رواية احفاد الجارحي بقلم/آيه محمد رفعت

الفصل الثالث والثالثون
عاد الجميع للقصر وتبقى رعد وأدهم لجوار عز ….
لم تستطيع الحديث فصعدت للأعلى بخطى تكاد تكون متزنة …تشعر بأنها فقدت الحياة….تأملها ياسين وهى تصعد الدرج كالدمية المتحركة بلا روح فحزن للغاية …..لم يرد رؤيتها هكذا ….هى له الأبنة والشقيقة هى روحه ومذاق الحياة …..
أخفض عيناه على يد رفيقه المدودة على كتفيه فلا طالما كان نعم السند والعون لبعضهم البعض …..تطلع له ياسين بصمت فخرج صوت يحيى المفعم بالأمل :هنعديها يا صاحبى
أكتفى ياسين ببسمته البسيطة لرفيقه …ثم توجه للقاعة الداخلية للقصر ….فتوقف يتأملها بستغراب …
بداخل القاعة
كانت تجلس لجوار أحمد الباكى ، فشلت رحاب فى كبت دمعات شقيقها ولكنها لم تفشل ….
أحمد بدموع :
إبنى مش فاكر مراته ولا فاكرك يا رحاب ….خايف حالته تسوء وميفتكرنيش أنا كمان
آية بثقة :ان شاء الله خير يا عمى وبعدين كل ده خير لحضرتك
تطلع لها احمد بأهتمام فأكملت بصوتها الرقيق :
يمكن دا أختبار من ربنا عشان تقربله ، صلى وأدعيله ان ربنا يشفى إبنك …ساعات بيحطنا فى مواقف كتيره عشان نسجود ونقول يارب وهو أكيد مش هيخذلنا ولا هيردنا مكسورين ..
سقطت دمعة من عيناه على ما اقترفه فى حياته من معاصى …نعم لم يسجد قط لله …..لمعت عيناه بشرارت من كره لنفسه التى زينت له طريق الدنيا فنسى الله …نسى الملك الذي لا يموت….نسى اليوم الذي سيقف بين يديه يحاسب على ما أرتكبه فى دنياه ….
حتى رحاب أستيقظت من غفلتها التى طالت لسنوات ….


صعد يحيى لغرفته يتوق لرؤيتها ، فوجدها تنام بعمق على الفراش…التعب بدى عليها ……أقترب منها بعدما خلغ جاكيته ليتمزق قلبه حينما وجدها تحتضن جاكيته ….نعم هى أخبرته من قبل أنها لم تستطيع النوم بعيداً عن أمان أحضانه …… جلس لجوارها يتأملها بحزن ، فجذب الجاكيت من بين أحضانها ثم ضمها لصدره بحزن وأشتياق …….
ظل يتأملها كثيراً إلى أن غفل هو الأخر…………


صعدت آية لغرفتها بعدما نجحت فى بث الأمان بقلب أحمد …دلفت لتجد الغرفة فارغة …بحثت عنه كثيراً فلم تجده ..دلفت للمرحاض بستسلام حينما لم تعثر عليه ….فأبدلت ثيابها لقميص قطنى قصير بعض الشيء ثم أرتدت أسدال أبيض اللون جذاب فخرجت تؤدي صلاتها المحببة لقلبها …نعم شعرت أنها بأنها بحاجة للقاء الله فذهبت له بدون أي وقت….. يفتح أبوابه لعباده …..


بالمشفى
على الأريكة المقربة للشرفة
كان يتمدد رعد بحرية، هائما بحديث معشوقته الساحرة نعم يسعد حينما يثير غضبها ….
حزنت دينا لمعرفتها ما حدث لعز
رعد بحزن :أدعيله يا دينا
دينا :
أن شاء الله هيقوم بالسلامة بس بلاش تزعل نفسك عشان خاطري
رعد بنبرة ساحرة وصوت منخفض :خايفه عليا ؟
خجلت دينا ولم تستطع الحديث فأكمل بمشاكسه :
نفسى أشوف شكلك وأنتِ مكسوفة كدا
دينا بغضب :رعد الله
أبتسم بصوت منخفض فالغرفة ليست له فقط ، فقال من بين إبتساماته :
هتصدقينى لو قولتلك أنك نبض قلب رعد ..
توقفت عن الحديث وأبتسمت بوجه متورد خجلا …
رعد بمشاكسه :دينا
دينا :
امم
رعد بخبث:ألو سمعانى ؟؟؟
دينا بصوت محتفظ بنبرة الخجل :
معاك
رعد ببسمة مكر :مأنا عارف أنك معيا ..معيا طول ما قلبي لسه بينبض
دينا بتوتر وأرتباك جعله يبتسم بشدة :
أحترم نفسك بقا على فكرة عز مش ميت أكيد سامع كلامك دا هيقول أيه عليك شكلك بقا وحش اوي أنت فى أيه ولا فى أيه !!
كفت عن الحديث عندما إستمعو لتلك الكلمة الصادمه لها ….بحبك …..
صمتت كأنها تعى ما تفوه به نعم زفها لها كثيراً ولكنها تشعر مع كل مرة كأنها تستمع لها لأول مرة
أسترسل حديثه بمشاكسه :صحيح أنتِ مجنونه بس بجد بموت فيكِ
دينا بغضباً جامح:
مين دي الا مجنونة !!!!
وضع يده على رأسه الغزير ببسمة حب ثم ترك العنان لسقوطه على الأريكة والهاتف بين أحضان يده يستمع لمشاكسته ويضحك بحب ثم تلمع شرارة العشق برومادية عيناه كأنه بعالم ليس به سواه ومشاكسته العنيدة …….
على بعد قليل منه
كان يجلس على المقعد المجاول لعز ….وبيده الهاتف يتحدث مع معشوقته هو الأخر …
شذا بخجل :أنت لسه صاحى
أدهم بنبرة متيمة :
معرفش أنام من غير ما أسمع صوتك …
شذا بمكر :أنت خبيث على فكرة انا مكلمتكش فى التلفون قبل كدا غير مرة واحده بس بعد كتب الكتاب لأنى أكيد مش هغضب ربنا بكلامى معاك غير لما تكون جوزى
أدهم بهمس :
وبقيت
خجلت شذا فتعمدت تغير الحديث قائلة بخجل :هو عز مفقش
أدهم ببسمة مرح ؛
عز واخد مسكن ينومه 30 يوم
شذا :اه عشان كدا بتتكلم برحتك
اتاها صوت رعد قائلا بمشاكسه :
بس أنا موجود يا دومي
جذب أدهم الوسادة ثم القاها عليه بغضب قائلا بصوت منخفض :خلصت مكالمتك وهتفوق عليا
رعد بخبث :
أخس عليك مش أخلاقى …
أدهم :_ طب يا خويا ورينى عرض كتافك
رعد بخبث :ما بلاش العرض هتتعب أنت مش قدى
أدهم بغضب :
رعد
إبتسم قائلا بغرور :أوك رعد الجارحي هيتكرم ويتوزع بره شوية لحد ما تخلص محاضرة غرامك
أدهم بسخرية :
دا شرف كبير والله منك
رفع وجهه بأشارة الملوك فلما لا فهو رعد الجارحي المتعجرف من وجة نظر حوريته….
خرج رعد من الغرفة ثم خرج لحديقة المشفى يخطو بسعادة كلما تذكرها فأخرج هاتفه يكمل حديثه مع عنيدته …….


بقصر الجارحي
أنهت آية صلاتها ثم توجهت للفراش بأرتباك لعدم صعوده لغرفته فالوقت صار متأخر للغاية ….شغل تفكيرها ما حدث لعز فأنقبض قلبها ….أسرعت لهاتفها فألتقطته برعشة تسرى جسدها خوفٍ من أصابته بشيء ما ……


بمكان منعزل عن المساكن ….
كان يجلس بغضب شديد عندما علم ما حدث ….
فرجال ياسين الجارحي تمكنوا من الوصول لمخبأه السري فأوقعوا عدد مهول من رجاله حتى أنهم أشعلوا النيران بالسيارات الخاصة بهم ….وما زاد غضبه أضعاف رسالة ياسين له المكتوبة بخط يده بورقة بجيب ذراعه الأيمن …الذي تفاجئ به ملقى أرضاً أمام الكهف المختبى به الآن …
“أنت بدءت الحرب وأنا هعرف أذي أنهيها …لو كنت فاكر تغير مكانك هيسهل هروبك من تحت أيدى فالجواب أدمك ….
ياسين الجارحي…..”
ألقى نعمان الورقة أرضاً بكره شديد فأستدار لوالده الذي قال بحقد لهم :قولتلك يا نعمان ياسين مش سهل ..
نعمان بعضب جامح :
هقتله ورحمة أمى لخلص على عيلة الجارحي كلها وهتشوف بنفسك …
إبراهيم بزعر :لااا رحاب وأخوك لا
نعمان بحقد دافين :
مش أخويا فاهم مش أخويا والست دي الا أنت أتجوزتها على أمى والا بسببها ماتت من حسرتها هتدفع التمن وغالى أوي
إبراهيم بصراخ :لا دا أخوك يابنى هتقتله اذي …
أقترب منه نعمان بعيناه المشعة بالشر الذي نجح إبراهيم بزرعه به :
أخويا دا بيساند أكبر عدو ليا عشان كدا هو عدوى
حاول إبراهيم أن يقنع إبنه بترك أخيه ولكن لم يستطيع فشرارت الجحيم أصبحت غشاوة تعزله عن العالم بأكمله …


بقصر الجارحي …
هبطت للأسفل مسرعة تبحث عنه بأرتباك وخوف يكاد يفتك به ، فدلفت لغرفة مكتبه لتجدها فارغة بدء الدمع يلمع بعيناها فخرجت للحدائق الخارجية للقصر ….
خطت بخطى سريعة تبحث عنه كالمجنونة …شعرت بتوقف نبضات قلبها لعدم رؤيته ……أفكار بشعة طاردتها فجعلتها تبكى بشدة …بدءت تتنفس ببطئ حينما وجدت سيارته تدلف لساحة القصر …ركضت آية بسرعة جنونية فهلع ياسين لرؤيتها تسرع ناحية السيارة ، فأمر السائق أن يتوقف على الفور فتلك الحمقاء على وشك خسارة حياتها ….
هبط ياسين ثم توجه لها مسرعاَ ليحيل بينها وبين اصطدمها بالسيارة التى توقفت على الفور …
عنفها بشدة قائلا بغضب جااامح :أنتِ مجنونه عايزة تموتى نفسك وأذي تجري كدا نسيتى الا فى بطنك ….
كانت بعالم أخر تنظر لعيناه ببسمة ودموع تشع على وجهها لرؤيته على قيد الحياة …لا يعنيها غضبه تنظر له بتشبع لقسمات وجهه وعيناه القاتلة …تلك العينان التى تنجح بأسرها ….
تعجب ياسين من بكائها وبسمتها بآنٍ واحد فحملها بين ذراعيه لشعوره بعدم قدرتها على التحرك ….
صعد للغرفة ومازالت متشبسه برقبته ….
أنزلها ياسين بحذر ثم قال بغضب :
ممكن أفهم أيه الا عملتيه دا ؟!
خرج صوتها المتقطع من البكاء قائلة بعتاب :ليه مش بترود عليا …
لم يفهم ماذا تقصد ؟!ولكنه تطلع ليدها الحاملة للهاتف فعلم الآن ما سر فزعها …
قالت بصوتٍ باكى :
أنا كنت هموت من القلق عليك مش متصورة أنى ممكن أعيش يوم من غيرك …
مزق بكائها قلبه فقطعها قائلا بصوتِ حنون بعدما أزاح دموعها بأصابعه المذهبة :_ أنا
قاطعته قائلة بدموع:سبنى أتكلم ..
أنصاع لها وتنازل عن كبريائه الملازم له ….
خرج صوتها أخيراً قائلة بدمع حارق كُبت كثيراً :
أنا كنت بموت ميت مرة لما افكر أنك ممكن تتخلى عنى كنت عارفة أنى مؤقته فى حياتك …..
رفع يديه ليلامس وجهها فقربها من عيناه لتلتمس صدق حديثه قائلا بعدما ترك للنظرات وقت تتشبع بالأخرى :مش هيحصل يا آية
ثم تطلع لبطنها قائلا بصدق :
مش عشان أنك حامل منى بالعكس أنا بخاف عليه عشان هو جزء منك ….أنتِ عشقى وحياتى كلها ….
ظهرت البسمة من وسط دموعها قائلة بخجل :أنا بحبك أوى يا ياسين
أحتضنها بقوة كادت أن تفتك بجسدها الهزيل بين جسده القوى
قائلا بهمساته الساحرة :
أخيراً نطقتيها …
إبتسمت بخجل حتى أنه أختبأت بين ذراعيه حينما تطلع لعيناها فأبى أن يخجلها أكثر من ذلك يكفى أنها تمردت على خجلها لتعترف بحبها …..


مرء الليل الكحيل وسطعت الشمس بأشعتها المذهبة ….
تسللت من فراشها ، ثم القت نظرة على رحاب الغافلة لجوارها فلم تأبي تركها بمفردها بالأمس …
خرجت يارا لغرفة عز القديمة قبل الزواج …فدلفت تتاملها ببكاء وصوتِ فقد للحياة ….
تفاجئت بيداً ممدوة على كتفيها فستدرات للتفاجئ بأحمد الجارحي …
أحمد بحزن :_هيرجع يا بنتي بس متعمليش فى نفسك كدا …
سمحت لنفسها بالانهيار فأحتضنها أحمد لأول مرة فشعر بأنها إبنته بالفعل من دمه ……ندم كثيراً حينما كان يتعامل معها بجفاء ….
فأبتسم بفخر لأختيار ياسين بتلك الفتاة التى ابدلت تلك العائلة بأكملها …..


بغرفة يحيى
تسللت الشمس لتيقظها ففتحت عيناها لتتلتقى بعيناه القرمزتان …
أبتعدت عنه ملك سريعاً فعتدل بجلسته ..
ملك بغضب :أنت بتعمل أيه هنا !!!
يحيى بهدوء :
هكون بعمل أيه يعنى
ملك بعصبية :أنا قولتلك ألف مرة تبعد عنى أنت أيه مبتفهمش
يحيى بغضب وصوت كالرعد جعلها تنكمش من الخوف :
قولتلك ميت مرة صوتك دا ميترفعش عليا ..
بكت ملك ووضعت عيناها أرضاً تحاول أخفاء دموعها ، فزفر بغضب ليتحكم بأعصابه …
رفع وجهها لتتقابل مع عيناه قائلا بهدوء :ليه مصممه تهدى الا بينا يا ملك ؟!
ملك بدموع :
أنا يا يحيى ؟!
أنا بهد الا بينا عشان نفسي أخلف منك
بعد يده عنها ثم شدد على شعره المتمرد على عيناه فيجعله ملك متوج على عرش الوسامة ….
خرج صوته بعصبية شديدة وهو ينهض عن الفراش :معتش غير السيرة الزفت دي أنتِ خلاص بقيتى مملة بجد …
وتركها يحيى ودلف للمرحاض ليغتسل ..
أما هى فتحجرت الدموع بعيناها لكلماته ماذا يعنى ؟!
أفازت فتاة أخرى بقلب معشوقها فتمكنت منه ؟؟
تركت ملك الغرفة و تحركت بصدمة للأعلى لم ترى شيء سوى احلامها المبعثرة ، لن تحتمل رؤيته مع أحداً أخر ….
صعدت بقدميها التى تؤخذها للأعلى سطح القصر لم تشعر بشيء سوى بكلماته التى تشبه الخنجر المسنون ….وقفت تنظر للأسفل كأنها ترى والدتها تناجيها أقتربت من حافة القصر وهى كالمغيبة ….
خرج يحيى من المرحاض بسرواله الاسود خرج لينقى قميصاً يناسبه …
توقف للحظات بل تخشب فستدار على الفور ليراها من شرفته تقف على حافة الموت ، ذبح قلبه فألقى بقميصه أرضاً وهرول للاعلى بزعر يردد أسمها بصراخ فخرج ياسين من غرفته مسرعاً ليرى ماذا هناك ؟!
اتابعه عتمان واحمد وآية والجميع ….
صدمت آية عندما وجدتها توشك على القفز فبكت يارا بشدة وهى تصرخ هى الاخرى بأسمها …
عتمان بحذم مصطنع:
ملك ارجعى هنا فوراً
لم تستمع له فقط تخطو للخلف خطوات وعيناها تتأمل يحيى بدموع …
ياسين بهدوء :ملك أسمعينى أي كان الا وصلك للقرار دا فأكيد تفكيرك غلط
لم تستمع له وظلت تتراجع ليصرخ يحيى قائلا بزعر :
ملك بطلى جنان
قالت ببكاء حارق :أنا أبقى مجنونة لو فضلت لحد ما أشوفك لغيرى
وزع يحيى نظراته بينها وبين المسافة القليلة المتبقية لهلاكها فرفع يده لها قائلا برجاء :
أيه الكلام الفاضى دا
اشار له ياسين بنظرة فهمها وهو مسيرتها بالحديث فيستغل الفرصة ليصعد من الجهة الأخرى ويتمكن من الامساك بها …
قالت بدموع وهى تتراجع للخلف بظهرها حتى لا تري عمق المسافة فتتراجع بقرارها :أنت اتغيرت اوى يا يحيى أكيد فى حد فى حياتك
أبتلع ريقه بخوفٍ شديد ثم قدم يده لها قائلا بصوت يكاد يكون مسموع :
أنا محبتش ولا هحب غيرك يا ملك بلاش الجنان دا هاتى أيدك عشان خاطري ..
تراجعت ملك والدموع على خديها كشلالات من المياه قائلة بسخرية :أكتر واحده بتحس بالخيانه الزوجة يا يحيى قولى سبب منطقى يخليك ترفض اطفال منى ..
صدم عتمان واحمد والجميع..
فأقترب يحيى بحذر قائلا بدمع اوشك على الهبوط لتقربها من الموت :
ملك أنا بعشقك صدقينى الا بتفكري بيه دا مجرد وهم مفيش فى حياتى أغلى منك …عشان خاطري هاتى أيدك …
بكت ملك كثيراً وهى تطلع ليده فكدت أن تناوله يدها ولكن حديثه تردد بأذنيها …
أستغل ياسين شرودها ثم جذبها بقوة فوقعت بين ذراعى يحيى الواقف أرضاً أحتضنها بخوف شديد فبكت بقوة ….
جذبها عتمان من بين احضانه ثم هم لصفعها على ما أرتكبته ولكن معشوقها لم يحتمل فجذبها خلف ظهره لتسقط تلك الصفعة على وجه يحيى …
صدم الجميع وعلى رأسهم ياسين وتعالت شهقات يارا وبكاء ملك ….
زهل عتمان لعشق أحفاده الذي فاق حدود القوانين …
فلم يعلق وغادر بصمت ….
تطلع أحمد لأبنه بفخر ثم هبط هو الأخر …
أما آية فخجلت لعدم ارتداء يحيى قميص فهبطت …
اتابعتها يارا لتتوجه لرؤية معشوقها المعذب …
أقترب ياسين من ملك قائلا بهدوء لتقديره ما تمر به :مش كل قرار هيكون حله الموت يا ملك …
ثم هبط هو الأخر ليترك لهم المجال ..
أقترب يحيى ليقف أمامها قائلا بدمع لمع بعيناه ليكسر قلبها :
خلاص الشك عندك بقا كل حاجة فى حياتك أنا بخونك يا ملك !! أنا !!
أسترسل حديثه بصراخ :ليه ديما بتستغلى أنك نقطة ضعفى ليييه
تطلع لها بغضب يختاز عيناه فجعل لونهم قاتم ….
توجه للهبوط قبل ان يخسر ما تبقى بعقله …
توقف محله حينما أستمع لبكائها
ملك بدموع وهى تسقط أرضاً بأهمال :
متسبنيش يا يحيى متسبنيش
أستدار لها بعدما ألعن هذا القلب اللعين الذي يخضع لها بستسلام …فأنحنى ليكون مقابلا لها …رفع وجهها بيده يتأمل عيناها بصمت ….
ملك بدموع :_أنا أسفة ..
أزاح دموعها بأنامله الحنونة ثم مال بجسده ليحملها بين ذراعيه فستكنت بسعادة لأجل تمسكه بها ….
هبط بها يحيى للغرفة ثم وضعها على الفراش بصمت رهيب ..ألتقط قميصه ثم أرتداه وصفف شعره الغزير ثم غادر الغرفة بهدوء قاتل ……
أما هى فبقيت على فراشها تعاتب نفسها على ما أرتكبته …


بغرفة يارا
أرتدت ثيابها ثم هبطت للأسفل مسرعة للقاء به فأوقفها ياسين قائلا بهدوء :على فين يا يارا ؟
يارا بدمع يلمع بعيناها :
هروح أشوف عز
ياسين :مش قولنا نستنا شوية لحد ما يعرف الدكتور يحدد حالته …
يارا ببكاء :
مش هقدر أستنا يا ياسين
ياسين بتفهم :حاسس بيكِ يا حبيبتي بس وضع عز مش سهل معنى نسيانه لعمتك أنه فاقد جزء كبير من ذاكرته أي غلط ولو صغير ممكن يبوظ الدنيا
أسرعت بالحديث قائلة بلهجة تملأها الحزن :
هشوفه من بعيد صدقنى مش هعمل حاجة تأذيه
أحتضنها ياسين وقلبه يتمزق على شقيقته ….


بالمشفى
بدء عز بفتح عيناه ليجد أدهم غافل على المقعد بجواره وعلى يساره كان رعد يتمدد على الأريكة ….
حاول القيام ولكن لم يستطع فمازالت الجراحه تسيطر على قواه ….
تطلع لأدهم بتعب شديد ثم جاهد للحديق قائلا بصوتٍ خافت :أدهم
أدهم
ادهم بنوم :
عز أنت فوقت ؟!
إبتلع ريقه الجاف قائلا بصوت يكاد يكون مسموع :عايز ميه
أسرع أدهم بسكب المياه ثم قدمها له مسرعاً بعدما قام بحمله …
أرتشف عز المياه ثم ساعده أدهم على الأسترخاء بوضع الوسادة خلف ظهره ….
شعر رعد بحركة بجانبه ففتح عيناه الرومادية الساحرة ببطئ ليعتاد على نور الغرفة ….
استقام بجلسته قائلا ببسمة بسيطة :
صباح الخير
أدهم :صباح النور
عز بتعب :
رعد
أتجه إليه رعد سريعاً ليرى ماذا هناك ؟
عز بتعب شديد :تالين عامله أيه ؟
رفع رعد عيناه بصدمة لأدهم فهنا أتضح كل شيء له …فخرج صوته المجاهد للحديث :
كويسه يا عز أرتاح أنت ..
دلف حمزة ليقطع حديثهم فشكره رعد كثيراً بداخله ليهرب من اسئلة رعد ….
حمزة بابتسامة شاسعة لرؤية عز مستيقظ:وأنا اقول نور الاوضة ساطع ليه …
عز بتعب :
انت جيت يا وش المصايب
حمزة بغضب :حتى وانت بتموت لسانك طويل ..
ادهم بستغراب :
أيه الا فى أيدك دا ؟!
حمزة بغرور :دا اكل قولت اكيد جعانين انت والواد رعد
أستغل رعد انشغالهم بالحديث ثم خرج من الغرفة والصدمة على قسمات وجهه ….
ليتفاجئ بيحيى وياسين ويارا
ياسين بستغراب لرؤية تعبيرات وجهه :
فى أيه ؟
أقترب منهم رعد والحزن على وجهه فتحل بالصمت قليلا ليتحدث يحيى بقلق :عز كويس ؟
رعد :
اطمن يا يحيى عز كويس بس حصل حاجة غريبة كدا ولازم تعرفوه
ياسين بحذم :متتكلم يا رعد
رعد بأرتباك من وجود يارا :
طبعاً أنتوا عارفين بالعلاقة الا كانت بسن تالين وعز
تطلع له يحيى فخرج صوتها الخائف من سماع مجهول مؤلم :ليه بتتكلم عن الموضوع دا
رعد بحزن :
عز قالى قبل كدا انه اتعرض لحادث وهى كانت معاه بس اصابته كانت خفيفة خدش براسه
تطلع يحيى لياسين بصدمة فالآن بدءت الخيوط تتضح للجميع ….
أنهرت يارا من البكاء فكيف لزوجة أن تتحمل أخرى بحياة زوجها ….


بدءت تالين بأستعادة وعيها شيئاً فشيء ….كأنها شعرت بأن هناك امل لدلوف حياة عز الجارحي من جديد…..
بغرفة عز
دلفت يارا بعدما تمكنت من السيطرة على نفسها للداخل ، فأشار عز لأدهم بأن زوجته هنا صدم ادهم ،حزن الجميع ، تمزق قلب يارا ولكنها تحلت بالقوة وأقتربت من الفراش قائلة ببسمة بسيطة:حمد لله على سلامتك يا
صمتت قليلا تبتلع تلك الغصة المريرة فتطلعت لياسين لتستمد قوتها فسترسلت حديثها بقوة :
يا أستاذ عز
عز ببسمة بسيطة :مرسي
ثم تطلع لرعد قائلا بستغراب :
تالين فين يا رعد مش قولت انها كويسه
تطلع رعد لياسين أما يحيى فتوالى امر يارا المحطم قلبها من قبل معشوقها …
أشار له ياسين له بالهدوء واتباع خطته …
رعد بعد تفكير :تالين كويسه اول ما تفوق هتيجى تشوفك اكيد
يحيى بخبث :
قولى يا عز أيه الا حصل معاك
عز بتعب :_عملت حادث بالعربية يا يحيى تالين كانت معيا وأنا أتلبخت بالكلام معها ومكنتش مركز بقلمى آية محمد رفعت بالطريق ..
تطلع أدهم ليارا بحزن فكانت تكبت دمعاتها بصمود ولكنها لم تستطع فخرجت من الغرفة سريعاً فأتبعها أدهم على الفور
أخبر ياسين الطبيب بضرورة نقل عز للقصر حتى يكون بأمان …
رفض الطبيب لوضعه ولكن مع اصرار ياسين قام بنقله بحذر شديد بعدما أخفى الخدم كل المتعلقات الخاصة بوجود يارا بحياته ….


بغرفة تالين
أستعادة وعيها مع صدمة كبيرة بفقدان جنينها ، بكت كثيراً ولكنها حسمت الامر بأن حياتها قد صارت دمارا……بكت تالين وحاولت القيام لتلجأ لرب غفور رحيم ….أستطعت بعد محاولات كثيرة الوقوف على قدميها …
دلفت الممرضة مسرعة تعاونها فطلبت منها بدموع ان تساعدها للوضوء …. وبالفعل عاونتها على ذلك …فوقفت تصلى بخشوع بعد كثيراً من الذنوب ….
انهت صلاتها ثم جلست على الفراش بتعب شديد تتذكر ما مرء بحياتها …فقطع شرودها دلوف يحيى الجارحي …
تطلعت له بستغراب فجذب المقعد وجلس أمامها قائلا بتوتر :_أنا عارف أنك ساعدتنا كتير محتاج مساعدتك للمرة الاخيرة …
رفعت عيناها له بأنتباه لتستمع لما سيقول …


بقصر الجارحي
عاون أدهم ورعد عز لتمدد على الفراش بوجود احمد وعتمان الجارحي بعدما تلقوا تعليمات ياسين للتعامل معه فكان منهم التعاون لسلامته …..


بغرفة يارا
كانت تبكى بحزن لم ترى له مثيل بكت لشعورها بأنها خسرت معشوقها للأبد …….
دلفت آية للداخل بدمع يلمع بعيناها على رفيقتها …جلست لجوارها بحزن شديد …..قائلة بخفوت :عارفه اد أيه أنتِ موجوعه يا يارا بس صدقينى الصبر حلو عز هيفتكرك ..
رفعت عيناها التى تشبه عين ياسين ولكنها منطفأة بفعل الحزن قائلة بخيبة أمل :
ولو مفتكرنيش يا آية ؟
آية بثقة :عمر القلب ما ينسى نبضه يا يارا
رفعت يدها ومسحت دموعها قائلة بقوة :
أمسحى دموعك وخاليكى قوية حاربي عشان عز يرجعلك متستسلميش بسهولة فكري كويس لو دا كان حصل معاكِ عز كان هيعمل ايه ؟
لمع كلامها برأسها فكفت عن البكاء واستمعت لها بأنصات …
كان يتابعها بسعادة لرؤية زوجته الحنونه مع الجميع تلك الفتاة تثيره بشخصيتها البسيطة …
دلف ياسين للداخل فوقفت يارا أمامه تعلن له موافقتها على السماح لتالين بدلوف حياة عز ….
كان قرار صعب للغاية ولكنها نجحت فى اختياره ربما ستخسر قلبها او سيتحطم ولكنها ستفعل المحال لأجل سلامة معشوقها …


بغرفة يحيى
دلف لغرفته حينما أخبرته رحاب أن ملك بغرفتها منذ الصباح حتى أنها لم تتناول طعامها ….
دلف الداخل فوجدها تجلس على الأريكة كالجثة الهامدة بلا روح ولا حياة …
تأملها يحيى بصدمة لأول مرة يرأها بتلك الحالة ….
يحيى بخوف :ملك
رفعت عيناها تنظر له ببسمة من وسط دمعاتها الخائنة لها …
اسرع يحيى لها قائلا بزعر :
فى أيه ؟
تطلعت له بصمت ثم رفعت يدها على صدره موضع القلب قائلة بدموع تحطم القلوب :قلبك دا من دهب يا يحيى أنا مستحقوش ..
لم يستوعب ما تقول فجذبها من معصمها قائلا بخوف :
عملتى أيه تانى يا ملك
تطلعت له قليلا ثم قالت بدمع يلاحقها :أنت الا بتعمل فيا على طول يا يحيى أنت الا بتخلينى أكره نفسي على طول ديما بظن فيك السوء والحقيقة بتكون غير كل تخيالاتى .
يحيى بعدم فهم :
انا مش فاهم حاجه
توجهت ملك للخزانة الخاصة بالغرفة فوقف يحيى والخوف يحتل قسمات وجهه فقال بغضب مخادع حينما فتحت الخزانة :أنتِ أيه الا خالكى تفتحى الخزنة
ملك بدموع :
لسه بتحاول تحمينى من الصدمة أنا خلاص شوفت التحاليل وعرفت الحقيقة الا أنت بتحاول تخبيها ورا قناع المسؤلية
أد اية كنت غبية أوي لما فكرت أنك ممكن تخونى
أقترب منها يحيى ثم جذب منها الاوراق قائلا بلا مبالة :ميهمنيش كل دا أنا بحبك يا ملك أفهمى بقا
ملك بدموع :
أنا مكسورة اوي يا يحيى مش هكون أم أبداً ولا هشيل حتة منك
يحيى بثبات :أنتِ كلى يا ملك كل حياتى مش عايز أي حاجة من الدنيا غيرك أنتِ
ملك بدموع :
أنت ذنبك أيه
يحيى بصوتِ مرتفع للغاية :كفايا بقا يا ملك ليه ديما بتربطى الا بينا بطفل أنا بحبك أنتِ فاهمه
بكت بين احضانه ليشدد عليها بأحتواء ثم اخراجها لتقابل عينه قائلا بجدية وحذم :
أوعى يا ملك الا حصل الصبح دا يتكرر تانى أنا بكره الضعف متخلنيش أتخل عن نقطة ضعفى لو كسرتنى فاهمنى يا ملك
أشارت له برأسها فبتسم بهدوء وقبل أن يتفوه بكلمات عشقه تفاجئ برعد يدلف الغرفة بغضب جامح
رعد بصراخ :أيه الا سمعته دا أنتِ أتجننتى عايزة تموتى كافرة
تخبأت خلف حصنها المنيع بخوف وأرتجاف ، فأشار له يحيى بالهدوء قائلا بحذم :
رعد أهدا الموضوع خلص
رعد بسخرية :أختى كانت عايزة تنتحر وتقولى أهدا
دلف ياسين على صوتهم المرتفع فجذب رعد للخارج قائلا بتحدير:
تعال معيا يا رعد
وبالفعل استطاع اخراجه بسهولة من الغرفة …


بغرفة عز
كانت تتأمله بحزن كم ودت البكاء بين احضانه ….كم ودت أن تشكو قسوة قلبه له ……..
بدء فى التململ بفراشه فخرجت يارا سريعاً …..


بغرفة مكتب ياسين
رعد بصدمة :أيه ؟
ياسين بحزن :
ذي ما سمعت ملك مش هينفع تحمل لأن الجنين هيكون خطر كبير على حياتها
رعد بزهول :كل دا يحيى كان شيله
ياسين ببسمة بسيطة :
يحيى جبل يا رعد اقوى واحد فينا بقوة التحمل
قطع الحديث دلوف حمزة ومعه تالين
حانت اللحظه الحاسمة للقاء بعز …..سيعزف قلبه بعشق جارف فيظن انه لها ام سيكون لنبض القلب رأي أخر ؟؟!…….
ماذا ستخطط ملك وهل ستجبر يحيى عن التخلى عن نقطة ضعفه ؟!
مجازفة……اختبار عشق….رابط قوى……فراق……..لقاء….خطط….أسرار..

error: