رواية حب تحت الرمال

الفصل الثاني عشر

¤ عليك أن تفهم … أحيانا سأختار الرمادي ¤

————————–————————–

لا تعني الشجاعه انعدام الخوف ، بل هي مُحصلته ، فهناك رجلان ، رجل يخاف ليصبح جبانا ، أما الآخر يتحدى خوفه ليبحث عن شجاعته الكامنه بالفطره في قلبه ، و كِنان لم و لن يكون جبانا متخاذلا عن تحمل مسئولية ما اقترفت يداه …

قال هامسا لليلى : متخفيش ، أنا هقوله اني دخلت هنا غصب عنك و مش هايعرف حاجه من اللي بينا ، صحيح هأخسره للابد بس المهم انتي يا ليلى…

قاطعته ليلي واضعه اصبعها على فمها في اشاره منها لاسكاته ، و همست : انا هاحلها ، بس انت اقف بين التسريحه و الدولاب هناك ، و متتحركش الا اما اقولك ..اوك

أومأ كِنان ، و سار حيث أشارت..

اتجهت ليلى إلى الباب ، و قالت من خلفه : احم ..معلش يا لؤي جيت فوقت مش كول ، عايز ايه …؟

قال لؤي : اللاب بتاعي هنج ، ممكن اخد اللاب بتاعك عشان كِنان كان هيوريني شوية حاجات جديده قبل ما يمشي ..

صاحت ليلي : اوك ، ثوان بس…

أحضرت اللاب مسرعه ، و ناولته لأخيها بعد أن فتحت الباب نصف فتحه ، و قالت : sorry..

ابتسم لؤي : اه فاهم فاهم بتعملي شغل بنات ، عروسه بقى و بتاع…

ضحكت ليلي بزيف قائله : طب يلا منعطلكش ، خود سكه..

لؤي : الله يسهلو …

أغلقت ليلى الباب بعد مغادرة لؤي ، ثم اتجهت حيث كِنان ، و قالت : يلا بقى اهو راح اوضته ، بسرعه اخرج احسن حد يشوفك..

اومأ كِنان ، ثم قال : اوعي تنسي ، خليكي فاكره كلامي ، ها يا ليلي ، انا وعدتك و هاوفي بوعدي..

قالت ليلي : طيب طيب ، بس يلا بسرعه اخرج ، زمان ديما خلصت المسلسل ..

خرج كِنان بعد أن أمنّت ليلى له الطريق و دلف إلى غرفة لؤي ، ليكملا ما بدآه قبل قليل ..

سأل كِنان دون مقدمات : تفتكر ايه هو اكتر نوع بيوجع من الخيانه ..؟

نظر لؤي له باستغراب قائلا : ايه لزمته السؤال ده ..

قال كِنان : ابدا فكره جت فبالي..

أجاب لؤي : لما تحس انك متقرطس جامد ..و من أقرب الناس ليك.

قام كِنان بتغيير الموضوع فور سماعه إجابة لؤي ، ففكرة اللجوء إليه الآن ستكون مضارها أكثر من منافعها

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أمضى لؤي الدقائق الماضيه مترددا ، يحرك قدمه تاره إلى اليمين و تارة إلى اليسار ، محتارا كيف الطريق إلى مراضاتها ، صوب نظره ناحية شاشة التلفاز التي أعلنت عن الفاصل الدعائي ، استغل الفرصه و تقدم مصدرا صوتا بسيطا ، استدارت على اثره ديما و التي كانت غارقه قبل دقائق في متابعة أحد المسلسلات التركيه..

ألقت عليه نظره لامباليه ، ثم عادت بتركيزها إلى شاشة التلفاز…

تحرك ليجلس على الكنبه المجاوره لخاصتها ، و تنحنح قائلا : انتي عارفه انا رايح فين دلوقت؟

رفعت ديما كتفيها و قالت ببرود : مطرح ما تروح .. انا مالي..!

قال لؤي مازحا : خلاص مبقتش فارق معاكي ، نسيتي العصير و السندويتشات اللي بينا

عضت ديما على شفتها السفلى ، ثم قالت بغيظ : على فكره انا مش همي على بطني زي ما انت فاكر ، و كنت بس بجاملك لما تعزم عليا ناكل او نشرب حاجه مكنتش حابه اكسفك بس الظاهر انك بتفهم غلط..

ادرك لؤي بأن مزاحه أزعجها بشكل ما ليقول : ايه ده ، انا بهزر مالك خدتي كلامي جد..

تابع لؤي : بصي انا مش بعرف اعتذر و مبحبش اعتذر ، بس بجد انا غلطت جامد فحقك و يا ستي انا اهو جاي اقولك اسف بس انتي بردو قولتي كلمه دايقتني جدا ، و انا مسامحك عشان موقف الجدعنه اللي عملتيه ادام ماما ، و كمان عرفت انها حاولت تقررك بس انتي فضلتي على كلمتك ، فكمان لازم اشكرك و جامد جدا

صمت ثم أضاف : ايه مش عايزه تعرفي هاشكرك ازاي…؟

قالت ديما باحباط : عارفه ومش عايزه شكرا

لؤي: عارفه ايه ، قاطعته ديما : هتقولي هاعزمك عالغدا و لا نروح ماك و لا حاجه فيها اكل ..عارفه..

ابتسم لؤي : لا يا طفسه … انا عازمك على مكان عمرك ما حلمتي تروحيه و لا تقابلي الناس اللي فيه

ديما بسخريه : ايه هتاخدني السيرك مثلا

قال لؤي بعصبيه : الحق عليا اللي جاي و عاملك خاطر ..

ارتبكت ديما و التي لا تقوى على خصامه ، و قالت مستدركه : ايه بهزر معاك ، قولي هتاخدني فين ؟

ابتسم لؤي و تبدل مزاجه قائلا : هاخدك معايا التصوير

ابتسمت ديما و قالت بحماسه : تصوير ايه ، هو احنا هنتصور مع بعض ؟

نفى لؤي و قال : لا ، اسمعي انا هاقولك حاجه محدش فالبيت ده يعرفها ، بس الاول توعديني..

ديما بلفهه : اوعدك بايه ..؟

لؤي : انك مش هتجيبي سيره لحد و لا حتى ليلي ، فاهماني ، لو الخبر وصل لبابا هتحصلي مشاكل ياما ، و شوفي بقى انا بثق فيكي اد ايه ، هتكوني اد الثقه دي و لا هتطلعي عيله..؟

قالت ديما بجديه : طبعا اوعدك مجبش سيره لحد و هاكون اد الثقه ، بس قولي ايه السر

لؤي : انا اتعرض عليا دور في مسلسل و عملت الاختبار و المخرج قرر يديني دور صغير ، و كمان ساعه هاروح الاستديو و ابدا التصوير و هاخدك معايا كمان … ايه رايك بقى ؟

هتفت ديما غير مصدقه : يعني هتبقى نجم كبير و مشهور كمان ، انا كنت عارفه و متأكده انك موهوب و اهو دي بداية الطريق..

قال لؤي مقاطعا حماستها : وطي صوتك ، حد ياخد باله ، و يلا بقى غيري هدومي و استعدي عشان تتعرفي على زملائي كبار النجوم
قفزت ديما من مقعدها ، و همست : حالا يا نجم السنوات الجايه ..

ابتسم لؤي مزهوا باطرائها الصادق و ايمانها بموهبته و بشخصه ، عكس باقي افراد أسرته ..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

مرت الأيام و تلتها الأسابيع … بحُلوها و مرها … و ما ظنته نوف علقما في السابق انْبَلج عنه طعمٌ مُسْتَطاب ، و العكس صحيح ، فلقد آمنت قبل فتره ليست بالوجيزه بأن أنس سيكون ذاك الفارس المغوار الذي سيأتي على الحصان الأبيض و ينتشلها من كآبة حياتها الرتيبه و تنغيصات زوجة أبيها …

و لكن حين دقت ساعة الحسم ، حين أخبرته بتقدم تركي لخطبتها بل و ترجته بأن يحضر لطلب يدها ، أو أضعف الايمان فليهاتف والدها و يخبره برغبته في الارتباط بها ، قابلها ببرود كبير ، و حملها المسئوليه كاملة إن وافقت على الاقتران بتركي تحت ضغوط والدها ، تركها تعافر وحيده ، محاولة اقناع والدها بالتريث و إعطائها فرصه التعرف على تركي ، و لكن مع ضغوط زوجة أبيها للتخلص منها ، صار من المستحيل عليها المماطله و اضطرت إلى الاقتران بتركي ، و حينها قررت أن تقطع كل طرق التواصل بينها و بين أنس ، فلم تعد ترد على مكالمته أو رسائله حرصا منها على اسم الرجل الذي ستقترن به قريبا أمام الله و الناس…

فرقع تركي بأنامله في وجه نوف قائلا : وين سرحتي ، الله يخليك ركزي معي شوي ..

ابتسمت نوف باضطراب و قالت : اسفه ، شنو كنت تقول تركي…؟

رفع تركي حاجبيه و قال : كنت اسألك وين تحبي نقضي شهر العسل ، انا كان نفسي ازور تركيا مره ثانيه ، لانها بلد حلوه وايد و كمان الناس عاداتهم و تقاليدهم فيها من العرب وايد ، و ما فيها مناظر استغفر الله زي باقي دول اوروبا ، انا ما اريد شي يجرح مشاعرك و حيائك..
شعرت نوف بغصه في حلقها ، نتيجه لثقة تركي بها و إيمانه بأنها مازالت فتاه بريئه لم تكشف جسدها بشكل رخيص أمام رجل آخر..

همست نوف محرجه : مصر..

سأل تركي : شنو ؟

فركت نوف يديها محرجه ثم قالت : انا ودي اقضي شهر العسل بمصر اذا ما كان عندك مانع…

سأل تركي باستغراب : ليش مصر بالذات ، ممكن نزورها بأي وقت ، أنا عامل ميزانيه كبيره لشهر العسل و بكيفك تختاري اي دوله و ما يهمك التكاليف..

كرمه لامس قلبها ، لذا أرادت الافصاح عن ما ينغصها حقا منذ فتره طويله ، قالت بعد تنهيده طويله : الاول في اشياء كثير ودي خبرك عنها ..

أومأ تركي مشجعا ..لتبوح نوف بما يختلج في صدرها : انت تعرف مين هي والدتي ..؟

قاطعها تركي : ايي اعرف انها الممثله المصريه انجي الشريف ، و اعرف انها تركتك لابوك و من انتي بيبي فاللفه و ما عادت سألت فيج و لا عن اخبارك … بس انا مستغربك يعني هالحين ودك نقضي شهر العسل بمصر لاجل تشوفينها …

هزت نوف رأسها نافيه : لا مو لاجل اني شوفها ، انا من زمان ما عندي اي اخبار شخصيه عنها ، بس من فتره يمكن ثلاث سنين ، نزلت مصر ، و انت عارف والدي يحتك بالفنانين المصاروه كتير ، و كنا بحفله و كانت فيها انجي الشريف ما ريد قول امي لانها اصلا ما معترفه بوجودي و لا تبغى تتحمل مسئوليتي تريد بس تعيش للنجوميه و المعجبين ، المهم كانت موجوده و معها بنوته اصغر مني ، اتعرفت عليها و اكتشفت انها بنت انجي يعني اختي الغير شقيقه ، و من خلال كلام نص ساعه حبيتها وايد ، و اخذنا ارقام بعض و صرنا نتواصل دايما ، بس من زمان و انا نفسي انزل مصر وازورها ، نفسي اخدها بحضني ، نفسي اشوفها تركي ، تعرف انا كل ما اتحدث وياها احس بشجن غريب احس اني عوضت فقدان امي و هي عايشه… فاهمني تركي …!

ابتسم تركي و قال : و انا الحين ودي اتعرف على اختك ، مو معقول اتزوجك و انا ما اعرف باقي افراد العيله الكريمه ..

تنهدت نوف بارتياح ، و خطر لها أن تخبره بأن لها أخ آخر من والدتها و الذي عرفت عنه من خلال حديثها مع فاتن ، ولكن حسب اخر معلوماتها فكِنان لا يعلم بوجودها هو الآخر ، و عندما اقترحت فاتن أن تخبره ، رفضت نوف لأنها أحست بأن علاقة فاتن بأخيهن ليست على ما يرام و لم ترد أن تسبب لها المزيد من الحرج..

أضاف تركي مخرجا نوف من تلك الأفكار : خلاص رح ننزل مصر بشهر العسل و كلمي أختك و خليها تنبسط هي كمان ، و راح ناخذها ويانا و نلف مصر حته حته ، المهم تكون نوفتي مبسوطه …

ابتسمت نوف شاكرة تركي : الله يخليلي اياك ، انا ما عارفه شلون بدي اشكرك …

قال تركي مداعبا : هالحين و بعد ما كتبنا الكتاب اعرف طريقه او ثنتين تقدري تشكريني فيهم

اضطربت نوف ، و لم تدرِ لم ظهرت لها صورة أنس الآن ، تُرى هل لدى تركي طلبات كأنس..؟

ضحك تركي عندما رأى امتقاع وجهها و قال : انا امزح وياك ، بس شكل مخك وداك لتفكير شيطاني

، انا مستحيل ارغمك على شي انتي مش مرتاحه اله ، صحيح احنا زوجين قدام ربنا بس بعد فيه عادات و تقاليد ، و انا مجبور احترم بيت الراجل اللي استأمني على بنته…

كلماته جعلتها تشعر بوجع كبير ، و في نفس الوقت ازداد اعجابها به ، بل ربما بدا في التسلسل إلى جدران قلبها رويدا رويدا ، فالان و عند مقارنته بأنس تضعف كفة الأخير بشكل يثير الاستغراب في نفسها كثيرا ، و يجعلها تتساءل ما الذي أعجبها فيه أصلا ، ما الذي حركها لتطيعه و تقترف المعاصي باسم حبه و حب ارضائه ، فالرجل الحقيقي عندما يحب يتصرف بمسئوليه كما يفعل تركي الآن ..

ابتسمت نوف أخيرا ابتسامه تصل إلى قلبها و عينيها ، ربما فشلت في اختيار من دق له قلبها و لكن من حسن حظها أن لديها أبا لم يخطىء في اختيار من يكون زوجا لكريمته…

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

خمس و ثلاثون يوما و اثني عشر ساعه و ربما بضع دقائق زائده في مخيلته و تنقص في الواقع …منذ أن وقعت عليها عيناه ، و على النقيض مما توقع ، لم يرها في تلك المده بل لم يلمح لها أثرا لدرجة ان ظن بأنها قد رحلت مع والدتها عن حيهم ، و لكن ها هي الآن تقف كما اعتادها على قارعة الطريق تنتظر ربما مواصلة إلى غايتها ، تُرى هل ستذهب لجامعتها أم إلى تصوير ذلك المسلسل البغيض الذي كان السبب في فراقه عنها ، بالتأكيد إلى المسلسل ، فالوقت متأخر بالنسبه للذهاب إلى الجامعه فالساعه الآن تجاوزت العاشرة بنصف ساعه…و حسب معلوماته فمواعيدها كانت ابكر بكثير ….

سار يستحث خطواته ليقف بجوارها ، و كأن هناك قوه مغناطيسيه تجذبه إليها ، أراد أن يختبر سطوة عقله ، ذلك الذي نهره مرارا و تكرارا عن التفكير فيها ، و ساعده على ذلك اختفاءها الغير متوقع من أمام ناظريه ..

بعد دقيقه من وصوله إلى جوارها ، أحس بقشعريره اجتاحت جسدها منبأة إياها بوجوده ، لتستدير برأسها ناظرة إليه بوجه مُتْرَع بالألم ، غضنت حاجبيها ثم عادت و أدارت رأسها في اتجاه الحافلات القادمه …

همس بصوت خفيض : فاتن…

لتتنهد محركه رأسها باشارة النفي ، لتقول له دون أن تبنس ببنت شفه : اصمت .. دعني وشأني…

عاد ليقول بنبره معانده : فاتن…

لتُعيد حركتها مره أخرى ، صارخة دون أن تَنُضّ بالكلمات : اصمت … لأجلِ اللهِ …اصمت…

ركل يحيى الأرض بقدمه ، و قال بصوت مملوء بالغيظ الغير مبرر منها : فاتن ارجوكي بلاش تتبعي اسلوب التجاهل ، احنا مش عيال عشان نتعامل مع بعض بالشكل ده ومهما كان اللي حصل بينا لازم يفضل الاحترام موجود لاننا فالاول و الاخر جيران و هنشوف بعض كتير سواء عجبنا الوضع او لا..

ابتلعت فاتن ريقها ، و استجمعت شجاعتها ، ثم صوبت نحوه نظره تحد و قالت : افندم ، يا حضرة الجار …

فرك يحيى عنقه ، قائلا ببلاهه : ازيك ، بقالي كتير مش بشوفك يعني …

صمت ثم تابع : ممكن تطمنيني عليكي …؟

تأملته فاتن بعيون خاويه ، لا تريد تصديق تصرفه اللامبالي تجاهها ، بكل بساطه يعود ليسأل عن حالها ، بكل بساطه يقف بجوارها طالبا بل آمرا أن تعامله بصوره طبيعيه ، أن تتناسى كيف فطر قلبها ، اهذا هو اتكيت الحب في القرن الحادي و العشرين ، يعطيك سويعات من السعاده ثم يأتي ضباب التعقيدات يتبعه الانفصال ، ليتحتم علينا في النهايه التحضر و التصرف و كأن شيئا لم يكن …

ابتسمت فاتن بسخريه و أجابت : كويسه ، انا كويسه ، تقدر تطمن و تحط فبطنك بطيخه فول اوبشن..

أشاح بوجهه عنها قائلا : طب الحمد لله …

توقفت إحدي الحافلات ، لتسرع فاتن بالصعود و ركوبها ، لم يدرِ لمَ تبعها مسرعا ، فالحافله لن توصله إلى غايته ، و لكنه تيقن الآن بأن وجهتها ليست بالجامعه..

و كما عهدها جلست بجوار النافذه ، عاد و تبعها ليجلس كعادته هو الآخر بجوارها ..

ألقت عليه نظره مضطربه ثم سألت : بس ده مش طريقك..يعني…؟

ابتسم يحيى : هو انتي تعرفي طريقي ازاي …؟

أجابت فاتن : مش هتروح شغل الحكومه بردو ؟

يحيى : لا ما خلاص سبته من فتره ..

قال ذلك لتعود ذاكرته و تستحضر مواجهته مع أبيه و اخباره بعزمه على الاستقاله ، مما كدر والده بصوره كبيره و لكن أمل يحيى مع الوقت أن يستوعب والده دوافعه ، ربما مع الوقت ، و لكن الآن عليه أن يعود للحاضر و إلى تلك الجالسه بجواره و التي تبعها دون أن يدرِ ما الهدف الذي سيحققه من وراء فعلته …

نأى المنطق و التفكير جانبا و سأل : و انتي رايحه فين ، المسلسل !!!

نقرت على أنفها بسبابتها و أجابت باقتضاب : المسلسل خلص..

ليسأل يحيى غير قادر على السيطره على سخريته : و ما فيش مسلسل جديد و لا فيلم …؟

مسحت بيدها على ساقها و قالت بجمود : لا.. مفيش..

هم بسؤال اخر ، عندما استوقفته قائله : لو سمحت .. انا مش مرتاحه ، و بعدين انا مفهمش فالاسلوب ده..

سأل يحيى مستفسرا : اسلوب ايه ، مش فاهمك ؟

أجابته بصدق : يعني نعمل ان احنا عادي و كده ، زي ما بيقولوا نتعامل بتحضر و كلام البطيخ ده…

ضحك يحيى و سأل : هي ايه حكاية البطيخ معاكي انهادره…؟

رمقته بنظرة جانبيه و قالت بحسره : اهو اللي جه فبالي…

تنهد يحيى محاولا السيطره على مشاعره التي و بدون أن يقصد تسببت في ايذائها ، ألم يكفِ قيامه بانهاء علاقتهما حتى بعد أن توسلته للبقاء ، ماذا يريد الآن ، العوده مستحيله ، فالفروقات بينهما كبيره و قاتله ، لن يستطيع التنازل عن مبادئه لاجل ارضائها ، و التجربه أوضحت له بأن من السهل التأثير و التلاعب بمبادئها ، فلقد أعلمته في البدايه لرفضها التمثيل و بُغضها طريقة والدتها ، و لكن الواقع شيء آخر ، فما زرعته والدتها أقوى بكثير من أي رفض بداخلها على ما يبدو …

توقف الباص لتصعد إليه مجموعة جديده من الركاب ، و بعد ثوان ، نادت إحداهن باسمها : فاتن..

تململت فاتن بجواره ، ثم أدارت رأسها و قامت بالتلويح بيدها للمناديه : سما تعالي حجزتلك جنبي..

ثم وجههت حديثها ليحيى قائله : معلش حضرتك لازم تقوم لان ده مكان صاحبتي ، و وعدتها اني احجزلها جنبي ، sorry…

نهض يحيى من مقعده ، و استدار ليهتف غير مصدق : سما ..مش معقول..!

ضحكت سما و قالت : يحيى، الله ايه الصدفه دي، ياااااه عاش من شافك ..

ضحك يحيى بدوره و قال : مش دي الصدفه ، الصدفه انك انتي و فاتن كمان صحاب..

ابتسمت سما بدهشه و سألت : الله انتو تعرفوا بعض !

قالت فاتن بعجاله : اه احنا جيران .. و انتو؟

يحيى : زمايل فالكليه

أومأت سما مؤكده كلامه ثم قالت : بما ان طلع زيتنا فدقيقنا كده ، ايه رأيك يا يحيى تيجي و تحضر الندوه معانا..

سأل يحيى باستغراب : ندوه ايه ؟

قالت سما باستنكار : ندوة الشباب النااااااااااااجح ، فاكرها ، الندوه اللي كنت من مؤسيسنها!

توقف الباص لتقول سما : وصلنا يا فتون ، يلا بينا و انا هاعرفك بالشله كلها..

ابتلعت فاتن ريقها اثر نظرات يحيى المصوبه بضيق نحوها ، ترجلت الفتاتان من الباص و تبعهما يحيى الذي سأل قائلا : من امتى و انتو بتحضروا الندوه سوا…

التفتت سما قائله : دي اول مره ، شوف يا سيدي القصه كبيره اوووووووووووي ، تعال ادخل معانا و انا هاحكيهالك من طأطأ لسلامو عليكو

قالت فاتن بانزعاج : ده يحيى اكيد عنده شغل ، بلاش نعطله ، يلا..

قاطعها يحيى : لا ازاي ، انا هاجي و احضر و اسمع الحكايه كلها ..

ثم نظر بعتاب تجاه فاتن و أضاف : كلها

تمنت فاتن أن تهبط مركبة فضائيه لتخطفها و تريحها من هذا الاحراج ، لقد أعجبت جدا بفكرة الندوه منذ ان عرفها بها يحيى ، و لم تدر لم وجدت نفسها تبحث عن صفحتهم على الفيس و شيئا ادى الى الاخر ، لتتفق اخيرا مع سما على الحضور و الالقاء ، خاصه مع شعورها بالوحده الشديده أثناء سفرها لشرم الشيخ حيث تطلب المسلسل تصوير بعض المشاهد هناك ، مما جعلها تشعر بالتعاسه و فقدان الرفقه الحقيقه او بالأحرى افتقاد يحيى بدرجه كبيره ، ربما أرادت في ذلك الوقت أن تحس بوجوده بقربها عن طريق متابعة شباب الندوه ، و لكن ماذا سيظن يحيى بها الآن ، هل سيفهم أنها ما زالت معلقه به و ما حضورها هنا الا بكاء على أطلاله ، شعرت بالحماقه الشديده و النقمه على ثرثرة سما ، لو أن لسانها توقف قليلا قبل اخباره عن ذهابهن إلى الندوه ، اه ، تمنت فعلا أن تحضر تلك المركبه الفضائيه و الان ..

بعد دقائق اتخذ ثلاثتهم مقاعد في الصفوف الأماميه من القاعه ، لتقول سما : شوف يا سيدي ، انا اتعرفت على فاتن من خلال صفحة الجروب ، لقيتها على طول اون لاين و بتعمل لايكات وكومنتات و معجبه جدا بالفكره ، فبعتلها اد عندي و اتعرفنا على بعض و بقالنا مده عايزين نيجي و نحضر سوا بس كنا مشغولين الفتره اللي فاتت ، لغاية ما ربك عدلها و ادينا اتلاقينا .. ادي يا سيدي الحكايه …

ابتدأ المنظمون للحفله باعتلاء المسرح ، و قدم المعد مقدمه عن الجروب و نشاطاتها ..

لتهمس سما الجالسه على يمين يحيى : على فكره ، اوعي تمشي بدري ، انا وفاتن اتفقنا هنطلع نلقى انهارده و محتاجين ناس تشجعنا ، حتى لو قولنا كلام اهطل و ده اللي هنقوله ..بس برده ميمنعمش لازم تصقف جامد و ترفع روحنا المعنويه..

ابتسم يحيى بفتور من تلك الجالسه على بعد مقعد منه و قال : اكيد ، متقلقيش اجمد تشجيع لكو انتو الاتنين

شكرته سما و أدارت وجهها لتتابع المُلقى التالي ، و بعد انتهائه ، نهضت من مقعدها قائله : انا هاروح اخد دور ، تحبي تيجي معايا يا فاتن…
قالت فاتن على الفور : لا لا روحي انتي ، انا هاتفرج انهارده ، مره جايه بقى..

ضحكت سما قائله بمرح : اه يا جبانه ، بس ملحوقه المره الجايه قعدالك لغاية اما تقومي و تبوحي بمكنوناتك يا جبااااااااااانه..

ابتسمت فاتن و تصلبت في مكانها اثر تحديق يحيى المستمر باتجاهها ، لينهض و يحتل مقعد سما الملاصق لمقعدها .. قال بعد برهه : انتي ليه غيرتي رأيك ، لو وجودي دايقك ، انا هامشي..

أخفت فاتن وجهها بباطن كفيها و قالت بصوت محشرج : ارجوك .. قلتلك انا مش بعرف اتعامل عادي كده..يا ريت تسبني فحالي بقى ..

شعر يحيى بالاستفزاز الشديد ، صحيح أنه هو من قام بإنهاء علاقتهما و لكن ذلك لا يعطيها الحق في تقمص شخصية المكلومه المغلوبة على أمرها ، خاصه و ان سبب الانفصال كان لاصرارها على اكمال المسلسل ، و ليس لسبب آخر من جهته ..

قال يحيى ببرود : دور الضحيه اللي انتي ماخده مش لايق عليكي ابدا ، متنسيش اصرارك على تكملة المسلسل كان السبب الوحيد اللي خلانا نسيب بعض مش حاجه تانيه ، فياريت بلاش تأوفري كده …

نهضت فاتن من مقعدها ، غير قادره على تحمل المزيد من تُرهاته الغاضبة ، ركضت في اتجاه حمام السيدات لتتمكن من حفظ ماء وجهها و السيطره على دموعها التي أبت الا ان تُعلن حضورها..

حاولت السيطره على أعصابها و لكن دون جدوى ، شعرت بالحنق الشديد ، لقد حضرت هنا من أجل أن تنفث عن مكنونات صدرها و تنتهي من داءِ يحيى ، مسحت دموعها و عزمت على فعل ذلك بالتحديد ، لن تسمح له بأن يسبب لها مزيدا من الألم ، ستُخرج ما بصدرها و تنفيه من قلبها و إلى الأبد…

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

فوجىء يحيى بجلوس احدهم بجواره قائلا : ازيك يا صاحبي ؟

تطلع يحيى اليه ثم قال : انس..انت لسه بتحضر هنا بردو؟

انس بابتسامه : اعمل ايه الشله بتوع زمان اصروا نتقابل هنا

ثم سأل : بس هو انت لسه على علاقه بالبنت دي ؟

يحيى بضيق : لو سمحت…

قاطعه انس : انا قصدي مصلحتك ، انت ناسي مين امها وفي حاجات كتير متعرفهاش عنها

يحيى بتصميم : ارجوك ، انا مبحبش اتكلم فالموضوع ده ، اوك

أنس : انا قصدي مصلحتك…

تنهد أنس ، فصديقه على ما يبدو يكن مشاعر قويه لتلك الفتاه ، و تمتم : كان قصدي اخدمه ، هيدبس مع واحده امها تيت و اختها تيت و كل العيله زباله..هتبقى هي ايه خضره الشريفه مثلا ….

قال أنس : طب عن اذنك انا كنت ماشي بس لما شفتك قلت اسلم الاول ، انت مش جاي الشركه ؟

يحيى : لا ، بس هتأخر شويه

أومأ أنس مغادرا…

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

فوجىء يحيى بصعود فاتن على منصة المسرح ، و بعد أن قدمت الجنيه الخاص بالالقاء ، تقدمت متردده من الميكرفون ، لتنظر أسفل قدميها ، ثم و كأنها وجدت شجاعتها ، رفعت رأسها و حيت الحضور : السلام عليكم

صمتت ، ليشعر يحيى بتأنيب الضمير ، لتعود مقتربه من المايك قائله : دي اول مره القي هنا ، فبعتذر منكم لو كلامي هيكون ملخبط او مش مفهموم ، بجد المسرح له رهبه كبيره ..

صفق الحضور تشجيعا لها ..لتبدأ فاتن : بسم الله الرحمن الرحيم

تابعت : كان نفسي

كان نفسي يفهم

كان نفسي يفهم اني مش على طول هابقى ابيض و اسود

مش على طول هاكون واضحه و تصرفاتي مفهومه

كان نفسي يفهم اني ساعات كتير هاكون رمادي

ايوه رمادي

لاني لسه مش عارفه نفسي

و انا صغيره كان سهل اني اميز بين الصح و الغلط

بين الوجع و الفرحه

بين الابيض و الاسود

لان حياتي كانت سهله مفيهاش تعقيد

فيها ابيض و اسود

فيها شرير و طيب

يا احبك يا اكرهك

بس دلوقت مبقتش قادره افرق الابيض من الاسود

الصح من الغلط

احب مين و اكره مين

كان نفسي يفهم اني لسه محتاجه افهم

افهم من تاني

افهم من تاني الصح من الغلط

الابيض من الاسود

احب مين و مكرهش مين

ايوه مش هكره

حتى لو الحد ده اذاني

اكيد مش قاصد

لان مفيش حد ابيض على طول و لا اسود على طول

لازم يجي وقت و يبقى رمادي

زي ما جيه وقت وكنت رمادي

كان نفسي يفهم اني مش على طول هاكون ابيض واسود

كان نفسي يفهم

كان نفسي يفهمني و انا رمادي

لانه لو مفهمش الرمادي عمره ما يستحق يفهمني و انا ابيض و اسود

أنهت فاتن القائها : متشكره اوي لحسن اصغاؤكم

و هرولت مغادرة المسرح بسرعه كبيره ، تتبعت عينا يحيى خطواتها ، و حين اقترابها من بوابة القاعه ، هب واقفا و اسرع الخطوات للحاق بها…

و إلى المخرج سبقها ، و حين اقتربت وقف حائلا بينها و بين الباب ، ليقول : فاتن ، ارجوكي تسمعيني..

رفعت معصميها بحركه استسلام ثم أخفضتهما قائله : ارجوك انا سمعت كفايه ، سبني فحالي بقى..

ابتعد يحيى عن الباب مفسحا لها المجال للخروج ، ثم تبعها قائلا : انا اسف ، مكنتش فاهم ، كنت خايف ، خايف من حاجات كتير ، عشان كده كان اسهل حاجه اني ابعد ، ياريت تديني فرصه تاني عشان افهمك..

توقفت فاتن عن السير ، و نظرت له بتحد قائله : تفهمني ايه ، انك معندكش اي استعداد انك تسمعني ، مكلفتش خاطرك تعرف ليه انا اصلا وافقت اكمل فالمسلسل ، طبعا لا ، انا مش مهم ، المهم اللي انت شايفه صح لازم يمشي بدون اي نقاش ، و انا خلاص اكتفيت من الاسلوب ده فشكرا مش عايزه افهم حاجه تاني..

نفث يحيى بضيق و قال : حقك عليا ، انا غلطت ، بس كنتي متوقعه مني ايه ، جايه تقوليلي راجل غريب حضنك متوقعه ايه ، ازغرت ، عارفه الراجل اللي يقبل كده على مراته بيقولوا عنه ايه ؟

صوبت له نظره توحي بعدم معرفتها ، ليقول : ديوث ، اسمه ديوث اللي مش بيغير على اهل بيته ،و انا متربتش على كده ، بس برده انا كان لازم اسمعك و افهم انتي ليه وافقتي و بعدين اقرر اكمل او لا ، بس دلوقتي فهمتك يا فاتن ، فهمت و مستعد اكمل و عارف انه هيكون صعب بس بالتفاهم نقدر نوصل للحياه اللي بنتمناها ، واوعدك هحاول دايما افهمك و انتي رمادي..

رفعت فاتن كتفيها بيأس وقالت : اسكت ، من فضلك.. اسكت … كفايه..

يحيى محاولا التخفيف من حده الموقف : هافهمك فكل حالاتك ابيض و اسود و رمادي و بمبي و كل الالوان يا فاتن ، اوعدك ….

فاتن بحسره : قولتلك اسكت من فضلك …

يحيى بنبره تصميم : لا مش هاسكت يا فاتن ، و اوعدك …

قاطعته فاتن ببرود : خلاص معدش ينفع ، انا فرحي كمان اسبوعين !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

نهض أنس من على حاسوبه و الغضب يتملكه من تلك الثريه المدلله ، هل تظن أنها و بكل بساطه ستُخرجه من حياتها دون أن تدفع الثمن ، قال محدثا نفسه : ماشي يا حلوه ، هاديكي فرصه ، بس ساعة الجد قربت ..

لاحظ قنوط شيرين التي تجلس بالغرفه المجاوره لمكتبه ، كانت تنظر بجفاء تجاه مالك و سلوى اللذان على ما يبدو منخرطان في حديث جاد في الغالب حول أحد أكواد البرمجه…

دلف إلى مكتب مالك ، و قال محييا : صباحو يا جماعه

رد الجميع التحيه ، ليعود مالك و سلوى لنقاشهما الجاد ..

قالت شيرين : هو يحيى مش جاي انهارده ..؟

أجاب انس : هو قال هيتأخر شويه ، زمانه على وصول..

تمتمت شيرين : يارب يجي بسرعه بقى..

ابتسم أنس و جذب كرسيا ، ليجلس بجوارها ، ثم قال : ايه ، مالك ، عصافير الكناريا مزعلينك فحاجه..

زمت شيرين شفتيها ثم سألت : ايه الكلام ده ، عيب عليك ، سلوى ملهاش فالسكه دي..

ضحك أنس و قال : بس مالك له ، و شكله مستوي عالاخر ، شوفي بيبصلها ازاي..

تأففت شيرين و قالت بعصبيه : انت عايز ايه دلوقت…؟

رفع أنس كتفيه بلا مبالاه و أجاب وقد عنت له فكره مربحه : عايز اخدم و الله

سألت شيرين باستغراب : تخدم ازاي يعني !

أنس : يعني اوفق راسين فالحلال ، بصي انا عارف ان سلوى معجبه بيحيى ، و مالك معجب بسلوى ، و انتي معجبه بمالك ، يعني كلوو كلوو حب من طرف واحد ، يبقى احنا نعمل ايه نشيل ده من ده يقوم ده يزبط مع ده و انتي تزبطي مع حبيب القلب و الحكايه تبقى فله ..

عبست شيرين قائله : ايه الهباب اللي بتقوله ده ..!

أنس ببرود : الحقيقه ، بصي نصيحه مني ليكي ، متبقيش مثاليه زياده عن اللزوم و الحاجه اللي نفسك فيها حاولي توصليلها و مش مهم الطريقه المهم انك توصلي و تحققي هدفك و ده شعاري فالحياه على فكره..

فكري فكلامي كويس ، و انا فالخدمه و كله بتمنه يا حلوه..

تركها تصارع أفكارها ، حسنا لقد القى الطعم بامكانه الان الجلوس وا لانتظار ، فتلك الفتيات كسلوى و شيرين و خاصته نوف ، ينعمن بثراء فاحش دون أي وجه حق ، لم لا يلاعبهن كالعرائس و يكسب بعض المال ، فهو بحاجه إلى كل قرش لينتشل نفسه من ذلك الحي الشعبي الحقير الذي يقطنه ، و في نفس الوقت أفكاره تلك لن تضر يحيى و لا مالك ، هم فقط موهومون بالحب الاول ، و سيكونون أفضل حالا عندما يتركون الحكم لعقلهم في اختيار شريكة الحياه ، فيحيى سيكون أفضل حالا إن ارتبط بفتاه كسلوى ، و مالك لن يضيره كثيرا ارتباطه بفتاه مثل شيرين فهي ايضا لا تقل مالا و لا نسبا عن رفيقتها سلوى و الأهم أنها تحبه على النقيض من الأخيره ، اذن الكل رابح..

يتبع

error: