عشقتك كما ينبغي

عشقتك كما ينبغي
الحلقه الرابعه والثلاثون:
عندما سمعو ذلك الخبر انصدمو الاخوين فهم يعرفون ان زوجاتهم لن تستحمل ذلك الخبر الحزين

عند جابر وحبيبه
دخل جابر لغرفة حبيبه وقال:غيري هدومك وتعالي

حبيبه بتعجب:هنروح فين تيم نايم وانا اكيد مش هسيبه لوحده

جابر بحنان:متقلقيش ماما هتطلع تقعد معاه بس لازم ننزل دلوقتي

حبيبه بعند:مش هتحرك من مكاني الا لما اعرف رايحين فين

جابر بيحاول يكون طبيعي:لو كمان خمس دقايق ملقتكيش غيرتي هدومك يبقي هاجي اغيرلك انا وهشيلك وهننزل برضو ولو انتي مجنونه فأنا اجن منك ولو انتي عنديه فأنا اعند منك يلا اخلصي
وخرج ولم يعطي لها فرصه للحديث

شهقت حبيبه وجريت لتلبس فهي تعرف جنون زوجها ثم توجهت بغيظ لخارج الغرفه
وكلم جابر والدته واخبرها بكل شئ وقالت له انها هتطلع لشقته وتجلس مع تيم وهي قلقه وخائفه فهذا الخبر لن يستحمله احد

اما عند شريف ومي
دخل شريف لغرفتهم فرأها تجلس تعلم كراسات تلاميذها فقال لها بحنان:مي

مي بعدم اهتمام:ها

شريف:بصيلي عايز اقولك حاجه

نظرت مي له باهتمام وقالت:خير ياحبيبي

شريف بتوتر:قومي غيري هدومك هننزل نروح مكان دروري

مي باستغراب:دلوقتي

شريف:اه

مي:طيب مكان ايه

شريف:قومي بس غيري ولما نروح هتعرفي

مي بفضول:ثولني هكون مغيره علشان اعرف المكان اللي هيوديني له حبيبي

شريف بابتسامه يحاول اصطناعها:قلب حبيبك يلا قومي غيري

مي:طيب ثواني اروح لعيالي اقولهم يلبسو

شريف:لا ياقلبي مهو احنا هنزلهم عند جابر هيقعدو مع ماما انا كلمتها علشان جابر وحبيبه نزلين معانا

مي باستغراب:طيب هقوم اغير هدومي

شريف:ماشي

وبعد قليل انتهت مي من تبديل ملابسها فاخذها شريف هي والاطفال ونزل بهم لشقة جابر وتركوهم مع جدتهم واخذو جابر وحبيبه ونزلو ركبو في عربيه شريف ولم تفهم الفتاتين اي شئ ولاكن
قلبهم كان يوجعهم كثيرا وكأنهم يشعرون بما سيجري لعائلتهم الحبيبه وعندما يسألو يردون عليهم قائلين لما نوصل هتعرفو
إلي ان ركن شريف العربيه عند اكبر مستشفي في الاسنكدريه وهي مستشفي الدكتور فارس الحناوي فأحسو مي وجابر بالدوار من شده الخوف وتكذيب شعورهم ولاكنهم عندما رأو المستشفي هتفو برعب حقيقي:في ايه ردو علينا انتو جيبنا هنا ليه حد حصله حاجه

جابر وشريف بحزن شديد:عمي احمد تعبان شويه وهو في العنايه المركزه دلوقتي

نزلو مسرعين لداخل السياره وهم يتمنو ان يكون مقلب من ازواجهم يتمنو ان يصبح كل هذا حلم وليس اكتر من ذلك فهم لم يفيقو من حزنهم لبعد حبيبه كل تلك المده ليدخلو فيما هو اصعب بكثير
سألو علي رقم الدور اللي فيه العنايه المركزه وطلعو يجرو وهما خائفين ان يفقدو اب كان لهم ونعمه السند كان لهم جبل يسندو عليه ولم يخذلهم ابدا كان لهم الصاحب والاخ من رباهم علي القوه من كان يجمع بين الاثنين الحنيه والقوه خائفين ان يفقدو مصدر قوتهم وامانهم

بالنسبه لمي فشعورها كان صعب اوي كانت خائفه ان تفقد
اب لم تعرف غيره في حياتها
اب كان لها فعلا اب لم يفرق يوما بينها وبين ابناؤه
اب لم يشعرها يوما انها يتيمه فكان لها ونعمه الاب بحنانه وقوته وحبه
ولاكنها ولاول مره تخاف من الشعور باليتم فإن جري له شئ حتما ستنتي معه فما اقسي الشعور بالخوف من فقدان شخص يعني لنا الحياه

بالنسبه لحبيبه كانت خايفه تفقد
اب كان ديما لها مثل اعلي
اب رباها علي الحنان والقوه
اب تفتخر بيه دوما
اب لن يكون له مثيل في حياتهم
اب بالنسبه لها هو الحياه باكملها
اب يعطيها القوه دائما وكأنه جبل لا يهتز ابدا

ظلو يفكرو في كل هذا وهم منهارين من شدة البكاء والخوف إلي ان وصلو للدور الذي توجد فيه العنايه فوجودو الجميع يجلسون وهم منهارين من شدة البكاء وشئ واحد يشعرو به جميعا وهو الخوف من فقدان ذلك الرجل العظيم الذي كان للجميع اب واخ وصديق

وبعد نص ساعه خرج الطبيب وقال بحزن:انا اسف مفيش حل نقدر نعملهوله امر ربنا هينفذ والاعمار بيد الله وهو كل اللي طلبو انه يشوفكم كلكم اتفضلو ادخلو

فدخلو جميعا وانصدمو فمن كان دائما رمزا للقوه رغم جلوسه في المقعد اما الان فالذي امامهم رجل يحارب حتي يلتقط انفاسه حتي يودع اهله ومن يحبونه
فجرو عليه بناته وزوجته وهم منهارين اما الشباب وفارس تماسكو قليلا رغم وجعهم

فقال هو بتعب:بطلو عياط ده امر ربنا وانا مش هكون مبسوط لما تكونو بتعيطو
بالنسبه للورث فده هيتورث حسب شرع رينا ولاكني هدخل فيه جابر وشريف وفارس فهم اولادي واخويا
بس مش ده المهم دلوقتي انا عايزكم تتماسكو علشان اقدر اوصيكم باللي نفسي تعملوه في غيابي

وشاور لشريف وحابر بتعب فجرو عليه فامسك يد جابر ووضعها في يد حبيبه التي كانت ممسكه بيده وقال:سامحي جوزك يابنتي ده ربنا بيسامح هنكون مين احنا علشان منسامحش سامحيه واديله فدصه وانا متأكد انه هيحافظ عليكي

ونظر لجابر وقال:اوعدني يا جابر انك هتحافظ عليها

جابر بحزن:اوعدك ياعمي هحطها في عيوني بس قوملنا انت بالسلامه

حبيبه بدموع:هعمل كل اللي انت عاوزه يا ميدو بس قوملنا بالسلامه انا اصلا مسمحاه بس قوم احنا منقدرش علي فرقك

احمد بحنان متعب:ده قدر ربنا ياعيون ميدو ولا اعتراض علي قدره وقضاؤه وكلنا هنتقابل في الجنه ان شاء الله

وعندما انتهي من حديثه امسك بيد شريف ووضعها في يد مي وقال:خليكو ديما كده ايد واحده اوعو تسمحو لحاجه تفرقكم ابدا ومهما كانت خلفاتكم مع بعض لازم تخلوها ديما في بيتكم وبنكم انتم بس محدش يعرفها زي ما كنتو بتعملو من اول متجوزتو
وانت ياشريف اوعدني تحافظ علي مي

شريف بحنان وحزن:اوعدك ياعمي مي في عيني وقلبي

احمد باطمئنان:انا كده اطمنت علي بناتي الاتنين فاضل بنتي التالته ونظر لها فحضنته بحزن وهي تبكي وتقول:ارجوك متسبنيش متخلنيش احس باليتم لتاني مره

نظر لها بحنان وقال بتعب:عمرك ماهتحسي باليتم علشان احنا هنبقي في قلبك ياهبله وهفضل ديما جمبك وانت يا معاذ اوعدني تخلي بالك من بنتي التالته

معاذ بحب وحزن:اوعدك يابابا هشيلها في عيوني

قال احمد:خلي بالك من اخواتك ومامتك يامعاذ انت راجل البيت من بعدي يابني

قبله معاذ علي جبهته وقال بحزن:حاضر يا بابا

ابتسم الاب بصعوبه كبيره وقال بتعب:وانت ياحازم خلي بالك من اخواتك ومامتك ياحبيبي انت راجل البيت من بعد معاذ واتجوز اللي تحبها يابني وحافظ عليها

حازم بحزن:حاضر يابابا

الاب:وانت يا ادم خلي بالك من مزكرتك انت كبرت دلوقتي وبقي عندك 17 سنه كلها سنه وتدخل الكليه عاوزك تدخل كلية الشرطه اللي نفسك بيها انا متأكد انك هتبقي اقوي مني كمان وهتساعد الناس الغلابه والمظلومين واتجوز اللي تحبها يابني وحافظ عليها

ادم بحزن وكسره:حاضر يا بابا

احمد:فارس كنت طول عمرك اخ وصاحب دلوقتي عيالي ومراتي بقو مسئولين منك يااخويا خلي بالك منهم انت سندهم دلوقتي

فارس بوجع علي اخوه وصاحب عمره:حاضر يااخويا ياللي ضهري هيتكسر من بعدك

احمد بحب وتعب:چيچي طول عمرك اصيله وشلتي معايا الحمل كله وكنتي سندي وقوتي في تعبي ياحب عمري وحياتي كلها واحلي حاجه ان ربنا حقق امنيتي وهموت وانا شايفكم لاخر مره

احمد وهو يلتقط اخر انفاسه قال:عايزكم ديما ايد واحده اوعو تسمحو لحد يفارقكم ومتسمحوش للحزن يهدم حياتكم الدنيا بتمشي مهما فارقنا اغلي الناس وادعولي مش محتاج منكم اكتر من دعاكم ليا متنسونيش

ه تو ح شوني ا و ي
اشهد ا ن لا اله ا لا ا لل ه
ا شه د ا ن م ح م د ر س و ل ا ل ل ه

وصفر جهاز القلب معلن عن موت رجل كان مصدر قوه وحنان للجميع رجل لا يوجد مثله الكثير
رجل كسرهم جميعا بموته وفراقه
رجل دافع عن الحق كثيرا
رجل كان جبل لا يهتز ابدا

انهارو الجميع بدموع تكسر القلب فهم جميعا دون اسثناء خصرو سندهم في الحياه
وها هو القدر يزيد من الالم اضعافه بوقوع مصدر سندهم الثاني فهو لم يحتمل موت اخيه الحقيقي وصديقه الابدي

هل هيقدرو يتحملو خسارة مصدر الامان الثاني لهم
هل سيتوفي فارس ليقابل صديقه في اجمل مكان ام انه سيحارب ليعيش لاجل من اصبح هو سندهم بعد موت ابيهم

انتهت الحلقه
……………………..……………………..……………………..……

error: