رواية خلقت لأجلك

حلقة 11 من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ
________________________________________
يجلس كلاهما بالسيارة .. ممسكين بيد بعضهم‎ ‎‏.. هو يرمقها بنظرات العاشق الغارق حد النخاع فى بحر حبها .. كانت ترتدى فستان ازرق داكن .. اظهر جمالها لكن بشكل جميل و محتشم .. مما جعل يزيد يبدى اعجابة بها .. يزيد و هو يقبل يدها بحب ( انتى عملتى فيا ايية ؟؟.. ها !! ) .. ابتسمت له بخجل شديد .. قال يزيد بحب ( من اول مرة شفتك فيها و انا عقلى مش فى رأسى .. قلبى بنظره واحدة من عيونك .. ) .. شاهندا بابتسامة ( انت اللى خدت قلبى من وقت لما نزلت من عربيتك بسرعة لما خبطنى .. ) .. يزيد بمرح ( انتى اللى طلعتى زى الشبح قصاد العربية .. ) .. شاهندا بغيظ ( و اللة .. ) .. يزيد بضحك ( بهزر .. و بعدين ده انتى احلى شبح ظهر فى حياتى .. ) .. شاهندا ( غلس و الله .. ) .. ثم قالت بغيظ ( و ركز فى السواقة علشان عارف لو خبطت حد هخرب بيتك .. ) .. يزيد بخبث ( اشمعنا ؟؟.. بتغيرى من واحدة لسة مجتش .. ) .. شاهندا بغيظ ( ايوووه بغير .. عندك اعتراض .. ) .. يزيد بضحك ( عسل و انتى متعصبة .. ) .. زفرت بضيق من كلامة رغم ثقتها بانة يحبها .. يزيد بترقب ( خلاص بقى بهزر معاكى يا حبيبتى .. ده انتى اللى فى الحتة الشمال .. ) .. شاهندا بخجل ( بس .. ) .. يزيد بابتسامة ( هسكت بقيتى شبة الطماطم .. ) .. ضربتة برفق على كتفة ( بس يا يزيد .. ) .. يزيد بضحك ( ماشى يا عيون يزيد .. ) .. ثم التفت الى الطريق امامة .. و ركز فى قيادة السيارة لكن ما زال ينظر لها بحب .. و هى تقابل نظراتة بخجل لكن ترمقت بحب ايضا ..
‏___________________________________
وقفت و هى تهز قدمها بغيظ .. الحديث معه كان مرهق و متعب .. شعرت بدقات قلبها كانها كانت فى سباق الماراثون .. وجهها اصبح احمر من الضيق .. لقد قال انه سوف يعطيها لعامر .. لا لا لا هى لا تريد عامر .. هو وسيلة لكى يشعروا بها .. مستحيل ان تتزوج من عامر .. ركضت الى غرفتها مسرعة .. حملت حقيبتها و فتحتها و القت بكل ما فيها على الفراش .. ليخرج ذلك القلم فى علبته السوداء .. امسكت به و خرجت من الغرفة بعصبية .. توجهت الى الركن الهادئ من الحفلة الذى يجلس به هو .. فوجدته يقف ينظر الى النجوم بتمعن .. وقفت بجانبة .. قالت بتساؤل و هى تنظر للنجوم ( بتبص على اى واحدة فيهم ؟؟ .. ) .. ما زال بصرة معلق فى السماء لكنة اشار بأصبعه الى نجمتين متقاربتين من بعضهم .. كانتا لامعتين فى السماء .. احست بانة يتذكر والدية ( اشتقت ليهم ؟؟.. ) .. اؤما برأسة .. تلألأت الدموع فى عيونها .. فقد تذكرت والدها .. فقالت بحزن ( انا كمان بابا وحشنى اووى ) .. قال زين بحزن و هو ينظر للنجوم ( الله يرحمهم و يجعل مثواهم الجنة ان شاء الله .. ) .. قالت بحزن ( اللهم امين .. ) .. مدت يدها لترفع يده اليمنى لتضع بها تلك الهدية المغلفة السوداء .. قال هو باستغراب ( اييية ده ؟.. ) .. قالت بخبث متمنيه من كل قلبها ان يغضب بسبب الهدية ( دى هدية بمناسبة رجوعى .. ) .. ابتسم بجانب شفتية .. فهو متأكد من انها سوف تشترى هدية تجعلة يغضب حتى تمسك علية خطأ .. فتح الهدية لتتسع حدقتيى عينة .. قلم من الفضة .. هى هل تعقلت ام اسأت اختيار الهدية ؟؟.. الا تعرف انه يعشق جمع الاشياء الفضية .. قال بابتسامة ( فضة .. شكرا يا فرح .. ) .. فرح بدهشة ( ايـــــة ده عجبتك ؟؟.. ) .. زين بخبث ( ااااه جدا .. و لا كنتى متوقعه انى هتعصب و مش هتعجبنى صح.. ) .. فرح بتوتر ( لا لا .. انت فهمت غلط .. انا بس فرحت انها عجبتك . ) .. ضحك بشدة جعلتها تلقائيا تبتسم .. قال بابتسامة ( على اساس انى مش عارفك .. بس على فكره معلومة لما تحبى تغيظنى تانى .. اوعى تجيبى حاجه فضه .. لان انا بحب الفضه جدا .. ) .. فرح بغيظ ( انا ماشية .. ) .. مدت يده بسرعه و امسكها من معصمها .. و قربها منة بشده .. همس فى اذنها ( فرح .. انا عاوز اسألك سؤال ..) .. تسارع تنفسها قالت بصوت يكاد يخرج ( اسال .. ) .. زين و هى يتأمل فى ملامحها ( ايه اللى بينك و بين عامر .. ) .. لقد تعمد تذكيرها بعامر .. حتى يعطيها حافذ للهروب منة .. لانها اذا ظلت امامه سوف يرتكب خطأ .. و الاقتراب منها اكثر من ذلك سوف يؤدى الى عواقب خطيرة .. فتحت عيونها بغيظ ( ابعد عنى .. ) .. ثم دفعته بغيظ .. و ركضت من امامة .. تنفس هو الصعداء فالاقتراب منها كهذا الحد يعد منطقه مليئه بالالغام .. ارتفعت حراره جسده .. رفع يده فى الهواء و حركها امامه حتى يعطى لنفسه مجال للتنفس .. ثم ابتسم لان لديها مجال للضعف امامة .. هى تتركة ليقترب .. لو كان غيره لكانت صفعته على فعلته .. لكن ماذا كانت تتوقع منة غير سؤاله ؟؟..
_________________________________
اوقف السياره بجانب الفيلا .. فتحت هى الباب بعصبيه .. امسك بمعصمها بقوه و قال بحزم ( استنى . ) .. قالت بعصبيه ( سيب ايدى يا زياد .. ) .. قال بمرح ( حلو اسمى و هو طالع منك .. ) .. نادين بغيظ ( مش وقت هزار .. ) .. زياد بجدية ( المهم .. انا هدخل معاكى على اساس ايه ؟؟. ) .. نادين باستغراب ( يعنى ايه ؟؟. ) .. زياد بهدوء ( يعنى هدخل معاكى على اساس انى سواق خصوصى و لا ايه ؟؟.. قصدى ادخل بتاع ايه انا . ) .. نادين بتفكير ( نقول صديق ليا .. ) .. زياد باستنكار ( لا و الله .. على اساس ان فرح هتصدق .. ) .. نادين بهدوء ( مش مهم .. انا هخليها تصدق .. المهم يلا ..) .. نزل كلاهما .. دخلا سويا .. كان كلاهما يفكر فى نفس الامر .. هو رغبتهما بامساك يدهما البعض .. امسك هو بيدها .. نظرت له باستغراب .. قال بمرح ( علشان الشكل العام يا نادين .. ) .. نادين باستنكار ( و الله .. طب اوعى بلا شكل بلا زفت .. ) .. زياد بابتسامه ( لا ما هو انا بتحجج .. همسك ايدك يعنى خلاص .. ) .. نادين بغيظ ( سيب ايدى يا زياد .. ايه هو ده ؟؟.. ) .. زياد و هو يجز على اسنانه ( اختارى حاجه من الاتنين .. هندخل و انا ماسك ايدك .. يا اما هشيلك و نمشى و هحبسك فى العربيه .. اختارى .. ) .. نادين بغيظ ( لا ده و لا ده ؟؟. فى اختيار تالت .. اصوت و الم عليك الناس .. ) .. زياد بابتسامه ( بصى حواليكى يا نودى .. مفيش حد فى الشارع .. ) .. زفرت بضيق .. ثم تركت يده ممسكه بيده .. ثم ارتسمت الابتسامه على وجهها ببطء .. مما جعله يتأكد بانة وجد نصفه الاخر .. و هى ايضا احست بانها سوف يربطها شيئ فى المستقبل ..
________________________________
وقفت بجانب والدتها .. وضعت يدها على قلبها الذى ينبض داخل صدرها بقوه .. سألتها حنان باستغراب ( فى ايـــه يا فرح ؟؟. ) .. هزت فرح رأسها بسرعه .. قالت بتوتر ( لا و لا حاجه ؟؟.. ) .. حنان بقلق ( حد عملك حاجه ؟؟.. مالك وشك احمر ليه ؟؟. ) .. فرح بابتسامة قلقه ( لا و لا حاجه يا ماما .. ) .. حنان و هى تمشط شعرها ( قولى بس يا حبيبتى .. ) .. جاء صوت من خلفهم ( سبيها براحتها يا عمتى .. ) .. همست فرح لنفسها ( يخربيتك .. ) .. حنان بخبث ( هو فى ايه ؟؟ انتوا الاتنين .؟؟ .. ) .. زين ببراءه ( مفيش حاجه يا عمتو .. بس يمكن هى مش حابه تقول .. صح يا فرح .. ) .. فرح بابتسامه متوتره ( صح يا ابن خالى .. ) .. ابتسم زين لعمتة .. التى نظرت له بتسال حول ما حدث بينهما .. فأؤما لها رأسه بخفة .. ثم امسك يد فرح بابتسامه ( ممكن تسمحيلى بالرقصة دى .. ) .. فرح باستغراب( على اساس انك بترقص .. ) .. سحبها من يدها دون ان يجيب .. وقف كلاهما فى منتصف الحديقه .. و بدأ الرقص كأنهما روح واحده .. لم تشعر بأن من امامها زين الذى كانت تراه فى الاجازات .. بل هو شخص اخر .. اروع و اجمل من اى زين راته من قبل .. هو الشخص المثالى .. لكم كانت تريده هكذا منذ زمن .. منذ ان كانت صغيره و هى تريده ان يهتم بها كالان .. قاطع ذلك الصوت الذى اقتحم المكان عالاعاصر .. قال بصوت عالى ( حبيبه عمو .. فـــــــــــــــــرح .. ) .. نظر كلاهما الى الصوت ليجدا مصطفى و هو يفتح ذراعيه لها .. تركت يد زين و كادت ان تركض اليه .. امسك معصمها بقوة .. التفت له باستغراب لتسأله .. لكنها وجدته ينظر الى مصطفى و الشرار يتطاير من عيونه مما اثار قلقها .. ما الذى بين زين و بين عمه مصطفى ..
___________________________________
اتسعت حدقتى حنان حين رأت مصطفى يدلف الى لحفله و يفتح ذراعيه الى فرح .. التى اوشكت على الركض لحضن عمها كما هى تعتقد اى عم هذا .. لكنها اطمانت قليلا حين وجدت زين ممسك بيدها بقوه .. لكنها تعرف انه لا فائده من الوقوف و المشاهده فقط . يجب عليها التدخل .. هى من يجب ان توقف مصطفى عند حده .. سوف تحمى عائلتها .. مثل ما فعلت طوال عمرها .. هى كاللبؤه التى تفترس كل من يحاول الاقتراب من صغارها .. الا يكفى صمتها على قتله لشقيقه .. هل ستصمت على رغبته باخذ فرح .. لا لن تسلمها له .. هذا مستحيل .. لن تصمت .. سوف تحارب من اجل صغارها فرح و يزيد و زين .. و ستحارب من حرمها من حبيب عمرها مهاب ..
_________________________________
بقلمى ايمان عبد الحفيظ
error: