رواية حب تحت الرمال
¤ حب فوق الرمال ¤
( الجزء الاول )
————————–
قاد يحيى سيارته بسرعه جنونيه ، الى الشقه حيث تقطن تلك الحقيره ، انجي ، لم يعبأ باشارات المرور ، أو باعتراض ابواق السيارات العديده و التي قطع عليها طريقا ، لم يعبأ بشيء ، فلقد تآكله الخوف و القلق على فاتن ، تُرى ما حالها الآن ، و هل سيجدها هناك ، في شقة انجي ، حسنا لن يغادر حتى يعثر عليها ، و إن كلفه الأمر ازهاق روح تلك التي تُسميها محبوبته … أُماً …
ضرب المقود مرات عده ، لاعنا غبائه ، و ضعفه ، لِمَ لم يُصر على رايه ، لِمَ لم يمنعها من زياره تلك البشعه …
صف سيارته في اقرب نقطه متاحه ، و ترجل بسرعة البرق عاديا في اتجاه البنايه ، ليشاهد عددا من افراد الشرطه تجر رجلا يشبه كثيرا ذلك الرجل الموجود في الصور مع فاتن..
جُن عقله ،فاهو المعتدي على زوجته ، شريك المجرمه والدتها ، تقدم غير عابىء بافراد الشرطه و انقض مسددا له لكمه تلو الاخرى ، صارخا بعنف : هاقتلك و ربنا لاقتلك ..هاقتلك يا كلب يا **** يا ****
قام رجال الشرطه بدفعه بعيدا ، ناهرينه : ده اهبل ، فاقد الاهليه يا جدع ، احتسبها عند الله…
صرخ يحيى مفجوعا : ماتت ، قتلها ، فاتن ماتت…
امسكه احد الرجال المشاهدين للمشهد من ذراعه قائلا :فاتن مين ، ده بينله قتل الفنانه انجي الشريف ، لسه من شويه جه الاسعاف و نقل الجثه
يحيى بهذيان : و فاتن ، فاتن فين …؟؟؟؟
لم يدم تساؤله طويلا ، فلقد رن هاتفه برقمها ، لم يصدق عينيه ،اجاب فورا : فاتن فاتن انتي فين
تنحنح الرجل على الخط : حضرتك انا مش فاتن ، انا اللي لقتها ..
يحيى : لقتها فين و انت مين و فين هي وو
قاطعه الرجل : اهدى يافندم ، هي دلوقتي في المستشفي و..
قاطعه يحيى : مستشفى ايه انطق..
قام الرجل بابلاغه باسم المشفى ، لينطلق يحيى مسرعا مره اخرى و القلق يتملك منه بشده على محبوبته …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في الاستقبال سأل عنها ، لتخبره الموظفه بأنه بالفعل تم استقبال حاله مجهولة الهويه و عليه اولا الذهاب لمكتب الطبيب ، فلقد مُنعت عنها الزياره نظرا لحالتها
في الطريق الى الطبيب ، رن هاتفه برقمها ، ليجيب : الو…
الرجل : حضرتك وصلت المستشفى عشان اسلمك حاجتها
يحيى و الذي يتاكله القلق على فاتن : سيبها فالاستقبال انا هابقى اخدها بعدين
اغلق الخط ، دون ان يشكر الرجل على نقل محبوبته الى المشفى و اسعافها ، فلقد شُل تفكيره عن اي شي اخر عدا الاطمئنان عليها و رؤيتها…
دلف الى غرفه الطبيب ، و ساله عنها ، ليقول الطبيب : اتفضل اقعد الاول
جلس يحيى ليقول بنفاذ صبر : هي فين ؟؟
الطبيب : هي كويسه و الحمد لله ، بس احنا قيمنا حالتها و عندها انهيار عصبي ، عشان كده خدت شويه مهدئات و احتمال تفوق كمان شويه
يحيى : اكيد بعد ما اعتدي عليها الكلب ..
قاطعه الطبيب : مفيش اي اثار اعتداء ، لكن كان واضح ان جسمها او هي واخده جرعه مخدر كبيره
يحيى : ازاي مفيش اعتداء ، ازاي مش فاهم ..
الطبيب : ايوه ، اخت حضرتك لسه بنت ، عذراء ، و مفيش اي اثار اعتداء من اي نوع جنسي او عنف جسدي..
يحيى برجاء : طب انا عايز اشوفها يا دكتور، لو سمحت انا مش هاقدر استنى اما تفوق
اومأ الطبيب ، ليقول : انا هاخلي الممرضه تاخدك عندها…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
دلف الى الغرفه ، و خرج قلبه من مكانه حرفيا ، و اخيرا اطمئن عليها ، بخير و على قيد الحياه ، لا شيء اخر مهم الان ، لا شيء..
اقترب منها مراقبا ، كانت متسلقيه على السرير ، مغمضه العينين ، لا يدري ، أنائمه ، أم من اثر المهدأ…
جلس بجوارها ، ليتأملها عن قرب ، فطوال خمس سنوات و اكثر ، لم تسنح لها الفرصه ليملي عينيه من وجهه الملائكي بهذا القرب …….
و دون أن يعي ، لامست انامله خصلات شعرها المبعثره على الوساده ، ليكرر حركته مره اخرى ، لطالما احب شعرها ، و تمنى يوما أن يكون له الحق فيما يفعله الان…
تململت قليلا ، ليترك شعرها و يقترب مقبلا اياها من جبينها ، ثم عينيها ، لينثر قبلاته على كل قسمات وجهها ، ثم أخذها بين ذراعيه، رافعا اياها عن وسادتها و ضاما اياها الى صدره ، راغبا في حمايتها ، لتتململ مره اخرى و هي حبيسه لذراعيه ..
و كأنها استفاقت ، رافضه هذا الوضع ، على الفور اعادها للاستلقاء مره اخرى ، مطمئنا : انا يحيى ، متخافيش ، معدتيش تخافي ابدا ..
فتحت فاتن عينيها ببطء ، لتهمس بعد ثوان : يحيى ، انت عرفت ، اكيد عرفت ، و هتسبني تاني
عاد يحيى ليرفعها عن وسادتها و يضمها الى صدره : هششش ، ارتاحي ، انا مش هسيبك ابدا ، ابدا
حاولت فاتن الافلات من بين ذراعيه ، قائله : لا هتسبني ، هتبعتلك الصور و تسبني
لعن يحيى بشكل فج ، و زاد من احتضانه لها ، قائلا : بعتتها الحقيره ال***** بعتتها ، بس عارفه شفت ايه
تجمدت فاتن بين ذراعيه ، ليمسح بيده على ظهرها مطمئنا : شفت اد ايه انجي حقيره و قذره ، شفت ازاي انها مفروض تتعدم فميدان عام ، و شفت طيبه قلبك ، شفت قلبك بجد ، اللي رغم كل اللي عملته معاكي، برده مرضتيش تخذليها و فضلتي تمدي ايدك ليها ، شفت ده يا فاتن ، ده بس اللي شفته …
تنهدت فاتن ببكاء ، لتلف ذراعيها محتضنه اياه بدورها : يعني مصدقتش اني ..
قاطعها يحيى دافنا وجهه في عنقها : مصدقتش ، و لا عمري هاصدق عنك حاجه وحشه تاني ، مصدقتش و عمري ما هاصدق
فاتن بهمس : بس انا هافهمك ، لازم افهمك…
روت عليه ما حدث معها حين ذهابها الى شقة والدتها ، ليقول يحيى بمرار : كان نفسي اخدلك حقك بايدي ، بس الواد الاهبل سبقني ، سبقني و عمل اللي كنت هموت و اعمله … بيقولوا قتلها
شهقت فاتن ، ليقول يحيى : اوعي تزعلي و لا تنزلي دمعه عليها …
فاتن و مازالت تريح راسها على صدره : خدني البيت ، انا عايزه اروح ، زمانه يامن مخضوض و مش فاهم انا طولت ليه ، هيفتكر اني مش هارجع تاني
تنفس يحيى بعمق مستنشقا رائحتها ، ثم قال: بعد الشر عليكي..
ثم ابعدها عنه برفق ، و قال : الاول اكلم الدكتور…
هزت فاتن راسها نفيا : انا كويسه ، ارجوك ، عشان خاطر يامن..
اوما يحيى ثم قبل جبينها : حالا ..هنروح بيتنا
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
هرعت خديجه و يامن يسبقها الى الردهه ، فور رؤية سيارة يحيى تدلف الى الفيلا ، ليهتف يامن : عمتو رجعت تاني ، خالو يحيى بطل و رجعهالي ، انا بحب خالو اوي
شاهدت خديجه من خلال النافذه ، ابنها الاكبر يترجل من السياره ، ثم يسير باتجاه الباب الامامي ليفتحه و يُخرج فاتن… حاملا اياها بين ذراعيه..
ليقول يامن : هي عمتو نايمه !
قالت خديجه بقلق : ايوه يا حبيبي ، الظاهر نايمه …
فور دخوله الفيلا ، تقدمت خديجه لتسأل بقلق : ايه اللي حصل ؟
يحيى باقتضاب : مش ادام يامن…
امسك يامن بساق يحيى قائلا : عمتو نايمه ، مش كده ، مش ماتت ، مش كده…
همست فاتن : نزلني يا يحيى ، عشان اطمنه …
قال يحيى : فوق
ثم قال موجها حديثه ليامن : عمتو كويسه ، يلا على اوضتنا ، عشان عمتو تنام في السرير
اوما يامن و تبعه للاعلى .. ليتركا خديجه في حيره من أمرها : استرها معاهم يا رب
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في غرفتهما وضعها يحيى برفق على السرير ، ليقول يامن : وحشتيني اوي يا عمتو..
فاتن مربته على حجرها : تعال هنا يا بطل
اسرع يامن ليجلس على ركبتيها ، لتقول فاتن مقبله اياه من وجنته : و انت اكتر يا بطل ، انا لولاك مكنتش قدرت اتحمل الدنيا دي…
يامن : دنيا حلوه ، حلوه اوي عشان انتي مش مُتي
احتضنته فاتن بحب ، ليقول يحيى : طب خلي عمتو ترتاح و تعال عشان الوقت اتاخر و لازم ننام بقى..
اوما يامن ، ليساعده يحيى في الخلود للنوم .. ليجد فاتن قد استغرقت في نوم عميق بدورها…
جلس بهدوء على حافة السرير ، محتارا هل يوقظها لتبدل ملابسها ، ام يتركها لتنعم بالراحه …
طبع قبله على جبينها ثم نهض ، ليعود بعد دقائق يستلقي بجوارها بعد ان اخذ حماما سريعا…
بقي يحدق في السقف عاجزا عن اغماض عينيه ، ليسمع صوتها هامسا : يحيى
ادار وجهه ناحيتها قائلا بقلق : فاتن
فاتن : انا اسفه اوي ، انا عارفه اني جرحتك بس مكنتش اقصد ، انا كنت تعبانه تعبانه اوي و عايزه اخلص مالوجع و الحزن اللي كنت فيه ، مش عارفه ازاي طلعت كل غلي فيك
يحيى بتنهيده : نامي دلوقتي و نتكلم بعدين ، انتي اللي حصلك كتير كتير اوي ، ارتاحي يا فاتن
هزت فاتن راسها ، ثم اعتدلت في الفراش ، و جلست مضيئة المصباح الجانبي : لازم اتكلم ، لازم اقولك اني كنت غلطانه ، انا عمري ما حسيت بالامان اد انهارده ، و انا مروحه معاك البيت ،و لما جتني المستشفى ، لما قولتلي انك مش مصدق من غير حتى ما اوضحلك حاجه …
قاطعها يحيى و الذي جلس بدوره : متتسرعيش يا فاتن ، انا كنت غلطان لما ضغطت عليكي بيامن و اتجوزنا بسرعه ، انتي من حقك زي اي بنت ، تفكري كويس ، تفكري فنفسك اولا، تفكري مين هو الراجل اللي تقدري تعتمدي عليه ، و انا فعلا مكنتش الراجل ده ، لا انهارده و لا قبل خمس سنين فاتوا ، كان لازم اعرف و اقدر ان انجي دي تعبانه ، مكنش لازم اسمحلك تفضلي على علاقه بيها ، كان لازم اكون اوعى من كده ، لكن للاسف كان عندك حق في كل اللي قولتيه ، و لغاية ما اثبت اني جدير بيكي انا بعفيكي من اي وعود او اي حقوق ليا كزوج ، لاني فعلا مكنتش راجل في …
قاطعته فاتن : قولتلك مكنتش اقصد يا يحيى ، صدقني …
ثم امسكت بيده و التي ما زالت مضمده بالشاش و تابعت : و ايدك دي اكبر دليل على اني غلطانه ، كان ممكن جدا تطلع عصبيتك عليا و تضربني و في نظر رجاله كتير كنت استاهل عالكلمه اللي قولتهالك ، بس انت قدرت تمسك نفسك لاخر لحظه و بدال ما تأذيني عورت نفسك ، هو ده الراجل في نظري ، اللي مش ممكن يمد ايده على واحده ست ، خاصه لو كانت مراته ، حتى لو عصبته لاقصى درجه ..
رفع يحيى يدها الممسكه بكفه ، ليقبلها قائلا : انتي تعبتي اوي و لازم ترتاحي ، نامي يا فاتن …
فاتن : لا مش هنام ، الا اما تقولي انك مسامحني ، و انك كنت غلطان و حبنا مش هيفضل تحت الرمله ..
قاطعها يحيى : عايزاني اسامحك ، يبقى تقومي زي الشاطره تغيري هدومك و تاخدي دش عشان تعرفي تنامي و الصبح نتكلم …
فاتن بتنهيده : حاضر
انزلت قدميها الى الارض ، لتحاول النهوض ، وقفت ثوان ، ثم عادت للجلوس متألمه ..: اه
يحيى : في حاجه بتوجعك
فاتن : رجليا ، اصل انا مشيت كتير كتير ، لحد مبقتش قادره امشي تاني
يحيى و قد جلس الى جوارها على حافة السرير و قال محاولا كسر الحزن الذي لوّن صوتها : امري لله ، هساعدك
نهض ليحملها بين ذراعيه قائلا : يا مسهل يا رب
ابتسمت فاتن و دست راسها في عنقه ، ليقول مازحا : اوعي تعمليها تاني ، هيبقى شكلك وحش
ضحكت فاتن برقه ، ثم اطبقت باسنانها بخفه على عنقه ، قائله : بس كنت تستاهل عشان تبطل تعاندني
يحيى و هو يدلف بها الى الحمام : بقى انا اللي بعاند برده ..!
ثم سار حاملا اياها حتى اجلسها على حافة البانيو ، و تنهد قائلا: ما علينا ، تحبي احضرلك الحمام..
تثاءبت فاتن ثم قالت و هي تفك ازرار بلوزتها : اممم فعلا انا نفسي تحضرلي الحمام
فرك يحيى عنقه ثم قال و هو يتابع حركه اناملها : حاضر
توقفت فاتن عن حل الازرار و عقدت ذراعيها امام صدرها لتقول مشاكسه : حاضر ..و الله طالعه من بؤك زي السكر ، بس انت بتعرف بيحضروه ازاي ؟
يحيى بخيبه : انتي مش هتكملي .؟
فاتن بعد فهم : اكمل ايه ..؟
يحيى مستدركا : احم ااا….اقصد مين ده اللي بيحضروه !
فاتن بضحك : الحمام ، انا نفسي افهم بيتحضر ازاي ؟
ضحك يحيى : اه صحيح ، هما بيحضروه ازاي ، انا على طول بسمع فالافلام الراجل يقول لمراته حضريلي الحمام ، يعني بتعمل ايه مش فاهم…
ضحكت فاتن ثانيه : امال بتسالني ليه احضرلك الحمام…
يحيى بابتسامه جانبيه : الحق عليا يعني كنت عايز اساعدك…
غضنت فاتن حاجبيها و قالت : ميرسي اوي ، انا هاكمل لوحدي بقى ، اتفضل …
يحيى : طيب لو احتجتي مساعده متتكسفيش
ابتسمت فاتن : متشكره ، ثم اشارت بيدها ناحية الباب : يلا … اتفضل …
خرج يحيى مغلقا الباب ، ثم وقف مسندا ظهره عليه ، و تنهد فالطريق امامه طويله لكي يكسب ثقتها ثانيه ، فلن يستطيع ان ينسى كلماتها ، و عليه ان يسيطر على مشاعره و رغباته .. حتى يتاكد من صدق احساسها تجاهه و ان اعتذارها قبل قليل لم يكن فقط بداعي الظروف و الصدمه التي تعرضت لها في والدتها ، فهي الان في حالة هشه و لربما اختلطت عليها مشاعرها ، ربما اردات فقط من يقف بجوارها و يخفف عنها و هذا لا يعني انها غيرت نظرتها اليه على الاقل لن يحصل الامر بين ليله و ضحاها …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في الصباح فوجئت فاتن بقبلات تدغدغ وجنتها ، فتحت عينيها لترى يامن منحنيا بجوارها ….
ضحكت و قالت برقه : ايه الصباح الجميل ده يا يمونتي…
يامن : ده خالو … بعتلك البوسات دي عشان بيحبك
فاتن : انت متاكد ؟
اوما يامن ثم قال بحماس طفولي : و يلا كفايه نوم ، و قومي عشان خالو محضرلنا فطار تحفه …
نهضت فاتن لتجلس على السرير و سالت : خالو محضرلنا فطار ….؟
يامن : ايوه ، و هنفطر فاوضتي كمان ، يلا بقى قومي…
امسك بذراعها ليشدها حتى تنزل عن الفراش قائلا : اعملي حمام بسرعه يلا …
ضحكت فاتن لحماسته و قالت : طب اسبقني انت عالسفره و انا هاحصلك بسرعه بسرعه …
بعد دقائق دلفت الى غرفة يامن ، قائله بمرح : صباح الخير على حبايبي الحلوين
يامن بابتسامه : صباح النور يا كسلانه
يحيى بابتسامه هو الاخر : صباح النور
اقتربت فاتن لتطبع قبله على وجنتي يامن ، ثم جلست بجواره ..
ليقول يامن ببراءه : دول لخالو…؟
فاتن : هما ايه دول ؟
يامن : البوسات
صمتت فاتن بحرج ، ليقول يحيى : لا الظاهر مليش بوسات
نظر يامن باتجاه فاتن قائلا بعد تفكير : كده حرام ، هو بعتلك بوسات ، و انتي لا، انتي مش بتحبيه ؟
يحيى ليغيظ فاتن : الظاهر كده يا يامن
فاتن بتكشيره طفوليه : لا ازاي ، انا بحبه جدا
يامن : خلاص يبقى تروحي تبوسيه
فاتن مغيره الموضوع : بس ايه الفطار الجميل ده …
يامن بتصميم : مش تاكلي قبل ما تبوسي خالو
يحيى بمرح : شكلي هتباس يعني هتباس
ضحكت فاتن برقه ، ثم وضعت اناملها على شفتيها ، ثم رفعتهما لتنفخ في الهواء ، مرسله قبلتها ليحيى ، ثم قالت : اهو …
ليقوم يحيى بمد يده في الهواء ملتقطا قبلتها ، ثم وضعها على فمه قائلا : وجووووون
رن هاتف فاتن ليقول يحيى فورا : وده مين عالصبح كده…؟
تنهدت فاتن ثم قالت بحزن : حاسه انه تليفون يخص ..
ترددت قليلا ثم قالت : يخص انجي….
ليشهق يامن متذكرا : انجي انجي ، بابا قال مش تروحي عند انجي
يحيى : انا هارد اشوف ايه الحكايه ؟
نهض يحيى ليتجه الى غرفتهما ، و تبعته فاتن قائله ليامن : كمل اكلك وانا هارجع حالا..
في غرفتهما ، رفع يحيى هاتفها قائلا : دي نوف
غضنت فاتن حاجبيها بدهشه ، ثم تلقت المكالمه : الو
نوف بحزن : ازيك يا فاتن يا حببتي ، انا لسه شايفه الخبر عالفيس ، البقاء لله
تنهدت فاتن ثم قالت : لحقو ينشروا الخبر
نوف : مش بس الخبر ، صورتها كمان و هي ميته
فاتن : انتي بتتكلمي جد ؟
نوف : ايوه ، وصوره صعبه جدا ، و نهايه من ابشع ما يكون ، وشها كأنه مضروب في خلاط ..
ترقرقت الدموع في عيني فاتن ، ليسرع يحيى باحتضانها قائلا : متستهلش دموعك
نوف : انا اسفه كنت فاكره انك تعرفي ، بيقولوا اللي اتهجم عليها اهبل ….
فاتن : ايوه ، ابن البواب ، كان بيطلعلها حاجات كانت طلبتها ، و حصل اللي حصل
لم تشأ فاتن أن تخبرها بمكيده و الدتها ، فلا يجوز الان عليها سوى الرحمه…
نوف : طب انا هاقفل دلوقتي ، و هارجع اكلمك تاني ، ها يا حببتي
فاتن : لا اله الا الله
نوف : محمد رسول الله
قالت فاتن بعد أن اغلقت الخط : انا لازم اروح اشوفها..
رات الدهشه على عيني يحيى ، لتقول : عشان الاجراءات و الدفن ، مين هيعملها
تنهد يحيى و قال : انتي مش هتروحي حته ، انا اللي هاروح ، متقلقيش انا هتكفل بكل حاجه ، مع انها متستاهلش
فاتن ببكاء : معلش يا يحيى هاتعبك
يحيى بدهشه : انتي هتعيطي عليها ، بعد كل الل عملته فيكي ..
فاتن من بين دموعها : مش بعيط عليها ، انا بس اعصابي تعبانه من اللي حصل ، كان نفسي تتغير ، كان نفسي و لو مره احس انها امي بجد ، دي ماتت و مش قادره حتى اترحم عليها
اقترب يحيى ليمسح دموعها بانامله و قال : انا اسف
فاتن : و انت ذنبك ايه بس
يحيى : عشان خلفت وعدي ليكي من خمس سنين فاتوا ، عشان سبتك تعافري فالدنيا لوحدك ، عشان كنت سبب تاني فوجعك ، عشان عرفت اد ايه خسرت فالخمس سنين اللي فاتوا ، خسرت انك تكوني جنبي ، خمس سنين بحالهم ، و لما رجعت برده مش قادر اسعدك
قاطعته فاتن : متقولش كده يا يحيي ، انا صحيح متغلبطه جامد بس سعيده اوي انك جنبي ، و مبسوطه بينا و مش عايزاك ترجع تفتكر اللي فات ، احنا هنبدأ من جديد …
تنهد يحيى و قال بحزن : طب انا مضطر امشي ، عشان اشوف الاجراءات بتاع الدفن
شاهدته يغادر و في قلبها خيبة كبيره ، لقد جرحته و بشده ..و لن تستطيع ان تُنسيه كلماتها تلك بسهوله
يتبع
بالجزء الثاني و الاخير