها الان هو شعور الخجل و التوتر .. فقالت بتوتر ( ز.. زياد امشى اطلع بره .. ) .. زياد باستغراب ( ليييييه .؟؟ .. ) .. نادين بغيظ ( عاوزة اغير هدومى .. يلا بره .. ) .. زياد بخبث ( طب انا عاوز اتفرج .. ) .. زاد خجلها بل وصل الى نهايته .. كانت وجنتيها مثل لون الفراوله الطازجه .. كانت جميله للغايه فى عيونه .. قالت بتوتر ( انت قليل الادب .. امشى اخرج بره .. ) .. زياد بضحك ( ده من ذوقك و الله .. و بعدين خلاص هسكت علشان قلبتى فراوله عاوزه تتأكل .. ) .. نادين بغيظ ( اووووف .. احترم نفسك يا زياد بقى .. ) .. ثم دفعته خارج الغرفه .. و اغلقت الباب فى وجهه .. ثم استندت بظهرها عليه .. ابتسمت تلقائيا على مغازلته لها .. سمعت صوته من خلف الباب ( انا واثق انك واقفه ورا الباب تضحكى .. ) .. وضعت يدها على فمها .. قالت بزهول ( هو عرف ازااااى ؟؟.. هو حاطط كاميرات فى الاوضه و لا اييييه ؟؟؟.. ) .. زياد بصوت عالى خلف الباب ( يا هبله مفيش كاميرات .. انا شوفتك بقلبى .. ) .. ضحكت بخفوت حتى لا يسمعها .. لكنه قال بابتسامه خبيثه ( اضحكى .. اضحكى .. ) .. قالت هى بهمس و سعاده حقيقية ( بحبك يا مجنون .. ) …


كان يتسلسل على اطراف اصابعه .. لكى يفزعها مثلما كانت تفعل هى فى صغرهم
Flash back ..
كان يجلس فى شرفه منزلهم .. يذاكر دروسه لاجل امتحان الثانوية العامة الاخير .. كانت هى عمرها 14 عاما بينما هو 18 عاما .. كان منهمك فى المذاكره بشدة حتى يحقق حلمه و يصبح مهندس كما كان يعد والده و والدته .. كان هدفهم رؤيته فى الحياة ناجحا .. لكن توفاهم الله العام السابق .. شعر هو بنسمات الهواء العليله تداعب وجهه .. و اوراقه التى بذاكر بها .. تسللت تلك الصغيره على اطراف اصابعها لكى تخرجه من قوقعة الجهد و المثابره لتحقيق حلمه بل لترفه عنه قليلا .. جاءت خلف اذنه .. صرخت بقوه ( زيييييييين .. ) .. انتفض هو من مكانه فزعٱ من المفاجأه .. بينما هى انفجرت ضحكا عليه و على منظره حين فزع من مزاحها .. بينما ابتسم هو على ساذجتها و براءتها التى تستخدمها لكى تجعله فقط يبتسم .. زين متصنع الغيظ ( ايييه اللى عملتيه ده يا فرح ؟؟.. ) .. تسرب الخوف الى قلبها ظنٱ منها انه انزعج منها .. فقالت بخوف ( انا اسفه .. انا بس كنت بهزر معاك .. مكنش قصدى اضايقك .. ) .. ضحط هو باستمتاع على منظرها القلق منه .. فاقترب هو منها .. امسك وجنتيها و قال بدعابه ( يا فروحتى .. انا عمرى ما ازعل منك و لا حتى اضايق .. ) .. تهللت اساريرها .. فقالت بفرح ( يعنى مش زحلان .. ) .. زين بضحك ( زحلان .. الله يخربيت اللغه الخربانه .. اسمها زعلان .. ) .. فدغدغته فى بطنه .. قالت بمزاح ( بهزر معاك كركركركركر .. ) .. ثم ركضت و هو خلفها .. و ضحكاتهم تملأ المنزل …
Back ..
سمع هو صوت همستها بأسمه .. فقال بمرح ( اؤمرينى .. ) .. انتفضت من مكانها فزعا .. فرح بخضة ( انت طلعت منين ؟؟؟.. ) .. زين بخبث ( الله مش كنتى بتنادى عليا .. ) .. تذكرت امر الرساله .. فترقرت الدموع فى عيونها .. هل سيحرموه منها ؟؟.. هل حقا سوف يبعدوه عنها .. لا لا مستحيل .. لفت ذراعيها حول عنقه .. احتضنته بشده .. اثار ما فعلته استغرابه لكنه رفع يده ليحاوط خصرها النحيل .. ظلت مختضنه اياه مده كبيرة .. لا تعرف كم قدر من الزمن ظلت محتضنه اياه .. كانت الابتسامه لا تفارق وجهه من فعلتها .. اما هى هبطت دمعه من عيونه خوفا من المستقبل .. شعر هو بدموعها ابعدها عنه قليلا .. قال بقلق ( مالك يا حبيبتى ؟؟؟.. ) .. لم ترد عليه بل ظلت دموعها تتساقط بهدوء .. هى تدمر قلبه بأفعالها تلك .. قال بخوف و قلق شديدين ( يا فرح ردى عليا .. اييييه الى حصل ؟؟؟. ) .. اعطته هاتفه المفتوح على الرسالة .. لم يستغرب مطلقا من محتوى الرساله .. بل ابتسم بهدوء .. قال بابتسامه ( هى دى اللى عملت فيكى ده كله .. انسى ده اى هبل .. ) .. قالها حتى يصرف تفكيرها عن الموضوع .. بصرف النظر ان قلقها عليه يعجبه للغايه .. فقال بخبث ( بس تصدقى انا لو شفت اللى بعت الرساله دى هديله جايزه .. ) .. فرح ببراءه و هى تمسح دموعها ( ليه ؟؟.. ) .. زين بابتسامه خبيثه ( مش دى اللى خلتك تحضنينى .. ده انا لو شفته هبوسوه .. ) .. ضربته على كتفه .. قالت بخجل ( انت قليل الادب .. ) .. زين متصنع الالم ( ايي .. اٱٱه ) .. فرح باستنكار ( استعبط يا زين استعبط .. هو انت وجعك فى كتفك .. ) .. زين بضحك ( مش كنتى نايمه عليه طول الليل .. ) .. فرح بخجل ( بس بقى .. اوعى خلينى اغير هدومى .. ) .. افسح لها الطريق .. فلاحظ هو انها تسير عرجاء قليلا بسبب الم قدمها .. اما هى كانت تجز على اسنانها لتتحمل الالم .. ففجٱه شعرت بنفسها فى الهواء .. لا لا بل اصبحت بين ذراعيه .. زين بحب ( رجلك .. ) .. فرح بغيظ ( نزلنى يا زين .. ) .. زين بابتسامه ( يا قلب و روح و عقل زين .. ) .. فرح بصراخ ( اتلم يا زيييييييين بقى .. ) .. ضحك بقوه على طفوليتها التى مهما كبرت لن تنتهى تلك الطفوله …


تساقطت دموعها و هى تسجد لربها فى الصلاه .. دعت بدموع قلب ام خائفه على صغارها .. دعت من اجلهم جميعا .. القلق و الخوف يسيطران على قلبها المقبوض بشده على صغارها .. انقباضه قلبها اليوم هة نفسها التى شعرت بها يوم وفاة مهاب .. لكنها لن تستطع تجاهل ذلك الشعور مره اخرى .. انتهت من صلاتها التى تضرعت بها لله ليحمى اولادها .. توجهت الى غرفة يزيد .. فتحت الباب .. وجدته يبدل ملابسه .. اثار استغرابه فعله والدته .. قال و هو يغلق زر قميصه ( صباح الخير يا ماما .. مالك فى حاجه ؟؟؟.. ) .. قالت بصرامة ( مفيش شغل النهارده .. ) .. اصاب يزيد الزهول مره اخرى .. يزيد بصدمه ( نعممممم ؟؟.. ده لييييه بقى ؟؟.. ) .. حنان بتوتر ( هو كده .. مفيش يعنى مفيش .. ) .. ادرك يزيد ان حاله والدته الان لا تسمح بالنقاش .. و انها تتصرف طبقا لقلبها و الحلم الذى رأته البارحه .. رغم محاولته لجعلها تنسى ذلك الحلم .. قال بترقب ( ماما .. انتى شفتى ايييه فى الحلم .. ) .. تلألأت الدموع فى عيونها مرع اخرى.. اقترب يزيد قليلا من والدته .. احتضنها حتى يبث بها روح الامان قليلا .. قالت ببكاء ( قلبى مقبوض يا يزيد .. نفس الاحساس ده حسيت بيه يوم ما مات مهاب .. ).. ثم اجهشت ببكاء قلب ام ملكوم و قلق على صغاره .. بينما تسرب القلق الى قلب يزيد ايضا .. فأحساس والدته دائما يصدق .. مع رؤيه البارحه .. قال فى نفسه ( يا رب استرها .. ) ..


اخذت حماما ساخنا .. اخرجت به تعب جسدها .. عزمت على تنفيذ خطتتها للانتقام منه .. لجعله ينظم على ما فعله .. اخرجت من حقيبه ملابسه .. قميص اسود اللون .. ارتدته و تركت لشعرها البنى العنان .. كان شعرها مبتل تتساقط منه قطرات المياه و هى تمشى .. تعطرت بعطرها الذى يسلب عقل اى رجل .. وضعت شعرها المبتل على جانب واحد .. و خرجت من الغرفه .. وجدته ينظر لها بحب .. ابتسمت لنفسها لانه وقع فى فخها .. شعر زياد بمل اخبره به صلاح مسبقا عندما سأله عن الحب .. شعر بأنه فى فرن حقا .. يشعر بأنه يريظ احتجازها داخل احضانه حتى لا يراها احد .. زياد بابتسامه ( معجبه قوى بريحتى .. لبستى لبسى .. ) .. انقلب السحر على الساحر .. ارادت اغواءه .. و رفضه لكنه الان يخجلها .. قالت بجراءه ( عندك مانع .. انا بحب ريحه لبسك .. ) .. ( يخربيت شجاعتك و جراءتك فى الكلام .. ) .. هتفت بهذه الجمله بعد ان لاحظ ان ما قاله لم يؤثر بها مطلقا .. يعرف انها تريد اغواءه .. لكنها هكذا تقتله .. تحرقه بنار ظمأه لها .. و رغبته فى ضمها لصدره .. زفر بقله حيله حتى يهدى من نار قلبه .. سمع طرقات على الباب .. فتوجه ليفتح .. فتوسعت حدقتى عيونه .. و هو يجد امامه والدها حمدى …


ارتدت ثوب قصير يصل الى ركبتها .. بحملات رفيعه .. لا تعرف لما شعر بالخجل ان تخرج امامه هكذا .. ففضلت ان ترتدى جاكيت قصير من الجينز .. كانت تمشى بصعوبه .. جزت على اسنانها و هى تجاهد لتتجاهل شعور الخوف عليه من تلك الرساله .. لكنه استخف بها .. تشعر بأنقباضه فى قلبها .. خيالات تهاجم عقلها .. انها تفقده .. و انها تبكى عليه .. خيال شخص يقتله .. صرخت بفزع ( لا لا لا لااااااااااااااا .. أااااااااه .. ) .. اقتحم هو غرفتها بلا سابق انذار .. بدون ان يطرق الباب .. وجدها مغمضه العيون .. و تضع يدها على اذنيها .. و تردد صراخها .. توجه اليها مسرعا .. القلق ينهش قلبه .. زين بخوف ( فرح .. مالك يا حبيبتى ؟؟.. ) .. لم ترد بل اجهشت بالبكاء من القلق الذى ينهش قلبه علين و لكن المشكله انها لا تستطع البوخ بما يحمله قلبها بسبب فعله زين معها .. جذبها هو لاحضانه بقوه علها تهدأ قليلا .. احتضنته هى الاخرى عسى ان تجد الامان .. شعر بها استكانت بين احضانه .. قال بخوف ( مالك يا فرح ؟؟../قولى اللى حصل ؟؟.. ) .. لم ترد بل قبضت بقوه على جاكيت بدلته السوداء .. شعر بأنها لا تريد الكلام .. فصمت حتى يجعله تأخذ منه الامان قليلا .. فقبل خصلان شعرها بهدوء ..يجب عليه الذهاب لكن كيف و هى بهذه الحاله ؟؟.. زين بقلق ( قولى يا حبيبتى .. مالك ؟؟.) .. فرح بصوت متقطع ( انا خايفه .. ) .. زين بهدوء ( من اييييه ؟؟.. ) .. لم ترد اخباره لا تعرف لماذا ؟؟.. ابتعدت عنه قليلا .. قالت و هى تمسح دموعها ( مفيش .. ) .. اثار استغرابه تصرفتها. . فقال بابتسامه ( انا نازل الشغل .. شويه و هرجع .. ) .. اؤمات برأسها .. فخرج هو من الغرفه .. بينما هى ظلت تلوم نفسها على ما فعلت .. على نوبتها الجنونيه .. لم تمض نصف ساعه على ذلك .. حتى دوى صوت هاتفها .. اسرعت لها بخطوات سريعه نسبيا و قلقها يزداد .. وجدت اسم زين ..وضعت الهاتف على اذنها .. زين بصوت لاهث ( فرح .. اوعى تنسى فى يوم انى عملت كل حاجه علشان احميكى .. علشان بحبك .. ) .. تساقطت دموعها تلقائيا و قلقها يزداد .. قالت بدموع ( انا كمان بحبك يا زين .. ) .. بعد بدقيقه سمعته يقول ( اشهد ان لا اله الا الله ..و اشهد ان محم…..) .. سمعت صوت ارتطام قوى للغايه .. فصرخت بقهر ( زيييييييين .. ) .. بعد هدأ كل شيئ .. ها هو التاريخ يعيد ذاته مره اخرى اولا مع الام و الان مع الابنه


بقلم ايمان عبد الحفيظ

error: