رواية حب تحت الرمال
الفصل الرابع عشر
¤ و أُعلِنَت الحرب ¤
————————–
جلست فاتن على الدرج آملة أن يرق قلب والدتها بعد أن تهدأ موجة غضبها ، حاولت البقاء قويه و عدم الاستسلام لدموعها الموشكه على الانفجار ، نهضت و اتجهت لتدق الجرس مره اخرى ، انتظرت برهه ، ثم أعادت الكره ، و لكن دون جدوى ، حينها أنهارت فاتن بالبكاء و النحيب …
لم تستطع قدماها حملها فسقطت على الارض ، لتجلس مسندة راسها على باب الشقه ، و توقف عقلها عن العمل تماما ، فأين ستذهب في هذه الساعه و بملابسها تلك …
شاهدت المصعد يفتح ، لتهُب واقفه على قدميها ، خائفة من ان يراها احدهم بهذا الوضع المخزي ، همت بصعود الدرج و الاختباء من نظرات القادمين عبر المصعد ، لينادي احدهم : فاتن…
استدارت فاتن حين سماعها صوته ، لتقول بنبره غير مفهومه من شدة شهقاتها : يحيى ، ماما طردتني …
تقدم يحيى بخطوات مسرعه باتجاهها و القلق يعتري قسماته المرهقه من العمل في شركته لهذه الساعه المتأخره ، قال بعد أن وصل حيث تقف : ارجوكي بطلي عياط عشان افهم …
أحاطت عنقها بكفيها محاولة السيطره على نوبة البكاء التي اعترتها ، تأجج القلق في نفس يحيى لدى رؤيتها منهاره تماما ، قال محاولا التخفيف عنها : كل شيء و له حل يا فاتن ، بس اهدي الله يخليكي و فهميني عشان اقدر اساعدك … ايه بس اللي موقفك هنا فساعه زي دي.. هي مامتك لا قدر الله جرالها حاجه !
هزت فاتن رأسها و قالت بعد أن سيطرت على شهقاتها : ماما ، ماما يا يحيى طردتني و مش راضيه تفتح الباب ، اصلنا شدينا مع بعض و بعدين لقيتها زقتني بره و طردتني ، تصور طردتني يا يحيى ..طردتني…
لعن يحيى بشكل فج ، ثم خلع سترته و وضعها على كتفيها بعد أن تنبه لما ترتديه ، حيث كانت ببجامتها المكونه من توب بحمالات رفيعه ، وشورت قصيرجدا…
ادخلت فاتن ذراعيها في أكمام الستره محرجه ، ليقول يحيى : طب انا دلوقتي هاكلمها ، حافظه رقمها…؟
أومأت فاتن ، و ادخلت الرقم في هاتفه ، طلب يحيى الرقم ، لترد عليه انجي بصوت متثائب : خير…مين حضرتك؟
يحيى : انا يحيى ، و دلوقت واقف بره مع فاتن ، من فضلك تفتحيلها الباب ، عشان بجد ميصحش اللي بتعمليه ده
انجي بغضب : و المصحف لو حاولت تكلمني تاني بخصوصها او لو رجعت تاني ترن الجرس ، لاكون مجرساها بفضيحه ، قولها خلاص معدش في ماما ، انا اتبريت منها خلاص و مش عايزه اشوف خلقتها تاني ، انت فاهم …
اغلق يحيى الخط ، دون ان يرد على سموم والدتها مراعيا مشاعر فاتن و حالتها السيئه ..
قالت فاتن بيأس : مش راضيه .. صح..؟
أومأ يحيى و علامات الغضب تكسو وجهه من فعل تلك المراه المتجرده من كل مشاعر الامومه..
قالت فاتن بحرج : طب معلش لو تديني الموبايل اكلم اخويا يجي ياخدني عنده …
سأل يحيى بدهشه : هو انتي عندك اخوات ؟
أومأت فاتن بحرج : ايوه ، اخويا من ماما ، بس مش قريبين من بعض ، لكن اكيد لما يعرف مش هيتاخر عن مساعدتي..
قال يحيى : اتفضلي ..
طلبت فاتن الرقم ، اكثر من مره ، و لكن على ما يبدو ان الرقم خارج نطاق الخدمه ..
قالت فاتن بيأس : مش بيرد ، بيقولي خارج الخدمه….طب ممكن توصلني عنده البيت ، مش هاقدر انزل لوحدي الساعه دي و بهدوم البيت…
قال يحيى بحزم : الصبح له عنين ، دلوقتي اتفضلي معايا ، ارتاحي و بكره هاوصلك عنده..
فاتن بتردد : اتفضل فين ؟
يحيى : عندنا فالبيت ، انا هاصحي ماما و ليلى دلوقتي ..
قاطعته فاتن : لالا ميصحش …مش هاقدر…ارجوك ارجوك توصلني عنده …
جز يحيى على أسنانه من شدة الغضب الموجه لوالدتها ، و التي تجردت من الرحمه لتلقى بابنتها و في هذه الساعه المتأخره و بتلك الملابس خارج الشقه ، و تحامل على نفسه و رغبته في حمايتها ، فكلامها منطقي أكثر ..و سيكون مطمئنا عليها و هي بعيده عن تلك البغيضه ..و في كنف رجل ..
قال يحيى بهدوء لا يعكس نار الغضب المتقده في داخله : طيب ، بس الاول تغيري هدومك عشان ميصحش تنزلي كده ..حتى لو انا معاكي ، احنا لسه هنستنى مواصله تحت…
مسحت فاتن جانبيها بباطن كفيها محرجه من رؤيته لها في بيجامة النوم و قالت بتلعثم : بس ما انت شايف مش راضيه تفتحلي ، هاغيرهم ازاي..!
قال يحيى : عندنا طبعا ، انا هاصحي ليلى , اخليها تشوفلك حاجه مناسبه من عندها …
أومأت فاتن ، ليقول يحيى : طب يلا تعالي معايا جوه ، هاصحي ليلى بس متقلقيش اكيد كلهم نايمين…
تبعته فاتن ، و دلفت خلفه إلى شقتهم المتوشحه بالظلام ، أغلق يحيى الباب هامسا : خليكي هنا ، و هاصحي ليلي ، و افهمها الوضع ، اوك….
في داخل غرفة ليلى ، و بعد أن استفاقت و اخبرها يحيى بوضع فاتن الحالي، قالت بتردد : طيب طيب.. انا قايمه اهو اروحلها…
خرجت ليلى برفقه يحيى و اتجها حيث تنتظر فاتن على باب الشقه
قالت ليلى بعد أن تبادلاتا التحيه : مش لو تباتي انهارده فاوضتي هيكون احسن و بكره يحيى يوصلك
نظرت فاتن بحرج تجاه يحيى ، ليتدخل قائلا : معلش فاتن مصره ، ياريت تاخديها اوضتك عشان تغير هدومها…
أومأت ليلى ، شاعره بالحيره و الارتباك ، فكما تعلم جيدا أن كِنان الان في فلسطين ، و ستضطر فاتن للمبيت هنا الا اذا كان لديها اخا اخر …
في داخل غرفتها ، قالت ليلى مستفسره : اخوكي ده اللي من مامتك اسمه ايه ؟
أجابت فاتن : كِنان … لتقول ليلى : اسمعي بقى ، اخوكي مسافر و مش هينفع تنزلي انتي و يحيى دلوقت..
فاتن بدهشه : مسافر فين ، و انتي عرفتي ازاي !
قالت ليلى : مش اسمه الكامل كِنان محمد مرتجى، اومأت فاتن ..
لتكمل ليلى : ده يبقى صاحب أخويا لؤي الانتيم ، و من فتره قريبه سافر لفلسطين وبيشتغل مراسل هناك ، انتي ازاي متعرفيش الكلام ده..
قالت فاتن : اصل احنا مش قريبين من بعض و بقالي فتره مش بشوفه ، بس انتي عرفتي ازاي انه اخويا !
تململت ليلى مضطربه ، ثم قالت : احم… ما كلنا عارفين منه !
قالت فاتن مشككه : ازاي كلكم ، يحيى مكنش عارف ان ليا اخوات اصلا ، يمكن انتي تقصدي حد تاني و ده مجرد تشابه اسماء..
أرادت فاتن التعلق باخر قشه لايجاد مئوي لها الليله ، لتقول ليلى : و كمان صحفي زيه ، طب استني شويه
هرعت ليلى و اشغلت حاسوبها الخاص ، ثم فتحت صفحة الفيس و قالت : اهو مش دي صفحة اخوكي ، و ادي صوره في فلسطين ، بصي الصوره دي منزلها من يومين ادام المسجد الاقصى …
ارتبكت فاتن ، و شعرت بالعجز ، فأين ستبيت الليله وكيف ستتصرف إن لم يرق قلب والدتها غدا ، لقد املت أن يستقبلها كِنان للعيش معه كما عرض عليها سابقا ، و لكن يبدو أنه أخرجها من حساباته تماما ، و سافر دون أن يترك لها خبرا …
قالت ليلى بعد أن أحست بضيق فاتن : و لا يهمك يا حببتي ، انتي تباتي معايا انهارده و بكره يحلها الحلال
نهضت فاتن قائله : لا مقدرش ، ميصحش..
ليلى : هو ايه اللي ميصحش ، و اصلا هتروحي فين فساعه زي دي..ليكي قرايب يعني هتروحيلهم..
فاتن بحرج : لا ، بس ممكن اكلم الداده بتاعتي او اروحلها ..
قالت ليلى بتأنيب : ليه هو احنا مش اد المقام ، و لا انتي مش عايزه تعتبرينا صحاب ، ده انتي اخت كِنان .
بترت ليلى كلماتها ، لتقول فاتن : هو انتي و كِنان صحاب كمان..؟
ارتبكت ليلى و قالت : انا هاقول ليحيى ..
صمتت ثم قالت : اسمعي محدش يعرف انك اخته غيري ، و انا هافهم يحيى انك بالصدفه قولتيلي اسمه ها و بعدين مش مشكله كلنا عارفين انه سافر فلسطين من لؤي ..
أومأت فاتن و قد أدركت بأن هناك علاقه ما بين أخيها و ليلى ، و لكن على ما يبدو ليست معلنه للجميع..
خرجت ليلى من الغرفه و اتجهت إلى الصاله حيث ينتظر يحيى ، الذي سألها بقلق : فين فاتن ؟
ابتسمت ليلى للهفة أخيها التي تفضح مشاعره تجاه جارتهم ، و قالت : فاتن هتبات معايا انهارده ، اخوها مسافر و ملهاش قرايب هنا غيره..
سأل يحيى : و ازاي عرفت انه مسافر هي كلمته من موبايلك ؟
ليلى : لا بس بالصدفه بتقولي اسم اخوها كِنان ، فانا استغربت اصل الاسم ده مميز و جه فبالي كِنان صاحب لؤي مش عارفه ليه ، فسألتها اسمه ايه كامل ، طلع هو نفسه كِنان صاحب لؤي …و زي ما انت عارف ده مسافر فلسطين و بيشتغل هناك بقاله فتره..
تنهد يحيى قائلا : ياااه الدنيا دي صغيره اووي، بس غريبه كِنان عمره ما جاب سيره ان عنده اخت !
رفعت ليلى كتفيها و قالت : انا عارفه بقى ، اصبر لبكره و ابقى اسأل اخته..
ثم تنحنت و قالت : ممكن اسألك سؤال خاص شويه يا يحيى ؟
يحيى : مش وقت تحقيقاتك يا ليلى ، و بعدين المفروض دلوقتي تصحي ماما و تفهميها الوضع ، و بعدين فاتن تفضل فالاوضه عندك لغاية اما يعرفوا هنا فالبيت ..
قاطعته ليلى : ليه ، مش هي هتمشي الصبح ..!
فرك يحيى جبينه و قال بتوتر : هتمشي تروح فين ، مش بتقولي ملهاش حد ، هاسيبها تقعد فالشارع يعني..
عضت ليلى على شفتها السفلى ، ثم قالت منبهه : بس انت عارف بابا مش بيطيق امها و محرج علينا منحتكش بيهم ، ايشحال اما يعرف ان بنتها هتعد معانا ، ده مش حل ابدا ، انت تشوفلها حتة تانيه او تروح تقعد عند حد من صحابها لغاية اما تتصالح مع مامتها..
هز يحيى رأسه باستنكار ، ثم قال : انتي مش فاهمه ، انا لا يمكن اسمحلها ترجع تعيش مع مامتها بعد اللي عملته الليله ، دي ست لا تؤتمن على بنت ، و لما كلمتها الليله عشان تفتح الباب كان بس عشان اكون متأكد من قراري ، يعني كانت عارفه ان بنتها واقفه بالمنظر ده و مع راجل غريب عنها و برده مهمهاش ، يعني لا دين و لا اخلاق و لا حتى ذرة حب أو حنيه لبنتها اللي ملهاش فالدنيا حد غيرها…
نظرت ليلى له بعتاب قائله : طب بصفتك ايه بقى هتمنعها تعد مع مامتها ..؟
صوب يحيى نظرة تحد تجاه تشكيك اخته وقال : بصفتي جوزها ، انا خلاص قررت اني على الاقل نكتب الكتاب لغاية اما ربنا يفرجها و تتحسن الظروف و اقدر افتح بيت ..
قاطعته ليلى : و بابا .. انت معتقد انه هيوافق ترتبط ببنت انجي الشريف ، ده انت بتحلم !
تنهد يحيى و قال : في حاجات مينفعش الواحد يستنى ياخد الاذن عشان يعملها ، و انا هحاول اقنع بابا بأي طريقه ، بس فالنهايه دي حياتي و المفروض ارتبط بالانسانه اللي انا مقتنع فيها …
شردت ليلى بأفكارها ، و تمنت لو كان بامكانها أن تتحدى رغبة والدها ، وان تصمم على قرارها بالانفصال عن تميم ، و لكن كلها أمنيات …
قال يحيى قاطعا عليها استرسالها في بؤسها : مش هتروحي بقى تصحي ماما و تديها خبر..
قالت ليلى : حاضر حاضر و ربنا يستر.. ربنا يستر…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
كانت خديجه تغط في نوم متقلب عندما سمعت طرقات خفيفه على باب الغرفه ، تسللت من السرير بهدوء حتى لا توقظ زوجها ، نزلت من الفراش و فتحت الباب ، لتجد ليلى تفرك يديها بتوتر..
أغلقت خديجه الباب بهدوء ، ثم سألت بهمس : مالك ، ايه اللي مصحيكي دلوقت ..؟
قالت ليلى بصوت خفيض : اسفه يا ماما صحيتك ، بس في حاجه ضروري تعرفيها ..
خديجه بقلق : خير يارب اللهم اجعله خير..
ليلى : طب تعالي نتكلم فالمطبخ أحسن بابا يسمعنا ..
أومأت خديجه و تبعت ابنتها ، و في المطبخ قص عليها يحيى ما حدث مع فاتن وكيف لم يجد وسيله سوى احضارها هنا لتبيت ليلتها بعد أن طردتها والدتها ..
سألت خديجه بصوت مصدوم : فاتن دي بنت الوليه انجي الشريف..؟
يحيى : ايوه يا ماما ، بنتها ..
قاطعته خديجه : يا بني ليه بس كده ليه … و تمتمت في نفسها : هتقلب عليا المواجع تاني ليه ..!
قال يحيى : معلش يا امي ، تخيلي ليلى فموقف صعب مش هتحبي برده حد يساعدها..
قالت خديجه بغضب : تف من بؤك ، بقى ليلي هتبقى زي السنكوحه بنت السنكوحه دي..
يحيى مصدوما : ماما ، انا اول مره اشوفك بتغلطي في حد كده ، و هي ملهاش ذنب فاللي والدتها بتعمله، فاتن غير ، مهياش ابدا زي امها.. بلاش تظلميها…
صمت يحيى عندما لاحظ الظل المحاذي للباب ، لتدخل فاتن المطبخ قائله بانكسار : مفيش داعي يا يحيى ، انا هانزل دلوقتي و ابات فاي حته ، ان شاء الله عالرصيف ، بس المهم ميحصلكش مشاكل بسببي..
لوت خديجه شفتيها ، و تمتمت : زي امها ، هتتمسكن لغاية اما تتمكن..
قال يحيى بغضب : رصيف ايه ، بطلي الكلام العبيط ده …
تدخلت خديجه بحزم : احنا نفهم فالاصول يا بنتي ، دلوقت روحي مع ليلى اوضتها، والصبح يبقالنا كلام تاني ، سامع يا يحيى ..
قالت فاتن : متشكره يا طنط ، بس انا مقبلش اكون ضيفه تقيله على حد ..
قال يحيى بغضب : الليله كانت كحل ، مطينهاش بزياده ، اسمعي الكلام و فوتي جوه مع ليلى..
تقدمت ليلى مسرعه تسحب فاتن من ذراعها هامسه : و حياة كِنان لتيجي معايا ، ده لو عرف انك مشيتي هيزعل مني جدا ، ارجوكي عشان خاطره يا فاتن..
تبعتها فاتن بعيون دامعه حين تذكيرها بكِنان ، لم أصر على قطع كل الاوصال بينهما ، لم كان قاسيا معها ، إما والدتها و إما هو ، و الان فقط فهمت السبب ، فانجي الشريف كالداء المعد ، من الافضل ان تبتعد عنه طالما امتلكت المقدره ، لم تندم على قرارها سابقا ، فلقد اتضحت لها حقيقة والدتها و التي حاولت انكارها منذ زمن بعيد ، فالنجمه انجي لا تهتم سوى بمصلحتها …
استلقت في الفراش بجوار ليلى التي قالت لها و كأنها أحست بما يختلج في صدرها : مش انتي بس اللي نفسك يكون هنا ، انا كمان يا فاتن ، انا كمان ، بحبه اووي…
سألت فاتن بدهشه : تقصدي مين ..كِنااااااااان!
همست ليلى : ايوه كِنان …
قالت فاتن بتردد : و الدبله اللي فايدك دي !
ليلى بحزن : مش بحبه و هاتجوزه غصب…استرسلت ليلى بالحديث بعد ان احست بالراحه الشديده تجاه فاتن ، لا تدري من أين منبعها ، ربما لانها أخت الغائب الغالي ، او لانها الفتاه الوحيده التي زحزحت كتلة الصرامه المغلفه لقلب أخيها العزيز يحيى و الذي و رغم وسامته و تفوقه و كثرة معجباته على حد علمها ، فمعظم صديقاتها بشكل او باخر لمحن لها بذلك ، الا انه دوما ما وضع اهدافه و احلامه في المقدمه تاركا المشاعر في المرتبه الاخيره …
قالت فاتن بعد أن استمعت لتفاصيل علاقة ليلى بكِنان : ياااااه ، و انتي ازاي هتقبلي ترتبطي باللي اسمه تميم ده ، اوعي تعملي كده هتندمي اوي يا ليلى ، انا يمكن قبل يومين كنت فمكان شبه اللي انتي فيه ، بس الحمد لله غمه و انزاحت عشان كده انا حاسه بيكي اوي ، ارجوكي متستسلميش .
قاطعتها ليلى : ازاي يعني كنتي هتتجوزي غصب ، ده يحيى كان يجراله حاجه ، انا عمري ما شفته كده ، دايما مشاعره متخبيه جوه مش بيحب يظهر ضعفه ، بس معاكي انتي غير يا فاتن غير اوي..
ثم أضافت : مقلتيش ازاي يعني كنتي زيي؟
روت فاتن ما حدث معها و كيف تلاعبت بها والدتها لتوافق على الزواج بخميس ..
لتقول ليلى : على فكره انا حبيتك اوي يا فاتن ، انتي دخلتي قلبي بسرعه..
قالت فاتن مازحه و محاولة كسر الحزن المخيم على قلبيهما : اممم مش يمكن عشان من ريحة حبيب القلب..
تنهدت ليلى و قالت : مش من حقي اسميه كده ، حتى لومش بحب خطيبي ، مش من حقي…
قالت فاتن : انا اسفه مكنش قصدي ادايقك ..
ابتسمت ليلى : و لا يهمك ، انا اللي مدايقه من نفسي اصلا..و يلا كفايه رغي هاسيبك تناميلك ساعتين… تصبحي على خير..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ازاحت نوف الستائر لتدع الشمس تلقى بنورها على جناح الفندق المقيمان به في مصر ، و الذي حجزه تركي ليقضيا فيه شهر العسل ، ابتسمت نوف فتركي و بالرغم من تسلل اشعة الشمس القويه للغرفه ما زال يغط في نوم عميق.
استغلت نوف الفرصه ، للعوده و طلب فاتن من جديد ، فالليله الماضيه عندما حادثتها كان الوقت متأخر جدا و لم تتلق ردا على مكالمتها ، ربما كانت فاتن مستغرقة في النوم و لم تسمع هاتفها…
طلبت الرقم ، و انتظرت طويلا ، ولكن لا يوجد رد ، أرادت نوف أن تفاجىء أختها بحضورها الى مصر ، ولكن اين هي فاتن ، ولم لا تجيب …!
لمع هاتفها برساله جديده ، و على الفور فتحتها ، لتجدها مرسله من أنس ، قرأتها ليدب الرعب في قلبها ، هل بات يهددها الان …
أفاق تركي من نومه ، قائلا بنعاس : نووووف ، حرام عليج ، سكري الستاره الله يخليك ، ودي نام بعد..
ابتسمت نوف بقلق تجاه تركي ، و اسرعت باغلاق الستائر ، فلقد تبخرت كل حماستها لمخططات اليوم..
فتحت الرساله مره أخرى و أعادت قرائتها : ” نوف متخلنيش اعمل حاجه تزعلك ، و يا ستي الف مبروك عالجواز ، بس مش برده استاهل الحلاوه ، ده العريس اكيد مبسوط بالحاجات اللي علمتهالك ، عموما انا هاسيبك تقلبي كلامي فدماغك و تشوفي استاهل حلاوه اد ايه ، و انتي وضميرك بقى ..! ”
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قبل أن تجتمع العائله على مائدة الافطار ، أصرت خديجه على الانفراد بزوجها و الحديث معه ..
قال عبدالرحمن بتأفف : فيه ايه ، انا لازم افطر عشان الدوا .. ماانتي عارفه يا خديجه..
قالت خديجه بحزم : الاول لازم تعرف المصيبه اللي ابنك رجعهالنا ..
عبدالرحمن : يا ساتر يا رب ، مصيبة ايه ما تنطقي..؟
خديجه بعصبيه : ما انا عمّاله اتحايل عليك مالفجر نتكلم و انت اللي مش راضي..
عبدالرحمن : الله ما تقولي فيه ايه .. سيبتي ركبي…
خديجه ببرود يخفي غضبا كبيرا : المحروسه انجي الشريف..
ارتبك عبدالرحمن و قال : احنا هنعيده تاني ، ما قلتلك ملناش دعوه بيها ، ومسيرها هتغور من هنا..
قالت خديجه بقسوه : صدق اللي قال الواد سر ابوه ، ابنك الكبير الحيله جايلنا امبارح فنصاص الليالي و فايده بنت الهانم النجمه …قولي بقى ازاي هتغور من هنا
قال عبدالرحمن بغضب : ما كفايه تقطيم و انطقي حصل ايه بالظبط و ماله يحيى و مال بنتها !
روت خديجه ما حدث الليله الماضيه ، ليقول عبدالرحمن بعصبيه : و مصحتنيش ليه امبارح ..
قاطعته خديجه : كنت هتعمل ايه يعني ، احنا برضه نفهم فالاصول و مش هنزلها فنصاص الليالي تدور على مكان تبات فيه ، بس اديك عرفت ، و اتصرف مع ابنك حالا ، انا كفايه اللي تحملته من تحت راس الوليه دي ، ما تجيش بقى بنتها وتكمل عليا، اتصرف و الا منيش قعدالك فيها يا حاج ..
تنهد عبدالرحمن باعياء من وقع الخبر على نفسه و قال : اسمعي لو اللي بتقوليه صحيح ، يبقى مفيش غير السياسه مع يحيى ، و الا هيضيع مننا ، سامعه يا خديجه ، هيضيع لبنت المؤذيه ..
قاطعته خديجه بغضب : سياسة ايه ، انت تطلع تفهمه يقطع كل صلته بالبنت دي ، الله جرالك ايه يا حاج..
ليقاطعها عبدالرحمن بدوره : مش هاينفع مع يحيى ، واديكي شفتي ازاي اتحداني و ساب شغل الحكومه ، و بقى ليل نهار بينحت و هالك نفسه فالشغل عشان يثبت رايه لينا ، معدش ينفع ، اصلا مش هيسمع كلامنا و اللي فدماغه هيعمله ، و لو البنت زي امها تبقى المصيبه اكبر ، عشان كده لازم ناخده بالهدواه لغاية اما نوريه البنت دي على حقيقتها ، عشان منخسروش يا خديجه ، مش هنسمحلها تفرقنا تاني ، يبقى لازم نلاعبها عالشناكل ، مش العكس يا حاجه مش العكس..
رمقته خديجه بنظره عتاب قاتله و قالت : طيب يا حاج ، طيب ، لكن و ربنا لو ضاع يحيى ما هاعود باقيه على حاجه فالبيت ده ،كله الا يحيى ، زمان سامحت عشانه لكن دلوقت فات زمن السماح ..انت فاهم..!
تداخلت المشاعر بنفس عبدالرحمن ، فهو يعلم جيدا ما آلت اليه الامور سابقا ، و ها هو يعود لنفس الامتحان و لكن بصوره أشد ضرواه ، و موقف زوجته خير دليل على ان شياطين الامس ما زالت تخيم و تهدد باسقاط البيت على شاغريه ، فبعد ان تخطيا الازمه السابقه عادت خديجه الزوجه المطيعه له في كل كبيره و صغيره و الحريصه على ارضائه في ادق تفاصيل حياتهما ، و لكن لهجتها الان بدت مغايره تماما لطبعها ، مما يعني أن الأمر جلل ..و ان سفينته مهدده بالغرق الوشيك ، بَيْد أنه اليوم تعلم الدرس جيدا ، وعليه بالصبر و التكتيك السليم ليتخلص و للابد من انجي الشريف و توابعها…مهما كلفه الأمر …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
رن هاتف يحيى ، ليتطلع إلى الرقم باستغراب ، رد قائلا : الو..
الطرف الاخر : الو انا انجي .. بدون ما نغلط فبعض ، حاجة فاتن و موبايلها اهم على باب الشقه ، تعال خودهم عشان متفتكروش ان معنديش قلب ، بس تنسى ان لها عيش تاني معايا الا اذا وافقت تتجوز خميس ، يا ريت تسمعها البؤين دول..اوكي يا حضرة الفارس الهمام..
يحيى بغضب : انتي متستهليش الواحد يرد عليكي حتى ، و انتي اللي تنسي ان ليكي بنت اصلا ميشرفهاش تكوني امها ..
ضحكت انجي بسخريه : اه من كلام الافلام بتاعنا اللي بتحفظوه و بعدين تقولوا عن افلامنا كخه.. يلا اصل فاتن دي مش وش نعمه..
اغلقت الخط ليخرج يحيى محضرا الحقيبه القابعه على باب الشقه المقابله و بها حاجيات فاتن…
دلف إلى البيت ، ليصطدم بوالده و الذي تبدو عليه ملامح الغضب
قال يحيى محييا : صباح الخير ..
بتر عبدالرحمن كلمات ابنه و قال : و ايه دي ، شنطة السنيوره..
عبس يحيى قائلا : ارجوك يا بابا تتفهم الموقف..!
نظر عبدالرحمن لابنه مطولا ، و تذكر عزمه على مسايسة الامور ، فتلك الطريقه المثلى و لكن التنفيذ يحتاج لارادة من حديد
قال عبدالرحمن : طب اتفضل عشان تفهمني الموقف عشان اتفهمه يا بشمهندس يحيى..!
جلسا سويا في غرفة الضيوف ، ليقص يحيى ما حدث الليله الماضيه ..و حديث انجي معه قبل قليل…
أومأ عبدالرحمن متفهما : انت فعلا عملت اللي المفروض اي راجل يعمله فالموقف ده ، مكنتش تقدر تتخلى عنها ، بس دلوقتي يا ابني مينفعش تفضل اعده معانا ، و بكل بساطه نقدر نكلم كِنان ، ده مننا و علينا ، وهو اكيد سايب مفتاح شقتهم مع البواب او حد من قرايبه عشان يشقروا عالشقه لو حصل حاجه كده و لا كده ، فنكلمه دلوقت و تروح تجيب المفتاح و تعد معززه مكرمه في بيت اخوها..
قال يحيى بضيق : ميصحش بنت تقعد فشقه لوحدها ، الايام دي معدش في امان خالص ..
قاطعه عبدالرحمن : امال يصح تعد في بيت مع تلات رجاله اغراب عنها ، ايه اللي بتقوله ده يا يحيى ، انا مربيك بتفهم فالاصول و اللي يصح و ايه اللي ميصحش…
قال يحيى : انا هاخليه يصح يا بابا..
اضطرب عبدالرحمن ، و تنبأ بما سيقوله ابنه ، قال يحيى : انا بحبها يا بابا و عايز اتجوزها ، دلوقتي هاكتب عليها و يبقى قعادها معانا معلهوش كلام ، هتبقى مراتي ادام ربنا وا لناس ، و هتعد مع ليلى فالاوضه ، هيكون بس جواز ادام الناس ، و من هنا لغاية ما ربنا يكرمني هجبلها شبكه و اعملها فرح و نجيب شقه لينا اما قعاد لوحدها انا مش هاسمح…
حاول عبدالرحمن السيطره على انفعاله و قال : طيب نحسب الامور بالعقل الاول و بلاش التهور ده ، مش يمكن في قريبه لكِنان مستعده تيجي و تعد معاها فالشقه ، و بعدين البنت لسه صغيره عالجواز و مش عايزين نضغط عليها و نستغل ازمتها تقوم توافق عليك عشان بس تلاقي مأوي ليها ، انت تقبلها على نفسك يا يحيى!
قاطعه يحيى : لا… انا متأكد من مشاعرها ناحيتي و بعدين..
هز عبدالرحمن راسه قائلا بنفاذ صبر : طاوعني يا بني الله لا يسيئك ، حتى لو هانفذ كلامك مش لازم برده نكلم اخوها و ناخد رأيه ، مش دي الاصول يا يحيى..!
أومأ يحيى محرجا من صدق كلمات والده ، ليقول : انا هشوف لؤي لو يعرف رقمه في فلسطين و هاكلمه حالا…
أومأ عبدالرحمن قائلا : معلش الكلام هيكون مني له ..
خرج يحيى باحثا عن لؤي ، ليجده على مائدة الافطار مع والدتهم وليلى و فاتن التي تجلس معهم بحرج بالغ..
سأل يحيى : لؤي ، انت معاك رقم كِنان في فلسطين ..؟
قال لؤي بتردد : ايوه ، بس اصل…
قالت فاتن بقلق : اصل ايه ، ارجوك لازم رقمه يكون معاك..
قال لؤي بتلعثم : هو انتو مش بتسمعو اخبار..كِنان دلوقتي نقل شغله من القدس لغزه عشان الجيش الصهيوني أعلن الحرب و دلوقتي طياراتهم بتقصف كل شبر فقطاع غزه …
شهقت ليلى فزعا : انت بتقول ايه ، ده لسه شايفه صورته فالفيس عند المسجد الاقصي…
نظر لؤي بشك تجاه ليلى و قال : دي اتصورها اول ما وصل ، و بعدين هو قالي من يومين انه هينقل غزه .
قالت فاتن و ثقل كبير من القلق يجثم على صدرها : طب مش خدت رقمه في غزه..
أجاب لؤي باضطراب : ما انا اول ما عرفت الليله من يحيى كلمته و كلمته كمان الصبح ، بس مفيش خدمه ، انا قريت ان القصف عطل كل خطوط التليفونات وا لنت عندهم…
قالت فاتن و الدموع تملأعينيها : طب هاطمن عليه ازاي دلوقت..!
لتقول ليلى بأسى : يعني منقدرش نكلمه ، طب نعمل ايه عشان نطمن عليه طيب…
قال لؤي قلقا من أسلوب أخته في الحديث عن صديقه : معرفش ، لغاية اما يصلحوا الخطوط مش هانقدر نعمل حاجه ، دلوقتي مقدمناش غير ندعيله و ندعي لاهل فلسطين المساكين دول..
قال يحيى مطمئنا : اطمني يا فاتن ، كِنان من ضمن صحفيين كتير هناك بيغطوا الحرب ، و اكيد القناه عامله كافة احتياطاتها الامنيه و مش هتعرّض صحفيينها للخطر ، الصحافه خط احمر محدش هيتعرضلهم
قال لؤي بأسى : و الله الصهاينه دول كلاب و لا بيهمهم صحافه و لا اسعاف انت مش بتشوف الاخبار..
غمز يحيى لأخيه يمنعه من الاسترسال و زرع القلق في نفس فاتن على أخيها
فهم لؤي قائلا : بس هو تقريبا بيغطي الاحداث الانسانيه ، ملوش فجو المقاومه و لا جنب ضرب النار ، اطمني يا فاتن ..كلها كام يوم و الخطوط تتصلح و نكلمه ونطمن عليه كلنا ..
ثم قال محاولا نزع القلق الذي سيطر على المكان : بس غريب الواد كِنان ده ، مقليش عمره انه عنده اخت قمرو بسكوته كده ..
تنحنح يحيى قائلا : و الله شكله كان عنده حق..
ابتسم لؤي بعد أن أثار غيرة أخيه ، ليقول مستفزا اياه أكثر : شوفي بقى كِنان ده صاحبي الروح بالروح ، يعني اي حاجه تعوزيها تعتبريني مكانه بالظبط ، اي حاجه ..اوعي تترددي ثانيه …كِنان مكنش بيتأخر عليا فاي خدمه .. و انا عنيا له و لاخته و عيون اخته ..
حضر عبدالرحمن ليقطع على يحيى التوبيخ الذي كان سيقرع اخيه به
قال عبدالرحمن : السلام عليكم …
ثم توجه بالحديث لفاتن بعد أن رد الجميع تحيته : ازيك يا بنتي ، يا ريت تعتبري البيت بيتك لغاية اما نوصلك بالسلامه لبيت اخوكي..
قص لؤي الاحوال في غزه على والده ، ليقول عبدالرحمن محرجا : طبعا يا بنتي تقدري تعدي هنا لغاية اما نطمن على اخوكي ، و ربنا يرجعهولك سالم غانم يا رب..
تأففت خديجه ليغمز عبدالرحمن لها ، ثم قال : تعالي يا خديجه شوفيلي النضاره فين ، عايز اقرا الجرنال..
انسحب عبدالرحمن من الجلسه و تبعته خديجه ، ليقول يحيى : طب يا فاتن دلوقتي هتفضلي مع ليلى ، و لو حصل اي حاجه او احتجتي حاجه كلميني فورا ، انا مضطر اروح الشركه دلوقت..
قاطعه لؤي قائلا : اللي يسمعه يفتكرها شركه بجد ..
قالت فاتن بفخر: بكره انشاء الله هتكون احسن شركه فمصر كلها
ليقول لؤي مغتاظا: اكيد
قال يحيى متكدرا من تعليق اخيه : انا حطيت شنطتك جوه الاوضه و معاها موبايلك ، و لما اوصل هاكلمك..
قالت فاتن : خلي بالك من نفسك … لا اله الا الله
يحيى مبتسما : محمد رسول الله..
خرج يحيى ، لتلتفت فاتن بحرج الى زوج العيون التي راقبتهما ، لتتنهد ليلى و تقول : ربنا يسعدكو يارب ، ده الحب اجمل حاجه فالدنيا..
ليقول لؤي مستدركا حديثها قبل قليل : هو انتي متابعه فيس كِنان اوي كده ليه!
قالت ليلى باضطراب: انا متابعه اخبار الحرب و الصحافه بشكل عام ما انت عارف ، و صاحبك في قلب الحدث فعندي فضول رهيب عن شغله وازاي مصري هناك بالشجاعه دي و بينقل الاخبار بكل جساره..
رفع لؤي كفه قائلا : خلاص وصلت ، ثم قال موجها حديثه لفاتن : اصل البت دي بتموت فالصحافه و الاخبار بس الحاج ربنا يهديه رفض يخليها تخش الكليه زيي .. فبطلع عقدها علينا بقى..
لتقول ليلى : طب عن اذنكو ، ثوان و راجعه يا فاتن اوك، ثم همست لفاتن : هاروح الحمام و راجعه.
قال لؤي بعد أن غادرت ليلى : من فضلك يا فاتن..
فاتن : خير يا لؤي..
لؤي باضطراب : ياريت نفضل على اتفاقنا و متجبيش سيره ليحيى او اي حد هنا اني اشتغلت معاكي فالمسلسل ، الحاج كان يطين عيشتي..
تذكرت فاتن محادثتها مع لؤي ، عندما التقيا سويه لتصوير احد المشاهد في المسلسل حيث قام لؤي بدور صغير جدا ، و رجاءه لها بعدم اخبار يحيى بالموضوع ، حينها كانت على فراق مع يحيى بعد غضبه منها لاكمال المسلسل ولكن اليوم مختلف..
قالت فاتن : بس يحيى اكيد مش هيقول لباباك حاجه.. يعني مش هايفضحك عمد ادامه..
قال لؤي بضيق : اهو يحيى بالذات مش عايزه يعرف حاجه ، و يا ريت تكوني اد كلمتك ومتجبيش سيره له.
أومأت فاتن متكدره من فكرة اخفائها أي معلومه عن يحيى …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قاربت الساعه على الواحده ظهرا ، ليقول مالك : ايه رايكم يا جماعه نطلع كلنا نتغدا سوا، انا هاموت مالجوع ، ها قلتو ايه..؟
قال يحيى الغارق في كتابة احد الاكواد البرمجيه : pass، مش هاقدر انا محتاج اركز دلوقت فاضلي تكه و اخلص العقده اللي فالكود ده..
قالت شيرين بغبطه : انا موافقه ، لتقول سلوى : اوك و انا كمان .. ليقول انس : و انا كمان و الحساب مش عليا طبعا..
ضحكت الفتاتان ليقول مالك : دايما كسفنا كده على طول ..
ليقول انس : كفايه علينا انت مغرقنا فعزوماتك
استمر التناوش بين أنس و مالك ، لحين خروجهم إلى الشارع ، كانت سلوى مستغرقه بالنقار الدائر بينها و لم تنتبه للموتوسيكل الذي فقد سائقه السيطره عليه و كاد أن يصطدم بها ، لولا قيام مالك في اللحظه الاخيره بابعادها عنه بصعوبه ، واصطدام الموتسكيل به شخصيا
هتفت سلوى برعب : مالك مالك… لتهتف شيرين بفزع هي الاخري: مالك انت كويس..؟
هبط أنس على الارض بجانب مالك الذي طرح ارضا من شدة الاصطدام ، ليقول : مالك انت سامعنا ..
قال مالك بتأوه : رجلي ، رجلي اتفرمت ..
قال أنس بسرعه : انا هاوقف تاكسي و ناخدك المستشفى حالا..
قالت سلوى : عربيتي اهيه ، ثوان اشغلها و ننقله اقرب مستشفى..
و في غضون ربع ساعه ، وصل ثلاثتهم مع مالك الى المشفى ، و الذي نقل حالا لغرفة العمليات..
و بعد قلق دام لمده ساعتين ، خرج الطبيب مطمئنا بأن الاصابه و الحمد لله جاءت هينه مقارنه بحوادث السير الاخرى ، مجرد كسر بالقدم و بعد شهر سيتطيع العوده و السير بصوره طبيعيه دون الحاجه لاي علاج اخر
تنهدت سلوى قائله : الحمد لله الحمد لله ، انا مكنتش اعرف ان مالك شهم وجدع للدرجه دي ، لولاه كنت انا دلوقتي اللي متجبسه… بجد مالك ده راجل اووووي
ابتسمت شيرين موافقه سلوى ، و بداخلها مشاعر قلق ، أيعقل أن تتغير نظرة سلوى تجاه مالك بسبب شهامته قبل قليل ، عليها التصرف الان و الا سوف تخسر حب العمر و صديقتها منذ ايام الطفوله ..
نهضت من مقعدها ، متعلله بحاجتها للذهاب الى الحمام ، و دلفت إلى الاستراحه حيث يجلس أنس
قالت بعد أن جلست بجواره : أنس ، انا مستعده اكمل معاك للاخر ، بس يا ريت اللي هتعمله يجيب نتيجه و بسرعه…
ابتسم أنس قائلا : هو ده الكلام…!
يتبع