رواية حب تحت الرمال
¤ و انفجر البركان ¤
————————–
صعدت فاتن الى الغرفه برفقة يامن استعدادا للنوم ، و في الداخل وجدت يحيى مستلقيا على السرير في غرفتهما ، على الفور اسرع يامن ليجلس بجانبه ، قائلا : خالو ، انا بقيت بطل و هاعمل زي ما وعدتك الصبح …
نهض يحيى ليجلس على السرير ، قائلا : برافو عليك ، انا مبسوط منك جدا
اقتربت فاتن منهم ، لتسأل : ممكن اعرف ايه الوعد ده و لا سر ؟؟؟
يامن : انا هنام فالاوضه لوحدي ، عشان انا بطل و مش هخاف خلاص …
نظرت فاتن ليحيى بحنق ، ثم قالت ليامن : طب اسبقني عالاوضه يا بطل…
توجه يامن نحو غرفته ، لتقول فاتن بضيق : انت ليه عملت كده ، انا مش عايزه اضغط عليه …
يحيى : يا فاتن ، انا كلمت الدكتوره ، و قالت ضروري بقى ناخد خطوه اكبر ونخليه يعتمد على نفسه شويه
نادى يامن من الغرفه : عمتو ، يلا…
همت فاتن بالتحرك ، ليقول يحيى : استني …
نهض ليقترب منها مقبلا جبينها ، ثم قال : انا حابب نبدا من جديد ، و نبدا صح الليلادي زي اي زوجين بيحبوا بعض ، فاهماني يا فاتن …
تنهدت فاتن ، ثم اومأت براسها ، ليقول يحيى : صدقيني مش هتندمي لو وثقتي بيا تاني ، انا عمري عمري ما هاخذلك ..انا بحبك اوي..
عاد يامن للنداء : عمتو
لتتوجه فاتن لمساعدته بتغيير ملابسه و الخلود للنوم ، و بعد دقائق خرجت من غرفته ، لتتوجه الى الحمام ، شاعره بالاختناق مره اخرى …
حاولت ان تتغلب على مشاعرها السلبيه تجاه يحيى ، حاولت حقا ان تبدا من جديد ، لذا اخذت حماما سريعا ، ثم توجهت الى غرفة الملابس لانتقاء شيء مناسب لهذه الليله …
تشجعت و ارتدت القميص الذي ما زال يتوسط الطاوله في غرفة الملابس ، ثم ارتدت الروب الخاص به و احكمت اغلاقه …
خرجت مرتابه ، لتواجه بيحيى الواقف منتظرا ، و فور رؤيتها ارتسمت على وجهه ابتسامه مطمئنه …
اقترب منها ممسكا بيدها : انا متشكر اوي انك قررت تثقي بيا تاني
ابتسمت فاتن ببرود ، ليقوم يحيى بضمها الى صدره قائلا بحب : طول ما انا جنبك مش عايزك تخافي من حاجه او تقلقي تاني ، انا هكون سندك و باباكي واخوكي و جوزك وكل حاجه ليكي
ارخت فاتن راسها على صدره ، مستمعه لدقات قلبه المتسارعه بحب و شغف ، و التي تماثل سرعة دقات قلبها و لكن السبب مختلف ، فقلبها يدق خوفا و قلقا من الثقه به من جديد
ابعدها عنه برفق ، ليتطلع اليها بنظرات ملؤها الحب و الرغبه …
قال بهمس : بحبك ..ثم اخفض راسه ليطبع قبلات صغيره على جبينها ، ثم عينيها المغمضتين ، لتفتحهما حين احست باقتراب انفاسه من شفتيها ، لترتجف بشده حين لامسهما بشفتيه ، ليطبع عليهما قُبلته الاولى
تجمدت في مكانها ، ليس خجلا … بل خوفا ، خوفا استحوذ على كل حواسها ، مفقدا اياها فرحتها به ، بمَن حلمت ان يكون زوجا لها طوال السنوات الماضيه ، لقد رسمت دوما في خيالها بأنه سيأتي يوما ما و تتجلى له الحقيقه ، ليعود اليها نادما ، و راجيا المغفره و تصورت بأنها فعلا ستقدر على العفو و البدء من جديد..
حاولت أن تنحي الخوف جانبا ، تشبثت بكتفيه علها توقف ارتجاف يديها ، ليقوم بتعميق قبلته ، حينها ازاحت فاتن وجهها متهربه منه و مريحه اياه على صدره ثانيه ، لتحاول السيطره على دموعها التي ابت الا ان تتدفق معلنه عن مشاعرها الحقيقه
ربت على راسها قليلا ، ثم قال متنهدا : بتعيطي ليه ، انا مش هاغصبك على حاجه …
تمتمت فاتن بحسره : هو انا لسه هاتغصب ، ما خلاص
ابعدها عنه قائلا بحده : تقصدي ايه ؟
ازعجتها نبرته ، لذا اجابت بصراحه : اقصد احنا ، ده ، جوازنا ..
يحيى بعنف : انا مضربتيكيش على ايدك عشان توافقي ، انتي وافقتي بكامل ارادتك و متقوليش عشان يامن ، كفايه تكدبي على نفسك …انتي لسه بتحبيني و كفايه مكابره
ضحكت فاتن بسخريه : مكابره ، طب يا سيدي اهو انا بعترفلك اني لسه بحبك ، انا باااااااحبك ، لا مش بس بحبك ، انا بموت فالتراب اللي بتمشي عليه ، من خمس سنين فاتوا و لغاية دلوقتي ، بس الحب مش كفايه ، مش كفايه….. و عمره ما هيكون كفايه …
يحيى بمراره : امال ايه .. قوليلي يا فاتن ، قوليلي و انا مستعد اعملهولك ، فهميني ايه اللي يرضيكي ، قوليلي …فهميني يا فاتن ارجوكي
هزت فاتن راسها محاوله حثه على التوقف ، ليقول بحنق : قولتلك اسف ، غلطت ، ندمان ، كنت صغير ، مش فاهم ، مش واثق فنفسي اصلا قبل ما اكون مش واثق فيكي ، هتمسهالكي ذله طول عمري ، ليه مش مستعده تسامحي و تنسي ، انسي يا فاتن و اوعدك اني هاكون جدير بيكي و بحبك ، ارجوكي اديني فرصه اثبتلك
صمتت فاتن ، لم تدر كيف تجيبه ، فقلبها يأبى أن يعطيه فرصه أخرى ، على عكس عقلها الذي حثها مرات عده على التصرف بمنطق ، فكلنا معرضون ان نخطىء و نُسيء التقدير و التصرف ، و ها هو نادم على ما اقترفه بحقها فماذا تريد بعد !
استفزه صمتها ، ليقول : متفضليش ساكته كده ، انا زهقت من دور الضحيه اللي انتي مُتقمصاه ده ، انطقي اصرخي اعملي اي حاجه….بس ارجوكي تقوليلي ازاي اكفر عن ذنبي ، اعمل ايه ، عايزاني اعمل ايه عشان ترضي …
راقبته بصمت ، نعم ، هذا ما تريده ، ان تصرخ ، ان تعترض ، ان تنفث عن غضبها منه ، لقد سامحته حين اتي معتذرا ، فلا الوقت و لا الظروف سمحتا لها بالعتاب ، لذا اختصرت الوقت و قررت أن تسامح في حينها ، و لكنها لم تعِ أن غفرانها السريع سيعود ليرتد طاعنا قلبها بسكينه مُدميه ..
ليصرخ قلبها الان ساخطا ..
أين حقي ، أين ثمن وجعي طوال تلك السنوات
ببساطه تناسيتِ ألمي ، استمعتِ لصوت العقل والواجب ، واخمدتِ نزيفا تملكني طوال خمس سنوات خلت
نعم …. لم تستطع حينها أن تَرُد اماً مكلومه في ابنتها .. فسامحت ..
لم تستغ أن ترفض دموع اخ موجوع على اخته و مكبلا بالذنب تجاه صديقه الذي ودع الحياه دون أن يعترف بخطئه في حقه .. فسامحت
لم تقو على رؤيه الألم و الذنب الكامن في عيني محبوبها بعد وفاة أخته ، لم ترد أن تكون سببا اضافيا في وجعه ، فسامحت …
نعم سامحت و غفرت … والان انفجرت….انفجر البركان الكامن في صدرها طوال تلك السنوات ….
فاتن بغضب : مفيش حاجه تقدر تعملها هترضيني ، مفيش حاجه هتخليني احس معاك بالامان ، مفيش حاجه هتقنعني انك الراجل اللي هنام جنبه وانا مطمنه .. مطمنه انه سندي و ضهري و اماني ، اللي لو كل الناس جت ضدي هيقف معايا ، هيدافع عني …. مش عند اول كلمه تتقال يقوم مدور وشه و فايتني
تنهدت بعد ان ازاحت قليلا من الغضب الذي يُثقل صدرها ، ثم تابعت دون أن تعي ما تقول ، او هل يستحق الماثل امامها ان تنفث عن كل غضبها في وجهه ، تابعت لانها ارادت ان تتخلص و للابد من هذا الالم ، علّها تستطيع البدء من جديد
تابعت : ايوه مش انت الراجل اللي هاستأمنه على نفسي…
ثم وجهت ضربتها القاضيه : انت كلمه توديك و كلمه تجيبك … انت فنظري مش راجل اصلا…
رأت الصدمه تعلو ملامحه ، ثم تبعها الالم ، ليأتي الغضب مزيحا كل تلك المشاعر جانبا
شاهدته يرفع قبضته ليوجه بدوره ضربته الموجعه ، ليصفعها بكل ما اوتي من قوه ، و لكن مهلا ، لِمَ لا تشعر بأي ألم…؟
شهقت مفزوعه ، فلقد تراجع محبوبها عن هدفه في اللحظة الاخيره ، ليهوي بقبضته الى زجاج المراه القريبه منها ، محولا اياها الى عشرات القطع الصغيره المطعمه باللون الاحمر القاني …لون دمه و الذي يتساقط بغزاره من قبضته…
لتشهق مره اخرى بهلع : ايدك ، انت مجنون مجنون…
تلفتت يمينا و يسارا لتبحث عن شيء تضمد به جرحه النازف ، متمتمه بهذيان : انا اسفه…اسفه… انا مش عارفه قلت كده ازاي ….
التقطت طرحتها ، ثم استدارت لتساعده ، و لكن أين هو ؟؟؟
لقد غادر الغرفه ، ولم يغلق الباب بعنف … كما تصورت انه لربما قد يفعل …
هرعت مسرعه من الغرفه ، تنظر أين اتجه ، ولكن لم تلمح له ظلا …
همت بلبس اسدالها و الخروج للبحث عنه حين سمعت صراخ يامن …لتهرع مسرعه اليه …و تقضي ليلتها محاوله تهدئته فعلي ما يبدو قد عاودته الكوابيس و مما زاد الطين بله استيقاظه على صوت شجارهما …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
جلست انجي في شرفة شقتها ناظره الى الحياه الدائره امام عينيها ، لتعود بشريط حياتها الى سنوات خلت ..
حين قررت و بملء ارادتها أن تحتفظ بجنينها ، ان تحتفظ بفاتن ، ربما انذاك ادركت انها لربما يوما احتاجت مَن تتعكز عليه ، مَن يؤنسها في وحدتها ، مَن يسأل عنها من وقت لاخر ، مَن يُعلمها بأنها لن تتدثر في فراش الموت وحيده ، بل سيكون هناك شخصا يمسك بيدها ، يساعدها في احلك اللحظات شده …
و لكن ما لم تعرفه ، بأن قطار الحياه سيمضي مسرعا ، و بأن تلك اللحظه ستأتي على عُجاله ، فالليله تجلس مترقبه ماذا سيحل بها غدا ، هل ستُنسى بسهوله ، هل ستضيع كل تلك النجوميه و الشهره هباء ، هل ستبقى فاتن هي متابعتها الوحيده ، تتابع ما سيفعله الزمن بها ، لا.. لم تأتي تلك اللحظه بعد ، لا زالت في اوج عطائها ، و على فاتن مساعدتها ، نعم ، عليها أن تجني شيئا من وراء تربيتها ، من وراء قرارها باعطائها حق الحياه.. عليها أن تفهم أن هناك ثمنا لتلك الحياه ، كما حدث مع …
ابنتها من الثري الخليجي ….نوف ، و التي اصر والدها على انجي ان تحتفظ بالجنين و عدم اجهاضه ، فلقد راى في ذلك حرمانيه كبيره ، كما أن موافقتها على ولادتها زادت من حسابها البنكي بضعا من الالوفات..
اما كِنان ، ابن ذلك الرجل صاحب القلم و المبدأ ، لقد ادركت بحملها متأخره و بعد أن طلقها زوجها ، لم تدرِ كيف تتصرف هل تخاطر بحياتها و تجهضه ولكن لم تحتر كثيرا فحين أعلمت والده بالخبر تهلل فرحا ووعدها بانه سيتولى مسئوليته و ليس عليها ان تقلق ، ذلك العجوز المهترىء ، أراد طفلا ليعطيه سببا للعيش ، ليشعره بانه ما زال شابا …
تنهدت : يلا الله يرحمه هو وابنه …
تابعت النظر فيما يدورحولها في المدينه ، فكلٌ اختط له طريقا ، و الطريق الذي سلكته هو طريق المجد والنجوميه ، و لن ترضى باقل من الصفوف الاولى ، و لن يكلف ذلك فاتن سوى ليله واحده مشابهه لعشرات الليالي التي قضتها هي شخصيا في كنف ذلك البغيض خميس ، و مع غيره…!
تمتمت : ليله واحده ، ولا من شاف و لا من دري ، ده حقي ، حقي اللي مش هتنازل عنه و لازم تدفعيه
رن هاتفها بالمكالمه المنتظره ، اجابت بلهفه : ها يا موكا ، عندك الstuff اللي طلبته
موكا : عندي و على انواع كمان
انجي : ازاي ..
موكا : فيه اللي طلبتيه يتحط فاي مشروب ، و في حُقنه
انجي : حلو اوي ، اوي ، انا عايزه مالاتنين ، متتاخرش
موكا : متقلقيش ، قبل ما اروح البيت هامر عليكي وادهوملك
انجي : و انا في الانتظار…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قال عمرو بابتسامه : بص يا البي ، لو سمعت الكلام مش هامس شعره واحده من مراتك و بنتك
نظر انس باتجاه صاحب الصوت ، ليهتف غير مصدق : عمرو ، ايه اللي حصل ؟؟؟
نظر عمرو باتجاه مساعديه : بينله مفقشِ مالخبطه..
انس و الذي رُبط الى كرسي و غير قادر على تحرير نفسه : ايه اللي بيحصل هنا ، ايه الهزار البايخ ده؟
عمرو : هزااار ، يا راجل ، بقى انا مكلف نفسي ومأجر الاربع شحوطه دول و تقولي هزار
نظر انس بريبه تجاه الاربع رجال الواقفين خلف عمرو ، و تبدو على ملامحهم علامات الاجرام و البلطجه ..
ليقول برعب : فكني و بعدين فين مراتي وبنتي..؟
عمرو: اها فوقنا اهو ، اسمع يا جميل ، مراتك وبنتك في الحفظ والصون ، و في شحطين زي دول مستنيين بس اشاره مني ، و يعملوا ما بدالهم معاهم ، و النوعيه دي لا بيفرق عندها ست او طفله و لا حتى بقره ..
ضحك عمرو: كله عندهم مزاااج و كيف ، فلو مش عايز حد يتعرضلهم ، تخليك حلو و تسمع الكلام ،ها..
انس برعب : انت بتعمل كده ليه ، كنت اذيتك فايه و لا مراتي و بنتي عملولك ايه ..!
عمرو بغضب : شهد ، اختي يا حقير…
امتقع وجه انس ، ليقول عمرو : عرفت ليه …
انس : انا انا …مكنش قصدي حاجه وحشه ، بس الانسان ضعيف …
قاطعه عمرو : ضعيف و فهمنا ، لكن كمان ندل و حقير ، بعد ما وسخت اختي بقذراتك كمان بتهددها تفضحها و تنشر صورها…
انس مدافعا : بس هي لسه زي ما هي بنت ..و الله ما جيت جنبها ، بس صور و ..
صفعه عمرو : اخرس يا كلب ، اخرس …
ثم استدار قائلا : هاتوله مراته هنا ، عايزها تتفرج ..
انس : بلاش ، اعمل فيا ما بدالك ، بس مراتي لا ، خلود ملهاش ذنب ، ارجوك
عمرو : انا مش حقير زيك ، و هاخد حقي فواحده ملهاش ذنب ، بس ان حكم الامر هاخده منها ، لو مطلعتش راجل و فديتها بنفسك ، هاضطر للاسف اوسخ ايدي لاول مره فحياتي ، و اخد حقي من واحده ست …
انس متوسلا : انا افديها بروحي ، قول اعمل ايه و انا مستعد ، بس ابعد الكلاب دول عنها و عن بنتي…
عمرو مفكرا : جميل …يلا قلعوه هدومه…
تقدم الاربعه منه ، فاكين قيده ، و تدافعوا على تمزيق ملابسه ، ليتوقع انس ان يتلقى ضربا مبرحا ..
قال عمرو : اتمدد عالكنبه اللي هناك..
نظر انس بريبه الى الرجال الواقفين على اهبة الاستعداد للفتك به ، ثم توجه الى الكنبه وعليها تمدد
اغلق عينيه ، مستعدا لتلقي الضربات ، و لكنه فوجيء بعمرو امرا : يلا يا زيكو عاوزك تعمله مساج هادي…
فتح انس عينيه و هب واقفا ، ليعيده المدعو زيكو الى الكنبه مره اخرى ، جاثما فوقه …
ليضحك عمرو ساخرا : على فين يا حلوه ، ده التقيل لسه جاي ..
انس : يا حقير ..
عمرو : بقى انا اللي حقير ، خلاص حقك عليا ، روح يا زيكو هات مراته و اتكيف بيها …
انس صارخا : لا اااااا..
عمرو : يبقى تسمع الكلام …
اوما انس : بس اتاكد الاول أنهم بخير ..
عمرو: و هو كذلك ، خود كلمهم ..اهما فالاوضه اللي جنبينا على فكره …
فتح عمرو مكبر الصوت على الهاتف ، لتخبره خلود بانها محبوسه مع ديجا في غرفة مغلقه و لكن لم يتعرض لهما احد …
بعد انهاء المكالمه ، قال عمرو : يلا شغلوا الكاميرا ..
انس : انت هتعمل ايه ، حرام عليك
عمرو : يووووه ، انت هتسمع الكلام و نخلص فليلتنا المهببه دي ، و لا نخلّص الليله مع مراتك و المحروسه بنتك
قال انس باستسلام : هاسمع الكلام بس سيبوهم ابوس ايدك..
ضحك عمرو : مش ايدي اللي هتبوسها ، انت هتبوس حاجه تانيه خااالص..
عاد المدعو زيكو ليجثم فوق جسده بعد ان تجرد من ملابسه هو الاخر ، ليصرخ انس متقززا و معترضا ..
اقترب عمرو منه ، ثم انحنى قليلا ليقول له امرا : الوش ده مينفعش عالكاميرا ، انا عايز وش الاكستاسي ، عايز وش الانبساط فاهمني يا هندسه ..
انس و الدموع تملا عينيه : حرام عليك
عمرو بهدوء : لا مش حرام عليا و لا انا بظلمك ، انا هاعمل فيك اللي كنت ناوي تعمله مع اختي ، لا اكتر و لا اقل ، العين بالعين يعني ، و لو فكرت تروح تشتكي او اي حاجه مالنوع ده ،اهو شايف اللي حواليك دول شويه فلوس و يشيلوا الليله ، انت لعبت مع الكبار و افتكرت نفسك هتنفد منها ، وتطلع بقرشين ، و مين عالم مع كام واحده عملت عملتك دي ، عموما لو استمر وش القرف ده مراتك و بنتك موجودين و يقضوا الغرض..ولو بعد الليله دي فكرت مجرد تفكير تاذي اختي ، بسهوله هاوصل لحبايبك و المره الجايه لو بكيت دم مش هيشفعلهم عندي ، فاهمني يا هندسه
اوما انس شاعرا بالقهر الشديد
ليقول عمرو : شايف احساس الظلم و القهر صعب ازاي ، عموما انا قلت العين بالعين و مش هاعمل اكتر من اللي انت كنت ناوي تعمله فاختي ، هافضحك بكام صوره و كام بوز ، و فيديو متاخد بزاويه معينه يصور ان الموضوع تم و كانه حقيقي ، انا هامشي على كلام ربنا و مش هاظلمك ، مع ان فايدي اخليك ..و لا بلاش …لان الحق كله مش عليك ، الحق كمان علي صدقت و رخصت نفسها ….
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بعد ان ادت صلاة الفجر ، نزلت الى الطابق السفلي ، لتبحث عن مكنسه لتُلملم بقايا المراه التي حطمها يحيى بقبضته…
و في المطبخ فوجئت بمن لم تتوقع مكوثه هنا اصلا ، وجدته يجلس على الطاوله يحتسى فنجانا من الشاي ، وقفت على الباب متردده اتدخل و تقطع عليه خلوته ، فعلى ما يبدو لم يلحظ وجودها بعد ، اتخذتها فرصه لتدرس مزاجه ، كان يبدو عليه الارهاق و كانه لم يذق للنوم طعما كحالها ، و لكن ما خفف عنها هو الشاش الموجود على كفه ، لقد اوقف النزيف و الحمد لله ، فلقد قضت ليلتها ما بين هدهدة يامن و ما بين تخيلها لتلك الصور المزعجه عنه بانه صار هائما في الشوارع نازفا متالما او كتلك الافلام حينما يلجا البطل لاقرب ملهى ليلى ليثمل مداويا الامه ، و لكن ها هو هنا يقبع في المطبخ مرتديا ملابسه من الليله الماضيه ، اذن لم يخرج …..
رفع راسه لتتلاقي عينيه الغاضبه بنظراتها النادمه ، تقدمت منه : اسفه … انا معرفش كنت بقول ايه اصلا..
قاطعها : انا طالع الاوضه ، هاغير هدومي و رايح الشركه ، ياريت تفضلي هنا لغاية اما اخلص…
قال ذلك واضعا فنجانه على الطاوله ببطء لا يضاهي العاصفه الكامنه في عينيه…
نهض مارا بجوارها ، لتتشبث بذراعه قائله : يحيى ، ارجوك تسمعني …
ابعد يدها بهدوء مستفز و سار مكملا طريقه للاعلى ..
وقفت محتاره ، هل تطيعه و تبقى هنا ريثما يتنهي من تغيير ملابسه او تصعد و تحاول البدء في اصلاح ما افسدته الليله الماضيه …
التقطت المكنسه و الى غرفتهما اتجهت …. في الداخل سمعت صوت المياه تتدفق في الحمام ، جيد ، ستنظف المكان ريثما ينتهي من حمامه …
بعد دقائق انهت التنظيف ، كما على ما يبدو انه انهى حمامه ، فلم تعد تسمع صوت تدفق المياه من الحمام ، جلست على السرير تنتظر خروجه ، لتشاهده خارجا من الحمام من خلال بقايا المراه المحطمه ، اخفضت بصرها محرجه ، فلقد خرج مرتديا منشفه صغيره على خصره فقط…
بعد ثوان وقف امامها قائلا : انا مش قولتلك تستني تحت ..
فاتن بتلعثم : كان لازم انضف ، احسن يصحى يامن و يتعور …
يحيى امرا : لما اكلمك تبصيلي …
فركت فاتن يديها بباطن الفراش ، ليقول : بصيلي …
فاتن بحرج : انت مش هتلبس هدومك ..
ضحك يحيى ساخرا : ايه مكسوفه مني ..
رفع وجهها بانامله ناظرا لها و الغضب المكبوت يستوطن في عينيه، ليقول بسخريه : مكسوفه ليه ، ها ، تكونيش غيرتي رايك و شايفه راجل ادامك…
فاتن بصدق : انا اسفه …
افلت وجهها و استدار ليدلف الى غرفة الملابس ، صائحا ليوصل صوته الى مسامعها : انا كنت غلطان ،غلطان فكل حاجه ، مكنش لازم اتعب نفسي و ازيح الرمله ، حبنا مش مكتوبله يشوف النور ، مع اول هبة ريح هتيجي الرمله تاني و يدفن من تاني ، حبنا هيفضل طول عمره حب تحت الرمال ، لانه لو تنفس شويه هايبقى عشان يجرحك او يجرحني ، يبقى خليه مدفون ، بس المرادي هنكون اتعلمنا و محدش فينا يستجري يزيح الرمله…
صمتت فاتن و الدموع تنهمر من عينيها بغزاره ، ليس اعتراضا على ما قاله قبل قليل ، و لكن لان قلبها و عقلها اتفقا للمره الاولى ، و لان عقلها و اخيرا اقر بالحقيقه ، اقر بانه يقبع تحت امرة جسد يتحرك بعواطفه ، فالآمر و الناهي في قرارتها هو القلب ، و قلبها انفجر معلنا الليله الماضيه بانها قط لن تشعر بجوار مَن يحتل جدرانه بالامان ، و تمنت لو انها اعلنت ذلك بطريقه لا تجرح محبوبها بها ، و لكن .. نعم لما قاله قبل قليل ، حبهما لن يكتب له النجاح ، لن ينجو يوما و يصحو من تحت الرمال …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
حينما استيقظ يامن ، نزلا سويا لتناول الافطار مع جدته و التي ارسلت بام عيشه لتطلب منهما الحضور..
على السفره سألت خديجه بقلق : و الله يا بنتي انا مش حابه ادّخل ما بينكو ، بس اصل يحيى يعني خرج و كأنه رايح الشركه …
أومأت فاتن : ايوه ، فعلا قالي وراه حاجات مهمه مش هيقدر يأجلها ..
تنهدت خديجه : طيب يا بنتي …
همت خديجه باضافه شيء ما ، حينما رن هاتف فاتن ، لتستأذن منها تاركه اياها برفقة يامن…
في الشرفه ، اجابت على والدتها : ايوه يا ماما …في ايه عالصبح كده خلاكي تكلميني
انجي بتافف : بفكرك ، مش وعدتيني تجيبي فلوس انهارده
فاتن : معلش ، نفسيتي تعبانه ومش هاقدر ، انا هاديكي العنوان هنا ، فوتي و اديهوملك
انجي بحنق : بقى عايزني اجي مذلوله بيتهم عشان يشمتوا فيا ، انتي معندكيش احساس
فاتن بحده : بقى انا اللي معنديش احساس بردو..!
انجي بتلعثم : مش قصدي ، بس انا محتاجه الفلوس جدا ، ومش هاقدر اخرج بوشي الملزق ده ، ارجوكي تيجي و تجيبيهم ، مش هيكلفك نص ساعه من وقتك
فاتن بهدوء لا يعكس الالم الموجود بداخلها : حاضر ، هاجبلك الفلوس
اغلقت الخط غاضبه ، نعم غاضبه من املها في ان تتغير والدتها ، و تحدث المعجزه ، حسنا عليها الان أن تنفث عن غضبها من انجي مره واحده و الى الابد ، حتى يهدأ بركان الغضب الذي انفجر الليله الماضيه
ستذهب لوالدتها ، لكي تُخمد صوت الطفله بداخلها ، و الذي ما فتأ طوال السنوات الماضيه يبحث عن قلب والدته ، يبحث عن كلمه تعاطف ، لمسه حب ، نظره قلق ، و لكن للاسف لن يأتي أياً منها ،لا في الماضي و لا في المستقبل
عادت الى السفره ، قائله بحرج : انا مضطره اخرج ، عندي مشوار مهم ..
يامن بخيبه : يعني تسيبني انتي كمان انهارده
جلست بجواره ، واضعه يده الصغيره بين كفيها : لو مش عايزني اروح هافضل معاك ، بس انت قولتلي امبارح انك هتبقى بطل و مش هتخاف تاني ، وانا مش هاطول كلها ساعه بالكتير وهارجع ، ها ..ايه رايك؟
يامن بعد تفكير: طب انا هاعمل ايه و انتو مش هنا ؟
خديجه بغبطه : هتقعد معايا يا قلب تيته ، و هنلعب سوا و احكيلك حواديت ياما
يامن بابتسامه : انا بحب الحواديت ، خلاص يا عمتو ، انتي اخرجي بس تعالي بسرعه
اومأت فاتن مبتسمه ، ثم شكرت خديجه و صعدت لتتغيير ملابسها ، لتخرج الى شقة والدتها ، عاقده العزم على ان تنفث غضبها منها علها تهدأ النار المعتمله في صدرها و تلفظها من حياتها و الى الابد…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
فتحت انجي باب الشقه بعد أن اخذت احتياطها فقد بدت فاتن غاضبه منها على الهاتف و لربما لن تجلس و تحتسي برفقتها الشاي كما خططت ، لذا حاولت رسم ابتسامه على شفتيها : فاتن حبيبتي انا اسفه اتعصبت عليكي على التليفون
دلفت فاتن الى الشقه ، لتقول : اسمعي آدي الفلوس
عبتث في حقيبتها مخرجه النقود ، لتتابع : و دي اخر مره تلجأيلي فيها ..
قاطعتها انجي : طب الاول خشي جوه ، مينفعش كلام كده عالباب ..
فاتن بحسره : احنا مفيش بينا كلام ، كل اللي بيربطني بيكي هو صلة الرحم ، لان ربنا وصانا بامهاتنا ، غير كده مكنتش هاجي و اجبلك الفلوس ، انا بجد معدتش قادره اتعامل معاكي ، فارجوكي انا بمر بظروف صعبه دلوقتي ، ياريت متحاوليش تكلميني الا لو انتي بجد هتتغيري او لو في حاجه طارئه ، اما عشان تطلبي فلوس او خدمات هايفه انا مش مستعده ، مش مستعده انا تعبانه اوي منك ومن كل الدنيا….
فكرت انجي سريعا ، فتقدمت محتضنه فاتن بشده : يا حببتي يا بنتي ، انا مش عارفه ازاي مكنتش حاسه بيكي..
دفعتها فاتن بعنف ، قائله : مش هتمثلي عليا تاني ، عن اذنك …
استدارت فاتن مغادره ، لتصرخ بعد قليل متألمه ، فلقد استخدمت انجي الحقنه المخدره و التي خبأتها في جيبها ، ضاربه اياها في عنق فاتن…
فاتن بوجع : انتي عملتي ايه ؟
انجي و هي تسحبها من ذراعها : خشي جوه ..
فاتن : ايه ده …انا مش قادره…. ثم ترنحت بشده
اغلقت انجي باب الشقه بقدمها واسندت فاتن التي اختل توازنها لدقائق حتى غابت عن الوعي …
ثم حاولت حملها و ادخالها غرفة النوم استعدادا لتنفيذ مخططها…
تحاملت على نفسها و حملت فاتن و بصعوبه شديده اوصلتها الى غرفة النوم ، لتُلقي بها على السرير ، ثم جلست قليلا لتأخذ نفسها ، ومن بعد اكملت المخطط ، قامت بتجريد فاتن من ملابسها ، ثم رفعت الغطاء لتغطيها به ، ريثما تنتقل للخطوه القادمه..
خرجت الى الصاله ، و اجرت المكالمه مع بواب البنايه : ها يا عكاشه ، طلعهولي دلوقت
عكاشه : طب مش كنت اطلعلك احمد احسن
انجي : احمد ايه و بتاع ايه ، انا عايزه ابنك ابو عقل خفيف ده
عكاشه : حسن ده اهبل ، ميغركيش طوله و عرضه ، و الله اهبل رسمي زي العيال الصغيره ، هتعوزي منه ايه بس ؟
انجي : يوووووه طلعه عندي وخلاص ، انت هتاخد فلوس و كمان هتتشرط
عكاشه : حاضر يا ست هانم ، هابعتهولك اها …
بعد دقائق ، صعد عكاشه مع ابنه حسن الى شقة انجي ، لتقول : عن اذنك بقى يا عكاشه ..
عكاشه : طيب لو غلبك كلميني على طول
انجي : اتفضل فلوسك اهي ..
تناول عكاشه النقود و انصرف متمتما : لا حول و لا قوه الا بالله ، الوليه دي مجنونه رسمي
قالت انجي لحسن و الذي ارتسمت على ملامحه علامات الخجل الشديد : انا جبتلك حاجه حلوه اوي
حسن بلهفه طفوليه : ايه ايه
انجي : تعال اوريك
توجهت انجي الى المطبخ يتبعها حسن ، لتريه كيسا كبيرا مملوءا بالحلويات..
مد حسن يده لتناول احداها ، لتضربه انجي بخفه على يده : مش دلوقتي ، الاول تسمع الكلام و تبقى ولد شاطر
اوما حسن ، لتقول انجي : تعال ورايا
تبعها ليدلفا الى غرفة النوم ، و فور رؤيته لفاتن الممده على السرير ، قال حسن : خلينا نطلع ، احسن العروسه دي تصحى
ابتسمت انجي مشجعه : لا مش هتصحي ، و لو عايز اديك الحاجات الحلوه ، اقلع هدومك زي العروسه و نام جنبها
طأطأ حسن راسه خجلا ، لتقول انجي : ها هتسمع الكلام و لا اقول لباباك
حسن بخوف : لا هاسمع الكلام ، بس دوري وشك
اطاعته انجي ، لتسأل بعد دقيقه : ها قلعت ؟
حسن بخجل : ايوه
قالت انجي : طب روح نام جنب العروسه
ثم اضاءت كاميرا الفيديو الموجوده على التسريحه ، و قالت لحسن المستلقي على السرير بجوار فاتن : دلوقتي هاقولك تعمل ايه مع العروسه ، و انا هاقف هناك ، ماشي
اوما حسن ، لتبدأ انجي بالتقاط بعض الصور على هاتفها ، لفاتن وحسن الذي امرته باحتضان فاتن و التظاهر بانه نائم هو الاخر ، لتلتقط عدة صور لهما معا ، و كأنهما عاشقين نائمين من شدة التعب بعد ان انهيا لتوها جوله من الحب الملتهب ..
بعد ان انهت التقاط الصور ، قالت امره : يلا قوم عشان اديك الحاجه الحلوه
قال حسن معترضا : بس انا عجبتني اوي العروسه النايمه ، اصلها ناعمه اوي
انجي : الله ، ما تسمع الكلام بعدين معاك
حسن : خليني كمان شويه نايم جنبيها
انجي بتافف ، فبعد قليل ربما افاقت فاتن : اسمع دلوقتي هتفوق و تزعل منك ، ولو سمعت الكلام هوريهالك تاني و تالت متقلقش ….
اوما حسن ، ثم اطاعها مرتديا ملابسه لتعطيه مكافئته و بعد قليل خرج تاركا انجي تستعد لخطوتها القادمه
اطفأت كاميرا الفيديو ، واخفتها في غرفة اخرى ، ثم جلست على حافة السرير ، محاوله ان تُلبس فاتن ملابسها مره اخرى…
بعد قليل بدأت فاتن في التململ ، لتستفيق شيئا فشيئا ، تطلعت حولها باعياء : ايه اللي حصل ؟
انجي و هي تمد كوبا من العصير : اشربي ده و انا مستنياكي بره ، و هافهمك ايه اللي حصل
شاهدت انجي تغادر الغرفه باعين نصف مفتوحه ودوار شديد في راسها ، التقطت العصير و نهلته مره واحده عله يعيد اليها شيئا من توازنها
بعد دقيقتين خف الدوار نسبيا ، لتلحظ انها لم تعد ترتدي حجابها ، و ملابسها غير مهندمه بالمره ، لتُدق نواقيس الخطر ، التقطت حجابها الملقى على الارض وكذلك حقيبتها
و اسرعت الى الخارج تسأل بقلق : هو انا اغمى عليا …؟
انجي بابتسامه : تعال اقعدي الاول
جلست فاتن على المقعد المقابل ، لتقول انجي : امسكي شوفي الصور دي وانتي تفهمي ايه اللي حصل
التقطت فاتن الهاتف متيقنه بان هناك مصيبه ستحل بها ، نظرت الى الصور غير مصدقه ما اقترفت تلك الحقيره بحقها
فاتن بهستيريا : انتي ايه، انتي ايه ، شيطانه ، شيطانه مش ممكن تكون امي ،امي ايه ، انتي مش ممكن تكوني بني ادمه اصلا…
قاطعتها انجي بعنف : اسمعيني الاول قبل ما تاخدك الجلاله ، الواد ده اهبل و معملكيش حاجه اصلا ، مع ان الصور بتقول انه عمل ، انا مطاوعنيش قلبي استغلك بردك لازم يكون الموضوع برضاكي ،و الا كنت جبت اي حد مالشارع و خلاص ، لكن راعيت مشاعرك و جبت واحد اهبل مش فاهم حاجه فاي حاجه ، بس مش دي قصتنا …المهم دلوقتي انا عايزه ايه و تنفيذه بالحرف و الا الصور دي توصل لحبيب القلب..
نهضت فاتن من مقعدها ، و اقتربت لتبصق في وجه والدتها : انتي احقر انسانه قابلتها في حياتي ..
ثم اتجهت الى الباب ، لتغادر هذا المكان القميء ، لتجتذبها انجي من ذراعها : رايحه فين استني ، و الله لو ما سمعتي الكلام و جيتي راضيه لخميس لابعت صورك دي لحبيب القلب ، انتي فاكراني بهزر
ابعدت فاتن يدها بعنف ، ثم عاودت البصق في وجهها مره اخرى ، و غادرت مسرعه غير عابئه بمظهرها او انها نسيت ان تلبس حجابها ، ارادت الابتعاد عن تلك المراه ، ارادت ان تستنشق هواء نقيا لا تلوثه تلك البشعه بأنفاسها
ارادت أن تهرب ، تهرب بعيدا ، بعيدا عن الالم و المكائد و الخيبه و المؤامرات ، متسائله لِمَ انا ، ماذا صنعت لاستحق هذا العذاب ، لم تخف من انجي وصورها ، فواضح جدا انها فاقدة للوعي و لكن هل سيفهم يحيى ذلك ، هل سيفهم بأنها لم تكن متعبه بعد جوله من الحب الملتهب ، هل سيرى الحقيقه هذه المره ، بالتأكيد لا ، هكذا حدثها قلبها ، و لكن لا يهم الان ، فلقد انهي هذا الصباح ما كان بينهما ، لقد قال بلسانه بأنه حبهما مكتوب له أن يُدفن و يستوطن تحت الرمال ، وها هي مكيده انجي اتت لتثبت ذلك …
لتثبت انه لن يصحو ابدا ، وان حدث و افاق ، ستأتي عاصفه اخرى لتطمره بين الرمال ، خرجت من البنايه غير قادره حتى على البكاء ، فلقد شُلت جميع حواسها ، لم تدرِ هل بسبب ذلك المخدر الذي ما زالت اثاره في جسدها ام بسبب ذلك البركان الذي انفجر بداخلها الليله الماضيه ، و في الشارع سارت على غير هدي..
سارت حتى ادّمت قدميها مشيا ، سارت حتى هدأ نزيف قلبها و لم تعد قادره على المضي قُدما ، لتسقط ارضا غير قادره على التقدم اكثر من ذلك ، فلقد هدأ و اخيرا … ذلك البركان…!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
“Faten .. Faten …Faten … Faten …Faten …Faten…Faten”
هذا ما طبعته أنامل يحيى على الملف المضيء على شاشة حاسوبه في مكتب الشركه ، فبدلا من كتابة بعض الحلول البرمجيه لاحدى المشاكل التي تواجه النظام في شركته ، ما انفك يكتب اسم مَن تحتل جميع مساحات عقله المستخدمه وتلك غير المعترف بها من قِبل العلماء ، ناهيك عن قلبه وكيانه و روحه ، ” فاتن ” ، لقد انتهى كل ما بينهما ، لن يستطيع خداع نفسه أكثر من ذلك ، لن يستطيع أن يكون زوجا لامراه لا تراه رجلا في عينيها…
طُرق الباب ، ليأذن لسكرتيرته بالدخول ، دلفت وفي يدها مظروف قائله : في واحد جه وجاب الظرف ده و قال ضروري جدا تشوفه حضرتك بنفسك و قال انه خاص جدا..
يحيى : من مين ؟
السكرتيره : مشي بسرعه و مقلش اسمه و لا اي معلومات عن نفسه ، بس شكله راجل غلبان اوي
يحيى : طب حطيه هنا عالمكتب..
وضعته حيث اشار و خرجت مغلقه الباب خلفها….
تنهد يحيى ممسكا بالظرف ، ليفتحه متطلعا على محتوياته ، و التي على ما يبدو مجموعه من الصور..لِ..لزوجته ترقد في الفراش عاريه في حضن رجل اخر
لم تصدق عيناه تلك الصور ، بالتأكيد انها لعبه ، و لكن ممن ، دقق في الصور جيدا ، و من النظره الاولى تبدو صور حقيقيه وغير ملعوب بها ..تملكه الغضب…اراد العوده الى البيت و مواجهتها ولكنه فكر في يامن ، يكفي شجارهما الليله الماضيه فلا ذنب له في مشاكل الكبار يكفيه ما حل بأبيه وأمه…
هاتف زوجته على الفور ، و لكن لم يتلق ردا ، كاد أن يُجن ، بالتأكيد هناك خطأ ما ، و عليه ألا يتسرع ، نعم عليه ألا يتسرع ..
هاتف البيت ليسأل عنها ، لتخبره والدته بأنها خرجت منذ الصباح و لم تعد حتى الآن و لقد تجاوزت الساعه السابعه مساءا
حينها دُقت كل نواقيس الخطر في راسه …
تمعن في الصور ، فزوجته فاقده للوعي فيها ، و كذلك الرجل برفقتها ، لا لن يصدق أن فاتن بتلك الحقاره مره اخرى ، و لكن مَن الفاعل و كيف و لِمَ؟؟
عاود الاتصال بزوجته و لكنها لم ترد لا اول مره و لا في المره العاشره ، ليتملك الرعب الشديد منه ، بالتأكيد فاتن في خطر ، و لكن لِمَ قام الفاعل بارسال الصور ، ما الهدف ، لم يطلب نقودا …
ثم حلت المصيبه على قلبه ، بالتأكيد قام ذلك الرجل بالاعتداء على زوجته ، لقد كانت محقه الليله الماضيه ، فا هو لم يكفل لها الامان ، لم يكن رجلا حقيقا ويمنع عنها الاذى ..انه لا يستحق ان يكون زوجا لها ..و لكن عليه انقاذها و مساعدتها و لكن كيف ، اين يبدأ ؟
مَن وراء ذلك ، مَن قام بارسال الصور له …هل عادت اشباح الماضي ..لقد ظن أنها قد عولجت و الى الابد..
ولكن هناك شبحا ما زال قائما …. ما زال يُخيم عليهما …هتف قلبه و عقله معا : الحقيره امها..!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قال عكاشه لابنه الاصغر احمد : خود يا بني طلع الحاجه للست انجي و قولها ان الظرف وصل لصاحبه
قال حسن معترضا : لا انا هاطلع ، نفسي اشوف العروسه
عكاشه : لا ملكش صالح بيها
احمد متأففا : متخليه يابا ، انا ورايا مشوار مهم ، ثم غادر مسرعا
ليقول عكاشه : طب اطلع و خليك عاقل و الا .. انت عارف هتاكل علقه محترمه
امسك حسن بالاغراض: لا عاقل عاقل ، بس اشوف عروستي
ضرب عكاشه كفا بكف متحسرا على ابنه الاكبر و الذي اتم عامه الخامس والعشرون دون اي تقدم ملحوظ على عقله ، فقط من ينمو هو الجسد …
على الباب دق الجرس ، لتفتح له انجي و يسلمها الاغراض …
سألت انجي : و الظرف وصل ؟
اوما حسن ، لتتراجع انجي الى الخلف حتى تغلق الباب و لكن حسن اعاقها ، مانعا اياها من اغلاقه..
قال حسن : انا عايز اشوف عروستي…
انجي بتأفف : عروستك مشيت يا اهبل
حسن : متقوليش اهبل ، انا عايز عروستي
انجي : امشي انجر من هنا ، مكنش ناقصني الا الهُبل اللي زيك
حينها دفعها حسن بقبضته الى الداخل ، لتسقط انجي ارضا صارخه : اخرج بره ، يا مجنون
اغلق حسن الباب ثم قال : انا عايز عروستي
و اندفع الى داخل الشقه باحثا عنها في غرفة النوم ، ليخرج قائلا : ودتيها فين ؟
نهضت انجي متألمه من وقوعها ، لتقول : قولتلك مشيت ، يلا اطلع بره ، اما صحيح اهبل
قال حسن بغضب : مش اهبل متقوليش اهبل ، انا عايز عروستي
صرخت انجي : اطلع بره ..اطلع بره .. وهمت بفتح الباب لتستدعي المساعده ، و لكن امسكها حسن من شعرها مانعا اياها من ذلك
ليقول : فين عروستي ، فين عروستي
انجي صارخه : سيبني يا حيوان
حسن : فين عروستي ، انا عايز اشوفها … عايز اشوفها
دفعته انجي بصعوبه عنها ، و حاولت مره اخرى ان تفتح باب الشقه ، ليعاود الامساك براسها ، ليقول : فين عروستي
صرخت انجي مستنجده ، ليقول و هو يخبط راسها بالباب : فين عروستي، فين عروستي
استمر في ضرب راسها بالباب مرات عده ، حتى سمع اصواتا في الخارج تصرخ و تدق الجرس
و لكنه لم يسيطر على غضبه ، استمر في خبط راسها بعنف شديد ، مرددا بانهيار : فين عروستي ، خبتيها فين ، ردي ، فين عروستي
لينفتح الباب اخيرا ، و يتراجع هو و انجي الى الخلف ليقع وتقع انجي فوقه مضرجه بدمائها التي ما انفكت تسيل من راسها ،