رواية حب تحت الرمال
الفصل الحادي عشر
¤ ما بين ظُلمة اليأس و بصيص الأمل ¤
————————–
وقف يحيى مصدوما من تصرف أخيه الأصغر ، و تمنى أن يقدر على التماس العذر له كما فعل في الفتره الأخيره ، و لكن أي عذر هذا الذي يجعل ضرب فتاه صغيره كديما مبررا ، ربما حان الوقت لاتخاذ موقف حاسم تجاه التقلبات التي عصفت بأخيه مؤخرا و اعطائها رد الفعل المناسب ، فالرسول اوصى رفقا بالقوارير ، و اوصي بأن انصر اخاك ظالما او مظلوما، و أخاه هنا ظالما لمن تُرِكت أمانه في كنفهم ظنا من والديها بأنها ستلقى الرعايه و المعالمه بالحسنى.
استدار لؤي قائلا بغضب : اه جتلك عالطبطاب بقى..
يحيى باستهجان : هو ايه االي جاني عالطبطاب !
لؤي : انك تظهر البطل اللي مفيش منك و لا فاخلاقك و يا عيني هتيجي و تنقذ السنيوره من الولد الفاشل التلفان
هز يحيى راسه بخيبه و قال : مش هتبطل الحقد اللي مالي قلبك ده ، انا بس نفسي افهم انا غلطت فحقك فايه و لا المسكينه دي كانت عملتلك ايه ، لو عندك مشكله يبقى تخليك راجل وواجهها و حلها مش تقرفنا و تطلع عقدك علينا ..
ضحك لؤي بسخريه و قال : شوف مين بيتكلم عن العقد ، ده انت اكبر معقد فالدنيا و لا فاكر عشان بنت الفنانه بصتلك تبقى خلاص كووول، لا يا نجم انزل من عالمسرح ، دي اكيد بتتسلى على الهبل اللي انت فيه
ظهرت ملامح الاستغراب على وجه يحيى ، ليقول لؤي : ايه فاكر محدش يعرف انك ماشي معاها ، شفت بقى لو انا حقود و معقد زيك كنت جريت على الوالد و قولتله بس انا احسن منك ، سامع احسن منك ميت مره ، و بكره هاثبت للكل اني احسن منك سامع …. سامع !
زفر يحيى بضيق شاعرا بالاختناق ، و الحسره على مَن كان يوما رفيق الدرب …. والظل الذي يلازمه …شريك المؤامرات و كاتم الاسرار …الاخ الصغير و الصديق الكبير ..كبير بحجم مساندته لاخيه في كل المواقف …كلها صفات دُثِرت منذ مده و الان فقط أُعلن عن استلام رُفاتِها ، ربما في قرارة نفسه أحس يحيى بتغيير كبير في علاقته بأخيه ، تغيير لم يستسيغه ولم يشأ أن يقر بوجوده ، لقد تمنى ان تكون سحابة صيف عابره ، و لكن اليوم بات من المستحيل عليه ان يضع راسه في الرمال و يتغاضى عن الحقيقه الماثله امامه…
همست ديما بخوف : دي خالتي صحيت !
استدار الاثنان ليواجها والدتهما خديجه التي هرولت مسرعه في اتجاه المطبخ بعد أن أغلقت باب غرفة النوم على زوجها بهدوء شديد
قالت باستنكار حين اصبحت وجها لوجه مع ابنيها : ايه الحكايه ده داحنا داخلين الفجر و لو ابوكو صحي و شافكو بتتخانقوا مش هيحصل طيب !
يحيى مدافعا : يعني عايزاني اشوفه بيضربها و اقوله تسلم ايدك
خديجه باستغراب : يضرب مين !
و تنقلت بنظرها بين ديما و لؤي الذي ارتسمت على ملامحه سيمات المذنب ، لتسأل بصوت خفيض مُتْرَع بالغضب : هو ضربك ؟
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أن تحب للمره الأولى تعني عند البعض أن يدق قلبك بطريقة مختلفه حين ذكر اسم الحبيب وأن تعلن قسمات وجهك تهاليل الفرح عند رؤيته ، و استغلال كل فرصه للتندر بكل كبيره و صغيره حصلت في موقف ما جمع بينكما ، و لكن بالنسبه لديما هناك تبعات اخرى لذلك الحب ، و بالرغم من صغر سنها ، فلقد فَطِنت إليها ، فأن تحب في نظرها تعني أن تتحمل مسئولية مَن احببت ، و إن كان أخطأ لؤي في حقها الا انها لن تتخلى عنه في هذا الموقف العصيب ..
قالت ديما بثقه : طبعا لا يا خالتو ، ده احنا كنا بنهزر ، بس الظاهر يحيى ملوش فالهزار ..
ثم أضافت ناظره ليحيى : ايه يا ابيه مش تفكها شويه
كانت الدقائق القليله التي تلت انكار ديما لحادثة ضربها.. مَلْأَى بالصمت المُكبل بقلة الحيله ، فيحيى وقف عاجزا عن تكذيب ما رأى بأم عينيه خوفا من اشعال مزيدا من البغضاء بينه و بين أخيه ، ووالدته ارتأت ان تؤجل هذا الجدال حتى الصباح لتستطيع الانفراد بديما و محادثتها دون حرج ، أما لؤي و ديما فقد تبادلا النظرات الصامته التي تشع ندما و امتنانا من قبل لؤي و عتابا حزينا أخفته ديما حين قالت بمرح : ده حتى لؤي اصر يقعد معايا لحد اما اكل الساندويتش عشان بخاف بليل
و التفتت لتشتبك نظراتها بيحيى باحثه عن تأييد ما ، ليفطن يحيى إلى نيتها ، فقال رافضا التواطء معها في كذبه لن تضُر سواها : طب انا يدوب لسه راجع ، اما الحق اناملي ساعتين ، تصبحو على خير
و أمسك براس والدته يقبله قائلا : تصبحي على خير يا ست الكل و اسف لو صوتنا فوقك
ربتت خديجه على يده ، و بادلته نظره متفهمه و ردت : و انت من اهله يا حيلتي ..
افلت يحيى راس والدته و استدار ليرى النقمه مرسومه مره أخرى على وجه أخيه ، وجه إليه نظره معاتبه ثم غادر إلى غرفته..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
حسنا لقد رآها ، تلك النظره القاتله في عيني أخيه الأكبر و لكنه سمع أيضا وصف والدته الأخير، “حيلتي “، لتُمحِي شعوره بالذنب تجاهه ، قبل قليل كان سماع كلمة فاشل من فم ديما كافيا لجعله يصب جام غضبه عليها ، لتأتي كلمة والدته و تعيد اشعال هذا الفتيل ، و لكن الفرق انه لن يتسطيع النفث عن غضبه الان من والدته و التي على ما يبدو انضمت إلى قافلة أنصار يحيى كما فعل والده منذ مده ، حتى ليلى و إن لم تنطقها يوما الا أن أفعالها دوما تُفصح عن ما عجز لسانها عن قوله فيحيى هو الاقرب إلى شخصها و قلبها …
نظر لؤي في اثر ديما التي رافقت والدته خارج المطبخ ليذهبا لاكمال نومهما ، و ابتسم ، فاخيرا أصبح المفضل عند أحدهم ، ألم تُكذِب يحيى جهارا و أمام عينه ، لقد دافعت عنه غير عابئه بالعواقب ..
و المهم .. المهم.. أنها كَذَبت يحيى و لم تلق بالا ان كان ذلك سيغضبه ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
استيقظت فاتن مبكره بالرغم من سهرها لساعة متأخره الليله الماضيه ، تمطت في فراشها لتزيل اثار النوم عن جسدها ، ثم أخرجت هاتفها من الشحن ، و نظرت للشاشه التي أخبرتها بأن الساعه لم تتعد السابعه بعد ، بالتأكيد لن يهاتفها يحيى في مثل هذا الوقت المبكر ، و عليها الانتظار ريثما يحين موعد خروجه إلى العمل ..
نزلت من فراشها و اتجهت إلى الحمام ، أنهت اتمام أمورها الصباحيه ، ثم توجهت إلى المطبخ لصنع كوبا من الشاي و عنت لها فكره …
ركضت باتجاه غرفتها ، لتدخل و تحضر هاتفها وبعض الأقلام الملونه ، ثم عادت إلى المطبخ ، صنعت الشاي ، ثم تناولت كوبا أبيض اللون ، و سطرت عليه من الخارج بالاستعانه بالأقلام الملونه :
“بشرب شاي و انت (-: ”
وضعت الأقلام جانبا ، و أحضرت هاتفها ملتقطه صوره للكوب ، ابتسمت و أرسلتها إلى هاتف يحيى ..
بعد دقيقه وصلتها رساله من يحيى : “كمان بشرب شاي و بفكر فاللي جاي و انتي بتفكري فايه ): ”
فاتن : فيك (;
يحيى : طب جاهزه تخرجي دلوقت و لا كمان شويه
فاتن : انا ready و دلوقت اخرج لو تحب ..
يحيى : اوك ..
أسرعت فاتن بتغيير ملابسها و ارتدت قميصا لبني و بنطلون جينز أزرق ، و لململت شعرها في شنيون بسيط ، ثم تناولت حقيبتها و تهيأت للخروج ..
وقفت على باب الشقه بعد أن أغلقته منتظره خروج يحيى ، الذي أطل بعد قليل ، مخالفا عادته و مرتديا ملابس غير رسميه عباره عن تيشرت بسيط و بنطلونا من الجينز يضاهي في لونه لون خاصتها ..
ابتسمت فاتن قائله : you look so hot
ابتسم يحيى بارتباك و تنهد قائلا : اتفضلي عشان في حاجات كتير لازم نتكلم فيها
غضنت فاتن حاجبيها و قالت بمرح : و مالك جد كده ليه ..؟
قال يحيى بنبره حازمه : فاتن ، مش هينفع كده
رفعت فاتن كتفيها و قالت : انا بس بحاول الطف الجو عشان حسيت اني زعلتك امبارح جامد
أومأ يحيى برأسه و قال : اوك بس في كلام ميصحش تقوليه ..
قاطعته فاتن و سألت بحرج : تقصد ايه..؟
نظر يحيى لها بضيق ، لتقول : اها فهمت عشان عاكستك يعني ، سوري ، بس طلعت تلقائي ، اصلك كول اوي فاللبس ده ..
قال يحيى شاعرا بالذنب : مش قصدي ، بس في حاجات مش من حقنا نقولها لبعض ، لأننا لو قولناها دلوقت مش هيبقى ليها طعم بعدين ، فهماني ، كل حاجه حلوه فوقتها ..
أومأت فاتن مبديه تأييدها لوجهة نظره و لكن في قرارة نفسها لم تفهم لِمَ كل هذا الجدال حول مجامله رقيقه صدرت بتلقائيه منها ، و تنافرت برأسها الأفكار ما بين مرحبه بحرصه على علاقتهما و وَهِلة من أن يكون هذا الحرص ما هو الا قناع يخفي ولعه بالتحكم و فرض رأيه في كل حركه أو بادرة تصدر منها ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أنهت سلوى تمارينها الصباحيه بتنهيدة ارتياح ، و بعد حمام سريع ، دلفت إلى غرفة الملابس الخاصه بها و التي تحتوي على أحدث الماركات العالميه المنتقاه من قبلها بعنايه فائقه لتتناسب مع التزامها بالحجاب و في نفس الوقت تمكنها من الاحتفاظ بأناقتها ، انتقت فستانا باللون الوردي ، ذو اكمام طويله ، و تصميم بسيط ، و تُزين خصره الورود مضيفة إليه طابعا أنثويا رقيقا ..
ابتسمت و نزعت البطاقه المرفقه به … ارتدت الفستان و بعد القاء نظره في المرآه اطمئنت بأنه سيليق تماما بيومها الأول في شركة يحيى ، فلقد هاتفها مالك البارحه مخبرا إياها بسفره غدا للاتفاق مع الشركه الكوريه ، و طالبا منها الحضور اليوم هي و رفيقتها شيرين إن أمكن ليحلا محله و مساعدة يحيى في تنظيم أمور الشركه خاصه بعد النقله النوعيه التي حصلت مؤخراً ..
ارتدت حجابها ، و استعدت للخروج و المرور بشيرين للذهاب باكرا إلى مقر الشركه ..
ابتسمت سلوى و في جعبتها العديد من الأفكار و الكثير من الآمال ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أغلقت نوف هاتفها غير مكترثه بالاتصالين الواردين إليها من أنس ، و شعرت بالارتياح نوعا ما ، أرادت بذلك أن تبعد نفسها عن المستنقع الذي دخلته البارحه باطاعتها لأنس و الاشتراك معه في تلك الخطيئه .
نزلت إلى المطبخ لتحضير طعام الافطار لضيوف والدها ، حيت الخادمه بلطف و طلبت منها المساعده ،لتنهيا عملهما في غضون نصف ساعه ..
قالت نوف : أنا راح روح بنفسي و حضر السفره بالجنينه …
خرجت نوف إلى الحديقه ، و قامت بتغيير المفرش ، ثم جلست لثوان تستمع لتغريد عصافيرها ..
” صباح الخير …”
التفتت نوف لتجد تركي متكئا على أحد الاشجار خلفها ، و عاقدا ذراعيه أمام صدره ..
ردت نوف التحيه : صباح النور
تقدم تركي قليلا ، ثم سأل مستأذنا : ممكن اجلس وياك
ترددت نوف في الاجابه ، ليقول تركي : في موضوع مهم ابغي احكي معك بخصوصه
أومأت نوف قائله : اتفضل
جلس تركي ، واضعا يديه على المائده ، ثم تنحنح قائلا : نوف ، انا ابغي اسأل سؤال و يا ريت تجاوبيني بصراحه ، و قبل ما اسال انا عارف انه ما بيخصني و لكن اتمنى تعتبريني مثل اخوكي و تفهمي انه سؤالي نابع من خوفي عليكي..
نظرت له نوف بتشجيع ، ليسأل تركي : مين أنس اللي كنت تكلمينه امبارح …؟
عضت نوف على شفتها السفلى ، ثم نظرت لتركي بارتياب ، و لكن سرعان ما تبددت الرهبه بقلبها ، فلقد أحست بصدق نيته و أنه بالفعل يشعر بالقلق عليها ، لذا اجابت بصراحه : شخص اتعرفت عليه من النت ، و بعدين انا الحين قطعت صلتي بيه نهائي…
تنهد تركي مرتاحا : يعني هالحين ما في اتصالات بينكو ؟
هزت نوف رأسها و قالت : اكيد ، و امبارح كانت اخر مكالمه و انا انهيت كل علاقتي فيه..
تململ تركي بتردد ثم سأل : طب ممكن اعرف ليش قطعتي علاقتك معه
أجابت نوف بصدق : لانه ابتدا يتجاوز حدوده معي ، فكان من المستحيل اني كمل وياه..
ظهرت نظرات الاعجاب على محيا تركي ، الذي قال بصدق : و انا بحييكي على صراحتك ، و ما تتخيلي شلون صرتي كبيره فنظري ، واحده غيرك كانت لفت و دارت بس انتي وايد صريحه، و انا راح كون مطمن و انا معطيكي اسمي و مستأمنك على بيتي…
حدّقَت نوف فيه باستغراب ، ليقول تركي بهدوء : اي ، انا ودي ارتبط فيك و تكوني زوجتي ، انا و الوالد جينا مخصوص هالمره لاجل نطلب ايدك ، بس انا قلت نأجل الحكي شوي حتى اتعرف عليكي أكثر ، لكن بعد صراحتك هاي زاد اعجابي فيك ، لا تستغربي انا من كثر حكي ابوي عنك اتعلقت فيكي حتى بدون ما يكون في بينا معرفه كبيره ، بس اللي خلاني الحين فاتحك فالموضوع هو صراحتك و صدقك معاي ، صدقيني هاي عندي بالدنيا …
فركت نوف يديها بارتباك ثم هبت من مقعدها قائله : عن اذنك..
هرولت نوف مسرعه إلى داخل البيت و صعدت الدرج المؤدي إلى غرفتها بسرعه كبيره و كأن شياطين الدنيا تطاردها ..
دخلت غرفتها و أغلقت الباب باحكام ، ثم ارتمت على سريرها واضعة الوساده على رأسها ، علها تخفف من كم الأفكار التي تعتريها الآن..
أحست بقشعريرة تعتري جسدها بقوه ، فلطالما خشيت هذا الموقف منذ بدء علاقتها بأنس .. أن يتقدم لخطبتها من لا تستطع رفضه …
أغمضت عينيها ، شاعره بالخجل الشديد من كذبتها على تركي ، هل حقا قطعت كل علاقه لها بأنس ، اذن لم شعرت بكل هذا الاضطراب حين صرح تركي بمشاعره تجاهها ..
و لم يكن الاضطراب حينها سيد الموقف ، بل تخللته مشاعر أخرى ، لقد شعرت بالاطراء الشديد لاعجاب شاب مثل تركي بها ، صحيح أنها لا تكن له مشاعر خاصه مثل أنس ، و لكن من الصعب أن تحدد ماهية مشاعرها تجاهه و تجاه عرضه الآن ، خاصه بعد الشرخ الذي حدث بعلاقتها مع أنس ..
نهضت من فراشها و توجهت إلى اللاب توب الخاص بها ، فتحت برنامج الاسكايب مره أخرى ، لم تعثر على ضالتها ، بالتأكيد أنس الان في العمل ، تركت له رساله تخبره بضروره أن يتحادثا مساء ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بعد نصف ساعه من السير معا ، اختار يحيى أن يجلسا في أحد المقاهي الشبابيه و التي تفتح أبوابها باكرا، دلف إلى المقهى و برفقته فاتن ، و انتقى مائدة بعيده عن أعين الماره ، ثم قال موجها فاتن : تعالي نقعد هناك ،أحسن ما نبقى فرجه للرايح و الجاي..
ابتسمت فاتن بتسليه و تبعته متمتمه : يا خراشي علي اللي بيتكسفوا
جلس الاثنان ، ليقول يحيى : على فكره.. سمعتك…!
ضحكت فاتن بحرج و قالت هي تفرك بيديها من الارتباك : أصلك غريب اوي ، هي الناس هتعد تبحلق فينا يعني…
عقد يحيى حاجبيه و قال : الحق علياعشان مش عايز حد ياخد عنك فكره وحشه …
عقدت فاتن ذراعيها واضعة اياهم على المنضده و سألت : ليه هو احنا بنعمل حاجه غلط ، عشان ياخدوا عني فكره وحشه..
وضع يحيى بدوره ذراعيه على المنضده و قال : يعني لو شافك حد يعرفك مش هتحصلك مشكله بسببي..
تنهدت فاتن و لم تدرِ لِمَ تَجلت صورة كِنان أمام عينيها ، ثم و بسرعه نفضتها عن مخيلتها و أجابت باقتضاب و نبره ملؤها الحسره : لأ…
أحس يحيى بتغير مزاجها ، أراد التخفيف عنها ، و دون أن يفكر مد يده ليربت على كفها مواسيا ، لتسحب فاتن كفها بسرعه أدهشته ، لقد ظن أنها لن تمانع نظرا لتصرفها الليله السابقه ، تطلع إليها و هي تحاول التهرب من نظراته ..
قالت أخيرا : خلينا نطلب حاجه …
أومأ مستدعيا النادل الذي دون طلباتهما في عجاله و انصرف ، ليعود الصمت المربك سيدا للموقف مرة أخرى..
كان هناك الكثير من الاسئله و الافكار التي تعج برأسه و لكن لم يشأ يحيى أن يخترق السكون الذي نثر هيبته على المكان ، فالوقت ما زال مبكرا على اكتظاظ المقهى برواده الشباب ..
تطّلع يحيى لفاتن ، لتتشابك نظراتهما في هالة من الشغف الصامت ، انضويا فيها عاجزين عن الافلات من بريق سناها …
أشاحت فاتن بنظرها اولا ، لتعود وترنو نحوه من جديد ، و كأن هناك قوة خارجه عن إرادتها تجذبها إليه ، بَيْد أنها زَجرت الشغف بعيدا هذه المره ، و قايضته بنظرة مشاكسه ، تعلن فيها بدء مبارزة طفوليه ، ابتسم يحيى فلن يكون الخاسر أبدا في منازلة العيون …
أقبل النادل محضرا طلبهم ، شكره يحيى ، ثم عاد ليصوب نظره إلى الجالسه إزاءه ، قائلا : اتفضلي
نظرت إليه فاتن بمزيج من المرح الطفولي ، لتخبره بدون كلمات بأنها من انتصرت ، فلقد أشاح بنظره عنها حين حضور النادل…
صوب يحيى نظره ذات مغزى باتجاهها ثم قال مباغتاً : مش هتقوليلي ايه اللي حصل فالتصوير امبارح خلاكي مدايقه و مش على طبيعتك ؟
بدا الارتباك على محياها ، و تجولت بنظرها في المقهى ، و كأنها تبحث عن مخرج ما ، ثم قالت و هي تحل شعرها من ربطته بتوتر : أصل … مش عارفه .. بس انا مش عايزاك تغير نظرتك و رأيك فيا..
تتبعت عيني يحيى أناملها التي أخذت تتغلغل في خصلات شعرها الأبنوسي ، محاولة إعادة ترتيبه ، و في نفس الوقت اتخذتها وسيله لازاحة التوتر الذي حل ببدنها إثر سؤاله الأخير..
ثم أضافت بعد أن رأت الجمود يَدبُج قسماته : و الله كان غصب عني…
أغمض يحيى عينيه ، امرا بنفاذ صبر : لميه تاني..
سألت فاتن بعد فهم : هو ايه !
تطلع يحيى إلى يُمناه ، و قال بفك مطبق : شعرك ، مش من حقي اشوفه و لا من حق حد هنا يشوفه ، لميه تاني …
عضت فاتن على شفتها السفلى ، و قالت بخفوت : حاضر..
أعادته إلى وضعه السابق في شنيون بسيط ، ثم نقرت بأناملها على المنضده قائله : خلاويص ، ربطته اهو..
عاود يحيى النظر إليها قائلا : كده أحسن على الأقل لغاية أما تت…
بتر يحيى كلماته مستدركا شيئا ما، لتقول فاتن : كمل… لغاية اما البس الحجاب ، صح
تنهدت رافعه كتفيها و قالت : انا معنديش مانع ، لو عايزني اتحجب ، no problem عشان خاطرك هاتحجب..المهم مشوفش التكشيره دي على وشك تاني
حاول يحيى أن يُخفي غبطته لاستعدادها بأن تقوم بكل ما يرضيه ، و لكن هنا الأمر مختلف ..
سأل يحيى : انا قلتلك قبل كده لو هتلبسيه يبقى عشان ربنا مش عشان ترضيني …
قاطعته فاتن قائله : عارف انا فعلا فكرت جد فالموضوع و نفسي اقرب من ربنا اكتر ، بس على طول بخاف من ردة فعل ماما…
يحيى : انتي لو بجد مؤمنه بيه مش هتخافي من ردة فعلها بالعكس هتحاولي تقنعيها هي كمان ..
ضحكت فاتن برقه : اقنعها … ياااه ده انت متفاؤل اوي
ارتشف يحيى القليل من قهوته ، ثم أعاد الفنجان على المنضده ، و قال : انتي عارفه زمان و انا فسنك ..
قاطعته فاتن : و انت فسني ، و زماااااااااااان ، يا نهار ابيض انت محسسني ان عندك تلاتين سنه مثلا..
ضحك يحيى ، لتسأل فاتن : دلوقت وحالا عايزه اعرف امتى حضرتك جيت للدنيا دي ..
صمت يحيى لتقول فاتن : يلا كان يوم ايه و شهر و سنه كام
أجاب يحيى بسرعه : يوم حد 17 يناير سنة 1988
هتفت فاتن : يعني كلهم 22 سنه و عمال تقولي زمااان و بتاع يااا راجل ده اللي يسمعك يفتكر راجل عجوز اللي بيتكلم ..
استحضرت كلماتها الأخيره إلى ذهنه ، سخرية أخيه منه ” دي أكيد بتتسلى عالهبل اللي انت فيه” ، هز رأسه صارفا عنه تلك الأفكار في الحال..
و سأل بدوره : و انتي جيت للدنيا امتى ، ممكن اعرف و لا هتعملي زي معظم الستات …
أشاحت بيدها في وجهه و قالت : لالالا ، انا عمري ما هتكسف من سني ، مش هاعمل زي ماما ، ابداااااااا
ثم أكملت : شوف يا هندسه انا اتولدت يوم حد برده ، ابتسمت ثم تابعت : و بالظبط في 23 اكتوبر سنة 1992
لفت انتباه يحيى دخول بعض الشباب إلى المقهي ، ليدرك بأن الوقت قد مر بسرعه كبيره و لم يبدآ حتى في الحديث الجاد…
قال يحيى : طب مش هتقوليلي بقى ايه اللي كان مدايقك امبارح لدرجة انك تنسى نفسك زي ما حصل و…
لم ينهي حديثه ، فهي تعلم جيدا مقصده و لا حاجة لذكر الموقف مره أخرى و احراجها..
أخفت فاتن عينيها خلف أناملها غير قادره على مواجهته و قالت : عشان حصلت حاجه غصب عني و مكنتش ناويه اعمل كده ، بس اتفاجأت و جسمي كله تلج و مقدرتش اتحرك ، بجد مقدرتش اعمل اي ردة فعل ، مش عارفه جات فدماغي افكار عن….
قاطعها يحيى بقلق : استني هو ايه اللي حصل اصلا ، انا مش فاهم حاجه ..
اتخذت نفسا عميقا و أجابت : في التصوير ، اول مشهد كان بيني و بين الممثل اللي مفروض يكون بابا فالمسلسل ، كان في حوار مؤثر بين الاب و بنته و بعدين اتفاجأت فاخر المشهد بيه بيحضني ..معرفتش اتصرف انا مكنتش عارفه ان المشهد هيكون كده ، انا كنت محرجه على ماما مش هاعمل الحاجات دي…
صمتت لتلتقط أنفاسها ، ثم تجرأت و رفعت نظرها باتجاهه لترى الجمود يعتلي قسماته ، قالت بعد ان طال الصمت : ايه مش هتقول حاجه ..
هز يحيى رأسه ثم قال بغضب : مستنى تكملي كلامك و تقولي الكلام اللي مفروض يتقال …
قالت فاتن بريبه : ازاي يعني ده الموقف اللي حصل..
سأل يحيى بقسوه : يعني مش ناويه تضيفي حاجه تانيه …
فاتن بضيق : اضيف حاجه هو احنا فتحقيق…
يحيى بغضب : يعني بعد كل اللي حصل مفروض تقولي خلاص معدتش راجعه المسلسل و مش هامثل تاني
قاطعته فاتن معتذره : مقدرش يا يحيى ..انت مش فاهم…
ليقاطعها بدوره : مش فاهم ايه ، مش فاهم انك خلاص ابتديتي مسلسل التنازلات ، المرادي حضنك غصب ، و المرات الجايه هيحصل و برده غصب ، و بعدين هتبقى الحكايه عادي بالنسبالك و هتفوقي يوم و تلاقي نفسك غصتي فالوسط ده و ساعتها هتخسري نفسك و مش هتلاقيني جنبك يا فاتن …
همست فاتن : ارجووك يا يحيى ، انا مش وحشه و مش عايزه اكون زيهم ، هو المسلسل ده و بس عشان وعدت ماما ، و بعدين خلاص مش هارجع تاني..ارجوك
قال يحيى ببرود : مفيش بعدين ، اختاري دلوقت ، يا نكمل احنا ، يا تكملي فطريق مامتك..
فاتن بضعف : انا مش عايزه اكمل فطريق ماما ، ارجوك تفهمني ..
يحيى بأمل : افهم ايه ، انا مقدرش اشوفك بتمشي فالطريق ده و اقف ساكت ، مقدرش يا فاتن ، ارجوكي تفوقي …ارجوكي
فاتن بحرقه : و انا مقدرش دلوقت ..
قاطعها يحيى بنبره ملؤها الخيبه : خلاص انا فهمت ، مفيش داعي احرج نفسي و احرجك اكتر من كده..
نهض من مقعده ، تاركا بعض الاوراق النقديه على المنضده ، لتهمس فاتن و الدموع تترقرق في مقلتيها : يحيى ارجوك متبعدش عني انا ما صدقت الاقي حد يخاف عليا زيك..
طالعها يحيى بحزن قائلا : انتي اللي اخترتي يا فاتن ، انتي اللي اخترتي نبعد …
و سار مبتعدا بأقصى ما سمحت له قدماه ، كان عليه أن يتركها سريعا و الا لن يستطيع أن يتركها ابدا ، لقد تململ طويلا ما بين عقله و قلبه و كانت دوما دفة القلب هي الغالبه ، لكنه اليوم لن يستطيع خداع عقله و غمسه مرة أخرى فالرمال ليعميه عن الحقيقه الماثله امامه منذ لقائه بها ، لقد وقع في حب الفتاة الخطأ..
خرج يحيى من المقهي محملا بغصه كبيره في قلبه ، و قرارا باعادة النظر في اولوياته ، لم يكن صادقا تماما عندما أذن لمالك بالسفر محله خوفا من إغضاب والده ، بل كانت الذريعه الأكبر هي عدم رغبته في الابتعاد عنها ، تلك التي ملكت عقله و فؤاده ، لم يتخيل أن تفصل بينهما كل تلك المسافات ، أن يصبح في قارة غير التي تطئها قدماها ، كان خائفا من أن يتركها في كنف تلك التي كُتبت في شهادة ميلادها أما ، أراد أن يكون السند و العون لها في مواجهة تأثيرات و أفكار والدتها التي لا تمت للأمومه بصله ، و مع الأسف ها هي تلك المخاوف قد تجسدت فعليا أمامه و لا جدوى من التفكير فيها أكثر من ذلك ، عليه المضي قدما في أهدافه و التي لا يوجد حيز فيها للتفكير في العواطف ..
استقل سيارة أجره إلى موضع شركته ، لن يذهب إلى وظيفته الحكوميه بعد الآن ، فاليوم على ما يبدو هو يوم اتخاذ القرارات الصعبه ، فإن كان قادرا على التخلي عن أول حب دق له قلبه ، فحتما سيستطيع مواجهة غضب والده ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
لقد كرهت فاتن الضعف الذي جعلها تستكين و تمتثل لطلبات والدتها ، و ما النتيجه ، لقد خسرت الشخص الوحيد الذي أحدث فرقا في حياتها ، أمسكت بحقيبتها و عزمت على العوده إلى البيت لتواجه والدتها و تخبرها بقرارها بترك المسلسل…
دقائق و كانت في الشقه ، دلفت إلى المطبخ حيث سمعت اصواتا تنبىء بجلوس والدتها على المائده الصغيره و ربما تناولها الافطار..
و بالفعل كانت جالسه تلتقم بضع من لقيمات السلطه ، اقتربت منها ووضعت حقيبتها على الكرسي المقابل لمقعد والدتها و قالت بانفعال : مااما ، انا خلاص هاسيب المسلسل…
أمسكت انجي بالمنديل الموضوع على طرف طبقها ، و مسحت فمها ببطء ، ثم قالت بسخريه : هو كان لعب عيال ، انتي ناسيه انك مضيتي العقد وفي شرط جزائي…
ضربت فاتن الارض بقدمها و قالت : ولو .. انا قلت مش هاكمل يعني مش هاكمل ، انا مش مستعده اخسر يحيى و عشان ايه كام مليم ..
صاحت انجي : اه قوليلي بقى حبيب القلب مش موافق ، طب طالما عامل فيها سبع الرجال ما يصرف عليكي ، يعدك فشقه عدله ، و الا اقولك ميدفعلك الشرط الجزائي اللي فالعقد ، فوقي يا حببتي ده بيتسلى فوقي متضيعناش عشان واحد راح و لا جه اخرته هيبقى موظف بيستنى الملاليم اللي بيقبضها اول كل شهر و باقي الشهر عشاكي هيبقى دقه..
قالت فاتن منهاره : كل اللي هامك الفلوس ، الفلوس… انا هاخسر الشخص الوحيد اللي حبني بجد و انتي .ده بس اللي يهمك ، …الفلوس الفلوس…
قالت انجي مناوره بعد أن لاحظت حالة ابنتها السيئه : يا حببتي غصب عني ، انا مكنتش عايزه اقولك ، و احملك همي ، بس انا عليا ديون كتيره وماضيه شيكات على نفسي و لو مدفعتهمش هادخل السجن ، يرضيكي اتبهدل ، و انا مش طالبه منك غير مساعده بسيطه ، ماستهلش تضحي شويه عشاني ، انا خلاص مضيت فيلم جديد و ان شاء الله هاخد اول دفعه فاجري و اسدد شويه من الشيكات و هيفضل مبلغ بسيط ، هتعملي المسلسل ده و بس ، اوعدك مش هجبلك سيرة التمثيل دي تاني ، بس ارجوكي و حياة غلاوة سي يحيى عندك ما تتخلي عني ، ده انا هاتفضح و ادخل السجن يرضيكي و بعدين هتعملي ايه فالشرط الجزائي مش نفكر شويه بعقلنا يا حببتي..
تنهدت انجي محاولة استحضار الدموع إلى عينيها كما فعلت مرارا امام الكاميرات ، لتجهش في بكاء مرير و لكنه تنقصه الدموع الحقيقيه ..
هرعت فاتن لتربت على كتف والدتها : ارجوكي يامااما متعيطيش ، خلاص انا هاكمل المسلسل و ان شاء الله هتسددي كل ديونك ، و مش هاسمح لحد يبهدلك ، ارجوكي كفايه عياط عشان خاطري يا ماما…
مسحت انجي دموعها المفقوده و قالت متظاهره بالضعف الذي يكمن في طياته خبثا كبيرا : ربنا يخليكي ليا يا حببتي ، و يحيى لو بيحبك بجد كان عذرك ووقف جنبك مش هددك ، اللي بيحب بيراعي ظروف حبيبه ، مش عند اول مطب بدال ما يساعدك يصعبهالك بزياده..
تنهدت فاتن و قالت بحسره : خلاص يا مااما ملوش لزمه الكلام ده ، طالما كملت فالمسلسل يبقى انا وهو انتهينا….
ابتسمت انجي بانتصار و قالت : و لا يهمك بكره يرجعلك زاحف و ندمان وساعتها انتي اللي مش هتقبلي بيه اصلا ، و ربنا هيرزقك باللي احسن منه بتاع الملاليم ده ، شايف نفسه على ايه مش فاهمه!
قالت فاتن بضيق منهيه الحديث مع والدتها : كفايه ياماما ارجوكي كفايه..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ما بين ظُلمة اليأس و بصيص الأمل ، ما بين عظمة الاقدام و رهبة الفشل ، متنافرات تصارعت في عقل كنان ، و الذي لم يشعر بالرهبه كشعوره الان ، و لكن هل يمتلك كنان الشجاعه الكافيه في ظل ذلك الخوف الذي يعتريه في هذه اللحظه ، خوف من فشل خطته ، خوف من اصرار ليلى على موقفها و فقدانها الأمل و بلا رجعه ، خوف من أن يخرج المخطط عن سيطرته ، نهض قائلا : معلش يا لؤي ، اخوك مزنوق…
لؤي : يادي النيله هوانت على طول مزنوق ، اتفضل يا سيدي الطريق اامان بس ادي صوت كده و انت معدي احتياطا
أومأ كنان و خرج من الغرفه متحليا بجسارته المطعمه بالخوف ، خوف لم يشأ أن يفقده الآن ، فهو الوقود الذي يحرك شجاعته …
سار في الممر المؤدي لغرفتها كمل فعل سابقا ، وضع يده على مقبض الباب و دلف إلى الداخل ، و لكن هذه المره لم يرى المفاجأه تغزو ملامحها ، بل قابلته بابتسامه باهته قائله : معدش ينفع ارجوك تخرج،ارجوك
لم يأبه كنان لتوسلاتها ، أغلق الباب ، و اقترب جالسا على السرير بجوارها..
قال كنان بعد أن التقط أنفاسه : ليلى انا اتقبلت فوظيفة المراسل و خلاص هاسافر بكره ، بس متقلقيش انا هازبط وضعي هناك ، و ارجع ان شاء الله قبل معاد الفرح ، وكل شيء هيتحل انا مخطط لكل حاجه متقلقيش، و مش عايز اشوف دموعك دي ابدا..
همست ليلي : والله ما عاد ينفع ، ارجوك متعلقنيش بالامل انا ما صدقت اتعايش مع اللي انا فيه ارجوك
ابتسم كِنان و قال : صدقيني كل شيء هيتحل ، اوعدك ، انا بس جيت اقولك اني هسافر لانك مش مدياني فرصه اكلمك ، و بعدين عشان متفتكريش اني يئست زيك ، اطمني انا هارجعلك و هتشوفي اني اد المسئوليه و اني لا يمكن اسيبك لنفسك تضيعيها بايديكي ،فاهمه يا ليلى ، مش هاسيبك…
نهض و قبل أن يغادر صارحها : انا بحبك اوي يا ليلى بحبك و مش هاسمح تكوني لراجل غيري…
كان منغمسا في التصريح عن مكنونات قلبه عندما طرق أحدهم الباب ، انتفضت ليلى مذعوره : يا نهار اسود
لينادي الطارق : ليلى ممكن ادخل…
ارتعد كنان و تزايدت ضربات قلبه عنفا حين سماعه صوت لؤي بالباب..
يتبع