رواية احفاد الجارحي بقلم/آيه محمد رفعت

الفصل الحادي والعشرون
أتابعته للأعلى بخطوات بطيئة تبتسم بخفوت على ما فعلته بجنون
توقف ياسين عن صعود الدرج حينما لمح يارا تجلس بالأسفل والقلق بدى على وجهها فأقترب منها سريعاً والقلق ينهش قلبه :أيه الا مقعدك لحد الوقت دا فى أيه ؟!
يارا بأرتباك :
مفيش يا ياسين عز بس أتاخر وأنا كنت بستناه
ياسين بسخرية :هو عز صغير ولا أيه ؟!!
يارا بتوتر:
أنا قلقانه عليه
ياسين بحذم :هو حد هيخطفه أطلعى أوضتك يالا
أكملت بأرتباك حتى لا يكشف أمرها :
حاضر
وصعدت يارا للأعلى وقلبها يكاد يتوقف من القلق
أما آية فصعدت تلك الغرفة المنعزلة التى دلتها عليها الخادمة لتظل بعيداً عن عتمان الجارحي


بغرفة ياسين
دلف لغرفته وبسمتها تلاحقه كظلا ملاحق لا يستطيع مسح ذاكرها من خاطره يتذكر بسمتها ونظراتها المفعمة بالحب
هبط الدرج الخاص بالحديقة والمسبح المخصص لغرفته
تقدم للمسبح بشرود بأبتسامتها الهادئة ولكن هجمته تلك الذكري لتلك الخائنة فتحلى بالقسوة ، خلع قميصه ثم ألقاه أرضاً بأهمال محتضن تلك الأمواج الباردة التى تعصف به لتجعل غضبه يهدء قليلا ظل يصرعها بقوة ونشاط كأنه يعلن لها أنه أقوى من تلك الصعوبات فترنح بين أمواجها حينما رأي أحمد يجلس على الأريكة القريبة من المسبح يتطلع له ببرود جعل الغضب يتغلل بعين ياسين فخرج من المياه ثم جذب المنشفة يجفف المياه المتناثرة على أنحاء جسده قائلا بسخرية :هو سفر حضرتك بره خالك تتلغبط بالأوض
تطلع له أحمد بغضب دافين ثم أقترب منه قائلا بغموض :
أنا راجل كبير بالسن فعادي أتلغبط لكن أنت شاب المفروض أنك متنساش بس عادي كلنا أحيانا بننسى
لم يستوعب ياسين ما يريد أحمد أخباره به فتوجه للخروج عن طريق تسلق الدرج ولكنه أستدار له قائلا بقصد :_أه نسيت متنساش لما تخرج مع الخادمه تبقا تعرفنى أغطى عليك بدل ما الصحافة تشم خبر ياسين الجارحي وخدم القصر مش لطيفة الصورة خالص
ختم حديثه الساخر ببسمة شعلت النيران بقلبه فألقى المنشفة بغضباً جامح ثم أعتصر الطاولة بيده النابضة بقوة كافية لجيش بأكمله


طل بصيص الأمل عندما إستمعت لصوت سيارته فركضت للأسفل بسرعة جنونيه كأنها تتحدا الحياة للفوز بعشقها
ركضت ولم تستمع لحديث أحداً سوى لقلبها المترنم على نغمات إسمه
هبط عز من السيارة فتفاجئ بها تنظر له بدموع ، عيناها تشكو له أوجاعاً قضتها بعدة ساعات رحيله تقدمت منه ليحل الحزن على قسمات وجهه لرؤية معالم وجهها الحزينة فتنقل له الآلآم التى عاشت بها منذ قليل
وقفت أمامه تتظر له بصمت ثم جذبت الهاتف من بين يديه بغضباً جامح تعيد فتحه من جديد لتريه كم الأتصالات والرسائل المملؤة بالرجاء بأن لا يحطم قلبها أكثر من ذلك
ألقت الهاتف بوجهه ثم أكملت طريقها للأعلى والدمع يعرف طريقه جيداً لوجهها
ألتقط عز الهاتف ليتحطم قلبه حينما قرء تلك الحروف المسطرة بعمق ورجاء له فأتبعها مسرعاً للأعلى
دلفت لغرفتها ثم أغلقتها بالمفتاح جيداً لتريه عذاباً قضيته بساعات فحان دوره ليعلم كم هو مؤلم وجع القلب على معشوقه !
عز بصوتاً منخفض :يارا أفتحى الباب
لم تجيبه لسترسل حديثه قائلا بهدوء:
عشان خاطري مش عايز حد من القصر يحس بينا طب حقك عليا صدقيني كان غصب عنى
لم يستمع الرد ولكنه تفاجئ بيحيى الذي يرمقه بنظرات الموت أهون بها ليلقنه بحد السيف :_ يارا مش شبهك يا عز روح للبنت الا تشبهك
عز بألم :أنا مظلوم يا يحيى والله ما أعرف حد عليها أن لا يمكن أخونها أبداا طب هخونها أذي وأنا مش شايف غيرها بحياتى
ألتمس الصدق بحديثه ولكن عليه الصمود لمعرفة من تلك الفتاة التى تريد تكرر ما حدث بالماضى بينه وبين ياسين
تحطم عز لرؤية صمت أخاها فغادر لغرفته بهدوء دلف وقلبه منغلق كحال باب غرفته فخلع جاكيته ثم شعل الأضاءة ليتفاجئ بحمزة يعتلى الفراش
أقترب منه عز بستغراب ثم قال بصوتاً مرتفع :
أنت بتعمل أيه هنا ؟!
فزع حمزة فأغمض عيناه ليعتاد على أضاءة الغرفة قائلا بزعر :خضتني يا عم وبعدين انت أتاخرت كدليه
عز بغضب :
هو أحنا أتجوزنا وأنا مش واخد بالي
حمزة بتفكير:لا يا جدع مش لدرجادي أنا كنت بستانك من بدري
عز بستغراب :
ليه ؟!
حمزة بخجل وعيناه ارضاً :أنا أسف يا عز مقصدتش كل دا
عز بغضب جامح وعصبية اشد :
مقصدتش أيه بالظبط أنت عارف لو كان جدك سمعك كان هيعمل أيه ؟! طب مفكرتش ببابا ولا تصرف يحيى ؟
الغضب عماك يابن عمى نساك كل حاجة لمجرد حبك لبنت رخيصة ذى دي
حمزة بصوت يعبأ أوجاع تكفى عالم بأكمله :أستغلتني يا عز عرفت أنى وحيد فختارت الدخله صح
حزن عز وجلس لجواره ثم رفع يده على كتفيه بستغراب :
وحيد ؟!! ثم استرسل بمرح :_ طول عمري بقول عليك غبي بقا كل العيله دي ووحيد
حمزة بألم :كلكم حواليا بس كنت محتاج حد يحبنى محتاج أمى تكون جانبى محتاج حد حصن حنين يا عز
لمع الحزن بعين عز لتذكره والدته المتوفاه منذ أعواماً كيف يشفى جرحه وقلبه ينزف من الوجع افواه
أسرع حمزة بأخراجه مما هو به فقال بسخرية :
بقولك حضن حنين تقولى احنا جانبك دول وش حنية
عز بتفكير :بصراحة لا
حمزة بتأكيد :
شوفت
عز ؛مفهمتش برضو أيه الا منيمك كدا
حمزة :
يا جدع بقولك جاى اصلحك
عز :تمام ارجع بقا لاوضتك
حمزة بستفهام :
ليه ؟!
عز بسخرية :هو ايه الا ليه جاي تصلحنى وانا اتصلحت ارجع بقا اوضتك
حمزة بسعادة :
بسهولة كداااا
هرول حمزة مسرعا حينما لمح عاصفة الغضب بعين عز


مرء الليل الكحيل عليه فلما يستطع النوم على أمل كشف الحقائق
سطعت الشمس على قصر الجارحي بلونا رأه أدهم مختلفاً عن قبل لا يعلم لماذا ولكنه يشعر بأقترابه لكشف مجهولا ما
بالأسفل
كان يحيى يتناول طعامه قبل الذهاب للشركة فشاركه رعد قائلا بمكر :مقولتليش رايك فى حركة أمبارح
تطلع اه يحيى قليلا ثم أنفجر ضاحكاً حينما تذكر ما فعلوه لأيقاظ حمزة ومساعدته للتوجه لغرفة عز
قطع إبتسامتهم الخبيثة هبوط الدنجوان فوزع نظراته بينهم بتعجب ومكرا يفوقهم
رعد بخوف لأستماعه حديثهم :
صباح الخير يا دنجوان
ياسين ببرود:حلو الدخله دي
رعد وهو يتصنع عدم الفهم :
دخلة أيه بس ؟!
اخفى يحيى وجهه حتى لا يتمكن الدنجوان من كشفه بينما جذب ياسين مقعده يتأمل رعد بملامح تحمل التسلية :كمل كمل
إبتلع ريقه بخوف شديد من معرفته بأفتضاح امورهم امامه :
أكمل ايه ؟!
ياسين :حوارك الساسج الا بترسمه عليا دا
صمت رعد ولم يتمكن من الحديث وخاصة حينما لمح أحمد يهبط الدرج
تقدم أحمد منهم ثم جلس مقابل ياسين يتناول طعامه ونظرات التحدى والغضب تتحداه لم يبالي به ياسين وتصنع اللا مبالة
أنضم إليهم عز وحمزة وعلى وجوهم بسمة المرح مما أثار دهشتهم جميعاً
يحيى بستغراب:
هو أدهم فين
عز :مش عارف ممكن فى أوضته
رعد بتعجب :
بس أدهم أول مرة يتأخر كدا
حمزة :هطلع اشوفه
وبالفعل صعد حمزة للأعلى ليتفقد أمر أدهم
توالت نظرات أحمد لياسين تحت نظرات تعجب رعد وهدوء يحيى لعلمه بكره أبيه لياسين تألم قلبه لهذا الرجل الذي لا يعنيه سوا المال لا يهمه شيئاً اخر
زادت بسمة الخبث على وجه أحمد لرؤيته آية تهبط الدرج بسرعة وأرتباك
تقدمت من الطاولة بتوتر تجاهد للحديث فقطعها ياسين قائلة بأستفهام :
فى حاجة ؟
آية بتوتر “يارا مش بترد عليا مش عارفه مالها
توقف قلب عز فصعد مسرعاً للاعلى وأتابعه ياسين ورعد ويحيى
بينما تبقا أحمد يرمقها نظرات ساخرة تحمل أتهاماً لم تحتمله فأسرعت للتوجه لغرفتها ولكن صوته الاقرب إليها
أحمد بسخرية :
بعد أذن معاليكى ممكن دقيقة
توقفت آية عن الحركة ثم أستدارت له والخوف يترقص بعيناها ليكمل هو حديثه الساخر :_أيه دا صاحبة الجلالة أتكرمت ووقفت تسمعني
تخدش الخوف قلبها من هذا الشخص الملتحم بالشر يلمع لهيبه بعيناه ليجعلها ترتجف كلما تقدم منها


بالأعلى
هرول عز للغرفة ليجدها تتعتلى الفراش بأهمال فقترب منها بفزع يحاول أيقاظها ولكن لم تستجيب له
أقترب منها ياسين ثم أنثر المياه على وجهها فبدءت بأستعادة وجهها لتجد الخوف يسطر على وجه معشوقها فتوالت بالبكاء لذكرى ما حدث بالأمس


بغرفة أدهم
جذب حقيبته ثم توجه للخروج ليتفاجئ بعتمان الجارحي أمام عيناه
عتمان بثبات متخفى :خلصت يا أدهم علاقتنا أنتهت لمجرد كلام تافه ذي دا
أدهم بتعجب:
كلام تافه ؟!!
حضرتك شايف ان دا تافه أنا معرفش مين أمى ولا أبويا كل الا عندى تفسير واحد بس مش قادر أنطقه
عتمان بصراخ لعدم احتماله ما يدور بخاطره:لااا يا بني أوع تفكر فى كدا ابدااا
أدهم بحزن :
مفيش عندي اختيارات تانية غير كدا
ثم جذب حقيبته وتوجه للخروج قائلا بنيران تشتعل بقلبه :_عن أذنك يا عتمان بيه
وخرج أدهم من القصر تاركاً عتمان فى حالة لا ترثى لها كيف سيتمكن من إيقافه ؟!
سيكون عليه كشف مجهولا قد يدمر تلك العائلة .
توجه سريعاً لغرفته يحسم أموره بأن عليه الحديث وكشف ماضى دفن بخمسة وعشرون عاماً ولكن عليه الأنتظار حتى يتم زفاف أحفاده


بالأسفل
تراجعت للخلف فقترب منها بنظراته الدانية حتى صارت محاصرة بين ذراعيه
أحمد بنبرة توحى تفكيره الدانيئ :هو أنا مشبهش يعنى
تطلعت له بصدمة وعدم فهم ليسترسل حديثه تاركاً عيناه تتفحصها :
متخفيش هديكى الا تحبيه ولا يعنى حضرتك مخصصة لياسين الجارحي بس
وضعت يدها على فمها من هول الصدمة فشعرت أنها على وشك صفع هذا اللعين ولكنها تماسكت حتى لا ينفضح أمرها
افقت آية على صوت مزلازل فرفعت عيناها لتجد عتمان الجارحي يتطلع بعين من جحيم
عتمان بغضب :ممكن أفهم حضرتك بتعمل أيه ؟!
آبتلع ريقه بتوتر ثم جذبها بقوة كبيرة والقاها على الدرج لتصرخ ألماً فهرول ياسين ويحيى للاسفل
أحمد بغضب :
الحيوانه دي أتخطط حدودها فاكره أنى من الا بتقضى معهم ليلة عشان كام مليم بتخدهم
توالت الدموع على وجهها كيف له بتلك التهمة البشعة بحقها ؟!!!
لم تجد سوى الدمع المعبر عن ما بصدرها
ياسين بستفهام وهو يتطلع لها :فى أيه ؟!
إبتسم احمد بمكر ثم أقترب منه ليكون أمام عيناه قائلا بخبث :
والله السؤال دا سيب حد يسأله غيرك أنت الا سمحت للأشكال الواسخه دي أنها تدخل القصر
تعالت شهقاتها لتذبح قلبه فتدخل يحيى على الفور :فى ايه يا بابا أيه الا حصل لكل دا ؟
أحمد ونظراته مازالت مسلطة على ياسين :
الا حصل أن الزبالة دي فاكرني ذي البيه الا بتخرج معاه كل ليلة فبتحاول أنها تجر رجلى ذي ما جرت رجل ياسين بيه الجارحي
صوتاً صارم جعله يكف عن الحديث صوت كبير هذا القصر الصارم كحاله
عتمان بغضب :أحمد ألتزم حدودك وشوف أنت بتقول أيه
أحمد بهدوء مخادع :
أنا بقول الحقيقة يا بابا حفيدك الكبير العاقل بيخرج كل يوم وبيرجع وش الفجر مع الزبالة دي
صدم عتمان وتطلع لياسين بأنتظار حديثه ولكنه كان كالعاصفة الساكنة على وشك الأنفجار
وقف عتمان أمام عيناه قائلا بصدمة تتغلف بالثبات المعتاد :ساكت ليه ما تتكلم الا بيقوله عمك دا مظبوط
أقترب يحيى سريعاً من عتمان قائلا بأنكار :
لا يا جدو مستحيل تكون دي أخلاق ياسين
تحولت نظرات الدنجوان لآية المتمددة على الدرج بصدمة تاركة الدموع تعبر عن ما بداخلها فأقترب منها ثم عاونها على الوقوف تحت نظرات صدمة من أحمد وعتمان
تطلع لها ولدموعها التى تغزو قلبه بأحتراف ثم رفع يديه يزيحها عنها بحنان
فتقدم من عتمان وهى بيده تحاول تحرير يدها من بين يده
وقف أمام أحمد قائلا بتحدي كأنه يخبره أنه الدنجوان الذي لا يخشى أحداً من قط :عمى معاه حق يا جدو
إبتسم أحمد بمكر لأعترافه بجريمته فوقف بأنتظار عقاب عتمان الجارحي بستمتاع ولكن الصدمة كانت حليفته حينما أكمل ياسين حديثه قائلا بكبرياء :
بس مش فى كل الكلام لأنك أحياناً بتزود أفكار أو بتنسى بس عادي ممكن أساعدك
صمت قليلا يتأمل ملامح وجهه برتياح ثم أكمل بثقة :الا حضرتك بتتكلم عليها دي تبقا مراتي يعنى زوجة ياسين الجارحي فمستحيل يكون أخلاقها ذي ما حضرتك وصفتها عارف ليه لأن ياسين الجارحي واثق فى أختياره أوي أكتر من ثقتى فيك شخصياً
وقف يتطلع له بصدمة وزهول كمن ألقى عليه بدلواً من المياه المثلجة جاهد لخروج صوته الذي خرج أخيرا قائلا بزهول :
أنت يا ياسين أنت !!
بتتجوز من ورايا طب ليه ؟!!
ياسين :أنا جاهز لعقابك يا عتمان بيه
عتمان بصدمة :
أنت بتكلمنى كدا أذي
ياسين ببرود :ذي ما عودتنا أنك عتمان بيه الجارحي صاحب الملايين عشان كدا عندك ذنب وليه عقاب مناسب
للأسف نسيت أننا بنى أدمين كل حفيد من أحفادك جواه ركن مكسور لأنك فرض العقوبة وقوانين بس أنا خلاص مش هقبل أكون فى سجن كتير آية تبقا مراتى والكل هنا عارف كدا كنت حابب أتكلم من البدايه لكن حتى هى خافت على الكل منك لانها واخده فكرة عن قوانين سعاتك الا مش هتمشى عليا من النهاردة
وجذبها ياسين ثم توجه للأعلى
دلف لغرفته ثم أجلسها على الفراش يزيح دموعها التى تهبط صدمة وتعجب حينما رأته يحطم القوانين لأجلها يتحدث عنها بثقة وكبرياء
ياسين بهدوء “
ممكن أفهم بتبكى ليه ؟!
آية بدمع يلاحق حديثها :مش عايزة أكون سبب لمشاكل بينك وبين جدك
لمعت جملة روفان بعقله فأبتعد على الفور حتى لا يفقد ما تبقا من غضبه الفتاك فدلف لخزانته ثم جذب متعلقاته وخرج لها
ياسين بحذم :
يالا
آية :هنروح فين
ياسين بسخرية :
هخطفك ممكن تمشى معيا من سكات
أتبعته آية بصمت لعلمها ماذا يتمكن ياسين الجارحي من فعله .
هبط ليجد الجميع بالأسفل حتى يارا هبطت لترى ماذا هناك ؟
حلت البسمة على وجه أحمد نعم صدم لزوجه من تلك الفتاة ولكن لا بأس بذلك فأخيرا سيترك القصر
أسرعت يارا إليه قائلة بزعر :ياسين أنت رايح فين أنا هجى معاك
رعد بستغراب :
ياسين بلاش جنان
ياسين بحزم :وجودي هنا أكبر جنان ثم وجه حديثه لشقيقته: يالا يا يارا
يحيى :أهدا بس يا ياسين الأمور متتحلش كدا
لم يجيبه ياسين وتوجه للخروج تحت نظرات سعادة أحمد الجارحي .
للحظه عاد للمجهول للحظه عاد الماضى من جديد ليرى إبنته وهى تغادر قصر الجارحي غير عابئة للقوانين لا لن يسمح للماضى بالعودة مرة أخري لن يسمح بتكرر ما حدث
وقف عتمان يتطلع لياسين المتوجه للخروج فصاح قائلا :
استنا
توقف ياسين عن الحركة ثم أستدار بتعجب ليرى ماذا هناك ؟!
بينما توزعت نظرات الخوف من أحمد بينه وبين ياسين
تقدم عتمان منه ثم قال بحزن:هتسيب القصر الا أتربيت فيه يا ياسين
ياسين بثبات :
مقبلش أعيش فيه وأنا شايف حد بيهنى أو بيهن مراتي
قاطعه عتمان بتوضيح :محدش يقدر من الوقت دا يهين حد من عيلة الجارحي وهى بقيت مننا
تابع يحيى ورعد وعز ما يحدث بصدمة من أن هذا الرجل هو عتمان الجارحي
أقترب عتمان من آيه ثم سألها بستغراب :
أنتى ليه قولتى على نفسك خدامة ؟
تخشبت محلها فتطلعت لياسين كأنها تستمد منه العون ولكنه فأجئها حينما ترك يدها وتطلع لها بأهتمام لمعرفة الأجابه على نفس سؤاله
عتمان بجدية :متبصلوش كتير مش هيساعدك جاوبي على سؤالي
آية بتوتر وهى تجاهد للحديث :
أنا
أصل
هو
تطلع لها عتمان ثم قال بسخرية :ممكن أبعت لمترجم لو مش عارفه تجمعى الكلام
إبتلعت ريقها بخوف ثم قالت بصوت منخفض للغاية :
كلهم هنا بيخافوا من حضرتك فأنا خفت انا كمان
عتمان بخبث :كلهم مين وكانوا بيقولوا أيه بالظبط
عز لرعد :
نهار اسود ألحق
رعد بخوف :الحق أيه الجري نص الجدعانه
تطلع لهم يحيى بغضب ثم تخفى قالا :
الواد دا بيتكلم صح
ركض عز للأعلى وكذلك رعد دلف للمصعد أم يحيى فخرج سريعاً للسيارة
كبت ياسين ضحكاته وأكتفى بنظرات لأحمد المنصدم من ردة فعل عتمان الجارحي
آية بأرتباك :بدون ذكر أسماء لأن حضرتك هتعرفهم من غير ما أقول
عتمان بعدم فهم :
أذي ؟!!!
يارا بضحكة مكبوته :بص وراك يا جدو
تطلع عتمان خلفه ليجد القاعه فارغه فعلم الآن أن الجميع متورط بما تتفوه به تلك الفتاة
عتمان :
واضح كدا أنهم محتاجين يشوفوا الوش التاني عموماً سبك منهم وأوعى تفكري تنطقى الكلمة دي تاني صحيح أنا طباعى صعبه بس ماقبلش أن حد من عيلة الجارحي يقول على نفسه كدا وأنتى بقيتى من عيلتنا خلاص
ثم وجه حديثه لأحمد بحذم :يالا يا أستاذ أحمد أتاخرنا على الوفد
وغادر عتمان وبداخله شرارة أوشكت على الأنفجار لعلمه بما ينوى إبنه فعله
بعد خروج عتمان توجهت يارا لآية المنصدمة من رد فعل عتمان قائلة بسعادة وبعض الأرهاق :
الحمد لله عدت على خير
آية بصوت متقطع ؛أنا كنت حاسه أن روحى هتطلع عندكم حق تخافوا كدا
يارا :
ههههه كلنا بنترعب الا ياسين
ياسين بجدية :ممكن لو خلصتى كلام تطلعى اوضتك وترتاحى أنتى لسه تعبانه
يارا بخوف :
حاضر تعالي معيا يا آية
وجذبتها يارا للأعلى بينما جلس الدنجوان يحسم أموره بأمر أحمد لا يعلم ماذا يريد ؟


بسيارة عتمان الجارحي
أحمد بغضب :أنا مش عارف حضرتك اذي تسمحه على الغلط دا كدا ممكن الكل يقلده وبعدين البنت دي مش من مستوانا
أشارة بيده كانت كفيلة بأخراسه ليكمل عتمان حديثه الغاضب :
أسمع يا أحمد الماضى مش هيتكرر تاني
أحمد بستغراب ؛أيه الا جاب الا حصل زمان بالوقتى
عتمان بحذم :
بلاش نقلب فى الماضى والا مش هيعجبك يا أحمد
ارتدا الخوف قلبه ماذا يقصد ابيه بتلك الكلمات ؟!!!


بمكاناً أخر يشبه الجحيم كحال قلوبهم المفعمة بالشر والعدوان
كان يجلس إبراهيم المنياوي والشرار يتطرير من عيناه بعد معرفته بقتل أخيه الأصغر عاطف المنياوي فأمر على الفور بقتل أحمد الجارحي وخاصة بعد علمه بأنه من تسبب بقتل أخيه
كم أخبر رجاله بألأسراع بقتله وأنه أمراً من الكبير فأطاعوا الأمر على الفور بأنتظار الفرصة المناسبة لقتله


بغرفة يارا
تبادلت الفتيات الحديث فأخبرتها يارا ما حدث وما سبب حزنها
لتجدها خير القوة والدعم كما أوضحت لها آية أخطاءها حينما مسحت المسافات بينها وبين عز وأنها تغصب الله عز وجل فكيف لها الحديث معه بحرية وهو لم يصبح زوجها بعد
أفاقتها على الكثير من الأشياء المجهولة بعقلها لتربيتها الغربية نست عادت وتقاليد جعلت خطوط لا يتخطاها أحد


بالمقر الرئيسي للشركات
وصل أحمد للشركة ثم توجه للمكتب الرئيسي ليجد ياسين يجلس بكبرياء نظراته تتأمل أحمد بغرور يحمله بغموض فيفشل من امامه فك شفرات تلك العينان
ياسين ببرود :أهلا يا عمى نورت مقر القاهرة بس والله الزيارة دى ما ليها أي لازمة أقصد حضرتك تستريح بالقصر أنت لسه راجع من السفر وهنا أنا متوالى كل حاجة وماشيه على السطر
أحمد بغضب :
ماشي يا ياسين خالينا نشوف مين هيغلب التاني أنا ولا أنت
وقف الدنجوان ثم توجه ليقف أمامه قائلا بهدوئه المعتاد؛حضرتك ليه بتنسا كتير أنا أسمى ياسين محمد الجارحي جايز أسم بابا يفوقك على حاجة مهمة
أرتعب أحمد لمجرد ذكرى أخيه فأنسحب على الفور تاركاً خلفه جمرتان من لهيب الأنتقام تود الفتك به
دلف يحيى بملامحه المتخشبة فأقترب من ياسين قائلا بزهول :
هو بابا كان هنا ؟!
ياسين ببرود ؛دا سؤال ولا أجابة
يحيى بحزن :
ليه بحس أن فى حاجز بينك وبين بابا يا ياسين
شرد ياسين بعداء أحمد له ولكنه أنفض تلك الفكرة عن راسه قائلا بثبات ؛بلاش نتكلم عنه لو سمحت يا يحيى
دلف رعد ليقطع الحديث قائلا بزعر :
حد فيكم شاف أدهم
يحيى بستغراب :لا ليه ؟
رعد :
مجاش الشركة وحمزة بيقول أنه مش فى أوضته
ياسين بصدمة :هيكون راح فين يعنى
أتاه الرد حينما دلف قائلا :
أنا هنا يا دنجوان
تطلعوا جميعاً لمصدر الصوت ليجدوه أمامهم
دلف أدهم للداخل ثم جلس لجوار يحيى
دلف عز هو الأخر بعدما أتابع ادهم :كنت فين يابني أنا قلبت عليك الدنيا
أدهم :
موجود أهو
يحيى :موجود فين أنت مش ظاهر من إمبارح
أدهم ببسمة لمحاولة التهرب :
يا عم ان خوفت عتمان بيه بالقصر وآية تتكشف هنروح فى دهية
عز بغضب :واطى واطي
رعد :
متخافش يا خويا كل حاجه اتكشفت وكنا هنروح فى دهية الحمد لله
أدهم بأهتمام :بجد أيه الا حصل
عز :
اسمع يا عم
قاطعهم الدنجوان قائلا بغضب :أنتوا لسه هتحكوا كل واحد على شغله
ما ان أنهى جملته كان الجميع أختفى من أمامه ولم يتبقى سوى رفيق دربه
يحيى :
طبعا أنا مش من الحسبة ولا أيه
أشار له ياسين فخرج على الفور فأبتسم بخفوت وأكمل عمله


بمكتب عز
حاول الوصول ليارا ولكن لم تجيبه لحزنها على يوماً قضته بألم وقلق عليه لم يشعر بها ولم يشفق على حال قلباً يغلو غضباً عليه
ألقى الهاتف بتأفف مشددا على شعره بغضب شديد


بقصر الجارحي
دلفت ملك من الخارج مسرعة للأعلى ثم دلفت لغرفتها والدمع يسيل على وجهها تأبى تصديق ما إستمعت له كيف لها تصديق هذا الحديث على والدها


بمكتب أدهم
رفع هاتفه بقسمات وجهها منخشب لرؤية رقمه على الهاتف قائلا بخفوت :أنا نفذت كلامك ورجعت الشركة أنت كمان لازم تنفذ وعدك ليا
المتصل :
كل حاجة فى وقتها يا أدهم أنت عملت أول خطوة لسه فى خطوات كتيره
وقبل أن يستعلم أدهم عن شيء أغلق الرجل الهاتف سريعاً
زفر أدهم بغضب وتفكير يفتك بعقله لتأتى هى وتقطع حبال تفكيره
شذا بأرتباك وخجل فهى لم تلتقى به منذ ما حدث :قهوة حضرتك يا فندم
تطلع لها أدهم بسيل من العتاب لغيابها عنه يوماً متكامل جعله يشعر بحنين عام
قطع الصمت أخيرا فقال بهدوء يعاكس ما به ؛
اقعدي يا شذا عايزك
حالت نظراتها بينه وبين المقعد ثم جذبته وجلست بأنتظار ما سيقوله
أدهم بأهتمام:عامله أيه دلوقتي
جاهدت لخروج صوتها فذكريات تلك الليله تطارها :
الحمد لله أحسن
أدهم ؛_ لسه مش حابه تحكيلى مين الحيوان دا
لمع الدمع بعيناها فعبثت بملابسها بتوتر
فألتمس أدهم العزر لها :خلاص يا شذا روحى كملى شغلك ومتقلقيش الكلب دا مش هيتعرضلك تانى
قالت بلهفة :
بجد يعنى مش هشوفه تانى
أدهم بثقة :أبدا ثم أكمل بستغراب :للدرجادى خايفه منه ؟
شذا بحزن ودموع :عندنا فى مجتمعنا الا أتخطبت مره وأتسابت تبقا مشبوها فلازم تتخطب تانى وبسرعة عشان كلام الناس وانا كنت كدا أتخطبت لأبن عمى فترة وأكتشفت أنه خاين بيكلم بنات على النت على وعد الجواز منهم رفضت أكمل معاه فطلبت من أهلى أنهم يفسخوا الخطوبة
أدهم بحزن :
كملي
شذا بصوتا متقطع من البكاء :رفضوا عشان كلام الناس بس أنا رفضت افضل معاه ورمتله الدبلة فى وشه عشان كدا رموني لاول واحد اتقدملي حتى لو كان ذي الحيوان دا شغال مع تجار المخدرات والسلاح حاولت ارفض بس مالقتش غير الضغط منهم اتخطبت ليه وشوفت اسوء ايام حياتي معاه لحد ما اتقبض عليه فكانت الحجة لفسخ خطوبتي بيه نظرات الناس مش بترحم
أدهم بغضب :
مجتمع متخلف هيفضل طول عمره كدا
شذا :للاسف يا أدهم بيه لازم تعتاد على حاجات كتيره عشان تعيش مع المجتمع دا
ازاحت دموعها قائلة بخجل :
أنا أسفه صدعت حضرتك بكلامى عن أذن حضرتك
خرجت شذا على الفور تاركة أدهم يعيد حساباته هل يخبرها بحبه ورغبته بالزواج منها أم ستعتبرها حلا للخروج مما هى به أذن عليه الأنتظار بضعة أيام ليفاتحها بحبه لها


بمكتب يحيى
كان يتابع عمله على الحاسوب فرفع عيناه ليتفاجئ بنظرات إعجاب المعتادة من السكرتيره
يحيى بغضب :ممكن أفهم أيه الا موقف حضرتك كدا !
السكرتيرة بخوف :
أسفه يا فندم أنا كنت جايبه لحضرتك الملفات الا طلبتها من رعد بيه
يحيى بحذم :سبيهم عندك واتفضلي على شغلك
وضعتهم على الطاولة ثم هرولت مسرعة للخارج
زفر يحيى بغضب ثم أكمل عمله ولكن قلبه ترقص على اوتار الحب فعلم بوجود معشوقته بجانبه فتش عنها بعيناه ليجدها تتأمله بصمتاً دفين
وقف يحيى ثم توجه لها قائلا ببسمة زادت من وسامته لتجعله ملكاً لعرش القلوب :
أنتى هنا من أمته
رفعت عيناها لتقابل عيناه المفعمة بحبها فتأسرها لعالمه قائلة بدموع :حسيت أنى مخنوقه فجيتلك
يحيى بخوف لرؤية دموعها :
فى أيه ؟!
لم تجيبه وتقدمت من المقعد ثم جلست وتعالت شهقاتها بالبكاء
هرول يحيى مسرعاً قائلا بزعر:_ مالك يا حبيبتي
خرج صوتها اخيراً قائلة بدموع :جالي رسالة من رقم غريب بيقول أن بابا الله يرحمه هو الا قتل أبو يارا دا غير الملفات والصفقات الا كان بيعملها من ورا جده
صدم يحيى ولكنه تحل بالثبات فحتضنها قائلا بهدوء :
مش صحيح الكلام دا الحادث كان طبيعى جداً وبعدين اي حد يقول حاجة نصدقه
ملك بدموع :خايفه يكون كلامه صح يا يحيى
يحيى :
مستحيل يا ملك هاتى تلفونك انا هوصل للحيوان دا وهتشوفى تصرفى معاه
ملك بتذكر :الفون فى البيت
يحيى :
من تلفون المكتب كلمى يارا خاليها تجيبه وتجي وأنا عندي اجتماع نص ساعة وراجع متتحركيش من هنا
ملك بأبتسامة بسيطة :أوك
إبتسم يحيى ثم أكمل بخبث :
انا بقول ألغى الاجتماع دا
اتى صوتا من خلفه جعله يتأفف
رعد :تلغى أيه عتمان بيه الا عمله يعنى بتقدم رقبتك للموت
يحيى :
بسم الله الرحمن الرحيم أنت بتطلع منين
رعد بسخرية :فى اي وقت ياخويا
ثم تقدم من ملك قائلا بستغراب :
مالك فى أيه
أسرع يحيى قائلا :مالها دا دلع بنات يا عم يالا نشوف شغلنا
رعد بشك :
لحظه بس يا يحيى حاسس ان ملك فيها حاجه
ملك ؛أنا كويسة يا أبيه متشغلش بالك
يحيى بسخرية :
عايز اكتر من كدا ايه يالا نشوف شغلنا ولا عندك أراء أخري
رعد بغضب :لا مفيش
يحيى :
طب يالا
خرج رعد ويحيى فطلبت ملك يارا أن تحضر ومعها الهاتف فقترحت يارا أن تجلب آية معها حتى لا تتركها بمفردها


بصالة الاجتماعات
كان عز شاردا بحوريته الغاضبه فلم يتمكن من سماع شيء مما القاه عليهم عتمان الجارحي راقبه ياسين جيداً ليحسم اموره بان هناك امرا هام
غادر عتمان واحمد المقر وتبقا الشباب بمقر الاجتماع
أسند رعد ظهره للخلف قائلا بتعب :الحمد لله خلص على خير
عز بستغراب :
هو ايه ؟!
رعد :الاجتماع تفتكر جدك هيعمل فيا ايه لما يعرف انى عايز اتجوز
عز بعضب :
هو انا ناقص يا رعد سبنى بالا انا فيه
ياسين :حابب اعرفه
عز بفزع لما تفوه به :
هو أيه
ياسين بثبات :بقولكم ايه انا سايبكم من امبارح تعملوا حوارت بمزاجى هتتكلموا ولا
تطلعوا جميعا ليحيى فأشار لهم بأنه خارج نطاق حديث الدنجوان
وزع عز نظراته بين أدهم ورعد ثم اخبر ياسين بالحقيقة
تطلع له ياسين بهدوء فأنقبض قلبه لاصدار حكم يجنى علي حبه المتيم
كان الجميع يتابعون ياسين بأهتمام ولكنه تحل بالصمت القاتل يوزن الأمور بطريقته الخاصة
يحيى بهدوء :
بتفكر فى أيه يا ياسين
ياسين لعز :هات صورة البنت دي
عز بستغراب :
ليه
ياسين بغضب :_نفذ الا قولتلك عليه بدون نقاش
اخرج عز هاتفه مسرعا ثم أعطاه له
فخرج ياسين على الفور يلقن الحرس ما عليهم فعله


وصلت يارا بسيارتها أمام المقر فهبطت بقلم آية محمد رفعت هى وآية ثم صعدت للأعلى
توجهت يارا لمكتب يحيى لأعطاء ملك الهاتف بينما توجهت أيه لرؤية رفيقتها
بمكتب يحيى
دلفت يارا للداخل ثم قدمت الهاتف لملك وغادرت على الفور حتى لا تلتقى به
أما بمكتب رعد
جلست آية مع شذا يتبادلان الحديث عما حدث بالفترة الماضيه


بمقر الاجتماعات
أشار ياسين لهم فاتبعوه علي الفور فهبط للاسفل ليتفاجئ عز ويحيى ورعد وادهم بتلك الفتاة مقيدة على المقعد بأحكام
صدم عز بينما ابتسم يحيى بثقة لتصرف الدنجوان نعم هو دنجوان بالفعل
أقترب منها ياسين بينما اكتفى الجميع بالمراقبه ثم ازاح عنها ما يكمم فمها لتنظر له بصدمة حقيقية
لمع الشر بعيناه فقال بصوتا يحمل التحذير :طبعاً سمعتى عن ياسين الجارحي بس مصدفش أنك شوفتى الجحيم بعينك
ابتلعت ريقها بخوفا جارف ثم قالت بصوتا متقطع :
انت عايز منى ايه
ياسين ببرود :السؤال دا لنفسك انتى الا عايزه ايه من عز
صمتت قليلا ثم قالت بارتباك :
مش عايزه منه حاجة انا حامل منه وهو
قاطعها بأشارة من يده جعلتها تكف عن الحديث ثم قال بصوتا يشبه الجحيم :وربي وما اعبد لو ما نطقتي الحقيقة لكون دفنك هنا
التزمت الصمت وساد البكاء عليها فأشار للحرس قائلا بقسوة :
خلصوا عليها
صاحت بزعر :لاا هتكلم هقول كل حاجة
انا عملت كدا بأمر من عاطف المنياوي مهمتى كانت اوقع حمزة فى عز
تلطم الغضب بيحيى ورعد ليتاكد ظنون شكوكهم بمحاولة الايقاع باحفاد الجارحي
اقترب منها عز ليحل غضبه عليها ولكنه توقف باشارة ياسين قائلا لها بثبات :
اليوم الا كان فيه عز سكران حصل بينكم حاجه
لم تستطع الحديث فشدد على كلمته بقوة قائلا بصرامه :اظن سمعتى سؤالى
اجابت على الفور :
لا
زفر عز بارتياح ليكمل ياسين ما بصدره فاخرج السلسال ثم اشار لها قائلا بتحذير :تعرفى البنت دي
اكدت له تعبيرات وجهها انه على علم بها فقالت مسرعة بدموع :
لاااا معرفهاش
ياسين :الكدب عندى مصيره الموت
بكت تالين ثم قالت بدموع :
هى دي الا انا هنا بسببها بدفع تمن الغلطات الا هى ارتكبتها كل ذنبي ان اخت للحيوانه دي
صدم ياسين لتكمل تالين بدمع حارق :أنا مش حزينه انها اتقتلت بالعكس سعيدة لانها ابشع ما يكون كل الا يهمها الفلوس حتى لو هتلجئ لاي طريقة واسخة
ياسين بهدوء لصدق ما تتفوه به :
اتقتلت اذي؟
تالين بدموع :صدقنى معرفش كل الا اعرفه انها كانت فى مهمة وسخه من الا بتعملهم وخانت الناس دي لانها عكست كلامهم عشان كدا قتلوها فى اقرب فرصة وكان لازم اختها تدفع تمن افعالها خاطفوني وعملونى جارية ليهم انفذ مخططتهم الواسخه واخر مهمه اني اوقع حمزة وعز
بدءت الخيوط تتضح لدي ياسين ويحيى
فتقدم منها يحيى قائلا بستفهام :
يعنى عاطف المنياوي هى الا كان بيعمل كل دا
تالين :_ عاطف رجل من رجلتهم كلهم بينفذوا كلام الكبير محدش شافه غير اسماعيل المنياوي عاطف نفسه مشفوش ولا حد فينا
اشار ياسين للحرس بان يتركوها ثم غادر مسرعاً لمكتبه لا يقوى تحمل تلك الحقائق البشعة بحق تلك اللعينة
كيف انخدع بتلك السهولة ؟!!
كانت عيناه جمرات من جحيم لتقع تلك الفتاة ضحية له
دلفت آية لمكتب ياسين حينما راته يسرع بخطاه للاعلى فتبعته لترى ما به
دلفت ووقفت امام اعين الصقر الجارح ليلقنها بنظراته كانها سهام تخترق جسدها تطلعت له باستغراب ولا تعلم ماذا به ؟!
ولكنها تفاجئت بأقترابه منها فتراجعت للخلف بزعر وخوف عيناه تسلب الحياة تراها لاول مرة
رأها امامه بعدما فعلت به المحال لم يتمالك اعصابه ورفع يده على عنقها يضغط عليها بقوة لينهى حياتها كما حطمت قلبه
حاولت آية التملص من بين يده ولكنها لم تستطع فيده قوية للغاية ضربته على معصمه حتى يعود للواقع ولكن لم يفق
رفعت عيناها تتأمله لعلها تكون اخر اللحظات بينهم هل ستقتل على يد محبوبيها ؟!!!!
هل ستكون النهاية بين العاشق والمعشوق ؟
هل اوشك الفراق ؟
اما اشرف الندم على الانتهاء ؟!!

error: