رواية خلقت لأجلك
الحلقه 16 من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ
كان يجلس على كرسى مكتبه .. الغضب يسيطر عليه من كل جهه .. امسك بالقلم يحركه يمينا و يسارا من الغضب .. ثم القى به بغضب .. كيف تفعل هذا ؟.. كيف تحضنه هكذا بلا اى خجل .. يبدو انها فعلا تحتاج الى اعاده تربيه .. رفع رأسه ليجدها قد اقتحمت غرفته و شعرها مبعثر و حالتها مزريه للغايه و وجنتها اليمنى عليها اثار اصابع .. انتفض من مكانه مسرعا و القلق يسيطر عليه .. زين بخضه ( فرررح ؟؟؟ .. ايييه ده ؟؟.. ايييه اللى حصل .. ) .. حاوط وجهها باصابعها الرقيقه .. وضع اصبعه على مكان نزف الدم من شفتيها فتآوهت هى بألم .. قبضه من الالم اعتصرت قلبه بقوه .. هى تتألم و المشكله انه لا يستطيع فعل شيئ .. حرك اصابعه ليضعها مكان اصابع الصفعه .. قال بهسيس غاضب ( مين اللى ضربك ؟؟.. ) .. لم ترد عليه بل اغلقت عيناها و احتضتنه بقوه .. لا تعرف ما الذى اتى بها الى هنا ؟؟.. ربما لان زين هو ملجأها الوحيد حين تشعر بأنها وحيده .. بكت بحرقه على صدره جعلت جسده يتصلب تحت ذراعيها التى تحاوطه .. تركها دون اى استجابه منه .. ليس لان غاضب منها بل لانه لو ضمها له فى هذه اللحظه سوف تعتبر خيانه لها و لعمته و لزين .. و هو دائما محتوى لاى انفعال يحدث من حوله .. تركها حتى تفرغ شحنه حزنها من ضربها و شعورها الذى لا يعلم ما هو حتى الان ؟؟.. لا تعرف كم من الوقت ظلت محتضنه اياه .. حتى هدأت قليلا لكن لا يخفى الوضع من شهقاتها الحزينه و الباكية .. ابعدها عنه و هى تمسح دموعها بطفوليه و احراج .. قال بهدوء ( مين اللى مد ايده عليكى .. ) .. لم ترد عليه بل تساقطت دموعها هذه المره لكن بهدوء .. قال بحزم ( كفايه عياط .. و قولى مين اللى مد ايده عليكى ؟؟.. ) .. فرح بارتعاش و تقطع ( ييي.. يزيد .. ) .. زفر زين بضيق بسبب انفعال يزيد الشديد معها .. ثم قال بهدوء ( طبعا .. علشان حضرتك اول لما شفتى عامر جريتى و حضنتيه و خليتى منظره هو اريال واقف .. ) .. فرح ببكاء ( انا مكنش قصدى حاجه ؟؟.. انا بس وحشنى عامر مش اكتر .. ) .. لعنها و لعن عامر و لعن اللحظه التى تعلمت فيها الصراحه و لعن الساعه الذى جعلتها تأتى الى هنا .. قال بضيق ( احنا هنا فى مصر يا فرح ..