رواية خلقت لأجلك

رواية خلقت لأجلك

للكاتبة ايمان عبد الحفيظ

الشخصيات :
فرح : بطله القصه شعرها بنى مائل للنحاسى طويل و كثيف عيونها عسلى و بيضاء جدا

و رفيعه جدا عمرها 23 سنه 
زين : بطل القصه شعره اسود لامع جدا جسمه رياضى

عيونه سوداء عمره 27 سنه وسيم جدا ذو لحيه
حنان النجارى : والده فرح و عمه زين ست طيبه جدا و بتحب ولادها و زين جدا جدا عندها 50 سنه

بيضاء جدا شعرها ناعم طويل ورثته فرح عنها بس متغطى تحت حجابها
يزيد : اخ فرح الكبير طويل و اسمر شويه ورثه عن ابوه مهاب عز الدين

و جسمه رياضى و انيق جدا و دمه خفيف جدا عنده 27 سنه
مصطفى عز الدين : عم فرح و يزيد و بيكره حنان جدا عنده 55 سنه
عامر : ابن مصطفى طويل و اسمر شويه بس بتاع بنات و عامل فيها كازانوفا عنده 25 سنه
شاهندا : سكرتيره مكتب زين عسوله اوى بيضاء و شعرها بنى و عيونها عسلى عندها 25 سنه
نادين : بنت عسوله بيضاء شعرها اسود فيها شبه بسيط من فرح

و هى صديقتها جدا عندها 23 سنه و كانت زميلتها فى الجامعه
زياد : صديق عامر بس عكسه تماما عنده 25 سنه وسيم برضه بشعره البنى

و عيونه البنى و غمزاته اللى بتظهر لما يضحك
شاهى : عارضه ازياء مشهوره جدا و بتشتغل مع حنان و هنعرف قصتها بعدين

الحلقه الاولى من خلقت لأجلك
‏ايمان عبد الحفيظ
‏________________________
تجلس تلك السيده تقرأ الصحيفه بعد ان ادت فريضتها الى الله .. لتشرد بذكرياتها بعيدا منذ 30 عاما
flash back
فتاه ترتدى حجابا انيق يبين مدى رقتها و هدوء شخصيتها تصطدم بذلك الشاب الغنى فوقعت منها متعلقاتها ..

الفتاه بخجل ( انا اسفه جدا .) انحنى الاثنان معا لجمع متعلقات الفتاه .. فتلامست ايديهم لبرهه ..

فرفعت الفتاه بصرها لتصطدم عيونها السوداء بتلك العيون البنيه الواسعه ..

فابتسم الشاب بابتسامه خفيفه ( و لا يهمك يا انسه …. ) همست الفتاه ( حنان يونس النجارى ) ..

الشاب بابتسامه ( تشرفنا .. انا مهاب عز الدين ) .. اعطاها متعلقاتها ثم قال و هو مسلط بصره

عليها متعجب من وجود فتاه من عائله مشهوره كعائله النجارى ترتدى حجاب ..

( فرصه سعيده .. عن اذنك ..) .. ذهب و صورتها قد حفرت فى قلبه الى الابد اما هى فدعت

ربها فى صمت بان يرزقها الزوج الصالح .. و بعد عده ايام تفاجأت به يجلس مع والدها

و يطلب يدها للزواج .. هو مهاب عز الدين من عشقته من اول نظره ..

تزوجته و انجبت ثمره حبهم .. يزيد و فرح .. لكن الحياه لا تبتسم دائما كان مهاب غنى جدا

و لديه اخ صغير يدعى مصطفى .. كان لا يهتم باى شيى سوى نفسه حتى حين توفى

والده لم يهتم سوى بأخذ امواله و عدم مشاركه اخيه فى الشركه بل انفصل عنه تماما ..

لكن بعد مرور عده سنوات شأءت الاقدار ان تفرق بين الحبيبين حنان و مهاب و ذلك لموت

مهاب بحادث سياره .. منذ عده سنوات لسبب مجهول ..
back
مسحت الدموع التى تساقطت على وجنتها .. و همست بحزن

( الله يرحمك يا حبيبى .. الله يرحمك يا مهاب ) .. وقفت امام خزانتها و ارتدت ملابسها السوداء

العباءه الفضفاضه الواسعه و الحجاب الطويل المطرز بفصوص الماسيه صغيره ..

هبطت درجات سلم منزلها الواسع .. جلست على طاوله الطعام ..

دخلت الخادمه زينب .. هتفت بابتسامه واسعه ( صباح الخير يا ست هانم ) ..

حنان بضيق ( هانم ايه يا زينب عالصبح .. قوليلى حنان بس .. ) ..

زينب بابتسامه ( حاضر .. ) كادت ان تتكلم لولا قاطعها رنين جرس الباب ..

هتفت حنان بابتسامه ( افتحى الباب يا زينب ) .. توجهت زينب بخطوات مسرعه لتفتح الباب

فهى تعرف هويه الطارق .. فتحت لتجده ممسك بثلاث باقات من الورود ..

هتف الشاب بابتسامه جذابه ( صباح الخير يا زيزى ) .. زينب بسعاده

( يا صباح الفل على زين الناس ) .. ضحك زين ثم قال ( عمتو صحيت و لا لسه .. ) ..

زينب بابتسامه ( صحيت من شويه و بتفطز دلوقتى .. ) .. زين بابتسامه

( طيب انا دخلها .. بس و النبى فنجان قهوه حلو كده افوق بيه علشان انا تعبان شويه ) ..

زينب ( عيونى ) .. ثم توجه الى حجره الطعام .. وجدها تتناول طعامها فى هدوء ..

فاقترب منها و قبل وجنتها ( صباح العسل على احلى حنون فى الدنيا .. ) ..

ابتسمت حنان ( صباح النور يا حبيب قلب عمتو .. ايه اخبارك يا زين .. ) ..

زين بتنهيده ( و الله مرهق جدا يا عمتو .. الشغل كتيييير جدا ..) ..

رتبت على قدمه بحنو ( انا عارفاه يا حبيبى انو شغل كتير بس مفيش غيرك انت و يزيد اللى تديروا الشغل ده ..

انا خلاص راحت عليا من بعد موت مهاب ) .. زين بلوم ( متقليش كده يا عمتو ده انتى

اللى باقيه ليا من بعد موت ماما و بابا الله يرحمهم ) .. حنان بابتسامه

( انا بقول الحقيقه انا من بعد موت مهاب و انا بكافح علشان فرح و يزيد و لما احمد

و هويدا الله يرحمهم ماتوا بقيت انت كمان فى رقبتى .. ) زين بحزن

( الله يرحمه يا عمتى .. كنتى بتحبيه ؟؟ ) .. حنان بابتسامه

( جدا جدا يا زين فوق ما تتخيل .. مهاب كان الهواء اللى بتنفسه ..‏‎ ‎كنت بحبه جدا لدرجه

انه لما مات انا فكرت اموت نفسى بس فرح اللى منعتنى .. ) ..

دق قلبه بعنف لمجرد سماع اسمها .. اميرته الصغيره فرح ..

فرح التى ترسم الفرحه على وجهه اى شخص تقابله ..

ابتسمت حنان لانها لاحظت شرود زين عند ذكر اسم فرح .. قاطعت ابتسامتها

دخول زينب بفنجان القهوه .. وضعته امام زين الذى لم يشكرها بسبب شروده ..

خرج من افكاره على صوت حنان تقول بخبث

( صحيح يا زينب .. متنسيش تنضفى اوضه فرح علشان هتوصل مصر بعد يومين ..) ..

اطلقت زينب زغروطه .. فالزغروطه شيئ اساسى لتعبير المرأه البسيطه عن فرحها ..

ابتسمت حنان بينما هتفت زينب بسعاده ( توصل بالسلامه الست فرح .. انا هروح علشان اشوف اوضتها .. ) ..

ابتسم زين و هو يردد اسمها كأنه يتذوقه .. سعيد برجوع صغيرته الى القاهره مره اخرى ..

هو تحدث مع والدتها فى شأن الخطبه .. لكنها رفضت لانها صغيره لكنها وعدته بتزويج

فرح له .. هتف زين ( عمتى .. ) .. التفت له حنان .. فقال زين ( انتى فاكراه وعدك ليا ؟؟ ..)

حنان باستغراب مصتنع ( وعد ايه !! ) .. هتف زين بخوف لاعتقاده بانها نسيت

( وعدك انك هتجوزينى فرح .. ) ..‏‎ ‎حنان بخبث ( اممم .. معتقدش انى هقدر اوفى بالوعد ده ..)

.. انتفض زين من مكانه و اسقط ملعقته و هو يقول بزهول ( ازاى يعنى ؟؟ .. ايه معتقدش دى . ) ..

حنان بابتسامه ( ايه يا بنى مالك ؟؟ .. انا بهزر بس انا وعدتك انى هجوزهالك بس

فى نفس الوقت مش هقدر اجبرها انها تتجوز واحد زيك .. ) ..

زين و هو يرفع احد حاجبيه باستغراب

( زيى !! .. ليه هو انا معفن و لا عندى جرب .. ايه واهد زى دى يا عمتى .. ) ..

ضحكت حنان لانها نجحت فى استفزازه ..ثم قالت ( مقصدش طبعا يا حبيبى ..

بس بمنظرك ده معتقدش ان فرح هترضى تبصلك اصلا .. ) ..

زين باستغراب ( ليه ماله منظرى .. عره انا و لا ايه ) .. قاطعهم صوت احب الى قلب كلاهم

( صراحه .. عره جدا يا زين .. ) .. زين بغيظ ( بس يا زفت خلينى افهم ..

و بعدين فى حاجه اسمها صباح الخير .. ) .. حنان بابتسامه ( سيبك منه يا زين و ركز معايا .. ) ..

يزيد بغيظ ( سعات بحس انك يا امى لقتينى على باب جامع .. طب قوليلى صباح الخير ..

اقعد افطر .. حسسينى انك امى ..) .

هتفت حنان بابتسامه ( بس يا ابن مهاب احسن ما اقفلك بالشبب و انت حر .. ) ..

يزيد بمرح ( يا حنون يا عسل انتى .. صباح الفل .. ) .. قالها و هو يقبلها من وجنتها بحب ..

ثم جلس فى مقابله زين .. و هو يقول ( بص يا زين .. ماما عندها حق انت بشكلك ده فرح استحاله تبصلك اصلا ..) ..

زين بضيق ( برضوه مش فاهم ماله شكلى ؟؟ ) ..

صرخت حنان و يزيد ( انقرض .. ) .. ثم اكملت حنان جملتها ( شكلك انقرض يا زين ..

بزمتك فى حد بيلبس زيك كده .. ) .. اخفض بصره يتمشى به على ملابسه التى هى عباره

عن بدله زيتيه اللون بها بعض الخطوط السوداء .. و قميص يبدو انه ليس مناسب لسنه ابدا ..

و نظارته الحافظه للنظر الدائريه الشكل .. و ذقنه الطويله بشكل مبالغ فيه قليلا ..

استكملت حنان برقه ( حبيبى احنا مش قصدنا نجرحك بس انت لازم تتغير علشان

تتجوز فرح او خلينا نقول تحبك .. ) .. يزيد مؤكدا ( بالظبط .. فرح لازم تحبك و الا

عمرك ما هتتجوزها .. و هيتجوزها …. ) .. ترك باقى جملته المعلقه .. فقال زين بغضب

( هو مين هو اللى هيتجوزها ؟؟ ) .. حنان بغيظ ( عامر .. ابن مصطفى .. زق ابنه

على بنتى علشان يكوش على ثروه مهاب الله يرحمه .. غير ان عامر واكل دماغ فرح

على الاخر .. و انت قاعدلى هنا عامل زى مدير المدرسه بشكلك ده .. ) ..

هتف زين بحيره ( طب و العمل ؟؟ .. انا بحبها يا عمتو .. ) .. يزيد بابتسامه ( اتغير علشانها يا زين ..

لازم تشوفك احسن من عامر ده الف مره .. ) .. زين بتفكير ( تفتكر هتحبنى .؟؟..) ..

يزيد ( اختى و انا عارفاها .. هتحبك بس عدل فى نفسك شويه .. ) ..

زين ( اعدل فى نفسى ازاى؟؟ .. ) .. حنان بلهفه ( سيب الحكايه دى عليا انا .. بس قوم بينا ؟؟ ) ..

زين باستغراب ( على فين ؟؟ ..) .. حنان ( على شقتك !! )..

زين بتعجب ( شقتى !! ليه ؟؟ ) .. حنان بابتسامه ( شويه حجات كده عاوزه اعملها .. ) ..

زين باستسلام ( طيب ماشى .. يلا .. ) .. يزيد بخبث ( اجى معاكم !! ) ..

حنان ( قوم علشان هعوزك .. ) .. زين باستغراب ( هو انتى ناويه على ايه يا عمتى ؟؟ ) ..

لم ترد عليه بل توجههت بخطوات ثابته نحو باب الفيلا بثقه .. فهتف زين بهمس

( هى امك ناويه على ايه ؟؟ ..) يزيد بهمس ( هو انت لسه شفت حاجه !!

ده انت وقعه اهلك سوده لان ماما هتبقى حماتك .. امى دى دماغها توزن بلد ..

انا مش عارف بابا حبها ازاى ؟؟ ) .. انتفض كلاهما على صوت حنان الصارخ

( يزيييييييييد .. انت يا حيوان ) .. يزيد بابتسامه

( شفت .. يلا انت شكلك ناوى تخليها تطردنى .. قدماى يا عم .. ) ..

توجه كلاهما الى سياره زين الذى كان يمنع نفسه من الابتسام تحت دعابات يزيد طوال الطريق ..
___________________________________
تشرق الشمس على مدينه لندن بأشعتها الدافئه لتداعب نسمات شعرها النحاسى اللون ..

و هى غارقه فى نوم عميق .. فتمذ يدها لتأخد وسادتها لتضعها على وجهها لتحجب

اشعه الشمس المشرقه و هو شيئ نادر فى لندن .. فينفتح باي غرفتها لتظهر تلك الجميله

بأعينها العسليه و هى تصرخ بغضب ( فرررررح ..) ..

لتنتفض الفتاه من نومها مزعوره ( ايييييه فى ايه ؟؟.. البيت بيولع ايه ؟؟ ) ..

لتنطلق ضحكات نادين صاحبه العيون العسليه ( على اساس انى مش بصحيكى كده كل يوم .. ) ..

فرح بغيظ ( يا نادين ارحمينى .. نفسى مره اصحى زى البشر الطبيعين .. ) ..

نادين ( لا مستحيل .. و بعدين كلها يومين و ننزل مصر و هترتاحى منى .. ) ..

فرح بعصبيه ( انتى عبيطه يا بت .. ارتاح منك ده ايه ؟؟

ده انا هزعل جدا انك مش هتكونى معايا ؟؟ .. نادين انتى اختى يا غبيه ) ..

نادين بابتسامه ( بس بس متقلبيهاش دراما ..

يلا بقى علشان ننزل نشترى هدايا للجيش اللى فى مصر ) ..

فرح باستغراب ( جيش ايه ؟؟ .. ) .. نادين بغيظ ( عيلتك يا هبله !! ) ..

فرح بسعاده ( جيش .. لا ده ماما و يزيد بس .. ) ..

نادين بخبث لانها تعلم مشاعر زين تجاه فرح و تعلم مدى رغبه والدتها بتزويجها له ( طب و زين ؟؟ ) ..

فرح بعصبيه ( ماله سى زفت ؟؟ .. ) .. نادين بدهشه ( مالك مش طايقاه كده ليه ؟؟ .. ) ..

فرح بسخريه ( ده بينرفزنى لما بشوفه عامل زى مدير المدرسه ..

و بعدين اطيقه و لا مش اطيقه هتفرق فى ايه ؟؟ .. ) .. اغتاظت نادين من فرح لانها ترى ان

زين الزوج المناسب لها بالاضافه الى عشقه لها لكنها عمياء لا ترى

( يعنى عاجبك سى عامر بتاعك !! ) .. فرح بهيام ( طبعا .. يجى ايه زين بتاعك ده جنب عامر ..

عامر ده حبيبى كفايه انه سافر ورايا لندن علشان مش قادر يعيش من غيرى .. ) ..

نادين بخفوت ( طول عمرك غبيه .. لا و كمان عمياء .. ده عايز فلوسك يا بت عم مهاب ) ..

فرح باستغراب ( بتقولى حاجه ؟؟ ..) .. نادين بابتسامه ( لا ولا حاجه يا حبيبتى ..

يلا علشان ننزل نشترى الهدايا يلا .. ) .. فرح بابتسامه ( طيب بس هنروح الكليه فى

الاول علشان الورق اللى هنحوله مع عامر لمصر .. وكمان لازم اكلم عامر اقوله انى

هنزل علشان الهدايا .. ) .. نادين بغيظ ( اففف كل حاجه عامر .. هو كان جوزك و انا معرفش ؟؟ ) ..

فرح بابتسامه ( لع بس هيبقى جوزى .. ) .. نادين بسخريه خافته

( ده فى المشمش على رايى طنط حنان ) ..

فرح باستغراب ( انتى اتجننتى يا نادين بتكلمى نفسك !! ) ..

نادين ( لا بس هتجنن على ايدك .. قومى يلا علشان نخلص بدرى ) فرح بتذمر ( طيب اوكى ) ..

توجهت الى الحمام لتأخذ حماما دافئا ثم تخرج برفقه صديقتها لشراء

الهدايا الخاصه برجوعها الى ارض مصر الحبيبه ….
________________________________________
بقلم ايمان عبد الحفيظ

error: