فريسه للماضي
فريســة للماضـي
ــــــــــــــــــــتعالت أصوات بكاؤها وهي تشتكي لأخيها من حالـة ابنها السيئة وافعاله الجهولة ، ونبرته الجديدة في الحديث معها ، وخشيت ارتكابه لشيئًا ما مُستهجن خاصةً بعد اعترافه بعدم تخليه عن حبه لأبنة خاله ، فتفهم فاضل موقفها وحدثها بنبرة هادئة رغم ثورة انزعاجه المشتعلة بداخله :
– أنا هكلمه يا ثريا ، وهخليه يجي عندي وأشوف هو بيفكر في ايه .
ثريا بنحيب ونبرة مهزوزة :
– ابني هيضيع مني ، اتغير قوي يا فاضل ، انت لو شوفت بيتكلم ازاي هتخاف منه .
فاضل متنهدًا بضيق :
– اهدي يا ثريا ، انا هبعتله وأخليه يجي عندي ، وهفهمه كل حاجة ، تابع بقلة حيلة :
– أنا لو بإيدي كنت خليته يفضل عندي ، بس انتي عارفه ان سارة هنا ، وفاطمة مكنتش موافقة علي قعاده هنا اكتر من كدة ، معرفش ليه اتغيرت
ثريا بتفهم :
– عارفه يا فاضل ، وانت ملكش ذنب في كل ده ، انا اللي غلطانة لما اتجوزت واهملت ابني ومحستش بيه .
حزن فاضل علي حالة أخته وهدأها :
– خلاص يا ثريا ، انتي مش اول واحدة تتجوزي ، وانا بنفسي هشوف مالك وهتكلم معاه ، متعيطيش بس يا حبيبتي ، انا مش عايز أشوفك زعلانة….
ولجت فاطمة حاملة بيدها صينية صغيرة عليها فنجانين من القهوة ، وتقدمت من فاضل الذي طالعها بابتسامة عذبه واشار لها بأن تجلس ، ثم أكمل حديثه مع أخته ليختمه بــ :
– خلي بالك من نفسك يا ثريا ،ومش عايزك تشيلي هم حاجة وأنا موجود. أنهي إتصاله ووجه بصره لزوجته الجالسة في مقابيله وحدثها :
– ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي .
فاطمه بابتسامة ودودة :
– ربنا يخليك ليا ، تابعت مستفهمـة :
– هي ثريا مالها .
رد فاضل بحيرة :
– الواد مالك متغير قوي ، وثريا ندمانة انها أتجوزت وسبته لوحدو .
هتفت فاطمة بتعقل :
– وليه ميقعدش مع مامته ، علي الأقل فايز بيه راجل محترم قوي ، كفاية اللي بيعمله علشانهم .
فاضل زاممًا شفتيه :
– انا هكلمه وأخليه يجي ، لازم أتكلم معاه ، ثم شرد في حديث أخته بأنه مازال يكن لنور بعض الحب ولم يتناساه قط ، ثم تابع بضيق :
– وأشوف الواد ده بيفكر في ايه ……
_________________________انحنت الفتاة بجسدها لتضع الطعام أمامهم ، وسلطت مريم بصرها عليها متفرسة ملابسها الفاضحة والكاشفة عن مفاتنها ، ثم وجهت بصرها لزوجها ولمحته يختلس لها النظرات ، ولكن إضطرارها للموافقة علي عملها جاء بمدي معاناتها في الفترة المـاضية خاصةً انها لم تنعم بنومـة هنيئة ، كتم حسام ضحكتـه مدركًا أنزعاجها من الخادمة ، ولكنه شعر بأريحية لغيرتها عليـه ، وتعمد أختلاسه للنظرات للفتاة ليهيج بداخلها الغِيرة الأنثونية التي يتمني ان تمنحها له زوجته ، ثم حملت الفتاة الولد واردفت بعملية وهي تنظر لمريم :
– انا هروح افطر الولد يا مدام .
اومأت مريم برأسها ، وتتبعتها وهي تتغنج في خطواتها بطريقة مثيرة،ثم بادرت بالنظر لزوجها وهتفت بامتعاض :
– عجباك سيادتك ، عينك ما اتشالتش من عليها .
حسام بضيق زائف :
– ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا مريم ، انا هبص للخدامة .
مريم بوجه غاضب :
– ما انتو الرجالة كدة ، ميهمكوش خدامة ولا زبالة ، اي حاجة تشبطوا فيها .
القي شوكته امامه ونهض قائلاً باحتجاج زائف :
– مسمحلكيش تقارنيني بالرجالة دول ، وعلشان ترتاحي انا سيبهالك وماشي.
ثم سار للخارج راسمًا هيئه منزعجة ، وما ان أغلق الباب خلفه حتي انفجر ضاحكًا وصفق كالأطفال فرحًا وهتف :
– حلاوتك يا زينو يا مظبطني .
______________________
اوقف سيارته وترجل الإثنان منها ، اسرعت نور بالتشبث بذراعه وولجوا سويًا للداخل ، وقابلتهم عزيزة مرحبة بحرارة ، واردف زين بابتسامة عذبة :
– عاملة ايه يا دادة .
عزيزة بامتنان : حلوه اكيد يا زين بيه .
نور بتساؤل : فين سارة ؟
عزيزة مشيرة بيدها للأعلي : فوق في أوضتها .
زين مستفهمًا : هو بابا لسه نايم .
عزيزو بنفي :
– لأ..دا في أوضة المكتب ، هو والست فاطمة .
أومأ برأسه وحدث نور :
– انا هروح اسلم علي بابا وأمشي ، وانتي أطلعي لسارة .
نور بانصياع : حاضر يا حبيبي ، ثم رفعت نفسها لتقبله ، فابتسم لها ،وصعدت هي للأعلي ..
توجه زين لغرفة المكتب ، بعدما طلب الإستأذان ، وفرح فاضل لرؤيته واردف وهو ينهض :
– زين حبيبي
أحتضن بعضهما بحرارة ، واستطرد فاضل بعتاب :
– ازاي المرة اللي فاتت تجيب نور ومتعديش عليا .
زين مبررًا : قالولي ان حضرتك نايم ، ثم وجه بصره لزوجه والده وتابع :
– صباح الخير يا طنط .
ردت فاطمة بنبرة هادئة : صباح الخير يا ابني ، تابعت بمعنى وهي تنهض :
– هسيبكم انا تاخدوا راحتكم .
دلفت هي للخارج ، وهب فاضل قائلاً بفضول :
– اخبارك ايه انت ونور ، كويسين مع بعض .
زين باستنكار : خلاص يا بابا ، علاقتنا عادي ، مش زي الأول .
فاضل وهو يوضح مقصده :
– مش قصدي يا زين ، اقصد بتتخانقوا ، حياتكم ماشية كويس .
زين باستغراب : بتسأل ليه يا بابا .
فاضل بتردد :
– يعني بلاش اطمن عليكم ، كل اللي يهمني اشوفكم مبسوطين وعايشين حياتكم .
زين مؤكدًا : أطمن يا بابا ، احنا كويسين .
فاضل متنهدًا بارتياح :
– ربنا يحميك يا ابني انت ومراتك……
______________________
توجه للمرآة ليكمل ارتداء ملابسه ، وزاغ فيما حدث بالأمس ومدي قربها وتدللها عليه الذي أفتقده من زوجته ، وشعر بكومة من الهموم تجثو علي صدره ، لائمًا نفسه اذا فكر في رغبته فيها ومدي أحتياجاته كرجل ، والتي لم توفرها له زوجته ، اغمض وليد عينيه محاولاً ترك تلك الأفكار التي تخللت رأسه ، وبالتأكيد نتائجها وخيمة ، وستتسبب حتمًا في انهيار أسرته ، اقتربت ميرا منه حينما طال وقوفه امام المرآة ، واحتضنته من الخلف قائلة :
– ايه يا حبيبي ، زعلان علشان نمت وسبتك ، اثني ثغره بسخرية ، فاستأنفت ميرا مبررة :
– اسفة يا حبيبي ، اياد مسهرني طول الليل ، ونمت ومحستش بنفسي .
استدار وليد بجسده اليها ورد بهدوء زائف :
– عادي يا حبيبتي ، انتي برضو بتتعبي ، خلي بالك من الولد .
نظرت له ميرا بعدم فهم واحست بضيقه رغم أخفاءه له، وأقتربت منه واضعه يدها علي وجنته ، واردفت بحب :
– انت كمان وحشتني قوي ، خليك يا وليد انا عوزاك ، بلاش تروح النهاردة .
رد وليد بابتسامة باهتة :
– ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي ، انا عندي شغل النهارده مهم قوي ، ولازم اروح ، خليها لما آجي .
طوقت عنقه وقامت بتقبيله بحب بائن ، وتجاوب معها مسالمًا لظهور رغبته فيها ، وضمها اليه متعمقًا فيما يتمني………
_______________________
– أيه !…
قالتها سارة بصدمة ممزوجة بالضيق عندما اخبرتها نور بزيارة مالك لها ، وتحريضه لها علي زوجها .
فأكدت نور لها ما حدث بانفعال داخلي :
– زي ما بقولك يا سارة ، مالك اتغير قوي ، تابعت بغيظ :
– وبعت الحارس يجبله سجاير ، علشان لما زين يرجع ، يفهمه انه كان هنا .
سارة بانزعاج : وزين عرف انه كان عندك .
حركت رأسها نافية وهتفت موضحة :
– اول ما سألني كنت مرعوبة ، لاني عارفة انه هيضايق ، بس اتصرفت بسرعة ، قولت دا عم ابراهيم كان جايبلي شوية حاجات .
سارة بابتسامة زائفة : طيب الحمد لله .
نور بضيق :
– انا مش عارفه هيعقل امتي ، اتغير خالص وبقي بيشرب سجاير .
سارة بنبرة ساخرة :
– سجاير بس ، دا خمرة كمان ، والله أعلم بيعمل ايه تاني ، ما هو ساب هنا وراح قعد لوحدو ، واكيد عايش حر ومش همه اللي حواليه .
كلحت تعابير نور واردفت بقلق :
– انا خايفه من مالك قوي ، قال انه بيحبني لسه .
نظرت لها سارة بحقد داخلي ، فرغم صداقتهم القوية ، فهي تحقد عليها لا إراديًا وليست فطرتها ، كونها تكن لمالك مشاعر ما ، نبتت حينما كان يستقر معهم ، ولم تخبر احدًا بها ، وفطنت ان والدتها شعرت بها ، وكانت السبب في تركه للفيلا..
دُهشت نور منها وتسائلت :
– مخك راح فين يا سارة ، هو انا بكلم نفسي .
نظرت لها سارة بهدوء قاتل وردت عليها محاولة ازاحة الشكوك التي وضعها مالك في رأسها :
– المهم تخلي بالك من جوزك ، ومتخليش كلامه يأثر فيكي ، زين بيحبك قوي يا نور …….
_____________________
ولج مكتبه بَغَتةً وركض تجاهه ، وانتفض الأخير من فزعه له ، بينما دنا هو منه محاولاً امساك يده ، دُهش زين مما يريده ، ولكن الأخير اصر قائلاً بفرحة جلية :
– ايديني أيدك دي ابوسها .
زين وهو يبعد يده منزعجًا :
– ايه اللي بتعمله ده ، كل ده علشان ايه .
حسام بنبرة خبيثة :
– المزة اللي بعتهالي ، شايفة شغلها علي أكمل وجه .
تسائل زين بعبوس : قصدك علي مين ؟ .
حسام متنهدًا بحرارة :
– الشغالة ، لأ شغالة ايه ، ست الكل اللي انت بعتها تهتم بيا .
زين بضيق : ما تتعدل يالا ، انت ناسي انك متجوز أختي .
حسام متذمرًا : طيب يا عم ، انا مش قصدي ، تابع مبررًا :
– اصلها حركت اختك ، نظر له زين بعدم فهم ، فتابع بابتسامة واسعة :
– خلت اختك تغير عليا .
نظر له زين شزرًا وبتأفف ملحوظ ، بينما غمز له حسام وأستطرد مضيقًا عينيه :
– بس ايه الحلاوة دي ، الكتكوتة باين بسطاك قوي ، احلويت عن الأول ، لأ وصغرت كمان ..
حذره زين بانزعاج :
– انت عارف لو مبطلتش اللي بتعمله ده ، هقلب مريم عليك ، فاهم ولا لأ .
حسام قاطبًا ملامحه : ليه بس ، الطيب احسن .
زين بجدية :
– ماجد كلم الشركة الأجنبية واتفق معاهم ، مش باقي بس غير انهم يوصلوا ونمضي العقود .
حسام بضيق : ماجد دا عامل نفسه عارف كل حاجة .
زين باستنكار : بالعكس دا تفكيره سليم جدًا ، وعارف هو بيعمل ايه .
ابتسم حسام بسخرية وهتف علي مضض :
– طيب …………..
_____________________
أتي علي غير رغبه لمقابلة خاله الذي أصر علي رؤيته ،طرق هو باب مكتبه بخفة وولج للداخل ، فنظر له فاضل بجمود ، ثم اشار له بيده علي المقعد المقابل له قائلاً :
– اقعد .
لوي ثغره للجانب وجلس بلامبالاة ، فاستطرد فاضل ناظرًا اليه بعدم رضي :
– ايه اللي امك بتقوله ده ، انت صحيح بتشرب وبتجيب بنات عندك في الفيلا .
نظر له مالك بملامح ساخرة من حديثه ، ثم رد بمغزي :
– علي اساس ابنك كان ايه ، ودلوقتي متجوز ومبسوط ، انا هعمل زيه ، يمكن اعيش سعيد مع اللي بحبها .
تصلبت انظاره عليه مدركًا لغيرته العنيفة التي لم يخفيها في نبرة صوته ، وتفهم تصرفاته الغير مسئولة ورد عليه بنبرة متعقلة :
– مش معني يا مالك انك شوفت حد بيعمل غلط ، انك تروح تقلده ، وان كان زين عمل حاجة فهو كبير ومسئول عن افعاله ، صمت قليلاً واستأنف بجدية :
– وهو متجوز واحدة بتحبه ، وهو بيحبها ، مش علشان كان بيعمل غلط حياته بقت حلوة ،انت فاهم غلط يا مالك .
صمت مالك وأنطفئت تعابير وجهه ، وادرك فاضل حبه لها ، ومدي معاناته ، فالحب شئ فطري لايمكن ردعه بسهولة ، ولا يمكن ابعاد الشخص عنه ، وتأني فاضل في بداية أقصاء تلك الفكرة عن ذهنه وأستكمل بنبرة هادئة ظاهريًا :
– انا عارف يا مالك حبك لنور ، بس هي متجوزة ابن خالك ، وبتحبه وهو بيحبها ، واي غلط ممكن تعمله ، هيدمر الكل ، مش زين ونور بس ، الكل هياخد موقف ، لأن كده مينفعش ، وانت كمان كنت شاهد علي ان زين اتعذب قوي معاها علي مبقت مراته دلوقتي ، الحب حلو ، بس لما يكون في مكانه الصحيح ، وان الشخص اللي بنحبه يحبنا ..
نظر له مالك وأخفي بغضه وكرهه ورد باعتراض مصطنع :
– انا مبقتش افكر في نور ، هي زي اختي ، وحضرتك غلطان لو اتخيلت اني لسه بحبها الحب القديم ، انا بحبها زي أختي .
حدق فيه فاضل بعدم اقتناع ، وخشي فعله لكارثة ما تدمر حياه ابنه وزوجته بسبب طيشه في أفعاله الغير مرضية .
تنهد فاضل بعمق واردف بمعني :
– انا هصدقك يا مالك ، لأنك بقيت راجل ومافيش راجل بيعمل غلط ، ولا أيه .
لوي ثغره بابتسامة جانبية ساخرة ورد :
– فعلا ، ما فيش راجل بيعمل الغلط………
_______________________
امسك بقطعة قماش صغيرة وبدأ في تنظيف سلاحه الناري بحذر جم ، أتت زوجته من الخلف وأحتضنته بقوة ، ثم تنهدت بحرارة وحدثته :
– وحشتني .
ابتسم تلقائيًا وأستدار إليها ثم سحبها اليه محاوطًا خصرها ، ورد بحب :
– انتي اللي وحشتيني يا حبيبتي .
ثم انحني برأسه مقبلاً شفتيها بعمق كبير ، وطوقت عنقه وقبلته هي الاخري مستسلمة للمساته التي تثير مشاعرها الأنثوية ، حملها معتز وهي في أحضانه وطرحها علي الفراش معلنًا أكمال الأمر معها ، ولكنها منعته قائلة :
– انا حامل يا معتز ، والدكتورة نبهت عليا .
زفر معتز بقوة ونهض من علي الفراش ، ونهضت سلمي خلفه قائلة وهي متشبثة بعنقه بدلال :
– انت كمان وحشتني ، بس مش بإيدي ، ابنك مانعنا نقرب من بعض .
ابتسم معتز ورد بتمني : نفسي يكون ولد .
سلمي بضيق : ولو جات بنت يعني ، هتعمل ايه .
هتف معتز مبررًا :
– انا مش قصدي يا حبيبتي ، انا نفسي يبقي عندنا ولد وبنت ، مش تفضيل خالص .
نظرت له سلمي فهي تريد مفاتحته في امرها، واردفت متفهمة ضيقه :
– انا اسفه اني طلبت منك حاجة صعبة زي دي ، انا ازاي مخدتش بالي ، انا كنت غبية وانا بطلب منك تجبلي سنتر ، وأكيد تمنه خيالي ، سامحني يا معتز .
حدق فيها معتز ورد بتوتر :
– عادي يا حبيبتي انا هتصرف وهجبلك واحد .
أحتضنته سلمي بحب قائلة : يا حبيبي ، انا مبسوطة انك عايز تعمل المستحيل علشاني .
معتز بتردد : مش مستحيل ولا حاجه .
سلمي بابتسامة ذات مغزي :
– وانا عمري ما هسمح انك تشيل المسئولية دي لوحدك …انا هكلم بابي يشوفلي واحد هنا و…..
قاطعها معتز وهو يهتف بحدة : ايه الكلام ده ، انتي عوزاني اسمح بالهبل ده .
سلمي باستنكار : هبل ايه ، وفيها ايه لما بابي يساعدني .
معتز بانفعال : ليه ، مش راجل انا ، واقدر أصرف علي بيتي .
سلمي بضيق : وانا عاوزة سنتر يا معتز ، وانت مش في ايدك تحققلي طلبي .
نظر لها معتز بانكسار لما تفوهت به ، ورجع للخلف خطوة ورد بخيبة أمل :
– انا هجبلك اللي انتي عوزاه ، بس مش هسمح لحد يهين رجولتي ، او انه يدخل في مسؤليات بيتي .
ثم سار ليلتقط سلاحه وسترته ،ونظرت له سلمي بندم ، وأنطلق للخارج سريعًا ويبدو عليه الضيق .
جلست سلمي علي طرف الفراش وعنفت نفسها :
– ايه اللي انا قولته ده ، مكنش ينفع اتكلم كدة معاه…
____________________
كان مستلقي علي الفراش ، وتفاجئ بها أمامه بتلك الملابس الفاضحة ، نهض أمير علي الفور ووقف امامها وهتف بانزعاج:
– انتي رايحة فين كدة .
ردت ديما بلا مبالاة : خارجه ، ولا انت عاوزني افضل محبوسة هنا .
أمير بضيق وهو يؤشر علي ما ترتديه : باللبس ده .
ديما باستنكار :
– ماله اللبس ده ، اول مره تشوفني بيه ، دا علي طول لبسي ، وانت عارف كدة ، ايه الجديد ..
هتف أمير باهتياج :
– الفرق انك هنا في مصر ، وفي وسط أهلي ، اللي اول ما هيشوفوكي كدة ، هيقولوا مش راجل .
ردت ديما بابتسامة ونبرة ساخرة :
– انت راجل في اماكن معينة ، مكنتش راجل ليه لما كنا في تركيا وبلبس عريان أكتر من كدة .
نظر لها أمير مقتنعًا بحديثها ، ولذلك عزم بجدية :
– عندك حق ، ومن هنا ورايح اللبس ده مش هيتلبس في اي مكان ، وانا راجل علي طول يا ديما .
هتفت ديما بضيق جلي :
– انت هتبتدي تتحكم فيا ، انت متجوزني وعارف طريقة حياتي ، وانا عايشه ازاي ، وبلبس ايه ، تابعت بتهكم :
– نسيت ان اول مرة شوفتني فيها كانت فين ، ووقتها عجبتك وكنت هتتجنن وتتعرف عليا .
سلط امير انظاره عليه بقسوة ، ثم امسك ذراعها بقوة وضغط عليه بعدم إكتراث لتشنج تعابيرها وهتف بحدة :
– من هنا ورايح ، اللبس ده مش عايز أشوفك لبساه غير في اوضة نومي ، ومن النهاردة فيه نظام جديد معايا ، وتنسي ايام الطيش اللي كنتي عيشاها دي ، ثم ترك يدها ونظر لها بملامح صارمة وسار للخارج موصدًا الباب خلفه .
تتبعته ديما بانزعاج جلي وهتفت :
– وانا مش هستحمل العيشة دي …………
_______________________
علم من الدادة وجودها في الفيلا ، وبدا عليه فرحة ظاهرة ، ثم ركض صاعدًا الدرج بخفة متجهًا اليها ، ولج مالك الغرفة عليهم مسلطًا انظاره عليها ، ادارت نور رأسها تجاهه ثم تأففت وأشاحته مرة أخري ، لم يبالي بضيقها وانشغل برؤيتها امامه ، حدجته سارة بانزعاج مهلك وودت الفتك به ومن حبه لها الذي لم يتراخي في إظهاره علي هيئته العاشقة التي تقتلها ، اقترب مالك منها وحدثها بهدوء :
– نور انتي هنا ، انا مبسوط قوي اني شوفتك .
نظرت له وردت بسخط :
– علي اساس انك انبارح مشوفتنيش ، ثم نهضت من مكانها واستأنفت بتحذير جاد :
– لو جيت عندي تاني يا مالك مش هيحصل كويس ، ومتفكرش انك ممكن تخليني اشك في زين ، زين بيحبني ويعمل اي حاجه علشاني .
ابتسمت سارة بتشفي لرؤيه تعابيره المنزعجة والغاضبة لحديثها الصارم في وجهه ، بينما رد مالك بامتعاض :
– انا بقول الحقيقة ، وانتي حرة تصدقي ولا لأ ، تابع بنبرته المقلقة :
– والأيام بينا ، وهتثبتلك كلامي ده ، وهتشوفي ، وبكرة تقولي كان عندي حق ….
وصل زين بالأسفل ليأتي بها معه ، فقابلته عزيزة وسألها :
– نور فين يا دادة ؟.
اجابت عزيزة : عند ساره هانم فوق .
اومأ برأسه وقرر الصعود اليها ، سار بالرواق الخارجي متجهًا لغرفة سارة وكاد ان يطرق الباب ، ولكن صوتها استوقفه ، وبدت انها تتحدث مع احدهم بعصبية ، لذلك فتح الباب ليعرف ماهية الأمر وولج للداخل ، تصلبت انظارهم عليه ، وتوجست نور من معرفته لما يحدث ،او قد استمع لحديثهم وادرك قدومه للعوامة وكذبها عليه ..
تقدم زين من ثلاثتهم وهو يقول بعدم فهم :
– انتوا بتتخانقوا ولا ايه .
ازدردت نور ريقها ، والجم لسانها في الرد عليه ، بينما نهضت سارة وردت هي بنبرة واثقة لتثير حنق مالك وان لا تعطيه الفرصة في زعزعت علاقتهم :
– اصل يا زين مالك مش عاجبه القسم اللي اختارته نور في الكلية ، ونور اتضايقت منه قوي .
وجه زين بصره لهما ، ثم حدث مالك بتفهم :
– ليه يا مالك ، هي بتحبها ، ودخلتها علشان عوزاها ، وانا شايف انها كويسة .
رد مالك بضيق داخلي من تقلب الأمر وعدم سماعه لحديثهم :
– عادي ، وجه نظر .
تدخلت نور قائلة بتوتر : يلا يا حبيبي علشان نمشي .
ثم اقتربت منه وتشبثت بذراعه ، فابتسم زين لها وربت علي كف يدها وحدثهم :
– طيب احنا هنمشي بقي .
ابتسمت له سارة بتصنع ، ثم أخذها زين وذهب ، وتعقبهم مالك بغضب ونظرات شرسة ، وجهت ساره بصرها له وحدجته هي بنفس نظراته لتعلقه الإباحي بها رغم معرفته بحبها لغيره ، ولم يغفل عن اعلانه امامها ..
استشاط مالك غيظًا وتوجه للشرفة وسط نظرات سارة الغير متفهمة له ، وسارت خلفه للشرفة .
وقف مالك في الشرفة ناظرًا لهم معا بتعابير متصلبة ، وفتكت به الغِيرة لملاطفتها له وتحببها فيه .
تقدمت سارة بحذر من خلفه لرؤيه ما يراه ، وابتسمت بتشفي جامح لرؤيه ذلك المنظر امام عينيه لتنتهي مسألته بها.
وقفت نور بالأسفل امام زين مطوقه عنقه بدلال يعشقه ، وحاوطها هو من خصرها وضمها اليه لينحني براسه مقبلاً شفتيها بحب ، وبادلته حبه وهي تتعمق في قبلته لها ، وسط نظرات مالك المهلكة التي وصلت لقمتها معه وكادت ان تنفجر لتعلن مدي اهتياجه الداخلي من رؤيتها بين أحضانه وينعم بالحب معها .
لم تفارق الإبتسامة المتشفية وجه سارة التي تتابع الموقف بانتصار ، ونظرت لمالك بانزعاج وقررت هي الاخري ابعاده عنها، لعدم احساسه بها وبحبها له……………………
_________________
______________
__________