رواية احفاد الجارحي بقلم/آيه محمد رفعت

الحلقة العشرون
تخشبت محلها حينما تطلعت له لا تعلم من هو ولكن يكفى طالته الطاغية
أقترب منها عتمان بتعجب فكان يرمقها بنظرات متفحصة لحجابها الذي يراه لأول مرة فخرج صوته المزلزل كالبركان :أنتى مين ودخلتي هنا أذي ؟!!
أرتبكت آية فجاهدت لخروج الكلمات ولكنها فشلت فى الحديث
هبط ياسين من الأعلى ليتفاجئ بوجود عتمان الجارحي والصدمة الكبري وقوفه معها
كذلك دلف يحيى ورعد من الخارج ليبتلع ريقهم بخوفاً شديد
عتمان بصوتاً مرتفع غاضب ؛
مش بكلمك أنتى مين
فزعت آية من صوته المرتفع ثم قالت بتوتر “أنا الخادمة الجديدة
صدم ياسين من ردها حتى أنه هبط مسرعاً ليتحدث ولكن منعه يحيى بأشارة يده أن الأمور ستكون على ما يرام
عتمان بغضب :
طب والله كويس أنك بتتكلمي كنت فاكرك خرسه غوري أعمليلي قهوة
كبتت دموعها ثم أنصرفت على الفور حتى لا تهوى دموعها أمام الجميع
أطبق على معصمه بقوة كبيرة أرد التحدث دون خوف من نفوذ الجارحي ولكن نظرات يحيى له من أوقفته كالمعتاد


بمكتب عز
كان يعمل بأحتراف على مجموعة كبيرة من الملفات لأقتراب زفاف فيتفرغ لمعشوقته فكم تمنى أن يأتي هذا اليوم التى تصبح ملكاً له
فزع عز حينما فتح باب المكتب على مصراعيه فوقف بغضب جامح ليرى من يجرء على فعل ذلك ولكنه صدم حينما وجد حمزة أمامه وعيناه مفعمة بحمرة الغضب
عز بستغراب:فى أيه يا حمزة ؟!!
أقترب حمزة منه ثم وضع أمامه صورة قائلا بصوت محتقن :
تعرف البنت دي
كان عز يتابع نظرات عيناه فقال بسخرية :عامل كل دا عشان صورة وبنت
فألتقط الصورة لتحل الصدمة عليه فيكف عن الحديث
حمزة بشك :
سكت ليه ما تتكلم تعرفها ولا لا ؟
وضع عز الصورة على المكتب ثم رفع عيناه لحمزة قائلا بهدوء معاكس :أيوا أعرفها يا حمزة بس ليه الأسئلة دي ؟!
جلس حمزة على المقعد ونظرات الحقد والكراهية زرعت بعيناه له فقال بصوتاً مزوع بالكره :
كنت واثق أن كلامها صح أنت عملت كل دا لما عرفت أني بحبها أنت وأخوك طبع واحد أستحالة هتتغيروا
عز بغضب جامح :حمزة خد بالك من كلامك بدل ما وربي أكون دفنك هنا
حمزة بسخرية “
هتدفنى عشان بقول الحقيقة بمجرد ما عرفت أنى حبيت البنت دي دخلت فى حياتها وياريت بطريقة كويسه بالعكس قذرة ذيك وسبتها لما عرفت بحملها بس يا ترى يارا عرفت ؟!!
عز بتماسك :أخرج بره
حمزة بعند :
مش هخرج يا عز
أتى أدهم على الفور عند علمه من السكرتيرية بالجدال الحادث بين عز وحمزة
أدهم بستغراب :فى أيه يا حمزة ؟
لما يجيبه حمزة وظل يتأمل عز بغضب ثم خرج على الفور
أدهم بعدم فهم :
فى أيه يا عز
زفر عز بغضب ليتأكد لديه نوايا تلك الفتاة اللعينة


بقصر الجارحي
جلسوا جميعاً بالقاعة يتبادلون الحديث بأمر زفاف يحيى وعز
فكانت الصدمة حليفة يحيى من سعادة والده بالزفاف وحديثه على توالى ما يلزمه ليكون بصورة تليق بعائلة الجارحي
لم يكن ياسين معهم كان تفكيره بتلك الفتاة لم يرد لها أمراً هكذا هى زوجته بنهاية الأمر وليست خادمة بقصر الجارحي
أرد معاقبتها على ما تفوهت به ولكنه تحل بالصبر لسفر جده مرة أخري لأيطاليا
دلفت الخادمة بالمشروبات فتعجب عتمان لعدم أحضار تلك الفتاة لها فقال بغضباً جامح للخادمة :أنا طلبت منك تجيبى حاجة
الخادمة برعب :
لا يا فندم
عتمان بعصبية شديدة :الا طلبت منها هى الا تلتزم بالكلام
بدل ما أطردك أنتى وهى
الخادمة بخوف :
حاضر يا فندم
وتوجهت سريعاً للمطبخ تخبر آية بما قاله عتمان الجارحي
نظرات خوفاً من ملك ويارا ورعد ويحيى من ردة فعل ياسين فهو لم يخشى جده من قبل ولكن سيكون الدمار حليف الجميع أن علم بأمر زواجه تلك المرة
أتت آية بخطوات مرتباكة تكمل ما كانت تفعله الخادمة لتفزع حينما تستمع لصوته الملل بالموت :أظن أنى طلبت من حضرتك القهوة بس واضح أنك مريضة طب ما تخليكي فى بيتك أحسنلك
ضغط على المقعد بغضباً جامح أرد الحديث وتعنيفه على تصرفه معها فخرج صوته الملتزم بهدوء مصطنع :
ما حصلش حاجة لكل دا
ثم أشار لها قائلا بحذم كأنه يتحدا عتمان الجارحي بنفسه :_روحى شوفى شغلك
أنصاعت له وغادرت على الفور تحت نظرات دهشة من عتمان وأحمد الجارحي


بمنزل تالين
كانت تتحدث بالهاتف قائلة بتوتر :يا فندم حاولت والله بس عز طبعه مختلف
أيوا عملت كدا فعلا قولت لحمزة على كل حاجة
حاضر
وأغلقت الهاتف سريعاً حينما إستمعت لدق الباب فتفاجئت بعز يقف أمامها بطالته المخيفة بعص الشيء
تالين بأرتباك :
عز
اتفضل
وبالفعل دلف عز ثم جلس وضعا قدما فوق الأخري بتعالي وكبرياء قائلا ببرود :حلو الا عمالتيه مع حمزة دا بجد عجبني
تطلعت له بدهشة ليسترسل حديثه فائلا بلا مبالة :
بس عادي أنا هعدهولك بس عندي شرط صغير عشان أعدي غلطاتك الكتيرة دي وأنتي عارفة عز الجارحي عقابه عامل اذي
إبتلعت ريقها برعب ثم قالت بخوف شديد :شرط أيه
وقف عز بشكل مفاجئ مما دب الرعب بقلبها فترجعت للخلف بفزع فتقدم منها بعين كفيلة بنقل الخوف لجسدها
عز بصوتا كالرعد :
أبعدي عن طريقي والأ ورحمة أمي لأكون دفنك مكانك وأنتى عارفة كلامي كويس أنا ممكن أتغاضى عن أي أسلوب رخيص عملتيه بس الا جاي صدقيني مشفتهوش بأوسع احلامك
وجذب جاكيته ورمقها بنظرة أخيرة مرعبة ثم خرج لسيارته قبل أن يقتلع عنقها بيده


حل المساء ومازال بمكتبه ينتظر قدومها ولكنها لم تأتى فتوجه للقصر وتفكيره بها يزداد
دق هاتفه برقماً مجهولا مرة أخري فزفر بغضب حمالا أياه بصوتا غاضب :أنت عايز أيه ؟
المتصل :
عايز أكشف عيونك لحاجات كتير يا أدهم
أدهم بسخرية وهو يتابع القيادة:والله مستغني عن خدمات سعاتك
كاد أن يغلق الهاتف ولكنه تخشب حينما أستمع له يقول :
تعرف أني بشفق عليك عايش وبتفكر أنهم ليهم عليك فضل أو معاملة عتمان ليك بشفقة لكنك تستحق معاملته لأنك بيربطك بيه رابط قوى جدا
مسالتش نفسك ليه بيعملك كدا رغم أن القصر كان ملأن خدم بأولادهم
بدء الشك ينزع بقلب أدهم فلا طالما طرح تلك الأسئلة على خاطره ولكنه يفضل الصمت
اكمل المتصل حديثه قائلا :أنت نقطة ماضي عتمان الجارحي لأنك من صلبه حفيد من أحفاده
صدمة حلت عليه ليوقف السيارة بشكل مفاجئ فصدرت صوت مسموع قائلا بغضب شديد :
الكلام الا بتقوله دا كدب كله كدب
المتصل بهدوء:_بالعكس دا الحقيقه أنت حفيد عتمان إبن بنته الوحيدة رحاب الجارحي الا هو دايما متحفظ بأسمها لو عايز تتأكد من كلامي تقدر تشوف بنفسك تاريخ ولدتك وتاريخ اختفاء رحاب من القصر كمان فى نقطة مهمة والدتك أقصد الست الا ربيتك مكنتش متجوزة من الأساس فكر فى كلامي كويس حتى أسمك هو لأبوك الحقيقي وعلى فكره هو موجود ومامتك عايشه بس محدش يعرف طريقهم غير عتمان الجارحي والعبد لله الا بيكلمك لو عايز توصلهم هساعدك مقابل مساعدتك ليا
وأغلق الهاتف ليتركه بعاصفة تكاد تقتلع قلبه المعصوف
حتى أنه قاد سيارته بسرعة جنونية فتعرض لحادث بسيط


بقصر الجارحي
صعد عتمان لغرفته ليرتاح قليلا فتوجه ياسين للمطبخ لأول مرة بحياته يدلف لذلك المكان المخصص للخدم لأجلها رأها تجلس بجانب منعزلة عن الجميع ترتل الأيات القرانية بصوتا يخلع القلوب حتى قلبه عصف بعاصفة من صوتها
أقترب منها ياسين ثم جلس لجوارها أرضاً يستمع لها بخشوع وتمعن لصوتها الراقى ليفق على فرقاً بينها وبين روفان
أنهت قرأتها لتجده بجوارها نظرت له بصدمة وأرتباك لتذكرها أخر تصرف منه
فقطع صمتها قائلا بصوتا هادئ :ليه قولتي كدا ؟
آية ببسمة غامضة تخفى شعورها بالآم :
قولت الحقيقة يا ياسين بيه أنا هنا كنت فى مهمة وخلصتها فأكيد دي هتكون مكانتي
ياسين بغضب :أسمى ياسين بس
رفعت عيناها اللامعة بالدموع قائلة بصوتا متقطع يجاهد للثبات :
أرجوك سبني أفوق نفسى من الوهم الا عايشه جواه أنا غلطت وبعاقب نفسي عشان مغلطش تانى وأحبك من جديد
تطلع لها بملامح متخشبة ينجح ياسين الجارحي دائما برسمها ولكنه بالحقيقة فى صراع مع قلبه بقلم آية محمد رفعت صراعاً يحاربه لأجلها
خرج صوته الغير مبالي بها قائلا بحذم :أطلعى غيرى هدومك
آية بستغراب :
ليه ؟
ياسين بجدية وتحذير :_قولتلك كذا مرة كلامي يتنفذ بدون نقاش
أنصاعت له ثم توجهت للخروج ولكنها توقفت على طرب أسمها الذي يترنم بين ترنيم شفتيه نعم ردد أسمها
أستدارت لتجده يقترب منها ويقدم لها المصحف الشريف فهى ألتهت بالحديث وتركته على الطاولة
تناولته منه بذهول وعيناها تتفحص تلك العينان الهادئة فتفشل فى فهم هذا الغامض
وضعت عيناها أرضا ثم صعدت لغرفتها وأبدلت ثيابها لفستان باللون السكري وحجابا بنفس اللون وهبطت للأسفل بخوف من مقابلة عتمان الجارحي مجدداً


بغرفة أحمد الجارحي
دلف يحيى بعدما أستمع أذن الدلوف ليجد أبيه يتابع عمله على الحاسوب
أحمد وهو يتابع عمله :تعال يا يحيى
أكمل يحيى طريقه للأريكة المقابلة له ثم جلس يراقبه بعيناه
فقطع أحمد نظراته بشك :
فى أيه
يحيى بتصنع الهدوء “فى الحقيقة فى سؤال محيرني وجيت أساله لحضرتك
أحمد بستغراب :
سؤال ايه دا ؟
صمت يحيى قليلا ثم قال :حضرتك كنت رافض فكرة جوازي أنا وعز من يارا وملك مش غريبة سر السعادة الا على وش حضرتك دي لا وكمان بتحضر كل حاجة خلصة بالجواز بنفسك
إبتسم أحمد لذكاء إبنه الملحوظ فيحيى يشبهه لحد كبير فأغلق الحاسوب ثم توجه للجلوس على مقربة منه قائلا بهدوء ؛
لأني كنت غلطان جواز ملك ويارا من حد غير عيلة الجارحي يعنى أننا هيكون معنا ناس أستحاله نثق فيهم على أملاكنا وخاصة حصة يارا من التركة لأن ياسين ليه ثروة كبيرة بعيد عن أملاك جدك
صدم يحيى من تفكير والده الدنيء فلم يتمكن من الحديث فكيف يجيبه وأن كانت إجابته تحمل الأهانة لأب مثله فأنسحب قائلا ببرود :تصبح على خير
وغادر يحيى صافقاً الباب بقوة جعلت أحمد يعلم ما يجول بخاطره
هبط يحيى للأسفل ليجد آية تجلس بخوفاً شديد
أقترب منها بتعجب :
أنتى خارجه ؟
آية بحزن :مش عارفه
يحيى بتعجب :
نعم مش عارفه أذي !!
آية :ذي ما بقولك ياسين قالي أغير هدومي ولما سألته ليه
قاطعها يحيى بتأفف :
متكمليش أنا عارف طبعه
أقترب يحيى ثم جلس على مقربة منها ثم قال :بصى يا آية ياسين طباعه صارمه شوية بس من جواه حد مختلف تماماً أنا عايزك تستحمليه الفترة دي وأنا والكل هنحاول نساعدك
آية بحزن :
مش عايزة أفرد نفسي عليه
يحيى “فين دا هو حد طلب منك حاجة ذي كدا
هبطت يارا قائلة بسعادة :
ايه الجمااال دااا
خجلت آية ثم قالت بلهجة مرتبكه :أنتى الأجمل يا يارا
يارا :
عيونك جميلة عشان كدا شايفاني جميلة
دلفت ملك من الخارج قائلة بتسليه لعدم وجود أحدا فهى لم ترى يحيى الجالس خلفها :الله يارا وآية يبقا ولعت بقولكم أيه سبكم من جو الزعل والنكد الا بيجي من الرجاله دا
يارا :
كحكح ملك
ملك بعدم مبالة :جدك وعمك فوق وأنا أتاكدت بنفسي المهم آية أنتى النهاردة تسبيلي نفسك هعملك حتة سهرة بس أبوس أيدكم بلاش سيرة عز ولا ياسين ولا أي مخلوق ذكر من هذا القصر المنحوس عايزين جو هادئ كدااا
أتاها صوته من خلفها :
وأحنا بقا الا بنعكنن الجو الهادئ دا
تطلعت له ببسمة كبيرة تخفى ما تفوهت به ثم ترجعت للخلف وجلست لجوار آية ويارا قائلة بغضب :عيب كدا يا بنات دا أبيه ياسين وأبيه يحيى عسسيسسل
تطلع لها بغضب لتضرب مقدمة رأسها بشكل تلقائي قائلة بطفوليه :
أوبس يحيى هو أسمه يحيى
أنفجرت آية ويارا من الضحك فقالت يارا بسخرية :ناس مش بتيجي غير بالضرب على القفا
آية بأبتسامة تلاحقها :
حرام يا يارا دي ملك عسل
ملك بغضب :عسل أيه دانا هبثا حتة برطمان مخلل عسل برضو بس للفرجة بس
نجحت تلك الفتيات فى رسم البسمة على وجهها
ولكنها كفت عن الضحك عندما هبط ياسين بطالته الجذابه فكان يرتدي سروال أسود اللون وقميص أبيض اللون ضيق يبرز عضلات جسده مصففاً شعره البني الغزير بأحتراف تتابعه رائحته المميزة المملؤءة للمكان فكان مميز عن الجميع
ياسين بهدوء وهو يشير لها :
يالا
وبالفعل تقدمت منه آية بخوف فلا تعلم إلي أين ستذهب معه أتابعته بخطوات بطيئه ولكنها كفت عن الحركة حينما توقف ياسين لنداء يحيى له
فأشار لها بالدلوق للسيارة فأكملت طريقها لها أما هو فوقف لرؤية ماذا يريد رفيقه ؟
يحيى بخوف:على فين يا ياسين
تطلع له قليلا ثم قال بهدوء :
من أمته السؤال دا
يحيى “حاسس أني معتش فاهمك عشان كدا بسألك
ياسين بغموض :
متخافش يا يحيى الا فى دمغك دا مش هيحصل سلام مؤقت
وغادر ياسين لسيارته التى استقباله السائق بفتح بابها سريعاً
تتابعته نظرات يحيى إلى أن أختفى من القصر فقال بصوتاً خافت :خلعت من سؤالي بطريقة ذكية مفيش فايدة فيك يا ياسين
ثم دلف للداخل ليجد يارا وملك يتبادلان الحديث السرى بصوتاً منخفض فعلم أنهم يتحدثوان عن الزفاف فأنسحب لغرفته
بعد قليل دلف حمزة وعلى وجهه معالم الجدية التى لا تحتمل أي نقاش فتوجه ليارا قائلا بغضب :
يارا تعالي عايزك
يارا بستغراب :فى أيه يا حمزة
حمزة بغضب وهو يجذبها بالقوة :
قولتلك تعالى معيا
وضغط على يدها بقوة أوجعتها فصرخت به ليتركها حتى ملك طلبت منه تركها ولكنه لم يستمع لها
توقف فجاءة عن السير حينما وجد عز أمامه يوزع نظراته بغضب بينه وبين يد يارا المعصورة بين يديه فقال بثبات عميق :سبها
حمزة بتحدى :
وأن ما سبتهاش هتعمل أيه
أتاه الرد حينما لكمه عز بقوة أسقطته أرضا فجذب يارا حتى لا تسقط معه يتأمل معصمها فيزداد غضبه فتجه لحمزة حتى يريه ما فعله ولكن يارا حالت بينهم سريعاً قائلة بدموع :لا يا عز سيبه
وقف حمزة سريعاً ثم رد اللكمة له صرخت ملك فهبط يحيى سريعاً ورعد القادم من الخارج صف سيارته بأهمال وركض للداخل مسرعاً ليجد عز مشتبك مع حمزة بخناقاً يرأه لأول مرة
تدخل رعد على الفور وحال بينهم بينما يحيى وقف يتطلع لهم قائلا بغضب جعل الجميع يكف عن الحركة :
لا برافو عليكم والله أخلاق عالية وقفتوا ليه كملوا
عز بغضب :الحيوان دا فاكر أن خلاص مبقاش حظ يقف له
يحيى بحذم :
أخرس مش عايز أسمع صوتك
حمزة بعصبية :بقيت حيوان عشان كشفتك على حقيقتك القذرة بس خفت يارا تعرفها فوقفتني
يحيى بصدمة :
حقيقة ايه يا حمزة ؟
حمزة بسخرية :حقيقة أن أخوك مدورها مع بنت زباله ذيه للأسف أتخل عنها أول ما عرف أنها حامل منه
صفعة قوية هوت على وجه حمزة فتطلع أمامه بصدمة ليجد أخاه بهيبته الطاغيه
رعد بحذم وجدية لا تحتمل نقاش :
أعتذر
حمزة :هو الا
قاطعه قائلا بصوت مزلزل :
قولتلك اعتذر فورا
أنصاع حمزة له وضعاً عيناه أرضا :أسف
ثم غادر مسرعاً لغرفته
وتبقت نظرات يحيى الشبه لشرارت الجحيم فقترب من أخيه قائلا بسقزاز :
هتفضل ذي مأنت وسخ مستحيل هتنضف أبدا
عز بحزن :صدقني يا يحيى الكلام دا مش صحيح أنت فعلا شربت من وراك لكن كلام حمزة مش مظبوط
يحيى بغضب :
مش عايز أسمع صوتك ولا حتى أسمى يتردد على لسانك الزفر دا جوزك من يارا تنساه مقبلش أنها تكون لواحد ذيك
عز :يحيى أنا
قاطعه بحذم :
غور من وشي أصل وقسمن بربي أنسى أنك أخويا وأقتلك بأيدى
حزن عز كثيراً ثم غادر من القصر بأكمله فأقترب رعد من يحيى قائلا بهدوء :أهدى يا يحيى مش كدا الله
يحيى بسخرية :
بعد الا سمعته وعايزني أهدا أنت متخيل حجم الكارثة دي لو جدك ولا عمك عرف
يارا بدموع :عز معملش كدا يا أبيه يحيى البنت دي كدابه
تطلع لها رعد ويحيى بصدمة من معرفتها بكل ذلك فقال يحيى بستغراب :
أنتى كنتى عارفه يا يارا
وضعت عيناها ارضاً ببكاء ثم قالت بثقة :عز حكالي عن كل حاجة وأن واثقه فيه عز مستحيل يخوني يا أبيه البنت دي كدابه عشان خاطري متوقفش جوازنا ولا تعرف ياسين
أقتربت من يحيى لعلمها بما يخطط فعله :
أرجوك يا أبيه يحيى بلاش ياسين يعرف
يحيى بصدمة :يارا فوقي عز متغيرش لسه ذي ماهو
يارا :
لااا عز أتغير البنت دي مش سهلة عايزه تعمل مشاكل عشان تخده مني
شدد على شعره الغزير كمحاولة لتهدئة غضبه فتقدم منها رعد لمعرفته بغضب يحيى :خلاص يا يارا محدش هيجيب سيرة لياسين أطلعى دلوقتي أوضتك
تطلعت له بدموع قائلة برجاء :
عشان خاطري يا أبيه رعد ياسين لو عرف هيفرقنا عن بعض وأنا ممكن أموت من غير عز
رعد بتفهم :عارف يا يارا أطمني يحيى مش هيتكلم ولا حمزة
تطلعت ليحيى برجاء فتألم قلبه لتجربة ما هى به فأشار لها أنه لن يتحدث فصعدت لغرفتها تحاول الوصول لعز بالهاتف
أما ملك فتقدمت من رعد قائلة بدموع :
ليه رفعت أيدك على حمزة
رعد بغضب :مش وقته يا ملك أطلعى أنتى كمان على اوضتك
ملك بغضب :
ليه هتضربني أنا كمان بدل ما تحتويه بتمد ايدك عليه
ثم أكملت بدموع :أحنا مالناش غيرك دلوقتي انت لينا الأب والأم وكل حاجة كان المفروض تسمعه للأخر وبعدين توجهه للصح مش تمد أيدك عليه
رعد بتحذير “
ملك على أوضتك قولت
ملك بعند :مش هطلع غير لما تسمعني حمزة ممكن يكون غضبان لما عرف ان عز رجع لعادته القديمه فتوجع عشان يارا كلما عارفين انها اقرب صديقة له أنت اتقبلت غضبه بطريقة مش صحيحة
تدخل يحيى على الفور لمعرفة ما ينوى رعد فعله حينما صد حمزة بصفعته
جذبها يحيى قائلا بهدوء :
ملك رعد مغلطتش أطلعى أوضتك وبعدين نتكلم
ملك بصدمة :حتى أنت كمان يا يحيى !!
لمع الدمع الذي مزق قلب يحيى بعيناها فقال بحزن :
يا حبيبتي صدقيني الموضوع مش مستهل
جذبت ذراعيها من بين يده بالفوة قائلة بدموع :مش مستهل لانه حمزة مش حد تاني
وتركته مذهولا وصعدت لغرفتها
تطلع يحيى لرعد الذي جلس على الاريكة بأهمال محتضن رأسه بيده فنضم له وجلس لجواره يفكر بحل لتلك الكارثة
قطع الصمت رعد قائلا بحزن :
وبعدين يا يحيى هنعمل أيه ؟
يحيى :أنا دماغي هتوقف من التفكير مش عارف أي خالني أنزل معاكم على هنا
رعد :
دا وقته شوف حل للمصايب الا نزله فوق دماغنا دي
يحيى بتفكير :أنا حاسس أن فى حاجة غلط فى الموضوع دا
رعد بعدم فهم :
أذي
يحيى :_هقولك بس الأول أعرف من حمزة أيه الا بيربطه بالبنت دي .


بسيارة ياسين
كانت تنظر للطريق بخوف شديد وأزداد عندما توقفت السيارة أمام منزلها
تطلعت له بدمع يلمع بعيناها ورجفة تنتفض بجسدها خشية من أفتضاح أمر زواجها لوالدها
لم يرى ياسين دموعها فهبط من السيارة قائلا بحذم :أنزلي
هبطت وقلبها يكاد يتوقف من الخوف كيف ستواجه والدها بحقيقة زفافها لمساعدته هل ستخبره بأمر خداع ياسين لهم ؟!!
وقفت تتطلع له وهو يتحدث مع السائق فعلمت أنها الفرصة الملائمة للهرب من تحطيم قلب عائلتها فتقدمت للعبور للجانب الأخر ثم بدءت بالركض
تعجب ياسين عندما لم يجدها بجانبه فوقعت عيناه عليها وهى تركض بزعر كمن رأت شبحاً أسرع بخطواته خلفها حتى يوقفها
جذبها بالقوة حينما كادت أن تفتك بها السيارة التى تعبر للجانب الأخر معنفاً أياها بغضب :
أنتى مجنونه
آية ببكاء:أيوا مجنونه لما قبلت أساعدك ومفكرتش برد فعل أهلي لما تقولهم الحقيقة
ياسين بستغراب :
ومين قالك أني هقولهم حاجه ؟!
آية بندهاش :_أمال أنت جايبني هنا ليه ؟!
تطلع لها بغضب ثم شدد على شعره كمحاولة بكبح عصبيته التى ستفتك بتلك الحمقاء جذباً إياها للمنزل وهى تنظر له بذهول وأستغراب إزادد حينما أقترب من السائق وحمل حقيبة مزينه باللون الأبيض فحمل السائق حقيبة كبيرة وصعد خلفهم للأعلي
دق الجرس ففتح محمد لتزف السعادة بقلبه حينما يرى إبنته فأحتضنها بسعادة
دلف ياسين خلفها ثم طلب من السائق ان يضع الحقيبه أما هو فأحتفظ بحقيبة الصغيرة بيده
أتت دينا وصفاء ليرحبوا بها بشكل يلائم لقلوبهم المشتاقة لرؤيتها


عاد أدهم للقصر ثم دلف مسرعاً لغرفته يهدء من غضبه حينما أخبره أحداً من رجاله أن تلك السيدة التى قامت بتربيته لم تتزوج قط بعد التحريات التى جمعها عنها من بلدتها
جن جنونه ولم يستطيع كبح غضبه فتوجه لغرفة ياسين ليعاونه على الوصول للصواب ولكن لم يجده فأخذته قداماه لغرفة عتمان الجارحي .


بمنزل آية
بعد أوسع الترحبات جلسوا جميعاً بغرفة الضيوف يتبادلان الحديث المرح خاصة ياسين ودينا تحت نظرات تعجب آية الغير مهودة لهذا الغامض
دينا :أخس عليك يعنى تسافر أنت وهى أيطاليا وانا لا طب كنتوا خدوني حتى بشنطة السفر
أنفجر ياسين ضاحكاً ثم قال :
عيب مش قمتك الشنطة أنا لسه راجع مصر هظبط شوية حاجات كدا بالشغل وأوعدك أنك هطلعى معنا أنتى وعم محمد
محمد بأبتسامة رضا لأختياره ياسين :الله يخليك يابني أحنا كدا تمام اوي نروح بلد منعرفش فيها حد
دينا :
لاااا أنا جييه
آية:هههه بعتينا بسرعة كدا
دينا :
دي ايطاليا ياختى
صفاء :سبك منها يا حبيبتي وقولي لي عامله أيه
آية بخجل :
الحمد لله يا ماما
صفاء بصوتا منخفض لم يستمعه سوا آية لأنشغال ياسين ودينا بالحديث :مالك يا قلبي وشك أصفر ليه كدا أنتي تعبانه
آية بأرتباك :
فين دا ؟!
بالعكس أنا كويسه كدا وياسين مش مخليني محتاجه حاجه أبداا
صفاء بسعادة :ربنا يبارك فيه هو بين عليه أبن حلال
دينا بصدمة :
داا ليااا !!
ياسين بأبتسامة جميلة :أيوا ليكي عشان تعرفى تتكلمى برحتك مع يارا
دينا بفرحة :
دا جمييل اووي شوفتى يا ماما اللاب الا كنت عايزة أجيبه ياسين جابهولي
محمد “ليه التعب دا يابني
ياسين :
ولا تعب ولا حاجة يا عمى دينا ذي يارا وربي يشهد بكلامي دا
صفاء بسعادة :ربنا يخليك يا حبيبي يارب
سعد ياسين من حديثها فتوجهت نظراته لآية قائلا بنبرة مزيفة :
مش يالا يا حبيبتي
دينا بغضب ؛_ نعممم انتوا لسه جاين
ياسين بأبتسامة مكر :براحة يا عم عبدو دانا بختبر صوتي بس
دينا :
أه بحسب
ياسين ببسمة جذابه :لا خدي راحتك
صفاء بسعادة :
يالا يا دينا نحط الأكل
ياسين :مش هقدر والله
محمد بحذم :
لا مش هيحصل هتأكل معنا يعنى هتأكل معنا القرار طلع من عند أم آية خلاص
ياسين بأبتسامة مرحة :خلاص هنأكل ونحلى كمان
صفاء بفرحة:
طب هقوم احط الأكل
وتوجهت صفاء للمطبخ وأتابعتها دينا قائلة له :متعملش حاجة باللاب الا لما اجي عشان اتعلم
ياسين ببسمة هادئة :
متخافيش هستانكي
دينا :قشطة
انفجر ضاحكاً علي تلك الفتاة ثم تودد بالحديث مع محمد بشأن رعد ودينا فرحب محمد كثيراااا وخاصة بأنه يعرف رعد من قبل رؤية ياسين
&***************&
بقصر الجارحي
بغرفة يارا
حاولت الوصول لعز ولكنه لم يجيبها فبكت كثيراً وبعثت برسالة لعله يرحم هذا القلب ويجيبها
“أنا واثقة فيك يا عز أرجوك ترجع أنا هموت من غيرك ”
وضعت الهاتف لجوارها وسمحت لدموعها بالأنهيار
دلف رعد للغرفة ثم جلس لجوارها قائلا بحزن :
وبعدين يا يارا هتفضلي كدا لحد ما ياسين يرجع ويكشف كل حاجه
يارا ببكاء :مش قادرة يا أبيه خايفه عليه اووي أنا أكتر واحده مجروحه خايفه الولد دا يطلع أبنه فعلا ورغم كدا واقفه جانبه ورافضه أبعد
رعد بهدوء:
مش عارف اقولك أيه يا يارا بس أنا اوعدك انى هفضل جانبك وهساعدك على طول
أبتسمت يارا بسعادة ثم أحتضنته قائلة بفرحه :ربنا يخليك ليا يارررب أحلى أبيه فى الدنيا
رعد بسخرية ؛
أه هبقا احلى ابيه لما اخوكي يعلقنى من رقبتى على باب القصر
يارا :_ ههههه متخفش هخلي ابيه يحيى يساعدك
رعد :انا مش خايف غير من يحيى دا بالذات يالا ربنا يستر هساعدك وامري لله يالا نشوف حمزة
يارا بسعادة :
يالا
وتوجهوا لغرفة لحمزة


بغرفة ملك
دلف يحيى ليجدها تقف بالشرفة والدمع حليف عيناها
فقترب منها والحزن يخيم عليه قائلا بحب :لسه بتبكي برضو ؟
تطلعت له ثم جلست على الأريكة قائلة بغضب :
وأنت يهمك فى أيه
جلس لجوارها قائلة بستغراب :يهمني اوي يا ملك وانتى عارفه
صمت قليلا حينما لمح نظرات الغضب منها ثم قال :
يا ملك رعد عمل كدا عشان جدك وبابا بالقصر تفتكري كدا لو جدك سمع كلام حمزة كان ايه هيكون مصير عز ويارا
صمت قليلا تفكر باقتناع لما تستمع إليه فأكمل قائلا :الله اعلم إذا كانت البنت دي صادقة ولا بتتبلي علي عز بس ساعتها كان تصرف جدك محدش يتوقعه جايز كان هيكتفى بمعاقبة عز وجايز كان لغى جوازه بيارا وفرض عليه جوازه من البنت دي صحيح انا اخوه بس مقدرش اظلمه غير لما تتاكد إذا كانت حامل منه صحيح ولا وسيلة عشان تدخل عيلة الجارحي ذي غيرها
ملك بندم :
أنا مفكرتش كدا
يحيى :عارف يا حبيبتي عشان كدا طلبت منك السكوت لان رعد صح بس أنتى غلطتى فيه وهو أخوكي الكبير وخايف على مصلحتكم لازم تعتذري
رفعت عيناها له قائلة بفرحة لوجوده بحياتها :
هعتذر حالا
واسرعت ملك للخروج لتعتذر عما بدر منها بينما ظل يحيى بمكانه يتطلع لها بعشقا جارف


بغرفة عتمان الجارحي
دلف أدهم للداخل بدون أذناً للدلوف نعم كسر قواعد عتمان الجارحي ولكنه مجروح لا يعلم ان كان هذا الرجل يتحدث الصدق ام لا ولكن من المؤكد بأن عتمان يخفى شيء ما
شعر عتمان لحركة بالغرفة فستيقظ على الفور ليجد أدهم أمامه
وقف يتطلع له بذهول وغضباً محى بمجرد رؤية الخدوش على وجهه
عتمان بلهفة :أدهم أيه الا فى وشك دا
تطلع له أدهم بصمت ثم قال :
أنا بعتذر يا فندم اني دخلت هنا بدون اذن بس كنت حابب أعتذر من حضرتك وأقدم استقلتي من الشركة كمان هسيب القصر
عتمان بصدمة :ليه يا أدهم حد زعلك فى حاجة ؟!
أدهم بثبات :
لا يا فندم بس قصر عتمان بيه ميشرفوش يعيش فيه واحد بلا أب ولا أم معندوش هوية
عتمان بزهول ؛أيه الكلام دا
أدهم بمكر :
دي الحقيقه يا عتمان بيه مسؤالة القصر الا ربتني معندهاش أولاد لانها متجوزتش أصلا واضح أنها كسبت فيا ثواب وربتنى انا حبيت أقولك قبل ما أسيب القصر بكرا عن أذن حضرتك
وغادر ادهم تارك عتمان الجارحي بصراع قوى بين كشف الماضى وبين السر الخفى وراء مجهولا مؤلم


بمنزل آية
تناول ياسين الطعام ثم جلس لجوار دينا يعلمها على كيفة استعمال اللاب
كانت آية تتابعهم بنظراتها السريعة له نعم كانت سعيدة لرؤية سعادة أختها ولكن الخوف بقلبها لعرض ياسين زواجها برعد هل عليها الحديث بما تعيش به ام الصمت ولكن رعد شابا مثاليا لها فشغل تفكيرها عتمان الجارحي
انتهت السهرة وهبط ياسين وآية للسيارة فجلست لجواره بخجل ومجاهدة لخروج الكلمات التى خرجت بعد عذاب قائلة بهدوء :شكراً
ياسين :
مش عايز أسمع الكلمة دي تانى مفيش زوجة بتشكر زوجها
آية بتعجب وهى تردد الكلمات بسعادة :زوجها !!
تطلع لها ياسين قائلا بسخرية :
أمال انا مين واحد من الشارع !! لو تحبي أطلعلك عقد الجواز معنديش مانع
أنفجرت آية ضاحكة قائلة بأبتسامة تلاحقها :_لا مش لدرجادي
تاه ياسين بأبتسامتها ولكنه تغلف بالبرود وتطلع أمامه بصمت
لم تحزن ايه ومنحته فرصة كما طلب منها يحيى ليس ضعفاً منها ولكن لحب بقلبها له


علمت دينا بتقدم رعد لخطبتها فسعدت كثيرااا ولا تعلم ما سر السعادة ولكنها شعرت بأنه كتب لها وكتبت لها لتبدأ يوميات العنيدة والمغرور


وصلت سيارة ياسين
فهبط للداخل فأتبعته آية بسعادة ستقلب لجحيم لمن يراقبها بالأعلى رأها تخرج من سيارة ياسين خادمة بسيارة فاخرة ؟!!!
زرعت الشكوك بقلبه فسعد لتدمير علاقة ياسين الجارحي بعتمان وضحيته تلك الفتاة فهل سيتمكن الدنجوان من انقاذها ؟؟
ها قد أوشكت رحلة الغموض والتشويق على الأقتلاع فعلى جميع المتابعين الأستعداد للتحليق ب

error: