رواية حب تحت الرمال

الفصل الخامس

¤ حب من طرف واحد ¤

————————–
صعد يحيى إلى المنصه لتسجيل اسمه ، و على الفور تقدم المضيف لتحيته ، قائلا للحضور : دلوقتي هيُلقي البشمهندس يحيى عبدالرحمن ، اللي رجعلنا بعد غياب طويل ، و أحب أعرف الناس الجداد هنا ، إن يحيى من مؤسسي الندوه ، بس الشغل خده مننا شويه ، و من غير كلام كتير ، ايدك ع الخمسه جنيه يا هندسه .

ضحك الحضور ، و قام يحيى بوضع الخمس جنيهات في الإناء الزجاجي ، ثم تقدم باتجاه المايك ، و قال : أول حاجه أنا بعتذر على غيابي الكتير ده ، الشغل خدني زي ما قال مصطفى ، و الحقيقه معنديش حاجه جديده أقولها ، و مش عايز أقلب في الدفاتر القديمه ، فعشان كده كلامي هيكون مرتجل ، أتحملوني .

و شرع في الالقاء خاصته ، قائلا : بقالي كتير مضحكتش
مفرحتش
مدايقتش
مزعلتش
حتى متعصبتش

قال أحد الحضور بصوت عال : مكلتش مشربتش منمتش

ضحك يحيى مع الحضور و قال : أنا حذرت و قولت ارتجال .

صاح الحضور : كمل كمل ..

قال يحيى : بقالي كتير
متحيرتش
مغضبتش
بقالي كتير و عندي نفس الاحساس
مضغوط مشغول ، مش قادر أحس بأي حاجه
الليل شبه النهار
التعب زي الراحه
بكره زي بعدو
مضغوط مشغول مش قادر أحس بأي حاجه
أو مش فاضي أحس بأي حاجه
و كله ده عشان ايه
عشان أحقق حلمي
عشان أحس إن طموحي ممكن يبقى واقع
و في وسط كل ده ، تهت مني و بقيت
بقيت
مضغوط مشغول مش قادر أحس بأي حاجه
لغاية
لغاية من كام يوم
رجعت من تاني
أضحك
أفرح
أتنرفز
أدايق
أتحير
رجعت أحس من تاني
صحيح إني لسه
لسه مضغوط و مشغول
بس الجديد إني بقيت حاسس بحاجات كتير
حاسس ان بقى عندي قلب جديد
قلب فرحان و مدايق و ملهوف و خايف ووو
ومليان احساسات كتيييييييييير
صحيح مضغوط و مشغول
بس دلوقت حاسس
حاسس بحاجات كتير

صفق الحضور و معهم فاتن ، التي نهضت من مقعدها سعيده بالقائه البسيط و المعبر.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

قالت شيرين لصديقتها سلوى بعد انتهاء الندوه : ايه مش هتروحي تسلمي عليه !

قالت سلوي بضيق : مش عارفه …

قالت شيرين مشجعه : يا بنتي متبقيش سلبيه كده ، اتحركي خدي خطوه .

قالت سلوى بعتاب : ما أنا خدت خطوه قبل كده و النتيجه كانت زفت فوق دماغي .

قالت شيرين بتعاطف : ده كان قبل ما تتغيري و تبقي البشمهندسه سلوى منصور اللي الفيس كله بيسأل و بيطالب يسمعها .

قالت سلوى : و عشان كده مش عايزه أرجع لحاجه أنا ما صدقت أنساها .

قالت شيرين : متكدبيش على نفسك ، انتي عمرك ما نسيتيه ، و الا ليه بترفضي شلال العرسان الي بيتقدمولك .

قالت سلوى : طب ليه هو ميجيش و يسلم ..

قاطعتها شيرين : انتي عبيطه ، مش شايفه البت اللي واقفه جنبه ، أكيد عامله عليه حصار أرض جو .

قالت سلوى بمراره : و هو مبسوط و عاجبه ، احنا مالنا .

قالت شيرين بعتاب : مالنا ، بقى شاب زي يحيى و بأخلاقه و تفوقه تاخده واحده زي دي ، ده حتى يبقى حرام و لا يجوز .

قالت سلوى : بلاش نحكم على الناس بالمظهر ، انتي ناسيه احنا كنا بنلبس و بنتصرف ازاي قبل ما ربنا يهدينا .

قالت شيرين : لا لا عمرنا ما كنا كده ..

ابتسمت سلوى بخبث و قالت : انتي هتضحكي على مين يا بت انتي ، ده احنا دافنينه سوا .

هتفت شيرين : اوبا ، سابته اهي ، يلا انطلقي ..

سلوى : و انتي مش هتيجي تسلمي عليه .

شيرين : هآجي ، بس ازبط المُزه الاول .

سلوى بانزعاج : تقصدي ايه …؟

شيرين : ملكيش دعوه ، يلا قبل ما ترجع ، و دفعتها باتجاه يحيى الواقف بجوار بعض زملائهم في الكليه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

شاهدها و هي تتقدم بخجل في اتجاه مجموعتهم ، ابتسم يحيى للتغيير الذي طرأ عليها ، و لكنه سرعان ما تذكر آخر لقاء بينهم لتنطفىء ابتسامته و يحل مكانها الحرج.

قال مصطفى الواقف بجواره : أهلا بنجمة الفيس و الندوات .

ضحكت سلوى و قالت : بلاش الاوفر ده .

قال مصطفى : طب عن اذنكو ، هاروح ااوفر ع الناس اللي هناك ، و كذلك فعل زميلهم أحمد ، و كأنهم اتفقوا على تركهم بمفردهم .

قال يحيى : ازيك يا بشمهندسه ، و ألف مبروك على النجاح اللي حققتوه في الندوه .

ابتسمت سلوى و قالت : الله يبارك فيك ، و كويس إنك لسه فاكرنا و ياريت مجيك ده يتكرر كتير.

ابتسم يحيى بدوره و قال : معلش مضغوط في شغلي ، و انتي بتشتغلي في شركة باباكي .

قالت سلوى : مؤقتا ، لحد ما الاقي شغلانه في تخصصي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

وقفت فاتن أمام المرآه تعدل من هيئتها ، لتقول الفتاه الواقفه بجوارها على مرآة الحمام الثانيه : احم احم .

التفتت فاتن باتجاهها ، فسألت : هو انتي تقربي ليحيى ….؟

قالت فاتن : لا احنا جيران ، ثم سألت : و انتي كنتي زميلته فالكليه !

أجابتها : أيوه و اسمي شيرين ، و انتي .

ردت : فاتن .

ضحكت شيرين و قالت : فاتن المشروع الجديد .

ابتسمت فاتن غير مستوعبه دعابتها و قالت : مشروع ايه !

ردت شيرين مبتسمه : مشروع يحيى الجديد للاصلاح و التهذيب .

ثم أضافت : هافهمك ، يحيى أصله غاوي النصح و الارشاد للبنات اللي يا عيني زيك ، انتي مسمعتيش سلوى منصور انهارده ، اهي كانت تقصده بالفارس اللي قابلته و قدر يغيرها ، بس للاسف بعد نجاح مشروعه بتيجي النهايه و يبتدي يدور على مشروع جديد و هكذا .

حملت حقيبتها ، ثم قالت : يعني نصيحتي متعلقيش نفسك بيه اوي يا حلوه ، لانك بالنسباله مجرد لعبه أو تحدي بيحب يكسبه بينه و بين نفسه و بالمره ياخد فيكي ثواب.

قالت كلماتها تلك و غادرت تاركه فاتن مصدومه و محتاره ، فأي صوره تلك التي يراها يحيى بها تجعله عازم على تغييرها ، هل هي لعبته الجديده كما قالت زميلته ، شعرت فاتن بالحرقه و طعم غير مستساغ في فمها ، و لكن الحق كل الحق عليها ، لم وافقت أصلا أن تأتي برفقته ، لم اختارت أن تثق به ، تنهدت ساخره من انزعاجها من غايته ، ألم تكن هذا الصباح عازمه على إخضاعه لنظريات والدتها ، حسنا الجزاء من جنس العمل كما يقولون ، كلاهما أراد التقرب من الآخر لأجل تحد داخلي ، لملمت أغراضها في حقيبتها عازمه على المغادره دون رفقته .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

كانت سلوى مندمجه مع يحيى و حديثه عن شركته الصغيره ، عندما أتت شيرين بجوارهم و قالت : ازيك يا يحيى ، و الله عاش من شافك .

رد يحيى : ازيك انتي ، و آسف إني مش بآجي كتير ، بس الشغل بقى .

قالت سلوى بحماس : أصل يحيى عمل شركه صغيره مع مالك و أنس .

قالت شيرين على الفور : طب ما ينوبك فيا ثواب و تشغلني معاكو .

قال يحيى معتذرا : أدعلينا الشركه تقف على حيلها و انتي هتكوني أول حد نعينه ، بس حاليا مفيش إمكانيات توظيف .

قالت سلوى بدورها : احم احم و أنا كمان عايزه احجز مكان ، أصل شغل بابا بتاع الاستيراد و التصدير مليش فيه و اخواتي قايمين بالواجب .

ابتسم يحيى و قال : دي حاجه تشرفني أكيد و دعواتكو بقى .

شاهدت سلوى انطفاء ابتسامته ، ثم قال باضطراب : طب عن اذنكو يا جماعه .

تابعته بنظرها ، لتراه يلحق بالفتاه التي أتى برفقتها و التي على ما يبدو في طريقها لمغادرة القاعه .

قالت شيرين بعد أن رأت الضيق باد على محيا صديقتها : و الله ما تيجي حاجه جنبك ، مش عارفه ايه اللي عاجبه فيها .

قالت سلوى : يمكن شخصيتها ، أخلاقها ، بس في النهايه احنا مالنا ، ربنا يوفقه .

قالت شيرين بامتعاض : آه يا قلبي ، و الله انتي عبيطه .

ثم قالت مبتسمه : بصي بصي ، شكلهم بيتخانقوا .

قالت سلوى بعتاب ناجم عن معرفتها لأساليب صديقتها : انتي قولتيلها ايه !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

رفعت شيرين كتيفيها و قالت ببراءه : و لا حاجه !

فصديقتها بالتأكيد لن توافقها على تصرفها قبل قليل ، و تابعت بابتسامه عريضه نتائج فعلتها ، محدثه نفسها : المثل بيقول اسعى يا عبد و أنا اسعى معاك ، أما أقعد حاطه ايدي على خدي و أسيب حب حياتي يهرب ادام عنيا ، ده العبط بعينه ، و يمكن لو يحيى ارتبط بسلوى ، قلب اللي بحبه يفضى و ياخد باله مني ، يا رب .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

تنهدت سلوى و تابعت مشاهدة فارسها ينخرط في جدال مزعج مع رفيقته للندوه ، و بدون أن تعي ترقرقت العبرات في مقلتيها ، متنميه أن تتخلص قريبا من حبها له ، ذلك الحب الذي يجعلها تغبط تلك الفتاه حتى في هذا الموقف و الذي يبدو فيه غاضبا منها و بشده ، فالغضب أهون بكثير من شعوره باللامبالاه تجاهها ، فلا أصعب من الحب من طرف واحد ، تمتمت : ياربي امتى هارتاح من قلبي ده.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

للمره الثالثه على التوالي يرن هاتفها و يضيء برقم كِنان ، و لكن بعد الذي حدث هذا الصباح ، اتخذت قرارا بالابتعاد عنه ، على الأقل حتى تُنهي خطبتها ، و لكن للقلب رأي آخر ، أدمعت عيناها و في اتصاله الرابع ، أجابت بصوت خفيض : كِنان أرجوك ، أنا تعبت ….

كِنان : أنا بس حبيت اطمن عليكي ، يعني عشان الموقف اللي حصل انهارده .

ليلى : أنا كويسه ..

كِنان :طب متنسيش طلبي ، بكره هآجي و آخد منك الأوراق المهمه .

ليلى : مش هاقدر ..

كِنان : أرجوكي تسمعي الكلام ، و أنا بس هآجي اخدهم و امشي ، مش هاتكلم معاكي ، أوعدك.

ليلى : حاضر .

كِنان بفرح : طب انتي في البيت .

ليلى :أيوه ، ليه …؟

كِنان : طب ايه رأيك نتكلم سكايب …

ليلى :معلش عندي مذاكره كتير ، مش هاقدر .

سمعت صوت أخيها لؤي مناديا : ليلى ..

قالت ليلى بذعر: ده لؤي بينده عليا مضطره أقفل ، باي.

دخل لؤي غرفتها قائلا بمرح : العشا اتحول لغدا.

قالت ليلى : هاا..

لؤي : صحصحي معايا ، يحيى اتصل بيقول مش هيقدر يجي معاكي انتي و تميم عالعشا ، فطلب مني اروح معاكو ، و بما اني معزوم على حفلة بالليل ، كلمت تميم و هنخرج دلوقتي و تتغدو سوا .

ليلى بضيق : ما كنت اعتذرت منه و خلاص .

لؤي : آه ، عشان الحاج أبوكي يقطمني ، و بعدين أنا متفق مع الواد وائل و كنا هنتغدى بره ، فمش هاكون عزول هاقعد على طربيزه مع صحابي و انتو طربيزه لوحدكو ، يلا عيشي بقى .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

دلفت ديما إلى غرفة ابنة خالتها ليلى ، حيث ستشاركها فيها طوال مدة إقامتها في مصر .

قالت ديما بعد أن لاحظت احمرار عيني ليلى : انتي كنتي بتعيطي يا ليلى !

قالت ليلى بصوت مخنوق : محدش حاسس بيا يا ديما ، محدش .

ديما باهتمام : ليه ايه اللي حصل ؟

ليلى : مش هتفهمي انتي لسه صغيره على وجع القلب ده .

ديما مبتسمه : يبقى لسه متعرفيش بنت خالتك ، ثم أضافت بمرح : أنا سابقه سني بمراحل .

ابتسمت ليلى و قالت : طيب بس أوعديني الكلام ده يفضل بينا .

ديما : أوعدك ، ها احكيلي .

ليلى : أنا بحب واحد تاني غير خطيبي ..

شهقت ديما ، لتقول ليلى : مش قلتلك لسه صغيره .

ديما : تاني صغيره ، و بعدين معاكي حق أنا الكام مره اللي شفت تميم فيهم مستريحتلوش خالص .

دخلت خديجه الغرفه لتقطع عليهن استرسالهن في الحديث قائله : برده ضاربه بوز ، حرام عليكي افرديها شويه.

ليلى بحزن : يا ماما مش قادره ، ده بني ادم لا يطاق ، كله كلامه دبش و تهديد و حاجات تطهق .

خديجه : يا حبيبتي كل الرجاله كده ، و هنا يجي دورك و شطارتك و ازاي تقدري تطبعيه بطبعك ، و ده مش بيجي بوش البومه اللي عاملاه ده ، بيجي بالكلمه الحلوه .

قالت ديما متسائله بحرج : يعني يا خالتو البنت اللي لازم تبتدي تبين اهتمامها .

خديجه : طبعا ، الراجل بيشقى و يتعب و يحب يرجع بيته يلاقي هدومه نضيفه ، أكلته جاهزه ، الدنيا رايقه ، كفايه الضغط اللي عليه بره ، كمان هيبقى مش مرتاح في بيته .

أومأت ديما برأسها ، و قد عنت لها أفكار كثيره ، ثم قالت : طب أنا هاخرج عشان تلبسي براحتك .

خديجه : خديني معاكي يا بنتي ، و انتي يا ليلى يا ضنايا ربنا يهديكي.

في الصاله وجدت لؤي جالسا يقلب في قنوات التلفاز ، جلست على المقعد المجاور له ، سأل لؤي و نظراته ما زالت مصوبه باتجاه التلفاز : ليلى جهزت …؟

أجابت ديما : لا لسه شويه .

ثم سألت : انتو هتروحوا فين ؟

قال لؤي محاولا استفزازها : رايحين نتغدى ، بس متقلقيش مش هننساكي هجبلك طبق كشري و أنا جاي.

ابتسمت ديما بحرج و قالت : لا متشكره ، أنا أصلا بعمل دايت .

ضحك لؤي و قال : هو انتي من دلوقتي شايله الهم .

سألت ديما : هم ايه ؟

نظر لها لؤي و قال مبتسما: شايله هم العريس ، و الحموات اللي بينقوا العروسه عالفرازه و طبعا مش لازم تكون تخينه و الكلام ده ، بس خليكي كده أحسن ، أساسا أنا مش متخيل إنك تتخطبي و تتجوزي و الحوار ده كله.

قالت ديما بحرقه : لا متقلقش ، أنا كل همي دلوقتي مذاكرتي و بس ، الحاجات دي مش بفكر فيها .

قال لؤي مداعبا : اوعى تكوني زعلتي مني أنا بهزر .

رفعت ديما كتفيها ، وقالت باقتضاب : لا مزعلتش و لا حاجه .

قال لؤي : طب بما إنك مهتمه اوي بمذاكرتك ، ايه رأيك إني هاخدك معايا الجامعه بكره و اهو تتعرفي على كليتي يمكن تعجبك و نبقى زمايل .

ابتسمت ديما و قالت بمرح : طب خالتو هتوافق إننا نروح لوحدنا .

سأل لؤي : و مش هتوافق ليه …؟

قالت ديما بتلعثم : يعني عشان ميصحش ، يعني ..

قال لؤي مندهشا : هو ايه اللي ميصحش !

قالت ديما مبتسمه بخجل : مش انت او يحيى لازم تخرجوا مع ليلى و خطيبها ، عشان ميصحش ، و انا و انت كمان ميصحش نخرج لوحدنا …

ضحك لؤي بشده ، و قال : هو في حد هايفكر إني ممكن ابص لواحده مفعوصه زيك ، ده انتي طلعتي تحفه.

قالت ليلى التي دلفت لتوها إلى الصاله : أنا جهزت اهو .

خرج لؤي برفقة ليلى لملاقاة خطيبها في المطعم ، تاركا ديما لأفكارها ، عادت مره أخرى إلى غرفة ليلى ، نظرت في المرآه ، متسائله لما نعتها لؤي بالمفعوصه ، ربما بسبب بيجامتها المليئه برسوم الكارتون ، و تذكرت ما فعلته البطله في أحد المسلسلات الاجنبيه لجذب البطل إليها ، و على الفور أغلقت باب الغرفه بالمفتاح ، ثم بحثت في الأكياس الموضوعه في طرف الغرفه و الخاصه بجهاز ليلى ، التي رفضت إطلاعها على محتواها متحججه بأنها تخص الفتيات اللواتي على وشك الزواج .

فتحتها كيسا تلو الآخر ، محتاره أي تلك القطع تختار ، فجميعها فاضحه للغايه ، و في النهايه انتقت بيبي دول أسود اللون ، نعم ، فالألوان الداكنه تظهرها أنحف ، أعادت الكيس إلى مكانه ، و من ثم خبأت البيبي دول في الرف المخصص لملابسها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

مرر مالك سهم الماوس على مربع إضافة صديق ، ثم أبعده ، ليعود و يمرره مره أخرى على نفس المربع الأزرق ، و لكن ما الجدوى من إضافتها ، حتى و إن كان قلبها خاليا ، ستظل مشكلة الفرق في المستوى المادي بينهما ، فوالدها ملتي مليونير ، و بالتأكيد لن يقبل بمصاهرة شاب في بداية حياته ، و خاصه إن كانت أسرته من الطبقه الوسطى ، أغمض عينيه قليلا ، ليعود و يفتحهما على صوت أنس : اهو ضفتهالك يا عم .

نظر مالك إلى شاشة الحاسوب ليصيح قائلا : ايه اللي انت هببته ده .!

جلس أنس على مكتبه و قال : بسرعلك المسائل ، و لو تحب اديك دروس كمان ازاي توقعها، بنت الباشا دي.

مالك بغضب : أنا غلطان أساسا إني حكتلك .

أنس مبتسما : أنا عارف إنك انت و يحيى سركو مع بعض ، الا الحاجه دي يا جدع .

ضحك و أضاف : هتقوله أنا بحب البنت اللي كانت راميه نفسها عليك و انت مش معبرها ، الصراحه شكلك هيبقى وحش جدا .

قال مالك بعصبيه : متتكلمش عنها كده ..

قاطعه أنس : ليه عشان دلوقتي اتحجبت و بقت تدي البنات مواعظ و حكم ، يا بني مش بعيد تكون بتعمل كده على أمل إن يحيى يديها ريق حلو .

مالك بحسره : ده مش صحيح ، احنا بقالنا فتره ملناش أي احتكاك بزمايلنا فالكليه .

لؤي بخبث : طب أنا عندي فكره تقربك منها .

مالك بتردد : أنا خلاص شلتها من دماغي .

أنس : بامارة ايه ، ده انت بتخش البيج بتاعها مية مره فالدقيقه ، اسمع ..ايه رايك تطلب منها تيجي تشتغل معانا ، يعني مش شغل شغل ، مثلا تقولها ممكن تيجي تساعدنا ساعه كل يوم ، تطوع يعني ، بما اننا مش قادرين نوظف حد ، و هي كده كده مش هتفرق معاها الفلوس .

قال مالك بعد تفكير : احنا فعلا محتاجين حد يساعدنا ، خاصه انه يحيى عنده شغل الحكومه و مش بيكون موجود على طول .

أنس : يعني هنضرب عصفورين بحجر واحد .

مالك : بس يا ريت انت اللي تعرض عليها الموضوع .

أنس : و لا يهمك ، دلوقتي هاكلمها .

أومأ مالك معيدا نظره إلى شاشة الحاسوب ، و في قلبه أمل كبير بنجاح فكرة أنس ، و متمنيا ان يصبح حبه لها متبادلا وليس من طرف واحد فقط …

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

لم يفهم يحيى سبب تكدرها ، فقبل قليل كانت تشع فرحا ، قال بغضب : ممكن أفهم واخده فوشك و رايحه فين؟

فاتن بلامبالاه : أبدا زهقت و عايزه أروح .

يحيى : طب مش كنتي تقوليلي ، عشان أوصلك .

ضحكت فاتن و قالت بتهكم : توصلني بايه ، عربيتك الB M!

يحيى بضيق : انتي ايه اللي حصلك …؟

قاطعته قائله : مصدعه و عايزه أروح ، عن اذنك !

يحيى بعصبيه : أنا مبحبش الأسلوب ده ، لو في حاجه دايقتك يا ريت تكوني صريحه و تقولي ، أما شغل العيال ده مش بفهمه و لا بطيقه.

تأففت فاتن و قالت : و المصحف مصدعه ، عايزني أقولك ايه ، اخترع حاجه عشان تصدق .

قال يحيى : أولا بلاش تحلفي بغير الله ، ثانيا صحيح أنا معنديش بي أم ، بس الأصول بتقول زي ما جيتي معايا ، ملزوم أروحك .

ضحكت فاتن برقه ، و قد تبدل مزاجها بعد أن رأت الاهتمام الصادق في عينيه ، ثم قالت : طب يا أستاذ ملزوم ، اتفضل روحني .

أومأ يحيى ، و خرجا من القاعه لتقول فاتن مذكره إياه بكلماته: مش صاحبتك و لا حاجه !

نظر يحيى لها مستفهما ، لتقول: سلوى منصور ، اللي كانت واقفه معاك قبل شويه.

ابتسم يحيى و قال : انتي شاغله نفسك بيها ليه !

قالت فاتن : أبدا ، بس مش عارفه كده جالي إحساس إنها كانت تقصدك بكلامها .

قال يحيى مبتسما بخبث : يعني انتي شايفاني فارس من زمن الفرسان زي ما قالت .

قالت فاتن مداعبه : تؤ تؤ أنا أقصد مجهول .

ضحك يحيى و قال : بقى كده ، طب مجهول ده حسب كلامها اتجوز ، ثم رفع كفيه و قال : و انا زي ما انتي شايفه سنجل .

ضربت فاتن جبينها بأناملها و قالت بطريقه مسرحيه : فاتتني ازاي ، ده أنا ذكيه جدا .

ضحك يحيى و قال بعد أن توقفت إحدي سيارات الأجره لتقلهم : معلش مش BM بس هتقضي الغرض .

سألت فاتن بعد أن ركبا السياره : هو انت زعلت …؟

يحيى : لا ابدا ، هازعل ليه ، انتي من حقك ترتبطي بواحد عنده بي ام ، و يعملك كل اللي نفسك فيه ، و أنا إن شاء الله هاشتغل بايدي و سناني عشان أحققلك كل اللي بتتمنيه …

قاطعته فاتن مصدومه : مش فاهمه ، هو انت عايزنا نرتبط !

يتبع

error: