رواية خلقت لأجلك
الحلقة 28 من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ
فرح بفزع ( زيييييييين .. ) .. زين بوهن ( بس اهدى .. انا كويس .. ) .. يزداد الخوف تلقائيا بقلبها حينما رأت قطرات العرق على جبينه .. هو منهك بسبب الالم .. اخذت زجاجه المياه الموضوعه بجانبه .. شعر بقشعريره تسرى على طول العمود الفقرى .. كأن كهرباء لامسته حين وضعت يدها على وجهه .. اعطته الدواء .. فتنهد هو بهدوء .. فقالت بترقب و قلق بالغ يظهر فى عيونها ( احسن ؟؟.. ) .. اؤما برأسه بهدوء .. قال هو بضعف ( لازم يتغير على الجرح .. لانه نزف ) .. فرح بترقب و قلق ( و المطلوب .. ) .. زين بابتسامه واهنه ( غيرلى عليه .. ) .. وضعها امام المدفع كما يقولون .. ما العمل الان ؟؟.. اتتقبل ما طلبه منها .. و انها الان زوجته .. او ترفض و تتركه يعانى الالامه كعقاب لما فعله بها .. لكن لا بصرف النظر عما فعله .. لا يجب ان تتركه يعانى .. هى زوجته بالاخير .. قالت بتوتر ( افتح قميصك .. ) .. زين بوهن ( مش هقدر يا … فرح ) .. باصابع مرتجفه رفعت يدها .. لتصل الى اول زر من ازرار قميصه .. مع كل زر تفتحه دقات قلبها تزداد كأنه يوجد احتفال بداخل ضلوعها .. ظهرت عضلاته البارزه فجعلتها تنسى ما كانت تنوى فعله .. بل ايضا ارتفعت درجه حراره الجو فجأه .. فتوردت وجنتها خجلا من منظره فهذه اول مره ترى رجل بهذا الوضع .. اغمضت عيونها جاهده لتحكم فى انفعالاتها .. نزعت قميصه عنه بخجل و توتر .. جاهدت لتبعد نظراتها عنه حتى تنتهى مما تفعله .. بينما هو كان فى اكثر لاحظته فرحه .. بل قلبه يكاد يقف من فرط السعاده .. معشوقته ..طفلته فرح .. فرحه قلبه.. اخير اصبحت زوجته .. حاليا تجلس امامه و تضمد له جروحه .. يالا سعادته .. كان ينظر له بحب شديد .. و جاءت المهمه الاصعب .. ان تجعل الشاش يحيط بجسده عند منطقه الجرح .. ارتفعت بجسدها قليلا .. اقتربت منه حتى اصبحت انفاسها المتوتره تصتدم برقبته .. جاهد كلاهما ليصرف تفكيره عن هذا الوضع.. و بعد معجزه و اخيرا انتهت من تغير ضمادته .. كانت كالفراوله الحمراء .. كانت خجله جدا منه .. قال بابتسامه هادئه ( شكرا .. ) .. اؤمات هى برأسها بتوتر لانها مازالت متوتره بسبب رؤيته عارى الصدر .. لاحظ هو ارتباكها و خجلها .. لانه رأى حركتها التلقائيه ان ينحرف اصبعها الاوسط على الاصبع الاخر ليصبح فوقه .. فقال بابتسامه هادئه ( فرح ممكن تساعدينى اقوم .. علشان امشى من قدامك لانك خالص قربتى تتحولى لفراوله .. ) .. نظرت له بغيظ و صوت منخفض ( غلس .. ) .. زين بابتسامه ( سمعتك على فكره .. ) .. زفرت هى بضيق .. فقال هو بمرح ( يلا .. ساعدينى .. ) .. فرح بتوتر ( و انا بمنظرى ده .. هعرف اساعدك .. ) .. زين بابتسامه هادئه ( حاولى .. ) .. حاولت ان تقف دون ان تثير انتباه لالم كاحلها .. لكن مع الاسف الالم يزداد كلما حاولت ان تحمل على قدمها .. رأى هو مدى صعوبه محاولاتها للوقوف .. زين بقلق ( فرح .. انتى رجلك فيها جاجه ؟؟. ) .. فرح بتوتر ( لا مفيش .. ) .. زين بقلق ظهر فى عيونه ( فرح .. رجلك فيها حاجه .. انتى مش قادره تقومى .. انا شايفك مش اعمى انا .. ) .. فرح بضجر ( قلت انا كويسه .. ) .. زين بغيظ ( بطلى تنرفزينى .. انتى وقعتى امتى .. ) .. فرح بهدوء ( من شويه و انا بجرى علشان الحق اجبلك الدوا .. ) .. تخبره بكل بساطه انها تألمت و جرحت و هى تحضر له دواءه .. كم هى رائعه و ترفض ان تخبره .. لو كان بكامل صحته الان لكان حملها و وضعها فى غرفته لتستريح .. لكنه متعب و هى ايضا .. ما العمل ؟؟.. زين بابتسامه ( يعنى احنا الاتنين تعبانين .. و مش هنقدر نتحرك ؟؟..) .. فرح بغيظ ( لو عليا كنت جريت من هنا .. ) .. زين بابتسامه خبيثه ( ليييييه .. ده حتى الجو هنا طراوه .. ) .. فرح بغيظ ( و الله ..) .. زين بضحك ( اه و الله .. ).. فرح بعصبيه ( على فكره انا مش طايقك .. ).. زين بابتسامه برود ( الله يخليكى ده من ذوقك .. ) .. زفرت بضيق .. حاولت جاهده ان تقف .. لكن باءت محاولتها بالفشل .. حتى استطاعت ان ترفع جسدها قليلا .. لكنها سقطت لكن ليس على الارض .. بل بحضنه .. همس فى اذنها بصوت به كم من الرغبه و الحنو ( فرح .. صديقينى انا بحبك .. دى حتى كلمه قليله .. انا بعشقك من و انتى عيله بتلعبى .. ) ..
كانت غارقه فى النوم .. بل فى كابوس مزعج .. ترى ابنتها الوحيده .. تنادى بأعلى صوتها عليها و على زين و على يزيد .. لكن لا مجيب ..حاولت الرد عليها لكن صوتها مبحوح .. لا تستطيع الكلام .. حاولت ان تركض لترى ما بها .. لكن المصيبه وجدت على يدها دماء .. جسد يرقد بين ذراعى فرح .. جسد زين غارق بدماءه .. صرخت حنان بفزع ( زيييييييين .. ) .. انتفضت من نومها .. استعاذت من الشيطان .. بصقت على يسارها ثلاث مرات .. اضاءت نور الغرفه.. فتح باب غرفتها كالأعصار بسرعه البرق .. كان يزيد ولدها الاكبر يقف امامها .. قال بقلق ( ماما .. مالك يا حبيبتى ؟؟.. ) .. لم تكد ترد عليه .. حتى دوى صوت اذان الفجر لتعلن ان ذلك الكابوس هو رؤيه و ليس حلم .. هتفت بفزع ( ولادى .. زين و فرح يا يزيد .. ولادى هيحصلهم حاجه .. ) .. ثم اجهشت بالبكاء .. تسرب القلق الى نفس يزيد .. لكن دوره الان ان يبث الامان فى قلب والدته .. عسى ان تهدأ .. فأخذها بحضنه و تلى على مسامعها بعض ايأت القرأن الكريم الذى يحفظها عن ظهر قلب .. هدأت نفس حنان قليلا .. فقالت بخوف ( قلبى مقبوض يا يزيد .. فرح كانت بتعيط .. و زين كان كله دم .. ) .. يزيد بهدوء ( اهدى يا ماما .. خير بأذن الله .. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .. ) .. حنان بخوف ( يا رب .. خليك معاهم .. دول يتامى .. ) .. لم يعرف كيف يصرف نظرها عن ذاك الموضوع حتى تنتهى هذه الليله بسلام .. لم يجد سوى طريقه واحده .. ربما يشتت انتباها عن هذا الموضوع .. يزيد بترقب ( ماما .. انا عايز اتجوز .. ) .. برقت عيون حنان من الصدمه ؟؟.. حنان بزهول ( عاوز ايييييه ؟؟.. ) .. يزيد بابتسامه ( ايييييييه .. عاوز اجبلك احفاد يا حنون .. عاوز اخليكى تيته .. ) .. لم تسعها الفرحه حاليا .. احتضنته بقوه .. ها هو من كانت تركض خلفه لاجل ان تطعمه كبر و يريد الزواج .. لقد ركضت الايام .. قالت بفرحه ( يا حبيبى .. الف مبرووك يا ابنى .. ) .. اتسعت ابتسامته لانه شتت انتباهها .. بل ايضا لانه سوف يتزوج معشوقته الصغيره شاهندا .. يزيد بفرحه ( بجد يا ماما .. موافقه ) .. حنان بفرح ( طبعا يا واد .. قول انت بس امتى و انا عيونى .. يا حبيبى ) .. رقص قلبه فرحا .. فاحتضن والدته و قبلها من وجنتها .. ثم ركض خارج الغرفه .. كاد ان يغلق باب الغرفه .. لكنه ارسل لوالدته قبله فى الهواء .. قال بمرح ( تصبحى على خير يا قلبى انتى .. ) .. اغلق الباب .. فضحكت هى بقوه على شقاوه صغيرها الذى لن يكبر ابدأ .. لكن ما ان لبث ان عاد القلق مجددا الى قلبها .. لكنها استعاذت من الشيطان و خلدت مره اخرى للنوم .. قالت بابتسامه هادئه ( ابنك كبرو هيتجوز يا مهاب .. كان نفسى تكون جمبى دلوقتى .. ) .. بينما يزيد امسك هاتفه ليدق رقم شاهندا .. اتاه الرد قائله بنعاس ( فى ايه يا يزيد عاوزه انام ..) .. يزيد بفرحه ( هنتجوز يا شاهندا .. ماما وافقت .. ) .. شاهندا بنوم ( طب الف مبرووك .. تصبح على خير .. ) .. يزيد بغيظ ( انتى يا بت .. بقول هنتجووووووز .. ) .. انتفضت شاهندا من نومها .. صرخت بفرحه ( هتجوز .. هنتجوز .. هيييييييييه ) .. يزيد بضحك ( ربنا يشفى .. ) ..
صباح يوم جديد .. كان يتمزق من الالم على صغيرته .. على ما فعلته تلك اللعينه بأبنته الوحيده .. ابنته الوحيده ذلتها تلك التى تدعى زوجته .. اى زوجه تلك .. تستحق معا فعله معها البارحه بعد رحيل صغيرته
Flash back
كرستين بصراخ ( شفت بنتك الوقحه .. قليله الادب بتمد ايدها عليا .. دى سافله و مش محترمه .. ) .. كان حاله كالهدوء الذى يسبق العاصفه .. قال بهدوء ( هى فعلا جت و انتى طردتيها ؟؟؟.. ) .. كرستين بتوتر ( اآآأ… آآنا .. ما .. ) .. حمدى بصراخ جعل الخوف يضرب جسدها فانتفضت مذعوره (سؤالى واضح .. عايز اجابه ؟؟؟.. ) .. كرستين بعصبيه حتى تخرج نفسها من الموقف ( دى كدااااابه ؟؟.. انا عمرى ما اعمل كده .. ) .. استطردت كرستين بغيظ ( اساسا دى بنت مش متربيه و كذابه .. انا مش فاهمه انت ربيتها ازاى .. لا و جايه و جايبه البوي فريند بتاعها .. تلاقيها غلطت معاه .. قليله الادب .. ) .. تدفقت ذكرياته مع هاله زوجته ام نادين .. حين تزوج بها .. جين اخبرته بحملها بنادين .. حين توفيت و هى تلدها .. كانت اخر كلمه تقولها ( خلى بالك من نادين .. دى بنتنا يا حمدى .. ) .. تدحرجت دمعه من عيونه .. لانه لم يفى بوعده لزوجته المحببه .. احزن صغيرته الوحيده .. استقرت فى باله اهانه كرستين الى ابنته واتهامها بأنها نامت مع زياد .. تلقائيا رفع يده ليهبط بها على وجهها .. قالت بزهول ( انت بترفع ايدك عليا يا حمدى .. ) .. جذبها من شعرها بعنف .. قال بغضب ( و اكسر عضمك كمان .. لو جبتى سيره بنتى بأى حرف .. بنتى اشرف منك و من عشره زيك يا زباله .. ) .. اتسعت حدقتى عيونها من الخوف .. حمدى الذى كان كقطعه صلصال تشكلها مثلما تريد تمرد عليها .. حمدى بصراخ هز ارجاء المنزل ( على اوضتك و مش عايز اشوف وشك .. ) .. ركضت الى غرفتها .. تجر اذيال الخيبه خلفها ..
Back
كان يجلس فى الصاله .. وجدها تهبط السلم و بيدها حقيبه ملابسها .. حمدى بتهكم ( على فيييين ؟؟؟.. ) .. كرستين بدموع مصتنعه ( هروح بيتى .. ) .. حمدى بضيق ( يلا فى داهيه .. المركب اللى تودى .. ) .. لم تفهم كلاماته .. فتجاهلتها و توجهت نحو الباب .. فسمعت صوتها الحازم ( استنى .. ) .. رقص قلبها فرحا ربما يطلب منها البقاء .. التفت له بترقب .. ففجر فى وجهها قنبلته ( انتى طالق .. ) …
استيقظ من النوم بكسل شديد .. تحرك بجسده قليلا حتى يعطى نفسه مجال للقدره على الحركه .. اغمض عيونه قليلا ليتذكر ما حدث البارحه .. شجارها مع زوجه ابيها .. زواجه منها .. معرفتها للحقيقه بأبشع الطرق .. تنهد بارهاق .. كيف ستسامحه .. توجه الى الغرفه التى نامت هى بها .. لحسن حظه وجد باب الغرفه مفتوح .. فتح الباب ليجدها نائمه كالملاك الهادئ .. كم كانت جميله و هادئه بخصلات شعرها البنيه اللون .. انحنى بجسده قليلا ليقبل جبهتها بعشق بالغ ظاهر فى عيونه .. لكن عقله يرفض الاعتراف .. لاول مره يشعر بأنه حقا عشقها .. لاول مره تحركت شفاه لينطق ( انا بحبك يا نادين .. ) .. لقد سمعته ام انها تتخيل ؟؟.. اتسعت حدقتى عيونها .. هل هو يحبها ام انه يخدعها مره اخرى ؟؟؟..
استيقظت من نومها .. حاولت ان تحرك جسدها قليلا لكن صعب للغايه .. بسبب ثقل على جسدها .. فتحت عيونها بتثاقل .. فوجدت نفسها فى حضنه .. يحاوطها بكلتا ذراعيه القويتين .. رأسها فى صدره .. و هى تحاوط خصره بذراعيها .. اتسعت حدقتى عيونها بفزع .. كيف تنام بحضنه ؟؟.. بل متى ؟؟..
Flash back
ابتعلت ريقها بعد كلامه الرقيق الذى يغرقها به .. يجعله تغرق فى بحور عشقه مره اخرى .. قالت بتوتر ( ابعد عنى .. ) .. حاوطها من ذراعيها و هى فوقه ( الله هو مش انتى اللى وقعتى عليا .. ) .. فرح بغيظ ( اوعى طيب .. ) .. جذبها بقوه ليقربها منه بقوه بل ليدفنها فى احضانه .. قال بحب ( هتنامى كفايه لعب .. ) .. فرح بغيظ ( طب اوعى انا مش عاوزه انام هنا ؟؟.. ) .. زين بابتسامه خبيثه ( اهمدى يا حبيبه قلبى .. و نامى فى حضنى احسنلك .. ) .. فرح بغيظ ( يوووووه .. ده انت غلس و انا مش طايقك .. ) .. قبل خصلات شعرها الناعمه .. و همس بحب ( الله يخليكى .. مهما قلتى برضوه هحبك .. و هفضل احبك لاخر نفس فيا .. ) .. ثم اغمض عيونه ليستسلم كلاهما لسلطان النوم و معشوقته بحضنه ..
Back
دوى صوت هاتفها معلنا قدوم رساله نصيه .. حاولت ان تبعده بكل ما استطاعت من قوه .. حتى نجحت .. مشت ببطء حتى وصلت للهاتف.. فوجدت رساله جعلت قلبها يقفز رعبا عليه .. “” اتمتعى بحبيب القلب .. علشان مش هتشوفى وشه تانى .. و قريب اوى هتكون نهايته على ايدى ” ..
انتفش قلبها فزعا و خوف عليه .. برغم ما فعله بها هى حقا تعشقه .. همست بخوف ( زين .. ) …
ايمان عبد الحفيظ