رواية مودة ورحمة تأليف شيماء عبد العزيز
(مودة ورحمة) الحلقة7
وجدت حلا باسل يسرع إليها ويحملها وحمزة يبدو عليه الصدمة
باسل:لولو حبيبتي وحشتيني إيه رأيك في المفاجأة دي
حلا بفرحة وعدم تصديق:تجنن ..بس مش انتَ قولتلي إنكم جايين بكرة
باسل:ما انا حبيت اعملهالك مفاجأة
ملك وهي تتجه إلى حلا:سيبهالي شويه يا بيسو.. وحشتيني يا لولو
حلا وهي تحتضنها:انتِ أكتر يا قلبي
حمزة وهو يضغط على أسنانه ويقول بصوت منخفض:بيسو !… هو انتَ..وكمان بتحضنها أدامي ،أصبر عليا شكلي هوقعلك صف سنانك اللي فرحان بيه ده وانتِ يا هانم حسابك معايا بعدين
حلا:كده يا جدو برضو تخضني عليك
الجد:دي فكرته وشاور على باسل
باسل لحلا:برئ يا بيه…بصي سماح المرادي ماشي أنا جاي من السفر تعبان ومش حملك يا مفترية
حلا:عشان خاطر ماما وعمو بس وراحت تسلم على وفاء وعادل بحرارة واشتياق
أما الجد فعرف حمزة على عائلة عادل
حمزة بابتسامة صفراء:أهلًا وسهلًا بيكم نورتونا وسلم على عادل وباسل ولكنه ضغط على يد باسل حتى كادت أن تنكسر:أهلًا نورت مصر يا بيسو
باسل بألم يحاول إخفائه واستغراب: منورة بأهلها
قاطعتهم رحمة:الغدا جاهز يا قاسم بيه
قاسم:اتفضلوا يا جماعة وبعد الغدا نكمل كلامنا
أما على طاولة الغداء لم يخلو المزاح بين باسل وحلا مما سبب الضيق لحمزة وانصرف متعللًا بالعمل
بعد الغداء ذهب الرجال إلى الحديقة يتحدثون في أمور العمل والتجارة
وقضت حلا وقتًا ممتعا برفقة وفاء وملك
وحين جاء وقت ذهاب عائلة عادل
عادل: يلا بينا علشان احنا كده اتأخرنا
باسل لحلا:أنا عرفت مكان شركتك وبكرة هعدي عليكي واخدك انتِ وملك ونتفسح سوا بما إنك من ساعة ما جيتي مخرجتيش وكمان علشان ملك هتبدأ شغل بعد بكرة فاخد فيكم ثواب وافسحكم
ملك: أيوه بقى حبيبي يا بيسو
وفاء لحلا: متنسيش زي ما اتفقنا هتبقي تجيلنا
حلا: أكيد
ثم غادر عادل وأسرته
في اليوم التالي في مكتب حمزة كان يقف عند النافذة يبدو عليه الغضب من أحداث أمس ويتوعد في نفسه هذا الذي يدعى باسل
وحينما كان ينظر من النافذة وجد حلا تخرج من الشركة بعد انتهاء وقت عملها وينتظرها باسل خارج سيارته وبالطبع لم يرى ملك التي كانت داخل السيارة
حمزة: لا كده انتِ زودتيها أوي يا حلا
وكانت حلا قد أخبرت جدها بأمر خروجها مع باسل وملك
أما في سيارة باسل
حلا:متبقاش رخم بقى وقولنا هتودينا فين
ملك:قول بقى يا باسل
باسل:قولت لا احنا اصلا قربنا نوصل اسكتوا بقى
(وبعد قليل من الوقت) وصل بهم باسم إلى كورنيش النيل
حلا وملك:وااااااااو
اشترى لهم أيس كريم وأخذهم في رحلة نيلية
وبعد هذه الرحلة التي استمتع بها الجميع
باسل:ها جاهزين للمفاجأة التانية
ملك وحلا بحماس:أكيييييد
وذهب بهم باسل إلى الملاهي ولعبوا الكثير من الألعاب
وعندما كانوا يتناولون الغداء
حلا:بجد يا بيسو مش عارفه اقولك ايه ده أروع يوم قضيته من ساعة ما جيت مصر
باسل وهو يعدل من وضع ياقة القميص وبكبرياء مصطنع :علشان تعرفوا قيمتي بس
حلا وملك:ربنا يحفظك لينا يارب
باسل:ويباركلي فيكم يارب
وعندما حل المساء أوصل باسل حلا إلى الڤيلا
باسل:سلام يا لولو
حلا:سلام شكرا يا بيسو على اليوم الجميل ده
باسل:ابقي عدي الجمايل بس
حلا:من عنيا.. سلام وابقى سلملي على الأخت اللي نايمة ورا دي
باسل:أوك يوصل ..خلي بالك على نفسك يا جميل
حلا: وانتَ كمان خد بالك وانتَ سايق أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
باسل بابتسامة: خير من استودعتِ…سلام
ودخلت القصر وكان يتابعها حمزة من نافذة غرفته بغيظ وغضب : الهانم لسه واصله
ذهبت حلا لغرفتها بعد أن اطمأنت على جدها وصلت العشاء وحرصت على النوم مبكرا كعادتها لتستطيع أن تصلي قيامها وصلاة الفجر في موعدها لفضلهم الكبير وثوابهم عند الله فمنذ أن قرأت عن فضل قيام الليل وهي لا تتركه فقد أوصى به الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، وجميع المسلمين، فقال تعالى: ” وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا”، وقد فضلهم سبحانه وتعالى على بقية خلقه، حيث أنه ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له.
كما أن ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها…عندما علمت ذلك من والدتها رحمها الله ظلت مواظبة عليهم مع وردها من القرآن والأذكار
وفي اليوم التالي
حمزة بعصبية للينا: بلغي أستاذة حلا تجيلي المكتب حالا
لينا:أمرك يا فندم
وأبلغت حلا… فجاءت مسرعة ودخلت مكتبه وتركت أيضا الباب مفتوح
حمزة بسخرية وفي نفسه:معايا انا خلوة انما مقضياها مع اللي اسمه باسل ده
حلا:أفندم
حمزة بعصبية:حضرتك مبقتيش تشوفي شغلك كويس فين الأوراق اللي بعتهالك وقولتلك خلصيها بسرعة
حلا:حضرتك الأوراق اهي جهزتها وكنت لسه هبعتها لحضرتك
حمزة: كان المفروض تكون على مكتبي من الصبح مش لسه كنتي هتبعتيها
حلا:بعتذر لحضرتك
حمزة:اتفضلي على مكتبك وانتبهي لشغلك
حلا:عن إذنك
أمسكت حلا دموعها وخرجت متوجهة إلى مكتبها
وجاءها اتصال من ملك
حلا بصوت حاولت جعله طبيعيا:السلام عليكم
ملك: وعليكم السلام مال صوتك يا حلا
حلا:مفيش يا حبببتي المهم روحتي الشغل
ملك:مش عليا الكلام ده ع العموم انتِ جايه عندنا النهارده وهتحكيلي مالك ماشي
حلا:ماشي يا ستي المهم طمنيني أخبار شغلك ايه
ملك:اهو لسه رايحة بس قولت اتصل بيكي قبل اما اروح
حلا:اتوكلي على ربنا انتِ بس وربنا هيوفقك ما تقلقيش
ملك:ونعم بالله ادعيلي انتِ بس
حلا:ربنا معاكي ويوفقك يا قلبي
وبعد انتهاء المكالمة ذهبت ملك إلى المستشفى وهي مستشفى خاصة للعلاج النفسي فهي تعمل طبيبة نفسية
قابلت الدكتور الذي سيكون رئيسها في العمل وتناقش معها في الحالات التي سوف تكون مسئولة عنها
الدكتور شاكر:وفيه كمان حالة صعبة شوية رافض يتكلم مع أي دكتور في مشكلته بس بنعالجه بالأدوية وده بيصعب علينا العلاج لأنه لازم يحكي مشكلته ويواجهها
ملك:ممكن يا دكتور أكون مسئولة عن الحالة دي
دكتور شاكر:ماشي يا دكتورة أتمنى تعرفي تجيبي معاه نتيجة
ملك:إن شاء الله يا دكتور
الدكتور شاكر: ده ملفه اتفضلي اطلعي عليه ولما تخلصي هتلاقيه موجود في غرفة رقم 3
أخذت منه الملف وذهبت إلى مكتبها للإطلاع عليه وبعد الانتهاء من قراءته(عرفت أن اسمه سيف وعنده 25 سنة تعرضت والدته لحادث وتوفيت لذا أصيب بالصدمة لكنها أحست أن هناك شئ آخر جعل حالته بمثل هذا السوء
لذلك توجهت لغرفته وطرقت الباب
سيف:اتفضل
دخلت ملك ووجدت شابا يجلس فوق سريره يبدو عليه الحزن
مما جعله يبدوا كهلا رغم صغر سنه
ملك:السلام عليكم
سيف باستغراب:وعليكم السلام
ملك:أنا دكتورة ملك المسئولة عن علاجك
سيف بغضب:ريحي نفسك يا دكتورة ووفري تعبك لإني مش هحكي
ملك:بس لازم تحكي اللي جواك عشان تكون أحسن
سيف:اتفضلي بره أنا عايز أنام
ملك:هخرج دلوقتي بس هجيلك بكرة وعلى فكرة أنا صبورة جدا
وخرجت ملك وتابعت مع باقي المرضى
وطرقت الباب على آخر مريضة لهذا اليوم وأذنت لها بالدخول فوجدتها فتاة يبدو على ملامحها الحزن والانكسار
ملك: السلام عليكم
بسنت:وعليكم السلام
ملك: أنا ملك الدكتورة المسؤولة عن علاجك ممكن نتعرف على بعض(وبابتسامة) شكلك أدي يعني ممكن نبقى اصحاب
بسنت دون تعبير:أنا بسنت عندي 24 سنة
ملك:يعني لسه في أول حياتك أمال مالك بقى مقفلاها ليه
بسنت: مقفلاها لإني خلاص مبقتش عايزه أعيش في الدنيا دي وكمان خايفة من الموت هقابله ازاي ؟ هقوله ايه؟ (وبدأت تبكي) أنا خلاص تعبت وعايزه ارتاح بقى
ملك:طب احكيلي يمكن أقدر اساعدك
بسنت تجفف دموعها وتحاول أن تهدأ:كنت لسة داخلة الكلية وكنت فرحانة جدا جو جديد ووشوش جديدة يعني خلاص هشوف حياة تانية غير خنقة البيت واتعرفت على بنت معايا في الدفعة وبمرور الأيام بقينا صحاب جدا هي أي نعم كانت بتعمل تصرفات كتير مش بتعجبني زي طريقة لبسها ومكياجها الاوفر وبتكلم ولاد عادي وتهزر معاهم حاولت أنصحها ومفيش فايدة…أنا كنت في الوقت ده بلبس لبس محترم ومكنتش بحط ميك اب…المهم ملقتش منها فايده فبطلت أنصحها وفضلت برضو مصحباها لإنها كانت صحبتي الوحيدة لحد اما في يوم……..
…………………………………
ونكمل الحلقة القادمة إن شاء الله ?