رواية احفاد الجارحي بقلم/آيه محمد رفعت

الفصل الأربعون
(والأخير )
دموع تهبط من عيناها بخفوت ، تأبى فتحها حتى لا تنصدم بالواقع الأليم واقع مختوم بقتل جنينها والأصعب بيد معشوقها…
إستمعت لصوته يحثها على النهوض …يتوسل لها بفتح عيناها…أبت أن تتقابل عيناها معه فتبدأ شرارت الكره بعدما كانت عشق ووجدان…
رأى دموعها فعلم أنها أستعادت وعيها ولكن ترفض النهوض….
فقال بصوت متقطع من الحزن :أنا عارف أنك سمعانى يا ملك
جذبت يده بعيداً عن وجهها ثم أدارت بوجهها بعيداً عنه…
جذبها يحيى لتقابل عينه فبكت بصوتٍ شاحب على أثر راحة المخدر لم تتمكن من التحكم بزمام أمورها ..
يحيى بصراخ :
كفايا بقا يا ملك أنتِ كويسة محدش عملك حاجه …
رفعت عيناها له بتوسل ليخبرها الصدق فوجدته يتوج عيناه فزفرت براحة وأرتمت بأحضانه…
أحتضنها يحيى وبداخله صراع لما أرتكبه ولكنه لم يتمكن من أرتكاب تلك الجريمة البشعة …يتألم بصمت مما تفعله به …كعادتها تفعل عكس ما يريده أخبرها من قبل أنه يكره الضعف وتضعه كالعادة بموجهة معه….
*****_________*****
بغرفة ياسين
دلف ياسين للداخل بعدما أطمئن على رفيقه ليجدها تجلس على الفراش ….
أقترب منها فتهربت من نظراته فعلم أنها مازالت غاضبة منه …
ياسين بهدوء:مقصدتش أعلى صوتى عليكِ
إبتسمت قائلة :
عارفه أنا الا غلطت أسفة
إبتسم ياسين ثم جذبها لأحضانه فقالت بسعادة :أنا فرحانه أوى أن يحيى رجع فى قراره ..
شدد من أحتضانها قائلا بمكر :
يحيى ميعملش كدا
تبعدت عنه تتأمل ملامحه الغامضة ثم قالت بستغراب :يعنى أنت كنت عارف أنه مش هيعملها حاجة .
توجه لخزانته ثم أبدل ثيابه قائلا بخبث :
كنت عارف أنه مش هيقدر يعمل كدا
علمت الآن ما سر هدوئه فياسين الجارحي مازال غامض للجميع حتى هى …
تمدد لجوارها قائلا بتذمر :وحضرتك عرفتى وخابيتى عليا
آية بهدوء :
مكنش ينفع أقول حاجة أنا وعدت مش هقول …
رفع يديه يحتضن وجهها قائلا بتفهم :وأنا مكنتش هحب كدا
تاهت بسحر عيناه حينما تطلع لها فأقسمت أنها على وشك الهلاك ….
******____________*****
بغرفة تالين
رفعت هاتفها لتجده هو فأبتسمت وهى تردد أسمه بخفوت …
حمزة ببسمة كبيرة :
مساء الخير
تالين بخجل :مساء النور
حمزة بسعادة :
أنا حبيت أسمع صوتك قبل ما أنام وبالمرة أقولك بكرا كتب كتابنا هنعمل فرح صغير كدا ياسين قالى أننا نكتب كتب الكتاب وبعد اما أخلص الجامعه نتجوز بس أنا رفضت وقررت نعمل الفرح وكتب الكتاب بيوم واحد …
صمتت قليلا تخفى سعادتها البادية ثم قالت بخجل :الا أنت شايفه صح أعمله
ارتسم على وجهه إبتسامة حالمه فأكمل حديثه قائلا بعشق :
أنا مش شايف غيرك
خجلت تالين فأسرعت بغلق الهاتف بتعجب لتسارع خفقان هذا القلب المميت كما كانت تعتقد ..
*****_________******
مرء الليل المغطى بالحزن بسواده الكحيل وسطح نهار يوماً جديد
بغرفة يحيى
لم يذق طعم النوم فقضى ليله بالتفكير هل سيمنح الحب لهذا الطفل أن تسبب بقتل معشوقته ؟!!
لم يحتمل التفكير بالامر فترك الغرفة بأكملها وهبط للأسفل …
****_______*****
بالأسفل
وقع عتمان على الأوراق التى بحوزة أحمد وجلس يتناقش معه بعض الأمور الهامة ..فتفاجئ بيحيى يتجه للخارج بملامح لا تنذر بالخير…
عتمان :يحيى
أستدار يحيى ليجد عتمان بالأسفل فتوجه إليه ليعلم ماذا هناك؟
عتمان بملامح جادة :
خارج ؟!
صمت قليلا يبحث عن إجابة لسؤاله ولكن لم يمتلكها فأكمل عتمان حديثه قائلا بجدية :سبنا شوية يا أحمد
تفهم أحمد ما يريده والده فخرج تاركاً لهم المجال…
تطلع له قائلا ويده تشير على المقعد :
أقعد يا يحيى
جلس يحيى على مقربة منه لمعرفة ماذا يريد ؟
تنهد عتمان ثم خرج صوته المعتاد على الصرامة بحنان لأول مرة قائلا بحزن :أنا حاسس بيك يا يحيى بس لو فضلت تفكر بالطريقة دي هتتعب
يحيى بألم ؛
لازم أتعود عليه لأنه هيكون جزء كبير من حياتى
قاطعه قائلا بحذم :ليه تدى لنفسك أحباط
يا يحيى سيب كل حاجه لوقتها بلاش تفكر بالشر قبل وقوعه عيش حياتك وسيب كل حاجه لوقتها متعلمش بكرا فيه أيه ..
زفر قائلا بيأس :
يعنى حضرتك عايز منى ايه ؟
عتمان بثبات :تنسى خالص كلام الدكتور دا وتعيش حياتك الطبيعيه
يحيى بسخرية ؛
الا هى !
عتمان بهدوء :أنك هتبقى أب
شعر عتمان بأن حفيده بحاجة إلى الضعف فيحيى الوحيد الموضوع أمام التيارات القارصة ….
خرج صوت آلآمه المكبوته قائلا بحزن :
أب !!
أنا مش عايز أظلم الطفل دا معيا يا جدو مش هقدر أقدمله حاجه غير الكره لو جرالها حاجة ..
أنتقل عتمان ليجلس لجواره قائلا بعتاب :ليه بتقول كدا يا يحيى ملك هتكون كويسة صدقنى
رفع عيناه يتأمله بصمت وبداخله حزن مكبوت من معرفة الأجابة لسؤاله الأليم ..
فأحتضنه عتمان بحزن على حاله …
****_______******
مرء اليوم بزفاف حمزة المختلف عن الجميع …فأمتلأت الأجواء بالمرح والسعادة …
جلس الجميع بالقاعة بعد أن تم عقد القران …
حمزة بسعادة وغرور بعد أن وضع قدماً فوق الأخري بكبرياء :
أسمعوا بقا أنا بقيت متجوز ذيى ذيكم يعنى مفيش فرق بينا دلوقتى
أدهم بسخرية :لا والله باين عليك عايز تتأدب
عز بخبث :
بين كدا وأنا هساعدك يا أدهم
حمزة بصراخ :لاااا خلاص أتادبت
عز :
ايوا كدا تعجبنى
يارا :هههههههه حرام والله ههههههه
دينا بسخرية :
سيب الراجل يخد راحته دا النهاردة ليلة العمر
حمزة بغضب :متشكرين لرأيك ياختى
رعد بنبرة مميته :
أعدل كلامك معاها أحسنلك
تطلع له بتأفف قائلا بسخرية :أه كل واحده هتتحمى فى البعل بتاعها
ترك ياسين الهاتف حينما تمسكت آية بيده بقوة جعلته يشعر بألمها ..
ياسين بقلق :
مالك ؟
آية بألم :مش عارفه اااه
أسرعت دينا إليها بزعر حتى شذا ويارا
صرخت بقوة وآلم جعلت قلبه ينشق لشطرين .
يارا بخوف :
لازم نطلب الدكتورة
حملها ياسين لسيارته سريعاً فلن يتمكن من الانتظار ..لحقه يحيى والجميع للمشفى …
كان قلق ياسين عليها يفوق الحد لأنها مازالت بالشهر السابع …..
أخبرته الطبيبة أنها ستكون على ما يرام ….
وبالفعل ما هى الا دقائق معدودة وخرجت بالأطفال…
تطلع لهم ياسين بسعادة فحمل رعد الصغير من يدها وحمل حمزة الطفل الأخر …
تطلع لهم ياسين بسعادة يشعر بها لأول مرة ولكن عليه الأطمئنان على حوريته أولا …
دلف ياسين للغرفة فوجدها تعتلى الفراش بتعب شديد بعدما أستعادت وعيها ..
أقترب ليجلس على مقربة منها محتضن يدها بين يديه بعشق
إبتسمت بخفوت قائلة بصوت متقطع من التعب :جبت أيه ؟
قبل يدها بعشق جارف ثم قال وعيناه محفورة بالسعادى :
عدى وعمر
آية بفرحة :أسماء حلوه أوى
قبل رأسها قائلا بهمس :
مفيش أحلى منك حبيبتى
دلف حمزة قائلا بمرح :مش لقيه الا يوم فرحى وتوليدي فيه
تالين بفرحة :
حمد لله على سلامتك يا حبيبتي
آية بخفوت :الله يسلمك
دينا بغضب :
يا رعد هاته شوية الله
رعد بسعادة :طب سبهولى شوية
عز :
لا انت ولا هى هات
وحمله عز بسعادة ثم قال بزهول :دا عدى ولا عمر
أدهم بصدمة :
الاتنين شكل بعض جدا
شذا :خلاص نعلمهم بأي حاجه
يارا :
ههههههه طب والله فكرة
اقتربت ملك من آية قائلة بقلق :أنتِ كويسة يا آية
أشارت لها ببسمة هادئة ذادت حينما رأتها ترتدي الحجاب …
ملك :
حلو عليا
آية بتأكيد :ما شاء الله جميلة ربنا يحفظك يارب
إبتسمت ملك ثم حملت الصغير من حمزة لترتسم بسمة حماس لرؤية صغيرها ..
دلف محمد وصفاء بعدما علموا من رعد بما حدث فأسرعت صفاء لأبنتها قائلة بخوف :
طمنينى عليكى يا حبيبتي
آية بفرحة لوجودهم لجوارها :الحمد لله يا ماما
محمد لياسين :
مبارك ما جالك يابنى
ياسين ببسمة هادئة :تسلم يا عمى
وناوله الصغير ليحمله محمد بفرحة كبيرة وأخذ يردد الآذان بأذنيه بسعادة
الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله الا الله
أشهد أن محمداً رسول الله
حى على الصلاة حى على الصلاة
حى على الفلاح حي على الفلاح
الله أكبر الله أكبر
لا إله الا الله
أسترخى الصغير بين يديه فحمل الأخر وردد مرة أخرى ما فعله …
****_____***
شهد قصر الجارحي فرحة وسعادة بالتؤام الصغير لياسين وبالأخص عتمان كانت سعادته لا توصف بهم ….حتى رحاب كانت تعتنى بهم جيداً …
كان للجميع حظ بالسعادة بعد معرفتهم بحمل دينا وشذا حتى عز كان يتراقب ولادة يارا ليرى صغيرته …على عكس يحيى فكان قلبه يحطم كلما تمر الأيام ويزداد حجم الجنين ..كان يشعر بالخوف من أقتراب هذا اليوم المعهود عليه بالفراق ….
******_______*****
مرت الأيام بالفرحة والعشق المتوج لهم وحان لقاء عز بصغيرته …
كان الليل بسواده الكحيل
بغرفة يارا
شعرت بألم لم تعد تحتمله فصرخت بعز ::
يارا بصراخ :
عز
عز
فتح عيناه قائلا بنوم:أيوا يا حبيبتي
يارا بألم :
ألحقنى
عز بقلق :مااالك
يارا بصراخ :
مش عارفه بينى بولد ااااه
وقف على الفراش بتوتر شديد فقال بأرتباك :بتولدي طب أعمل أيه ؟؟؟؟؟؟
يارا بصرااااخ :
اااه هموووت
عز بأرتباك :طب أهدى اااه هو ياسين
أخرج عز هاتفه برقم ياسين
***_____&****
بغرفة ياسين
كانت غافلة بين ذراعيه حينما إستمع لصوت هاتفه …رفع يديه بنتكاسل قائلا بنوم :
أيوا
عز :ياسين أذيك
أجابه بغضب :
نعم متصل بيا بالوقت دا عشان كدا !!
صدح صوت صراخها بالهاتف فقال بقلق :مالها يارا ؟
عز :
ولا حاجة بتولد
ياسين بفزع :أييييه وعمال ترغى يا حيوان
عز بغضب :
براحة يا عم هو أنا كنت أتجوزت قبل كدا عشان أعرف الله
أسرع ياسين للخزانه قائلا بغضب :هاتها وأنزل أخلص
عز بتأفف :
حااضر
وأغلق عز الهاتف ثم توجه لها سريعاً حملها بين ذرعيه لتصرخ قائلة بألم :هموت يا عز
عز بحزن :
متخافيش يا قلب عز ياريت أعرف أعملك حاجه بس للأسف معنديش خبرة بالمواضيع دي فهسمع كلام ياسين وأمري لله …
وبالفعل حملها عز للأسفل ليجد ياسين ويحيى بأنتظاره ..
آية بخوف :براحة عليها …
وضعها عز بحذر لتبكى بقوة من شدة الألم فحاولت آية تهدئتها ولكنها لم تستطيع ….
صارعت يارا كثيراً ثم أستراحت قليلا حينما خرجت تلك الصغيرة للحياة كما توقعها عز …
حملها عز بين ذراعيه بسعادة فأخذ يقص لها عما بقلبه تحت نظرات زهول من الجميع حتى رعد جذبها بسخرية من بين يديه :
أنت أتجننت هى فاهمه حاجه
حمزة بصدمة :الله عليكِ الرجل اتخبل يا جدوعان
ثم استدار قائلا لتالين :
أنا غيرت رأئي رجعى الواد دا مش عايزه
تالين بزهول :واد مين ؟
حمزة :
لا متخديش فى بالك
عز بغضب :وأنت مالك بنتى وأنا حر معاها
حمزة بسخرية :
براحة علينا يا خويا مانت هتربي وتتعلق بيها ويجى واحد ويلم وساعتها أبقى سلملى على بنتى هههههههههه
أدهم لرعد :شيل الحيوان دا من هناااااا كل ما أنسى النقطة دي يفكرنى بيها …
حمزة بشماته :
ههههه وأنت كمان لما شذا تولد هلقيك شايل البت وبتحكيلها تاريخ حياتك هههههه
رعد “عارف يا حمزة لو مخفتش من وشي أنا هعمل فيك ايه
إبتلع ريقه بزعر ثم قال بخوف:
سلام عليكم أنا حد عايز منى حاجه
يحيى :هنعوز منك انت ليه ؟!!!!!!!
حمزة بغضب :
ماشي يا ابو عزة بكرا نشوف
يحيى بغضب جامح :غور من وشي
وبالفعل هرول حمزة للقصر سريعاً …
عادت يارا للقصر بعد مشقة ساعات قضتها بصعوبة …فحملها ياسين للأعلى وصعد عز بمروج .وضعها ياسين على الفراش وجلس لجوارها قائلا بقلق :
أحسن دلوقتى ؟
إبتسمت بسعادة لأخيها الحنون عليها ثم قالت بخفوت :_ الحمد لله
قبلها ياسين قائلا بسعادة :تستهل الحمد يا حبيبتى هسيبك تستريحى شوية وأروح أشوف القرود
انفجرت ضاحكة ثم قالت ؛
هما لحقوا دول لسه 5 شهور
ياسين بثبات :متقلقيش أخوكى قداها بيخلع فى أوضه المكتب
لم تستطع كبت ضحكاتها فكتفى ببسمة هادئة وتوجه لغرفته
أما هى فأستدارت بوجهها تتأمل سعادة عز بالصغيرة ..
فقالت بمشاكسه حينما تصنعت الحزن :
كنت عارفه أنك هتحبها أكتر منى
وضعها عز بالفراش وتوجه لها سريعاً قائلا بلهفة :أبداً يا قلبي أنا لو بحبها فعشان جزء منك وبعدين هنبتديها غيرة من أولها
إبتسمت بعشق ثم قالت بخجل :
بحبك يا عز
كاد أن يحتضنها ولكن تعال بكاء الصغيرة فتطلع لها بخوف من القادم ..
****_________***
بغرفة يحيى
دلفت للداخل لتجده يجلس بغرفة مكتبه فأقتربت منه بدلال قائلة بعشق وهى تمسد على بطنها المنتفخه بعض الشيء :تفتكر يا يحيى أنا هجيب بنوته ولا ولد
أخفى نظرات غضبه قائلا بعدم مبالة :
معرفش يا ملك أكيد الا ربنا عايزه
تقربت منه مرة أخرى قائلة بأمل لعله يهتم بالحديث على طفله :طب مش هتيجى معيا عشان نختار حاجات الأوضة
زفر بعصبية شديد ثم قال بغضبه الفتاك :
خلاص بقا يا ملك عايزة تنزلى تشتري أنزلى أنا مش فاضى للكلام دا
وتركها يحيى وتوجه للخروج ولكنه توقف على باب الغرفة يشدد على خصلات شعره الغزير بغضب وحزن حينما استمع لصوت بكائها …
دلف للداخل ليجدها تجلس على مقعده محتضنها وجهها بيدها وتبكى بألم ..
رفع وجهها لتقابل عيناه فأنحنى لها قائلا بحزن :أنا أسف يا حبيبتى بس مش هعرف أشاركك فرحتك وأنا حاسس أنك بتتدمري
ملك ببكاء :
عشان خاطري يا يحيى بلاش تفكر بالطريقة دي أنا هعيش وهشوف ابنى بيكبر قدام عينى
أحتضنها بين احضانه لعلها تستكين بداخله وبالفعل بدءت تهدء شيئاً فشيء
******________****
مرت الأيام بسعادة ومشاكسة عز لحوريته الصغيرة وأتت اللحظة الحاسمة التى ستحدد مصير ملك …
دلف يحيى لغرفته بعدما قضى اليوم بالعمل ..دلف للداخل بتعب شديد أزداد حينما رأها تعتلى الأرض كالجثة الهامده هرع إليها يحيى فلم تستجيب له فحملها سريعاً للمشفى وقلبه يكاد يتوقف …
ما أن رأتها الطبيبة حتى أمرت الممرضات بأعداد غرفة العمليات …
حُملت ملك على السرير المتحرك فأوقفها يحيى والدمع يلمع بعيناه تأملها كثيراً بقلب مرتجف يخشى الفراق …
صرخت به الممرضة فالوقت يدهمهم فأسرع ياسين بالتدخل على الفور ..
توجه يحيى للطبيبة قائلا بصوتٍ محطم :حياة ملك عندى أهم من الطفل يا دكتورة
كانت رسالة واضحة لها فرفعت يدها على كتفيه قائلة بتفهم :
هعمل الا ربنا يقدرنى عليه يا استاذ يحيى
وتركته ودلفت للعمليات سريعاً فقترب ياسين منه قائلا بثقة :ان شاء الله هتبقى كويسة يا يحيى
تطلع له يحيى بصمت كأنه لم يصدق حديثه …
جلس الجميع بأهمال وخوف من القادم وبالأخص رعد وأحمد …
طالت المدة ومازالت تعافر بالداخل ويقتل هو بالخارج حتى خرجت الممرضة ومعها نتيجة هذا الأختبار المميت ….
طفل جميل الملامح يشبه يحيى كثيراً ..حمله أحمد بسعادة وكذلك رعد أما ياسين فعلم أن ملك مازالت بعداد الخطر ..
استدار يحيى بوجهه بعيداً عن الصغير حتى لا يفتعل شيئاً ما فهو الآن غير واعى لدنياه ينازع معها للحياة …
بعد قليل
خرجت الطبيبة من الخارج فأسرع يحيى إليها بخطى مؤلمة وعين تتوسل للراحة فأخبرته بسعادة أنها تعدت الخطر بأعجاز وستنقل لغرفتها بعد قليل …
عاد نبضه مجدداً للحياة فرسمت البسمة على وجهه بسعادة بعدما ضلت بالشقاء …
تعالت ضحكات الفتيات بسعادة لها …فدلفوا لغرفتها للأطمئنان عليها …
احنتضنتها آية بسعادة وظلوا لجوارها حتى دلف هذا المشاكس قائلا بمرح :
كفايا ولدااات ابوس ايدكم عيلة الجارحي كل كام شهر بالمستشفى بقيتوا مسخرة للصحافة و
ابتلع باقى جملته حينما جذبه رعد من تالبيب قميصه قائلا بغضب :وأنت مال اهلك هتعدهم ولا بتحسد
تالين بشماته :
والله يستهل دا كل ما اطلب منه حاجه يجبهالى ووشه ملفوف قال ايه مش عايز البت تيجى شبهه
أدهم بستغراب :_ ليه ؟
حمزة بغضب :الحق عليا لو جيت شكلى سوقها هيقف
عز بسخرية ؛
حد من عيلة الجارحي بيطلع وحش
حمزة:اتمرع بقا يا خويا اكمن بنتك موزة ومأنتخه مع سي عدى
ياسين بنفاذ صبر :
هو أنت مش بتستريح غير لما تطرد بره
تحل بالصمت فتعالت ضحكات دينا قائلة بشماته :والله معاه حق ههههههه
شذا ببعض الألم :
حرام والله دا حمزة كيوت
دلف عتمان ورحاب للداخل فحل الصمت علي الجميع …اقترب من الصغير بين يدي آية فقدمته له ..فجلس وهو بين احضانه …طاف بنظراته ليحيى
عتمان بسعادة :هتسميه أيه يا يحيى
تطلع لرفيق دربه فصرخ حمزة قائلا بفزع :لااااااكااافيااااا ياااسين وااااااااحد
دينا بسعادة :
اسم جميل
آية بغرور وهى تتطلع له :مش أسم جوزي
اقتربت رحاب تتفقد ملك بعدما بدءت بأستعادة وعيها ..
رحاب بسعادة :
حمد لله على سلامتك يا بنتى
ملك بتعب شديد :_ الله يسلم حضرتك
بحثت بعيناها عنه فوجدته يقترب منها ..فتبسمت بخفوت ثم رفعت يدها له ليحتضن يدها بوجه متخشب ذاق الوجع والهوان …ولكنه تنسى كل شيء حينما راي بسمتها الشافية لجروحه …
يحيى بصوت يكاد يكون مسموع :كنت هموت من غيرك يا ملك
ملك بعشق :
بعد الشر عليك يا حبيبي
حمزة بسخرية :احنا هنا والله امال لو مكنتش ولادة بقااا
صرخت بقوة فتطلعوا لها بصدمة
شذا بألم:
ااااااه
أدهم بصراااخ :الله يخربيتك لازم تجيب السيرة
حمزة :
لا بقولكوا ايه انا مروح وأنتوا خاليكوا هنا مع الكرنب دا لحد ما يخلصونا وأرجعوا برحتكم
دينا بغضب :كرنب مييييين
تالين بحزن :
أحنا
شذا بألم :ااااه الحقنى يا أدهم
أدهم :
الحقنى يا رعد
تطلع رعد له بصدمة ثم لكمه بقوة قائلا بغضب :_شييييل
انفجر الجميع ضاحكاً وحالت السعادة بفتاة اخرى ستهز مملكة الجارحي ولكن بطريقتها الخاصة لتحصد قلب احدا ما ربما لا يقل شأنناً عن ياسين الجارحي …..****
أيام مرءت على تلك العائلة بالحزن والغموض وأخري ستأتى بالسعادة والسرور تحت رابط التجمع والترابط الأسري ….
****إنتهت ****

error: