زوجتى ضابط شرطه

اسم القصه : (زوجتى ضابط شرطه ) (ما بين الحب والانتقام)
بقلمى : آيه ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 18

كانت تجلس بمفردها داخل غرفتها تفكر في ما عساها أن تفعل فهي تشعر بأنها هي المسؤولة علي الحفاظ على هذه الأسرة ، حين رن هاتفها برقم رقيه فقامت بالرد

قمر : رقيه وصلتٍ لفين
رقيه : طيب قولي أزيك الأول
قمر : رقيه بجد عملتي إيه ، أنا علي أعصابي
رقيه : عيب عليكٍ الكلام دا من أمتي وأنتٍ بتكلفينٍ بحاجه ومش بعملها كل المعلومات بقيت معانه
قمر بارتياح وفرحه : بجد يا رقيه مش عارفه أقولك أيه ، أنا كده حصل حاجه ليا هبقي مطمئنة
رقيه بخضه : ليه بتقولي كده ، حرام عليكٍ يا قمر
قمر : مفيش حد عارف ايه اللي جاي يا رقيه لو حصل حاجه المعلومات اللي عندك كلها تديها لآسر يا رقيه مش حد غير
رقيه بحده : ليه الكلام ده يا قمر حرام عليكٍ أيه اللي أنتٍ بتقوليه ده أنتٍ كده خوفتني عليكِ
قمر : محدش عارف القدر مخبي أيه يا رقيه
رقيه بخوف : كل يوم عن يوم بخاف أكتر عليكٍ يا قمر
قمر : ما تخفيش يا رقيه وسبيها على الله أنا عمرى ما خوفت مش هاجي حالا وأخاف
رقيه : حولي تخلي بالك من نفسك يا قمر ، يا ريت قبل ما تعملي أي حاجه تفكري في الناس اللي حوليكٍ
قمر بحزن : يعنى عوزاني اعمل إيه يا رقيه ، أنتٍ عرفه أن أنا بحلم باليوم اللي امسك فيه ناجي من قد أيه
رقيه : عرفه وعشان كده خايفه عليكِ ، من الانتقام ده الراجل دا طلع خطير جدا يا قمر
قمر بحده : أن مش بخاف ولا هخاف منه ولازم أخد حق أهلي منه و حق الناس اللي دمرهم
رقيه : ممكن متعمليش حاجه الا ما أجيلك أنا هبقي عندك بعد بكره بليل وعشان خطري فكرى تأني يا قمر .
قمر :حاضر أن شاء الله يا رقيه
……………………………………………………..
في أحد أحياء مصر البسيطة كانت تجلس في غرفتها تتكلم مع أحد أصدقائها المقربين إلي قلبها ، يتكلمون عن كثير من الاشياء فهم لم يلتقوا منذ بداية الاجازة الصيفية
ندي : كده يا سارة طول الفترة دي مفيش سوال عني
سارة بأسف : معلش يا ندي والله سفري عن عمي ده ماكنتش عامله حسابه وجواز آسر كمان شغلنا أنا وماما جداً
ندي بفرحه شديدة : ألف مبروك بجد فرحة جدا
سارة : مرسي يا ندي ، ها مفيش أخبار عن الكلية
ندي : بعد أسبوعين أنا فرحانة أن ربنا حقق أحلمنا يا سارة
سارة : وأنا يا ندي بجد فرحانة عشان فرحة ماما وعمي وآسر أخويا كلهم فخورين وفرحانين بيه
ندي : وانا خالتي فرحانه اوى يمكن فرحانة أكتر مني كمان
سارة : ربنا يفرحها على طول كده ، بجد يا ندي أنتٍ وحشاني وكان نفسي تبقي معايه
ندى : أن شاء الله هشوفك قريب يا سارة
سارة : أكيد أن شاء الله عشان أعرفك على مرات أخويا آسر

( ما أغرب هذه الحياه وما أغرب أقدارنا ، تجمعنا ببعض وتفرقنا عن بعض ولا نعرف السر ، فهنا تجتمع ابنة القاتل مع ابنة القتيل ؛ ولكن هل هذا هي لعبه من القدر في قصتنا أم هذه مجرد صدفه وستسير بلا عبرة ، ولكن دعونا نتوقف للحظات نناقش قضه في مجتمعنا وهى الحكم علي الشخص بأهله ونسله وليس الحكم على شخصه ، جمعيا مخطئون وجميعا مدركون لهذا الخطأ ولكن لا نحاول تصحيحه ، ويبقي الخطأ كما هو ولا نحاول تصحيحه ، بل نريح ضمائرنا بمقولة خطأ ولكن لا يمكن اصلاحه )
……………………. ……………………………………….
على مائدة الطعام يتجمعوا و يأكلون ما لذا وطاب ، فهم بدماء الناس يتاجرون ، فلقد مات الضمير وهو خير رقيب وخير حسيب ، ماتت ضمائرهم وفقدوا انسانيتهم وأصبحوا من الشياطين وعلى منهجهم تابعين ؛ يترأس ناجي رأس الطاولة يأكل الطعام بشراهة ويتلذذ من مأكله الحرام ، بينما يجلس علي جانبي الطاولة أبنة الذى أخذ كل طباع أبية فهو كظلة بينما تجلس على الطرف الاخر تلك الحسناء الصغيرة التي تتابع كل ما يدور حولها بأعين مترقبه ، كالأفعى التي تريد أن تلدغ فريستها بأنيابها السامة ، لكي تحصل على انتقامها ، يغلب عليهم الصمت التام فكل وحدا منهم مشغولاً بأفكاره فمنهم ما يخطط للكسب ومنهم ما يخطط للانتقام ومنهم من يخطط للخراب ، عندما قطع هو الصمت حين قال
ناجي محدقا بابنه : مالك يا شريف مش بتأكل ليه الاكل مش عجبك
شرف : ها ، لا أبداً بأكل اه
ناجي بضحكه ساخرة : لازم تأكل احسن سهام ممكن تزعل أنت مش عارف زعلها
شريف بخفوت : حاضر هاكل تسلم أيدك يا مدام سهام ؛ تعبناكٍ معانه
سهام : لا ولا تعب ولا حاجه بس بلاش مدام دي خليها سهام بس
ناجي بنبرة مرحه : أنت كده تكبرها يا شريف قولها يا سهام
شريف : وقد شرد قليلا ً
ناجي : شريف أنت رحت فين أنت لسه بتفكر في موضوع بنت الأسيوطي ؛ متخفش عن قريب نخلص منها

– استعجب هو من ابيه فكيف له أن يتكلم في مثل هذه الامور الهامه أماما تلك الفتاه فنعم هي زوجة ابيه ولكن ليس أمن لهم أن تعرف أي شيء عن عملهم ؛ فقد علمه أبيه من قبل أن هذه الامور يجب فيها السرية وان لا يثق بأحد فكيف هو الان يثق بهذه الفتاه ، نظر إلي ابيه بنظرات ذات مخذى وظل ينقل النظرات بينهم
ناجي بثقه : على فكره سهام تعرف عني كل حاجه وأنا بثق فيها جدا ً
سهام بابتسامه واثقه : ربنا خليك ليا يا حبيبي ، ثم نظرت إلي شريف ، متخفش يا شريف أنا أعرف عن ناجي كل حاجه
شريف بحده ممتزجه بالغضب : أنا ما بخفش يا مدام لان اللي يخاف مالوش مكان في الدنيا واللي يتعامل معايه لازم هو اللي يخاف
سهام هي ترفع أحد حاجبيها: أقدر أعرف معني كلامك ده إيه
شريف بثقه : معني كلامي أنك عشان تعرفي كل حاجه لازم أنتٍ اللي تخافي لان مش بسامح اللي يغلط وعشان كده لأزم تخافي بزيادة
أتسعت حدقت عينها واستغربت جداً من هذا الكائن الذي يتكلم معها بهذه الحده ولا يهمه أنها زوجة أبيه فيجب أحترمها ، لكن كيف فهو يكلمها بهذه الطريقة حتي في وجوده بينهما، ظل ناجي يأكل طعامه وهو يتابع مجرى الاحداث بإنصات ، ويعلو ثغره ابتسامة ساخرة وأخذ يتابع أبنه الذي قام من علي الطاولة و
شريف وهو يتحرك في اتجاه غرفته ، الحمد لله أنا شبعت
سهام وهى تنظر الي ناجي بنظرات مفترسه غاضبه : عجبك الكلام اللي قاله ابنك دا
ناجي بابتسامه بلهاء : متزعلش يا حبيبتي أصله مش بيعرف يتعامل مع الجنس اللطيف
نظرت له بنظرات سخط وغيظ شديد ، فهي لو بوسعها لقتلته هو ابنه ذلك المتعجرف معا فهم السبب وراء شقائها ، فدائما للحيوانات المفترسة ضحايا كثيرين وها هي ضحيه أخري في قصتنا سنكشف عن قصتها عما قريب
…………………………………………………………
ينظر في الفراغ وكأن هموم هذا الكون أصبحت علي عاتقه ،فعلم كل شيء كان يجهله ، على حقيقة واقعه المرير انهم جميعا مجني عليهم ، وليت الامر يقف علي هذا الحد لا فهو يمتد إلي حياة أخواته فهم في خطر حقا ، والأخطر من ذلك الخطر الذي يهدد حياة زوجته العنيدة التي تغامر بكل شيء حتى أن وصل الأمر إلي حياتها من أجل الانتقام نعم فهو أيضا يريد أن ينتقم ، ولكن لا يريد أن يفقد احداً منهم فهم كل ما لديه في هذه الحياة ، ولا يتقبل هذه الفكرة فهو ممكن ان يفقدها ، يفقد من سرقة قلبه وعقله بدون سابق إنذار ، طرد هذه الافكار من رأسه ، وظفر في ضيق ثم وضع رأسه بين يديه في حيره من أمره وأخذ يقول .

آسر : بحزن و أسي ، يا رب سعدني ، أعمل إيه أنا الوقت أحميها وأحميهم أزاي
رجع بذاكرته إلي ليله أمس عندما انهارت قواها بين يديه بدون سابق انذار كانت كعصفورة الجريحة، فنعم هي عصفورة تحاول أن ترسم دور القطه المتوحشة
آسر بتعجب : طيب أيه اللي وصلها إلي الحالة اللي كانت عليها انبارح دي مهو أنا لازم أعرف كل حاجه منها ، ايون أنا لازم أتكلم معها
وقف سريعا ثم اتجه الي باب غرفة ، ثم دلف منه الي الخارج ومنها الي غرفتها
………………………………………….. ………………………………
في مبنى لإدارة العامة ، طلب اللواء عبد الحميد اجتماع فارس وامره بالحضور هو وزياد ويحيي لأمر عاجل ، فاستعجب فارس لذلك بشدة في القادة المسئولين عنهم في أجازه و
فارس بتعجب : يا ترى اللواء عبد لحميد عايز إيه !!
زياد : مش عارف وخصوصا إن هو عارف أن آسر وقمر مش موجودين
فارس بنبرة ساخرة : أنا مش متفائل
يحيي : أكيد يعنى عوزكم في مهمه جديدة
فارس بحده : أنا حاسّ أن مفيش في الإدارة دي إلا إحنا
زياد بثقة : كون أن القادة يطلبوا منك مهمات دا دليل انك ناجح
فارس : بس أنا عايز أخد راحه ، يا رب هو لو مش آسر مطلع عنينا في الشغل تبعت لنا اللواء عبد الحميد
زياد بنبرة ضاحكة : طيب يله يا فارس عشان مش نتأخر عليه
فارس بسخرية : صغيرة على الهم يا لوزه
أخذوا يضحكون بشدة وليتهم يدركون ما هو قادم لأن القادم لا يعلمه غير الله
………………………………….
تنظر من شباك غرفتها علي حديقتها الممتلئة بالزهور الجميلة ، تفكر في ماضيها الاسود ومستقبلها المبهم ، فمنذ اسبوعين كانت لا تخاف وكان طريقها مرسوم أمامها وهو الوصول لهذا الوغد و الانتقام
منه على كل افعاله ، ولكنه الان يهددها بحياة عمها وزوجها وأولاد عمها هم ما تبقي لها من حطام عائله منكوبة ، كما استعجبت من نفسها فً هذه الكلمة تترد على لسانه كثيراً ( زوجي ٍ) !! أخذت هذه الكلمة تردد على عقله كثيراً هل أصبحت حقا تعتبره زوجها هل تخاف عليه من شر هذا الرجل ، نعم هي لا تنكر ذلك الشعر الذي يعتريها عندما تكون معه وبقربه ، ولكنها لا تستطيع فهمه , فهو شعور جديد عليها كليا مزيج ما بين الخوف و الامان ، السلام والحرب ، القدرة والعجز ، فهي تشعر كل المشاعر ونقيدها عندما تكون معه ولا تستطع فهم هذه المشاعر المتضاربة و لا حتي الوصول لسرها ، ظفرت بضيق وحاوله ان تطرد هذه الافكار التي تسطر على عقلها ولكنها أفاقه على صوت الباب و
قمر : وهي مازالت تنظر الي الحديقة أدخلي يا سارة الباب مفتوح ، ده كله بتعملي قهوه
دلف هو إلي داخل الغرفة وبحث عنها بأنظاره فوجدها تنظر علي الحديقة فنظر لها بنظرات أعجاب فكانت ترتدي) ( فستان كاش مايوه ذو رابط حول العنق وعاري الأكتاف (كب) و يصل إلي فوق الركبة بقليل ) أتجها هو إلي حيث تقف ووقف خلفها مباشراً كان قريب منها جدا ثم أنحني وهمس في أذنيها و
آسر : بصوت عذب ، أنا مش سارة يا قمر أنا آسر
انتفضت هي علي الفور واستدارت بسرعة فوجدته ينظر لها بتمعن ، ويدقق النظر في معالم وجهها ، تفاجأت لقربه الي هذا الحد ، وجاءت لكي تبتعد لتتخلص من هذا القرب ، الذي يسبب له سرعه في نبضات قلبها ، ولكن كان هو أسرع منها ومسكها من ذراعيها وأوقفها أمامه ثم نظر في عينها مباشرتاً و…

error: