رواية حب تحت الرمال
¤ و غادرها الأمان ¤
————————–
سافر يحيى و غادر معه الامان الذي حظيت به في الايام القليله الماضيه خاصه بعد سماعها صوت نوف المضطرب على الهاتف …
قالت فاتن : يا بنتي اهدي و فهميني حصل ايه بس !
نوف : مش هينفع فالتليفون ، لازم اقابلك عشان انتي الوحيده اللي تقدري تساعديني ، انا معرفش الشوارع و لا اروح و لا اجي هنا لوحدي..
فاتن : بس ده يحيى محرج عليا مخرجش فغيابه..
نوف : ما انا هاجي مع تركي و اخدك معايا و هافهمك كل حاجه
عضت فاتن على شفتيها من الاحراج ، لن تستطيع اخبار نوف برفض يحيى بخروجها برفقة تركي ، و لكن في نفس الوقت لن تستطيع التخلي عن اختها في وضعها الحرج ..
فاتن : طب هتيجوا امتى عشان احضر نفسي..؟
نوف بلهفه : دلوقتي لو ينفع ..
احست فاتن بالخطب الجلل الذي حل بنوف ، لذا اسرعت بالقول : اوك ، معنديش مانع..
انهت فاتن المكالمه و اسرعت بارتداء ملابسها ، لم يكن لديها الوقت الكافي لاختيار ملابس مناسبه مع التزامها الحالي بالحجاب ، و الحاجيات التي وضعتها والدتها في الحقيبه لا تفي بالغرض ، ارادت استعاره بعض القطع من ليلى و لكن لا وقت لديها للقياس و التجريب خاصه ان ليلى تفوقها طولا …
انهت ارتداء ملابسها و خرجت باحثه عن اهل المنزل ، وجدت خديجه في المطبخ ، حيتها و اخبرتها بضرورة خروجها في مشوار مهم..
قالت خديجه بلامبالاه : براحتك ، انتي مش محتاجه تاخدي اذني ..
فاتن بضيق : انا هاخرج مع اخـ….
قاطعتها خديجه بتهكم : مامتك اهي جنبنا ، الاولى تعدي عليها و تاخدي اذنها ..
رن هاتفها ، لتقول فاتن بضيق: انا مضطره امشي دلوقت
خديجه بتهكم : مع السلامه و القلب داعيلك..
ازاحت فاتن تكدرها من معاملة والدة يحيى جانبا ، و انطلقت مهروله لمساعدة نوف و التي انتظرتها على بوابة البنايه برفقة زوجها تركي الجالس على مقود احدى السيارات الفارهه
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وقفت خديجه على شرفة الشقه مناديه بصوت غاضب : يا حاج ، يا حاج ، تعال شوف بعنيك …
هرع عبدالرحمن الى الشرفه قائلا : اشوف ايه ؟
خديجه : السُهنه اللي اسمها فاتن ، شايف راكبه مع مين ؟
ألقى عبدالرحمن نظره الي الاسفل حيث شاهد احدى السيارات الفارهه مصطفه امام البنايه خاصتهم ، و على المقود يجلس رجلا يرتدي الزي الخليجي و بجانبه امراه ، لتركب فاتن في المقعد الخلفي ..
انطلقت السياره ، لتقول خديجه : شايف ، ده اكيد زبون عندها و بتاخد منه الشيء الفلاني ..
عبدالرحمن بتردد : ان بعض الظن اثم ….
خديجه : ظن ايه يا راجل ، مش شايف لبسه ، ده خليجي …ايه بقى هتكون علاقتها بواحد خليجي ، اخوها فالرضاعه مثلا ، انت ناسي امها مين !
عبدالرحمن بتافف : ربنا يسامحك يا يحيى عالي عملته فينا
خديجه : انت دلوقت و حالا تكلمه ، و تبلغه باللي شفناه و نخلص ..
عبدالرحمن : يعني هاعكنن عليه فسفره ، خليه يعرف يركز فشغله و لما يجي يحلها الحلال
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قالت نوف بعد ان اوقف تركي السياره : معلش تركي خليني اعد مع فاتن شوي قبل ما نكمل البروجرام ، وايد وحشتني ..
تركي مبتسما : اه مين لقى احبابه .. طب انا هانزل عالجيم ، اريض جسمي شوي و لما تشبعوا من بعض كلموني ..
سألت فاتن بقلق ، بعد أن جلست مع نوف في الجناح الخاص بالفندق : قلقتيني عليكي ، ايه اللي حصل ، تركي مدايقك فحاجه ..؟
تنهدت نوف و قالت بحسره : تركي ده هدية ربنا ليا ، بس انا مستهلش حد زيه يا فاتن ..
فاتن بحنان : ليه بس بتقولي كده ، ده انتي اطيب و ارق و احن اخت فالدنيا
قالت نوف بحسره : اسمعي مفيش وقت ، زمانه تركي هيرجع ، ده مش بيفارقني لحظه من ليلة الفرح ، انا عملت مصيبه فنفسي و دلوقتي بدفع التمن…
روت نوف ما حدث مع انس و كيف تطورت علاقتهم و كيف وصل بها الحال الان …
قالت فاتن بصدمه : يا نهار اسود ، و انتي ايش ضمنلك لو دفعتي الفلوس مش يرجع يهددك تاني و تالت
نوف بتوتر : معرفش معرفش ، بس ده بقاله مده ملاحقني بمكالمات و رسايل ، و انا اعصابي تعبت و معدتش قادره استحمل ، يمكن لو خاد قرشين ضميره يصحى و يحل عن دماغي ، مش قادره اتخيل اني هاتفضح ادام تركي ، انا بحبه اوي يا فاتن …
قالت فاتن بعينين دامعتين : طيب يعني هتديه الفلوس امتى و ازاي، تركي ممكن ياخد باله و تبقى مصيبه
نوف بتوتر : انا اصلا ممعيش المبلغ ده دلوقت، الفلوس اللي كانت فحسابي سلفتهاله اخر مره زي ما حكتلك
فاتن بحيره : امال ناويه تعملي ايه؟
نوف : انا مضطره ابيع جزء من شبكتي ، تركي جبلي دهب كتير و كام حته الماظ ، و انا مش بلبسهم كلهم اكيد مش هياخد باله و لما نرجع هاستلف من بابا و ابقى اشتري زيهم
فاتن : طيب انا عندي فكره احسن
نوف : الحقيني بيها
فاتن : بصي ايه رايك لو نكلمه و تسجليله و نقدم فيه بلاغ للبوليس
نوف بعصبيه : انتي بتهرجي ، بوليس يعني تحقيق و استدعاء و تركي اكيد هايعرف و مش بعيد انس ينتقم مني و يبعتله الصور و الفيديو..
فاتن بتردد : بس انا مش مرتاحه يا نوف ..
نوف : مفيش وقت معايا للتردد ، دلوقتي هنزل و نقابل تركي ، و عايزاكي ضروري تطلبي نروح اماكن فيها محلات للدهب او اي حته اقدر اتصرف و ابيع و لو جزء انهارده من دهبي ..
فاتن : طب تركي مش هياخد باله ؟
نوف : مش عارفه مقداميش حل تاني …
فاتن : اسمعي انتي اديني الدهب و انا ان شاء الله هاروح عندالصايغ بتاع ماما و بكره تيجي و تاخدي الفلوس
نوف بتاثر : ربنا يخليكي ليا يا فاتن ، بس انتي تقدري تروحي لوحدك
فاتن : متقلقيش …اانا…هادبر اموري
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
هتفت شيرين : يخرب عقلك جبت صورها منين ؟
أنس : قولتلك مش هي ، دي اختها ، بس هما بيشبهوا بعض اوي ، بس نوف شعرها اسود و مناخيرها طويله حبتين
شيرين : طول عمرك خبير الفوتوشوب بتاع الشله ، بس مكنتش متصوره انك حريف اوي كده ، تقريبا مفيش فرق خالص ، أكنها هي تمام ..
انس : طيب هنقضيها رغي ، مش ايدك عالخمسه بتوعي
شيرين : اوك ، بس اشوف باقي الصور ..
انس : عنيا ، اهو شوفي و ملي عنيكي..
شيرين بعد ان طالعت جميع الصور : عظيم ، بس على الله سلوى تقتنع ..
انس : تقتنع بايه ، احنا مش مفروض نفرج يحيى عالصور دي..
شيرين : لا لا احنا مالنا ، انا عندي تكتيك احسن
انس : اللي هو !
شيرين : مش خدت فلوسك ، اطلع انت منها بقى
انس : ماشي ماشي ، بقينا محترفين لوحدنا اهو
ابتسمت شيرين ، و توجهت حيث تنكب سلوى على العمل في مكتب مالك الغائب ، دخلت المكتب حامله بيدها الفلاشه الموجوده بها الصور..
قالت شيرين بعد ان لاحظت سلوى وجودها : سلوى احنا محتاجين نتكلم فموضوع يخص يحيى
سلوى : خير ماله يحيى ؟
شيرين : انتي فاكره البنت اللي جابها معاه عالندوه ..؟
اومأت سلوى ، لتقول شيرين : اهي هي دي اللي بيحبها و مرتبط بيها دلوقتى
تكدرت سلوى ، لتقول شيرين : ده شكله هيتجوزها يا سلوى ، و البنت دي مش كويسه و ليها علاقات مع ولاد و حتى و هي مرتبطه بيحيى علاقاتها لسه مستمره
سلوى باضطراب : و انتي عرفتي ازاي..؟
شيرين : انا هاوريكي عرفت ازاي..
وضعت شيرين الفلاشه في الحاسوب و شغلتها ، لتفتح الصور ، صوره تلو الاخرى
قالت سلوى : جبت صورها دي منين..!
شيرين : انتي عايزه الحق ، دي مش صورها ، دول بتوع اختها ، بس هي و اختها من نفس البيئه
سلوى : يعني ايه ؟
شيرين : يعني حرام يحيى يرتبط بواحده زي دي ، حرام تسيبيه يا سلوى مخدوع فيها بالشكل ده
سلوى : بس انت بتقولي دول بتوع اختها ..!
شيرين : طيب واحده اختها كده ، هتطلع هي ايه مثلا !
سلوى : احنا مالنا ..
شيرين : دي فرصتك يا سلوى ، فرصتك تقربي من يحيى ، صدقيني دلوقت اكتر من اي وقت هو محتاجلك جنبه ، شوفي ازاي بيعتمد عليكي فالشركه فكل حاجه ، مع انه كان ممكن يوكل انس شريكه بحاجات كتير ، بس فضلك انتي ، عشان ابتدى يحس بيكي و اكيد بيقارن بين اخلاقك و بين سوء اخلاقها ، بس كفتها هي الي راجحه لغاية دلوقت ، عارفه ليه…؟
سلوى : ارجوكي يا شيرين…
قاطعتها شيرين : عشان هي فاتحاها عالبحري معاه و مهما كان هو لسه شاب و اكيد بيتأثر بالحاجات دي زي كل الرجاله ، لكن لو شاف الصور دي اكيد اكيد نظرته ليها هتتغير …هايفهم انها سلعه للكل مش بس له و اللي بتعمله وياه بتعمل العن منه مع غيره…
سلوى : يعني هاعمل ايه ، مش بلسانك قولتي دي صور اختها ..
شيرين : يا بنتي اختها و لا هي مش هتفرق كتير ، المهم انك تنقذي يحيى من المستنقع ده ، و تكسبي ثواب بنفسك بالمره !
و تابعت : انا هاسيبلك الصور و انتي و ضميرك ، لو تقبلي انه يرتبط بواحده بالاخلاق دي و تخسري حب عمرك عشانها ، انتي حره ، بس هايبقى حرام عليكي نفسك و يحيى …
خرجت شيرين امله ان تقتنع سلوى بفكرتها ، و التي لم تستطع هي شخصيا الاقدام عليها ، فتلك الصور لا تخص تلك الفتاه رفيقه يحيى ، و لم تشأ شيرين ان تتحمل عبء الذنب ان اقنعت يحيى بذلك ، اما سلوى فلديها الدافع الاكبر ، و هو حبها ليحيى ، فاحيانا الحب يعطينا جراءه لفعل اشياء يعجز ضميرنا عن استساغتها و لكن ياتي بلسم الحب ليضمد جراح الضمير..
حسنا ، ان لم تقتنع سلوى بافكارها ، هنالك انس ، صحيح ان ذلك المستغل سيطالب بباقي المبلغ المتفق عليه ، و لكن لا يهم ، عليها المواصله فالطريق الذي اختطته ، كل شيء جائز في الحب و الحرب…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بذلت فاتن جهدا مضنيا في التنقل بين محلات الذهب ، لتحصل على سعرا جيدا لمجوهرات نوف، و لكن النتيجه كانت مرضيه فلقد حصلت على المبلغ المطلوب.
وصلت الى الشقه حيث فتحت لها ليلي الباب ، و التي سألت بفضول : كنتي فين ؟
أجابت فاتن باضطراب : بشتري شوية حاجات ..
ليلى : انا بس كنت قلقانه عليكي عشان اتاخرتي جدا
قالت خديجه الواقفه بباب المطبخ : ليلى تعالي ساعديني جوه
توجهت ليلى لمساعدة والدتها ، لتدلف فاتن الى الغرفه التي تقيم فيها مع ليلى ، وضعت حقيبتها الثقيله على السرير ، لتأتي خديجه قائله : انا تعبت من شغل البيت ، يا ريت تروحي تساعدي ليلى فالمطبخ
فاتن بابتسامه متعبه : حاضر يا طنط ، انا رايحه اهو
خرجت فاتن من الغرفه ، لتستغل خديجه تلك الفرصه للتفتيش في حقيبة فاتن بعد أن لاحظت انتفاخ حقيبتها و بشده ، عكس هذا الصباح عندما خرجت كانت تبدو خفيفه للغايه ، مما أثار فضولها بشكل كبير.
فتحت الحقيبه بسرعه شديده ، لتشهق متفاجئه من كم النقود المحشوره في تلك الحقيبه الصغيره
تمتمت خديجه : يا نهاري ، هو الشغل البطّال بيكسب كده !
أغلقت خديجه الحقيبه بسرعه كبيره ، ثم عرجت إلى المطبخ موكلة فاتن بمهام كثيره تبقيها مشغوله ريثما تخبر عبدالرحمن بما بصرته قبل قليل ليتأكد بأم عينه..
في غرفة المعيشه وجدت زوجها يقرأ ما تيسر له من القران الكريم ، لتلطم خديجه على وجهها بحسره و حزن…
التفت عبدالرحمن على اثر سماعه لطم خديجه ، ليقول بغضب : ايه اللي بتعمليه ده ..!
خديجه : بلطم على وكستنا ، على الراجل اللي ربى ولاده على قال الله و قال الرسول ، ودلوقتي بيته بقى مضيفه لحتة بت *******..
هتف عبدالرحمن : هنعيده تاني ، استنى لما يوصل يحيى بالسلامه..
قاطعته خديجه : استنى ايه ، انت دلوقت تيجي و تشوف بعينك ان كلامي الصبح مكنش ظن ، عشان متجيش بعد كده و تقولي ظلمتيها..
عبدالرحمن : آجي فين ..؟
تقدمت خديجه و امسكت بذراعه قائله : تعال يا حاج …تعال بس..
تبعها عبدالرحمن الى غرفة ليلى ، دلفا سويه ، لتقول خديجه بعد أن فتحت حقيبه فاتن : بص يا حاج ، بص ، عشان متقوليش ظن تاني ، ادي تمن الخروجه بتاعت انهارده …
تمتم عبدالرحمن : استغفر الله ، استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ، بقى دي اخرتها يا يحيى !
خديجه : انت هتعد تندب ، اتصرف ، اطردها مالبيت و خلينا نخلص
عبدالرحمن :مش هينفع يا خديجه مش هينفع ، لازم الاول نثبت ليحيى حقيقتها ..
خديجه بغضب : يا نهار اسود ، كل ده ولسه هانثبت..
عبدالرحمن : اما يجي اما يجي يا خديجه ، بس دلوقت خلي عنيكي مفنجله عليها ، دي يتخاف منها على ليلى ، ده غير لؤي ربنا يهديه ، من امبارح و انا ملاحظ انه قاطرها فالرايحه و الجايه..
خديجه : ما تخليها تغور من هنا و تريح قلبي يا حاج ، و يحيى اكيد مش هيكدّبنا..!
قال عبدالرحمن بأسى : شكلك متعلمتيش الدرس يا خديجه ..!
تذكرت خديجه بأسى أحداثا مره كانت دفنتها منذ فتره بعيده لتقول : معاك حق ، كنت صدقت انت !
عبدالرحمن : عشان كده لازم يقتنع الاول ، فاهمه يا خديجه ، و دلوقت خلي عنيكي وسط راسك ، لغاية اما الغُمه دي تنزاح …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في صباح اليوم التالي استيقظت فاتن مبكره ، لتقوم بتسليم ثمن المجوهرات الخاصه بنوف ، حيث هاتفتها واتفقتا على ان تأتي فاتن للفندق في الصباح الباكر قبل أن يفيق تركي…
كانت الساعه السابعه عندما خرجت فاتن من الشقه بعد أن اخبرت ليلى بضرورة ذهابها لمشوار طارىء يتعلق باحدى صديقاتها ..
في صالة الفندق ، تبادلت الاختان العناق ، و من ثم جلستا على أحد الموائد ، لتقول فاتن : الحمد لله المبلغ هيقضي و زياده شويه…
نوف بقلق : متشكره اوي يا فاتن ، بس المشكله دلوقت ازاي ازوغ من تركي و اروح اقابل الزفت ده …
فاتن : اتحججي باي حاجه و انا هاجي معاكي ..
قاطعتها نوف : لا يا فاتن ، كفايه اللي عملتيه ووقفتك معايا ، انا مش عايزاكي تقربي من الاشكال دي نهائي
فاتن : امال يعني هتقابليه لوحدك ، ده يمكن محضرلك مصيبه تانيه.
نوف بتوتر : و الله ما انا عارفه هاعمل ايه ، انا مرعوبه جدا
فاتن : اسمعي كلميه و قوليله انك حضرتي المبلغ ، بس التسليم يكون فالوقت اللي انتي تحدديه..
أومأت نوف : طيب ، هاكلمه دلوقت قبل ما تركي يصحى….
بأنامل متردده ، طلبت الرقم ، ليرد أنس بعد الرنه الخامسه بصوت متثائب : نوفتي ، ضروري يكون خبر كويس و الا مش هاسامحك ، انتي فوقتيني من احلاها نومه
وضعت نوف الهاتف على السبيكر ثم قالت بامتعاض : المبلغ جاهز ..
هتف أنس : الله ، هي دي الناس اللي بتقدر ، طب تحبي نتقابل دلوقت ؟
نوف : طبعا لا ، انا هابقى اكلمك و اقولك عالمعاد اللي يناسبني
أنس : ماشي ، انا هاكلمك كمان ساعتين اكون صحصحت كده و ضروري تحددي المعاد و الا … انتي عارفه بقى اللي فيها
نوف : ربنا ياخدك
انس : قولتي حاجه !
نوف : بقول اتفقنا ، كمان ساعتين ..
أغلقت نوف الخط و تطلعت لفاتن التي قالت مقترحه : انتي ممكن تقولي لتركي اننا عايزين نعمل شوبنج ، يعني حاجات بنات و كده و عايزين نروح لوحدنا عشان انا بتكسف منه
أومأت نوف : هاقوله ، وربنا يعدي اليوم ده على خير
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أحضر لؤي الكاميرا التي استعارها من صديقه لتسجيل خطته بالصوت والصوره ، ليؤدب كِنان على خداعه و يذيقه من نفس الكاس ، اما بالنسبه ليحيى … لم يرس على بر حتى الان …فما ذنبه تحديدا في معاملة عائلته له ، و لكن ….الم يسرق قلب ديما ، و تلك الصوره خير دليل …
لقد فطر قلبه حين تيقن أنها بعثت الصوره متعمده ليحيى ، لا تراجع الان ، عليه أن يمضي قدما في تعريف يحيى بمرارة طعم الخساره ، و لا مجال للمقارنه ، فلقد خسر لؤي ابنة خالته ، أما يحيى فلن يخسر سوى فتاه جلبت له الكثير من المشاكل مع اهله…
ربما عليه اعادة التفكير في امر يحيى ، ربما لا يستحق منه ذلك ، عليه الان العمل و من ثم سيفكر لاحقا
اختار مكانا مخفيا للكاميرا بحيث لا تلاحظها فاتن و توجه باحثا عنها ….
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تنهدت نوف الصعداء بعد استطاعتها اقناع تركي بتركها تتجول وحيده مع فاتن لشراء بعض الحاجيات الخاصه جدا بالنساء
قالت فاتن بعد أن جلستا في احد المولات في انتظار أنس : مع اني شايفه كده غلط جدا ، هتضمني منين انه ميرجعش ويهددك تاني..؟
نوف : طب انا فايدي ايه اعمله ، لو مدفعتش هيفضحني عند تركي ، ومش بعيد بابا كمان يعرف و ابقى وقعت فايدين الست حصه و دي ما هتصدق و تقوم بابا عليا..
هزت فاتن رأسها بحسره : منها لله و منه لله الحقير ده
نوف بقلق : اهو جاي اهو ، ربنا يستر
جال أنس بنظره على الموائد المرصوصه في أحد المقاهي داخل المول ، ليعثر على ضالته ، تقدم باتجاه نوف والتي تجلس في زاويه بعيده عن الاعين ، و برفقتها فتاه موليه ظهرها له..
توجه حيث تجلس نوف ، و حينما وصل ، قال بتهكم : ازيك يا نوفتي ، بس زعلان منك ، احنا متفقناش على كده ، مين….
توقف أنس ليقول : الله ، فاتن ، ايه الفرصه السعيده دي ، ده القعده احلوت اكتر و اكتر
جذب كرسيا و جلس على المائده قائلا : ها ، تحبو تشربوا ايه ؟
سألت فاتن بضيق : هو انت تعرفني منين ؟
أنس بثقه : بعيدا عن ان نوف حكتلي كل حاجه عنها و عن عيلتها ، انا ابقى شريك حبيب القلب يحيى ، الظاهر مش بيحكيلك عن صحابه ؟
فاتن بضيق : بقى انت شريكه !
قالت نوف بضيق : مش وقته يا فاتن ، اسمع فلوسك جاهزه ، ايدك بقى على الصور..كل النسخ
ابتسم انس : اكيد اكيد كلها ..
عبث في جيبه ، و اخرج فلاشه صغيره ، و قال : اهم ، بس اشوف الفلوس الاول…
فتحت نوف حقيبتها ، وقالت : اتفضل ..
كانت فاتن تجلس صامته من شدة التوتر ، تشاهد بأعين قلقه الموقف أمامها ، مدت نوف يدها بالنقود …
” شنو قاعده تعملي هني نوف”
شهقت نوف ، واستدارت فاتن بسرعه لترى تركي ، واقفا خلفهم مباشره و الغضب يلون قسماته الرجوليه ..
تلعثمت نوف : تركي … انا….
تركي : بتكذبي علي نوف ، و منو هاذ الرجال..؟
نهض أنس و قال : المهندس أنس…
لكمه تركي في فكه ، ليتراجع أنس مستلقيا على المقعد من جديد ، قال بغضب بعد أن استعاد توازنه : انت فاكر نفسك مين ، هتيجوا البلد و تبيعوا و تشتروا فينا بفلوسكم..
تركي بعصبيه : ليش كل هالفلوس هاي…؟
قالت فاتن بسرعه : ده انا يا تركي..
تركي : انتي شنو ؟
فاتن : كنت مديونه بمبلغ للمهندس انس ، و نوف كتر خيرها سلفتني الفلوس دي عشان اردهومله
قال أنس خوفا من عدم حصوله على المال: ايوه صح ، انا و الانسه فاتن كان بينا شغل و دلوقتي بنصفيه و عيب اوي اللي عملته يا حضرة
نوف باضطراب : صحيح و مرضتش اقولك عشان فاتن كانت محروجه اوي منك
تركي و الشرر يتطاير من عينيه : طب اتفضلي الحين معاي و انت يا بشمهندس انس ، بعتذر منك على تصرفي قبل شوي..
قال انس بامتعاض : معلش ، المسامح كريم
ليقول تركي موجها حديثه لفاتن : احنا هنكون بانتظارك بره ، لحين ما تخلصي شغلك مع المهندس أنس..
وجهت نوف اشاره لفاتن لكي تأخذ الفلاشه من أنس ، و غادرت والوان الطيف تعبث بوجهها اثر تلك المواجهه مع تركي و كيف كانت قيد أنمله و تفضح لولا سرعة بديهة فاتن..
قال أنس بعد أن غادرا : تخيلي انا نسيت نسخه تانيه عندي فالجهاز..
قالت فاتن بضيق : انت مش خدت الفلوس خلاص يبقى تمسح كل الصور اللي عندك ، وحسك عينك تفكر تهددها تاني ، و الا انا بنفسي هابلغ عنك البوليس..
ابتسم أنس قائلا : لا انتي فهمتي غلط ، النسخه دي متخصش نوف …
قالت فاتن بامتعاض : انت عايز ايه ما تخلص..؟
اخرج أنس هاتفه ، ثم قال : شوفي كده
نظرت فاتن بأعين مصدومه على مجموعه من الصور لفتاه صوره طبق الاصل عنها بوضعيات و ملابس مخله و فاضحه ، و دون ان تتردد رفعت كفها و صفعت انس بشكل قوي
ليقول أنس بغضب : اتلمي احسن و ماتخلينيش اتهور.. و الا هاوريهم ليحيى حبيب القلب
فاتن بسخريه : انت تبلهم و تشرب ميتهم ، يحيى لا يمكن يصدقك ، و بعدين هو مهندس و يقدر يفرق بين الحقيقي و المتفبرك
ثم مدت يدها و اختطفت الفلاشه منه بعنف ، قائله : عن اذنك
قال أنس : استني استني ، ده جوز المحروسه لسه بره وكلمه مني تضيع مستقبل السنيوره اختك
فاتن : متقدرش تفتح بؤك ، الصور اهي معايا
أنس : طب يعني تفتكري ان معنديش نسخه تانيه
فاتن : صحيح انك واطي وحقير..
انس : تؤتؤ بلاش الغلط ، عيب كده ، و انا مش عايز فلوس منك و لا من نوف ، كل الحكايه انك دخلت مزاجي ، و عايز نقضي ليله حلوه سوا و كل الصور والفيديوهات نعملها ديليت للابد يا قطه…
قالت فاتن مباغته : و انا موافقه ، هات رقمك و اكلمك نحدد المكان و المعاد…
ارتاب أنس و لكنه لم يظهر ذلك : اوك ..
تبادلا الارقام ، لتنصرف فاتن و في نيتها التوجه لاقرب قسم شرطه و الابلاغ عنه ، اما أنس فلقد تنبهت جميع حواسه اثر ردها المفاجىء ، ليتمتم : مش على انس الحركات دي ، بس انا وراكي و الزمن طويل، ان ما وقعتك فشر أعمالك…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قالت نوف بعد أن وصلا الى الفندق : انت ليش كنت ماشي ورايا انا و فاتن ؟
تركي بحرج : كنت ودي اطمن عليكي ، ما قدرت ما امشي وراكم خفت حد يضايقك بكلمه او شي
قالت نوف شاعره بتأنيب الضمير : انا ما استحق حبك تركي ، انت مش عارف ..
قاطعها تركي : بالعكس انا اللي ما استاهل حد بالطيبه و الحنان اللي فيج ، يعني كان فيكي تخبريني عن وضع اختك بس انتي ما حبيتي تحرجيها قدامي ..
نوف ببكاء : لا تركي ، انا ماني طيبه …و ما استاهلك ما استاهلك ..انت تستاهل واحده احسن مني بكتير
تركي مقاطعا مره اخرى : بالعكس بالعكس حبيبتي ، انتي اللي تستاهلي حد احسن مني ، حد يكون بنفس نقاءك و طيبتك ، تعرفي في اشياء كثير ما تعرفينها عني ، يمكن لو خبرتك ياها راح تغيري نظرتك في نوف ،بس انا ودي تبطلي هالسالفه اني استاهل حد احسن منك ، بالعكس ….
جففت نوف دموعها و سألت : شنو تقصد تركي ، انا مستحيل غير نظرتي فيج مهما صار
تركي بابتسامه : اسمعي نوف ، انا فبداية دراستي الجامعيه ، طبعا كنت فلندن مثل ما تعرفين ، شوي اتاثرت بعادتهم كنت لسه شاب صغير بس الحمد لله ربك شاء اني ما اتوه كثير و انخرط فعادات و تصرفات غلط ، و الحمد لله قدرت ابتعد عن اصدقاء السوء ، لاجل هالغلطات كنت خايف ربنا يعاقبني و ما ارتاح فحياتي لانه من استعجل شيء قبل اوانه عوقب بحرمانه بس ربنا قبل توبتي و بعتك ليا نوف
نوف بتأثر : و ربنا بعتك الي تركي
ثم تمتمت في نفسها : و ربنا يتقبل توبتي و يخفف عني ، و يسترني و ما انفضح
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وصلت فاتن مرهقه ذهنيا و جسديا من أحداث هذا اليوم ، خاصه بعد ذهابها إلى قسم الشرطه و تقديمها بلاغا ضد أنس ، ليتم تحويلها إلى ما يسمى بمباحث الانترنت ، و هناك اخبرت الضابط بتهديد أنس لها ، وفبركة صورها ، و تم الاتفاق معها على تسجيل مكالمتهم القادمه كدليل ضده ، ومن ثم ستضبط الشرطه كمينا له و ذلك يعتمد على ما سينتج عن محادثتهما غدا
كانت فاتن مرتابه للغايه، خاصه انها لم ترد توريط نوف او ذكر اسمها في التحقيق ، و لكن ربما أنس سيفعل ذلك انتقاما منها ، لم تفكر فالامر كثيرا قبل ذهابها للشرطه ، كانت مغتاظه جدا من ذلك الحقير و نسيت كيف سيؤثر ذلك على نوف…
ودت لو أن باستطاعتها مكالمة يحيى ، لتتلقي منه الدعم و المشوره ، و لكن لن تثقل عليه في غربته ، يكفي ضغوطات العمل ، و تذكرت وصيته لها بالاعتماد على لؤي..
ترددت و لكن لا يوجد احد اخر تستطيع الاعتماد عليه ، تركت ليلى غارقه في النوم ، و بهدوء شديد توجهت الى غرفة لؤي ..لاحظت ان الغرفه ما زالت مضاءه ، اذن لحسن حظها لم ينم بعد..
طرقت الباب طرقات خفيفه ، ليفتح لها لؤي في الحال قائلا : الله فاتن ، بنت حلال كنت عايزك فخدمه ضروري، بس لما لئيتك اتاخرتي سبتك ترتاحي شويه..
فاتن : خير ، خدمه ايه …؟
لؤي : طب اتفضلي جوه ، اصل الموضوع محتاج اعده..
دلفت فاتن الى الغرفه ، ليجلس لؤي على السرير قائلا : اتفضلي اقعدي…
همت فاتن بالجلوس ، لتتذكر كلام يحيى عن حرمانية جلوس رجل و امراه بدون محرم..
قالت فاتن : بس كده ميصحش نعد لوحدنا..
قال لؤي : ليه ان شاء الله ، هو انتي مش هتبقى مراة اخويا ، يعني انا زي اخوكي تمام ..
ابتسمت فاتن باحراج : يعني كده مش غلط …
لؤي : لا طبعا ، و بعدين ده يحيى شخصيا موصيني عليكي جامد
فاتن : اه هو قالي برده لو احتجت حاجه متكسفش و اطلبها منك
قال لؤي: شفتي ، يبقى انا في مقام اخوكي و بشهاده يحيى و الا مكنش سمحلك تلجأيلي .. ده طبعه حامي جدا
اقتنعت فاتن و جلست على المقعد المخصص لمكتب يحيى ، ليقول لؤي : بصي انا اتعرض عليا دور بطوله ففيلم ، و هايبقى فرصة العمر ، بس الاول المنتج عايز يصورني في كام مشهد و يختبر ادائي ، يعني يشوف لو ممكن الفيلم ينجح بوجه جديد..
فاتن : الف مبروك يا لؤي …
لؤي: بس انا مش عارف امثل المشاهد دي لوحدي ، محتاج حد قصادي عشان اقدر احسن من ادائي..
فاتن : اها ..تحب اسمعلك يعني ؟
لؤي: لا ، انا حفظت المشاهد صم ، بس محتاج اطبق عملي ، ايه رايك لو تقرأي المشاهد و تمثلي دور البطله قصادي ، عشان اقدر اقيم نفسي…
فاتن بتردد : دلوقتي؟
لؤي : ضروري اصل بكره اول بروفه..
فاتن : طب اوك ، فين بقى السيناريو…؟
أعطااها لؤي ورقه ، و قال : ده مشهد بكره ، يا ريت تحفظي كلام البطله ، و لما تجهزي هنبتدي ، اوك
اومأت فاتن ، و قرأت المشهد ، ثم قالت : ده سهل اوي ، بس مش مكتوب اسم البطل ، دي بتقوله انا بحبك اوي يا .. ومفيش اسم ..
قال لؤي : ما هو لسه مش محددين الاسماء و التفاصيل دي ، انتي ممكن تقولي اسمي و انا هاستخدم اسمك و كده هيكون اسهل و مش هتتلخبطي…
فاتن : فعلا اسهل
لؤي : اوك انا هابتدي..و تعال هنا جنبي عالسرير اصل المشهد فيس تو فيس