رواية خلقت لأجلك

الحلقة 25 من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ


صباح يوم جديد .. يوم ملئ بالاحداث .. يوم مجيئ عامر لطلب يد فرح .. كانت تجلس امام المرأه .. كالصنم و شاهندا معها تزينها من اجل عريسها الذى اتى لطلب يدها .. كانت شاهندا تتحدث باستمرار حتى تخرجها من تفكيرها لكن لا حياة لمن تنادى هى جالسة كالصنم .. لا يذهب من بالها مشهد تخدير زين لها .. لا صرختها التى تكتمها بداخلها حين ضربتها والدتها على شيئ هى لم تفعله .. الضربة من نعشقة تأتى فى مقتل .. بل احيانا تجعلنا نموت بحسره .. تجعلنا نتمنى ان نموت فى ارضنا حتى نتخلص من الالم .. شاهندا بمرح ( فرح .. انتى مكسوفة لدرجة انك مش اتكلمتى و لا كلمه و لا ايه ؟؟.. ) .. لا يوجد رد منها .. اكتفت بأنها ابتسمت ابتسامه خفيفه تكاد تظهر على وجهها الحزين .. البستها شاهندا فستان اسود اللون طويل .. و وضعت لها مكياج رقيق .. و ربطت لها شعرها النحاسى اللون .. كانت جميله جدا .. لكن عيونها حزينه للغايه .. دخل يزيد الغرفه .. قال باقتضاب ( يلا .. عريسك تحت يا هانم .. ) .. نظرت له بحزن .. نظره قتلته .. هى تنظر له بلوم لانه يصدق حديثه .. حديث عامر الذى يجعل منها عاهره حقيره للغايه .. امسك اطراق اصابعها امام شاهندا حتى لا تشك بشيئ .. مشى بها ببطئ حتى وصلوا الى السلم .. بينما اختفت شاهندا داخل الغرفه .. فترك يزيد يدها بهدوء جرحها بقوه .. بينما هى هبطت من عيونه دمعه ساخنه .. مسحتها بهدوء .. وجدتهم جميعا يجلسون فى الصالون .. جلست بدون ان تسلم على اى شخص .. فقط نظرت الى زين الذى كان ينظر لها بهدوء كأنه لاؤل مره يراها .. نظرت له باحتقار كأنه قتل لها شخص .. عامر باستفزاز ( طبعا احنا متفقين على ان الفرح الاسبوع الجاى .. ) .. لم يرد عليه احد .. فقال بسخرية ( لو مش عاجبكم كلامى اقوم و نفضها جوازه ..و خليها قاعده عندكم و لا حد هيرضى يتجوزها .. ) .. يزيد بعصبيه ( جرى ايه يا حيوان يا ابن …. انت فاكر نفسك مين هتزلنا و لا ايه .. فى ستين داهيه .. ) .. حنان بحزم ( يزيييد .. اقعد .. ) .. عامر بابتسامه سخيفه ( عين العقل يا حماتى .. ) .. ثم قال باستهتار ( طبعا احنا هنيجى نقعد معاكم علشان انا معنديش بيت .. ) .. حنان بغيظ ( تنور .. ) .. يزيد باقتضاب ( الصبر من عندك يا رب .. ) .. عامر بسخرية ( طبعا مفيش شبكه و لا غيره هو الفرح بس .. ) .. كاد يزيد ان يفتك به لولا ان امسكه زين من ذراعه .. قال بثبات ( اهدى .. ) .. شعور قوى لغايه يسيطر عليها بأن تحضر السكين الذى امامها و تضربه به ..ما كميه البرود التى بداخله .. لكنه جزت على اسنانها من بروده الملحوظ و عدم تأثره بما يحدث .. لكن هل يجب ان يتأثر بعد فعلته فهو حيوان و الحيوانات لا تشعر .. عامر بسخرية ( اهدى با نسيبى .. ) .. ضرب يزيد بقوه على قدمه و قال بغيظ ( اللهم طولك يا روح .. ) .. عامر ( اخر حاجه .. عربيه الفرح هنجيب سواق طبعا .. ) ..حنان بهدوء ( طيب .. اتفضل بقى علشان نجهزلك عروستك بعد اسبوع .. و يا ريت مش نشوف وشك غير بعد اسبوع .. ) .. رحل هو و الده الذى كان مستغرب من شده من تغير موقفهم .. فقال مصطفى باستغراب ( هما من امتى موافقين ؟؟.. ) .. عامر بابتسامه ( من امبارح .. ) .. مصطفى رافعا حاجبه ( ازاى ؟؟.. ) .. عامر بابتسامه ( انا عامر و لو عايز حاجه هخدها ..و انا اخدت كل حاجه …) .. مصطفى بقلق ( انت عملت ايه يا عامر ) .. عامر بابتسامه ( و لا حاجه قرصه ودن بس .. ) .. استشعر مصطفى بان ابنه قد فعل مصيبه .. و لكنه لا يود اخباره لكن اذا تمت هذه الزيجه سوف تكون معجزه …


هبطت الطائره ارض باريس .. الارض التى يعيش بها والد نادين .. زياد بابتسامه ( حمدلله على السلامه .. ) .. نادين بهدوء ( الله يسلمك .. ) .. زياد باستغراب ( مالك طيب دلوقتى .. ) .. نادين بضيق ( مليش .. ) .. زياد بابتسامه ( قولى مالك .. ) .. نادين بخوف ( انا مش عايزه اروح عنده .. ) .. امسك يدها و طبع عليها قبله هادئه لعله يبث بها روح الامان .. ثم قال بابتسامه ( حبيبتى .. بلاش تخافى .. انا معاكى حتى و لو هو مش مهتم .. ) .. ركب كلاهما السياره ذاهبين الى منزل والدها الذى لم يكلف خاطره بارسال احد لاستقبالهم .. لكن هو والدها مهما فعلت .. طرقت باب منزله الذى تعرفه عز المعرفه حين اتت لزيارتة قبل سنتين و طردتها كرستين زوجه والدها .. فتحت الباب جوليا الخادمة .. فقالت بترحاب ( انسه نادين .. مرحبا بك حمدا لله على سلامتك .. ) .. نادين بابتسامه هادئه ( شكرا جوليا .. اين والدى .. ) .. جوليا بابتسامه ( هو بالطابق العلوى مع السيدة كرستين .. ) .. نادين بهدوء ( اخبريه انى اتيت .. و معى حبيبى و اريد مقابلته على انفراد .. ) .. جوليا بتوتر ( آآآ.. آنسه نادين … آ سوف تغضب السيدة كرستين .. ) .. نادين بلا اهتمام ( مش مهم .. انا عايزه بابا لوحده يا جوليا .. ) .. اؤمات برأسها و توجهت الى الاعلى لتنادى السيد حمدى والد نادين .. امسكت نادين يد زياد .. و دخلت المنزل و جلست على الاريكه الموجوده هى و هو .. زياد باستغراب ( مش قلتى متوترة و خايفه .. ) .. نادين بابتسامه هادئه ( مش انتى قلتلى .. انا معاكى خلاص الخوف راح .. ) .. ابتسم بعشق لها .. فبادلته نظراته لكن بخجل .. قطع ذلك صوت اقدام والدها .. الذى قال بابتسامه مزيفه و هو يعانقها بلا نفس ( حبيبه بابا .. وصلتى امتى ؟؟.. ) .. نادين بسخرية ( على اساس انى مش بعت مسج لحضرتك قلت فيها انى هاجى باريس من يومين .. ) .. حمدى بتوتر ( انا مشغول يا نادين .. مش بشوف موبايلى على طول .. ) .. نادين بسخرية ( هيكون مع الحربايه اكييييد .. ام اربعة و اربعين .. ) .. حمدى بلوم ( عيب يا نادين .. دى مرات بابا .. ) .. نادين بسخرية ( اى كان .. حمدى بيه ده زياد خطيبى .. زياد ده حمدى بيه بابا .. ) .. رفع زياد يده ليصافحه .. فقال حمدى بهدوء ( اهلا وسهلا يا زياد .. ) ..زياد بابتسامه ( اهلا وسهلا يا فندم .. تشرفنا .. ) .. حمدى بهدوء ( خير .. انتى كنتى عاوزة حاجه .. ) .. نادين بسخرية ( انا بطرد حاليا بس بشياكه .. المهم انا عاوزه موافقه حضرتك علشان اتجوز زياد .. ) .. زياد بابتسامه ( و انا طبعا يا فندم يشرفنى انى اتجوز بنت حضرتك حب عمرى كله نادين .. ) .. حمدى بهدوء ( مش لازم نسأل عنه فى الاول قبل ما اوافق .. ) .. نادين بسخرية ( على اساس ان حضرتك فاضى علشان تنزل مصر .. ) .. حمدى بحزم ( نادين اتكلمى باسلوب احسن من كده .. انا لازم اعرف عنه كل حاجه و اسأل عنه فى مصر .. ) .. نادين بهدوء ( مش هينفع تسأل لاننا لازم نتجوز قبل الفضيحه ما تبان .. ) .. حمدى و زياد بزهول ( فضيحه ايييييه ؟؟.. ) .. نادين بسخرية ( اصل انا حامل من زياد .. ) .. زياد بزهول ( زيااااد مين ؟؟.. ) .. ظهرت كرستين زوجه حمدى من حيث لا نعلم .. و قالت بعصبيه ( ارأيت ابنتك العاهره يا حمدى .. نامت مع شاب و هى سوف تنجب منه .. ) .. احمرت عيون نادين من الغيظ و كادت ان تنقض على تلك الحيه الشيطانه المتمثله فى صوره زوجه ابيها … توجهت نادين و غضب الدنيا كلها على وجهها .. بكل ما اوتيت من قوه صفعت كرستين بغيظ .. صرخت بها بعصبيه ( انا عاهره يا زباله يا حقيره .. هو انتة فاكره كل الناس زيك طبعا .. لازم الحقير يشوف الناس زيه ..انتى مش مكفى انك حرمانى من ابويا كل السنين من وقت لما اتجوزتيه .. لا و كمان متحكمه فيه .. و ممنوع يشوف حد على انفراد .. انتى ايييه عارفه انا قلت انا حامل ليه.. علشان اخليكى تقولى الكلمتين بتوعك دول و انزل على وشك ده بالقلم .. ) .. ثم نظرت الى والدها و قالت بهدوء ( انا بموافقتك او لا هتجوز زياد ..و اعتبر من اللحظه دى انت معندكش بت اسمها نادين .. ) .. قالتها و امسكت يد زياد و خرج كلاهمغ سويا بعد افرغت شحنه الغضب الذى بداخلها من تلك العقربه .. بينما هو يجز على اسنانه ليكتم ضحكه ..


يوم الزفاف .. اى عروس فى هذا اليوم تكون فرحه سعيده من المحتمل القلق قليلا خوفا من حدوث اى خطأ لكن فرح كانت كالصنم .. تمثال بلا اى مشاعر او شعور بالواقع .. الله اعلم بما يدور داخلها لم تتفوه بأى كلمه منذ اسبوع حتى طوال فتره وجودها فى مركز التجميل لم تفتح فمهما فقط ابتساكه خفيفه حين يوجه لها حديث .. هى من قتلت من داخلها ليس اى شخص اخر .. هى من تعانى و تتعذب الان .. سمعت صوت الفتاه قول ( انسه فرح … السواق بتاع حضرتك وصل علشان يوصل حضرتك للقاعه .. ) .. هبطت لوحدها دون مساعده من احد .. كانت جميله بحق .. بل ايه فى الجمال .. بفستانها الابيض الذى يجعلها ملاك .. بل ملكه على عرش الجمال و الجاذبيه .. جلست فى المقعد الخلفى. .. ادار السائق محرك السياره الى مكان القاعه … لكنها لاحظت اختلاف الطريق .. تسرب الخوف ان هذا السائق مجنون .. هو يخبئ نصف وجهه تحت وشاح يلفه حول عنقه .. امسكت بكتفه لتبهه .. قال السائق ( ازيك يا فرح .. ) .. لتتسع حدقتى عيونها من الصدمه … سائق السيارة هو زين ….


بقلم ايمان عبد الحفيظ

error: