رواية حب تحت الرمال
الفصل الثالث عشر
¤ أمِن الجيد أن تعرف نقطة ضعفِ أحدهم ؟ ¤
————————–
قالت فاتن : خلاص معدش ينفع ، انا فرحي كمان اسبوعين !
تمنى يحيى أن تكون تلك مجرد مزحه ، او ألعوبه أخرجتها من صندوق تساليها ثائرةً فيها لكرامتها ، أو لربما هلوسةً التقطتها مخيلتها من ذلك الدور الذي لعبته في مَن كان العلة وراء افتراقهما..
تمنى…و لكن الواقع عارضَ أمنياته ، شاهدها تبتعد عنه بخطوات متثاقله ، وقف لبرهه عاجزا عن اصدار اي رد فعل ، لتلوح له نظرة الانكسار في عينيها ، تلك التي طالعته بها وقت القاء خبرها المشؤوم قبل قليل..
تحرك مسرعا ، و لحق بها ، سارا جنب إلى جنب ، قال يحيى من بين أنفاس متقطعه : استنى ، مش هنعمل زي كل مره ، حد يرمي للتاني كلمه ، و نبقى خلاص خلصنا ، أنا من حقي أفهم ، فرح ايه ده اللي بعد اسبوعين ، و امتي و ازاي و قابلتيه فين ، و لحقتي تنسينا كده بسرعه ، ده انا مفيش يوم مر عليا الا و انتي اول حاجه بصحى افكر فيها وانام قلقان عليها …فهميني ازاي…!
تسمرت فاتن في مكانها ، و قالت بصوت متحشرج : مش لما افهم انا الاول .. انا مبقتش فاهمه حاجه خلاص…ماما عايزه كده و انا مقدرش اشوفها بتتبهدل و اقف ممدش ايدي ليها..
قال و الغضب لم يبارح وجهه بعد : يعني ايه ، هتتجوزي عشان مامتك عايزه كده ..!
تململت فاتن محركه قدمها في حركات دائريه ، و قالت : اصلها مديونه و كاتبه شيكات على نفسها لناس كتير ، و بعدين لو مسددتش هيترفع عليها قواضي و مش بعيد تتسجن ، و انا مش عايزه ماما تتبهدل …
تتبع يحيى تلك الدوائر التي ترسمها بقدمها ، و التي تكشف عن مدى توترها …
قال بصوت هادىء ليبعث الطمأنينه إلى نفسها : طب ازاي جوازك هيحل المشكله …؟
توقفت فاتن عن رسم الدوائر ، و تصلبت قدماها و جسدها بأكمله ، ثم قالت : عشان اللي هاتجوزه وعدها أنه هيسددلها كل المبالغ ديه بس الاول نتجوز…
صعق يحيى قائلا : يعني هتبيعك مقابل انها تنقذ نفسها ، امك دي..
قاطعته فاتن بانكسار : يحيى ارجوك.. مفيش داعي..
ليقاطعها بدوره : مفيش داعي لايه بالظبط ، اظن الوقت جه عشان تشوفي امك على حقيقتها ، الام التي تبيع بنتها متستاهلش اصلا لقب ام ، و انتي مستلسمه كده ليه ، هتضيعي حياتك عشان واحده ضيعت حياتها بارادتها ، اوعي تكدبي على نفسك يا فاتن ، امك دي عمرها ما كانت الام التي تستاهل تضحي بحياتك كلها عشانها ، اوعي تفتكري اني مكنتش حاسس بيكي ، في كل موقف بتيجي فيه سيرتها كنت بشوف الالم مالي عينكي ، انا فاهم يا فاتن.. فاهم اوي مش زي ما قولتي عالمسرح …
أمسكت فاتن بعنقها ضاغطه عليه بشده لتمنع صدور شهقاتها …
ثم قالت بعد أن تمكنت من السيطره على انفعالها : اللي ايده فالميه يا يحيى …
ضحك يحيى بمراره : بس انتي كده هتفضل ايدك فالنار على طول يا فاتن ..
فاتن بحسره : بس دي امي ، مقدرش اتخلى عنها فعز ما هي محتاجاني..
رفع يحيى رأسه إلى السماء ، طالبا العون من الله ، قال بعد أن عنّت له فكره : طب ايه رأيك لو جه حد تاني و ساعد مامتك ، و بكده مش هتضطري تتجوزي ….
بتر كلماته ، ليعود و يسأل بنبره مشتعله بالغيره : صحيح ، مين بقى الفارس الهمام اللي هينقذ مامتك و ياخدك كادو لخدماته الجليله…
ردت فاتن بأسى : منتج المسلسل ، و ارجوك بلاش الاسلوب ده ، انا فيا اللي مكفيني ..
قال يحيى بتصميم : انا عايز اقابل والدتك ، يا ريت تحدديلي معاد معاها و بسرعه..
فاتن : ليه ..؟
يحيى : من غير ليه ، انا ضروري جدا اقابلها …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ابتسمت ليلى سعيده لاجل كِنان ، فصحفته على الفيس زاخره بالصور الحديثه و التي التقطها خلال ممارسته لوظيفته الجديده كمراسل لقناة الحقيقه في فلسطين ، تابعت نقرها على باقي الصور لتقف متأمله احداها بقلق بالغ، حيث يقف كِنان على احدى الحواجز المَلئى بالجنود الاسرائيلين و التي تُنصب في العاده بين مفترقات الطرق لتفتيش المواطنين الفلسطينين من قبل أولئك الجنود ، و خلف كِنان كانت تقف مجموعه من الفلسطينين معظهم سيدات و اطفال و رجال كبار فالسن ، و بحدسها الصحفي استنتجت ما يفعله كِنان و هو توثيق الظلم و الاهانه التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد المتغرطسين الصهاينه …
ابتسمت و لكن بفخر هذه المره و نحت القلق جانبا ، فكِنان و كما حَلُم دوما ..انطلق ليحقق طموحاته و يحدث فرقا في العالم ، و تذكرت حديثهما ذات مره ، عندما أخبرها بأننا سنعيش حياتنا مره واحده فقط ، فاذا عشناها وفق قناعاتنا ستكون المره كافيه ، و لن نبكي بحسره على ما كان باماكننا ان نحققه و نحن على فراش الموت.
انهت مشاهدة الصور ، ثم ظلت متردده لبضع ثوان ، هل تقرا رسالته الاخيره ام تحتفظ بها دون قراءه كالرسائل التي بعثها سابقا او بالاحرى يوميا ، فمنذ وصوله الى مقر عمله في فلسطين ما انفك يبعث لها برسائل لم تعرف محتواها و لم تجرؤ على قرائتها …
انتهت حيرتها حين دلفت والدتها الى الغرفه لتخبرها بحضور تميم ، و بضرورة خروجها لملاقاته..
حذفت الرساله دون قراءتها ، معيدة اياها الى ذلك العالم الافتراضي بضغطة زر Delete، و تمنت لو ان الحياه الحقيقه ملئى بازرار الDelete ، لتحذف تميم من حياتها ، ثم تعود و تحذفه من ذكرياتها ، لتعود مجددا و تضغط زر التأكيد بعدم السماح له بالعوده مجددا…
و على شرفة شقتهم المتواضعه ، وجدته جالسا على احد المقاعد ، ابتسم بتشفى عندما رآها قادمه ، دلفت ليلى و حيته قائلا : ازيك يا تميم..؟
تميم : بخير يا بنت عمي ، بخير ..
اتخذت ليلى مقعدا بعيدا عنه و سألت : ها ايه الجديد ..؟
طرقع تميم أصابعه و قال : الجديد بقى اني قررت ان شاء الله لما نتجوز نعد ويا اهلي ، لان بصراحه يا بنت عمي انا معنديش ثقه فيكي نهائي و لازم تكونلي عيون تبلغني اللي بتعمليه فغيابي …
تلقت ليلى نبأه بلامبالاه ازعجتها هي شخصيا ، الهذا الحد وصل بها الاستسلام ، تجلس متفرجه على حياتها بلا حول و لا قوه…
تنفست بعمق محاولة طرد صورة كِنان على ذلك الحاجز من ذاكرتها ، و لكن تأثيرها كان اقوى من كل ازرار الDelete، لتقول دون أن تفكر في كلماتها : انت ازاي هتضيع حياتك مع واحده انت متاكد مليوون فالميه مش بتحبك ، ليه تعمل كده فنفسك ، ليه متتجوزش واحده مستعده تسعدك ، ليه مصمم عالجوازه دي ليه تضيع عمري و عمرك …
ضحك تميم بسخريه ضاربا كفا بكف : اضيع عمري ، و الله انتي نكته ، متقلقيش عليا يا وزه ، انا مصمم اتجوزك عشان اطلع البلا الازرق على جتتك ، و لا انتي فاكره نفسك هتبقى الهانم.. لا انتي للخلفه و خدمة امي ، اما مزاجي فليه اعتبارات تانيه ، بس متقلقيش هلاقي برده اللي يحبوني و يسعدوني ده البنات على افا مين يشيل ، ال هضيع عمر ال ..
قالت ليلى بحسره : انت مش خايف اقول كلامك ده لبابا …
ابتسم تميم قائلا : مشكلتك يا بنت عمي ، انك مش عارفه ابوكي كويس و لا فاهمه تقالدينا و عادتنا اللي مترسخه فقلب ابوكي قبل عقله ، و اديكي بقالك سنين بتتعاركي وياه على جوزنا ، جبتي نتيجه ، طبعا لا ، لان عمي شارب سلو بلدنا و يوم ما فكر يغلط و يخرج عن العادات ديه ابويا اضطر يدخل و كان الدم هيبقى للركب لولا ان ابوكي فاق قبل فوات الاوان ، عشان كده لا يمكن ابوكي يزعل اخوه الكبير و الا هايبقى في حوار تاني خالص اكبر من مجرد جوازه ما تمتش ..
لم تفهم ليلى مقصده الحقيقي ، بل اثارت كلماته في نفسها تساؤلات كثيره ، سألت بفضول : تقصد ايه بالغلطه اللي عملها ابويا …؟
ارتبك تميم ، و أجاب بفتور : هو احنا هنقلب فالدفاتر القديمه ، سيبك و قوليلي انتي بتستحمي كام يوم فالاسبوع ، اصل الوالده وصتني مخصوص اسألك عشان ننظم المواعيد و ميحصلش احراج ..
ضحك بشكل هستيري ثم اضاف : اصلها بتغير على ابويا لحد دلوقت ، و مش عايزاه يلمحلك ضفر يعني انتي ست العارفين بقى عرايس جداد وكل شويه هيلزمنا الحموم …
نهضت ليلى من مقعدها ناظره له بتقزز و قالت : انا قايمه اصلي و صدقني من قلبي هادعيلك …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
شعرت ديما بالخجل الشديد من نفسها ، فلتوها عادت من المشفى بعد زيارة طويله لأبيها ، و الذي أخبره الأطباء بأن بامكانه الخروج من المشفى غدا و العوده لممارسة حياته بشكل طبيعي ، ليقرر اباها السفر خلال يومين و العوده لعمله ، مما أثار الحزن لديها ، بدلا من ان تفرح لسلامة والدها ، فقريبا ستغادر و تترك لؤي ، و لن تراه مجددا ، ربما لسنين اذا ما سمحت ظروف عمل والدها بالسفر وا لحضور لمصر مره أخرى ..
عدا عن شعورها بالخزي من نفسها ، سيطر التوتر على كل ثنايا جسدها ، ستترك لؤي محاطا بكل تلك الجميلات و اللاتي يشاركنه في ذلك المسلسل ، حتى و ان انتهى منه ، بالتأكيد ستلوح له فرصه أخرى و ربما دور أكبر ، فلقد أخبرها بحماس المخرج الشديد تجاه موهبته ووعده بدور أكبر قريبا ليدخل في مصاف النجوم الشباب ، عليها أن تتحرك سريعا من أجل تغيير صورتها المحفوره في جدران عقله ، فحتى الان لم يغير نظرته تجاهها ، بالنسبه له هي تلك الطفله السمينه محبة الاكل والتسالي…
خرجت من الغرفه و اتجهت إلى غرفة المعيشه حيث تجتمع العائله ، حيّت الجالسين و اتخذت مقعدا لتتفرج بدورها معهم على نشرة الأخبار …
راقبت لؤي و الذي ما انفك يعبث في هاتفه ، لتستحضر تلك الفكره و التي جَبُنت عن تنفيذها سابقا ..
لكن اليوم لا وقت للتردد.. عليها أن تثبت نفسها و جدارتها بحبه ، كما فعلت قدوتها في احد المسلسلات الاجنبيه..
أمسكت بهاتفها ، ليدلف يحيى إلى البيت محييا الجميع بابتسامه باهته ….
سألت خديجه : يحيى ، احضرلك الاكل يا ضنايا…؟
يحيى : متشكر يا ست الكل ، انا هاخد دش الاول و بعدين ابقى اشوف اي حاجه و اكلها متتعبيش نفسك..
اتجه يحيى إلى غرفته ، و عاودت ديما العبث في هاتفها ، باحثه عن تلك الصوره التي التقطتها حين ارتدت البيبي دول الخاص بليلى ، و الذي يظهر مفاتنها بشكل فاضح ..
بعد بحث استغرق ثوان ، وجدتها لتقوم على الفور و دون أي لحظة تفكير بارسالها إلى هاتف لؤي ..
و الان حان وقت الانتظار و التلذذ بردة فعل لؤي …
انتظرت دقيقه ، تلتها دقيقه أخرى ، و لم يصدر هاتف لؤي أي صوت يدل على وصول تلك الصوره إلى هاتفه ، والذي ما زال ممسكا به يتطلع ربما الى احد المواقع الاكترونيه…
التقطت هاتفها لتتأكد إن كانت قامت فعلا بارسال الصوره ، أظهر هاتفها بأن الصوره قد تم ارسالها فعلا ، و لكن …
شهقت ديما رعبا ، و اسرعت عاديه في اتجاه غرفة اولاد خالتها …
لم تطرق الباب ، فيحيى بالتأكيد ما زال في الحمام ، و لحسن حظها وجدت سترته ملقاه على السرير ، أمسكت بها باحثة عن هاتفه …
ليقول لؤي الواقف بالباب : فيه ايه ، مالك قمتي مفزوعه كده .. و بعدين بتفتشي جاكت يحيى ليه…؟
وقفت ديما تبحلق فيه عاجزه عن النطق ، ليقول لؤي : الله مالك يا بنتي ما تنطقي …؟
ألقت الستره على السرير مره أخرى ، و قالت : مفيش…
لاحظ لؤي قبضتها الشديده على هاتفها ، دقق النظر ثم قال : الله .. مش ده موبايل يحيى ….؟
ارتبكت ديما و قالت : اصل ….
ابتسم لؤي : اصل ايه يا مفعوصه ، عايزه تكلمي مين ، و بعدين مش انا من يومين شحنتلك ، لحقتي تخلصي رصيدك ..عموما سيبك من يحيى ، خودي موبايلي اهو ..
تقدم لؤي لاعطائها هاتفه ، لتتراجع ديما على الفور ، قائله : لا بس موبايل يحيى احسن…
صوب لؤي نحوها نظرة مشككه ، ثم قال : هي ايه الحكايه .؟
ليدلف يحيى إلى الغرفه بعد ان أنهى حمامه السريع و دون ان يلاحظ وجود ديما ، نظرا لانشغاله بتجفيف شعره
نهر اخيه قائلا : مالك..صوتك عالي ليه يا لؤي ، بتخانق الحيطان و لا ايه نظامك !
شعرت ديما بالحرج الشديد نظرا لحال يحيى ، فلقد خرج لتوه من الحمام و لم يكن يرتدي سوى منشفه الحمام على وسطه ، ألقت هاتف يحيى أرضا ، و ركضت بسرعه إلى خارج الغرفه…
تطلع الاثنان في اثرها ، ليسأل يحيى : عملتلها ايه المرادي ..؟
رفع لؤي كتفيه و قال : و الله و لا حاجه ، قامت مفزوعه و لحقتها لئتها بتفتش في جاكتتك و بعدين شكلها كانت عايزه الموبايل بتاعك قولتلها تقدر تتكلم من موبايلي مرضيتش…
صمت لؤي ثم استدرك شيئا ما قائلا : بس هي قامت مفزوعه ليه !
التقط هاتف يحيى من الارض ، و قال بعد أن رأى الشاشه تضيء معلنه وصول ملف جديد : حد بعتلك صوره يا كابتن !
فتح يحيى ملف الصوره ،و خلفه لؤي الذي اعتراه الفضول بعد موقف ديما الغير مفهوم ، ليشاهدا بأعين غير مصدقه صورة ديما في قميص للنوم فاضح جدا …
بقيا لثوان يحدقان في تلك الصوره محاولان أن يجدا تفسيرا ما ، ليقول يحيى بحرج : شكلها بعتتها غلط ..
قال لؤي بغضب : انا هاروح اكسر دماغها العبيطه دي..
يحيى بهدوء : سيبك منها ، و انا هاكلم ليلى و توصيها تبقى تاخد بالها بعد كده…
أومأ لؤي موافقا أخيه في الظاهر فقط ، خرج من الغرفه و اتجه باحثا عنها .. وجدها جالسه على احد المقاعد في الشرفه ، حاول السيطره على غضبه والذي تداخلت به مشاعر أخرى ، لم يعتقد قط أنها موجوده تجاه ابنة خالته ، و لكنه انزعج و بشده من وقوع تلك الصوره تحت ناظري أخيه ، أهي الغيره على ديما ، نحى تلك الفكره من رأسه ، فلِمَ يغار عليها …؟
دلف إلى الشرفه ، محاولا تلقينها درسا دون الافصاح عن مشاعره ، فقال بسخريه محاولا اغاظتها : كمان طلعتي عبيطه و مش بتفهمي فالموبايلات ، صحيح انك عيله بجد…
فغرت ديما فاهها ، و شعرت بالخزي الشديد ، فبدلا من تحسين صورتها في نظره ، أضافت الغباء لتزيد الطين بله ، هذا عدا عن موقفها المحرج جدا مع يحيى ، قالت بعد أن استدركت غباءها : و يحيى شاف الصوره ؟
أومأ لؤي : اها ، ثم أضاف بلهجه غاضبه : اوعي تكوني قاصده تبعتيهاله ، ده انا كنت اموتك ….
صمتت ديما ، منذهله من تغير مزاجه ، عاد ليقول : انطقي كنتي بعتهاله مخصوص!
عضت ديما على شفتها السفلى ، لتضيف واحد إلى واحد ، لتحصل على بصيص أمل في طريقها المظلم نحو قلب لؤي ، ربما إن ظن أنها معجبه بيحيى ستتحرك بداخله مشاعر الغيره كما هو واضح أمامها ، و بالتأكيد سيدفعه ذلك الى الافصاح عن مشاعره تجاهها خوفا من ضياعها من يديه …
ابتسمت ببرود و قالت : و افرض ، انت مالك !
ركل لؤي المنضده القابعه أمامها ، شاعرا بالخيبه و أحاسيس أخرى لم يُعرها اهتماما الان ، فلقد خسر من ظنها نصيره الوحيد ضد يحيى ، فعلى ما يبدو أنها من أكبر معجبينه و تلك الصوره خير دليل..
قال لؤي محاولا اخفاء مشاعره الحقيقيه و رد القلم الذي صوبته إلى قلبه : ابدا ، بس انا قلبي عليكي ، شوفي الحاجات دي بتلبسها البنات الموزز ، اللي جسمها مانيكان مش الدباديب اللي زيك..
شعرت ديما بالاهانه الشديده ، قالت مقاطعه اياه : عموما اللي يهمني رأي يحيى ، مش رأي حد فاشل زيك..
لقد علم كلاهما نقطة الضعف لدى الآخر ، و بكل سهوله و دون تردد استلا سكينتهما ووجها لبعضهما الطعنه القاتله ، و للحظات اشتبكت نظراتهما الجريحه في لقاء أبكم ، حرص فيه كلاهما على إخفاء مشاعره الحقيقه ، فديما قابلته بنظره متحديه ، فما عاد رأيه يهم بعد الآن ، أما لؤي أنزل ستارة اللامبالاه على عينيه ، محاولا إخفاء تأثير تلك الكلمه في نفسه…
أشاح كلاهما بنظره في نفس الوقت ، و كأنهما اعلنا و بصمت ان لحظة الفراق قد حانت …
ابتسم لؤي بمراره ، فلقد خسر مؤيدته الوحيده ، و لكن المضحك المحزن انها أيدته أيضا في اعلان لحظة الوداع…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
شعرت شيرين بمدى صدق المقوله بأن الحب كما يجلب السعاده فإنه يحمل في طياته ألما كبيرا ، لقد كان من الصعب عليها اليوم الجلوس و مشاهده مالك يتودد إلى سلوى بتلك الطريقه التي تفضح مشاعره القويه تجاهها ، لم تستطع المكوث دقيقه أخرى ، حملت حقيبتها و همت بالمغادره..
قال مالك بنبره متفاجئه : ايه يا شيري انتي مروحه ؟؟؟
ابتسمت شيرين و انتعش الامل بداخلها ، فقد لاحظها اخيرا ، قالت : ايوه ، الوقت اتأخر و مضطره اروح..
نظر مالك بضيق وقال : طب احنا فضلنا يدوب عشر دقايق و نخلص ، استني كمان شويه ، بلاش سلوى تروح لوحدها فالوقت المتأخر ده …
عادت لتجلس و قد انطفأ الأمل بداخلها ، قال أنس الملاحظ لتصرفاتها : ما قلتلك حلها عندي …
قالت شيرين و كأنها تبرر مجاراتها له فالحديث : عندك حق ، سلوى مش بتحبه ، يبقى حرام اوي يعلق نفسه بيها بالشكل ده ، بجد حرام ، ليه كلنا لازم نتعذب كده ، انا و سلوى و مالك ، ايه الحكمه فكده ، ليه اللي بنحبهم مش بيحسوا بينا ، ليه مش فاهمه ليه …!
قال أنس : شوفي انا عمالي بمخمخ في حاجه كده و لو قدرت اسبكها هنطلع كلنا بمصلحه جامده..
نظرت شيرين تجاهه بقلق و سألت : انت ناوي على ايه بالظبط ؟
أجاب انس : لما اسبك الحكايه ، هاكلمك و انتي حره لو حابه انفذ هانفذ بس طبعا كله بتمنه ، و انا هاضطر اجل حاجات ضروري اعملها ، بس عشان خاطرك تتأجل و بدال ما بقى انا المستفيد الوحيد ، كمان انتي تزيحي انتيمتك من طريق حبيبك و برده كمان هي الاوخرى نفضيلها الطريق لقلب يحيى ، وكله كله كسبان و ربنا ، بس انتي جمدي قلبك كده ، التكتيك ده محتاج قلب أسد مش قطه يا قطه…
لم يفصح أنس عن ما أطلق عليه ” تكتيك ” و لكن في قرارة نفسها أيقنت بأنه بالتأكيد سيتبع طريقا ملتويا ، و لكن عدا النقود التي سيحصل عليها منها ، ما هي مصلحته تحديدا…
همت بالسؤال و لكنه أوقفها بعد أن استطاع قراءة مقصدها دون كلمات : مستأليش حاجه دلوقتي ، فكري انتي مستعده تروحي للاخر عشان تنولي اللي عايزاه و لا مش اد المخاطره و هتنخي بسهوله ، فكري و كلميني و ياريت بسرعه ، اصل اخوكي مزنوق اوووي…
ابتلعت شيرين ريقها قلقه من نفسها التي بدأت تسول لها بالموافقه على خطته ايا كانت ، فكل شيء جائز في الحب و الحرب كما يقولون …أو هكذا بررت ضعفها
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في صباح اليوم التالي حضّرت ديما حقيبتها ، و ودعت ليلى متنميه لها التوفيق في حياتها ، و سرا دعت لها بأن يزيح الله غمة تميم عنها و إلى الأبد ، سلمت على زوج خالتها و احتضنت خالتها التي أوصتها بنفسها خيرا .
حضر يحيى و الذي سيرافقها حيث الفندق الذي يقطن فيه حاليا والديها بعد خروج أبيها من المشفى ..
قال يحيى : مش يلا بينا …
ترددت ديما لثوان ، ظنا منها بأن لؤي سيخرج لوداعها ، و لكن يبدو أن ستارة النهايه على ما كان بينهما ، أيّا كان تعريفه ، قد أُسدلت و إلى الأبد …
ابتسمت نصف ابتسامه و قالت : اها انا جاهزه ، و اسفه هاتعبك معايا…
فرك يحيى جبينه و قال : تعب ايه بس ، ده احنا هنفقتدك جدا ..
ثم اقترب منها هامسا : خصوصا الواد لؤي ، بس يلا ربنا بيحبك و هتخلصي منه و من رخامته…
ابتسمت ديما اثر كلماته ، و نحت حرجها منه بسبب تلك الصوره و سألت بصوت خفيض : بجد ؟
أومأ يحيى برأسه ، غير مدرك لمدى تأثرها بكلماته ، ثم أضاف : ايوه ..ده سألني ميت مره امتى هاوصلك
حمل حقيبتها و فتح الباب ، لتسأل ديما بعد أن أصبحا خارج الشقه : احم.. طب ليه مصحيش يودعني…؟
نظر لها يحيى بحيره ، لتقول ديما بتوتر : اقصد يعني هو دايما اللي كان بيوصلني ، انت على طول مشغول ، ووراك حاجات مهمه ، ثم أضافت بمرح لتخفي حرجها : مش فاضي تشتغل الشوفير بتاعي زيه…
قطع عليها استرسالها في الحديث ، ظهور لؤي بالباب …
قال لؤي بقنط : طب كويس اني عرفت مقامي عندك..شوفير و فاشل و ايه كمان …
قالت ديما و قد تذكرت كلماته القاتله لها البارحه : مقصدش بس يحيى اكيد وراه مسئوليات اكبر منك بكتييييير
تدخل يحيى قائلا : صلوا عالنبي يا جماعه ، وانت يا لؤي ديما خلاص هتسافر بكره ، مفيش داعي لاي زعل بينكو ، أضاف يحيى مازحا بعد أن لاحظ مدى التوتر بينهما : يلا يا ولاد كل واحد يعتذر للتاني و يا دار مدخلك شر..
بقى الاثنان مسمران يحدق كل منهما للاخر بعناد واضح، ليقول يحيى : ها هنفضل عالحال ده كتير ..!
قال لؤي بحنق : لا ازاي ، حقك عليا يا ديما ، و ابقى خودي بالك من روحك ودراستك وعايزينك الزياره الجايه تظبطي نفسك كده عشان تقدري تبعتي صور عِدله لمعجبينك..
قال يحيى بغضب : الظاهر مفيش فايده فيك ، يلا بينا يا ديما …
تبعته ديما بعيون دامعه و تبعتهما نظرات لؤي الحانقه عليها و على أخيه ….غير عابئا بصوت ضميره..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
استيقظت نوف شاعره بالارهاق الشديد من ليلة امس حيث تم زفافها على تركي ، و لكن تحاملت على نفسها و نهصت من الفراش لتستعد لسفرهم اليوم لقضاء شهر العسل في مصر كما وعدها زوجها المحب ..
ابتسمت و دلفت إلى الحمام ، لتجد رساله على المرآه من تركي ، يخبرها فيها بأنه يحبها و سوف يعود قريبا بعد أن يقوم بدفع الحساب للفندق…
شعرت بالغبطه الشديده ، و تساءلت كيف يوما أحبت رجلا غيره ، وعند هذه الفكره شعرت بالقلق الشديد ، فالرساله الأخيره من أنس كانت توحي بتلميحات مقلقه ، ولكن ستتفاءل خيرا ، بالتأكيد رسائله كانت وسيله لينفث عن غضبه ليس الا ، و مع الوقت سينساها ، كما تناسته هي في خضم فرحتها بمعاملة تركي الحانيه معها ، أنهت حمامها و فتحت الخزانه لتختار ملابسا مريحه للسفر ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بعد أن قام بتوصيل ديما إلى وجهتها ، هاتف فاتن ، و التي ردت عليه فالحال ..
يحيى : ها كلمتي مامتك..؟
فاتن بتردد : اصل..لو حابب تكلمها يبقى دلوقتي ، لانها عندها تصوير كمان ساعه ..
يحيى : و مالك قلقانه كده ليه..؟
فاتن : اسمع ، تعال دلوقتي و بسرعه ، و سوري انا مقلتلهاش انك عايزها فموضوع ، مش عارفه بقى ، اتصرف انت بمعرفتك …
تأفف يحيى : حاضر ، انا طالع فالاسانسير ثوان واكون عندكو…
و بعد ثوان ، دق جرس الباب ، فتحت فاتن قائله : انا هاديها خبر دلوقتي ، اتفضل فالصاله عبال ما اقولها
أومأ يحيى تابعا فاتن حيث أشارت إليه بالجلوس …
دلفت فاتن إلى غرفة والدتها ، و التي كانت تتزين من أجل المغادره بعد دقائق ..
سألت انجي : مين ؟؟؟
قالت فاتن بتوتر : ده يحيى ، جاي مخصوص عشان يتكلم معاكي..
ضحكت انجي بسخريه : و ده عايز ايه ، مش انتو خلاص فركشتو..!
تململت فاتن ، لتصرخ انجي بغضب : هو انتي رجعتيله يا حيلة امك !
فاتن : ماما ، وطي صوتك ، يحيى فالصاله..
انجي بغضب : عايز ايه انطقي….
فاتن بذعر : معرفش … و ربنا ما اعرف
سددت انجي نظره حانقه باتجاهها و خرجت لملاقاة يحيى و تبعتها فاتن لتدلفا الصاله سويا…
انجي : اهلا و سهلا بجارنا الكريم ، فاتن قالتلي عايزني فموضوع ها ..خير..؟
نهض يحيى من مقعده قائلا : اتفضلي حضرتك عشان نقدر نتكلم ..
جلست انجي بتأفف ، و جلس يحيى قائلا : انا جاي اطلب ايد الانسه فاتن ..
قاطعته انجي : فاتن مخطوبه وفرحها بعد اسبوعين ، اسفه جيت متأخر اوووي
قال يحيى ببرود : لو تقصدي عالصفقه اللي عملتيها فانا مستعد اسددلك الديون و الشيكات اللي عليكي ، و كمان نقدر نوكل محامي شاطر و هو ينظملك الدفع بطريقه قانونيه و يتفاهم مع الديّانه ..
قالت فاتن بدهشه : منين يا يحيى ..؟
ضحكت انجي بسخريه : هو انت حيلتك اللضا ، قومي يا بني شوف اللي وراك و متعطلنيش اكتر من كده..
قال يحيى بحنق : يا ريت حضرتك تتكلمي باسلوب احسن من كده …
انجي : و كمان هتعلميني اتكلم ازاي يا جربوع انت..
نهض يحيى من مقعده قائلا : عموما انا هاعمل خاطر لفاتن ومش هارد عليكي..
انجي باستهزاء: لا والله كتر خيرك ..
فاتن : ماما ارجوكي ..ميصحش كده !
يحيى بغضب : مفيش داعي يا فاتن ، انا ماشي و هاكلمك بعدين …
خرج يحيى ، لتقول فاتن : انتي ايه مشكلتك ، الفلوس ، ووعدك يحيى يدفعهالك ، ليه تعامليه بالطريقه دي..؟
صرخت انجي بغضب : انتي اتهطلتي فنافوخك ، فلوس منين اللي هيدفعها دي ، هو اي حد يقولك بؤين حمضانين تقومي مصدقاه ، يا خيبتك التقيله يا انجي ، يا بت ادردحي شويه ..
قالت فاتن مختبره والدتها : طب افرضي افرضي كلامه صحيح ، يبقى مشكلتك اتحلت و انا كمان مش هاضطر اتجوز اللي اسمه خميس ده !
حتى و ان امتلك يحيى مالا وفيرا ، لم تكن فاتن لتوافق على تسديده ديون والدتها ، و لكن أرادت بنقاشها ذاك أن تضع النقاط على الحروف بالنسبه لبعض الشكوك التي اقلقتها تجاه والدتها ، فأثناء تصوير المسلسل وعدتها بأن يكون الأخير و بأنها ستسدد جميع ديونها حال حصولها على اجر فيلمها الحالي ، و لكن كل شيء تغير بعد انتهاء المسلسل ، لتبوح لها انجي بأخبار جديده عن ديونها المزعومه …
قالت انجي بحنق : هتتجوزيه و رجلك فوق رقبتك ، ده هو الوحيد اللي لسه مستعد ينتجلي..
قالت فاتن بغضب : يعني مش حكايه ديون و فلوس و شيكات ، انتي بس خايفه لنجوميتك تنتهي و عايزاني انا ادفع التمن عشان تفضلي عايشه فالمجد والشهره بتوعك..
قالت انجي بازدراء : مش عاجباكي الشهره والمجد ، دول اللي دخلوكي احسن مدارس و لبسوكي احسن لبس ، ده انتي الوحيده فولادي اللي اتنازلت و قررت اربيكي ، عارفه يعني ايه صوري تتنشر و معايا بنت شحطه ادك ، عارفه يعني اسمع بوداني الناس بتتكلم اني عجزت و بقت عندي بنت عروسه ، و مع ذلك اتحملت و مرضتش ارميكي ، لان ابوكي لا يمكن كان يتحمل مسئوليتك و لقتني باجي على نفسي و اقول ما اربيها يمكن تنفعني بعدين ، و دلوقتي دي جزاتي ..جزات معروفي معاكي ، عايزاني ادفن بالحيا …
ثم أضافت انجي بتأفف : ده كل اللي يهمك نفسك و بس .. انا فين .. فين تقديرك لتضحياتي اللي عملتها عشانك …
قالت فاتن : انا اسفه مقدرش اضيع حياتي مع واحد زي خميس ، اطلبي اي حاجه تانيه لكن ده مستحيل ، مستحيل ارتبط بيه بس عشان المجد و الشهره بتوعك ، و صدقيني دوام الحال من المحال ، و قبلك فنانات كتير ملو الدنيا شهره و صيت و دلوقتي محدش بيسمع عنهم حاجه ، ارضي بنصيبك يا ماما ، ارضي باللي ربنا كتبهولنا ، و انا والله مستعده اديي عنيا ليكي بس جواز من الراجل ده مش هاقدر ..مش هاقدر
قالت انجي بحزم : اقسم بالله لو ما اتجوزتيه لكون طارداكي بره البيت و ابقى وريني هينفعك ازاي سي يحيى بتاعك..
قالت فاتن بانكسار : و انا قلتلك رايي و مصممه على قراري…
قالت انجي : يبقى خلاص ، لمي هلاهيلك و تفضلي بره بيتي ..
فاتن : ماما ارجوكي ..
قاطعتها انجي : انهارده ارجع ملاقيش اثر ليكي فالبيت ده انتي فاهمه ..!
خرجت انجي لمقصدها تاركه فاتن في حيره من أمرها ، بالتأكيد كانت تلك لحظة غضب من والدتها و حين عودتها سيتصالحان كما يفعلان دوما …
أمسكت فاتن بهاتفها لتحادث يحيى و تطيب خاطره بعد معاملة والدتها الجافه …
أجابها فور تلقيه المكالمه : كويس انك طلبتيني ، كنت لسه هاكلمك حالا..
فاتن : انا اسفه يا يحيى ، بس هي ماما كده ، مش بتفكر الا بالفلوس و الشهره و بتقيم عالناس على الاساس ده ، بس عايزك تعرف ان انا مش هي ، و لا يمكن كنت اقبل انك تسدد الديون اللي عليها ، لا يمكن استغلك بالشكل ده ..
قاطعها يحيى : انا عارف انك مش شبهها فاي حاجه ، يمكن بس ملامحكو شبه بعض، لكن اللي جوه غير يا فاتن …غير اوي ، و بعدين انا لسه عند كلمتي و مش هسيبك تضيعي نفسك..
قالت فاتن : مفيش داعي للكلام ده ، انا خلاص مش هاتجوز اللي اسمه خميس ده ، تصور ماما كدبت عليا و مكنش فيه ديون و لا حاجه و لا كنت مضطره امثل فالمسلسل كمان ، كل همها كان ازاي تقنعه يفضل ينتجلها عشان تحافظ على الشهره و النجوميه بتاعتها..
لعن يحيى بغضب ، ثم قال : انا كان عندي احساس كده بردو
قاطعته فاتن : بس انت كنت هتجبلها فلوس منين يعني ؟؟
قال يحيى : الشركه الكوريه عملت منحه للشركه بتاعتنا كمساعده لينا في بداية الطريق..
هتفت فاتن غير مصدقه : يعني كنت هضيع شركتك و حلمك عشاني ، انا مش عارفه اقولك ايه يا يحيى ، بجد انا ربنا بيحبني اوي انه بعتلي حد زيك ..
قال يحيى : حلمي مش هيكون له معني وانتي مش معايا يا فاتن ، مفيش حاجه هيكون ليها طعم من غيرك ..
ابتسمت فاتن محرجه من افصاحه عن مشاعره و قالت بتلعثم : طب مش هاعطلك اكتر من كده كفايه امبارح
ابتسم يحيى قائلا و قد شعر بخجلها : طب خلي بالك من نفسك …لا اله الا الله
فاتن : محمد رسول الله…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أرادت فاتن السهر و انتظار والدتها لتتمكن من مصالحتها ، بعد النقاش الحاد بينهما هذا الصباح ، و لكن نظرا لارهاق فاتن ، فضلت النوم و تأجيل ذلك لصباح الغد…
كانت تغط في نوم عميق ، حين أستفاقت على صوت والدتها الغاضب : انتي لسه هنا ، قومي ، قومي يلا بره بيتي …شدت عنها الغطاء و أمسكتها من ذراعها : يلا قومي روحي لحبيب القلب اللي بعتي أمك عشانه..
بعد دقيقه من استيعاب فاتن لما يحدث حولها ، قالت : ماما ..اهدي الله يخليكي الساعه تيجي 2 الفجر..
جذبتها انجي بكل قوتها ، لتنهض فاتن من الفراش ، قالت انجي : يلا بره .. بره بيتي..
فاتن بتوسل : انا اسفه يا ماما ، بس ارجوكي تهدي …
انجي بتصميم : مش اهدى الا ما تخرجي بره البيت ، عشان تشوفي المرمطه و الذل على اصولهم ، و ساعتها تتمني ترجعي عندي و لو خدامه..
فاتن بضيق : هو انا عملت ايه لده كله ، حرام عليكي ، هو انا عدوتك
انجي : ايوه ، عدوتي ،عندك كل حاجه ..كل حاجه مش عندي ، الشباب و الجمال و الجسم و الرجاله اللي هتتهوس عليكي و ياريتك حاسه بالنعمه اللي انتي فيها و بتحاولي تستغليها و تستفيدي منها ، لا بس اعده فوشي تخليني اتحسر على نفسي ، اخرجي بره منيش طايقه اشوف خِلقتك …
جدبتها انجي ، ساحبة اياها حيث باب الشقه ، فتحت الباب ، و دفعتها للخارج قائله : ابقى خليه ينفعك..
أغلقت انجي الباب ، وسط ذهول فاتن من تصرف والدتها ، صحيح أنهن اختلفن كثيرا في السابق و لكن لم يصل الأمر لهذا الحد ابدا..
دقت فاتن الجرس ، لتفتح والدتها قائله : انت مبتفهميش ، خلاص رجلك عمرها ما هتعتب البيت ده ..انتي فاهمه..
قالت فاتن بتوسل : ماما ارجوكي ، احنا داخلين الفجر ، هاروح فين دلوقت..
انجي : في ستين داهيه…
فاتن : طب خليني اغير هدومي ، طيب…
أغلقت انجي الباب غير عابئه بتوسلات ابنتها…
أسندت فاتن رأسها على الباب مفجوعه و لا تدري كيف ستتصرف…
يتبع