رواية خلقت لأجلك

الحلقه 13 من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ


استيقظت بتكاسل واضح من فراشها .. البارحه كان يوم رائع بكل المقايس .. لقد رقصا سويا .. حملها بين ذراعيها .. دق قلبها بعنف بين ضلوعها من الذكرى .. ابتسمت بحب .. همست بشوق ( زين .. ) .. ثم ضحكت من قلبها .. ثم ركضت من الفراش .. لتأخذ حمام ساخن و تخرج مع اخيها للشركة .. ارتدت بنطال روز .. و بلزه باللون البنفسجى .. خرجت من غرفتها مسرعه .. فرح بسعاده ( صباح الفل على الجميع .. ) .. يزيد باستغراب ( اييه السعاده دى كلها .. ) .. فرح بغيظ ( يعنى يا اخى بلاش افرح .. ) .. حنان بهدوء ( بس يا يزيد .. يا رب تفضل فرحانه على طول .. ) .. فرح و هى ترسل لها قبله فى الهواء ( حبيبتى يا ماما ..) .. ثم قالت و هى تلوك الطعام فى فمها ( انا رايحه معاك الشركه على فكره .. ) .. يزيد بدهشة ( ليه بقى ؟؟ .. احنا بنشتغل على فكره مش بنتفسح .. ) .. فرح بغيظ ( برضوه هروح .. ) .. يزيد بابتسامه ( طب يلا يا اختى .. علشان ورايا مقابلات قد كده .. ) .. فرح باستغراب ( مقابلات ايه ؟؟. ) .. يزيد بخبث ( مقابلات لمساعده زين و سكرتيرته .. ) .. فرح بصراخ ( ميــــــــــــــن ؟؟.. ) .. يزيد رافعا حاجبه ( مالك ؟.. فى حاجه ؟؟. ) .. فرح بغيظ ( لا و لا حاجه .. يلا نروح .. ) .. ثم خرجا سويا لتذهب الى الشركه معه .. لترى من ستصبح قريبه من زين طوال فتره وجوده فى الشركه


دخل شركته فوجدها ممتلئ بالبنات الذين يرتدين ملابس ضيقه .. و وجهن لا تظهر من كثره مساحيق التجميل .. نظرات الاعجاب التى نظر له الجميع بها .. جعلته يضجر من المكان .. و يفر هااربا الى مكتبه .. ثم قال بغيظ و هو يلقى بحقيبته بعيدا ( لا ده فرح .. مش شركه .. طب و الله مفيش واحده هتشتغل معايا قالبه وشها اراجوز .. الله يخربيت كده عالصبح .. ) .. زفر بضيق ثم جلس ليكمل عمله .. ثم تذكر ما حدث مع فرح البارحه .. تداخلت مشاعره عندما كانت قريبه منه جدا البارحه .. هى فعلا رقيقه و هشه مثلما قال لها .. هو فعلا يحبها لكن هى لا ترى تقريبا .. لكن لماذا تقول عنه ما قاله يزيد ؟؟.. ماذا رات منه حتى تقول ذلك ؟.. فتح درج مكتبه و نظر الى الصوره التى بداخله .. صوره تجمعه مع عائله عمته بعد وفاه والديه .. ابتسم لذكرى اليوم .. كانت يوم نجاحه هو و يزيد .. و هو كان ترتيبه على المدرسه الاول و يزيد الثالث .. كان سعيد لكن فرحته كانت ناقصه .. فاقترحت فرح و هى مبتسمه ان يلتقطوا صوره معا للذكرى .. وضع الصوره مره اخرى بالدرج و اغلقه .. وجدها تقتحم مكتبه كالاعصار .. زين بدهشه ( فــــــرح ؟؟.. انتى بتعملى ايه هنا ؟؟.. و مالك داخله كده ليه ؟؟.. ) .. فرح بعصبيه ( ده كباريه مش شركه .. ممكن افهم ايه اللى بره دول ؟؟.. كل واحده حاطه يجيى 7 كيلو دقيق فى وشها و جايه .. افففففف.. ) .. ضحك زين بقوه .. ثم قال و هو يضحك ( حاجه عجيبه و الله .. و انا مالى يحطوا دقيق .. يحطوا سكر .. انا مالى .. هو انا هتجوزهم .. ) .. ثم قال بابتسامه ( ثم انتى متعصبه ليه ؟؟ .. ) .. فرح بتوتر ( انا متعصبه ؟؟.. لا لا خالص .. انا بس عاوزه افهمك ان دى شركه محترمه .. مش مكان للنزوات بتاعت الرجال . ) .. زين بابتسامه ( بجـــــــــــد .. لا واضح انك مش متعصبه .. و بعدين انا متربى و مش بتاع الحاجات دى يا سندريلا .. ) .. فرح بغيظ ( بمناسبه البت اللى كنت حضانها فى نص الكليه .. ) .. نجح فى جعلها تتكلم .. لكن من البنت التى حضنها امام الكليه ؟؟.. دماغه لا تتذكر هذا مطلقا .. زين بدهشه ( بت مين ؟؟. ) .. التفت لتخرج من الباب و هى تقول بعصبيه ( معرفش .. انا ماشيه .. ) .. قفز من على مكتيه .. و وقف امام الباب و منعها من الخروج .. قال بجديه ( استنى هنا .. انتى ترمى عود الكبريت على البنزين .. و تقول همشى .. انا عاوز اعرف بت اللى حضنتها ؟؟.. ) .. فرح بعصبيه و صوت عالى ( معرفش .. قلتلك .. اسأل نفسك ..) .. زين و هو يجز على اسنانه ( انتى بتعلى صوتك عليا .. ) .. فرح بتوتر ( اااااااااااه .. هتعمل ايه يعنى .. ) .. زين و هو يمد يده خلفها .. و يوصلها لمفتاح الباب و يغلقه .. و يأخذه و يضعه فى جيبه .. زين بخبث ( ادينى عملت .. ورينى بقى هتطلعى من هنا ازاى ؟؟. ) .. فرح بغيظ ( هات يا زين المفتاح .. ) .. زين و هى يرجع الى مكتبه ( مفيش مفاتيح .. لحد ما تتعلمى انك لما تبدأ حاجه تكمليها للاخر .. بدأتى المواجهه دى .. خلاص يبقى تنهيه .. مفيش هروب ..) .. فرح بعصبيه ( انا مش بهرب .. و بعدين مواجهه ايه ؟؟.. انا قولتلك الى عندى و معرفش اكتر من كده .. ) .. زين بعصبيه ( فــــــــــرح .. اسمعى .. انتى عارفاه كويس ان مفيش بينى و بين الى انتى بتتكلمى عنها اى كانت اى حاجه .. تمام .. انا طول عمرى … ) .. ثم قطع جملته .. و تركها معلقه فى الهواء .. لا يجوز الاعتراف بحبه الان .. لن يعترف الا ان يتاكد مئه بالمئه انها تحبه .. فرح باستغراب ( ما تكمل ؟؟.. سكت ليه ؟؟.. ) .. زين بغيظ ( اطلعى بره يا فرح .. ) .. فرح بعصبيه ( انا عايزه اعرف سكت ليه ؟؟. ) .. زين و هو يضرب الطاوله بقوه ( مفيش كلام يا بنت عمتى .. يلا من هنا علشان مش فاضى .. و اتفضلى المفتاح .. قالها و هو يلقى به امامها .. فرح بدموع ( ماشى .. رغم انك اللى بدأت .. ) .. اخذت المفتاح و فتحت الباب . و ركضت منه الى الخارج الى غرفه يزيد .. دخلتها و بدات بكاء .. كيف يصرخ بها .. اما هو جلس يفكر بهدوء .. من هى الذى راته يحضتنها امام الكليه .. لحظه .. هو يوم واحد الذى اتت به فرح الى الكليه .. يوم اتت من مدرستها مباشره مع يزيد .. يومها من احتضن .. مستحيل .. اتسعت حدقتى عينه .. من غيرها احتضنها ذلك اليوم .. هى .. لكن هو لم يتجاوب معها .. هى من غيرها .. ( شـــاهى .. ) .. قالها و الشرار يتطاير من عينه .. ثم تذكر انه انفعل على فرح منذ قليل .. لكنه اكثر ما يغضبه انه لا يستطيع ان يشاركها حبه .. لا يستطيع ان يتعرف بحبه لها ..


تجلس هى فى شرفة المنزل الخاص بها .. فاعلن هاتفها عن اتصال .. امسكت الهاتف لتجد زين .. حنان بابتسامه ( سلام عليكم .. ) .. زين بضيق ( و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ) .. حنان باستغراب ( بترد عليا من غير نفس ليييه يا واد ؟؟ .. ) .. زين بضيق ( عمتى .. فرح شافتنى زمان و فى بنت كانت حضنتنى .. ) .. حنان بترقب ( بنت مين ؟؟.. بس لحظه ايييه المشكله ) .. زين بهدوء ( انتى بتسألينى انا .. اساليها هى .. و بعدين بنتك هى اللى مفكره ان فى حاجه بينى و بينها .. و انا اصلا مش بطيقها .. ) .. حنان بابتسامه ( طب بص .. بما ان بنتى مفكره ان فى حاجه بينك و بينها خلاص ماشى .. نأكدلها ده .. ) .. زين بثبات ( عمتى .. انتى عاوزه تحطى البنزين جنب النار .. انتى لو شفتى بنتك و داخله زى القضا المستعجل عليا المكتب النهارده .. مش هتقولى ابدا نجيب شاهى .. ) .. حنان بخبث ( و هى ايييه اللى داخلها عندك .. ) .. زين بابتسامه ( تقريبا شافت البنات المتقدمين لوظيفه سكرتيرتى .. فاتعصبت و جت تزعق فيا .. ) .. حنان بصراخ ( يعنى انت عاوز سكرتيره و انا معرفش .. يا غبيييي ) .. زين بدهشة ( و ايييه المهم فى كده ؟؟.. ) .. صمتت قليلا ليحاول تخمين ما يدور فى عقل عمته .. فقال بصدمه ( اوعى تكونى ناويه تجبيها تشتغل معايا .. ) .. حنان بثقه ( بالظبط .. هو ده .. ) .. زين بمرح ( ي_______ا حلاوة .. ).. حنان بابتسامه ( يلا قابل بقى .. الكوره فى ملعبك .. و سيب عليا انا حكايه انها تجيلك دى .. ) .. ثم اغلقت الهاتف دون انتظار الرد .. لقد اصبحت منشغله جدا .. يجب عليها اقناع يزيد ليجعل فرح تعمل كسكرتيره لزين .. و عليها ايجاد شاهى لان لها فائده كبرى فى الايام القادمه ..
‏________________________________
لعب فى خصلات شعره بغيظ .. لا واحده تنفع مطلقا .. و الله اذا رأهم زين ليمسك احدهم و يلقى به من النافذه .. ابتسم بسخريه لتخيله الامر .. قال بملل ( افففففف .. يييا رب .. صبرنى .. ابعتلى حد يشجعنى عن الهم ده .. ) .. سمع طرق باب فى غرفه التى يجلس بها .. قال و هو مغمض العينين و ينظر لاعلى السقف ( ادخل .. ) .. دخلت شاهندا فوجدته على حالته تلك .. فقالت بقلق( مالك يا حبيبى ؟؟.. ) .. يزيد بابتسامه ( سبحان الله .. لسه بقول ابعتلى حد يصبرنى و اهو بعتك ليا .. ) .. قالت بحنان ( لا بجد مالك ..؟؟. ) .. يزيد و هو يزفر ( مفيش واحده نافعه تكون سكرتيره لزين خالص .. ده لو شاف واحده فيهم داخله عليه ده ممكن يرميها من الشباك .. ) .. شاهندا بضحك ( علشان تعرفوا ان كنت نافعه .. طب ما ارجع انا اكمل شغلى معاه .. ) .. يزيد ( لا يا حلوه .. انا عاوزك جمبى علشان اسلى عيونى بشوفه القمر ده .. و بعدين زين مش رخم علشان يرجعك و يأخدك منى .. ) .. شاهندا بابتسامه ( ان شاء الله هتلاقى واحده كويسه .. ) .. رن هاتفه قبل ان يرد عليها .. يزيد ( الووو ..) .. حنان بجدية ( ركز معايا فى اللى هقوله يا يزيد .. ) .. يزيد بهمس ( شغل العصابات بتاع الست الوالده ده انا مش بحبه .. ) .. حنان بغيظ ( بتقول اييييه ؟؟.. ) .. يزيد بابتسامه واسعه ( لا و لا حاجه يا عيونى انتى يا ست الكل .. اتفضلى قولى .. ) .. حنان ( زين عاوز سكرتيره صح .. ) .. يزيد بترقب ( صح .. ) .. حنان بثقه ( السكرتيره عندى … ) .. يزيد بحذر ( ميين هى ؟؟.. ) .. حنان بابتسامه واثقه ( فرح .. ) .. يزيد بصدمه ( ميييييييين ؟؟؟… )
‏__________________________________
خرج من المطار بخطوات واثقه .. يرتدى بدله رسميه و نظاره شمسيه تخفى ملامح وجهه .. اخرج هاتفه و فتحه .. لينظر الى الصوره التى بداخله .. صوره سلفى تجمعه بفرح .. قال و هو يجز على اسنانه ( انتى بتاعتى .. و فلوسك ليا لوحدى .. ) .. ثم خرج الى السياره التى ارسلها والده لاستقباله .. ركبها و بدأ فى تفحص اخبار الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعى .. ليتفأجا بالصوره المنتشره على موقع الانتسجرام .. صوره تجمعه زين بفرح و هما يرقصان سويا فى حفله معا البارحه .. و مكتوب عنوان للصوره ( الثنائى العام الرومانسى .. زين و فرح .. ) .. القى بالهاتف بعيدا .. قال و الشرار يتطاير من عينه ( و الله هوريك يا زين .. ) ..
‏___________________________________
بقلم ايمان عبد الحفيظ

error: