زوجتى ضابط شرطه

الحلقه :5

خرج سيف وسارة من غرفه الصالون، بينما نظرت فريدة إلى اللواء محمد في ترقب وهو أيضا ً وقالت
فريدة : أنا كونت عاوزه أتكلم معاك في موضوع مهم يا سيادة اللواء قبل ما آسر يجي
محمد : أنا بردك يا أم آسر في موضوع مهم عاوز أخذ رأيك فيه
فريدة : خير يا محمد قول اللي أنت عايزه
محمد : لا خلى الموضوع بتاعي بعد ما أسمعك
فريدة : أنا فكرت في موضوع قمر و حضرتك عارف إن أنا بحبها زي سارة وبعتبرها بنتي اللي مخلفتهاش، و خايفة عليها جدا فعشان كدة فكرت في كلامك، لقيت حل واحد لموضوع ده
محمد : محمد بترقب و اهتمام طيب يا فريدة إيه الحل
فريدة : بسرعة آسر ابني يتجوز قمر بنت عمه ، كده هنبقي حلينا مشكلة آسر ومشكلة قمر، ثم أكملت و أنا متأكدة إن آسر الوحيد اللي هيعرف يسيطر على قمر، وهيحافظ عليها زي ما أنا متأكدة إن قمر هي الزوجة المناسب لآسر
محمد :
فريدة : ها يا سيادة اللواء إيه رأيك في الموضوع
محمد : أنت عارفة الموضوع اللي كنت عوزك فيه إيه يا أم آسر
فريدة : إيه يا سيادة اللواء
محمد : كنت هقولك نفس الكلام ده ، أنا عايز آسر يتجوز قمر لأن هو ابن عمها، وأحق بها من الغريب
فريدة : بس أنا عاوزه أطلب من حضرتك طلب ؟
محمد : طلباتك أوامر يا أم آسر
فريدة : مش ……… مش عاوزه آسر يعرف حاجة عن شغل قمر، اللي لما يكتب الكتاب و عاوز يتجوزها على طول من غير فترة خطوبة
محمد بتعجب : طيب ليه كدة ، ده لازم يعرف كل حاجه عنها ، مش هتبقي مراته
فريدة : يا محمد آسر ابني وأنا عرفه تفكيره و عقليته ، عمره ما هيقبل شغل قمر فى أي وظيفة، أمال لما يعرف شغلها ده ، وبعدين أنا بقول منقولش ليه حاجة حالا، و نسبها للظرف يعنى
محمد : أنا مش عارف أقولك إيه، بس مدام أنتِ عايزة كده يبقى خلاص، مش هعرفه بس تفتكري هو هيوافق بالفكرة أصلا ؟
فريدة : مش عارفة والله أصل آسر ابني محدش يعرف دماغه فيها أيه !!

تعالت أصوات طرقات باب الغرفة، ثم دخل آسر إلى الداخل بإبتسامة تعلو ثغره، وعلى وجهه علامات الرضا وأخذ يرحب بعمه ، فكان آسر حقا يشتاق لعمه وبشده، ثم جلسا سويا حيث تركت فريدة لهما المجال وذهبت ؛لكي تشرف على تحضير الغذاء بنفسها

محمد :وحشني يا آسر والله ، وليا عتاب عندك ليه مش بتسأل عليا إلا كل فين وفين ؟!!
آسر : و أنت والله يا عمي وحشني جدا ، بس معلش الشغل والله و أخد كل وقتي، أنا أسف لو مقصر من ناحيتك
محمد : لا يا حبيبي أهم حاجة شغلك ، وأنا فخور جدا بيك وبالكلام اللي بسمعه عنك
آسر : ربنا يخليك لنا وتفضل رافع رأسك بينا طول العمر
محمد : ربنا بس يطول في عمري لغاية أما أطمئن على أختك وبنت عمك في بيتهم ،و أما أنت وسيف فأنتم رجاله مايتخفش عليكم
آسر : ربنا يفرحك بيهم يا عمي
محمد : يا رب يا حبيبي ، ثم أكمل بنظرات جامدة أنا جاي إنهاردة عشان عايزك في موضوع مهم يا آسر
آسر : بفضول …. خير يا عم موضوع إيه

في هذه اللحظة دخل سيف إلى الغرفة وقال لأخوة و عمه الغداء جاهز، فنظر محمد إلى آسر وقال
محمد : تعالي يا آسر نأكل مع والدتك وأخواتك بعدين نتكلم
آسر : تحت أمرك يا عمي ، أتفضل
سيف : (همسًا ) لأخيه كان عاوزك ليه ها مش هتقول لسيف حبيب قلبك
آسر : يا عم روح مش لما أعرف أنا الأول ، وبعدين أنت دائما حاشر نفسك كدة في اللي ليك واللي ملكش فيه
سيف : يا ساتر يا ساتر عليك يا أخي عمرك ما تبل ريقي أبدا ، دائما تقفلني كدة
آسر : وهو يرفع يده عاليا ……. يا عم روح
……………………..………..
في موقف السوبر جيت في أسيوط تقف قمر ،وهي مستندة علي سيارتها السوداء في انتظار الأتوبيس القادم من القاهرة، ولكن هذه المرة كانت قمر مثل أي أنثي جميلة، حيث كانت ترتدي فستانًا رقيقًا جدًا من اللون السماوي يصل إلي بعد الركبة بقليل، أما من الأعلى فقد كان مقفولا ولكنه كان بنصف أكمام، ورفعت شعرها إلى الأعلى ، على هيئة ذيل حصان ووضعت نظارة شمسية على عينيها ، كل من يرها يسحر برقتها فهي أنثي تستطيع في أي وقت تريده أظهار جمالها .
بعد عدد من الدقائق وصل الأتوبيس فنظرت قمر إلي الركاب، كأنها تبحث عن شيء مفقود، وبعد لحظات رأت أخيرًا رقية وعلي ثغرها ابتسامة حب ، جرت رقية تلك الفتاة ذات البشرة المخملية والجسد الممشوق، والعيون السوداء والشعر الأسود الطويل المنسدل علي ظهرها علي قمر ،وقامت بمعانقتها بشوق ومحبة وبادلتها قمر ذلك العناق، كأنهما أختان لا صدقيقتان فقط، ثم حملتا الحقائب وتوجهتا إلي السيارة

رقية : وحشاني يا بنت يا قمر والله
قمر : وهى ترفع إحدي حاجبيها ……. بنت واضح جدا إن إحنا بدأنا في وجع الدماغ
رقية : إيه وحش بنت ولا أنتِ ودانك أخدت خلاص على ألقاب الرجالة، حضرت الضابط سيادة الملازم سيادة الرائد ، مش واخده على كلام البنات
قمر : بنت أنتِ جاية علشان تعصبيني ولا إيه اهدي شوية ،والله أرجعك علي القاهرة مترحلة
رقية : طيب خلاص ، خلاص من غير ترحيل ربنا علي المفتري يا شيخة، المهم عامله إيه وسيادة اللواء عامل إيه والشغل عامل إيه، والولد الموز أللي اسمه زياد عامل إيه، والعرسان اللي عمك عمال يجبهم لكِ وأنتِ تزحلقيهم عاملين إيه، وفي الختام سمعيني صوتك
نظرت قمر إلي رقية في ضيق ورمقتها بنظرات حانقة نظرات غيظ وقالت
قمر : الله يخلصني منك يا شيخة، أنا إيه اللي ساحبني من لساني وخلاني أقولك هاجي أخدك، ده أنتٍ مبتفصليش يا بنت ولا إيه ارحمي نفسك وارحميني
رقية : يا بنتي أصلك مش فاهمة ؟ أنتِ وحشاني أوي والله و عايزة أعرف كل الأخبار وبعدين وأنتِ بتحكيلي بحس أني بسمع فيلم أجنبي من النوع الأكشن
قمر : ها فيلم أجنبي ، ماشي يا أختي نستحملك شوية وربنا معايا بقي
رقية : طيب يلا أحكي ، كل حاجه حصلت معاكي
قمر : صبرني يا رب علي جنانك ده ؛ اسمعي يا أختي …..
……………………
– في منزل آسر بعد أن انتهوا من تناول الغداء، اصطحب آسر عمه إلى غرفة المكتب؛ لكي يتحدثا دون مقاطعة من أحد ، ولكن أصر محمد على وجود السيدة فريدة معهم؛ لتستمع إلى الحديث كاملا و تقوم بمساعدته على إقناع آسر لأنه يعلم أنه من الصعب إقناعه ، في غرفة المكتب كان الوضع مشحونًا جدا بالتوتر والخوف
محمد : أنا كنت عاوز أتكلم معاك في موضع يا آسر ، بس يا ريت تسمعني للآخر
آسر باستغراب : أتفضل يا عمي !!
ظلت السيدة فريدة تنظر إلى معالم وجه ابنها في ترقب واهتمام؛ لعلها تعرف ردة فعله تستمع إلى كلمات محمد الذي قال
محمد : أنت عارف يا آسر أنا بحبك أنت وأخواتك قد أيه ، انتم يابني و لادي وأخواتي وكل اللي ليا في الدنيا دي، ربنا عوضني بيكم بعد ما راح أغلي الناس ، بس معدش يابني في العمر بقية، وبالنسبة ليك أنت وأخواتك أنا مطمئن عليكم، أه أنت راجل شايل مسئوليتهم وكفاية إنكم مع بعض ، بس اللي أنا خايف عليها بجد هي بنت عمك “قمر” هي دي اللي أنا حامل همها يا آسر، وخايف أموت و أسبها لوحدها في الدنيا دي، وهي بنت يابنى و أنت عارف يعنى أيه بنت لوحدها

آسر : “مقاطعا ” يا عمي هي اللي طول عمرها بعيد عننا ، أحنا مانعرفش عنها حاجه غير أن لنا بنت عم أسمها قمر
محمد : و علشان متعرفهاش ماينفعش تقول عليها كده ، قمر عمرها ما بعدت ،بس قمر مرت بظروف صعبه أوى يا آسر
آسر : كلنا مرينا بنفس الظروف دي يا عمي بس وقفنا تاني على رجلينا
محمد : لا يا آسر قمر غيرك أنت و أخواتك ، أنتم كنتم مع بعض ومعاكم والدتك ربنا يخليهالك، أما قمر كانت وحيدة بعد أبوها وأمها ، ومرت بحالة نفسية بعدهم ، ولما فاقت شوية من اللي كانت فيه انصدمت تانى في موت جدك ،يا آسر أنا خايف لو جرالي حاجة وهي وحيدة ممكن يحصله حاجة
آسر : بعد الشر عنك يا عمي ربنا يخليك لنا
محمد : الموت مش شر يا آسر ، الموت علينا حق، بس يابني أنا عاوز أطمن على بنت عمك قبل ما أموت؛ علشان كدة أنا ليا طلب عندك و يا ريت توافق
آسر بترقب : طلب إيه يا عمي ؟!! أنا تحت أمرك لو أقدر عليه
محمد : أنا عايزك تتجوز قمر بنت عمك
آسر : بصدمة ، نعم حضرتك بتقول إيه
محمد : عايزك تتجوز بنت عمك ، يا آسر أنا مش هطمن عليها إلا معاك أنت
فريدة بعد صمت :عمك كلامه صح يا آسر، وعلي فكرة أنا موافقة على الموضوع يابنى دي بنت عمك، و أنت أكتر واحد ممكن يحافظ عليها
آسر بحدة : أنتم بتقولوا أيه دا جواز يا جماعة ، أنا ممكن أحافظ عليها وأقف معاها، إنما مرشح أتجوزها ، ثم قال هو أنا أعرفها ولا حتى شفتها ،من وهي عندها سبع سنين وجايين تقولوا لي أتجوزها طيب أزاي
محمد : هو أنا قولتك تتجوزها أنهارده أنت أكيد هتشفها وتقعد معاها
آسر : يا عمي أنا لسه مابفكرش في الجواز
فريدة : ليه بقي إن شاء الله لتكون لسه هتكون نفسك ولا حاجة
آسر : يا أمي بلاش الكلام ده والنبي أنا فعلا مش بفكر في موضوع الجواز دا حاليا
محمد : خلاص يا آسر ، أنت قولت قرارك و أنا سمعتك، بس لأسف كنت بحسبك راجل أقدر أعتمد عليه ، عن أذنكم أنا لازم أمشى عشان معاد الطيارة
آسر : يا عمى أنا
محمد : خلاص يا آسر الموضوع انتهي

قام محمد من على مقعده وهمَّ بالانصراف، وعلى وجهه علامات الغضب والحزن، فنظرت فريدة إلى آسر نظرات عتاب ولوم فأسرع آسر بقول
آسر : أنا موافق يا عمي
وقف محمد في مكانه ثم التف إلى أسر ونظر له نظرات جامدة وقال
محمد : موافق ،على إيه
آسر :أني اشفها و اقعد معاها وبعد كده هقولكم قراري ، بس سؤال هي تعرف حاجة عن الموضوع
محمد : تقصد قمر ، لا متعرفش حاجة
آسر : طيب معلش متقولهاش غير لما أشفها، علشان عاوزها تتعامل معايا على طبيعتها
محمد : يعنى هستناكم بعد بكرة أنت و والدتك وأخواتك
آسر : بتعجب ليه السرعة دى بعد بكره أزاي مش هينفع عشان شغلي
محمد : وإيه لازمة الانتظار ولو على الشغل أنا هكلم عبد الحميد يديك إجازة يومين
آسر : ( بتنهيدة ) خلاص يا عمي اللي تشوفه
فريدة : ربنا يصلح حالك يا آسر
فرح محمد كثيرًا وهو وفريدة ،فموافقة آسر كانت الأصعب بالنسبة لهما ، أما آسر فأخذ يفكر كيف سيقابل هذه الفتاة، التي كانت بالاسم ابنة عمه، ولكنها غير معروفة بالنسبة له !! كان تفكيره مشتت جدا، ولكنه ترك الأمر يسير كما يريد عمه، ولكن في النهاية هو صاحب القرار ..
خرج محمد من بيت آسر وعلى وجهه معالم الرضا، فهو في نفسه كان راضيا كل الرضا على هذه الزيجة، التي ستجمع شمل العائلة، و يطمئن هو على قمر، ولكن كل ما يشغله الآن كيف سيكون رد فعل قمر عند علمها بهذا الأمر ، وما هي ردة فعل آسر بعد لقاء قمر ، كان خائفًا جدا أن يُحدث قمر، فيتغير ما رسمه ، ولكن تعهد في نفسه أنه سيعمل المستحيل ليجمع بينهما
……………………..…………………… ……
في محافظه أسيوط عاصمة الصعيد ، وخاصة في عاصمتها مدينه أسيوط ،فهي كبرى مدن صعيد مصر، في شقة في إحدي البنايات الفخمة ،كانت تجلس قمر بصحبة رقية في غرفتها داخل منزل عمة رقية، السيدة سحر، فكانت رقية دائمًا صاحبة الفكاهة ،و يُعرف عنها الثرثرة، فكانت قمر تعانى منها ولكنها تحبها جدا ؛لطيبة قلبها وحنانها عليها، فهي دائمًا الصديقة والأخت لها ، دلفت إلى داخل الغرفة السيدة سحر، وهى تحمل إحدي الصواني ،موضوع عليها ثلاثة أكواب من عصير المانجو المحبب لدى رقيه وقمر
سحر : بعد العشاء ده ، لازم تحبسوا بالعصير
قمر : مرسي يا طنط تعبناكِ
سحر : على إيه يا قمر ، دا أنتِ زى رقيه كفاية أنك اللي بتسألي عنى طول غياب البت رقية
رقية : خلاص بقي عشان معيطش منكم انتم الاثنين ، وبعدين إيه بنت دى يا عمتي أنا مهندسة كبيرة
سحر : يا شيخة روحي كده قال مهندسة قال، أنا أصلا مش مصدقة الموضوع ده !!
هو ينفع واحدة معاها شهادة معاملة أطفال تبقى مهندسة ؟!!
قمر وهي تضحك ضحكة رنانة: شكلك بقي وحش أوى
رقيه : وهى تتصنع الحزن أنا معايا شهادة معامله أطفال كده يا عمتي، ماشي ربنا يسامحك وأنا أقول مين بيسيحلى طلعت عمتي
رن هاتف قمر برقم عمها محمد فأجابت على الفور
قمر : ألو أزيك يا عمو
محمد : إزيك أنتِ يا قمر
قمر : أنا تمام أنت وصلت بالسلامة ولا هتبات في القاهرة
محمد : لا يا حبيبتي ، أنا وصلت من ساعة ، أنتِ هتخليكي عند رقية ؟!
قمر : أيوه من فضلك
محمد : طيب يا قمر ، بس لازم تبقى هنا بكرة عشان ولاد عمك جايين بعد بكره
قمر : بتعجب إيه ده بجد ، والله انا فرحانة أوي خلاص هكون عندك الصبح
محمد : ماشى خلى بالك من نفسك
قمر : حاضر
انهت قمر المكالمة وهى في قمة استغرابها وتعجبها من هذه الزيارة الغريبة، وغير المتوقعة فعمها كان في زيارة عندهم اليوم فلماذا سيأتون بعد غد قاطعت رقية تفكيرها
رقية : قمر يلا علشان ننام عشان أنا هلكانة والله ؟
رقية : قمر ………….. قمر ثم قالت بصوت مرتفع أنت يا بت
قمر : إيه يا رقية ، الله يخربيت الغباء
رقية : بغمز سرحانة في إيه يا شابة
قمر : شابة لا دا أنتِ بقي كلامك صعب أوى ، مش سرحانة ياختي يلا ننام
رقية : اه يلا أنا هموت من التعب
……………………..………….

– كان هذا اليوم غير محمل بكثير من الأحداث ، ذهب آسر إلى عمله قام بإخبار فارس ويحيى بأمر سفره ،كما قام بالذهاب لمكتب سيادة اللواء “عبد الحميد” واخبره هو الأخر ، علما بأن سيف وسارة بأمر الذهاب إلى بلدتهم ومدينتهم الأساسية أسيوط، ففرحا جدا كما عرفا بأمر زواج أخيهم وابنة عمهم، غير المعروفة فرحت سارة جدا بهذا النبأ، فسوف يتزوج أخيها الحبيب إلى قلبها، ويجلب لها زوجة أخ ستكون صديقة لها، وخاصة أنها ابنة عمها التي تشوقت للقائها كثيرًا ، أما سيف فتعجب جدا ً من هذا الأمر، وخاصة موافقة أخيه فهو يعلمه جيدا، ويعلم أنه يبحث عن فتاة معينة في ذهنه لا يعلمها إلا هو …… أما قمر فقد ذهبت إلي المنزل في الصباح الباكر، وجلست هي وعمها يتكلمان لعلها تعلم سر هذه الزيارة، ولكن عمها كان حريصًا جدا على عدم معرفتها أي شيء في الوقت الحالي …… بعد وقت طويل من الجلوس والتكلم مع عمها صعدت لكي ترتاح ..

جلست على الفراش تحضر نفسها لنومها، فوجدت هاتفها يرن برقم زياد فاستغربت جدا من هذا الاتصال فأجابت على الفور
قمر : ألو
زياد : ايوه يا قمر عاملة إيه
قمر : أنا تمام أنت اللي أخبارك إيه وصلت لحاجة
زياد : لا يا قمر كل التقارير بتقول إن موت فؤاد طبيعي سكتة قلبية
قمر بحزن : لازم يبقى طبيعي يا زياد على العموم خلاص ماتتعبش نفسك، تقدر تعتبر نفسك في إجازه من بكره
زياد بفرح : ياه بجد بقالي كتير ماسمعتش منك الكلمة دي ، طيب ممكن طلب بقى عشان تكمل الفرحة
قمر : أطلب يا سيدي عشان اخلص
زياد : عايزك توصليني بكره الصبح المطار
قمر : ماش يا سيدي هتلاقيني مستنياك بكرة تحت السكن عشان أوصالك وأهو كله بثوابه
زياد : ربنا يخليكِ للغلابة اللي شكلي
…………………………….

في صباح يوم جديد حافل بالمفاجئات على أبطالنا، يوم سيغير الكثير و الكثير في مسار حياتهم، استيقظت قمر باكرًا ذهبت إلى المرحاض توضأت لتقضى فريضتها، ثم قامت على الفور وهاتفت رقية لتذهب معها إلى المطار لتوصيل زياد، فسعدت رقية جدا وقامت من نومها هي الأخرى، وقامت بتجهيز نفسها لأنها تعلم أن قمر لا تحب الانتظار، ارتدت قمر فستانًا من اللون الأبيض الطويل يصل إلى أسفل قدميها ذات أكمام متوسطة وذات نقوشات وردية من أعلى الصدر، وأيضا من الأسفل في نهاية الفستان وكانت الورود ذات ألوان ذهبية ومبهجة، وتركت شعرها الغجري ينسدل خلفها وكانت ترتدي نظارة شمسية سوداء اللون؛ لتعطيها شيئًا من الغموض لكل من يراها، فهي لا تحب الإفصاح عن شخصيتها خارج العمل، فكانت قمر تمتلك أنوثة طاغية بمعنى الكلمة ولكن خارج العمل فقط ،نزلت قمر إلى الطابق السفلي ؛فوجدت جميع الخدم في حالة من الاستنفار في همة ونشاط ، ووجدت عمها يجلس يقرأ الجريدة الصباحية فاستغرب من هيئتها
محمد : إيه ده أنت خارجة
قمر : هروح أوصل زياد أنا ورقية المطار وهاجي على طول
محمد : طيب ياريت ماتتاخريش عشان أولاد عمك على وصول
قمر : حاضر
همت قمر بالانصراف حين سمعت صوت فاطمة الخادمة تقول
فاطمة بارتباك وخوف: معلش يا ست قمر ممكن طلب
قمر : اطلبي يا فاطمة ، هي جيت عليكِ
فاطمة : ممكن تشترى معاكِ ضيافة للضيوف ، أصل مشغولة في تجهيز الغذاء للضيوف
قمر : طيب ماشى ، أجيب أيه
فاطمة : كل حاجة مكتوبة في الورقة دي معلش هتعبك
قمر : خلاص ، تمام هجبهم
……………………..……………….
أخذت قمر الورقة من الخادمة وذهبت سريعا ً إلى بيت رقية و فهبطت رقية على الفور، كانت ترتدي ملابس رقيقة للغاية، مكونة من بنطال من الجينز الأزرق ،و بلوزه بناتي من اللون الأحمر ورفعت شعرها إلي الأعلى على هيئة ذيل حصان ، ثم استقلت السيارة بجانب قمر، رمقتها بنظرة إعجاب
رقية : هو القمر بيطلع بالنهار ولا إيه ؟ إيه يا بنتي الحلاوة دى
قمر : بتفاخر دى أقل حاجة عندي يا بنتي ، هو ده الطبيعي بتاعي
وصلت قمر إلى السكن الخاص بالضباط، فوجدت زياد في انتظارها وفي يده حقيبته الصغيرة (هاند باج)، ثم استقلوا السيارة وبعد إلقاء السلام أخذوا يتكلمون ويضحكون

زياد : وحشاني يا رقيه والله
رقيه : وأنت يا زياد ، مبروك عليك الإفراج يوه أقصد الإجازة
زياد : اه والله أنا فعلا عامل زي المسجون وقمر السجان
قمر : وهى ترفع حاجبها والله بجد
زياد : برتباك ، احم مش القصد
قمر : بحسب ، كونت هلغى الإفراج وأدورك مكتب وقتي
زياد : لا والنبي
رقيه : بضحك يا ظالم بكرة جيلك يوم هنتقابل أمام الله
قمر : النبي يا ست بنتٍ نقطينى بسكاتك
ظل الوضع هكذا من مزح بين زياد ورقية حتى وصلوا المطار، فنزل زياد وودعهم وشكر قمر ، ثم دخل المطار ، في هذا الوقت وصل آسر وعائلته إلى مطار أسيوط فوجد السائق الذي أرسله عمه من أجلهم بانتظار وصولهم، فركبوا السيارة وانطلقوا إلى منزل ” محمد الأسيوطي ”
بينما وقفت سيارة قمر إمام إحدي محلات الحلوى المشهورة، ودلفت هى ورقية لتشترى ما طلبته فاطمة
رقية : مليش دعوي أنا عاوزه آيس كريم
قمر : والله حساكِ ، طفلة
رقية : هما الأطفال بس اللي بيكلوا آيس كريم
قمر : خلاص يا سيتي نجيب الحاجة ونشتري آيس كريم
أثناء سير السيارة المستقل بها آسر وعائلته، لمحت السيدة فريدة محل المحلاوي فطلبت من السائق التوقف؛ فاستعجب اسر من هذا التصرف وقال
آسر : في إيه يا أمي
فريدة : في إيه أنت هندخل علي عمك بأيدينا فاضية كده
آسر : بسخرية لا ميصحش
فريد : طيب أتفضل أنزل اشترى شويت حاجات
آسر : حاضر
سيف : أستني يا آسر خدني معاك
آسر : تعالي أصل رايح أتفسح
سارة : معلش يا سيف هاتلي آيس كريم معاك
سيف : حاضر يا أختي
……………………..………..
انتهت قمر من شراء الأشياء ، واشترت لها ولرقية كوبين من الآيس كريم، هما بالذهاب في تلك اللحظة دلف آسر وسيف داخل المحل، وكان آسر يتكلم مع أخيه وينظر على جانبه، بينما كانت قمر تتكلم مع رقية وتضحك لها فاصطدم آسر بها؛ فوقع كوب الأيس كريم من يد قمر على الأرض بينما تناثرت بعضًا منها على ثيابها
نظرت قمر إلى ثيابها وكوب الأيس كريم المُلقى على الأرض، ثم نظرت الي آسر فى غضب شديد فتفاجأ هو و أخذ ينظر إلى تلك الفتاة فى صدمة مما حدث لتوه،و هكذا كان الحال بالنسبة لرقية وسيف
رقية : أووووووووووبس
سيف : حاســــب
نظرت قمر إلى آسر بغضب بينما نظرت هي لأغراضها ثم نظرت له وقالت بحدة
قمر : مش تفتح يا أستاذ أنت
آسر : المفروض حضرتك تمشى تبص قدامك
قمر بعصبية : والله على أساس أنت إللي كنت بتبص قدامك
آسر : والله أنا أعمل إللى أنا عايزة محدش هيقولي أعمل إيه وماتعمل إيه
قمر : يعنى البعيد أعمي وغبي و بجح كمان
آسر : لمي نفسك يا بنت أنتِ بدل ما أوركِ شغلك
رقية : يعنى بتغلط فينا بدل ما تعتذر منا
سيف : معلش يا أنسه حق عليا
آسر : اسكت أنت ، أنت بتعتذر على إيه هي المفروض تعتذر
قمر : لا يا راجل ، يعنى أنت مش هتعتذر وبتبجح كمان ،طيب امسكي كدة يا رقية الحاجات دى وهاتي الآيس كريم بتاعك

– أعطت قمر الأغراض إلى رقية وأخذت منها كوب الآيس كريم الخاص بها، ثم تقدمت كذة خطوة باتجاه آسر كان الجميع يتابعها حتى هو الذي ظن أنها ستعتذر منه، أو ستقوم بتنظيف بقايا الآيس كريم المتناثرة على ملابسه ، ولكنها لم تفعل ذلك تقدمت نحوه وسكبت على ملابسه كوب الآيس كريم، و كان هو يرتدى تيشرت من اللون الأبيض؛ فأتسخ بشدة وأصبح مزيج من اللون الأحمر والبني و البرتقالي انصدم الجميع من فعلتها الجريئة، فنظرت هى إلى آسر من أعلى إلى أسفل والابتسامة تعلو ثغرها في فخر وقالت

قمر : كدة بقي الشياكة كملت ، وشفت بقى أنا كريمة أزاي، أنت وقعت عليا نكهتين بس أنا وقعت كل النكهات، ثم قالت بسخرية سلام بقى يا ……….يا gentle

نظر آسر إليها في حنق و غضب و كانت عيناه تشتعل من شدة غضبه و

 

error: