زوجتى ضابط شرطه

زوجتى ضابط شرطه

اسم القصه : (زوجتى ضابط شرطه ) (ما بين الحب والانتقام)
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة آيه ناصر (Aya Nasr)

الحلقه : 1

 

في إحدي الليالي كان الليل شديد الظلام ، يقف رجل في شرفة منزله يتطلع إلي الشارع ، كانت الشرفة في الدور الخامس من ذلك البناء المرتفع ، فوجد سيارة تقف أمام عمارته وقد صدر عنها صوت مرتفع لفت انتباهه ، و خرج منها أربع رجال ملثمين جرى الرجل بسرعة شديدة كأن وحشٌ ما خلفه ، إلى داخل شقته واتجه إلى غرفة نومه وأيقظ زوجته بسرعة وقال :

أحمد بخوف: هاله ، هاله قومي بسرعة مفيش وقت
هاله بتعجب : في إيه يا أحمد !
أحمد باضطراب : مفيش وقت عشان أحكيلك حاجة ، خدي البنت وانزلي من سلم الخدامين بسرعة .
هاله : ليه في إيه
أحمد : بقولك مفيش وقت اشرح بسرعة وخلى الأوراق دى معاكِ وأديها لمحمد لو حصلي حاجة
هاله بصدمه ظاهرة : أنت بتقول إيه يا أحمد
أحمد : بسرعة يا هاله مفيش وقت
كل هذا مر خلال لحظات معدودة كأنه في سباق مع القدر، فهو يعرف أنها النهاية، ولكنه يجب أن يواجه كرجل شجاع فى أرض المعركة ويجب أن ينقظ ما يمكن إنقاظه والأهم هما ابنته وزوجته

أيقظت هاله ابنتها بسرعة ودلفت بها إلى المطبخ ؛لكي تخرج من سلم الخدم؛ تاركة زوجها بعد إصراره على ذلك، ولكنها سمعت قرعًا على الباب الخارجي فعلمت أن هناك خطب ما، كانت ابنتها تلك الطفلة البريئة لا تفهم شيئًا كانت في السابعة من عمرها فقالت هاله لها وهي تنظر إلي عينيها البريئتان وقد عقدت العزم علي أمر ما

هاله وهى تنظر إلي ابنتها : قمر خليكِ هنا أوعي تطلعي من المكان ده أوعى يا حبيبتي، وخلى معاكي الورق ده لو حصل حاجه ليا أو لبابا أديه لعمو محمد وخلى بالك من نفسك.
لحظات سريعة كلمح البصر ، لم تفهم الطفلة شيئًا وقتها من كلام والدتها، ولكن سمعت كلامها بإنصات اخفت هاله ابنتها في أحد الأماكن الغير مرئية في المطبخ وقبلتها وذهبت إلى زوجها لتقف بجانبه، حتى لو كانت نهايتها هي الموت، عندما دلفت هاله إلى خارج المطبخ وجدت الرجال يضربون زوجها بشدة؛ فصرخت بأعلى صوت لها ،ولكن أطلقوا عليها النيران فأخذ زوجها يقاوم حتى وصل إليها ولكنها كانت قد فارقت الحياة، فقاموا بإطلاق النار عليه هو الأخر، كانت تشاهد كل شيء من إحدي الزوايا المخفية، كانت تبكى بشدة وتضع يدها على فمها الصغير لتكتم تلك الشهقات المضطربة ، لم يفعلون هذا بابي و أمي ؟ هل هذه لعبة كالألعاب التي كُنت ألعبها مع أبي وقعت أنظارها على أحد هؤلاء الرجال ، كان غيرهم فهو الوحيد الذي كان لا يرتدى قناعًا على وجهه ، فقد كان شابا يمكن أن نقول في أواخر العشرينات ظلت تنظر له وهو يضحك على ما فعل بأبيها وأمها ويقول :
الرجل بسخرية: كان فاكر نفسه يوم ما حلف إنه يأخذ حق أخيه إنه هينجح أهو حصله نفس اللي حصل لأخيه وخد معاه مراته
أحد الملثمين : مش لاقين الورق يا ناجى بيه
الرجل : طيب يله قبل ما حد يطب علينا

ظلت تنظر إلى ذلك الرجل لنقول أن معالم وجهه حفرت في ذاكرتها، وحفرتها بها لتبدأ من هنا حكايتنا وتبدأ من هنا تلك القصة التي لا نعرف لها نهاية ، كانت تبكى فهي في السابعة من عمرها لا تعلم ماذا تفعل، شاهدتهم وقد خرجوا من المنزل؛ فخرجت هي من مكانها ودلفت إلى الردهة فوجدت أمها مسطحة أمامها على للأرض وكأنها تسبح في بحر دمائها ووجدت أبيها يتسطح على بعد خطوات كان يتنفس أنفاسه الأخيرة فقالت له

قمر: بابا هو في إيه ومين دول وليه ماما مش بترد
أخذ أحمد ينظر لها بحب ثم تنفس بصعوبة : قمر حبيبتي متخافيش إحنا هنفضل معاكى على طول يا روح بابا، خليكِ قوية متضعفيش يا قمر، أوعى تضعفي و قولي لعمو محمد “ناجى رأفت البلتاجي ” هو القاتل الأوراق يا قمر الأوراق

لم يستطيع أن ينطق أخر كلماته جلست هي أمام جثث والديها، مسحت لأبيها دموعه بيديها الصغيرة كانت لا تعلم أنه فارقها كانت تظن إنه نائم أخذت تكلمه بصوتها العذب

قمر : بابا قوم بقى يا بابا أنا خايفة و قاعدة لوحدى، طيب قومي أنتِ يا ماما عشان خاطري متسبونيش لوحدى

كانت تتصبب عرقا كأنها تجرى في طريق مظلم تسارع الوحوش ، ثم صرخت بأعلى صوت لها متسبونيش خليكم معايا ، ثم أفاقت من نومها كالعادة تستيقظ على هذا الكابوس ،أم هي الحقيقة التي أعادت ذكرياتها الطفولية القديمة ، قامت على الفور وأخذت تبكى بعينيها العسلية كانت الدموع كالشلال إنها كل يوم تفيق على هذا الكابوس، كل يوم ترى والديها والدماء تحيطهم من كل مكان وهي تبكي وتستنجد، قامت على الفور وذهبت إلي تلك الصورة التي تعلقها علي الحائط ونظرت لها بعينها الدامعة ، كأنها تخاطبهما في صمت ، ثم دخلت إلى المرحاض وتوضأت لكي تقوم بفريضتها، وبعدها ذهبت إلى الدولاب الخاص بها ،وأخذت ملابسها الرياضية المكون من بنطلون من القطن، من اللون الرمادي و توب عاري الكتف واليد من اللون البنفسجي، ثم ارتدت فوقه جاكيت من نفس خامة البنطلون ولونه، وقامت برفع شعرها الغجري ذات اللون البني الغامق ،الذي يتمشى مع لون عينيها وبشرتها البيضاء، فإنها ” قمر ” وهى حقا قمر، كانت قمر بنت من نوع خاص، يوجد بها الجمال ويوجد بها الغرور والكبرياء، كما توجد بها القوة التي اكتسبتها من شغلها ومن تعاملاتها، قمر لا تخاف أحدًا ولا تتراجع عن كلماتها أبداً، فهي دائما على حق وهذا ما أعطاها هذه القوة التي لا يفهمها الكثير، بعد أن انتهت من تجهيز نفسها ثم نزلت إلى الطابق السفلى في فيلا “محمد سعد الدين الأسيوطي “، فهي تعيش مع عمها منذ مات أبوها وأمها ،ومن بعدهم بعدد من السنوات مات جدها الحبيب الذي تركها بصحبة عمها ،الذي أفني عمره كله لها من أجل أن يحافظ عليها ، كان عمها يجلس في هذا الوقت في غرفة الطعام

قمر : عمى أنت فين
محمد : أنا هنا يا قمر تعالى
قمر : صباح الخير يا قمر
محمد : صباح الخير يا حبيبتي ها نمتي كويس
قمر: أه الحمد لله
محمد : طيب يلا تعالى افطري
قمر : أوك هفطر حاجه خفيفة وبعدين هقوم أروح النادي أعمل شوية رياضة
محمد : ارحمي نفسك شوية حتى يوم الإجازة بتعتك مش رحمه نفسك
قمر : إيه دي يا سيادة اللواء ده بدل ما تشجعني وتديني حافز
محمد : عيب عليك يا سيادة النقيب تقول كده
قمر : تمام يا فندم

هي قمر البنت العنيدة التي حاربت كل شيء حتى الظروف؛ لكي تلتحق بكلية الشرطة منذ كان عمرها سبع سنوات، منذ ذلك اليوم المَشْؤُوم ، علمت قمر منذ البداية أن هذا الحلم صعب المنال ولكن وقفت أمام الصعاب، في بلادنا لا تستطيع البنت الالتحاق بكلية الشرطة فهي كلية للرجال، ولكنها لم تستسلم و أقنعت عمها بصعوبة بالالتحاق بهذه الكلية، قامت بالكثير من الأشياء حتى تعد نفسها جيدا؛ لتحقق هدفها في الوصل إلى كلية الشرطة أعدت نفسها بدنيا وعقليا ،وأخيرا وصلت إلى مرحلة القبول في كلية الشرطة لم تكن خائفة مثل باقي الطلاب؛ لأن الملف الخاص بها يحمل كثير من البطولات والأمجاد؛
فعائلتها توارثت هذه المهنة ،كانت عائله معروفة جدا في محافظة أسيوط يلجأ لها الناس لحل مشكلاتهم؛ لأنهم معروف عنهم بأنهم عائلة تنادى بالحق وتعمل على تمثيله في الحقيقة.
فجدها اللواء سعد الدين الأسيوطي رجل يهابه الجميع، ويحترمونه جدا وله سيرة صالحة في كل مكان وأكمل مسيرته أولاده الذين ضحوا بحياتهم فداء لتراب هذا الوطن: الرائد الشهيد محسن سعد الدين الأسيوطي ،عمل في المباحث الجنائية كان دائما يعمل على إيقاع المجرمين، الذين يخربون في الوطن وأثناء بحثه في إحدي الجرائم، عرف معلومات مهم جدا عن مافيا الأسلحة والمخدرات، نعم إنها شبكة مافيا كبيرة تخرب في الشباب من جميع النواحي، جمع عدد من المعلومات عن هذه المافيا ولكنه لم يستطع الوصول إلى الرأس المدبر و المسؤال عن كل هذه الجرائم؛لأنهم اغتالوه و تم استشهاده تاركًا وراءه ثلاث أطفال، ابن عمره تسع سنوات وابن وابنة توأم عمرهما سنتين، عرف سعد الدين الأسيوطي بخبر وفاة ابنه الأكبر افتخر به وقال
” نحن فداء لهذا الوطن ”
ولكنه قام بإرسال زوجة ابنه المتوفى وأبنائها إلى القاهرة؛ ليبعدهم عن أي مخاطر تحيط بهم وكان دائما يتابعهم ويذهب إليهم دائما، فقد أبعد أولاد ابنه عن المخاطر، ولم يستطيع إبعاد ابنه الأوسط أحمد فقد حلف يمينا بأنه يأخذ بثأر أخيه وسيعمل على كشف هؤلاء المجرمين، وبناء على الأدلة التي جمعها الشهيد محسن، وبعد البحث والعمل الشاق، ما يقرب من سنين استطاع أن يكشف كل شيء عن هؤلاء المجرمين و الرأس المدبر لهم، ولكنه لم يكمل البحث لأنهم كما علمنا أنهم قاموا بقتله هو زوجته أمام أعين ابنته قمر، بعد معرفة اللواء سعد بخبر وفاة ابنه الثاني قوى أكثر من أجل أحفاده وابنه محمد، فقام سعد الدين بالحديث مع زملائه فى وزاره الداخلية، قام بنقل ابنه فرع ثانى غير المباحث خوفا عليه، كما قام بأخذ قمر لكي تجلس معه فى منزله كانت قمر ابنة جدها المحببة، علم جدها أن نظرات عينيها مثل الصقر، ولها طابع خاص في معاملتها، كانت تتعلم من جدها كل شيء أن الصبر مفتاح الفرج، ومن يرد شيئًا يجب أن يعمل بجد للوصل إلى هدفه، بعد حوالي ثلاث سنوات انتقل سعد الدين إلى رحمة الله تعال ترك قمر مع عمها محمد
الذى رفض فكرة الزواج وكرس حياته لرعاية أولاد أخيه محسن وابنة أخيه أحمد، كان يسافر دائما إلى القاهرة لمتابعة أولاد أخيه وإعطائهم المال الذي يساعدهم فى حياتهم، كانت قمر ترفض السفر دائما مع عمها فكانت حياتها لدراستها فقط كما اشتركت فى ألعاب القوة الفرق ( الكاراتيه والتايكوندو والجودو) لكي يساعدها هذا في تحقيق أحلامها، كانت دائما على اتصال بزوجة عمها على الرغم من أنها لم تقابها إلا ثلاث أو أربع مرات، حين تأتى فريدة لكي تزور أهلها فى أسيوط ولكنها أحبت قمر بشدة لأنها على رغم قوة شخصيتها ولكنها مرحة و محبوبة من الجميع.

– فى أحد المنازل المهجورة فى منطقة تخلو من السكان، يتعالى صوت إطلاق النار، ثم يقتحم أحد الرجال المنزل وهو مغطي الرأس بأحد الأقنعة السوداء، حيث قام وقام بإطلاق عدة طلقات باتجاه مقبض ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺛﻢ ركله بقدمه ودلف إلى الداخل بسرعة، وهو ممسك بمسدس بمقبض يده ويوجهه إلى عدة اتجاهات ثم أخذ يسرع ليأخذ من إحدي الجدران مانعًا لكى يحتمي فيه من الطلقات الموجة إليه ثم يدلف إلى الداخل أيضا، رجل أخر ويسارع هو الأخر بأخذ فى الوقوف وراء أحد الأعمدة؛ لتجنب طلقات النار، قام الرجل الأول بعمل بعض الإشارات لرجل الثاني فمد يده داخل سترته الواقية وجذب منها إحدي ﺍﻟﻘﻨاﺒل ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ (الغاز ) وقام بشد فتيل الأمان منها و ﺭﻣﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ دﺍﺧﻞ المنزل، نظر إلى الرجل الأول وقام بعمل إشاره بيده توقف إطلاق النار ثم قال الرجل الأول

الرجل : سلم نفسك يا حسان المكان كله محاصر
بعد عدة دقائق خرج رجل ضخم البنيان يحمل سلاحا ما يدعى الرشاش الآلي، ثم ألقاه على الأرض وقال
حسان : أنا هسلم نفسي
خرج الرجلان فقام أحدهما بعمل إشارة بيده، فقام حسان بالجلوس ورفع يده إلى الأعلى، ثم أشار الرجل الأخر إلى بعض العساكر والفرق الأخرى، و كانوا يقفون خلف الباب الرئيسي منتظرين إشارة الاقتحام، أخرج أحد الرجال الكلبشات من جيبه وقام بوضعها فى يد المجرم وبعد تنشيط المكان بالكامل، خرجت جميع الفرق، وقام أحد العناصر بأخذ حسان إلى سيارة الشرطة، وبعدها الرجلين بعد أن خلع كل منهما القناع فتبينا لنا رجلين ذي وسامة عالية، و يظهر عليهما طابع القوة البدنية، فكان أحدهم وهو رئيس المجموعة وهو آسر ، آسر قصتنا اسم على مسمى ، فهو يأسر من يراه فآسر ذلك الرجل الذي يتحلى بالوسامة وجاذبية الشخصية، صاحب العين السمراء ذات النظرات القاتلة مثل الصقر، والشعر الأسمر الطويل، والبشرة المخملية هكذا هو آسر ، يتحلى بكل شيء بالقوة والجاذبية والحس الفكاهي، والفطنة والشخصية القوية التى لا تقبل التحدي ولا المنافسة، تقيل جدا فى تعاملاته مع الجميع خاصة النساء اللاتي يأسرهن عندما ينظر إليهن، ولا يعطيهن أى انفعال على هذا، أما الثاني فهو فارس صديق آسر فهما أصدقاء منذ دخولهما كلية الشرطة وبعد التخرج عملا معا، كان فارس شخص جذاب جدا هو الأخر، كان طويل القامة يمكن أن نقول أطول من آسر بقليل، فكان صاحب عينين بنيتين وبشرة مخملية، وشعر أسمر قصير، كان جذابًا جدا هو الآخر، فأما شخصيته فهو طيب جدا به حس فكاهي عالي جدا، ويعشق مهنته و يخلص بها، لكنه يوجد به عيب واحد يعشق النساء ويحب مغازلتهن، ولكنه له حدود فى التعامل معهن كرجل شرطة مثال الأنضباط دلفا إلى الخارج بعد هذا الاقتحام فقال أحدهما

فارس مداعبًا : بس إيه الدخلة القوية دي يا آسر بيه والنعمة معلم واحنا منك بنتعلم
آسر وعلامات الجدية على وجهه : أنا كنت فاكر هنتعب على ما نمسكه، ده ميستهلش التعب اللى تعبنا ف وضع خطة الاقتحام
ففارس بسخرية : بس شفتني و أنا برمي القنبلة معلم
آسر ضاحكا : أه شفتك أنت كده على طول يا فارس هزار ، ثم أكمل بجدية يله عشان نحقق معاه أنا هطلع عليه القديم والجديد، أسبوعين شغل ابن المفترية والآخر يسلم نفسه فى خمس دقايق .
فارس : هو فى أحلي من الهزار ، وبعدين أنت كنت عايز ايه بالضبط تتصاب عشان ترتاح.
آسر : لا يا عم أتصاب أيه بعد الشر بس كنت عوزه يتقل شوية
فارس : يله يا آسر يله يا عم متعصبنيش هو بنت من بتوع النادي اللي يبجروا عليك وأنت عاوزهم يتقلوا يله يا عم نروح نحقق مع الزفت ده عشان انا جعان
آسر : أه هو ده إللى شاطر فيه يله
– كانت تمسك السلاح بسهولة ويسر تصوب نحو لين الرماية وتقوم بالتصويب فى اتجاه الهدف، فكانت تصيبه فى مكانه الصحيح التف حولها بعض الشباب و الفتيات المستغربين من كونها فتاة، وتصوب بكل هذه السهولة وبعد ما يقرب من نصف ساعة استيقظت من شرودها فهى كانت فى عملها الخاص، الذى صور لها وكأنها فى ساحة الحرب أو فى مهمة رسمية أفاقت على صوت هاتفها فنظرت إليه وارتسم على ثغرها ابتسامة عذبة وقالت
قمر : طيب أقول إيه الوقت عيني على الناس إلى نسيتني خالص
رقية : عمرى يا باشا والله لكن أنتِ عارفة ظروف الشغل بقى
قمر : طيب يا ستى ربنا معاكِ المهم إنك بخير مش ناوية تنزلى البلد شوية عشان نقعد مع بعض
رقية : بإذن الله هاجي على يوم الجمعة أنا واخدة إجازة أسبوع عشان عندي مفاجئة حلوة لكِ، بخصوص الراجل الى كلفتيني أعملك سيرش عنه
قمر : قد لمعت عيناها بجد يعنى بدأنا الشغل هو ده الكلام
رقية : الموضوع صعب يا قمر احنا لسه بنقول يا هادي
قمر : مفيش حاجة تصعب عليا المهم هستناكِ يوم الجمعة
رقية : ماشي يا قمر سلام
قمر : سلام

فرقية صديقه قمر وأقرب شخص لها بعد عمها، رقية صديقه قمر منذ الحضانة، ورقية تعلم عن قمر لأنها الوحيدة التى تقص عليها قمر كل شيء تمر به، قررت كانت رقية مساعدة قمر في الوصول إلى حلمها، فقد تخرجت فى كلية الهندسة قسم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، ولديها خبرة شخصية فى اختراق الشبكات والمواقع، ولديها خبرة أيضا فى أجهزة الاختراق والتصنت‘ وتعمل بإحدي شركات الكمبيوتر فى محافظة القاهرة و تسكن فى إحدي الشقق هناك بمفردها، فرقيه تعيش بمفردها منذ زمن طويل، حيث إن أبويها قد تركاها مع عمتها وسافرا الى الخارج للعمل، كانت رقية حالتها النفسية صعبة جدا ولكن قمر لم تتركها، ووقفت بجانبها دوما، فقد وجدت رقية أن هذه الوظيفة ستضيف لها الكثير من الخبرة، فوافقت عمتها لكنها رفضت أن تترك أسيوط والذهاب الى القاهرة، فعمتها السيدة سحر لم تتزوج رغم سنها الكبير، لكنها رفضت الزواج من الكثيرين وقامت بتربيه ابنة أخيها رقية، وأحبتها مثل بنتها وأكثر وها هى رقية ،تلك الشابة الجميلة ذات البشرة المخملية، والجسد المنحوت والعيون السوداء تقف الآن بجانب صديقتها الوحيدة، وتقوم بمساعدة قمر في معظم المهمات، التي تحتاج إلى اختراق الشبكاتو التجسس على المجرمين وهما الآن سيقوما بأهم قضية في حياتهما.

– كانت جالسة على سجادة الصلاة فى غرفتها بعد أن أدت صلاة الظهر، وأخدت تدعى لأبنائها فوجدت بنتها وابنها التوأم يدلفان إلى الغرفة، كانت ابنتها سعيدة جدا و الفرحة ظاهرة على وجهه بينما الحزن ظاهر على وجه ابنها.
فريدة : في إيه يا سارة في ايه يا سيف
سارة بفرحة : جواب التنسيق وصل يا ماما
فريدة بقلق : بجد طيب إيه الأخبار.
سارة : أنا الحمد لله جالي الكلية إللى يتمناها وبقيت الدكتورة سارة محسن سعد الدين الأسيوطي
فريدة بفرحة : ألف مبروك يا حبيبتي ثم نظرت إلى ابنها قالت وأنت يا سيف إيه عملت إيه
سيف بحزن : أنا اسأل آسر بيه راح اختار الكلية إللى هو عاوزها وقبلت اه تفتكري هنجح
سارة : دى هندسة يا سيف حد يزعل وهو داخل هندسة
فريدة : آسر خايف عليك من اللى هو بيشوفه فى شغله يا سيف كلية الشرطة صعبة يابنى
سيف : خلاص يا ماما بس أنا بقي هدخل هندسة كمبيوتر عشان أنا بحبه
فريدة : ماشى يا سيف برحتك
سيف : أه ماهو براحتي ولا ابنك يفرض عليا دى كمان، واحد مستبد دكتاتور شكل هتلر
كان سيف يتكلم ولم يعلم من وراءه فنظر سيف إلى سارة التي تشاور لسيف بالسكوت فاستغرب، هو من حركتها ونظر إلى أمه فوجدها تنظر خلفه وتشاور له
سيف : في إيه مصدومين كده ليه على العموم يا ماما هتلر ابنك ده حرام عليه، قلبي وربى وصوابع إيديا مش راضين عليه
التفت سيف إلى الخلف لكي يذهب فوجد أسر يقف خلفه مباشرة
سيف : اهههه يا مامااااااااا اس …..آسر
آسر وهو يهز رأسه : آه هو هتلر بشحمه ولحمه
سيف باستغراب : هتلر ……. هتلر مين ده ليه بتقول على نفسك كده أنت جميل
سارة بضحك : ياعيني يا سيف كنت طيب
آسر : أنت كنت بتقول إيه من شويا ماسمعتش سامعني
سيف : دا أنا كنت طاير من الفرحة عشان قبلت فى كلية الهندسة يالهوي علي الفرحة
آسر : بجد طيب الحمد لله وأنتي با سارة
سارة : عيب الكلام ده في حقي على فكرة صيدلة طبعا
آسر بفرحة : بجد طيب الحمد لله مبروك يا ماما
فريدة : الله يبارك فيك يا حبيبي أنا هحضرلك الغداء على طول
آسر : لا معلش يا ماما أنا خارج على طول عندى شغل أنا جاي أغير هدومي
سيف وسارة التوأم أخوات أسر عمل آسر كثير لكي يعوضهم بعض الشيء عن حنان الأب، ونجح فى ذلك فكان آسر مثال للقدوة الحسنة لهما، كان سيف وسارة يجتمعا معا فى كثير من الصفات المشاكسة، هى عنوانهما والهزار الدائم الذي يملأ المنزل بالفرح والحب كمان أنهما يأخذان من الجمال الكثير والكثير، فسيف أخذ العين العسلية، و البشرة البيضاء والشعر البني من أعمامه، الغريب في الأمر أن سيف على الرغم من أنه لم ير قمر منذ زمن بعيد، منذ كان عمره تقريبا سبع سنوات ، ولكنه يشبهها جدا في ملامحها، ومن لا يعرفهما جيد وشاهدهما يقول أنهم أخوه دون شك، أما سارة فهي أخذت من الجمال قدر كبير، فهي أخذت من أمها لون العين الأزرق المتقلب، والبشرة البيضاء المصطبغة بالحمار، والشعر الأسمر الطويل، نعم فهما توأم ومتماثلان فى الطباع لكنهما مختلفان فى الجمال

– اتجه آسر إلى خارج الغرفة وكان وراؤه أخوة سيف، ثم دلفا إلى إحدي الغرف الأخرى، ولكنها غرفة غريبة من نوعها فهي تجمع بين غرفة الرياضة والنوم معا، فكانت غرفة واسعة نوعاً ما، مصممة بطراز عصري يتوسطها سرير عصري، وفى إحدي الجوانب يوجد دولاب فخم أما على الجانب الآخر يوجد أجهزة رياضية: مثل مشاية كهربائية وبنش حامل أثقال ،و معلق فى الحائط كيس اللكم – (boxin bag) الخاص بالملاكمة ويوجد فى الجزء الأخر دولاب زجاجى، به مجموعة من الشهادات والميداليات والدروع، ومعلق على الحائط عدد كبير من الأسلحة مختلفة الأنواع
دلف آسر وسيف إلى الداخل وقام بخلع التيشرت ثم ذهب إلى الدولاب وأخذ بعض الملابس و دلف إلى الحمام الملحق بالغرفة بينما اتجه سيف الى قفازات الملاكمة وارتداها، واخذ يلكم كيس اللكم، لكنه كان يصطدم به، فسيف على الرغم من طول قامته وجسمه المتناسق لكنه عديم الخبرة بالرياضة، كان طول الوقت بين الدراسة والمذاكرة لم يتبق وقت لديه لممارسة أى رياضة عكس أخوه آسر تماما فآسر بحكم شغله كان رياضي من الدرجة الأولي، فقامته الطويلة كان يصحبها جسم رياضي جدا فيعرف كل من يراه يدرك أن هذا الشخص ربما يكون قضي معظم الوقت فى ممارسة الرياضة.
– خرج آسر من المرحاض فوجد أخيه يلعب مثل الأطفال ولا يستطيع الصد ولا الضرب ، فابتسم على منظره وقال
آسر : يا عم الحريف أنت كده بتلعب غلط وبتصد غلط
سيف : بس يا آسر أنت مش عارف حاجة ، أهم حاجة فى الموضوع إن الواحد يكون عنده صحة
آسر متعجبا : صحة ، طيب ما بدل الوقت إللى فى النادي اللي بيضيع على الفاضي و الكلام مع البنات متشترك فى لعبة حلوة تفيدك.
سيف : إن شاء الله هحط الكلام دي في خطتي المستقبلية ، المهم البنت الموزة اللي اسمها ريم سألتني عليك إمبارح
آسر بنبرة واثقة : ممم طيب سيبك منها
سيف متعجبًا من أخيه : سيبك منها ايه ، دى البنت موزة لازم تكلمها حرام عليك
آسر ببرود : يا عم أنا فاضي كبر دماغك
سيف ساخرا من أخيه : يسلملي الثقلان أنا ، إيه يا آسر الثقل ده البنات بيتشتكوا منك على فكرة
آسر بضحك : إيه اللغة د سوري على مصري لا حلوة
سيف : وهو يمسح بيده على شعره أصل البنت السورية اللى بكلمها اليومين دول عدتني
آسر : هديك درس مهم يا سيف البنات دول كده كل لما تتقل عليهم يلزقوا فيك اكتر
سف : أيوه بقى يا خبير ما أنا أخو آسر النساء ، اخويا مش عارف كلهم بيحبوك أوى كده ليه ، وأنت دائما مصدر الوش الخشب
آسر : أنا فاضي للعب العيال ده ، ثم أكمل بجدية كنت عاوزك فى موضوع مهم
سيف بتعقب : عاوزني أنا فى موضوع مهم إيه هو
آسر : سارة
سيف متعجبا : مالها سارة
آسر: عايزك تاخد بالك منها كويس وتقرب منها، هى فى مرحلة مهمة، ولازم يا سيف نتبعها عشان متلجأش لحد بره، وأنت فاهم
سيف : متخفش يا آسر سارة بتحكيلى على كل حاجة وقريبة منى جدا وأنا مش بسبها
آسر : ماشى يا عم سيف بس متزعلش من موضوع الكلية ده والله أنا شايف إن ده لمصلحتك
سيف : أنا مش زعلان ولا حاجة عمري ما أزعل منك
آسر : يعنى صوابع أيدك راضية عنى
سيف : احم احم ، هيرضوا أكتر لما تجيب خمسين جنيه عشان مفلس
آسر : بضحكه مادي متعفن ، طيب يا خويا خد الفلوس أهو
سيف : طيب ما تجيب واحدة كمان وأنا ادعيلك
آسر : خد يابنى بطل أمور الشحاتة وسبني أخلص لبس عشان عندي شغل
سيف : ربنا يخليك يا أحلي أخ وأحلي اسم فى الدنيا ويارب تأسر المجرمين كمان وكمان
أسر : يلا ياض امشي من هنا
سيف : طيب متزقش
– فى إحدي البنايات الحكومية شديدة الفخامة نعم إنه مبنى إدارة مكافحة التهريب حيث الفخامة والرقى له تصميم خاص مكون من عدة طوابق، أما واجهة المبنى الخارجية أعلى بوابة الدخول حيث أنها مصممة من الطوب الفرعوني ويتوسطها نُحت نسر الشرطة ويرفرف فى الأعلى علم مصر، أما عن فرع المباحث الجنائية فهو فرع مهم للغاية حيث أن رجل المباحث له أهمية خاصة، حيث يقع على عاتقه الاختصاص المكاني والنوعي لجميع رجال المباحث عام وشامل لكافة أنواع الجرائم الجنائية، التي تقع بإقليم الدولة، ولهم في سبيل ذلك إجراء البحث والتحريات اللازمة للكشف عن الجرائم ،وتعقب مرتكبيها وجمع كل ما يتعلق بها من معلومات وأدلة إثبات وبصفة عامة كافة البيانات والمعلومات، التى تعين على كشف الجرائم وتعقب مرتكبيها داخل البلاد وخارجها، وتوزيع هذه المعلومات على الإدارات المختصة عن البحث عن الأدلة المادية والشفوية المتعلقة بالجريمة بكافة الوسائل وفقا للقانون.
وصل آسر إلى هذا المبنى كان يسير فى شموخ عالٍ ،كان كل من يقابله من أمناء شرطة وعساكر يقدمون له التحية العسكرية، ما إن وصل إلى مكتبه الذي يجتمعا هو وفارس وضابط أخر يدعى يحيى بهذا المكتب، كان هو رئيس هذه المجموعة لأنه من واقع خبرته وعمله الجاد حصل على رتبه أعلي منهما على رغم من إنهم خريجي دفعة واحدة دلف إلى داخل المكتب فوجد فارس يجلس على مكتبه وبيده كوبًا من الشاي ألقي عليه التحية
آسر : السلام عليكم ورحمة الله
فارس : وعليكم السلام رحمة الله ، ها أنت لحقت تروح عشان ترجع
آسر : ما أنا يدوب غيرت هدومي وجيت على طول عشان نخلص قضيت حسان ده
فارس : الراجل ده عاوز يشيل الليلة لوحده ومش عايز يقول أى حاجة عن اللى مشغله
آسر : طيب ما يمكن يكون شغال مع نفسه
فارس : لا يا آسر الموضوع كبير على حسان أوى دى كمية سلاح كبيرة ازاى واحد زى حسان يقدر يجمع كل ده
آسر : فعلا بس إحنا خلاص دورنا لحد كده ، الباقي شغل النيابة بس كان نفسي نوصل لحاجه أكبر من كد
فارس : يعنى عايز تعمل ايه يا آسر ، حتى لو فيه مش أهم حاجة إن هو يعترف
آسر : برحته بقى كده أقل حكم مؤبد ، بقولك إيه هو يحيى جاي أمتى
فارس متعجبا : يحيى وأنت إللى بتسال عليه ، ده مش بينزلك من زور
آسر : عادى أصل مش ظاهر اليومين دول أنا عايز أعرف أخبار المهمة التي كلفته بيها إيه
فارس: مش عارف ممكن يكون بيراقب الواد لسه
آسر : صبرني يا رب عليه اللى شكل ده مش عارف دخل شرطه ليه ، لا بحس إن ده عقاب ليا إن واحد بالشكل ده يشتغل معايا مش بيفيد على قد ما بيعطل
فارس : أنا كونت سامع من عمار إن يحيى مقدم طلب نقل أسيوط ، أو هيعمل استبدال مع ضابط هناك ، لسه مش متأكد من الخبر
آسر : يا مسهل أه يجيلنا واحد بيفهم يساعدنا
فارس : إن شاء الله يا سيادة الرائد ، بس مهما اشتغل معاك ،مش هتلاقى شكلى
آسر بضحك : أنت قدري يا فارس ، بس الصراحة مش هلاقى حد شكلك فى الشغل
فارس بثقة : طبعا هو أنا أي حد

– عادت قمر من النادي بعدما قضت اليوم بأكمله في النادي حيث الألعاب التي تعشقها؛ لأنها تعطيها القوى البدنية التي تقدر من خلالها أن تتغلب على الكثير، فممارسة الرماية والجودو والملاكمة والكاراتيه فهي خبيرة في كل هذه الألعاب، وحصلت علي الكثير من الجوائز والميداليات، والحزام الأسود في الكاراتيه، فهي لا تحس بالتعب والإرهاق وهى تلعب هذه اللعب، وكلما تمرنت أكثر تحس بزيادة حماسها وشغفها في اللعبة، دلفت إلى المنزل الذي تعيش به هي وعمها ومجموعة من الخدم الموثوق بهم، فهي لا تثق بأحد بسهولة فوجدت عمها فى الرَّدْهَة يسمع نشرة الأخبار المسائية، فألقت السلام عليه وجلسا معا يتحدثون
قمر : السلام عليكم
محمد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إيه يا قمر كل ده في الرياضة يا حبيبتي
قمر : ما أنت عارف يا عمى بستنا اليوم دة بفارغ الصبر عشان أضرب فيه
محمد : مش عارف أخر عميلك دي إيه يا قمر
قمر : كل خير يا حبيب قمر
محمد : أيوه دائما خدينا على قد عقلي كده
قمر : أبدًا والله أنت دائما كده ظلمني
محمد : طيب اطلعي يله غيري هدومك وتعالى عشان عايز أخذ رأيك في موضوع مهم
قمر هي ترفع حاجبيها : موضوع مهم ماشى ثواني هجيلك نتكلم زي ما أنت عايز
محمد : ماشى

error: