رواية خلقت لأجلك
الحلقه السابعة من خلقت لأجلك
بقلم إيمان عبد الحفيظ
اقتحم يزيد الغرفه و الشرار يتطاير من عينه ( بتقولى مين ؟؟ .. ) .. التفت حنان بصدمه من وجوده يزيد بالغرفه .. هتفت بعدم تصديق ( يزيد؟؟؟.. ) .. يزيد بعصبيه ( هو اللى قتل بابا .. صح ؟؟ ) .. اؤمات برأسها و هى تعلم ان لا مفر من معرفة الحقيقه الان و الاعتراف بها الان .. زين بدموع تتلالا فى عيونه لانه كان يعتبر مهاب والده ( اهدى يا يزيد ؟؟ ..) .. ضرب بقبضه يده عرض الحائط من شده غيظه .. عمة قتل والده .. كان يود ان يصرخ بقوة ليعبر عن غضبة .. كيف ؟؟ لماذا ؟؟.. التفت الى والدته و وجهه تلون بالحمرة نتيجه لغضبة ( ماما .. ) .. رفعت بصرها له من بين دموعها دون حديث .. يزيد ( ليه ؟؟ ) .. فضل زين الخروج فى هذه اللحظه لانها لحظه تخص عائلة عمتة .. توجهه للباب و فتحه .. يزيد بحزم ( زين .. ) .. التفت له زين .. قال بحزم ( اقعد و اسمع .. انت فاكر نفسك غريب .. ) .. نظر الى عمتة فوجد فى عيونها التوسل له لان يبقى حتى يمع يزيد من ارتكاب اى حماقة .. رجع و جلس على الفراش كما كان .. جففت حنان دموعها برقه .. تابعت حديثها و الذكريات تتدفق فى مخيلتها .. حنان بألم ( قبل ما مهاب يموت .. بحوالى ساعتين ..
flash back
حنان بحب ( صباح الخير يا حبيبى .. ) .. قبل مهاب جبينها بحب ( صباح الفل يا حنون .. ) .. حنان و هى تدفعة الى الحمام ( يلا يلا على الحمام . وراك شغل كتير .. كتير . ) .. مهاب بضحك ( يا حنان اهدى يا حبيبتى .. من يوم ما نزلت الشغل بعد الجواز و انتى كل يوم .. يلا يلا على الشغل .. هو انا عيل .. ) .. حنان بمرح ( طبعا .. بس انت ابو العيال ..) .. مهاب و هو يهز رأسه ( هتفضلى عيلة طول العمر .. المهم .. فرح و يزيد و زين فين ؟؟.. ) .. حنان و هو تمشى لخارج الغرفه ( بيفطروا تحت كلهم علشان المدرسة .. و يلا يا كسلان .. ) .. قذفها مهاب بوساده .. فضحكت بقوة .. و خرجت و اغلقت الباب .. لم تعرف لما تشعر بقلق ينهش قلبها بلا رحمة .. قلبها مقبوض بقوة .. توجهت الى اولادها الثلاثه .. حنان و هى تنظر الى زين بلطف و تخفض مستواها و تقبل جبينه ( حبيب عمتو .. مش بيأكل ليه .. ) .. زين بحزن ( مش عاوز يا عمتو .. ) .. حنان بحزن مصتنع ( ليه بقى ؟؟ ) .. زين بدموع ( ماما و بابا .. وحشونى اوى .. ) .. حنان بدموع لانها تذكرت اخيها الذى توفى قبل سنتين ( حبيبى انت .. بابا وماما فى مكان احسن بكتير من هنا .. ) التفت الى عمتة ببراءه ( بجد يا عمتو .. ) .. امات براسها و هى تتمنى ان تصمد للاخر ( طبعا .. انت عارف كمان انهم بيزعلوا لما بيشفوك مش بتأكل و زعلان عليهم .. ) .. زين بسرعة ( بس انا مس عاوزهم يزعلوا منى .. انا بس اشتقت ليهم .. انا بقت لوحدى ) .. وقفت حنان و هى تحضن زين الذى يحدث معه كل هذا يوميا بسبب احمد و هويدا والديه .. خرجت يد من الفراغ و امسكت يد زين .. فرفع بصره ليجدها الفتاه الصغيره التى امسكت بكف يده برقه و الدموع فى عيونها و تمطر على وجنتيها و تقول ببراءه و حزن ( زين .. ) .. زين و هو يمسح دموعه ( ايوه . ) .. فرح ببراءه ( متعطيش .. خالو و خالتو فى الجنه دلوقتى انت ليه زعلان .. ) .. ثم اكملت و هى ترفع يدها الصغيرتين و تحيط وجهه ( انت مش لوحدك .. انا هنا و ماما و بابا و يزيد .. كلنا عيلتك .. ) .. ثم حضنته برقه و هدوء .. استكان الاثنان ماعدا بعض الشهقات .. تحت النظرات المصدومه من يزيد و حنان و مهاب الذى يهبط السلم .. هو كان عمره وقتها 17 سنه و هى 13 سنه .. لكنه يعتبرها طفله .. تحنحت حنان .. ابتعلت ريقها و جلسا جميعها لتناول الفطور .. تحت نظرات مهاب المبتسمه .. مهاب بحزم ( زين .. ) .. زين بهدوء ( ايوه يا عمو . ) .. مهاب بجدية ( لو سمعتك بتقول انك لوحدك تانى . هزعل منك بجد .. انت طول عمرك ابنى .. ) .. ابتسم زين بامتنئان لزوج عمتة .. الذى لم يترك شيئ الا و فعله لاجل راحته اثناء اقامته معهم فى بيته .. هو حاليا فى الثانويه .. وقف مهاب و اخذ حقيبته و توجه الى السياره و توجهت معه حنان الى الباب .. مهاب بابتسامه ( حنان .. بنتك انحرفت بدرى اووى .. ) .. ضربته برفق على كتفة ( لم نفسك يا مهاب .. بنتى مش منحرفه .. بنتى بس بتواسى ابن خالها ..) .. مهاب بخبث ( و النبى ايه .. ) .. حنان بارتباك ( خلاص .. معاك حق .. ) .. مهاب بابتسامه ( حنان انا معنديش مانع لو حبته .. بس فى حدود للتعامل .. ) .. ثم اكمل حديثه بقلق ( خلى بالك منها يا حنان .. مش عارف ليه قلقان .. ) .. انقبض قلبها بقوه فى هذه اللحظه .. لان مهاب يشعر بنفس قلقها .. لكنها تجاهلت الامر الان ( بتوصينى على بنتى يا مهاب .. ) .. مهاب بقلق ( مش عارف ليه قلقان .. المهم انا ماشى .. ) .. قبل وجنتها و ذهب الى عمله و هى يدعى الله ان يكون قلقه شيئ عادى .. ركب سيارته و هى يسمع حنان تدعى له بصوتها العذب يوميا .. فتح زجاج السياره ( لا اله الا الله . ) .. هتفت حنان بابتسامه هادئه ( محمد رسول الله .. ) .. رحل مهاب من باب الفيلا .. رحل للابد ..فأتى خبره بعد رحيل الصغار الى مدراسهم .. كم كان صعب .. لقد فقدت وعيها .. لولا وجود زينب لكانت ظلت فاقده الوعى حتى موعد حضور الصغار من المدرسه .. بكت و بكت بحرقه .. على فقدانها حبيب عمرها .. و حرمان اولادها من والدهم .. صرخت حين استيقظتمن فقدانها الوعى بقوه ( مهااااااب .. ).. ثم انفجرت باكية تحت نظرات زين و يزيد و فرح الذين يبكون بتألم على فقدان الاب ..فكر جميعهم انهم لن يستطيعوا رؤيته مره اخرى .. مهاب الحبيب و الاخ و الوالد و الزوج .. لقد فقدته .. مرت الايام و اقيم العزاء .. وقف ليأخذه يزيد و زين و مصطفى و عامر .. و بعد انتهاء العزاء .. دخل الفيلا جميعهم .. خرج زين و يزيد و عامر الى حديقه المنزل بناء على طلب مصطفى .. توجست حنان خفيه من مصطفى بسبب معرفتها الخلاف بينه و بين مهاب رحمه الله .. بدأ الحديث مصطفى بحزن مصتنع ( البقيه فى حياتك يا حنان .. ) .. حنان بدموع ( حياتك الباقيه يا مصطفى .. ) .. ثم جمعت شتات نفسها و قالت بجديه ( خير .. طلعت العيال بره ليه .. عاوز ايه يا مصطفى .. ) .. مصطفى بابتسامه خبيثه ( حلو انك فاهمه انى عاوز حاجه يا مرات اخويا .. ) .. قلق حنان ازداد داخلها و قالت بهدوء ( قول يا مصطفى .. ) .. مصطفى بخبث ( عاوز الشركة .. ) .. حنان بصدمة ( عاوز ايييييييه ؟؟. ) .. مصطفى بحنان مصتنع ( اهدى بس يا ام يزيد .. انا بقولك الصراحه .. ان عاوز الشركه علشان اديرها .. و لا مين اللى هيديرها .. و بعدين دى اصلا فلوس ولاد اخويا يعنى فلوسى .. ) .. حنان بعصبيه ( اسمع بقى يا ابن عز الدين .. انا معنديش شركات تديرها .. و فلوس ولادى مش هتطول منها مليم حتى .. و الشركه دى بتاعت مهاب جوزى و انا اللى هشتغل فيها .. لحد ما ولادى يكبروا و يشتغلوا فيها هم .. و اتفضل من غير مطرود .. ) .. مصطفى بغيظ ( متقفليش دماغك يا حنان .. كفايه اللى معاكى .. انتى معاكى زين و شركات احمد اخوكى الله يرحمه ايييه مش مكفيكى .. ) .. حنان بغضب ( انت متخلف و لا ايه .. دى فلوس ولادى و ده ابن اخويا و فلوسه دين فى رقبتى لحد ما يكبر و هحاسبه عليها مليم مليم .. و بعدين انت فاكر ان كل الناس حقيره زيك .. ) .. رفعت يدها لتصفعه .. لكنه امسك بيدها و قال بتهديد ( متلعبيش فى عداد عمرك يا حنان .. انت عندك عيال خافى عليهم .. و لا عاوزه تحصلى مهاب . ) .. حنان بصدمة ( قصدك ايه ؟؟. ) .. مصطفى بضحك هستيرى ( قصدى ايه .. قصدى ان حبيبك مهاب .. مات بحدثه مش موته ربنا .. يعنى انا اللى لعبت فى الفرامل علشان يموت .. ) .. صرخت حنان بألم ( انت ايه مش بنى ادم .. ده انت حيوان .. امشى اطلع بره .. برررررررره .. ) .. مصطفى بتهديد ( الششركه هخدها .. دى بتاعتى و جوزك اللى سرقها منى زمان .. بس هخدها دى فلوس عامر ابنى . ) .. حنان بشجاعه ( اعمل اللى عاوز تعمله .. مفيش شركات و لا زفت .. انت عاوز تضيع شقا مهاب و تعبه سنين علشان يكبر الشركه دى انسى .. ) .. تابعت و عيونها اصبحت حمراء من الغضب ( اقسم بالله لو لمست شعره من ولادى هقتلك و اشرب من دمك و لا هخاف منك .. و يلا برررررررررره .. ) ..
back
حنان ببكاء ( ده كل اللى حصل .. بس هو فعلا حاول يضركم .. كذا مره كان بيعت عيال تضايق فرح و هى راجعه من المدرسه بالباص .. و كذا مره برضوه طلع بلطجيه عليك انت و زين .. و علشان كده انا بعتت فرح تسافر بره .. ) .. يزيد و هو يجز على اسنانه ( يا زباله .. كل ده .. و الله هقتله .. ) كاد ان يخرج من الغرفه فخرج وراءه زين و اخذه الى الحديقه .. زين بجديه ( يزيد .. مش هينفع اللى فى بالك .. اهدى و استعيذ من الشيطان .. ) .. يزيد بغضب ( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. ) .. تابع زين بهدوء ( يا يزيد انت دلوقتى لو حاولت ان تضره هيزيد فى الاذيه على الاقل دلوقتى .. مش تنسى ان فرح مع عامر .. استنى لما توصل و تبقى تحت عينيا .. و انا اوعدك انك هتعمل فيه اللى انت عاوزه .. ) .. يزيد بغضب ( انت بتفكر فى ايه .. ) .. زين بحقد ( بفكر اندمه على كل لحظه خوف عاشتها عمتى و فرح .. و اندمه على موت عمى مهاب ) .. يزيد باستغراب ( هتعمل ايه .. ) .. زين بخبث ( هنلعب مع بعض .. ) ..
تأففت من عدم اتصاله بها .. لماذا هذا الغبى لم يتصل حتى الان .. لا يوجد شيئ لتفعله بما ان رئيسها فى العمل لم ياتى حتى الان .. كم كان لطيف ليله البارحه حين كان يتكلم معها و نطق كلمه خطيبتى .. لكن والدته امسكت به .. كم تعشقه من يوم ان صدمها بسيارته .. ما الذى كان يود قوله البارحه حين اخبرها انه سوف يتصل بها اليوم صباحا .. امسكت الهاتف و ظلت تحركه فى يدها .. قالت بضجر ( افففف .. متصلش ليه بس ؟؟.. اموت و اعرف فى ايه يا يزيد ؟؟؟.. افففففف و كمان مفيش حاجه اعملها لما زين بيه لسه مش وصل الشركه .. ) .. انتفضت من كلماته على رنين الهاتف .. نظرت لتجده يزيد .. اجابته بلهفه ( يزييييد .. انت فين ؟. قلقتنى عليك .. ) .. يزيد ( تتجوزينى … ) .. جحظت عيناها من الصدمه ( ايييييه ؟؟ .. ) .. يزيد ( بقولك تتجوزينى .. ) .. شاهندا بزهول ( يزيد ؟؟. انت بتكلم بجد .. ) .. يزيد بجديه ( انا عمرى ما اتكلمت بجد غير دلوقتى .. ) .. شاهندا ( يزيد .. الجواز مش لعبة .. ) .. يزيد بحزن ( شاهندا .. انا عاوزك جنبى .. محتاجك معايا .. و مش هعرف اقولك اى حاجه غير لما تكونى مراتى .. ) .. شاهندا بقلق ( يزيد .. فى ايه ؟؟.. ايه اللى حصل ؟؟. ) .. يزيد بجديه ( بلغى عيلتك ان انا هجاى النهارده بالليل علشان اتقدملك .. لوحدى علشان اتعرف عليهم .. و لمعلوماتك ماما عارفاه بس مش من اول مره هتيجى .. ) .. ثم قال بحب ( مع السلامة يا مراتى .. ) .. اغلق الخط .. اما هى ظلت تنظر ببلاهه للفراغ .. هتصبح زوجتة .. ناداها مراتى .. صرخت بسعاده و هى تقفز لاعلى و لاسفل ( يزيـــــــــــــــــــــــد .. ) .. فتحت عيونها على صوته ( بتعملى ايه يا شاهندا ؟؟. ) .. ابتلعت ريقها برعب .. لم يأتى فى كل الاوقات .. الا الدقيقه الذى ظهر فيها فرحه الفتاه التى عرض عليها الزواج .. اللعنه .. شاهندا برعب ( صباح الخير .. ) .. زين بابتسامه ( صباح النور يا مرات اخويا .. ) .. اخفضت بصرها بخجل و هى تقول ( هـــــــــــــأ .. ) .. زين بهدوء ( يزيد عرض عليكى الجواز .. روحى انتى اجازه لاخر اليوم علشان تجهزى .. و على فكره انتى اتقلتى لمكتب يزيد .. اما انا هدور على سكرتيره من جديد .. ) .. شاهندا بخجل ( شكرا يا فندم .. عن اذنك .. ) .. دخل مكتبه و الابتسامه تعلو وجهه .. لان يزيد وجد حبه الحقيقه .. اما هى اخذت حقيبتها و ركضت خارج الشركه لتستعد لاجمل يوم فى حياتها .. يوم تقدم عشقها يزيد لها لتصبح حلاله ..
ابتسمت بسعاده حين نظرت الى رسمتها التى ابتدات بها منذ ان غطت نادين فى نوم عميق .. كم شعرت بالسعاده حين نظرت لها ..حمدت ربها لان نادين كانت نائمه لانها رسمت زين .. اخرجت كل ما تشعر به تجاه فى هذه اللوحة .. كم كانت رائعه .. لكن تذكرت ما راته يحتضن تلك .. كادت ان تقطعها و تلقى بها .. لكنها نظرت الى عيونه التى رسمتها .. لم تقدر على قطعها .. اغلقت الدفتر و نظرت الى الفراغ .. زين صفحه و اغلقتها و سوف تقنع والدتها بذلك .. ان زين لا يجوز لها .. هو فقط ابن خالها .. سالت المضيفه بلطف عن ما تبقى لموعد وصول الطائره ارض مصر .. فاجبتها بانه تبقى 3 ساعات فقط .. ابتسمت بسعاده لانها سوف ترى اخيرا عائلتها .. والدتها و اخيها و .. و … زين …
ببقلم ايمان عبد الحفيظ