يعنى مش ينفع واحده تحضن راجل غريب عنها او ببساطه خلينا نقول يجوز ليها شرعا .. دى عادات و ده دين .. مينفعش ) .. قالت بحزن ( انا بس كنت .. ) .. زين بهدوء ( مفيش بس انتى غلطتى .. مينفعش تحضنى حد يجوز ليكى شرعا .. او مش من المحارم .. ) .. قالت بلا وعى ( حتى انت !! .. ) .. زين بابتسامه هادئه ( ايوووه حتى انا .. لا انا شرعا يجوز انى اتجوزك لانى مش اخوكى فى الرضاعه مثلا .. ) .. فرح بترقب و خجل ( طب ليه سبتنى ؟؟.. من من .. من شويه .. لما حضنتك ؟؟.. ) .. زين بهدوء ( علشان اسيبك تهدى .. و بعدين انا مش حضنتك على فكره .. و علشان اعرف افهم منك كل حاجه بهدوء .. و انا مش طبيعتى انى استغل اى بنت ترمى نفسها فى حضنى .. انا بحاول على قد ما اقدر احتوى اى موقف بكون فيه ..المهم .. ادخلى الحمام ظبطى نفسك و هبعتلك عم على بكيس تلج علشان وشك .. و انا هروح ليزيد .. ) .. فرح بخوف ( لا و النبى بلاش دلوقتى .. ) .. زين باستغراب ( لييه ؟؟..) .. فرح بقلق ( علشان يزيد هيكون متعصب و مش هتعرف تتفاهم معاه.. ) .. زين بابتسامه ( انا على فكره اعرف يزيد اكتر منك .. و بعدين مش عيل صغير انا هخاف منه .. يلا روحى اغسلى وشك .. و فكرى فى اللى قلته .. و اوعى تنسى انك جوهره حافظى عليها للى يستاهل يشيلها لاخر العمر .. ) .. قال جملته ثم خرج من الغرفه .. تحت نظراتها التى تنبض بالاعجاب لذلك الرجل الذى يتسلل الى قلبها رويدا رويدا .. بل هو لا يتسلل هو يدمر حصون قلبها و عقلها معا بكلمه واحده منه .. ابتسمت بسعاده ثم قالت بحزن ( انا غلطت لما حضنت عامر .. زعلت يزيد و كسرت زين .. و انا اصلا عمرى ما حضنته قبل كده .. عقلك كان فين يا فرح لما عملتى عملتك السوده .. اففففف ) .. زفرت بضيق و توجهت الى الحمام لتنظف نفسها و تفكر بكلام زين …
______________________________
كان داخل حمام مكتبه ينظر الى المرآه بغيظ .. لاول مره يرفع يده عليها .. لاول مره يشعر بالضيق الشديد منها .. لاول مره يغضب لدرجه تجعله يشعر بأنها ليست اخته بل ابنته و تحتاج للتربيه من جديد .. فتح صنبور الماء و وضع رأسه تحته .. لعلها تبرد نار غضبه و حرقته من اخته و افعالها .. رفع رأسه و جفف وجهه بالمنشفه.. انزل المنشفه عن وجهه فرأى زين امامه .. قال بسخريه ( ايييه !! .. جاى تلومنى لانى ضربتها .. و لا جاى تزعقلى لانها مش متربيه .. ) .. زين بهدوء ( ايدك هقطعهالك لو اتمديت عليها تانى .. مش لانى بحبها لان الضرب على الوجهه حرام زيه زى اللطم بالظبط ده واحد .. اتنين بقى لو ضربتها احتمال تعند و تزيد و فى حاله اختك اشك انها هتعند فعلا .. ثالثا الرسول صلى الله عليه سلم .. ).. همس يزيد بخفوت ( عليه افضل الصلاه و السلام .. ) .. اكمل زين بهدوء ( الرسول وصانا بالنساء .. و قال” و استوصوا بالنساء خيرا” .. و بعدين فكرك لما تمد ايدك عليها هتبطل مثلا .. ) .. يزيد بغيظ ( كل الكلام اللى انت بتقوله ده على عينى و رأسى بس و الله لو شفتها واقفه معاه لوحدهم .. و الله هكسر عظمها .. ) .. زين بحزم ( مش كل حاجه عافيه يا يزيد بالراحه .. سيبها تغلط و تعرف غلطها و تتعلم .. الدنيا مش بتمشى غير كده .. ) .. صمت يزيد يفكر فى حديثه .. ثم قال بقلق ( يا زين فرح طيبه و مش بتشوف عيوب الناس الا لما تكون قدامها .. عمرها ما هتشوف الوش التانى لعامر بسهوله .. و بعدين انا لو سبتها زى ما هى عايزه هتعمل كتييير .. مش بعيد الاقيها كل ما تشوفه تحضنه و … ) قطع جملته منعا لغضب زين .. فقال زين بهدوء ( انت كلامك صح .. هى بريئه اووى .. بس انا ملقتش سيب على الاخر .. خليك هادئ فى التعامل معها علشان لما تغلط تيجى و تحكى و تحل المشكله بهدوء .. مش كل حاجه مد ايد يا يزيد .. ) .. يزيد بتفكير ( افكر .. ) .. زين بابتسامه ( يا ابنى .. كام مره هقولك بالراحه شويه .. يا ابنى دى انت خليت البنت شوارع خالص .. ده كفايه صوابعك اللى معلمه فى وشها .. ) .. يزيد بتشفى ( تستاهل و لسه الحيوان ده هوريه .. ليه قرطاس انا واقف ) .. زين باستفزاز ( قرطاس لب و لا ترمس .. ) .. يزيد بعصبيه ( زييييين .. متعصبنيش ياض انت .. ) .. زين بمرح ( خلاص .. خلاص .. اهدى .. انا بهزر .. المهم انا هروح اجيبهالك و الباقى عليك .. ) .. اعتلى القلق وجهه .. فهو قلق عليها من فعلته .. تردد كثيرا فيما يجيب على سؤاله .. تردد فى مقابلتها بعد ان ضربها صفعه قويه اخرج بها غضبه منها .. لكنها تستحق بصرف النظر انه اقسى عليها كثيرا .. اخرجه زين من تفكيره قائلا ( هى على فكره مش زعلانه منك هى عارفه انك خايف عليها .. ) .. يزيد بتردد ( طب .. طب .. هى اتعورت او حاجه جامد .. ) .. زين بمرح ( لا شلفطت وشها بس .. ده انت ايدك مرزبه يا مفترى .. ) .. يزيد بابتسامه ( بخاف عليها يا يزيد مش اختى مسؤله منى من وقت بابا لما مات .. انا ظهرها و سندها و حمايتها لازم اكون شديد و الا ممكن تضيع منى .. ) .. زين بهدوء ( جمد قلبك يا يزيد اومال هتبقى اب ازاى بعد عمر طويل .. ) .. يزيد بقلق ( يلا ربنا يسهل .. هاتها .. بس و الله لو طوله لسانها او قعدت تقول عامر و مش عامر و الله همد ايدى تانى .. ) .. زين بابتسامه ( طب خلى شاهندا تجيب كيس تلج ليها علشان وشها .. ) .. يزيد بحرج ( انا اتغابيت .. و لا اييه ؟؟. ) .. زين بغيظ ( لا يا حبيبى .. انت كنت هتموت البت .. ) .. يزيد بغيظ ( يلا بره .. روح هاتها و انا هكلم شاهندا تجيب الحاجات هنا فى اوضتى و انا هصلح اللى عملته .. ) .. زين و هو يخرج من الغرفه ( طيب بس بالراحه عالبت ..بلاش تتحول لسى السيد تانى ) .. قذفه يزيد بغيظ بوساده كانت بجانبه .. فخرج زين ضاحكا من الغرفه .. تنهد يزيد بهدوء حتى يظبط انفعالاته ..
____________________________________
انقبض قلبها على صغارها بقوه .. تشعر بهم فى مشكله .. كادت ان تبكى من الخوف عليهم .. لا تعرف ما حل بهم .. فامسكت هاتفها مسرعه و دقت رقم زين .. اتاها صوته هادئا ( سلام عليكم يا عمتى .. ) .. حنان بقلق و الدموع تتحرك فى عيونها ( يزيد و فرح كويسين.. اوعى تكدب عليا يا زين ؟؟.. ولادى فيهن حاجه .. ) .. ثم شقهت لتحبس دموعها من خوفها عليهم ظنا منها انه قد حدث شيئ لهم من مصطفى او ابنه .. زين بقلق و استغراب ( ايييييه يا عمتى مالك ؟؟.. حصل ايييه لكل ده ؟؟.. ) .. حنان و هى تجفف دموعها ( قولى .. حصلهم ايييه ؟؟. ) .. زين بابتسامه ( يا عمتى هما زى الفل .. بس اتخانقوا مع بعض .. ) .. حنان بترقب ( ليييييه ؟؟.. فرح عملت ايييه ؟؟. ) .. زين بمرح ( يا سبحان الله معروفه حبيبتى غبيه و بتغلط .. ) .. حنان بتنهيده ( بنتى و حفظاها .. و بعدين اييه حبيبتى دى لم نفسك .. ) .. زين بمزح ( بتغيرى يا بيضه يا حلوووه انتى .. ده انتى الاساس .. ) .. حنان بابتسامه ( بس يا واد .. بطل بكش و قولى ايييه اللى حصل بينهم ؟؟.. ) .. زين بابتسامه خفيفه ( لا ده ضربها بالقلم بس كده .. ) .. حنان بفزع ( يا خبر اسود .. ليييييه عملت ايه ؟؟.. ) .. زين بغيظ ( حضنت عامر قدام الشركه كلها .. ) .. حنان بزهول ( ميييييين ؟؟ ) .. زين بضحك ( لا بس خدت علقه تمام من يزيد .. ده خلاها شوارع .. ) .. حنان بغيظ ( تستاهل .. و لسه لما تجيلى هنا هكمل عليها .. ) .. ثم قالت باستغراب ( و انت مالك فرحان كده لييه ؟.. ) .. زين بابتسامه ( عادى .. اصلى اتناقشت معها شويه فى اللى حصل .. و اقنعتها انها غلطانه .. و بس .. ) .. حنان بخبث ( لا و الله .. مش عارفاه لييييه حاسه انك مخبى عليا حاجه ؟؟.. ) .. زين بمرح ( عمرى .. انا اقدر برضوه .. ) .. ثم استطرد قائلا بجديه ( بس و النبى يا ماما .. بلاش تتكلمى مع فرح لما ترجع علشان و الله يزيد قام بالواجب و زياده كمان .. ) .. حنان بعند ( و الله لهعلمها الادب من اول و جديد .. ده انا هكسرها بالشبشب بتاع ابتدائى ده .. ) .. زين بضحك ( بلاش الله يخليكى .. ده الشبشب ده طول عمره عامل دى الكرباج .. انتوا عاوزين تسلمونى البت مخلصين عليها و لا ايه ؟؟.. ) .. ضحكت حنان حين تذكرت حين كانت تضربهم هم الثلاثه بالشبشب حين يدعون عدم الفهم .. ثم قالت بغيظ ( و الله هضربها علشان تتربى بت مهاب .. ) .. زين بجديه ( يا ماما بالراحه .. اقعدى معها .. افهميها اتناقشى معها .. بالراحه علشان متخافش مننا .. و مش تعند معانا .. هو انا برضوه اللى هقولك ؟؟.. ) .. حنان بتفكير ( كلامك صح .. غلبتنى يا ولد .. ) .. ابتسم زين بثقه ثم قال بمرح ( من بعض ما عندنا .. المهم هقفل معاكى علشان اشوف ورايا اييه ماشى .. ) .. حنان بابتسامه ( يلا يا واد من هنا .. سلام .. ) .. اغلق الهاتف مبتسما .. فعمته الحاسه السادسه لديها عاليه .. دائما تشعر بهم .. دائما تعرف ان كانوا بخير ام لا .. دائما تقرأ افكارهم .. توجه الى مكتبه حيث فرح لمعالجه الامور .. بينها و بين يزيد ..
______________________________________
قضايا ساعه يتحادثون واقفين على اقدامهم .. لا يشعرون بالوقت مطلقا .. كلاهما يشعر بالراحه عند محادثه الاخر .. هو يشعر بانها ملكه جمال بشعرها البنى و عيونها الخضراء .. و خفه ظلها و طفولتها .. لحسن حظه انها لم ترى سعادته حين علم انها تسكن بجواره .. اما هى فكانت سعيده حين تحدثت معه كثيرا .. رأت مدى رجولته و شهامته فى بغض المواقف التى قالها لها .. رأت مدى وسامته خصوصا حين يبتسم او يضحك لتبرز غمازته لتجعله اكثر وسامه .. انها لا تشعر بالوقت بجانبه .. نظرت الى الساعه لتشهق بزهول .. فقال لها باستغراب ( ايييه ؟؟. مالك ؟؟. ) .. نادين بزهول ( احنا بقالنا اكتر من ساعه واقفين .. ) .. زياد بابتسامه ( بجد .. طب و ايه المشكله ؟؟.. ) .. نادين بابتسامه ( انا مش حسيت بالوقت خالص .. ) .. زياد بغرور مصتنع ( طبعا .. واقفه مع واد مز بغمازات زى .. و عاوزه تحسى بالوقت .. ) .. نادين بضحك ( يا غرورك يا اخى .. ) .. زياد بضحك ( الله يخليكى و يكرم اصلك .. ) .. نادين بابتسامه ( انا تعبت بقى و هدخل انام ماشى .. ) .. زياد بحزن ( هتسبينى لوحدى يعنى .. ) .. ضحكت نادين ثم قالت ( العو هيأكلك .. و بعدين انت معاك عم صلاح .. ) .. زياد بمرح ( بسم الله ما شاء الله .. انتى حفظتى عم صلاح كمان .. لا لا هحسدك على ذاكرتك الحلوه دى .. ) .. نادين بضحك ( تصبح على خير .. ) .. زياد بغيظ ( احنا العصر .. ) .. انصرفت و هى تضحك على طفولته .. و خفه دمها .. اما هو وقف يتذكر اللحظات التى قضاها معها .. مهما جلس معها لا يشعر بالوقت مطلقا .. ماذا يسمى هذا ؟؟ .. الذى يشعر به ؟؟..
_________________________________
دخل فيلا والده .. بخطوات غاضبه بعد شجاره مع يزيد و زين .. كاد ان يفتك بهم .. لكن جاءت فرح و اخرجته من الموقف و جعلته يأخذ حقه باحتضانه له .. هذا اول مره تفعلها .. حتى و هم فى لندن لم تفعلها و لا مره .. كان دائما يحاول معها لكنها كانت تعنفه بشده و احيانا تغضب منه بقوه .. لكن ماذا حدث ؟؟.. لا يهم ماذا كانت تقصد المهم انها جعلته ينتقهم منهم بلا اى عناء .. صدع صوت والده قائلا بسخريه ( انت شرفت .. ) .. عامر باستغراب ( فى ايييه ؟؟.. ) .. قذف مصطفى الجريده بوجهه عامر و قال بعصبيه ( فى ان البتو فلوسها بيضيعوا منك و انت واقف تتفرج .. ) .. امسك عامر الجريده و رأى بها نفس الخبر عن زين و فرح و علاقتهم .. القى بالجريده بلا اهتمام و قال ( كل ده كلام فارغ .. و اكبر دليل ان لسه فرح من شويه شافتنى و حضنتنى كمان .. ) .. مصطفى بسخريه ( لا و الله و انت فكرك هصدق الهبل اللى بتقوله ده .. و حتى و لو كنت صادق .. فكرك زين هيسبهالك .. ده من عاشر المستحيلات .. ) .. عامر بسخريه ( و لا يقدر يعمل حاجه ؟؟.. فرح بتحبنى و هتختارنى انا .. ) .. مصطفى بسخريه شديده و استهزاء ( تبقى متعرفش زين لسه ؟؟.. زين عامل زى احمد ابوه بالظبط و زى جده يونس .. لو عاوز حاجه و الله لو فى فم الاسد هيأخدها .. ) .. عامر باستغراب ( انت خايف منه ؟؟. ) .. مصطفى بغيظ ( مش خايف .. بس تخيل واحد زيك ضدد واحد زى زين ؟؟.. تفتكر هتختار مين ؟؟. .. ) .. صمت عامر ليفكر فكلام والده محق .. هو رأى زين بعد تغيره .. لقد تفوق زين عليه .. زين فعلا افضل منه بكثير .. فهو متحمل مسؤليه شركه كبيره مثل شركتهم .. و وسيم للغايه و مدرك لكل مهامه .. لكن فرح لا تحبه .. فقال مصطفى بهدوء ( البت هتطير منك .. زين طول عمره بيأخد اللى هو عاوزه .. انا كل مره بحاول اعمل مشكله مش بينجح الوضع ) .. عامر بثقه ( صدقنى فرح بتحبنى .. يعنى خلاص اطمن .. ) .. مصطفى بسخريه ( براحتك بس .. انت مش ضامن ان حبها ليك حقيقى .. يعنى مش ضامن انها ليك .. ) .. ثم تركه و توجه الى عمله فى مكتبه .. اما عامر ظل جالس يفكر فى حديث والده .. بالطبع يجب عليه ان يجد فكره حتى يضمن استرجاع حق والده منهم .. عمه مهاب سرقهم منذ زمن لذلك يجب عليه الزواج من فرح حتى يحصل على كل المال الذى تملكه حنان و يزيد و فرح ايضا .. لكن كيف يضمن ان تكن فرح له ؟؟..
________________________________
طرق باب الحمام الذى فى غرفته و بيده علبه الاسعافات .. لم يأته الرد .. فطرقه مره اخرى و قال ( يا فرح ؟؟.. انتى هنا ؟؟.. ) .. صمت قليلا حتى تسرب الى اذنه صوت شهقات البكاء .. و انين الالم .. قال بصراخ و فزع ( فرررررح !! .. انتى كويسه ؟؟.. ) .. سمع صوت مفتاح الباب .. فنظر الى الباب بلهفه و خوف .. ليجدها تخرج منه و هى ممسكه بقميصها البنفسجى بيدها و هى ترتدى تي شرت لونه ابيض اسفله .. لكن يبدو عليها البكاء .. قال بقلق ( مالك يا فرح ؟؟.. ) .. رفع بأنامله ذقنها لتنظر الى عيونه .. قال بقلق ( اييييه اللى حصل ؟؟.. ) .. قالت بآلم ( ضوافر يزيد دخلت فى دراعى .. و دراعى وجعانى اووووى .. و مش عارفاه احط عليه التلج .. ) .. نظر الى ذراعها فاغمض عينه بقوه حتى يحكم انفعالاته .. امسك من يدها كيس الثلج .. و سحبها من يدها برقه و هدوء شديد .. اجلسها على الاريكه برقه .. وقف الى جانبها و انحنى بجذعه قليلا بعد ان خلع جاكيت بدلته .. وضع كيس الثلج على مكان اظافر يزيد .. خرج منها انين خافت .. تألم قلبه لذلك بشده .. قال برقه ( انا اسف .. ) .. فرح بدموع ( انا وحشه يا زين ؟؟.. ) .. جلس امامها و قال بهدوء ( ليييه بتقولى كده ؟؟.. ) .. فرح ببكاء ( علشان بتصرف غلط و من غير ما افكر .. ) .. زين بحب ( مفيش حد مش بيغلط يا فرح .. المهم نعرف غلطنا و نحاول نصلحه .. ) .. قال له و هى تمسح دموعها بطفوليه ( انت ليييه كده ؟؟؟. ) .. زين رافعا حاجبه ( كده اييييه ؟؟. ) .. فرح و هى تنظر له بدموع ( يعنى كل مره بحسك عاوز تحمينى .. ليه بتنصحنى رغم انك عارف انى مش بحبك .. لييه بتتعامل معايا كأنى مهمه اووى عكس الكل .. ليييه بتحسسنى انى ليا قيمه ؟؟.. انت بتعذبى بحنيتك دى .. علشان كان نفسى تكون حقيقه .. ) .. زين بهدوء و حب ( فرح .. انتى فعلا غاليه عندى .. و غاليه اوووى كمان .. صدقينى حنيتى و حمايتى ليكى دى حقيقه .. عمرى ما حاولت انى اكذب عليكى او حتى اخدعك .. و انا بتعامل معاكى كده لانك تستاهلى كده.. تستاهلى تتحبى .. انا بعاملك كده علشانك مهمه عندى اكتر من نفسى حتى لو مش بتحبينى .. لانى اتعودت ادي من غير مقابل .. ) .. كم هو رائع .. لا احد مثله .. هو يقول كلام رائع جدا .. زين .. هو اسم على مسمى .. فرح بتوتر ( زين.. اناااا .. آآنت.. ) .. زين بابتسامه ( متقوليش حاجه .. استنى انا هحط من الاسعافات دى مرهم ماشى و هلفها بشاش .. و بعد كده هنمشى .. ).. فرح باستغراب ( على فين ؟؟.. ) .. زين بابتسامه ( هنروح ليزيد .. ) .. فرح بتأثر ( هو لسه زعلان منى .. ) .. زين بحنان ( يزيد هيسامحك لو حس انك حاسه بغلطك .. و انتى ندمانه على غلطتك يبقى خلاص بقى .. يزيد طيب جدا .. ) .. فرح بتلقائيه ( و الله ما فى حد طيب غيرك .. ) .. زين باستغراب مصتنع ( بتقولى حاجه ؟؟.. ) .. فرح بسرعه ( لا لا و لا حاجه ؟؟.. ) .. اخفض بصره و ابتسم ابتسامه واسعه .. لانه سمعها .. كم هو يعشقها.. فهو يدعى فى كل صلاه ان تكون له .. قال فى ذهنه باصرار ( انتى لى يا فرح … )
_________________________________
قالت بغيظ ( خلاص بقى يا يزيد .. يخربيتك ) .. قالتها شاهندا و قد طفح بها الكيل من اقناعه بأن يسامح فرح .. فى الحقيقه هو سامح فرح فى اللحظه التى صفعها بها .. لكن هو يحب اخراج شاهندا عن شعورها .. يزيد بعصبيه مصتنعه ( بتدعى على بيتى يتخرب يا شاهندا من قبل ما يعمر اصلا .. ) .. شاهندا بغيظ ( ايوووه .. خرجتنى عن شعورى افففف .. اديلى ساعه بقولك يا يزيد انت نفخت البت و سامحها .. انت مش معبرنى .. ) .. يزيد بابتسامه ( يعنى يرضيكى بيتنا يتخرب قبل ما نحط رجلنا فيه سوا .. ) .. شاهندا بغيظ ( انت فى ايييه و لا فى ايه ؟؟.. ) .. يزيد بابتسامه عاشقه ( اصلى بصراحه بحب اشوفك و انتى متعصبه .. انا بحب اشوفك فى كل حالاتك اصلا .. ) .. ضربته على كتفه بغيظ و قالت بخجل ( يا غلس .. ) .. يزيد بضحك ( بصى على خدودك لونهم احمرررر .. بقيتى شبه الفراوله .. يا عسل انتى .. ) .. قامت من جانبه و ركضت خارج الغرفه ( يا قليل الادب .. ) .. يزيد بابتسامه ( لا دى تحكمى فيها بعدين .. ) .. شهقت شاهندا بكسوف .. قال يزيد بحب ( بت يا عسل انتى .. اعملى حسابك انى هاجى انا و امى بكره نخطبك من ابوكى .. ) .. نظرت له بحب .. ثم ركضت خارج الغرفه و الابتسامه السعيده مرتسمه على شفتيها .. فهى وقعت فى حبه منذ ان صدمها بسيارته .. منذ ان غرقت فى بحر عيونه البنيه …
________________________________________
ايمان عبد الحفيظ