رواية احفاد الجارحي بقلم/آيه محمد رفعت

الفصل الرابع والثلاثون
بغرفة عز
دلفت تالين بخطى بطيئة للغاية ، الخوف والتوتر حليفها ، نعم مرت عليها لحظات كانت تريد الفوز به ولكنها الآن لم ترد شيءٍ ……
خرج صوت عز المتعب قائل ببسمة بسيطة :تعالى
وزعت نظراتها بين يارا ويحيى بخوف ثم تقدمت لتجلس على المقعد المقابل له ….
عز بصوت متعب :
أنتِ كويسة ؟
أكتفت بالأشارة له برأسها فأبتسم بخفوت …لم تحتمل يارا رؤيتها معشوقها يتحدث مع أخرى فخرجت سريعاً من الغرفة …..
ركضت لغرفتها والدمع يتوزع على وجهها بحزن ….رأها أدهم فتبعها على الفور ……


بغرفة آية
كانت تجلس مع شقيقتها المشاكسة …..فهى كانت على تواصل يومى معها …..محور أسرار آية …….
سعدت كثيراً حينما أخبرتها بتغير ياسين ……فتلك المشاكسة تحب رؤيتها سعيدة ….
جلست معها بعض الوقت ثم توجهت للخروج من الغرفة لتتفاجئ “بياسين” أمامها ….
ياسين” بسمة زادتها وسامة على وسامته .“دينا” أيه المفاجأة الجميلة دي
دينا بغرور مصطنع :
طبعاً مش أنا يبقا مفاجأة جميلة …
تعالت ضحكات “ياسين” فشردت آية به …..فأكملت دينا حديثها المرح قائلة بغرور :أنا ببقى مفاجأة لأي مكان ….
ياسين بخبث :
واضح أنك بقيتى نسخة من جوزك
دينا بصراخ :لااااا أنا مش مغرورة دانا بهزر يا جوز أختى والله ….
أنفجر ضاحكاً ثم قال من وسط ضحكاته :
لا الموضوع كبير هخلص ال meeting وهرجع أشوف حكايتك أيه ….
دينا بسعادة وصوت منخفض:أكون خلغت
ياسين :
بتقولي أيه ؟!
دينا ” ببسمة مزيفة :لا أبداً ولا حاجه
أقترب ياسين من آية ثم قبل جبينها قائلا ببسمة تفوقه جمالا :
أنا نازل يا حبيبتي عايزة حاجه ؟
رفعت عيناها لتلتقى بعيناه الفاتكة فتطلعت لهم بأرتباك ….طال الوقت بالنظرات وإبتسامات خبث دينا ….نعم هو يعى بمن حوله ولكن أبى أن يخجلها بتأمل تلك العينان المذهبتان ….لعلها تستطيع قرءة بحور العشق المتوهجة ……
إنتبهت آية لضحكات دينا المكبوتة فأبتعدت عنه على الفور فحاولت أخفاء إرتباكها ولكن لم تستطع ……
كان يتطلع لها بعيناه الفتاكة فرأف بحالها حينما أشاح نظراته من عليها موجهاً حديثه لدينا :أنا هنزل وراجعلك تانى نكمل كلامنا
أشارت له ببسمة خبث فغادر بطالته الخاطفة للأنفاس ….وقفت آية كالتمثال تتأمل خطاه …فتح الباب وألقى نظرة أخيرة عليها قبل أن يغلقه إبتسم بسمة ساحرة ثم أغلقه وغادر ….
ظلت تنظر للباب هائمة به ، رائحته تملأ الغرفة فتجعلها كالمغيبة …
أقتربت منها دينا بخبث ثم نغزتها بقوة فأفاقت سريعاً
آية بخجل وأرتباك :
أيه يا بت
دينا بسخرية :أنا الا أيه برضو !!!!
يخربيت كدا ….وأنا الا كنت بقول الا بيحصل فى الهند دا تمثيل طلع فى أمل فى الواقع أهو ….نظرات وقبلات على الجبين يا عم يا عم …
تلون وجه آية بالخجل فأسرعت بالخروج من الغرفة حتى لا تقع فريسة لتلك المشاكسة قائلة بأرتباك :
تعالى يالا مش كنتِ عايزة تشوفى يارا ..
خرجت دينا من الغرفة ثم خطت خلفها قليلا قائلة بسخرية ولم ترى من خلفها :أستنى هنا يا هبلة ..الا يشوفك وأنتِ بتجري ما يشوفكيش من شوية ….يابت أتقلي مش كدا الرجل يقول عليكِ أيه وقعه …
رأت آية من يقف خلفها فأسرعت بالحديث :
دينااا
دينا بغضب :بلا دينا بلا زفت والله واقفة متنحة على أيه ياختى لازم تكونى تقيلة كدا بلا دلع نسوان والله ساعات بحس أنى الكبيرة وأنتِ صغيرة ….
آية بخجل شديد :
كفايا يخربيتك
دينا بغضب :تصدقى أنى غلطانه أنى بنصحك خاليكى كدا سلام
وأستدارت لتغادر فتصنمت محلها حينما رأت رعد يتأملها .عادت للخلف قليلا قائلة لآية بصوت منخفض سمعه رعد :
مش تزمري
آية بغضب :وأنتِ بتعطى حد فرصة يزمر ولا حتى يطبل
دينا بتأييد :
فى دي معاكِ حق
رعد ببسمة خبث :لا بصراحة نصايحك من دهب
خجلت آية لسماع رعد حديث تلك الحمقاء فقالت مسرعة :
عن أذنكم هروح أشوف يارا
وأختفت فى لمح البصر ، تطلعت دينا حولها لتجد الممر خالي فلم يتبقا سواها وهو ..
أقترب منها فتراجعت للخلف بأرتباك فبتسم بتسلية قائلا بخبث :واضح أنك محتاجه نصايح ذيها …
كادت أن تتحدث بغضب ولكنها تحلت بالصمت حينما وجدته على مسافة قليلة منها … تأمل رعد مشاكسته بعشق فكم طال الغياب على ألتقاء العينان …..إبتلعت ريقها بأرتباك فبتعدت عنه على الفور ولكن ذراعيه كانت الأسرع إليها …فحاصرها بينهم بأحكام …
ملامست يده بيدها كانت كالأعصار فوقفت تتأمله بوجه متورد من الخجل …حاولت التملص من بين يده ولكن هيهات …..
دينا بصوت متقطع من الخجل :
سبنى …
إبتسم بخفوت ثم أقترب ليهمس بجانب أذنيها بصوتٍ ساحر:ممكن أجابتى متعجبكيش
تأملته بنظراتِ تحمل الندم لمجيئها هنا …..نعم علمت أنها ستأثر من هذا المتعجرف لا محالة ……
أتى صوت نجأتها من بين براثينه فحمدت الله كثيراً ….
حمزة بستغراب :
رعد بتعمل أيه هنا ؟!!
أبتعد رعد عن الحائط لتظهر دينا المحاصرة بين ذراعيه …فأرتجف حمزة لما أرتكبه …..
حمزة بأرتباك وهو يتراجع للخلف :واضح أن النهاردة هيكون أخر يوم لياا
أكدت نظرات رعد له صحة الحديث ، بينما أستغلت دينا الفرصة وهرولت للأسفل ….فصطدمت بيحيى المتوجه لغرفة يارا ….
دينا بأرتباك :
أسفة ..
يحيى ببسمة بسيطة :لا ولا يهمك…. ثم أكمل بستغراب :أيه الا مخاليكى تجري كدا
دينا بتوتر :ها أصل هو لاااا هى
أنفجر يحيى ضاحكاً ثم قال من بين ضحكاته :
خلاص خلاص فهمت
دينا بخجل :لا فهمت غلط
يحيى بمشاكسة :
طب فهمينى الصح
تطلعت له بغضب فسترسل حديثه قائلا بهدوء مخادع :خلاص عفونا عنك ….
هبط رعد خلفها قائلا بستغراب لرؤية يحيى :
يحيى أنت هنا ؟!!
يحيى بأنتباه لوجوده :والمفروض أكون فين ؟!!
رعد بأهتمام :
مع عز أكيد
يحيى بحزن :عز أخد أدويته ونام بس واضح أن الموضوع مطول …
دينا بجدية :
ربنا يشفيه يارب
يحيى ببسمة صغيرة ؛يارب يا دينا عن أذنكم هطلع أشوف يارا…
دينا :
اتفضل ..
وبالفعل اكمل يحيى طريقه لغرفة يارا بينما أكملت دينا طريقها للخروج …
رعد :أستنى هوصلك
دينا بغضب مصطنع :
مستغنين عن خدماتك
أتابعها رعد للخارج فألتزمت العند وخرجت من الباب الرئيسي ….
غلت الدماء بعروقه لمخالفة حديثه أمام الحرس فصعد لسيارته وقادها بجنون ليقطع عليها الطريق قبل الخروج من أخر بوابة لقصر الجارحي …..
هبط رعد ثم وقف أمامها غير مبالى بالحرس قائلا بصوت ولهجة تسمعها دينا لأول مرة :_اليوم الا هتفكري فيه تكسري كلامى هتشوفى وش عمرك ما شفتيه بحياتك …أنا عدتلك كتير بس دا مش ضعف منى بالعكس شفقة عليكى من غضبي ….
ثم أشار للسائق الذي أتى على الفور وأعتلى سيارة رعد …
فجذبها بقوة أفتكت بمعصمها ثم فتح باب السيارة الخلفى ودفشها بقوة وغضب …
صدمت دينا من ردة فعله ففشلت فى أخفاء دموعها ….
أغلق رعد الباب بقوة فصدح صوته المرتفع ثم أشار للسائق بالانطلاق ….
غادرت السيارة وظل هو بمكانه يتأملها بغضب دافين فلم يجرء أحداً من قبل على آهانة رعد الجارحي …فتلك الفتاة تتعمد أهانته مرات عديدة فنفذت طاقة تحمله ……


بقاعة فاخرة للغاية من يراها يقسم أنها صنعت من الألماس …
كان يجلس عدد محدود من ملوك الصناعات بالدول الأجنبية بعضهم من العالم العربي والأخر من الخارج ….يجلسون بانتباه لحديث عتمان الجارحي ……
تعجبوا جميعاً حينما أخبرهم بأن من وضع قوانين تلك المشاريع العمالقة ليس هو بل حفيده الأكبر هو من أدار تلك المشروعات التى كلفت البعض سنوات أما هو فتمكن من أنجازها ببضعة أشهر … لذا يحق له أن يبدأ تلك الجلسة العظيمة أشاد أحمد أعجابه به فجلس الجميع بتراقب لرؤية هذا الشخص الفائق للذكاء …..
دلف المنشود وأعتلى المنصة بكبريائه المعهود …..ثقته التى لم تتخلى عنه يوم ….صعد ليسلب القلوب من فتيات الشرق والغرب …..وقف على المنصة وأضواء الصحافة تلاحقه كظله …
شرح ياسين المشروعات العمالقة بكلمات قليلة فهو شخص قليل الحديث ….ثم وجه كلمته الاخيرة للجميع وكأنها كخنجر حاد لمن سولت له نفسه ليتحدى عائلة الجارحي قائلا بثقة ….
الحوار مترجم ..
:_لم أفتخر يوماً بمثل تلك المشروعات ولكن فخري الحقيقى هو تجمع عائلتى للوصول إلى ما وصلنا إليه بعد عناء …..لذا من يريد محاربة تلك العائلة عليه التفكير جيداً والا سيكون بعداد الموت والهلاك ……
قال كلمته محددة لنعمان الذي يتراقب التلفاز بحقد وتحدي لكلماته ….فستدعى رجاله وعنفهم بشدة على عدم قدرتهم على تنفيذ خططه المرهونة منذ أيام ولكن كيف لأحد منهم الدلوف لمستنقع الجارحي ؟!!! ….


بغرفة يارا
دلف يحيى ليجد آية وملك لجوارها يحاولان تهدئتها …تحطم قلبه لرؤية حوريته ترسم البسمة الخداعه لأجل رفيقتها …فوقف يستمع لها بأنصات …
آية :مش خلاص بقا يا يارا
ملك بمشاكسة :
خلاص أيه بس يا آية البت معها حق أنا لو حد قرب ليحيى هموته حي أنا بقول يا يارا نخد البت تالين دي ونرزعها علقة موت تقوم الذاكرة رجعه لعز على طول ….ليه بقا عشان هيخاف يكون مصيره ذيها …
إبتسمت يارا بخفوت حتى آية انفجرت ضاحكة …..
أسترسلت حديثها قائلة بكوميديا:من رأيى نحطله بالاكل مقوى الذاكرة جايز ربنا يفتحها عليه
خرت يارا ضاحكة فقالت من وسط ضحكاتها :
يخربيتك انتِ متأكده أنك كنتِ بأمريكا
ملك بغضب :هما بيقولوا كدا
يارا :
هههههههه ماشي ياختى هنزل أجيب شوية تسالى وأجى متمشوش
آية :هنروح فين أدينا اقعدين
يارا :
قشطة مش هتأخر
ملك بصياح ؛هاتيلى شوكلا معاكِ
يارا :
أووك
خرج يحيى ببسمة رضا لوجود الفتيات لجوارها …فتوجه لغرفته يرتاح قليلا …


بغرفة عز
عز بصراخ :ااااه براحة يا حيوان
أدهم بتزمر :
لا بقولك أيه أنا مش الخدمة الفلبينيه الا السيد الوالد أشترهالك ..يعنى تغير من سكات …
عز بألم :براحة دراعى
تأفف ادهم من المهمة المكلف بها من قبل يحيى …وهى مساعدة عز بتبديل ملابسه ….لمعرفته بأن رعد لن يحتمل صراخ عز على عكس أدهم الصبور …فلكل منهم طباعه الخاصة المميزة عن الاخر ..
أدهم :
كدا خلاص تمام ؟
عز بغرور :لسه شعري
أدهم بغضب :
والشاش على رأسك دا
عز بتزمر:خلاص ياخويا ساعدنى بس أتمشى شوية زهقت من قاعدة السرير
أدهم بجدية :
لا يا عز ما ينفعش الجرح لسه
قاطعه عز قائلا بحذم :خلاص يا أدهم مش عايز مساعدتك
أنحاز له ادهم وعاونه على الوقوف فخطى خطوات بسيطة بمساعدته ثم سحب يده قائلا بألم :
سبنى أحاول لوحدى
أدهم :لا مش هينفع
عز ببسمة بسيطة رغم ألمه :
متقلقش أنا كويس …
وخطى عز خطوات بسيطة بمفرده للخارج …


بالأسفل
حملت يارا الأطباق وصعدت للاعلى فتصنمت محلها حينما رأت عز يجاهد للسير …
وضعت ما بيدها ثم هرولت له سريعاً ألتقطت يديه قائلة بصراخ :عز
رفع رومادية عيناه لتلتقى بها ….تأملت عيناه بشتياق …يدها تلامس يده ….تشبعت بعيناه بنظرات سريعة …طالت بالصمت ….أقسمت أنها لو ظلت هكذا لألقت نفسها بأحضانه تاركة خلفها المجهول ……
عاد ياسين من الخارج ، فصعد للأعلى ليجد عز بالخارج فقال بزهول :
عز ؟؟!!
إنتبهت يارا لياسين فتركت يده والدمع يلمع بعيناها …..
فى حين ملامحه الثابته
ياسين بتعنيف :أيه الا قومك من سريرك
عز بهدوء :
زهقت يا ياسين
ياسين وهو يتمسك به :طب تعال معيا
ودلف به ياسين لغرفته ….
جلست يارا ارضاً تبكى بشدة ….كانت على مقربة منه ولم يستطيع التعرف إليها …كيف لقلبه النبض بدونها ؟!!!!
هلع رعد لها فكان متجه ليرى عز قبل الهبوط للعمل …
رعد بفزع :
ياراااا
رفعت عيناها لعينه قائلة بدموع :كنت قريبة منه ومتعرفش عليا
رعد بحزن :
فترة وهتعدى
التمست الصدق بحديثه فقالت برجاء :_يارب يا أبيه يارب تكون فعلا فترة ..
ساعدها رعد على الوقوف …فابتسمت وتناولت الاطباق ثم توجهت لغرفتها بحزن ….


بغرفة عز
ياسين بغضب وهو يشدد على ذراعيه :لو مكنتش جيت بالوقت المناسب كنت اتكشفت
عز بوجع :
اااه أيدى يا ياسين
تركه ياسين قائلا بسخرية :كنت فاكر أن حمزة بس الا غبى طلعت أغبى منه
عز بصدمة :
ليييه بسس ما الخطة ماشية تمام
شدد ياسين على شعره البنى الغزير بغضب جامح ثم قال بسخرية :خطة غبية ذيك
عز بغضب :
مش خطتك دي الله
أقترب منه ياسين فتراجع عز بخوف ثم قال بصوت منخفض :أبوس أيدك انا تعبان ومش حملك
ياسين بصوت كالصقر :
خطتى كانت أنك متفتكرش جوازك من يارا مش تنساها خالص يا غبي فى واحد ينسى بنت عمه الا عاشت معاه كل السنين دي طب لو نسيت جوازك منها كان منطقى شوية مش الغباء الا عملته دا …
عز بتفكير :_ والله معاك حق
تلون وجه ياسين بعداد الموت فأسرع عز قائلا :_ بس كتر خيري كنت لسه مفوقتش من تخدير العملية ومسمعتكش كويس
كبت ياسين غضبه قائلا بصوت منخفض :هعدهالك لما أشوف أخرتها …واوصل للحيوان الا أتجرء يشتغل خاين للكلب داا …
عز بجدية :
ياريت تلقيه بسرعة يا ياسين انا مش متحمل أشوف يارا كدا ..
تفهم ياسين حزنه فهو يعانى مثله لرؤية أخته تعانى …ولكن عليه كشف هذا الخائن المزوع بقصر الجارحي …
رفع يديه على كتفي عز قائلا بهدوء :هلاقيه يا عز عارف أنك بتتعذب والا عملته صعب أوي عشان كدا أنا سلمتك يارا وأنا مطمن لأنك بتحبها بجد محدش يتحمل العذاب دا الا العاشق ..
عز بجدية :
ومستعد أعمل أكتر من كدا عشان أحميها من الحيوان داا ..
تلونت عين ياسين بجمرة من جحيم لذكراه هذا اللعين فقال بصوت كزافات الموت :_هانت مستنى الوقت المناسب لموته …
قطع حديثهم دلوف رعد …


بغرفة ياسين
دلف ياسين فوجدها ترتدي حجابها فأقترب منها بتعجب
قائلا بستغراب :أنتِ خارجه ؟!
آية بزهول :
أنت نسيت معادنا عند الدكتورة ؟
رفع يديه على رأسه بتذكر :أوبس نسيت
إبتسمت آية ابتسامة هادئة :
ولا يهمك
أقترب منها ياسين فحاوطها بذراعيه بحنان قائلا بعشق :ثوانى وهكون جاهز عشان لما البيبي يشوفنى أكون متألق كدا
إبتسمت قائلة بستغراب :
أكتر من كدا
ياسين بمكر :_معاكسه صريحه
خجلت آية فختبأت بين ذراعيه فحتضنها بسعادة …..


بالأسفل
هبطت آية ومعها الفحوصات المطلوبة …فجلست تنتظر ياسين الذي هبط بطالته للساحرة فكان يرتدى سروال أسود اللون وتيشرت أبيض ضيق يبرز عضلات جسده …….
توقف على الدرج حينما صدح هاتفه فأخرجه ليتفاجئ برسالة من عتمان الجارحي تحثه على الذهاب للشركة فى الحال …
زفر بغضب فعلمت آية بأن هناك أمراً ما …فأقتربت منه قائلة ببسمة :مش مشكلة هروح أنا ويارا وبالمرة تخرج من الا هى فيه شوية
ياسين بحذم :
مش هينفع تخرجوا لوحدكم فى الظروف دي …
آية بتفهم :خلاص أبعت معانا الحرس
ياسين :
مش هأمن عليكم معهم
آية بهدوء :_متقلقش علينا لو حصل حاجه لا سمح الله هكلمك على طول …
بعد محادثات آية قبل ياسين بذهابها للطبيبة مع يارا …فشدد بتعليماته على الحرس…وغادر ليرى ماذا هناك ؟
صعدت آية لغرفة يارا فسعدت لخروجها لرؤية الجنين فأخبرتهم ملك بأنها ستذهب معهم هى الأخري …..
دلفت ملك لغرفتها فوجدت يحيى يعتلى الفراش ، وقفت تتأمله قليلا وهى غافلا فلأول مرة لا يشعر بها يحيى لما مرء به من يوماً شاق …فغتنمت الفرصة وأبدلت ثيابها ثم هبطت للأسفل …
صعدت الفتيات للسيارة فأتبعهم سيارتين من أكفئ حرس الجارحي ……


بالمقر الرئيسي لشركات الجارحي
تفاجئ الجميع بهذا الشاب الوسيم بذيه المخالف لملابسه الدائمة بالعمل ….
فكان أصغر مما عليه …..
دلف لمكتب عتمان فوجده يجلس بتعبيرات قاسية ..على جواره كان يجلس أدهم و رعد ورحاب الباكية وأحمد الجارحي …
ياسين بستغراب :أيه سر التجمع دا ؟!
عتمان :
أكيد تجمع مش خير
ياسين بخفوت :فى أيه ؟
أحمد :
إبراهيم المنياوي
ياسين بثبات :ماله ؟!!
رحاب بدموع :
مكنتش متوقعه أنه وسخ اووي كدا
ياسين بعدم فهم :مش فاهم حاجه
أحمد بهدوء :
خد دا وأنت هتفهم
ألتقط ياسين منه الهاتف فتفاجئ برسالة جعلته يتصنم محله من الصدمة ..
“تعرفى أد أيه بتوحشينى يا رحاب مش هقدر اوصفلك اد أيه لانك عشقى المجنون عارف أننا كبرنا على الكلام دا بس انا مجنون فيكى كل لحظة حصلت فى الماضى متسجلة معيا أرجعيلى يا رحاب والا صدقينى هتلاقى الفيديهات دي فى كل حتة على فكرة الفيديهات دي معيا من سنين كنت عارف ان اليوم دا هيجى عشان كدا هديكى فرصة ودا أخر أختياراتك يا رحاب وإبننا هيكون معاكِ لأنه لو بقا مع عتمان الجارحي هيكون مصيره الموت ”
أدهم بغضب جامح :مش مصدق أن دا أب بجد هو أذي بنى أدم ذينا
عتمان بصوت كالموت :
ياسين الوسخ دا حفر قبره برجليه وأنا سبق وقولتلك خلص عليه مش عارف مستنى ايه …
غلت الدماء بعروق ياسين ثم خرج صوته الغاضب قائلا بعصبيه :أنا مش مصدق بجد أذي يوصل بيه الحال لكدا
رعد :
الظاهر أن نعمان بيخطط لحاجة والا منعه إبراهيم ودا لوجود أدهم وعمتى معنا
عتمان بصوتا كالرعد.:_ياسين الموضوع منهى فااااهم
أشار ياسين له بأنه سيتوالى الامر فخرج من مكتب عتمان وشرارت الجحيم تلون طريقه …


على الطريق
يارا ببسمة سعادة :بجد فرحانه أوى أنى شوفت البيبي لا وكمان أيه كلمته
ملك بسخرية :
هههههههه اااه هو اكيد سمعك
يارا بغضب :اكيد مش هكون عمته يابت
ملك :
وانا جر شكل ياختى مانا عمته انا كمان
آية ببسمة جميلة :متزعلوووش ياريت تفضلوا على تمسكم ييه كدا عشان تشيلوا عنى شوية
صمتت الفتيات فأنفجرت ضاحكة عليهم …
صرخت آية حينما اسرع السائق بسرعة مهوله ….وتعالت الطلقات النار بين الحرس ورجال مجهولين …..شعرت يارا بأنها اللحظات الأخيرة فأخرجت هاتفها تحادث عز ….
تفاجئ عز بهاتفه فبقى يتطلع له بأرتباك ثم حمله وفتح لينصدم بصوت الطلق الناري وصراخ ملك ويارا ..
يارا ببكاء :
.عز أنا عارفه أنك مش فاكرانى بس دي ممكن تكون أخر مكالمتنا
عز بصراخ :_ياررا فى اية ؟!
تعجبت يارا من تذكره له فبتسمت من وسط دموعها ولكن كانت اللحظة الاخيرة لدفاع اخر نفس بحرس ياسين فصدمتهم السيارة ليقع هاتفها بالسيارة ..
كانت المعركة حاسمة بين السيارة الاخيرة الحرس وسيارة المجهولين …
فأسرع عز بعمل محادثة جماعية لتصل مكالمة يارا لياسين ويحيى ورعد وأدهم ….
طلقات نارية تلاشت القلوب …صوت صراخات الفتيات ذبح القلوب ….
حاولت يارا الوصول للهاتف …ولكن لم تستطع ….
أسرع ياسين ويحيى لسيارتهم ثم أسرعوا بتتباع الأشارة للمكان المحدود …….


معركة حاسمة ومصيرها مختوم فهل ستنجح بكسر كبرياء ياسين الجارحي ؟!!

error: