رواية حب تحت الرمال
¤ أتحيا أم تموت حَيَّة ! ¤
————————–
لم يتعرف يحيى على صوت المتكلم في الهاتف و الذي أخبره بنية فاتن الذهاب الى تلك الشقه ، و تساءل اي حظ هذا الذي ساق إليه كل تلك الأدله ضد محبوبته و في فترة بسيطه ، لم يكن يحيى بالشخص الغبي أو المسلم بالأمور بظاهرها فقط ، لذا أثارت تلك المكالمه الريبة في نفسه …
و بدون تردد قرر الذهاب الى الشقه ، ليس لرؤية فاتن بالجُرم المشهود ، ولكن لتيقنه من أن هناك خطأ ما ، أو محاوله للاذيه ، تجاه فاتن تحديدا ، و بالرغم من كل ما حدث بينهما ، لم يكن يحيى ليصدق بأنها انحدرت إلى ذلك المستوى الحقير ، صحيح أنه عزم على قطع كل صلة بينهما ، و لكنه لن يتردد في مد يد العون لها الآن ، على الأقل حتى يعود أخاها و يتحمل مسئوليتها ، فلقد وعدها و عليه أن يفي بوعده ، خاصه انها ما زالت صغيرة السن و على ما يبدو لا تفكر بعقلانيه بتاتا ، و الا كيف تورط نفسها بالذهاب الى شقه مشبوهه كما قال المتصل ، هناك مَن قام بخداعها بالتأكيد ، لذا اسرع بالذهاب الى العنوان لانقاذها من تلك الورطه
خرج من الشركه ، مستقلا أول سيارة اجره ، حاول محادثتها عبر الهاتف ، و لكن لم يتلق ردا ، بالتأكيد لن تجب على اتصاله بعد الذي دار بينهما في اخر مره تقابلا فيها…
وصل إلى الشارع المقصود ، و اقترب من أحد الباعه المصطفين على الرصيف في تلك المنطقه الشعبيه ..
سأل يحيى : تعرف عماره الخلوصي فين بالظبط ؟
البائع : لا ده لسه كتير ، انت تنك ماشي لقدام لحد اول لفه عاليمين ، ساعتها تحود هناك و هتلاقي عمارتين او تلاته ههههه مش فاكر يا بني ، بس عموما هي انضف واحده فيهم..
أومأ يحيى شاكرا و انطلق حيث أشار البائع…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وصلت فاتن و برفقتها الشرطيه المتخفيه هدى الى الشقه المقصوده ، لتقول هدى : خليكي هاديه زي ما اتفقنا ، انا على اتصال مباشر مع القوه تحت ، متقلقيش…
دقت فاتن الجرس ، لتفتح الباب سيده تبدو في الخمسينيات من عمرها ، و ترتدي ملابس فاضحه للغايه..
قالت السيده بضيق : خير عايزين ايه انتو الجوز…!
فاتن بريبه : هو انس موجود هنا ؟؟؟
السيده : اه ، هو انتو اللي من طرف انس ، اتفضلوا اتفضلوا ، لمؤاخذه اصله قالي بنوته واحده اللي هتيجي
دلفت فاتن و برفقتها هدى الى الشقه ، لتقول فاتن : ممكن تدي انس خبر لو سمحتي…!
أومأت السيده ، ثم قالت : هوكلمنى قبل شويه و قالي اعمل الواجب و زمانه على وصول ، مش هيعوق …
تعالت اصوات الضحكات من احدى الغرف ، لترتبك فاتن مقتربه من هدى و التي بدورها أحست بأن هناك شيء مشبوه في هذه الشقه…
قالت هدى بعد انصراف السيده الى المطبخ : طب انتي ضروري تكلمي انس دلوقتي و تشوفي هيوصل امتى.
أخرجت فاتن هاتفها لتقوم بالاتصال ، ولكنها توقفت حين دق احدهم الجرس ، لتقول : بينله جه اهو…
خرجت السيده من المطبخ ، و بعد ثوان فتحت الباب ، لتفاجىء و معها فاتن و هدى ، بدخول قوة الشرطه ، لتقول هدى : الله هما ايه اللي طلعهم دلوقتي احنا لسه معملناش حاجه…
قال الضابط آمرا : فتشوا الشقه حته حته ..
دلف العساكر الى الشقه ، مقتحمين جميع الغرف ، لتصعق فاتن بمنظر الرجال و النساء الملفوفين بالملاءات، و الذين ساقهم العساكر خارج الغرف…
تقدمت هدى من الضابط و تبعتها فاتن مرعوبه ، لتقول هدى : حضرتك مش تبع القسم عندنا …؟
ابتسم الضابط ساخرا : و الله ، ده انتي متعوده بقى و عارفانا نفر نفر …
هدى بتصحيح : يا فندم انا هاوريك البطاقه حالا..
قاطعها الضابط : خدوهم عالبوكس ، كل الموجودين ..!
هدى باعتراض : لو سمحت …
الضابط : اتفضلي من غير شوشره و في القسم قولي كل اللي نفسك فيه يا حضرة المدمزيل
فاتن ببكاء و قد اقتيدت خلف مجموعة الرجال وا لنساء العرايا : الله يا استاذه ما تعملي حاجه ..
هدى بغيظ : متقلقيش ، كلها كام دقيقه ، و هيجي البقف ده و يعتذرلنا ، ومش بعيد ياخد لفت نظر لانه بوظ الكمين كله …
فاتن منهاره : ربنا ينتقم منك يا أنس …
حاولت هدى طمأنتها ، و لكن الصدمه و مناظر الممسوك بهم اخلت بتوازن فاتن و جعلتها تهذي ببكاء..
وصل الجميع الى بوابة البنايه ، ليخرجوا منها تحت قيادة العساكر ، و من ثم استلقوا سيارة الحجز ..
لتقول هدى : اهو الظابط امير جاي علينا دلوقتي ، متقلقيش…
نظرت فاتن حيث تركزت عيني هدى ، و لكنها لم تهتم بقدوم الضابط ، ما لفت نظرها فعلا هو تقدم شابا يشبه في طلته الى حد كبير من أتعب قلبها و روحها في الايام الماضيه…
تمتمت بخفوت حين تلاقت نظراتهما : يحيى !
ثم سقطت مغشيا عليها …..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تنفس كِنان عبق الصحراء الممتده على جانبي الطريق ، باعثه الهدوء و الريبه الى نفسه في الوقت ذاته و لكنه ابتسم ، فأخيرا عاد لحضن وطنه ، و تمنى أن يعود قريبا و يتواصل مع ليلى …
قال سائق السياره التي أقلته من معبر رفح و ستوصله الى القاهره : احنا هنريح فالاستراحه الجايه ان شاء الله
كِنان : تمام ، و يا رب يكون عندهم نت المرادي…
ابتسم السائق : انتو جيل ما يعلم بيه الا ربنا ، ما احنا كنا عايشين من غير نت و لا موبايلات ، و انتو لو قعدتو ساعه من غير الحاجات دي تبقوا هتولعوا زي حالات ساعتك كده…
ابتسم كِنان بمراره و قال : انتو زمن غير زمانا خالص…
تمتم السائق : كل و قت و له ادان فعلا …
أوقف السائق السياره أمام احدى الاستراحات ، ليترجل كِنان بسرعه ، دلفا الى الاستراحه ، و لكن بعد سؤاله لم يجد هناك أي اتصال بالانترنت مما أثار ضيقه ..
تمتم قائلا : هانت كلها كام ساعه و نوصل ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
استفاقت فاتن لتجد نفسها مستلقيه على سرير في احد المشافي ، اعتدلت في جلستها لتلاحظ جلوس الضابطه هدى على مقعد في زاوية الغرفه ، و حين لاحظت استفاقتها تقدمت منها قائله : حمد الله عالسلامه ، خضتينا عليكي اوي ، ايه يا بنتي لازم تجمدي قلبك شويه…
فاتن بخفوت : و انس قبضتوا عليه …
تنهدت هدى بضيق و قالت : ابن ال… عرف يلعب علينا ، بس جت سليمه و القوه ادخلت و فهمنا بتوع الاداب انك كنتي معانا صمن مأموريه تبع القسم عندنا ، عموما مش وقته الكلام ده
ثم تابعت بمرح : دلوقتي خليني اخرج و اطمن المُز اللي بره ده عليكي ….
فاتن مستفسره : تقصدي مين …؟
هدى بضحكه : اخوكي اللي مش اخوكي ده !
فاتن : الله … هو كِنان بره ؟
ابتسمت هدى : لا ده قالي اسمه يحيى مش كِنان، كان معانا وقت ما اغمى عليكي ، و لئيته جاي جري و مخضوض و بيصرخ فاتن و اصر يجي معانا المستشفى ، بس حاجه لله بتقولي انه مش اخوكي …
صمتت فاتن ، لتقول هدى : طب انا هاخرج و اخليه يدخلك هنا..
فاتن : لا لا ارجوكي ، انتي اشكريه و بس ..
قاطعتها هدى بهدوء : انتي اشكريه بنفسك ، ده كان قلقان عليكي جدا ..ها
أومأت فاتن ، لتخرج هدى ، و يدلف يحيى الى الغرفه بعد دقائق مكتسيا التجهم على قسمات وجهه الوسيم ..
قالت فاتن بتردد : متشكره اوي ، تعبت نفسك جدا..!
يحيى باقتضاب : العفو …
صمت و كذلك فاتن ، ليقول : ايه مش هتسأليني ايه اللي وداني المكان ده ؟
نظرت فاتن له بريبه ثم قالت : و انا مالي ، انت حر تروح مطرح ما تحب…
استنتجت فاتن بان أنس بالتأكيد من أخبره عن عزمها التوجه الى تلك الشقه ، منتقما منها ، ووبخت نفسها على سذاجتها و عدم مقدرتها على خداعه و الان ماذا ، هل سيفضح ستر أختها !
قال يحيى مخرجا اياها من شرودها : عموما ، انا بس جيت عشان انصحك ، يا ريت تنتبهي على نفسك ، و مش معنى انك غلطتي مره يبقى تستمرى على طول فالطريق ده ، ربنا دايما بيدينا فرص عشان نفوق لنفسنا و منكررش غلطنا ، يمكن انتي ضيعتي اول فرصه ، بس ربنا مفيش اكرم منه و اكيد هيوقفلك ناس تانيه تساعدك عشان مترجعيش للسكه دي تاني…!
قاطعته فاتن بغيظ : ميرسي بجد ميرسي ، انت محسسني انك كنت مشقطني من شارع الدول و لا حاجه ، سكه ايه دي اللي كنتي ماشيه فيها ، ما تحاسب على الفاظك…
يحيى بعصبيه : انت اللي تحاسبي على الفاظك ، مسمعتيش نفسك قولتي ايه !
تأففت فاتن قائله : نهايته ، انت عايز ايه دلوقت ، سبني فحالي و سكتي اللي مش عجباك دي !
يحيى بامتعاض : حاجه اخيره بس عشان انا وعدتك … ليلى بتقول ان كِنان رجع تاني يكتب على صفحته عالفيس و بيقول انه قريب هيكون فمصر !
فاتن بلهفه : بجد !
يحيى : ايوه ، و يا ريت بجد تكلميه لانك محتاجه حد يفوقك من اللي انتي فيه ده ! ..
فاتن بعصبيه : ميرسي مره تانيه ، و يا ريت حضرتك تتفضل …!
يحيى بضيق : طب هتعملي ايه لو كِنان طول ؟
فاتن : اعمل ايه فايه !
يحيى : يعني انتي قولتي اعده مع الداده بتاعتك …
صمت … لتسأل فاتن : اسمع انت عايز تقول ايه بالظبط !
يحيى : يعني مش مدايقه من قعادك هناك ؟
فاتن بتنهيده : لا ابدا ، انا بحبها جدا و هي بتعتبرني زي بناتها بالظبط
فرك يحيى عنقه و قال بتوتر : طيب …يعني …
فاتن بتأفف : يعني ايه ..؟
يحيى بقلق : يعني انا خايف ليكون مثلا جوزها او حد من ولادها بيدايقك او….
قاطعته فاتن بسخريه : لا اطمن هي عايشه لوحدها ، جوزها االله يرحمه و بناتها متجوزين و مفيش حد فالشقه غيرها ، متقلقش يا بشمهندس!
وقف يحيى صامتا مره اخرى لتقول فاتن : طب حضرتك تقدر تتفضل يعني انا كمان شويه هاخرج من هنا…
يحيى بحنق : اسمعي انا مش هاخرج الا اما اعرف كنتي بتعملي ايه و رايحه الشقه دي ليه و ايه علاقة البوليس بمراوحك هناك ، البنت اللي معاكي مرضيتش تقولي تفاصيل و بتقول دي حاجه سريه ، انتي متورطه فايه بالظبط؟
فاتن بهدوء : طب قبل ما اجاوبك ، يا ريت تجاوب انت على سؤال وحيد ليا..
يحيى مشجعا : سؤال ايه ؟
فاتن بحسره : انت غيرت رأيك من اخر مره اتقابلنا و لا لسه مصدق اللي شفته عني ….؟
نظر يحيى لها بعينين مَلْئى بالاتهامات ، لتقول فاتن : تمام ، انا كده فهمت ، و ردا على سؤالك ، بعمل ايه و متورطه فايه دي حاجه معدتش تخصك ، و ياريت تكون اد كلمتك و انت اللي تسبني فحالي بقى ، انا مش هاقبل شفقه و لا احسان من حد ، خاصه لو الحد ده نظرته ليا بالوضاعه دي…!
لن يستيطع مساعدتها بعد الان ، ليس بعد تورطها مع اخيه ، كان بامكانه غفران اي شيء لها و لكن خيانتها له مع اقرب الناس اليه قطعت كل جسور المصالحه و الغفران ، و الان ماذا يريد منها ، أهو الفضول لما كان سيكون بينهما ، أم الشفقه كما قالت ، أم ذلك كله بسبب قلبه اللعين الذي لم يقو بعد على فراقها ، تنهد موبخا نفسه ، قريبا سيعود اخاها و يتولى مسئوليتها ، أما هو فصار من المستحيل أن يخدع نفسه أكثر من ذلك ، عليه البدء في النسيان و المضي قدما محاولا التغلب على نزغات قلبه التي ما فتأت تحركه من جديد باتجاه مساعدتها و حمايتها بالرغم مما فعلته بقلبه….
يحيى بتأثر : عندك حق ، حاجه متخصنيش فعلا ، حمدالله عالسلامه و حاجه اخيره هاقولها .. انتي عندك حاجات كتير كويسه و زي ما قلت مش معني اننا نغلط مره يبقى خلاص نضيع عمرنا كله فالغلط ، ربنا غفور رحيم ، انتي قولتي مره انك عايزه تفهمي اكتر ، يا ريت فعلا تحاولي تفهمي و دوري بنفسك و متستنيش حد يدلك عالطريق ، دوري بنفسك يا فاتن ….و ارجوكي قبل ما تعملي اي حاجه فكري .. فكري كتير ، احسن تلاقي نفسك فموقف شبه انهارده ، و مش اي حد تثقي فيه ، ارجوكي تخلي بالك من نفسك ، و كلمي كِنان ، كلميه يا فاتن هو هيساعدك.. انا متأكد….
زفر بضيق محاولا عدم التأثر برجفتها و عينينها الدامعتين ، ثم قال : عن اذنك…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
لم تفق فاتن بعد من صدمة ما حدث في تلك الشقه المشبوهه و لقائها المهين مع يحيى للمره الثانيه على التوالي ، لتفاجأ باتصال نوف بها و التي قالت بصوت مذعور : فاتن .. الحقيني الزفت هددني تاني ..
شهقت فاتن شاعرة بتأنيب الضمير: انتي بتقولي ايه بس ، طب قالك ايه المجرم ده.؟
نوف : كلمني و قال عايز فلوس تاني و ان معاه نسخ كتير مالصور و الفيديو ، و لا مدفعتش هيبعتها لجوزي
فاتن بهدوء : نوف ، اسمعي انتي دلوقتي تنيميه خالص ، لحد ما اتصرف و اقولك هنعمل ايه..
نوف : انيمه ازاي يعني ؟
فاتن : يعني ابعتيله انك هتتصرفي ففلوس بس محتاجه وقت ، تمام ..
نوف : اوك، بس انتي هتتصرفي تعملي ايه بالظبط..؟
فاتن : مش وقت تفاصيل ، هابقى اكلمك قريب اوي..
اغلقت فاتن الخط ، و اتجهت لمحادثه هدى ، مخبره اياها بكل تفاصيل تهديد انس لها و لاختها نوف…
هدى : انا مقدره ان اختك وضعها حرج جدا ، بس مقدمهاش حل الا انها تقدم بلاغ ضده ، زي ما بتقولي متقدرش تصارح جوزها ، يبقى هيفضل يبتزها العمر كله !
فاتن : طب ما انا قدمت بلاغ اهو و مفيش حاجه حصلت…
هدى : اسمعي ، انتي مكنش معاكي دليل ملموس ، لكن اختك بتقولي انه بعتلها مسجات تهديد كتير ، ده غير الفلوس اللي خدها منها ، و اللي كانت بتحولها عحسابه ، دي ممكن تفدنا جدا فالبلاغ ضده..
فاتن : طب هي متقدرش تتحرك الا مع جوزها ، ازاي هتيجي القسم و تقدم بلاغ اصلا..!
هدى : انا هادبر الامور بمعرفتي ، بس انتي ضروري تلاقي حجه و تخرجوا من غيرجوزها ، على الاقل لغاية ما نشوف الادله كفايه ضده ، و لا محتاجين نُمسكه متلبس ..
أومأت فاتن ، لتقول هدى : طب انا هاظبط الامور عندنا فالقسم عشان الاجراءات متخدش وقت كبير ، لاننا عارفين في بنات كتير بيوقعوا فنفس مشكلتكم و بيبقوا خايفين يلجأو للبوليس رغم ان الموضوع بيتم بسريه تامه و الاسماء محدش بيطلع عليها الا المسئولين بس..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
اتصل كِنان بليلى أول ما وطأت قدماه القاهره ، و لكن كالعاده هاتفها مغلق ، حاول الوصول اليها عن طريق الفيس و لكن دون جدوى فلم تكن اون لاين …
قرر محادثة لؤي و جس النبض ، فربما زل لسانه بمعلومه ما عن اخته و فرحها المرتقب..
على الهاتف حياه لؤي : انت دلوقت بجد هنا..؟
كِنان : ايوه لسه واصل حالا..
لؤي : طب انا جايلك دلوقتي ، ها ، اوعى تخرج..
كِنان :استنى بس طمني على اخباركم ايه…
لم يكمل كِنان حديثه ، فلقد أغلق لؤي الخط ن ليتمتم كِنان : ما له متسربع كده ليه !
ليفاجأ و بعد نصف ساعه بطرقات شديده على باب الشقه…
كِنان بخضه : خير اللهم جعله خير ، طيب يا اللي بتخبط جاي اهو..
فتح كِنان الباب ، ليتلقى لكمه قويه في فكه من الطارق الذي لم يتبين ملامحه بعد…
استعاد كِنان توازنه بسرعه كبيره ، ليصدم حين رؤيته للؤي الغاضب
قال كِنان بغضب : ايه الهزار البايخ ده ، انت اتهفيت فنافوخك !
تقدم لؤي مسددا لكمه اخرى لكِنان ، قائلا بغضب : بتستغفلني يا واطي ..
كِنان : انت بتقول ايه !
لؤي بحرقه : ليلى ، ليلى يا جبان ، بتشاغلها من ورايا ، و عاملي بتاع مبادىء و شعارات ، اخس على شكلك يا **** يا *******..
كِنان مدافعا : اسمعني يا لؤي ، عشان خاطر العشره اللي بينا تسمعني و تحاول تفهم..
لؤي بغضب : متقلقش انا مش زعلان منك ، لانك متستهلتش الواحد يعكر مزاجه عشانك ، و خلاص الرووس اتساوت…
كِنان : ليلى ملهاش دخل بحاجه ، ارجوك متعملهاش مشاكل…
ضحك لؤي بسخريه : انت هتوصيني على اختي يا ابوالكباتن ، مش تشوف اختك الاول…
ثم أضاف : و لا اقولك انا عندي فيديو حلو اوي ليها ، استنى شويه..
كِنان بعدم فهم : هي ليلى حكتلك عن فاتن..!
لؤي عابثا بهاتفه : ليلى بس اللي حكتلي ، استنى استنى ، اهو ده ، شوف كده
شغل لؤي الفيديو حيث تخبره فاتن بحبها المزعوم ، ثم أوقف التشغيل على مشهد قبلته لفاتن…
ليلكمه كِنان بدوره بعنف قائلا : يا واطي ..
رد لؤي بلكمه أعنف ، ثم انقض على كِنان المتعب من السفر مسددا اليه ضربات قويه …
قال لؤي بعد أن توجعت قبضته : من انهارده ، لو شفتني فطريق تدور وشك الناحيه التانيه ، انت فاهم ، انا مش عايز اقابلك اشكالك المعفنه و لو حتى صدفه…
خرج لؤي تاركا كِنان ممدا على الاريكه من شدة الارهاق و الوجع من لكماته الغاضبه
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تأكدت نوف من عدم تتبع تركي لها كما حدث المره الماضيه حين خرجت بانفراد مع فاتن ، لتخرج الفتاتان من المول ، مسرعتين في استقلال اول سياره اجره الى قسم الشرطه ..
في داخل القسم ، جلستا قبالة الضابط الذي قال بعد اطلاعه على رسائل التهديد الوارده من انس على هاتف نوف : كده الحكايه بقت سهله خالص…
فاتن باضطراب : يعني هيحصل ايه دلوقت ، ارجوك انا مش عايزه نوف تتورط اكتر من كده..
نوف بقلق : انا مش عايزه اقدم بلاغ ضده ، مقدرش اخاطر ، جوزي لو عرف حاجه هاتفضح
الضابط : بس احنا محتاجين حضرتك تقدمي البلاغ عشان ناخد الاجراءات الرسميه
نوف بحده : مقدرش مقدرش
تنهد الضابط امير ثم قال : بصوا ، بما ان الموقف حساس اوي كده بالنسبه لمدام نوف، فمش هانقدر نكمل باقي الاجراءات بدون بلاغ رسمي .. يعني اللي اسمه انس ده مش هنقدر نحاكمه ..و مقدرش اورطك يا انسه فاتن تاني في اي كمين له ، واضح انه مش سهل خالص ….لكن..
فاتن بأمل : لكن ايه !
ضحك الضابط ناظرا لزميلته هدى : بما اننا اتأكدنا فعلا من وساخته ، هانقدر نزبطه !
نوف و فاتن في نفس الوقت : ازاي يعني !
الضابط أمير : يعني مش هيرجع تاني و يبتزكوا بالصور دي ، و لا يقدر يفتح بؤه معاكو بنص كلمه …
فاتن بأمل : بجد يا حضرة الظابط…؟
الضابط : طبعا ، و لو بس حاول يحتك بيكو باي طريقه او اي صفه على طول رقمي موجود ، و رقم هدى كمان معاكو ، مكالمه بسيطه لينا و هنوديه فستين داهيه باذن الله …
ثم أضاف : و انا اتحريت عنه شويه و طالما هو مش ابن حد مهم و لا ليه صلات مش هيكون في مشاكل ، صحيح مش هينال العقوبه الكافيه لكن على الاقل هيكف اذاه عنكم
فاتن : احنا متشكرين جدا ، بس يا ريت حضرتك تفهمنا ايه الاجراءات اللي هتعملوها ضده ، يعني عشان نكون فالصوره ، زي ماحضرتك فاهم موقف نوف و جوزها مش عايزين نتفاجأ بحاجه..
ضحك الضابط مره اخرى و قال موجها حديثه لهدى : ابقى فهيميهم انتي يا هدى ، بس تأكدوا انه مش هيحصلكو اي ضرر ، الموضوع هيكون بشكل سري ، وده اللي بنعمله فالحالات دي مراعاة لسمعة الضحيه ، و ياريت بنات كتير يكون عندهم الوعي الكافي زيكو كده و ميستسلموش للابتزاز ..
نوف :يارب تقدروا تزيحو هالمصيبه من طريقي..
هدى : متقلقيش ، كل ده هيكون في خبر كان بكره ، اطمني..
نوف : متشكره ليكو بجد
الضابط : احنا فالخدمه يا فندم ..
فاتن : طب احنا مضطرين نمشي دلوقتي ، و لا لسه في اجراءات تانيه ؟
الضابط : في امان لله ، و زي ما قلت لو بس حاول يكلم حد فيكو على طول تكلموني او تكلموا الاداره هنا لانه هيكون عندها تفاصيل الموضوع كله ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
احتضنت فاتن الداده رقيه بارتياح كبير : انهارده هم كبير و انزاح من على صدري يا داده..
رقيه : الحمد لله يا بنتي ، مع اني مش فاهمه حاجه …
فاتن : مفيش داعي اوجع دماغك بالتفاصيل ، دلوقت انا هاكلم كِنان تاني اشوف يمكن رجع القاهره ، لاني سمعت فالاخبار ان الحرب خلصت و اكيد الخطوط رجعت من تاني..
رقيه : طب انا هادخل احضر الاكل ، و ياريت تبقى طمنيني على اخوكي الاستاذ كِنان..
فاتن : حاضر يا داده…
قامت فاتن بطلب رقم كِنان ، و بعد انتظار دقيقه اتاها رده بفتور: ايوه يا فاتن ، خير .؟
توقعت فاتن رده البارد ، و لكنها احرجت و بشده ان تعلمه بمدى حاجتها له ، لتقول : خير ، المهم انت كويس
كِنان : اكيد يعني كويس ..
فاتن : طب الحمد لله ، انا كنت قلقانه عليك جدا عشان الحرب..
قاطعها كِنان بغضب : ما هو واضح جدا ، بدليل اللي عملتيه مع صاحبي !
فاتن بقلق : تقصد ايه ؟
كِنان بازدراء : غرامياتك مع لؤي ، تصدقي انا كنت فاكر انك مأنتمه مع اخوه بس شكلك واخداهم بالجمله !
فاتن باحراج : ايه الكلام اللي بتقوله ده !
كِنان : عموما اقفلي دلوقتي ، حسابنا بعدين!
اغلقت فاتن الخط شاعره باليأس الشديد ، على ما يبدو بطريقه ما .. قام ذوي يحيى باخبار كِنان بذلك الفيديو الملفق لها مع اخيه …
اما كِنان فاغلق الخط ساخطا من نفسه ، ألم ينوي على مساعدة فاتن و الوقوف بجوارها …
تنهد مثقلا بقلقه على ليلى ، اما فاتن و بعد رؤيته لذلك الفيديو فيبدو أنها قضيه محتاجه للنفس الطويل و لكنه بالتأكيد لن يتخلى عنها ، اما الان عليه التركيز على من تستحق فعلا الوقوف بجوارها.. ليلى …
ترى ما حالها بعد معرفة لؤي بعلاقتهما ، هل أخبر أبيها أيضا …لم يجد وسيلة للاطمئنان عليها ، حتى الفيس لم تعد تدلف الى صفحتها كعادتها …و لكن !!!
اسرع بالولوج الى صفحته ، ثم بحث عن اسمها ، وقام على الفور باضافتها…ومن حسن حظه قامت بقبول الطلب في الحال…
لم يضع وقتا ، ارسل لها : انسه ديما من فضلك محتاج من وقتك خمس دقايق بس..
ديما : اتفضل يا استاذ كِنان ، خير..؟
كِنان : اولا ، اوعديني الكلام ما بينا يفضل سري ، انا مش عايز حد ياخد خبر…
ديما : حد مين ، و سري ليه ، انا مش فاهمه حاجه..!
كِنان : دلوقتي هافهمك …
قام كِنان ببث مكنونات قلبه و علاقته بليلى وكل الظروف المحيطه بزيجتها المرتقبه..
لترسل ديما : انا برده كان عندي احساس انكم بتحبو بعض..
كِنان : طب دلوقتي يا ريت تساعديني ..
ديما : ازاي بس..؟
كِنان : انا عايز اعرف ، معاد الفرح ، و المكان ؟
ديما : بسيطه ، بس هتستفاد ايه يعني ..؟
كِنان : ده دورك انتي ، مش انتو تحضروا فرحها ..
ديما : ده سؤال ، طبعا هنحضر ، انا مش هافوت فرح ليلى و لا بكنوز الدنيا ، دي اختي ..!
كِنان : يبقى هتقدري تساعديني و تساعديني جدا كمان ..
ديما : ازاي بس..
كنان : انا هافهمك دلوقتي ، الاول تديني رقم تليفونك
تبادلا الارقام … ثم وضح لها ما ستفعله لمساعدتهما
لتقول ديما : طبعا انا مقدرش اعمل حاجه من دي الا طبعا بموافقة ليلى ..
كِنان : طب يا ريت متجبيش سيره ليها الا ليلة الفرح ، انا مش عايزها تضرب اخماس فاسداس من دلوقتي ، انا عارفها كويس ، هتفكر فاهلها قبل اي حد ، و مش هتوافق ، بس ليلة الفرح مش هيكون عندها وقت تفكر و هنقدر نأثر عليها ، متنسيش يا انسه ديما ، دي رايحه للقبر برجليها عشان اهلها اللي مش حاسين بيها اساسا
ديما : عارفه و فاهمه يعني ايه تحب حد و يبقى مش من نصيبك ، انا هاساعدها على اد ما اقدر..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
جلس يحيى بجوار أخته المرتديه فستان الزفاف الأبيض ، والذي تعجب من انتقاءها له ، فذوق ليلى دوما اتسم بالبساطه على عكس الحله التي ترتديها الآن..
قال يحيى : انا اسف يا ليلى ، من زمان معدناش مع بعض و اتكلمنا ، كنت مشغول عنك بحاجات كتير وياريت تستاهل ، بس الوقت مفاتش انك تفتحيلي قلبك …
ليلى بحزن : الله يكون فعونك ، بس بجد وحشني كلامنا مع بعض ، وضروري نرجع زي الاول ، بس زي ما انت شايف كمان ساعتين تلاته هاكون مشغوله جدا..
يحيى : ما هو ده اللي عايز اكلمك فيه ، انتي مبسوطه يا ليلى ؟
ليلى بابتسامه مزيفه : اكيد مش عروسه و كتب كتابي كمان شويه..
يحيى : ليلى ، ارجوكي ..
قاطعته ليلى غير راغبه في تحميله ثقل مشاكلها : متقلقش ، هي بس رهبة بتبقى جوا اي بنت في الليله دي..
يحيى : طب انا هاسيبك تكملي لبسك ، ولو حسيتي انك محتاجاني انا مش هاتاخر عنك ، ان شاء الله حتى لو رسيت اني اقف قصاد بابا عشانك ، صدقيني الوضع مش هيكون بالسوء اللي انتي متصوراه ..
ليلى : ايه الكلام الكبير ده يا عم ، سوء ايه و بتاع ايه ، اطمن كل شيء تحت السيطره..
خرج يحيى ، تاركا ليلى تواجه المجهول مع تميم بدون اي ظهر ، لم تشأ ان تسبب بمشاكل جديده ليحيى مع والدهما ، يكفي عليه مشاكله الشخصيه ، و انطفاء روحه بعد الذي حل مع فاتن ، و الذي في قرارة نفسها لم تصدقه ، و لكن …
تنهدت مبعده مأساه فاتن عن عقلها ، ليرن هاتفها و الذي سمح لها والدها باستخدامه اخيرا ..
أجابت ليلى : ايه يا بنتي مش هتطلعي تساعديني اجهز
ديما : ايوه جايه ، بس كنت بوزع مامتي و مامتك ، عشان في حاجات مهمه لازم تعرفيها…
ليلى : طب انجزي يا ام العُريف …..
القت ليلى الهاتف على السرير الموجود في الغرفه التي جهزت لها خصيصا في البلد ، لتقوم بالتحضيرات للعرس بداخلها و الذي سيتم في فناء منزل عمها الكبير…
تمتمت ليلى : ال حاجات مهمه ال، تكونش ناويه تكلمني عن ليله الدخله العبيطه دي ، ما هو جيل ما يعلم بيه الا ربنا ، تلاقيها فاهمه عني في الحاجات دي !
دلفت ديما الى الغرفه و علامات القلق تزين قسمات وجهها الطفولي ، لتقول ليلى : مالك يا بنتي قالبه خلقتك كده ليه ؟
ابتعلت ديما ريقها وقالت بقلق : اسمعي ، كِنان كلمني..
قاطعتها ليلى بصدمه : كِنان كلمك ، ليه وا متى و كان عايز ايه ..؟
ديما : واحده واحده الله يخليكي ، انا ركبي سايبه اساسا..
ليلى : ركبك سايبه ، ده انتي اللي سيبتي مفاصلي ، اوعي يكون جه هنا..
ديما و هي تقضم اناملها : ايوه…
ليلى : يا نهار اسود ، وده جاي يعمل ايه…
ديما : اسمعي ، دي فرصتك الوحيده انك تخلصي من ام الجوازه دي ، خدي قرارك دلوقتي يا ليلى ، اصلا الوضع تحت ميطمنش ، حاجه تخوف …
ليلى : هو ايه اللي يخوف ؟
ديما : يا بنتي شكل البلد كلها جايه ، و مش هتقدري تفتحي بؤك بنص كلمه ، و لا حتى يحيى يقدر يساعدك !
ليلى : يساعدني فايه ، ما انا موافقه اني اتجوزه و سلمت امري لله…
ضحكت ديما بحزن: ده دلوقتي بتقولي كده ، بس تحت لما يجي المأذون ويسألك تقبلي تربطي حياتك بالراجل ده ، هتحسي ان شريط ايامك الجايه هيمر ادامك ، ومش هتلاقي فيه ذره امل و لا حب و لا ريحة التفاهم ، ساعتها قلبك و عقلك هيرفضوا بس متأخر ، مش هتقدري تواجهي يا ليلى ، مش هتقدري…
ليلى ببكاء: ادعي عليكي دلوقتي ، انتي جايه تقلبي عليا المواجع و تزيدي همي ، انا خلاص كنت اقلمت نفسي على العيشه دي ، حرام عليكي..
ديما : حرام عليكي انتي نفسك ، ليه كده ، ليه مكلمتيش يحيى ، انا مظنش يحيى كان وقف ساكت و هو شايفك بتدبحي نفسك …
ليلى بتهكم : ايوه بس كان هيخسر بابا ، و مش بعيد تحصل قطيعه ما بينهم بسببي ، انا مش اد اني اشيل ذنب يحيى و احمله ضعفي و خيبتي..ايوه يا ستي انا ضعيفه و مش قادره اواجه و مش عارفه اواجه ..ارتحتي!
ثم أضافت : وبعدين حاولت بدل المره الف ، محدش فيهم مقدر اني بني ادمه و ليا كيان و رأي…
ديما : يبقى تتصرفي ، فات وقت المحاولات ، كِنان مستنيكي على الشارع العام ، و معاه عربيه …
قاطعتها ليلى : مستنيني ليه !
ديما : ركزي معايا ، بعد ما نرجع من عند الست اللي هتعملك شعرك و الميكب ، هتبتدي الستات تتجمع تحت عشان يحيوا الفرح ..و يغنوا و الجو ده ….تمام..
ليلى : اخلصي..
ديما : هاوزع خالتي و ماما … و يهتليهوا بالغناو الرقص الداير.. و بعدين انتي هتستغلي الفرصه ، وتقلعي البتاع ده فالحمام اللي ورا ، ده اللي له باب من الجنينه ، و هاسبلك هدوم تلبسيها و هابقى مستنايكي عالباب ، هاوصلك لاول الشارع و هناك هتلاقي كِنان ، تركبي معاه و تُكتي من ام البلد دي…و ارجع انا عادي كأني كنت موجوده اصلا مع الستات محدش هياخد باله !
ليلى : انتي اتجننتي ، ايه الكلام اللي بتقوليه ده !
ديما : ليلى ، دي اخر فرصه ليكي ، اخر فرصه عشان تعيشي حياتك بالطريقه اللي انتي شايفاها صح ، سامحيني بس مامتك سلبيه اوي ، و ابوكي ظلمك جدا من اول ما منعك تدخلي الكليه اللي نفسك فيها ، وحاجات كتير كنت بشوفك مقهوره عليها ، بس ده جواز يا ليلى ، و ربنا مقالش اننا نكره بناتنا على الجواز ، ابوكي هو اللي بيعمل الغلط مش انتي ، انتي متخيله ازاي راجل مش بطيقيه يلمسك ، يبقى اب لاولادك ، لو مش عشانك يبقى عشان الولاد اللي هتخلفيهم ذنبهم ايه ان تميم يكون ابوهم …
قالت ليلى بحسره : انا لو طاوعته عمري ما هاقدر ارجع ، انتي مش فاهمه يا ديما ، هابقى كده حطيت راس اهلي فالتراب
ديما : و ليه هما مش هاممهم و ابتسامتهم مالودن للودن وهما بيحطو راسك فقبر ضلمه لباقي عمرك !
رن هاتف ديما ، لتقول : ده كِنان ، كلميه يا ليلى ، ارجوكي كلميه و اسمعيه ..و مضيعيش نفسك…!
تنهدت ليلى بحرقه كبيره …. هل تختار أن تحيا …… أو أن تتزوج تميم و تموت كل يوم حَيَّة !
يتبع