رواية حب تحت الرمال

الفصل السادس

¤ حب مُتَسَرِّع ¤

————————–———————–

نظر يحيى لفاتن التي فغرت فاهها مصدومه ، فمعرفتهما لا تتعدى أيام ، أحس فيها بمشاعر لم يختبرها من قبل تجاه أي فتاه ، مشاعر جعلته بدون وعي يتلفظ بما قاله قبل قليل ، لم يستطع الاجابه على سؤالها العفوي فورا ، عليه البوح لها بمشاعره بطريقه مقنعه .

قال يحيى محدثا السائق : لو سمحت ، على جنب يا اسطى .

أوقف السائق السياره ، ناوله يحيى الأجره ، ثم قال : احنا محتاجين نتكلم .

ترجل من السياره و تبعته فاتن ، و التي بدا عليها الاحراج الشديد .

يحيى : تعالي نقعد هنا …

سارا في صمت حتى جلسا على مقعد في أحد الحدائق العامه ، تنحنح يحيى قائلا : أنا مش عارف ابتدى ازاي ، بس من يوم ما شفتك و في حاجه شدتني ليكي جدا ، ومش عارف ليه قلبي اتعلق بيكي بسرعه ، بس اللي أعرفه إني عمري ما حسيت بالمشاعر دي قبل كده .

صمت لحظه ، ثم أضاف : فاتن أنا عارف إننا يمكن مش شبه بعض في حاجات كتير ، بس أوعدك إننا خطوه خطوه هنفهم بعض ، و نوصل لمكان نبقى احنا الاتنين واحد .

راقبها و هي تفرك يديها بتوتر ، ليقول : آسف ، مش عارف أرتب الكلام بس باختصار أنا بحبك و عايز آجي و أطلب ايدك من باباكي .

نظرت له بارتياب و قالت : انت بتتكلم جد !

قال يحيى بجديه : طبعا .. قاطعته فاتن قائله : هو انت لحقت تعرفني عشان تحب…

لم تكمل جملتها ، ربما بسبب الحرج ، قال يحيى : أيوه بحبك ، ثم أضاف بمرح : ايه مسمعتيش عن الحب من النظره الأولى .

حينها نهضت فاتن من مقعدها قائله بسرعه : أنا لازم أمشي دلوقتي .

أمسكها يحيى من مرفقها قائلا برجاء : أنا عايز اسمع ردك .

تسمرت في مكانها للحظات ، ليقول يحيى : أرجوكي ، متسبنيش متعلق كده .

عادت للجلوس مره أخرى ، قالت و هي تزيح خصلات من شعرها خلف أذنيها : مش عارفه أرد أقلك ايه .

يحيى بتوتر : تقولي اللي حاسه بيه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أحست فاتن بالاحراج الشديد ، و الحيره ، هل تخبره باحساسها كما طلب منها أم تستمع لنصائح والدتها ، و التي تحثها على إخفاء مشاعرها و اللجوء للمناورات .

قالت فاتن : انت فاجئتني ، ثم أضافت بثقه : أنا لسه معرفكش كويس .

يحيى بحرج : معاكي حق ، بس الخطوبه معموله عشان نتعرف على بعض ..

قاطعته فاتن : و خطوبه ليه ، احنا نتعرف على بعض الاول ، و بعدين نقرر لو حابين نكمل و نتخطب .

يحيى بتكدر : بس كده ميصحش ، ثم أضاف : هو انتي ارتبطتي بحد قبل كده ….؟؟؟

أجابت فاتن : لا عمري ، ثم سألت : و انت ؟

رد يحيى مبتسما : لا عمري ، ابتسمت فاتن و قالت : و لا سلوى منصور؟

ضحك يحيى و قال : يادي سلوى منصور ، خلاص مش هاخدك هناك تاني .

قالت فاتن على الفور : لا أرجوك أنا نفسي أروح تاني .

يحيى بجديه : أنا لو عليا هاخدك تحضري كل ندوه ، و أعملك أي حاجه بتحبيها ، بس انتي تديني فرصه.

عادت فاتن لتزيح شعرها خلف أذنيها ، ليعود و ينسدل مخفيا وجهها مره أخرى ، قال يحيى بعد أن طال الصمت بينهما : أنا كده فهمت ، و يلا بينا هاروحك .

قالت فاتن بحرج : فهمت ايه …

قال يحيى بضيق : اللي انتي حاسه بيه ، و آسف إني أحرجتك .

نهض من مقعده ، لتقول فاتن بتلعثم : انت شكلك فهمت غلط .

استدار يحيى ناظرا لها و الأمل يملأ عينيه : يعني انتي مستعده تديني فرصه ….؟

أومأت فاتن برأسها ، و نظرها مصوب إلى الأرض من فرط إحراجها ، قال يحيى : طب خلاص اديني رقم باباكي و أنا هاكلمه .

قالت فاتن بحزن : بابا …بابا …مسافر ومش بيسأل عني ، يعني علاقتنا مش زي اب ببنته .

صمت يحيى محتارا هل يسألها عن السبب ثم آثر أن يؤجل هذا الحديث لوقت آخر عندما يشعر بأنها تستطيع الوثوق به ، قال : أنا آسف ، بس أوعدك إني هاكونلك كل حاجه ، أب و أخ و صديق ، و عمري ما هاخذلك أبدا .

حاولت فاتن جاهده السيطره على مشاعرها ، وضعت يدها على فمها لتسترد أنفاسها، فحديثه الرقيق و مشاعره الواضحه أربكتها ، كما أنها تأكدت من عدم صدق تلك الفتاه ، فا هو يطلب ان يتقدم لها رسميا ، اي انه لا ينوي التلاعب بها او جعلها مشروعا او تحديا خاصا به كما اشارت زميلته …

قالت فاتن بعفويه : أنا عمر ما حد كلمني كده .

ابتسم يحيى و قال : و إن شاء الله عمر ما حد هيكلمك كده ، ثم أضاف بمرح : الحاجات دي هتسمعيها مني أنا و بس .

ضحكت فاتن برقه ، ليقول يحيى : طب دلوقتي محتاج تحدديلي معاد مع ماما عشان آجي و أطلب ايد حضرتك .

أومأت فاتن ، ثم قالت : يلا بقى أنا لازم أروح.

قال يحيى بتردد : طب أنا لازم آخد نمرتك ، عشان أعرف احدد المعاد.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

دلفت ليلى برفقة لؤي إلى المطعم حيث كان بانتظارهم خطيبها تميم ، الذي قام باختيار مائدة في المنتصف ، جلست في المقعد المقابل له بعد أن استأذن لؤي ليجلس مع صديقه .

قال تميم بعد أن ترك النادل قائمة الطعام : متطلبيش حاجه غاليه ، أنا وسطي اتقطم من المصاريف بتاعتك .

قالت ليلى بحنق : مصاريف ايه دي، و بعدين هو أنا طلبت منك تعزمني ، أما حاجه غرييه .

قال تميم : اتكلمي عدل أحسنلك .

أومأت ليلى برأسها و آثرت الصمت على أن تدخل في جدالاته السخيفه ، ثم ابتسمت عند حضور النادل .

و قالت : أنا عايزه الطبق السبيشل بتاع النهارده ، و كمان هاتلي أغلى طبق حلو عندكو .

لاحظت نظرات تميم الحانقه تجاهها ولكنها لم تأبه ، أرادت أن تغيظه بطلبها ذاك ، و قررت من الآن فصاعدا ستتعمد فعل كل ما يُكدره ، و ربما سيدفعه ذلك إلى فسخ الخطبه .

قال تميم بعد انصراف النادل : أنا فاهمك كويس ، العبي غيرها .

انزعجت ليلى بعض الشيء لفهمه خطتها ، و سألت : انت مطلبتش حاجه ليه …؟

قال تميم مبتسما : كفايه اللي طلبتيه ، و لقمه هنيه تكفي ميه .

قالت ليلى بضيق : تقصد ايه !

قال تميم بنشوة المنتصر : يعني هنآكل أنا و انتي من نفس الطبق السبيشل الغالي اللي طلبتيه يا خطيبتي العزيزه.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

و على مائدة قريبه من أخته و خطيبها جلس لؤي برفقة صديقه وائل منشغلين في الحديث عن آخر مشروع لهما في الكليه ، ليباغتهما صديقهما كِنان بحضوره ، و الذي جذب أحد المقاعد و جلس بجوارهما قائلا : طلبتو الاكل و لا لسه.

أجابه لؤي : هو انت مش قلت مش جاي معانا.

كِنان : غيرت رأيي ، عندكو مانع .

وائل مازحا : مانع ايه بس ، طالما هتدفع الحساب اتفضل اهلا و سهلا.

قال كِنان مدعيا الضيق : هو انا خلفتكو و نسيتكو ، كل واحد يدفع عن نفسه.

لؤي مبتسما : يا ساتر .

استمر الثلاثه في المزاح ، إلى أن لاحظ كِنان ليلى الجالسه على بُعد مائدتين منهم ، و الأدهى أنها كانت برفقة خطيبها .

قال كِنان لصديقيه : أنا هاروح الحمام ، و نهض مسرعا من مكانه .

و في الطرقه المؤديه إلى الحمام ، أمسك هاتفه و كتب ” هي دي المذاكره اللي وراكي !” ، ثم وقف و الغضب يتآكله .

أتاه الرد سريعا : ” أعمل ايه ، غصب عني ، أرجوك متزعلش”.

كتب بسرعه : ” لو خايفه على زعلي ، يبقى تروحي و دلوقتي حالا “.

أرسلت ليلى : ” مقدرش ، هاستنى لؤي يخلص الأول و هاروح معاه ” .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

راقبها تميم و هي تبعث رساله تلو الأخرى و على محياها الاضطراب الشديد ، لقد أحس منذ فتره بتغيرها الكبير تجاهه ، صحيح أنها دوما ما كانت تعامله بجفاف و برود ، و لكن في الشهور الماضيه لاحظ تبدل أسلوبها معه ، و كأن هناك شيء كبير تخفيه .

جز على أسنانه ، و جذب الهاتف منها بعنف ، لتقول بارتباك : ايه اللي بتعمله ده …؟

ارتباكها زاد شكوكه ، عبث بهاتفها متنقلا بين الرسائل ، حاولت جذب الهاتف منه ، و لكن دون جدوى فلقد أحكم قبضته عليه قائلا : انتي خايفه كده ليه ..؟

و في نفس اللحظه ، أعلن هاتفها وصول رساله جديده ، لتقول ليلى : لو سمحت هات الموبايل ، دي واحده صاحبتي و عايزني فحاجة طارئه.

لم يعبأ تميم بطلبها ، فتح الرساله و قرأ : ” انتي عارفه انك كده بتموتيني و انتي قاعده معاه ، أرجوكي اتحججي بأي حاجه و امشي ”
غلى الدم في عروقه ، قرأ الرسائل المبعوثه من ذلك المرسل و المسجل على هاتفها باسم دموع ، ليشتاط غضبا فوق غضبه .

قال تميم بعنف : بتستغفليني يا واطيه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

شعرت ليلي بالذعر الشديد ، نهضت من مقعدها و همت بالمغادره حتى لا يحدث تميم فضيحه لهم أمام الملأ ، و لكنه أمسك بمعصمها بشده و قال : رايحه فين ، ده أنا انهارده هربيكي من أول و جديد.

نهض بدوره و مازال مطبقا بقبضته على معصمها ، و جرها باتجاه مائدة أخيها لؤي ، الذي ما إن رأى الذعر باديا عليها ، انتفض من مقعده قائلا : مالك يا ليلى حصل ايه ؟

قال تميم : حصل ده ، ثم ناوله الهاتف ، و قال : شوف أختك المحترمه بتعمل ايه..

أمسك لؤي الهاتف ، ثم قال لصديقه وائل بحرج : أنا مضطر أمشي .

سارت الثلاثه باتجاه المخرج ، و فور خروجهم قال لؤي : اظن ميصحش اللي عملته ده ..

قاطعه تميم و قال : مش تقرأ المسجات اللي على موبايل أختك الأول ، و بعدين تبقى تقولي ايه اللي يصح و ايه اللي ميصحش.

قال لؤي بغضب : كلامنا ميبقاش في الشارع و ادام الناس زي ما عملت فالمطعم ، في بيت نتكلم فيه .

قال تميم بحده : عموما أنا كلامي هيكون مع عمي ، و استدار مغادرا المكان .

نظر لؤي لليلى التي وقفت تغالب دموعها ، و قال : أنا مش محتاج أفتش وراكي ، أنا عارف أختي كويس ، و اتفضلي الموبايل اهو ..

أمسكت ليلى بالهاتف ، و قالت بتلعثم : ده زميل كان بعتلي بيسأل عن حاجه في……

قاطعها لؤي : مش محتاجه تبرري حاجه ، أنا ثقتي فيكي كبيره جدا ، و يلا بينا خلينا نروح و أوعدك هأكلم بابا و أشرحله كل حاجه .

أومأت ليلى مبتسمه لتفهم أخيها للموقف و ووقوفه بجوارها ، و لكنها شعرت بتأنيب الضمير نتيجه لثقته المفرطه بها ، ثقه لا تستحقها بالتأكيد .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

وضعت نوف أكياس المشتروات على سريرها ، و ركضت مسرعه باتجاه الحاسوب الخاص بها ، فالساعه شارفت على السادسه موعد حديثها مع أنس ، فتحت الحاسوب ، و بالفعل وجدته منتظرا على برنامج السكايب .

قبلت طلب المحادثه ، و حيته قائله : هاي .. ازيك يا أنوسي ..

ضحك أنس و قال : أيوه كده ..خليكي دلوعه و فرفوشه ..

ابتسمت نوف بخجل ..

تنهد أنس بشده و قال : وحشتيني يا أحلى نوف فالدنيا..

نوف : ما أنا لسه مكلماك الصبح ، لحقت اوحشك ..

أنس : طبعا ، قوليلي اشتريتي الفستان اللي طلبته منك .

أجابت نوف بتردد : أيوه ، بس …

أنس بحده : مفيش بس ، اوعي تزعليني منك ، أنا نفسي أشوفه عليكي ..

نوف : معلش خليها مره تانيه .

أنس متصنعا الزعل : أنا كده عرفت قيمتي و غلاوتي عندك ، و خلاص اعتبري ده آخر طلب مني ، و ربنا يوفقك .

نوف بذعر : لا لا أرجوك متزعلش ..أنا بس مكسوفه منك ..

أنس : في حد يتكسف من حبيبه اللي هيبقى كل دنيته ، طب لو انتي معملتيش الحاجات اللي بحبها ، حاضطر ابص بره ، هتخليني اعمل حاجات حرام و متصحش ..

نوف بتردد : انا مش عايزاك تبص لحد غيري ، ده انا اموت ، خلاص ثوان هألبسه و آجي أوريهولك ..

و بعد دقائق عادت نوف مرتديه ذلك الفستان ، الذي بالكاد يصل إلى ركبتيها ، و يبرز مفاتنها بشكل فج .

جلست نوف أمام الحاسوب غير قادره على رفع عينيها باتجاه أنس ، بقيت على حالها تلك لثوان ..

صفر أنس جاذبا انتباهها : ايه الطعامه دي ، كنتي عايزه تحرميني من الجمال ده كله ..

نظرت نوف له بخجل : بجد …!

أجابها : طبعا ، و استمر يُمطر عليها سيلا من الكلمات المعسوله و الغزل الصريح ، جاعلا قلبها يخفق بشده متناسيا أي منطق ، و لاغيا فطرتها السليمه و التي ترى تصرفها خاطئا جدا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ترجلت فاتن من سيارة الأجره بعد أن توقفت أمام البنايه حيث تقطن هي و يحيى ، الذي تبعها قائلا : تحبي أوصلك فوق !

نظرت فاتن له بعدم فهم ، و سألت : ازاي يعني … ثم أضافت : هو انت مش هتطلع بيتكو !

يحيى : لا .. أنا هاروح الشغل .

فاتن : شغل ايه الدوام أكيد خلص .

يحيى :لا مش شغل الحكومه ، أنا رايح شركتي .

ابتسمت فاتن و قالت باعجاب : هو انت عندك شركه ؟

أومأ يحيى مسرورا ، فقد لاحظ نظرة الاعجاب في عينيها .

هتفت فاتن بغبطه : طب ما تاخدني معاك ، أتفرج على شركتك .

فرك يحيى جبينه و قال بحرج : خليها وقت تاني .

أومأت فاتن بخيبه ، ليقول يحيى : أحم ،..أنا هاطلع اوصلك ..

نظرت له بطرف عينها ، و التزمت الصمت مغتاظه من رفضه اصطحابها معه إلى شركته ، ألم يعدها قبل قليل أن ينفذ كل طلباتها ، و أن يفعل ما بوسعه لإسعادها ، ربما هو مثل كل الرجال ، و نظريات والدتها تنطبق عليه أيضا ، تمنت لو استمعت لنصائح والدتها ، و عذبته قليلا قبل أن تبدي موافقتها على الارتباط به …

هزت راسها نادمه ، و أكملت مسيرها إلى داخل البنايه بجواره ، مفكره : ” ماما معاها حق ، اول ما يحس انك معجبه بيه ، يتقل ….امال ليه رفض ياخدني الشركه ، انا فعلا عبيييييييطه “.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

في المصعد ، أحس يحيى بانزعاجها لرفضه اصطحابها معه إلى الشركه ، قال محاولا تطييب خاطرها : معلش أصل الشركه فشقه و مكان بعيد عن هنا ، و كمان مفيش بنات بيشتغلوا معانا ، فمش هيكون لطيف لو خدتك دلوقتي معايا .

أومأت له بصمت ، فأكمل : و بعدين هي مش شركه شركه ، احنا يدوب لسه بنبتدي …

قاطعته فاتن بحده : خلاص فهمت …

يحيى بضيق : يا ريت تتكلمي بأسلوب أحسن من كده !

فُتح باب المصعد ، خرجت فاتن مسرعه ، تبعها يحيى قائلا :استني أنا بكلمك …

لم تعبأ فاتن و أكملت سيرها ، اغتاظ يحيى منها بشده ، قبض على معصمها ليوقفها ، لتهتف : لو سمحت شيل ايدك !

أرخى يحيى قبضته ، ثم قال : لما أكون بكلمك ، تقفي تسمعي و متمشيش الا ما اخلص كلامي !

نظرت فاتن بتحد ، ثم قالت بسخريه : و ده من ايه إن شاء الله !

جز يحيى على أسنانه و قال بغضب : قلتلك اتكلمي باسلوب كويس .

عقدت فاتن ذراعيها أمام صدرها : و ماله أسلوبي بقى !

قال يحيى بجديه : انتي لو عايزه علاقتنا تنجح يبقى لازم يكون في بينا احترام اولا ، و أساس الاحترام ده انك مهما حصل متعليش صوتك و احنا بنتناقش ، و لا تسبيني و تمشي ، البنت مهما حصل مش مفروض تعلي صوتها على الراجل .

فغرت فاتن فاهها مصدومه ، ثم انفجرت ضاحكه : بجد انت تحفةةةةةةة…

قال يحيى بخيبه : الظاهر إني اتسرعت .. من فضلك تنسي اي حاجه قولتها الساعات اللي فاتت .

شاهد يحيى الصدمه تكسو ملامحها الرقيقه ، ثم انفجرت بالبكاء ، و من ثم هرولت مسرعه إلى الشقه و دلفت إلى الداخل بعد أن أسقطت المفتاح من يدها مرتين ، ووقف هو متفرجا على المشهد الذي لم يتعد الثوان ، و في الثوان التي تلت بقي متسمرا في مكانه ، لقد وقع في حب طفله ، فتصرفاتها ليست مستهتره ، بل طفوليه و عفويه ، و خير دليل على ذلك هو عدم قدرتها على السيطره على مشاعرها و انخراطها في البكاء قبل قليل .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أنهت ليلى مسح جميع الرسائل الوارده من كِنان على هاتفها ، و كذلك أزالت مكالماته من سجل الهاتف ، و تنفست الصعداء ، و لكن ليس لمده طويله ، فلقد رن هاتفها مضيئا برقم كنان .

أجابت بتردد :كنان …

كِنان: ليلى ، انتي كويسه ، بقالي نص ساعه بحاول اكلمك و تليفونك مغلق ..

ليلى : معلش مش هاقدر اكلمك دلوقتي ..

قاطعها كنان : يعني ايه مش هتكلميني ، أنا مت مالقلق عليكي ، وائل قال إن الزفت خطيبك عملك مشكله ..

ليلى : أصله شاف المسج بتاعتك ، و دلوقتي هيقول لبابا و يعملي مشكله ..

كِنان بغضب : اما

error: