رواية حب تحت الرمال

الفصل الواحد و الثلاثون

¤ من أجل يامن ¤

————————–————————–

أنت لا تقترن بالشخص الذي تستطيع العيش معه ، بل الشخص الذي لا تستطيع العيش بدونه ، او تلك هي نظرية نوف في الحب و الزواج ، و التي لجأت اليها فاتن طلبا للمشوره بعد ان عجزت عن اتخاذ قرارها …

و بعد مكامله طويله على الهاتف مع اختها المحبه ، استطاعت فاتن ان تتخذ قرارها ….

احتضنت فاتن أختها نوف بشوق كبير ، فلقد حضرت مع تركي خصيصا لحضور عقد قرانها على يحيى

قالت نوف بحب : انا مبسوطه اوي علشانك يا فاتن ، و مبسوطه اكتر عشان يامن ، هيتربى فوسط ناس بتحبه و مش هيحس باليتم ابدا ، مش هيبقى زينا يا فاتن ، و لا زي ابوه الله يرحمه

قالت ذلك و انهالت عبراتها ، لتقول فاتن : انتي هتخليني اعيط انا كمان ..كفايه الله يخليكي

نوف : مش قادره يا فاتن ، انا عمري ما هسامح انجي دي انها حرمتني اتعرف على اخويا ، و يوم ما عرفته يدوب كنت بكلمه تليفون او نت ، مقدرتش اقابله ولو مره و اخده فحضني …انا مش عارفه ازاي انتي لسه بتوديها و بتكلميها ، مش قادره افهمك

فاتن بتأثر : يمكن عشان انا الوحيده اللي عشت معاها ، مش قادره انسى فضلها عليا ، حتى لو جت فمره و كانت هتضيعني بسبب انانيتها ، بس انا قررت اني اسامحها ، و اعاملها لوجه الله

نوف بابتسامه : يقطعني نكدت عليكي ، يلا بقى عشان تركي مستني تحت فالعربيه

ابتسمت فاتن بفتور و قالت : انا و يامن جاهزين اهو

داعبت نوف شعر يامن قائله : دلوقتي هنحضر فرح عمتو فاتن و خالو يحيى ، مبسوط يا بطل

يامن بمرح : ايوه انا مبسوط اوي اوي عشان انا و عمتو فاتن هنعيش مع خالو يحيى

لتبتسم فاتن فعليا اثر كلامه ، شاعره بأنها اتخذت القرار الصحيح على الاقل بالنسبه له ، فعلى ما يبدو ان يامن متعلق بخاله يحيى و بشده ، اما عنها فلم تقو على تركه في رعاية عمه ، لم تتخيل حياتها من دونه ، لذا قامت قبل ايام بابلاغ خالد بقرارها فعليا الموافقه على الزواج من يحيى …

تنهدت حين تذكرها رد فعل يحيى ، فلقد كان سيجن فرحا بموافقتها ، و لكن للاسف لم تكن هي بنفس الحماسه ، فقلبها مملوء بالالم الشديد تجاهه…

قالت نوف : مالك يا فاتن…

فاتن بضيق : قلبي مقبوض..

نوف بمرح : طب اقعدي عشان افكك..

ابتسمت فاتن و جلست : ها هتفكيني ازاي ، كده هنتاخر على تركي..

نوف : مش مهم ، قوليلي ايه اللي تاعبك

فاتن : حاسه اني مش هاقدر انسى ..

نوف : بصي انا قولتلك و هاقولك تاني ، ايه البديل اللي ادامك ، تسيبي يامن ، مش هتقدري ، و لا اعتقد ان كنان الله يرحمه كان يحب ان ابنه يتربى فكندا ، كان اولى هو يعمل كده و يفضل جنب اخواته ، ووصيته كده لانه كان مضطر …

تابعت : هتقدري تحبي حد تاني ، برضه مظنش ، ده انتي حتى من قبل ما يعرف غلطه فيكي و يطلب تسامحيه كنت لسه بتحبيه ، دلوقتي بعد ما ندم و سامح هتقدري فجاه تشيليه من قلبك ، معتقدش نهائي برده

امسكت بيد فاتن ثم اكملت : تعرفي انا حاسه بيحيى اوي ، عارفه لو فيوم تركي لا سمح الله ، لا سمح الله ، عرف بحكايتي مع انس ، هيكون نفسي ينسى و يسامح و يفهم اني دي كانت غلطه ، صحيح غلطه كبيره ، بس تفضل غلطه و مش لازم ادفع تمنها ببعده عني..فاهماني يا فاتن

فاتن : ايوه ، بس انتي وقتها مغلطتيش فتركي ، زي ما يحيى كان قاسي فحكمه عليا

نوف : طب هتعملي ايه ، انا حاسه انك مش مقتنعه باللي هتعمليه

فاتن ببكاء : مش عارفه ، مش عارفه..يمكن فعلا عمه عنده حق ، مفروض سبته ياخد يامن

حينها صاح يامن : لا مش عايز ، مش عايز…

شهقت نوف و فاتن في نفس الوقت فلم تنتبها لاستماع يامن لهما ..

نوف : يا حبيبي ، ده سامع و فاهمنا

احتضنت فاتن يامن محاوله تهدئته ، ليظل يكرر : مش عايز عمو ، مش تسيبني و خالو يحيى قال هيجي و ياخدنا نعيش عنده ، انا عايز اروح عند خالو ….خالو كبير و مش هيقدر يجي الراجل الوحش تاني ، هيخاف منه…

لعنت فاتن نفسها و ترددها ، لقد اتخذت قرارا غير مقتنعه به ، نعم اتخذته من اجل يامن ، الان عليها ان تكون قويه كما وعدت ليلى و تتحمل نتيجه قراراتها ، فلا مجال للعوده الان ، على الاقل من اجل يامن ..

بعد قليل ستصبح زوجه بكل معنى الكلمه ، لمن لم يستطع قلبها ان يغفر له ، بالرغم من كل الحب الذي يعتمل في جدرانه تجاهه ، و لكنه حب مطعم بالخيبه و عدم الامان ، تنهدت بحرقه فلا وقت للتفكير في رثاء نفسها ، فبيدها قتلت حقها في الاعتراض من اجل ….من اجل يامن …

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ارتدى يحيى بذلته ، متسائلا ، ماذا سترتدي عروسه ، ضحك ساخرا : عروسه رفضت حتى تنقي شبكتها ..
تنهد محاولا ان يكون متفائلا ، فلقد وافقت على الزواج منه ، مما يعني انها تحبه حقا و تريد البدء من جديد

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

تم عقد القران في الفيلا في حفل متواضع يخلو من الهرج و الزينه مراعاة للظروف ، و بعدد قليل جدا من الضيوف فمن جهة يحيى حضرت عائلته ، و من الاصدقاء مالك فقط ، اما فاتن فحضرت معها نوف و زوجها تركي ، و اخوة كنان ، رامي ، واخيه الاكبر خالد ، اما انجي فلم تحضر بالرغم من تأكيد خديجه على فاتن بضرورة دعوتها و بأن خلافاتهم اصبحت من الماضي …

بعد انصراف المأذون تحلق الجميع حول العروسين

وتقدمت خديجه من فاتن مقبله اياها من وجنتيها قائله بحب : الف مبروك يا بنتي

ثم احتضنت يحيى قائله : الف مبروك يابني …

يحيى : الله يبارك فيكي ..

ليقول يامن الجالس في المنتصف بين يحيى وفاتن : تيته مش هتقوليلي مبروك انا كمان

ضحكت خديجه قائله : مبروك يا قلب تيته

ليقول لؤي مداعبا : مبروك على ايه يا مفعوص انت ؟

يامن بتنهيده اثارت ضحك الحضور : عشان خلاص هانام و انا مطمن على عمتو

اثارت اجابته فضول الجميع ، لتسأل ديما بجديه : ازاي يعني ؟

عقد يامن ذراعيه و اجاب : اصل بابا كلمني فالحلم ، و قال انه نفسه يطمن على عمتو فاتن و قال اني لما اكبر لازم اخد بالي منها ، بس انا لسه شويه لما اكبر، فدلوقتي خالو يحيى كبير و يقدر ياخد باله منها

تأثر الجميع بكلمات الصغير ، لتحتضنه فاتن بحب ، اما يحيى فقال مطمئنا : انا فعلا هاخد بالي منها اوي، و مش عايزك تقلق ابدا

كان الجميع متأثرا بكلمات يامن ، حينما لفت انتباههم صوت انصراف عبدالرحمن بكرسيه المتحرك ، لتقول خديجه : عن اذنكم

ليسأل خالد : باين الصدمه كانت شديده عليه ، بس دلوقتي في علاج طبيعي ، و يقدر مع الوقت يرجع يتكلم تاني و يمشي باذن الله

قال لؤي : بس هو مش عايز ، و رافض العلاج ، من بعد موت عمي و ليلى حالته ادهورت جدا ..

لتقطع ديما استرسال لؤي في الحديث قائله : الله انتو هتقلبوها غم كده ليه ، انهارده مفروض فرحتنا الكبيره بجواز يحيى و فاتن

ثم تابعت بمرح : يلا يا يحيى لبس عروستك الشبكه ..

بعد أن قام يحيى بتلبيس فاتن الشبكه ، قُدمت لهم التهاني من قِبل الجميع ، لينتهي الحفل سريعا ، و ينصرف المدعوون ، لم يتبق سوى لؤي و ديما …

لتقول ديما : يلا يا يامن ، انت الليلادي هتيجي و تغير جو معايا و مع تيته

لؤي بفضول : انتي هتباتي هنا الليله ؟

ديما : ايوه ..

لؤي هامسا بمرح : دي هتبقى ليله فل

لكزته ديما هامسه : هبات عند خالتي ، عشان خاطر يامن ..ها

يامن بضيق : بس انا مش عايز اسيب عمتو ، انا مش عايزك تسيبيني

لتتدخل فاتن فورا : طبعا يا حبيبي هتفضل معايا ، اكيد

ديما : بس يعني ..

قاطعتها فاتن بحده : يعني ايه ، انتي ازاي تفكري اني ممكن اسيبه ؟

ليقول يحيى : يا ريت تسبونا لوحدنا

انصرف لؤي مع ديما ، ليقول يحيى : مكنش لازم تنفعلي عليها كده

فاتن بحده : انت ازاي اصلا تطلب منها تاخد يامن …!

يحيى بانفعال : مين قالك اني طلبت منها اساسا ؟

يامن بتثاؤب : مش تتخانقوا ، الملايكه تزعل منكم

نظرت فاتن تجاه يامن و الذي على ما يبدو غلب عليه النعاس لتقول بتأفف : فين اوضتنا ، عشان انيمه ..

يحيى بضيق : اتفضلي معايا فوق …

تبعت يحيى و الذي حمل يامن الغارق في النوم على كتفه ، ليصعدا الدرج المؤدي للطابق العلوي ، و الذي تقبع به غرفتهما…

فتح يحيى الباب قائلا بابتسامه : المفروض اشيلك انتي ، بس الظروف بقى

زمت فاتن شفتيها من محاولته التلطف معاها ، و دلفت الى الداخل متسائله : فين حاجة يامن عشان يغير هدومه ..؟

أشار يحيى الى باب موجود في منتصف الحائط الى اليسار ، قائلا : في الاوضه التانيه مكان مكتبي ، انا وضبتها تكون اوضه ليامن …

تنهدت فاتن و سارت باتجاه الباب ، لتفتحه و تدلف الى الداخل ، بقيت دقائق تحضر ملابس ليامن و تعد له الفراش ، ثم خرجت لتقول : هات يامن هاغيرله هدومه و انيمه

قال يحيى : لا ده تقيل عليكي اوي ، خليني اساعدك

سار يحيى باتجاه الغرفه ، ليدلف و يضع يامن على السرير ، ووقف جانبا ..

قامت فاتن بتغيير ملابسه ، و تدثيره بالفراش جيدا …

ليقترب يحيى طابعا قبله على جبينه قائلا : تصبح على خير يا بطل

همهم يامن بكلام غير مفهوم ، لتقول فاتن : امال فين هدومي …مش لاقيه حاجه يعني

يحيى : ازاي ، انا وصيت ام عيشه تحطهملك ، مش معقول …

سارت فاتن باتجاه الخزانه ، و فتحتها قائله : اهو مفيش غير حاجة يامن

يحيى : اه ، لا مش هنا فالدولاب ده ، لا دول فاوضة الهدوم ، تعال اوريكي فين

تبعته فاتن ، ليعبرا من الباب المشترك الى الغرفه الملاصقه لغرفه يامن ، ليقتادها يحيى الى غرفه اخرى تابعه لغرفتهم ، عباره عن خزانه للملابس على الطراز الحديث

قال يحيى : اتفضلي اهي حاجتك هنا ، و تقدري تغيري هدومك فالاوضه دي ..

اومأت فاتن قائله : طب عن اذنك بقى

ابتسم يحيى و غادر الغرفه …

في الغرفه ، وجدت فاتن حاجيتها مرتبه في قسم خاص و القسم الاخر لملابس يحيى ، لتلاحظ بعض الملابس الجديده بل الكثيره جدا ، و على الطاوله في المنتصف وجدت صندوقا و عليه ورقه ، تقدمت لتقرا المكتوب فيها : ” ده عشانك يا فاتنتي ” … لم تفتح الصندوق ، فهي غير مستعده بتاتا لما ستراه به…
تنهدت ثم قررت ان تفتحه ، فلقد غلبها فضولها ، و كما توقعت وجدت به قميصا ابيض اللون خاصا بهذه الليله …
احست باختناق شديد فور دخولها هذه الغرفه ، اختناق مما هو ات …. تنهدت محتاره كيف ستتهرب منه ….

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

بعد دقائق خرجت فاتن مرتديه بيجامه ذات لون سماوي ، و اتجهت الى غرفة يامن ، دلفت الى الداخل و اغلقت الباب …

جلس يحيى على السرير منتظرا عودتها ، مرت نصف ساعه ليتملك القلق منه ، اتجه الى غرفه يامن فاتحا الباب ، ليفاجا بالمنظر أمامه

فقد كانت فاتن مستلقيه على السرير بجوار النائم يامن ، و حين رؤيته نهضت مسرعه من الفراش ، لتتقدم منه مستفسره بقلق : خير … في حاجه …؟

فرك يحيى عنقه قائلا بحرج : هو انتي هتنامي جنبه ؟

فاتن بجديه : طبعا ، ده تقريبا كل ليله بيقوم مفزوع من نومه يسأل على مامته ، و لو اتاخرت ثانيه عنه بتجيه حالة انهيار و يفضل يعيط جامد و يفتكر انه كلنا هنسيبه زي باباه و مامته الله يرحمهم ، ما انت عارف كده ، و عارف تعليمات الدكتوره

يحيى بتأثر : بس السرير ضيق اوي مش يسعكم ..

فاتن بامتعاض : المفروض عملت حسابك و جبت سرير تاني فالاوضه

تنهد يحيى مقدرا حالتها النفسيه و قال : احنا نبدل، ناموا فالاوضه بتاعتنا و انا هنام فالسرير هنا و امري لله
فاتن : اها تمام كده

تقدمت فاتن لتحمل يامن ، ليقول يحيى : هاتي عنك ..

حمله واضعا اياه على سريره في الغرفه المجاوره ، لتقوم فاتن باحكام الغطاء عليه جيدا ………..

همت فاتن بالخلود للنوم ، و لكن منعها استمرار يحيى بمراقبتهما ، لتسأل بعد أن رقدت بجوار يامن : مش هتنام ؟

عبث يحيى بشعره قليلا ، ثم قال بتردد : اها.. انا هاطفي النور ..

قام يحيى باطفاء جميع الانوار المضاءه ، و ظنت فاتن بأنه غادر الغرفه ، لتفاجأ بثقل جسده على السرير ..

أضاء يحيى المصباح الموجود بجوار السرير ، و قال : انا اسف اوي ..

نهضت فاتن من رقادها ، لتجلس مقابله له ، وقالت : و لا يهمك

يحيى بتأفف : مش هتسأليني اصلا بعتذر عن ايه ..

فاتن بلامبالاه : مش هتفرق كتير …

هز يحيى راسه ، و كأنه يحاول ان ينهي نفسه عن الرد عليها بطريقه معينه ، ثم قال : مش مهم ، هاقولك اسف ليه …

أمسك بيدها اليسرى قائلا : اسف عشان ظروف جوازنا كانت كده ، كان نفسي اعملك فرح كبير ، و تلبسي الفستان الابيض و تتزفي …

صمت ثم قال : فاكره اما قولتيلي انك مش متخيله انك هتبقى عروستي و تتزفي ليا ، اهو دي اكتر حاجه مخلياني اتاسفلك عشان مخالفتش توقعاتك ، و مش كنتي عروسه و اتزفيتي زي ما اي بنت بتحلم

انتزعت فاتن يدها من كفه و قالت : تصبح على خير ، مش وقت حوار و اسف …بلاش يامن يصحى

نظر يحيى باتجاه يامن وقال : ده غرقان فسابع نومه ، و اديكي شفتي نقلناه من اوضه لاوضه من غير ما يحس بحاجه ، اسمعيني شويه بس

عقدت فاتن ذراعيها امام صدرها و قالت بامتعاض : اتفضل..

قال يحيى : اولا …

و قام بانتزاع يدها اليسرى ليضعها في كفه و قال : هاتي ايدك دي

ثم سأل دون مقدمات : عجبتك الدبله ؟

فاتن باقتضاب : جميله

عبث يحيى بدبلتها قائلا : كان نفسي انتي تختاريها ، عموما لو مش عجباكي الشبكه ممكن نبدلها ، او اقولك اجبلك واحده جديده ، انا مش بفهم اوي فالحاجات دي ، بس ديما ساعدتني ، معظم الحاجات على ذوقها

قالت فاتن : ذوقها حلو اوي ، و مفيش حاجه عايزه اغيرها …

ليقول يحيى : بس مش واسعه شويه ..؟

فاتن : بالعكس

ابتسم يحيى ثم قال : انا مش جايلي نوم ، ايه رايك لو نسهر شويه ..

هزت فاتن راسها رافضه ، ليقول : بس شويه صغيرين خالص

ثم اقترب منها ليقبل جبينها ، لتشيح فاتن براسها بسرعه ، قائله : انا تعبانه و عايزه انام

يحيى بامتعاض : طب مش المفروض نصلي سوا

فاتن بتلعثم : مش هينفع اصلي دلوقت

يحيى : اها .. طيب انا هاقوم اصلي بس الاول

أ مسك براسها ، و قال حين حاولت ان تنأى عنه : استني بقى ، عايز اقول الدعاء

تنهدت فاتن ، ليقول يحيى بعد دقائق : عايز افهم لامتى هتفضلي واخده موقف مني ..

فاتن بهدوء : سؤال وجيه فعلا ، و معنديش له اجابه للاسف

يحيى بهدوء مماثل : و انا هاستنى لما تعرفي الاجابه ، و مش هزهق يا فاتن ، انا شايفنا حاجه حلوه اوي فالمستقبل ، على طول كنت شايفنا كده

ثم نهض قائلا : طب تصبحي على خير

انصرف يحيى الى الغرفه المجاوره ، لترقد فاتن في الفراش شاعره باختناق كبير ، فسوف تقضي ليلتها في بيت مَن آذوها سابقا ، في بيت لرجل ظلمها و بشده ، ووالده عاملتها بمنتهى القسوه ، و اخ زوج اوقعها في مكيده لاغراضه الشخصيه للانتقام ، حاولت أن تُغمض عينيها ، و لكن هل تستطيع أن تشعر بالأمان في هذا البيت ، هل تغيروا حقا ، ام كل هذا مجرد قناع مزيف غرضه فقط مراعاة مصلحه الصغير يامن ، و لربما حاولوا أن يكيدوا لها مره اخرى لاخراجها من حياته

كيف لم تفكر في هذا من قبل ، تنهدت محاوله ابعاد تلك الافكار السوداء عن مخيلتها ، فلقد احست منهم بصدقهم في الاعتذار و الندم على ما اقترفوه بحقها

ولكنها لم تستطع أن تتغلب على شعورها بعدم الامان …

و ازاحت الغطاء ، لتقوم و تتوضأ و تصلي ، مستغفره ربها على كذبها قبل قليل امام يحيى …!

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ارتعشت شهد و اجابت : انا مش عارفه ازاي طاوعته ، مش عارفه ازاي قدر يضحك عليا..

صفعها اخيها عمرو قائلا : عشان انتي واحده رخيصه …

شهد بضعف : اضربني اقتلني ، انا استاهل ، بس ارجوك خلصني من العذاب ده ، بقاله شهور بيبتزني ، و خلاص معدتش قادره اكدب على بابا و اطلب منه فلوس عشان الحيوان ده ميفضحنيش …

عمرو : الكلب الحقير ، بعد ما وظفناه عندنا و بقى بني ادم ، بيستغل براءتك..

توقف ثم قال ساخرا : براءه ايه ، ما انتي خلاص بقيتي حاجه مسخه..

بكت شهد بحرقه ، ليشعر عمرو بتانيب الضمير فقال : انتي بس ازاي قلبك طاوعك ده وحتى متجوز و عنده بنت ، ازاي قدر يلعب بعقلك ازاي…

شهد : عشان كان بيقولي الكلام اللي حابه اسمعه منكم ، انت و بابا و ماما ، كل واحد منكم بيجري ورا الشغل و انناصب و الفلوس و محدش حاسس بيا ، محدش بيسالني جيتي منين ، هتروحي فين ، طب مين صحابك ، محدش بحسه قلقان عليا ، كل حاجه عندكو تتحل بالفلوس ، لو سقطت اعملي شوبنج و فكي عن نفسك ، لو تعبت احسن دكاتره بس مفيش كلمة سلامتك اوعي تتعبي نفسك …و شفت ازاي هو بيحب مراته و ازاي بيتكلم بحب و اهتمام عنها و عن بنته ، اتمنيت اكون مكانهم ..

تنهد عمرو و قال مقاطعا : انا بقى هاحرق قلبه عليهم و ادفعه التمن غالي.. غالي اوي …

شهد برجاء : هما ملهمش ذنب ، ارجوك اوعى تاذيهم فحاجه

عمرو بتهكم : قلبك عليهم يا ختي …

شهد : ايوه لانه ملهمش ذنب فوساخته ..

عمرو : اسمعي ، انتي تنيميه دلوقتي خالص و انا هاتصرف معاه الحقير ده

شهد : هاتعمل ايه..

عمرو : هالبسه طرحه

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

كعادتها ديما ، نزلت الى المطبخ لاعنه تلك العاده السيئه التي لم تستطع ان تتخلص منها حتى الان..

احضرت قطعه من الخبز تكفي لصنع سندويتشا متمتمه : يا رب يجي يوم و اخلص من اكل الساعه واحده بليل ده …

فتحت الثلاجه محاوله ايجاد شيء خفيف لتضعه في الخبز : جبنه ..امم ممكن

امسكت بالجبن ، لتشهق مفزوعه بعد أن لمس أحدهم كتفها : يا ماما….

ضحك لؤي ، لتقول ديما بحنق : يخربيتك يخربيتك ..

لؤي مستمرا في ضحكه : بيتي هو بيتك ، يعني كده بتدعي على نفسك ، ايه مش عايزه بيتنا يعمر

تنهدت ديما محاولة التنفس بشكل طبيعي : يعمر منين ، ده انتي قطعت خلفي يا راجل

نظر لؤي باتجاه السقف ، ثم عاود النظر اليها قائلا بحسره : احنا مش اتفقنا تبقى بنوته كيوت كده و تقولي حاجات شبه البنات مش كلام القهاوي بتاعك ده

ديما بلامبالاه و هي تضع الجبن في الخبز : ده اللي عندي ، مش عاجبك …

لؤي بتنهيده : لا عجبني اوي ، اوي ، و نفسي ادوق ..

ديما مقاطعه بحده : تدوق ايه يا منيل انت …

لؤي بمرح : ادوق السندوتيش ده ، متخليش دماغك السو دي تروح لبعيد ، اقولك اعمليلي واحد زيه

ديما : حاضر..

بعد دقيقه ، جلس الاثنان على طاولة المطبخ ليأكلا معا ، ليقول لؤي بهدوء : متشكر

رفعت ديما حاجبيها متسائله : ومالك سهمت كده ليه ..؟

لؤي بحزن : اصل افتكرت ليلى ، كانت دايما بتعملي سندويتشات لما كنت اسهر اذاكر ، تحسي كده انه زمن و راح ، ياااه بجد قلبي وجعني عليها اوي…

ديما و الدموع تملأ عينيها : اه يا حببتي ، بس انا متاكده انها فمكان احسن مليون مره ، و بعدين انا عمري ما هاسامحك انك مش قولتلي ، كنت جيت المستشفى وودعتها يا قلبي عليها

لؤي بحرقه : و الله لو شفتيها ، مكنتيش قدرتي تجمعي زي ما حصل معانا ، مكناش عارفين نتصرف و لا نعمل ايه و مجاش فبالي ابدا اكلمك ، كان املنا كبير انها هتخف بس اللي حصل…

ثم قال بندم بعد ان راي دموع ديما تنسال دون توقف : الله انتي هتعيطي ، انا اسف …

استمرت ديما في البكاء ، ليقول لؤي : شويه و هاعيط انا كمان…

ديما بصوت متحشرج : اصلها وحشتني اوي

لم يتمالك لؤي نفسه ، لتنهمر دموعه هو الاخر …ثم نظر كليهما باتجاه الصوت القادم

قالت فاتن الواقفه بباب المطبخ بحرج كبير : انا اسفه يا جماعه … بس نسيت اجيب ميه و يامن غالبا هيفوق و يكون عطشان..

توقفت فاتن عن الثرثره ، عندما استمرا يحدقان فيها و الدموع تملأ عينيهما …

فركت فاتن يديها بحرج : ان…

قاطعتها ديما : معلش اصلنا افتكرنا ليلى …

نهض لؤي من مقعده قائلا : تصبحوا على خير…و غادر المطبخ مسرعا

سألت فاتن باستغراب : و هو كمان كان بيعيط عشانها..؟

ديما بتنهيده : انا عارفه ان لؤي غلط فحقك جامد ، بس صدقيني هو قلبه مفيش اطيب منه ، و زي ما شفتي دمعته قريبه خالص ، و مش بيعمل فيها سبع الرجال و بيخبي مشاعره ، اللي فقلبه على لسانه و بيبان على وشه ، انا متاكده لما تعاشريه هتغيري نظرتك ليه تماما

فاتن بصدق : تعرفي ، انا فعلا قبل شويه كنت بشكك فيه و في اعتذاره ، بس بعد ما شفت دموعه مش عارفه ليه غيرت رايي

همت ديما بالرد عليها ، حينما دلف يحيى الى المطبخ ، لتقول : طب عن اذنكو ..

و على الباب غمزت ليحيى هامسه : انا هادعك فانوسي و اسيبك مع الاوزه بقى …

تمتم يحيى : عنده حق الواد لؤي ….

فاتن : نعم ..؟

يحيى بجديه : بقول ايه اللي منزلك هنا السعادي .؟

فاتن : بجيب ميه ليامن

يحيى بضيق : طب كنتي طلبتي مني و كنت هانزل بنفسي ، بدل الاحراج ده

فاتن بحده : اه بقى انت خايف على شكلك ادامهم يعني

يحيى بنرفزه : لتاني مره بتعلي صوتك عليا الليلادي ، انا صحيح مقدر مشاعرك وفاهم موقفك مني ومراعي الظروف ، بس في حاجات انا مستحيل اقبلها ، اولها مش عايز صوتك ده يعلي عليا تاني ، انتي فاهمه …؟

فاتن بحرقه : انا فاهمه ، فاهمه اوي ، و انت عمرك ما هتتغير ، اساسا مش مهم الا انت و اللي شايفه صح
لازم يحصل …

اقترب يحيى منها قائلا : انا اسف ، للمره المليون اسف مش قصدي ادايقك ، بس انتي بجد طريقتك نرفزتني جامد …

ابتعدت فاتن عنه ، ليمسكها من ذراعها معيدا اياها لمواجهته : ارجوكي متعيطيش

فاتن : مين قال اني بعيط ..و لا هاعيط تاني عليك و لا بسببك

جذبها يحيى من خصرها ، ليضمها اليه ملصقا جبينه بجبينها و قال : و مين قال اني عايزك تعيطي عليا و لا بسببي

حاولت فاتن الابتعاد عنه ، و لكنه احكم ذراعه حولها قائلا : تعرفي انا اول مره اشوف عينيكي بجد ..

تسارعت انفاس فاتن و دقات قلبها ، لتقول بضيق : يامن ، انا لازم اطلع احسن يصحى ومش يلاقيني ..

تنهد يحيى : حاضر ، هانطلع فوق

و مباغتا حملها يحيى بين ذراعيه ، لتقول فاتن بحرج : نزلني ، و المصحف لو منزلتنيش

قاطعها يحيى : اولا لو هتحلفي يبقى بالله ، ثانيا : هتعملي ايه يعني .. هتصوتي و تصحيهم وتحرجي نفسك

شعرت فاتن بالغضب الشديد منه ، و من لا مبالاته تجاه كل ما يحيط بهما ، في حين ان هناك دوامه من الافكار و الشكوك تعصف بمشاعرها ، ودون ان تفكر كثيرا ، امالت راسها قليلا ، لتطبق باسنانها على عنقه و بشده ….

لعن يحيى بشكل فج ، و لكنه لم يضعها ارضا ، و لم تأتي حركتها بالنتيجه المطلوبه ، ليقول يحيى بضحك : بقى كده ، طب استني اما نطلع فوق

فاتن و بانزعاج طفولي لفشل خطتها : نزلني و لا هاعملها تاني

ضحك يحيى بتسليه : شكلك مش فاهمه الحركه دي معناها ايه اصلا ..

ازداد غضب فاتن من تسليته بها ، فاعادت الكره مره اخرى و قالت بغل : معناها نزلني حالا…

جز يحيى على اسنانه متألما ، ثم قال : عموما انتي كده هتحرجي نفسك جامد

و سار مكملا طريقهما الى الاعلى ، لتنكمش فاتن حرجا بعد أن فشلت محاولتها بالتخلص منه ، و على باب الغرفه وقف قليلا ليقول : اهو عشان تبقى فاكره اني شلتك فليليتنا المهببـ… ليليتنا الجميله دي

فتح الباب ، و سار حتى وضعها على السرير ، هامسا : تصبحي على خير يا مراتي يا حببتي يا احلي حاجه حصلتلي فحياتي

تمتمت فاتن : اوووووفر و دمك تقيل

قال يحيى من على باب غرفة يامن :سمعتك يا البي …

مطت فاتن شفتيها و استلقت في الفراش ، متمنيه أن تكون قد اتخذت القرار الصحيح فعليا ..من اجل يامن طبعا ..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

جلست نوف مع تركي في صالون الفيلا قائله بحرج : معلش يا طنط جينا بدري كده، بس اصلنا مسافرين انهارده و لازم اودع فاتن ..

خديجه : يا حببتي انتو تنوروا فاي وقت ، و انا هابعت ام عيشه تشوف فاتن عشان تودعيها

تركي : بعتذر منك مره ثانيه ، بس احنا سايبين الولاد عند جدتهم و زمانهم طلعوا عينها ..

ابتسمت خديجه : المره الجايه ضروري تيجوا و معاكم الاولاد ، اهو يامن كمان يتعرف على ولاد عمته

نوف بابتسامه : باذن الله…

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

بعد دقائق ، جلست نوف في غرفة يامن برفقة اختها و قالت : كان نفسي اودعه الخلبوص ده

فاتن : انا هاصحيه ..

امسكتها نوف من معصمها : لا سيبيه ، انا عايز اطمن عليكي انتي الاول

فاتن : الحمد لله ، انا كويسه

نوف مداعبه : بس شكلك خربتيها اخر حاجه

فاتن : هي ايه دي ؟

نوف بمرح : يووه هتخبي عليا ، بس انا كنت فاكره انك ماخده موقف من يحيى ، بس الحمد لله ربنا يتمملكم على خير…و يسعدكم اكتر و اكتر…

فاتن : و الله انا مش فاهمه انتي بتتكلمي فايه ، لو تقصدي اللي فهمته ، فده محصلش ..

نوف باستنكار : يا حببتي انا سترك و غطاكي ، هتتكسفي مني ..

فاتن : و الله ما حصل حاجه بيني و بينه ، انا كنت مخنوقه مخنوقه اوي و كدبت عليه و فهم انه مش هينفع..

نوف بعتاب : برده هتخبي عليا ، امال ايه اللي شفته على يحيى قبل شويه ؟

فاتن : شفتي ايه يا بنتي بس …

اشارت نوف على عنقها و قالت : الlove bite

فاتن بدهشه : لوف ايه و بتاع ايه …و قصت على نوف ما حدث و كيف اغتاظت من يحيى

لتقهقه نوف عاليا : يا نهارك ، بقى انتي بنت انجي الشريف ، اعدي كده عشان افهمك الحركه دي هتتفهم ازاي

استرسلت نوف في الحديث و تنوير فاتن كما اسمت حديثها ، لتشهق فاتن باحراج : هار اسود و تركي دلوقتي هيشوفه كده …و يفهم اني ………

نوف : متقلقيش انا خدت بالي منه و هو بيقفل زرار القميص الفوقاني و مش هيبان حاجه ، بس انتي الحقي احسن يفتحه تاني و باقي العيله تشوفه

نهضت فاتن مفزوعه : يا خبر ..طب هاعمل ايه ؟

امسكتها نوف من مرفقها ، لتجلسها بجوارها قائله : اسمعيني الاول ..

فاتن : اسمع ايه ، اما اشوف المصيبه دي الاول

نوف بهدوء : لا لازم تسمعيني ، عشان لو كدبتي مره ، مش هينفع تكدبي تاني ، ده بقى جوزك و ليه حقوق عليكي ، فاهماني يا فاتن

تنهدت فاتن ، لتقول نوف : خليكي عاقله و بلاش تحملي نفسك ذنوب يا فاتن ، انتي اخترتي تكوني مراته ، و لازم تكوني مستوعبه يعني ايه جواز ، ها يا حببتي ، بلاش تكدبي تاني ، و ربنا هيكافئك عشان بتراعي ربنا فجوزك

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ارسلت فاتن رساله الى يحيى على هاتفه : ” ارجوك تطلع دلوقت حالا ”

ودع يحيى تركي و نوف موصلا اياهم الى بوابة الفيلا حيث تنتظرهم السياره التي ستقلهم الى المطار ، ثم بسرعه صعد قلقا الى فاتن …

دلف الى الغرفه ، ليسال : خير ، قلقتيني ما هو يامن لسه نايم اهو ..

نظرت فاتن بريبه تجاه يحيى ، ثم هدات اعصابها قليلا ، فلقد لاحظت انه بالفعل اقفل الزر العلوي لقميصه مخفيا عنقه بشكل كبير …

قالت فاتن : كويس …

يحيى بعدم فهم : هو ايه اللي كويس

فاتن : ها ..كويس انه يامن الحمد لله نايم و مش قلق و لا صحي مفزوع زي عادته

ابتسم يحيى و قال مقتربا منها : اه ، فهمت انتي بعتيلي ليه ..

و مباغتا ضمها الى صدره متنهدا : خلينا نروح اوضة يامن احسن

دفعته فاتن بعنف : انت اتجننت ، اصلا فهمت ايه ، انت مش بتفهم اصلا …

يحيى بحنق : امال ايه تعال بسرعه و كويس ان يامن نايم ، و الحركات دي

قال يامن بنعاس : انتو هتتخانقوا تاني …!

فاتن بحنق : كده صحيته

يحيى بانفعال : بقى انا الي صحيته

فاتن بتهكم : لا انا ..

يامن : انتو مش عايزني اصحى ليه !

توقف الاثنان عن الجدال ، لتقول فاتن : صباح الخير يا بطل

يامن بحيره : صباح الخير يا احلى عمتو ، و صباح الخير ا احلى خالو..و مش تتخانقوا عشان تفضلوا حلوين

ابتسم يحيى : تعال يا بطل ، احنا انهارده هنعمل حاجات كتير كتير ، بس الاول تخلص حمامك و تزبط نفسك

يامن بتثاؤب : هنعمل ايه

يحيى : اما تصحصح كده الاول ..

فاتن : يلا يا بطل ..

نهض يامن ، لتقوم فاتن بمساعدته في اتمام اموره الصباحيه و تبديل ملابسه …

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

سال يحيى : ها يا بطل ، جاهز ..؟

اوما يامن و سال بصوت خجول : بس مش هنفطر الاول

ابتسم يحيى : هنفطر و نتغدى و نتعشى ، بس قول لعمتو تجهز و تلبس الاول ..

فاتن : هو انتو هتخرجوا ؟

يحيى : احنا كلنا انا و انتي و يامن ، يلا بقى غيري هدومك

فاتن : لا معلش ، انا مش حابه اخرج..

صاح يامن : عشان خاطري انا عايز اخرج مع خالو

فاتن : يا حبيبي انت هاتخرج مع خالو و انا هاستناكو هنا

نظر يامن لخاله ، ليقول يحيى : مفيش خروج من غير عمتو

ليصيح يامن : مش سمعتي ، مفيش خروج من غير عمتو

امتعضت فاتن ، و قالت مستلسمه : حاضر يا حبيبي ، حالا هاغير هدومي …

بعد دقائق جهزت فاتن ، ليقول يحيى : يلا بينا …

نظرت فاتن له بهلع ، ليقول يحيى : مالك ، اكنك شايفه عفريت ..

فاتن بضيق : انت انت ….

تقدمت منه فاتن لتقف على اطراف اصابعها ، و تغلق الزر العلوي لقميصه ، ثم ابتعدت عنه مسرعه

يحيى بعدم فهم : الله هو ممنوع افتح الزرار ده و لا ايه..!

قال يامن المراقب للمشهد ببراءه :اه … عشان مش تبرد …

نظر يحيى ليامن ، ثم عاد بالنظر الى فاتن و التي اعتلت وجنتيها الظلال الحمراء ، ليضحك متذكرا : ده انا نسيت

ثم اضاف مقهقها : بس فهمتيها دلوقتي ازاي …

صمتت ، ليتابع مع نفسه : دي اكيد نوف اللي فهمتك ، عموما متقلقيش تركي مشفش حاجه ، انا عمري ما اخرج اسرارنا الخاصه لاي حد مهما كان…

فاتن بحنق : احنا معندناش اسرار خاصه ..

تافف يامن : خالو خالو خلينا نخرج قبل ما تتخانقوا تاني

تململت فاتن بحرج ، ليقول يحيى : عندك حق ، يلا بينا …

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

رن هاتف فاتن في السياره ، ليسال يحيى على الفور : مين ؟

اخرجت فاتن هاتفها من الحقيبه ، و نظرت للشاشه مجيبه : دي ماما …

امتعض يحيى ، اما فاتن اجابت : ازيك يا ماما ؟

انجي على الطرف الاخر : تمام ، و مبروك جوازتك و عقبال الجوازه التانيه و التالته …

ضحكت فاتن ، لتقول انجي : معلش يا حببتي انا محتاجاكي جنبي

فاتن : خير فايه ؟

انجي بتنهيده : هاعمل عمليه و محتاجاكي جنبي فالمستشفى

فاتن بقلق : عمليه ايه ؟

انجي : عمليه بسيطه فوشي ، يعني عارفه محتاجه شوية تزبيطات و رتوش عشان صورتي تبقى بيرفكت ادام الكاميرا…

تنهدت فات بضيق : حاضر يا ماما ، بس و الله العلميات دي بتبوظ وشك مش العكس

انفعلت انجي : لو مش عايزه تيجي عنك ما جيتي ، بس بلاش الحجج خيبانه دي

فاتن بضيق : لا ازاي ، انا ضروري هاكون جنبك ، قوليلي امتى و فين و انا مش هتاخر

اقفلت فاتن الخط بعد ان اخبرتها انجي بتفاصيل العمليه، ليضرب يحيى على المقود بغضب قائلا : مش هتروحي عندها تاني ، انا مش بثق فيها نهائي …

فاتن باعتراض : انت هتمنعني اقف جنب امي يا يحيى ؟

يحيى بحده : دي مش ام ، دي ..استغفر الله العظيم ، انا لا يمكن استأمنها عليكي ابدا …

فاتن بعصبيه : امي دي خط احمر ، مش هيمنعني عنها الا الموت..

يحيى : اللي يسمعك يقول انها الام المثاليه ، دي دمعه منزلتش على ابنها ، بسؤال مفتكرتش حفيدها ، في ام كده ؟

فاتن: انا بعاملها عشان ربنا …ثم اضافت بحده : و كلمه تاني عنها مش هاسمح … انت فاهم ؟

يحيى بغضب : تاني بتعلي صوتك ، طب مالاخر كده .. مرواح عندها مفيش… نقطه وسطر جديد .

تمتم يامن الجالس في المقعد الخلفي : يوووه هيتخانقوا تاااااني ….!

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

اغلقت انجي الخط ناقمه على ابنتها و حظها الجيد ، فكما سمعت فيحيى اصبح ميسور الحال جدا ، نظرت في المرآه ، إلى وجهها الذي كبر وبشده في السنوات الماضيه ، و تحسرت على نفسها ، فلقد قام زوجها الاخير بتطليقها ، و الان عليها ان تبحث عن ممول جديد لحياتها الشخصيه و الفنيه …

حاولت ان تطرد عنها الافكار المحبطه ، مفكره اليست فاتن بمدينه لها بالكثير الكثير ، الم تتكفل بتربيتها دونا عن كل ابنائها ، حسنا حان الوقت لترد لوالدتها الجميل ….

ابتسمت انجي : كويس اني احتفظت بعلاقتي بيها لغاية دلوقتي ، ممكن اوي تنفعني ، ممكن جدا

يتبع

error: