رواية احفاد الجارحي بقلم/آيه محمد رفعت

الفصل الواحد والثلاثون
بقصر الجارحي
هبط رعد هو الأخر بعدما تألق بحلى سوداء زادت من وسامته ..
أدهم بنفاذ صبر :أخيرا يا خويا بتعمل أيه كل دااا دأنا العريس ومخدتش الوقت الا أخدته
رعد بغضب :
أنا أخد الوقت الا يعجبنى فاهم
أدهم بغضب هو الاخر:ولو مفهمتش يعنى هتعمل أيه ؟
أتاهم الصوت القاطع قائلا بسخرية :
الا يشوفكم دلوقتى ميشفكوش من شوية
أستقام رعد.وأدهم بوقفتهم فما أرتكبوه سيجعلهم عرضة لياسين ويحيى
تطلع لهم ياسين بثقة :تمام يالا عشان اتاخرنا
وتوجه للخروج من القصر ولكنه توقف وأستدار قائلا بستغراب :
فين حمزة
تطلع أدهم لرعد ببسمة خبث فتفهم ياسين ما فعلوه به ..
أشار لهم بالصعود بالسيارة فصعدوا على الفور….


بمنزل شذا
حدد عتمان الجارحى موعد للزواج بنفس اليوم الذي سيتم زفاف رعد بمشاكسته..
فكانت السعادة حليفة دينا وشذا ، ظلت الفتيات تتبادلان الحديث المرح وبالأخص دينا التى تنجح دائما بصنع جو فكاهى خاص بها …
توقفت الهممات حينما دلفوا بطالتهم الساحرة …..
لكلا منهم أسلوبه الخاص والمميز عن الأخر بطابع مميز…..


بقصر الجارحي
هبط حمزة للأسفل بخطى بطيئة للغاية الآلآم جزاء ما أرتبكه مع أحفاد الجارحي
حمزة بوجع :أه يانى منكم لله مش كفايا خدتوا البنية منى لا كمان بيتطاولوا عليا بالضرب ااااه وشى
ثم أكمل بمكر :
بس على مين والله لأنتقم منكم الا حصل دا عشان تتكشفوا ادمى واعرف نقطة ضعفكم وأنا هعرف استغلها أذي أصبروا عليا بس أما خليت شكلكم مسخرة أدام المزز بتاعتكم مبقاش أنا حمزة الجارحي بس أتعالج الأول اااه مفيش فى وشي حتة سليمة منك لله يا رعد الواد أدهم إبن حلال كان مركز على الضرب بالبطن لكن أنت قلبك مجرد من الرحمة مركز على الوش طوالي
توجه حمزة للخارج فأشار لكبير الحرس الذي أتى مسرعاً
عثمان بستغراب :تحت أمرك يا حمزة بيه
حمزة بوجع :
طمنى على روما
عثمان بصدمة :.نعم
حمزة بغضب :
أنت أطرش وديت البت فين ؟
عثمان بصوت منخفض :لا حولة ولا قوة الا بالله
ثم تحدث بصوت مسموع :
بت فين يا فندم لو تقصد الفارة فأنا رميتها بره القصر
حمزة بصدمة :ايه رميتها فيييييين ؟؟
عثمان بهدوء:
اهدا يا أستاذ حمزة لو زعلان أوى كدا هجبلك واحدة غيرها
حمزة بسعادة :بجد منين ؟
عثمان بسخرية :
مفيش اكتر منهم هنا متقلقش
حمزة بأرتياح :طمنت قلبي الله يطمنك يالا هطلع أريح شوية تصبح على خير
عثمان :
وانت من اهله ان شاء الله
وما أن أبتعد قليلا حتى قال بصوتاً خافت :لا حوله ولا قوة الا بالله العلى العظيم أسترها علينا ياررب
توجه حمزة للداخل مرة أخرى ولكنه تخشب محله حينما رأى تلك اللعينة كما لقبها أمامه ..
كانت تتمشى بالهواء الطلق لعله الشافى لجرحها العليل ولكنها تفاجئت به …
سادت النظرات بينهم ، عاصفة من الجحيم والندم والوجدان …
حائل بينهم بين كره حمزة الساطع بعيناه وندم تالين على ما أرتكبته بحقه …
أقتربت منه ببعضاً من السرعة لرؤية بعض الكدمات على وجهه
تالين بفزع :
أيه دا مين الا عمل فيك كدا ؟!
تطلع لها بسكون ثم قال بصوت كالزلازل :وأنتِ مالك حاجة متخصكيش أوعى تنسى نفسك مش معنى أن ياسين سابك بالقصر ان خلاص تنسى مكانتك
تراقصت الدموع بعيناها نعم هى تعلم بأنها أخطئت ولكن ماذا كانت ستفعل أمام هؤلاء الأدغال ؟!!
هل ستفتك بحياتها أما ستنازع للبقاء؟؟
رفعت عيناها المتوهجة بفعل الدمع الحارق قائلة بصوت متقطع ينازع لألتماس الأعذار :
أنا منستش حاجه يا حمزة أنت فعلا عندك حق عشان كدا أنا هخرج من هنا أوعدك مش هتشوف وشى تانى
وتوجهت للخروج ونظراته حليفتها ، نظرات غامضة لم يعلم لما يشعر بأنقباض هذا القلب المتغلف بحقد تلك الفتاة ولكن لا عليه فما أرتكبته تستحق ما فعله بها ….
دلف للقصر وقلبه يكاد يتوقف عن الخفق فعلم بأنه فعل السوء..
كيف له ذلك ؟!!
إلى أين ستذهب بليل كحيل هكذا ؟!!
هل سيحطم كلمة ياسين بتوفير حماية لها ؟؟؟؟
لا لن يدمس تلك التقاليد المرتبطة بعائلة الجارحي …..
هبط سريعاً ثم أعتلى سيارته فقادها بجنون بعد أن علم من الحارس بأى أتجه سارت تلك الفتاة البائسة …..
وصل حمزة لمطاف يؤدي بعدد مهول من الناس فهبط مسرعاً ليري ماذا هناك ؟
تسللت تعبيرات الألم لقسمات وجهه حينما وجدها جثة هامدة تعتلى الأرض بفستانها الأبيض المدمس بدمائها المهالكة ….
صرخ قلبه معترفاً بحبها لكن هل فقدها ؟!
حملها حمزة ثم توجه مسرعاً لسيارته ، عاونه أحد الرجال فقام بفتح الباب الخلفى للسيارة ..
وضعها بخوف شديد ثم أزاح خصلات شعرها ليظهر وجهها المنغمس بالدماء الكثيف ، فأنقبض قلبه بشعور الشفقة والغضب على ما أرتكبه بحق تلك الفتاة …
لن يسمح بأرتكاب ذنباً سيجعل ضميره يعانى مدي الحياة، فأسرع بالقيادة بسرعة مهولة كأنه بصراع لينجو بالحياة …
وصل أمام المشفى بسرعة قياسية فحملها ثم خطى بخطوات أشبه للركض ….


بمنزل شذا
أنضم لهم محمد والد آية فهو على علاقة قوية بوالد شذا ..
شعور عتمان بالراحة لهذا الرجل بدء يتزايد حينما جلس معه مرة أخرى …فتبادل الحديث بأهتمام لحديثه الذي دافعه ليرى رجلا يعمل بجد لجمع قوت يومه فلم يزيده عناء العمل سوى تقرب لله الواحد الأحد …أحيى ذكريات مرءت منذ أكثر من ثلاثون عاماً عندما كد عتمان بالعمل لأنشاء تلك الأمبراطورية العمالقة …ليصير أسم الجارحي من رواد الصناعات على مستوى العالم العربي …
بالخارج
كانت جالسة خاصة بالشباب والفتيات ….
كان يجلس ياسين بطالته الطاغية ….بجانبه كان يجلس يحيى بشرود فى حوريته التى تتبادل الحديث المرح مع آية وشذا …يتطلع لها بحزن دافين كأنه يحاول حسم قرار هام …..
أما رعد فكان يخطف الحديث بصوتاً خافت لمشاكسته الجالسة على قرب منه فبادلته الحديث المشاكس فأنفجر ضاحكاً عليها …
أما آية فكانت تتعمق بعيناه …تحاول العثور على إجابة لكافة أسئلتها …
تطلع لعيناها بتحدى كأنه يخبرها أنها لو ظلت ما تبقت بعمرها تنظر لتلك العينان الغامضة فلن تتمكن من معرفة ما بحوزتها …..
خرج ياسين للشرفة عندما صدح هاتفه برقم يعرفه جيداً ولكنه لم يستوعب رؤيته فرفع الهاتف ليستمع لصوت مقته لسنوات….
المتصل :مكنتش متوقع الأتصال دا صح ؟
صمت قليلا ثم رفع رأسه بثقته المعتاده ؛
بالعكس أتاخرت أوى بس دا ميمنعش أنى كنت على تواصل بيك وبخطواتك ..
إبتسم بصوت لو كان الهاتف غير جماد لبات باكى من الخوف قائلا بصوت كفحيح الأفعى :هنشوف يا ياسين أول خطوة كانت انتقامى من الخاينة الا أتجرءت وخانت إبراهيم المنياوى ..بس خطوة جريئة أوي أنها تصارع الموت وهى بحمايتك يا حفيد عتمان الجارحي ..
ضغط على الهاتف بقوة كادت ءن تهشمه ولكن نظراته هادئة كأعصار هادئ للغاية !!
نعمان بتوعد ؛
خطواتى طويلة يا ياسين وأخرها هتكون أنكسارك ادمى لما تترجانى عشان الرحمة وساعتها هتكون اهون ليك من عذابي …
خرج صوته المشابه لعداد الموت الأحمر :_مش هيجى اليوم دا لأنك هتكون جثة بقبرك أو بزيارة أبدية للسيد الوالد
أغلق الهاتف بوجهه دليل على نجاح ياسين بسلب ما تبقى به ولكنه كان كالوحش الثائر كيف تمكن من الوصول لتالين وهى بقصر الجارحي؟!!
خرج ياسين ثم توجه للأسفل مسرعاً فهرع يحيى ورعد وعز مسرعاً خلفه فسرعته توحى بشيء ما….


بالمشفى
ظل خارج العمليات طويلا ينتظر خروج الطبيب
ولكنه تفاجئ بياسين يقف أمامه بعيناه المفعمة بشرارت من جحيم فعلم حمزة أن الحرس أخبروه بما حدث…
رعد بغضب جامح :أنت أيه الا عمالته دااا
لم يجيبه حمزة وأكتفى بألتزم الصمت القاتل
تدخل يحيى على الفور قائلا بهدوء :
اهدا شوية مش كدا
رعد بغضب :اهدا أذي البنت دي ذنبها في رقبته هو
يحيى :
مش وقته يا رعد بعدين نتكلم ،ثم أستدر لعز قائلا بهدوء:عز خد رعد من هنا
رعد :
مش هتحرك من هنا يا يحيى
تحدث ياسين أخيراً قائلا بهدوء مريب:مش عايز اسمع صوت حد مفهوم
التزموا الصمت جميعاً لعلمهم بأن ياسين بحالة لا تسمح للنقاش..
خرج الطبيب بملامح لا توحى بالخير فتطلع له ياسين بنظرة جعلته يتحدث على الفور :
للأسف خسرنا الجنين
يحيى :طب وهى ؟
الطبيب :
حالتها حرجة جدا نقلنها العناية المركزة
كان ياسين هادئٍ للغاية ولكن نظراته تتطوف حول حمزة بنيران تكاد تحرقه ….
تعمد عز أن يدنو منه ليكون الحائل بينهم ولكن ليس من طباع ياسين أن يفقد زمام أموره الثبات طبعه المعتاااااد…


عاد يحيى للقصر ثم صعد لغرفته ليجد حوريته غافلة على الأريكة بأنتظاره …
أقترب منها بقلم آية محمد رفعت سريعاً ثم حملها بهدوء للفراش فرفعت يدها تحاوط ذراعيه ببسمة سعادة ودفئ لوجوده لجوارها …
وضعها على الفراش قائلا بزهول :انتِ صحيتى ؟
ملك بحب :
اتاخرت ليه؟وليه قمت أنت والكل ومشيتوا ؟
يحيى بهدوء وهو يزيح رابطة عنقه :متشغليش بالك يا قلبي دى مشكلة بسيطة بالشغل .
وقفت على الفراش لتصبح بنفس طول جسده الرياضى قائلة بسعادة وجدية :
تعرف يا يحيى
رفع يده يمسد على شعرها المموج قائلا بشرود عاشق :أعرف من حبيبة قلبي الا تحب تعرفهونى بنفسها ..
وضعت عيناها أرضاً تجاهد نظرات خجلها ثم رفعتها قائلة بدمع يلمع بعيناها وبسمة تزين وجهها :
أول لما خسرت البيبي حزنت بس لما شوفتك جانبي فى المستشفى حسيت أنك أغلى من كل حياتى أيوا كنت حزينه بس بوجودك جانبي أتعديت كل حاجة انت ساندي يا يحيى ..
تأملها بصمت ، عيناه تتحرك على كل قسمات وجهها كأنه يحفز الشجاعة لأخبرها بما فى جوفه فخرج صوته القاتم قائلا ببعض الأرتباك :ملك أنا مكنتش سعيد بالبيبي دا عشان كدا متأثرتش بيه لما فقدته
صدمة أعتلت قسمات وجهها فسحبت يدها التى تحاوط رقبته بصدمة ليسترسل حديثه قائلا بهدوء على عكس ما بداخله :
أنا ورايا مسؤليات اكبر من تربية بيبي عشان كدا لازم نأجل موضوع الخلفة دي فترة ..
خرج صوتها المعافر للخروج قائلة بصدمة :أيه الكلام دا يا يحيى !!
يحيى بثبات :
الحقيقة يا ملك انا مش جاهز أكون أب
ملك بدموع :_ مش عايز طفل منى ؟!!
يحيى :لا طبعا أنا رافض الفكرة نفسها
ملك ببكاء :
مش مصدقة الا بتقوله دااا أذي بجد مش قادرة استوعب
أقترب منها يحيى ثم رفع وجهها المنغمس بين ذراعيها قائلا بحب :يا ملك أحنا اكيد هيكون عندنا اولاد بس انا عايز وقت عشان اكون جاهز
جذبت يده بعيداً عنها قائلة بدموع :
وقت !!أنت شارب حاجة صح
أبتعد عن الفراش بعين ترأها لأول مرة فقال بصوتاً غاضب ونبرة مخيفة للغاية :_أنا مش هفضل أسيرك كتير الا عندى قولته مستقبلي الا بينته من سنين مش هيضيع عشان مسؤلية طفل أنا مش جاهز ليه كلام بالموضوع دا منهى
وتركها يحيى ثم دلف لغرفة مكتبه …تاركها للانكسار لما استمعت إليه لم تتوقع منه ذلك ….توهت أن ما رأته سراب ليس له وجود ولكن هيهات واقع ممزوج بدمع وجراح …..


بغرفة آية
كان يجلس على المقعد بصمود وثبات عيناه تتأمل الفراغ بشرود نظرته مريبة بثت الخوف بجسدها ….
قدمت خطاها لترى ما به ولكنها تراجعت على الفور لتذكرها ما حدث من قبل حينما اخبرها بعدم التداخل بما لا يعنها ..
تصنمت محلها حينما استمعت لصوته قائلا من خلف المقعد العمالق :تعالى
ارتجفت محلها فتقدمت منه ببطئ لتظهر ملامح لها شيئاً فشيء ..
رفع عيناه لتتقابل مع عيناها المرتجفة رعبا منه فحزن للغاية ..
جذب يدها لتشهق بطريقة لا أردية حتى أنها تراجعت للخلف بزعر جعله يقف سريعاً ويتجه لها قائلا بصوت حنون :
أهدي يا آية أنا مش هعملك حاجة .
أبتلعت ريقها براحة حينما صرح لها بذلك ..
فتأملها بغموض ثم قال بحزن :ليه دايما بشوف الخوف فى عيونك منى ؟
لم تجيبه فأكتفت بتأمله بصمت فأقترب منها قائلا بعشق صريح :
الا بيحب مستحيل يأذي وأنا بعشقك يا آية ..
تطلعت له بزهول فأبتسم بسخرية :هو أنتِ ليه بتحسسينى أنى مش بنى أدم شبح مخيف
أكتفت برسم بسمة صغيرة قائلة بصوت منخفض :
تصرفاتك الا بتخلينى كدا
اقترب اكثر مرددا كلماته بصوت منخفض :_لازم تخدى على كدا
لم يترك لها مجال لتعلم ماذا يقصد لدلوفها لعالم خاص به لم ترى له مثيل من قبل عالم مخصص لعشق ياسين الجارحي …..


بغرفة عز
صرخت صرخة مداوية فستيقظ على الفور والخوف ينهش قلبه
يارا بصراخ :عز
أشعل المصباح سريعاً ثم تأملها بخوفٍ شديد :
مااالك يا حبيبتى فى أيه ؟!
أندفعت لأحضانه تبكى بشدة كلما تتذكر هذا الحلم المخيف فشدد من احتضانها لعلمه أنها رأت شيء ما ..
أخرجها من احضانه لتلتقى برومادية عيناه الداكنة قائلا بخوف :فى أيه ؟
يارا بدموع :
ما تسبنيش يا عز أرجوك
احتضنها مجدداً قائلا بستغراب :ايه الكلام دا بس يا يارا
يارا بدموع :
انا خايفه اوي
عز بحنان :وأنا معاكِ
يارا :
هموت من غيرك
عز بعتاب :_مش قولتلك بلاش الكلام داا
اكتفت بالاشارة له فجذب الغطاء عليها ثم تمدد هو الاخر وهى بأحضانه ولكن مجهولا سيحطم تلك القيود حتمااااا ..


سطعت شمس يوما جديد على فصر الجارحي
بغرفة حمزة
لم يذق طعم النوم لتفكيره بتلك الفتاة شعر بأنه ارتكب ذنبا فاضح فأسرع للخروج لرؤياها .


بغرفة عز
افاق على صوت هاتفه المعتاد ففزع حينما قرء محتوى الرسالة فجذب يارا من أحضانه بلطف ثم اسرع لخزانته وارتدى القميص باهمال ..
خرج لغرفة حمزة سريعاً فلم يجده فأخبره الخدم بأنه غادر منذ دقائق …
شدد على شعره بغضب جامح ثم جذب مفاتيح سيارته واسرع باللاحق به …


بغرفة يحيى
خرج من غرفة مكتبه ليجدها تجلس ارضاً وعيناها متورمة من البكاء تطلع لها بحزن ثم هبط للاسفل سريعاً حتى لا ينكشف امره …


بغرفة آية
أستيقظت لتجده أمامها بطالته الساحرة متألق بحلى سوداء وشعره الغزير المصفف بأحتراف
أقترب ياسين منها قائلا ببسمة جعلته كأشراقة الشمس فى صباحها :صباح الخير يا حبيبتي
تطلعت له ببلاهة فأبتسم إبتسامة بسيطة ثم قال بمكر :
أممم محتاجه وقت تستوعبي طب تمام خدى وقتك لحد ما أرجع من المقر..
وغمز لها بعيناه الساحرة ثم غادر من الغرفة فظلت تتأمل الفراغ بصدمة …
&*********&
هبط ياسين للأسفل ليجد يحيى يجلس على المقعد بأهمال شديد فأقترب منه قائلا بزهول ؛يحيى أيه الا مقعدك كدا وليه مش غيرت هدومك ؟!.
أكتفى يحيى بنظراته الفاقدة لمزاق الحياة له فجلس ياسين جواره بقلق :
فى أيه يا يحيى أنت كويس ؟
أشار له يحيى بمعنى لا ثم قال بصوت منكسر :الدنيا دي قاسيه اوي يا ياسين دايما بتحطنى فى اختبار صعب والأختيار بيكون أصعب ومحتوم عليا ولازم أرضى بيه حتى لو هخسر نفسي وكل الا حواليا وحتى لو كان التمن هو الكره والحقد من الا حواليا
ياسين بشك :
أيه الا حصل لكل دا ؟
رفع يحيى عيناه فأكمل ياسين بغضب :_أنت مخبي أيه عليا يا يحيى


بغرفة رعد
افاق على رنين هاتفه المدمن لصوتها …فرفعه ليتوقف نبضات القلب
دينا :بحبك
صدمة اوقفت قلبه فكاد الحديث ولكن قاطعته قائلة بتسرع :
حاولت كتير عشان اقولها ونجحت مش لازم تتكلم عشان مش عارفه قولتها اذي
ثم صاحت قائلة :نهاررر اسووح انا قولت كدا اذي
وقبل ان يتحدث اغلقت الهاتف سريعاً
استقام رعد فى جلسته ببسمته الجذابة ، محرر يده بشعره الطويل بسعادة قائلا بخفوت :
مجنونة بس بموت فيكِ


بالأسفل
صدم ياسين مما استمع اليه فكيف له بتحمل كل ذلك ؟!!
تأمل صديقه بحزن ولكن تلك المرة لن يستطيع مساعدته كعادته فالأمر ليس بيده …
صدح رنين هاتفه فرفعه قائلا بلا مبالة
يحيى :الو
صمت قليلا ليستمع لصوت الموت المحتوم فصرخ بصوت مكبوت قائلا بسرع :
عز
لاااااا
سقط الهاتف من يده ليعلن عن حادث صادم فتك بعز وجعله يواجه الموت بجراحة خطيرة للغاية بأحد المشافى يواجه مصيره المحتوم بين الحياة والموت
العشق والدمار
ليترك قلب يتوقف عن الحياة لاجل اللقاء به

error: