رواية احفاد الجارحي بقلم/آيه محمد رفعت

الفصل الخامس والثلاثون
وصل ياسين للمكان المنشود فتفاجئ بسيارات الحرس المدمرة كلياً …..
يفترشون الأرض بجثثهم الهامدة
تقدم ياسين من السيارة المنعزلة عن الجميع بحذر شديد ….لينصدم عندما يرى ملك غارقة بدمائها …..جذبها ياسين سريعاً خارج السيارة فأنفجرت أمام أعين يحيى الهابط من سيارته لتو …..تسارعت نبضات قلبه فتقدم من السيارة بزعر …عاد قلبه للنبض حينما وجد ياسين على مسافة ليست كبيرة من السيارة …هرول إليه ليقتلع قلبه حينما وجد حوريته غارقة بدمائها بين ذراعى ياسين …….
يحيى بصدمة :ملك …ملك
ياسين بهدوء :
ملك كويسة يا يحيى أطمن أصابتها سطحية جدا …
حملها ياسين ثم قدمها ليحيى الذي حملها بخوف شديد لسيارته ….
ياسين ليحيى :خد ملك على أقرب مستشفى …
توجه ياسين لسيارته فأتبعه يحيى قائلا بغضب :
أنت رايح فيين ؟؟
ياسين وقد أعتلى سيارته :يارا وآية محتاجنى يا يحيى
كان يحيى بين خيارين كلاهم أصعب من الأخر …بين ترك معشوقته وصديق دربه …..
أخرجه من بؤرة شروده صوت ياسين قائلا بحذم :
أنقذ ملك يا يحيى
صعد يحيى لجواره قائلا بغضب :مستحيل اسيب لوحدك دا الا الحيوان دا عايزه
ياسين بعصبية :
مش هيقدرلى أسمع الكلام وأنزل ملك نزفت كتير وممكن فى أي وقت تخسرها ….
زهقت روحه لمجرد التفكير بالأمر فهبط لسيارته مسرعاً ، غادر ياسين بسرعة البرق ليفتك بهذا اللعين …….فقد فعل ما هو أبعد من المتوقع ومصيره صار بين يد ياسين الجارحى ……..
حمد الله كثيراً حينما رأي سيارة رعد مقتربة منه ….
هبط رعد فصدم لرؤية شقيقته فاقدة الوعى تنزف بشدة ….
رعد بصدمة :أيه الا حصل يا يحيى
يحيى :
رعد خد ملك لاقرب مستشفى
أقترب منها يحيى بخوف شديد ثم أحتضنها برعب هامساً بجانب أذنيها :_ راجعلك تانى يا حبيبتى عشان خاطرك متوجعيش قلبي عليكِ
تحطم رعد لرؤية الدموع بعين يحيى لأول مرة …..
رفع يحيى عيناه لرعد قائلا برجاء :خاليك جانبها يا رعد
لم ينتظر سماعه وهرول مسرعاً لسيارة رعد
رعد بصوت مرتفع :
انت رايح فين ؟وفين يارا وآية
يحيى بحذم :_نفذ الا قولتلك عليه
وغادر يحيى هو الأخر فأسرع رعد بقيادة سيارة يحيى لأقرب مشفى …


بمكان مظلم للغاية
كانت تحتضن يارا برعب ….تبكى بحسرة على ما حدث لملك …..ما يطمن قلبها قليلا هى سماعها لحديث الرجال المقنعين عندما أصيبت ملك بطلق ناري صرخ بها قائلا بأن نعمان حذرهم من بقائهم على قيد الحياة …تعلم جيداً بأنه يستغل نقاط ضعف ياسين …..
يارا ببكاء :ملك أنا خايفه عليها أوى
آية بدموع :
أن شاء الله هتبقى كويسه أكيد ياسين هيلحقها …
يارا بخوف :وأحنا هيعملوا فينا أيه
تلبشت أجسادهم حينما أنفتح الباب على مصرعه ….فظهر منه هذا الشاب ذات العين الحادة ….دلف للداخل بغضب يلمع على قسمات وجهه …فوقف يتأملهم بنظرات مقززة متفحصة لهم ……
نعمان بصوت كفحيح الأفعى :
أخيراً روح ياسين الجارحي بقيت فى أيدى ….
بجد سعادتى متتوصفش …..
أقترب من يارا فتراجعت للخلف بزعر شديد ….رفع يديه يلامس وجهها فأغمضت عيناها بتقزز
نعمان بنظرات جريئة :سمعت عن جمالك كتير بس النهاردة شوفته
فتحت عيناها بزعر ثم أنفضت يده عن وجهها بخوف ….
نعمان بأعجاب :
عجبتينى بجد
أقترب بوجهه منها قائلا بصوت يشبه الموت :حتى عيونك بتشبه أخوكى ودا مش فى صالحك ……
آية بصراخ وهى تحاول تخليص يارا :
أبعد عنها أنت أيه ؟يا شيخ أتقى الله هتأخد أيه من كل الشر دا …هتقول لربنا أيه ؟
تعالت ضحكاته بصوتاً مخيف للغاية أفزع آية ويارا فعلمت آية أنها تخاطب جثة هامدة فقدت معنى الحياة……
أنهى ضحكاته بجذبها من حجابها بقوة جعلتها تصرخ ألماً قائلا بحقد :_أنتِ لسه الدور مجاش عليكِ بس شكلك مستعجلة وأنا ميخلصنيش زعلك دانتِ مرات الغالى ….


بقصر الجارحي
فشل أحمد بالتحكم بأبنه المريض حتى عتمان حاول كثيراً ولكنه فشل هو الأخر ….
هبط عز للأسفل بصعوبة كبيرة فشعر بأن العالم يلتف من حوله …جاهد ليستعيد قواه ولكن لم يستطيع فسقط فاقداً للوعى …
حل الغضب على قسمات وجه عتمان لعدم تمكنه من الوصول لمكان احفاده فبعث عدد مهول من الحرس يتباعون الأشارة بهاتف عز ….


وصل ياسين للمكان المنشود فدلف بحذر شديد ….يقع رجال نعمان المنياوى بصمت مميت …ضربات تفتك بهم للموت …فمن هم أمام قوة ياسين الجارحي !!! …..
أسقط من يقابله كأنه يقابل سيف موته الفتاك ……
وصل ياسين للداخل بمكان مظلم للغاية ….فبتسم بسخرية حينما أنفتح الضوء على مصرعيه …..
لتتضح له رؤيا هذا اللعين يجلس على مقعد بمنتصف الغرفة ….وعلى يساره يجلس إبراهيم المنياوى بتفاخر بما تدنى له إبنه …….
كانت نظرات ياسين توشك بالموت …كأنها حفرة من جمر ……
وقف نعمان ثم أقترب ليقف أمامه بنظراته الحاقدة لسنوات ….يتذكر ماضيه الذي أنتهى بسجنه على يد ياسين الجارحي ….نظرات كره وحقد دافين …..أما ياسين فكان ثابتاً كالمعتاد نظراته متيمة بالقوة والصلابة …..
خرج صوت ياسين الحامل للشفقة قائلا بستقزاز :هى دي بقا العشة الا أنت مستخبى فيها أنت وأبوك .
تعالت شرارت الغضب بعين نعمان فقال بصوت وخيم :
لا دي العشة الا هتكون فيها النهاية المأساوية لياسين الجارحي …
إبتسم ياسين ثم قال ببرود :_كلامك كتير لكن أفعالك قليلة لكنك مش راجل ..
رفع نعمان يده ليلكم ياسين ففجاءه بلكمة سريعة طرحته أرضاً ، أشار إبراهيم للرجال فهجموا علي ياسين لينالوا منه ولكن هيهات طرحهم أرضاً ولم يتأذى بأي خدش …..
أرتعب نعمان منه وعلم أن قوته تفوه أضعاف …فستغل إنشغال ياسين بالرجال وأنسحب لينفذ باقى خطته ……
أنهى ياسين على البعض منهم فى حين بالخارج يكتمل العمل ….فقد توالى يحيى أمر باقى الحرس بالخارج ……
أقترب ياسين من إبراهيم والغضب حليفه فأقسم على أنهاء حياته مهما كلف الامر …ولكنه تخشب محله حينما إستمع لصراخ قوى يأتى من الأعلى فرفع عيناه لتتجمد عروقه حينما يرى أخته معلقة بحبل برقبتها …تقف على مقعد قداماه محطمه …تكد على أختلال التوزان ….
ركض ياسين للأعلى بأقصى سرعة لديه ….توقف قلبه مع كل خطوة يتقدمها مع الدرج ….


بقصر الجارحي
رن هاتف عتمان برقم صدم لرؤيته ….فرفع هاتفه ليخشب محله حينما استمع للاتى
إبراهيم بشماته :_طول عمرك فخور بأحفادك أنا النهاردة هخليك تشوفهم وهما بيودعوا الدنيا لمسواهم الأخير …
حاول عتمان التحدث ولكنه صمت حينما وجد فيديو مباشر له من المكان الموجود به ….
صدم حينما وجد يارا تطل من شرفة بحبل ملتف على وجهها تبكى وتصرخ لينجدها أحدا …..
إستمع لصوت معشوقته فعتمان كان يجلس بجانبه فجذب الهاتف لينقبض قلبه وتتوقف الدماء بعروقه فألقى الهاتف وقام مجدداً بقوة تفتك أشد المنشئات …تلك المرة لم يستطيع أحد أيقافه …..
أما عتمان فجلس يتأمل ما يحدث بخوف على أحفاده …


وصل ياسين للأعلى ….فكسر باب الغرفة بقوة كبيرة ثم دلف مسرعاً ليارا
يارا ببكاء :يااااسين
توقف ياسين محله حينما خرج نعمان وبيده حوريته بين يديه والسكين على رقبتها …
هلع قلبه حينما فرفع نظراته المفعمة بالنيران المشتعلة له قائلا بصوت كالرعد:
هتندم يا نعمان ورحمة أبويا لأدفعك تمن الا بتعمله دا غالى ..
تقدم منه نعمان وآية تبكى بين يديه قائلا بحقد :التمن دا أنت الا هتدفعه يا ياسين لما تتزلل عشان الرحمة …كبريائك دا أنا هكسره وحالا
أشار نعمان لرجاله فتقدمه من ياسين ليقيدوه بالحبال …لكمهم ياسين فطرحوا أرضاً فشدد نعمان على رقبة آية فصرخت صرخة مداوية جعلته ينحاز لهم …..
نجحوا بعد معانأة بتقيده …فأبتسم نعمان قائلا بمكر :
المعركة بدءت يا إبن الجارحي
أشار سريعاً لرجاله فصوب بالمسدس على المقعد ففلتت قدم يارا …….
أختنقت يارا وشعرت بأن الموت يرحب بها بين احضانه ولكن كتفى ياسين كان الأسرع لها …
ثبتت يارا قدماه سريعاً على كتفى ياسين وبدءت تتنفس بسرعة كبيرة كأنها تستنشق رائحة الحياة من جديد ….
نعمان بأنبهار :_ لا بجد عجبتنى بس ياترى هتنقذ مراتك أذي ؟
جلس نعمان على المقعد ثم جذب آية بقوة كبيرة لتجلس على قدمه فتغلل وجه ياسين فقال بغضب لم يري له أحد مثيل :الموت هيكون لك أرحم من الا هعمله فيك يا كلب ..
إبتسم نعمان قائلا بأعجاب :
روحك فى أيدى وبرضو لسه عندك كبرياء وغرور بس متقلقش أنا هكسرهملك خاالص …
وألقى آية أرضاً فصرخت بوجع محتضنه جنينها بفعل تلك الدفعة ثم خلع جاكيته أمام نظرات ياسين التى تشبه بركان الهلاك …
أرتعبت آية حينما وجدته يخلع ثيابه …فزحفت بجسدها للخلف بزعر ، بكت يارا على أخيها المجبور على رؤية زوجته هكذا لأنقاذها تخلى عن معشوقته ..لا تعلم أنه يواجه الموت الفتاك …
جذبها نعمان من قدماها بقوة ثم حاول التعدى عليها ولكنها نجحت فى التخلص من بين يديه وركضت لأحضان معشوقها…
آية ببكاء :ياسين
أغمض ياسين عيناااه بغضب يكاد يعصف بمن حوله …
حتى عتمان الجالس يتأمل ما يحدث يشعر بألمه …
وقف نعمان أمام عيناه الحمراء بتحدى ..يتأمله تارة ويتأمل تلك التى تتشبس بأحضانه …
ياسين بصوت كالموت :
عمرك ما هتبقا راجل الناس الضعيفة الا ذيك بتحتمى بأستغلال الستات عشان يحققوا هدفهم
أقترب ليكون على مقربة منه فقال بصوتاً ساخر وهو يردد بجانب أذنيه فسمعته آية :هتعرف مين فينا الا راجل الوقتى
وجذبها بالقوة جعلتها تصرخ بشدة ..
ملقياً أياها على الأريكة كاد أن يقترب منها لينبطح أرضاً على أثر لكمة قوية فرفع عيناه ليجد يحيى أمامه وعينه تشع شرار
ناوله يحيى لكمات مميتة ، ثم تقدم من آية فخلع جاكيته يداثرها بها ….توقف يحيى حينما شعر بدماء تتغلل من رأسه فستدار ليجد نعمان وبيده باقى الزجاجة المحطمة على رأسه …
ياسين بخووف :
يحيى
تطلع يحيى له بثبات ….على عكس ياسين الذي تطلع لجانبه فأبتسم بذكاء …
أنحاز قليلا ثم استدار وألصق الحبال بالزجاج المحطم فتحررت قيود يده ….
ياسين بجدية :يارا بتثقى فيا ؟
يارا بتأكيد :
أكيد
تخل ياسين عن مكانه فختنقت يارا ثم بلمح البصر عادت للحياة حينما تمكن ياسين من تحرير قيودها فهبت ارضاً …
ازاح عنها الحبال ثم جذبها بهدوء لآية الذي أحتضنها بحزن شديد ثم أدخلهم للغرفة المجاورة وأغلق القفل جيداً …
بينما لكم يحيى نعمان بقوة جعلته يلفظ أنفاسه الاخيرة ،فأمر إبراهيم رجاله بالتداخل على الفور ولكنه تعجب لعدم إستجابتهم له ..فأستدار ليجد إبنه يقف أمامه والدماء تغلل بعيناه ….بين يديه أخر ما تبقى من رجاله ..وبلمح البصر كان مصيره محتوم مثل الاخرين ….
أقترب أدهم منه وقبضة يده تكاد تنفجر من أثر ضغطه عليه ليكبت غضبه الجامح فأقترب منه ورفع يده بقوة كبيرة فأوقفه ياسين معنفاً إياه بشدة :لا يا أدهم متنساش قيمك وأخلاقك مينفعش تمد أيدك عليه
تطلع لياسين بغضب ثم صاح عاليا :
بعد كل الا عمله ؟!!!!!دا ميستحقش الحياااة
ياسين :مش أنت الا تحدد مصيره مش هتقدر تسامح نفسك دا أبوك
أدهم بصراخ :
لاااا مش أبويا
ياسين بهدوء :غصب عنك أبوك يا ادهم هيتعاقب بس من القانون ….
يحيى بغضب :
تااانى يا ياسين
كاد ياسين أن يجيبه ولكنه توقف عن الحديث حينما أستمع لطلق ناري فأستدار ليري إبراهيم المنياوى حاملا للسلاح بيده ونعمان بيده السلاح المصوب على أدهم فلحق به إبراهيم وأنهى حياته…
صدم يحيى وأدهم والجميع كيف له ذلك ؟؟!!
بكى إبراهيم ثم جلس أرضاً قائلا بدموع :أنا السبب فى كل دا الأنتقام والحقد عمونى نسونى كل حاجة حتى إبنى اتزرع فيه الشوك الشطانى الا جوايا كان عايز يقتل اخوه
ادهم بصراخ :
لأخر مرة بقولهالك أنت مش ابويا ولا هو يكون ليا حاجه .
تطلع له إبراهيم بدمع ندم ولكن لم يستطيع الحديث فقد طوفت الشرطة البناء …
قبض عليه فكان يتحرك معهم كالجسد المميت المزف للموت ، حصد ما فعله من أعمال مشينة بحق الجميع …
أتجه يحيى لياسين فابتسم قائلا بسخرية :برضو كسرت كلامى ..
يحيى بثقة :
قولت قبل كدا يا ياسين مصيرنا واحد ..
احتضنه ياسين بسعادة فأتى ادهم قائلا بغضب :انت يا أخينا انت وهو فين البنات
يحيى بتذكر :
اه صحيح آية ويارا فين
ياسين ببسمة سخرية ؛حبستهم بالأوضة الا جوا
ادهم :
نهار اسووح والمفتاح
إبتسم ياسين ليحيى بمكر فرفعوا أقدمهم ثم دفشوا الباب فأنبطح ارضاً
دلف ياسين للداخل فعاون حوريته على الوقوف ثم رفع وجهها بيده قائلا بخوف :أنتِ كويسة حاسة بحاجة
آية ببسمة من وسط دمعات خوفها عليه :
الحمد لله
أحتضن يحيى يارا قائلا ببسمة سخرية:كدا يا يارا عايزة تموتى مشنوقة
تحاول بكائها لضحك ثم قالت بدمع :
ملك
أدهم بهدوء :لسه قافل مع رعد ملك اصابتها سطحية واستعادة وعيها امال استاذ يحيى واقف يهزر لييه !!طول ما بيضرب فى الكلاب دول والسماعة على ودنه لحد ما فاقت وكلمته كماان
ابتسموا جميعاً ولكن تبدلت لخوف حينما أنتباهوا لعز ..
عز بتعب شديد وقد شحب وجهه للغاية :
يارا
ركضت يارا إليه بزعر فأحتضنها بخوف شديد فشعر بأن قلبه عاد للنبض مجدداً
تطلع ادهم ليحيى بصدمة ثم تطلعوا لياسين الذي أبتسم بخبث فعلموا الآن بأن هذا الرجل يشكل خطر عليهم………
مرءت الاحداث بقوة وترابط تلك العائلة وحانت لحظات العشق لتتشكل من جديد …بعشق أحفاد الجارحى

error: