رواية خلقت لأجلك
الحلقه 26 من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ
الغضب كفيل بأن يجعلك تفعل اى شيئ .. هكذا كانت حاله نادين بعد خروجها من منزل والدها .. لقد اخرجت شحنات غصب سنين حين صفعتها .. شعور بالارتياح اجتاحها .. لقد اخذت حقها من العقربه .. بينما هو يجلس بجانبها يضغط على شفتيه بقوه حتى يكتم ضحكه .. نظرت له بهدوء …ثم قال بابتسامه ( اضحك .. اضحك .. ) .. كأنها اعطته الاذن لكى ينفجر ضحكا كالمجنون .. فابتسمت هى بانتصار كمن فاز فى سباق عظيم .. زياد بضحك ( مش قادر .. يا مجنونه ايييه اللى عملتيه ده ؟؟.. ) .. نادين بغيظ ( الله .. كنت عاوزنى اعمل ايه و انت شايف جوليا بتقولى الست هانم هتزعق لما اكون هكلمه على انفراد .. ) .. زياد بابتسامه ( عيب برضوه يا نادين .. دى اكبر منك .. ) .. نادين بعصبيه ( اكبر و لا اصغر و لا يساوى .. اللى اعرفه ان دى احقر انسانه ممكن تشوفها ..و كذابه و انا اكتر حاجه بكرهها الكذب .. فصلت تمثل على بابا الحب لحد ما خلته دى الساقيه ورا التور .. ) .. ابتلع ريقه بقلق .. كأن نادين جاءت على وتر حساس .. الكذب .. اذا عرفت نادين بكذبته سوف تتركه لا محاله .. قالت باستغراب ( مالك ؟؟.. بتفكر فى ايه ؟؟.. ) .. زياد بهدوء ( لا و لا حاجه .. المهم يلا نتجوز بقا .. ) .. نادين بزهول ( نعممم ؟؟.. ) .. زياد بمرح ( ما هو كده .. يا نتجوز دلوقتى .. او دلوقتى .. مفيش حل تانى .. ) .. نادين بابتسامه خجوله ( و ده اسميه اييه ؟؟. ) .. زياد بابتسامه ( سميه حب .. سميه تحكم .. تسميه جنون براحتك .. المهم هنتجوز دلوقتى فى السفاره .. يلا بينا .. ) .. انطلقت السياره بهم الى السفاره المصريه فى باريس لاتمام زواجهم .. و فى خلال ساعه دوى صوت المآذون وهو يقول ( الف مبرووك .. ربنا يرزقكم الذريه الصالحه .. ) .. ابتسم كلاهما بهدوء .. كلاهما يعشق الاخر لكن الاسباب التى ادت للزواج مختلفه .. هى لانها تخاف بعده و تعشقه فى نفس الوقت .. اما هو ليحميها و اسباب اخرى يأبى عقله الاعتراف بها .. توجهه كلاهما للفندق الذى سيقيمون به .. نادين بابتسامه خجوله ( انا هدخل اخد شاور .. ماشى .) .. اؤما براسه بهدوء .. ثم قال بخبث ( بس بلاش تتأخرى .. ) .. دخلت هى الحمام و الخجل يكسو ملامحها .. اما هو توجهه للشرفه ليقف بها و زفر بهدوء .. ماذا سوف يفعل الان ؟؟.. امسك هاتفه و دق هاتف ذلك الرجل الذى يحبه بشده .. رفيقه الوحيد الذى يعد مثل ابيه .. صلاح بلهفه ( زياد .. ازيك يا ابنى عامل اييييه ؟؟.. ) .. زياد بهدوء ( كويس .. انت عامل ايه ؟؟.. ) .. صلاح بقلق ( زياد .. انت عمرك ما كدبت عليا ؟؟.. مالك يا زياد ) .. زياد بحزن ( انا تعبان .. ).. صلاح بحنو ( موضوع نادين اللى قلتى عليه .. ) .. زياد بهدوء ( ايوووه .. ) .. صلاح بهدوء ( انت اتجوزتها علشان بتحبها و لا انت خايف تعترف انك بتحبها .. ) .. زياد ( انا مش بحبها .. او يمكن خايف من الحب .. انا اتجوزتها علشان احميها ) .. صلاح بابتسامه ( لو كل واحد فكر زيك يبقى كل البنات كانت اتجوزت رجاله .. ) .. ابتسم زياد .. فقال صلاح بحنو ( زياد .. انت اتجوزتها علشان بتحبها مش علشان عامر .. ) .. زياد بهدوء ( صدقنى يا عم صلاح .. انو انا اتجوزتها علشان احميها من عامر اللى هددنى بيها .. ) .. صلاح بابتسامه ( صدقنى انت بتحبها اكتر من نفسك بس مش عارف .. ) .. ثم قال بتحذير ( انت كده هتعرف متأخر و صدقنى هتندم يا زياد .. ) .. اغلق زياد لكن التفكير يشغل باله .. ما الذى دفعه لذلك ؟؟.. حاليا لا يوجد شيئ سوى التعايش مع الوضع .. التفت للخلف ليعود للغرفه مره اخرى .. لكن اتسعت حدقتيى عيونه حين وجد نادين تقف خلفه .. و الدموع تتساقط من عيونها .. ابتلع هو ريقه محاولا تبرير الموقف .. زياد بتوتر ( آآآنا .. انا .. ) .. نادين بدموع ( طلقنى .. ).. اتسعت حدقتى عيونه .. بينما هى ركضت من امامه .. حتى تعطى نفسها مساحه لتبكى ..
انقلب اليوم رأسا على عقب .. لا يوجد زفاف .. نظر هو بأعين فارغه الى القاعه الخاليه .. جلس بانهاك بعد ان انهار كل شيئ.. لقد تم خداعه .. لم يحصل على اى شيئ .. لا فرح و لا نصيب فى الشركه .. بل خسر كل شيئ .. مصطفى بغضب ( انت يا زفت .. ممكن افهم فى ايييييه ؟؟.. ) .. عامر بهدوء ( و لا حاجه .. انا اضحك عليا .. ) .. مصطفى بغضب ( هات حاجه جديده يا غبئ .. انطق فرح مجتش لا هى و لا يزيد و لا اى حد لييييييه ؟؟.. ) .. انفجر هو ضاحكا كالمجانين .. كأى مجنون فقد عقله حين يسمع خبر قوى للغايه على اعصابه .. قال هو بهستريا ( زين .. زييين .. زين خد كل حاجه و ضحك عليا … ) .. ظل يردد هذه الجمل .. و هو يضحك و مصطفى يقف .. و خيبه الامل تسيطر عليه بعد ان شعر بالخساره .. فها هو ابن النجارى يقف مجددا فى وجهه .. و يفسد خططه من جديد .. لم يستطع مصطفى تحمل جنون ابنه .. فتوجه اليه .. و صفعه بقوه حتى يخرج من حفره الجنون تلك .. ثم هزه بعنف ..و قال بصراخ ( انطق .. ضحك عليك ازاى ؟؟.. ) .. عامر بسخرية ( ده شيطان .. خد الشركه و خد فرح .. و خد كل حاجه .. ) .. مصطفى بعصبيه ( انطق بقى .. ) .. قص له عامر الاتفاق الذى تم بينه و بين زين .. و انتهى بالفشل لعامر و فوز زين .. مصطفى بسخرية ( و صدقته .. معاه حق يشتغلك .. ) .. عامر بعصبيه ( كنت عاوزنى اعمل اييه يعنى .. ) .. مصطفى بسخرية ( لا الصراحه برافو .. برافو عليك .. و لا عملت حاجه .. ) .. قالها و هو يضرب على كتفه و ينظر له بأستهزاء شديد .. اشعلت تلك النظرات الحقد الشديد بقلب عامر .. جعلت عيونه تحمر كالمجانين .. فقال بتهديد ( انت اللى بدأت الحرب .. و هموتك انت و هى .. ) .. ثم ضرب على الطاوله التى امامه .. و خرج من القاعه كالثور الهائج …
الجميع يوجهه نظراته له .. و هو يبادلهم النظرات بهدوء تام .. و المأذوز جالس يراقب الوضع الهادئ .. لكنه يستشغر الرياح التى ستقلب السفينه .. يزيد بغيظ ( اخلص .. و قول اتنيلت جبتنا هنا ليه ؟؟.. ) .. زين بابتسامه ( مش هقول حاجه .. غير لما اختك تمضى على قسيمه الجواز .. ) .. حنان بعصبيه ( اييييه هو ده .. بقالك ساعه بتقول مش هقول غير لما تمضى .. انت قلبت عيل صغير و لا ايييه ؟؟.. ) .. زين بضحك ( و الله مش هقول اللى حصل غير لما تمضى .. ) .. لو كانت تستطيع الكلام .. لكنت سبته و لعنته بأبشع الالفاظ .. يوجد به برود لو تم توزيعه على العالم ليكفى و يفيض .. يزيد بهدوء ( قومى يا فرح .. امضى على القسيمه .. و اتجوزيه .. ) .. اتسعت حدقتي عيونها و نظرت له بغيظ .. فقالت حنان بهدوء ( قومى يا فرح خلينا نخلص .. ) .. اتسعت هو ابتسامته لانها وضعت امام الامر الواقع حاليا .. امسكت هى الورقه و طبعت توقيعها على الورق .. ثم نظرت له باحتقار .. فقال المأذون ( بالرفأ و البنين بأذن الله …) .. زين بابتسامه ( اتفضل يا شيخ ..مع السلامه .. ) .. اغلق الباب خلفه ..و توجه الى غرفته ..و عاد اليهم بيده بعض الاوراق .. يزيد بغيظ ( اتفضل قول .. عاوز تقول اييه ؟؟.. ) .. زفر هو بهدوء .. ثم قال ( نبدأ من الاول .. يوم عيد ميلاد فرح .. عامر هددنى انه هيأخدها منى قدام عيونى .. طبعا انا خفت جدا عليها .. كان كل همى و تفكيرى ازاى احميها .. و ازاى انهى كل المصيبه دى من غير ما اضر فرح .. فى الوقت دى انا جتلى فكره انى اتفق مع عامر عليكى .. ) .. قالها و هوويوجهه نظراته اليها .. فقالت حنان بزهول ( نعمممممم !!.. ) .. اشار زين لها بهدوء ( بس لحظه قبل ما تتعصبى .. اتفاقى كان مع عامر ان احنا نغتصبك و نمضيكى على تنازل بنصيبك فى الشركه لعامر .. ده اللى كلكم تعرفوه .. لكن اللى حصل انك مضيتى على تنازل ليا انا بنصيبك .. و ده التنازل اللى. مضيتى عليه .. ) .. قالها و هو يمزق الورق بعد ان نظر له يزيد و حنان .. زين بابتسامه ( اتفاقى مع عامر كان انى اسلمك ليه مقابل ان نسبتى فى الشركه هتكون 46% .. و طبعا هو كان هيأخدك و هيأخد 20% .. لكن انا ضحكت عليه .. و لا اديته الفلوس و الشركه و لا حتى انتى .. ) .. يزيد بزهول ( و الاغتصاب .. و الدم و تعب فرح و الفستان ..) .. زين بهدوء ( انا قولت لعامر ان شرطى فى كل ده هو انى اكون الاول فى حياتها .. لكن انا ما لمست شعره منها .. ) .. مع انتهاء جملته .. ازدادت الصدمه على الجميع .. كأن احد سكب عليهم ماء مثلج .. رفع يده ببطء ليفتح ازرار قميصه ليظهر الشاش و القطن .. فقال حنام بزهول ( دمك انت مش دمها هى .. ) .. اؤما هو برأسه و قال بهدوء ( مظبوط انا جرحت نفسى و بدأت انزل دم عليها .. و بعد كده اضطريت العب فى شعرها .. و اقطع كام جزء من الفستان .. و بس .. اما بالنسبه للتعب و الدوار اللى كان عندها .. انا اديتها حقنه تتعب جسمها لفتره .. علشان كل حاجه تكون طبيعيه قدامك و قدامها هى كمان ) .. ارتسمت الابتسامه على وجهى يزيد و حنان .. لانه كان بامكانه بيع فرح لكنه يعشقها …و كيف لشخص مثله ان يبيع او يلقى بمحبوبته لى خطر لولا ثقته بانها ستكون فى امان .. احتضن يزيد زين .. قال بابتسامه ( اخويا .. شكرا . انت انقذت حياتها .. ) .. زين بابتسامه ( بس يا اهبل دى حبيبتى و مراتى حاليا .. ) .. حناايبابتسامه ( رغم انى زعلانه انك مش قلتى على كل ده .. بس برضوه انت حميت بنتى من حاجه الله اعلم بيها .. ) .. جاء دورها هى ليرى رده فعلها .. الان هى زوجته هو صمم ان يخبرهم بعد ان تصبح زوجته حتى يضمن وجودها معه .. اقتربت هى منه .. رفعت يدها للاعلى .. لتهبط على وجنته بصفعه تحمل كل الالام التى عاشتها طوال الايام الماضيه و هى تفكر كيف الذى عشقته يفعل بها هذا .. فقال يزيد بعصبيه (فررررح .. ) .. زين بهدوء ( سيبها يا يزيد .. ) .. لاول مره تنطق من اسبوع .. جملته جعلت الجميع ينصدم .. قالت بثبات ( طلقنى … ) …
بقلم ايمان عبد الحفيظ