رواية احفاد الجارحي بقلم/آيه محمد رفعت

الفصل الثلاثون
توقف قلبه حينما رأها غارقة بدمائها ، شعر بأنه أقترب من حافة الموت ، حملها يحيى ثم وضعها بحرص على الفراش ، فشل فى محاولة إيقاظها …..
لم ينتظر وصول الطبيب فحملها ثم أسرع للسيارته . فأسرع الحارس بفتح بابها ..


بالمقر الرئيسي لشركات الجارحي
وبالأخص بمكتب رعد
كان يتابع عمله بحرافيه شديدة وخاصة على الملفات الهامة لعتمان الجارحي ..
دلف عز للداخل والقلق ينهش قسمات وجهه ، فجلس على المقعد بأهمال وشرود .
رعد بستغراب :مالك يا بنى ؟!
عز بتعب :
مفيش يا رعد تعبان شوية
رعد بسخرية:_ يخربيت الجواز وسنينه والله يابنى أنت كنت بنعمة .
عز بهيام:بالعكس من غيرها جحيم ، نظرة الخوف الا بعيناها بتعيشنى ميت سنة فوق عمرى ، لمست إيدها بتنقلى الحب الا جواها ليا .بدعى أنى أفضل جانبها لأخر نفس بعمري
رعد بجدية :
بعد الشر عليك بلاش الكلام دا فاهم
عز بنظرات تحمل الغموض :حاسس بحاجة غريبة يا رعد ممكن تفرقنا بأي لحظه
رعد بسخرية :
حاجة أيه دي الا ممكن تخلى عز الجارحي يتخل عن عشقه الطفولى ؟!!
رفع عز عيناه المفعمة بذكريات الطفولة فأرتسمت بسمة بسيطة لذاكره ما مرء .


بالمشفى
بدءت ملك بأستعادة وعيها بتعب شديد ، فبدءت الرؤيا تتضح أمامها شيئاً فشيء …
تأملته بصمت وخوف …
نظراته ، سكونه ، يوحى بشيء ما لم تفقه ملك ما يحوم به .
حاولت القيام ولكن آلمها كان الأقوى فسقطت على الفراش مجدداً تصرخ ألماً .
أفاق يحيى على صوتها فأسرع إليها قائلا بفزع :أنتى كويسة يا حبيبتي
لم تستطع الحديث فتركت الدموع تعبر له عما بداخلها .
رفع يده بحنان يزيح دموعها قائلا بثبات مصطنع :
ليه الدموع دى يا ملك دا قضاء ربنا يا حبيبتى مش هنعترض عليه ولا أيه ؟!
أشارت له برأسها بمعنى تأييد كلماته ولكن لم تستطيع رسم الخداع أكثر من ذلك .
فنهارت بأحضانه تبكى بشدة تستمد قوتها من أمان أحضانه ، تشدد بألم لعله يتمكن من تخفيف الآلآم المطعونة بقلبها …
أخترقت دموعها قلبه فذرفت عيناه القاسية دمعة هاربة على مجهوله الأليم الذي ينجح دائما بوضعه أمام مدفع الخذلان فيحتم عليه السوء وحصاد الافواه…..


أتابعته للأسفل ، فأسرع السائق بأستقبلهم بفتح باب السيارة.
وقفت تنظر للسيارة تارة ولياسين تارة أخرى ، فعلم ما تريده .
اقترب من السيارة ، وأغلق الباب المرصع على أخره قائلا ببسمة صغيرة :هضطر أتمشى معاكِ
تطلعت له ببلاهة ياسين الجارحي يترك كبريائه وسلطته لأجلها !!!!
هل هى على أرض الواقع أم بحلم من المستحيل المحتوم ؟!!!!!
جذبها برفق ومشى لجوارها فخطت خطوات بطيئة ومغيبة عن الواقع تنظر له ببلاهة وتعجب ..
رفع عيناه القاتمة فتلك العينان تمزح بالذهب مع أشعة الشمس وليلا لون غامص كحال شخصيته المجهولة…
رفع عيناه فأبتسم بخفوت على نظراتها الملازمة له فجذبها برفق لتقف أمامه مباشرة ..
أمواج البحر لجوارها ترتطم بسعادة وحيويه كأنها تزف عاشقان يستمدان العشق من الغموض ….
توقف العالم من حولهم كأنهم بحالة أستعداد لتأمل نظرات العيون ….
قطع الصمت صوته الهادئ كحال عيناه الصافية :
بتبصى لي كدليه ؟
آية ومازالت نظراتها تتأمله بصمت :مش مصدقة أنك بتعمل كدا بجد !
ياسين بخبث :
بعمل أيه ؟!
تطلعت للأرض بهدوء تخفى خجلها ثم قالت :أنك تسيب كل دا وتتمشى معيا .
طال الصمت فرفعت عيناها لترى ما به ولكنها كانت الكبش لعيناه الساحرة فتماسكت بالصمت وتركت العينان بلقاء طويل ..
خرج صوته اخيراً فقال بنبرة عاشقة تذهب العقول :
ممكن أسيب الدنيا كلها عشانك يا آية ، ممكن أكون أتاخرت بالكلام دا بس صدقينى كنت حاسس أنك فزتى بقلبي من أول نظرة شوفتك فيها ..
أبتعد عنها قليلا وتقدم من المياه يتأملها بتحدى وكبرياء كأنه يعلن لها أن الماضى قد خفاه الأمواج ..
تتابعته بعيناها تتأمله وتستمع له بأهتمام فأكمل ومازالت عيناه تتنقل بين البحر الفسيح :أول ما شوفتك حسيت أن فى حاجه غريبة بتربطنى بيكِ ، حاولت أقنع نفسي أن الشبه الا بينك وبينها ممكن يكون أجابة لسؤالى
أقتربت لتكون على مقربة منه قائلة بخوف يلمع بعيناها :
دي الحقيقة
أستدار بعيناه ليتفحص تلك الملاك التى أستحوءت على قلب كبرياء الجارحي …..
أنقبض قلبها من صمته المريب ولكنه ترقص بصوتاً مرتفع حينما رفع يديه يلتمس وجههاً بحنان يزيح تلك الدمعة الهاربه من عيناها ..
وقف الزمان لتلك اللحظة الحاسمة …..لحظة تجمح بين عشق فاق الحدود وحطم القواعد …….
أغمضت عيناها بخجل شديد لثوانى تحاول التحكم بأخر ما تبقى بعقلها المجنون ولكن هيهات فقدت زمام الأمور فتحت عيناها حينما إستمعت لهمساته بجوار أذناه :_الأجابة كانت العشق يا آية .
أنتى ملكتى القلب الا محدش قدر يوصله …
كلمات جعلت الدموع تتسرب من وجهها كشلالات من أنهار هل استجاب الله لدعائها وحصلت عليه .؟
بقيت تتأمله ببسمة ممزوجة بدموع وسرعان ما تحاولت لخجل من نظرات الناس المتابعة لهم ، فأبتسم ياسين إبتسامة بسيطة لا تليق سوى به …
جعلت للجاذبية عنوان واحد مميز بياسين الجارحي …
رفع يديه يشير للسائق الذي يتابعه بالسيارة على بعد مسافات قليله فأسرع إليهم على الفور …
لم تتردد آية بالصعود فهى بحاجة للتخفى من نظرات الناس ولكن لم تنجو من العشق
رفع يده يحتضن يدها فوزعت نظراتها بينه وبين السائق بخجل فلم تجد مهرب سوى الاستسلام له ….


بالمقر الرئيسي للشركات
توجهت دينا لمكتب شذا لترى أن كانت أنهت عملها أم لا ولكن تفاجئت بالمكتب فارغ فتذكرت أنها أخبرتها أنها ستغادر قبل الميعاد المحدد لهم بالخروج حتى تذهب مع شقيقها للطبيب أستدارت لتغادر ولكنها توقفت حينما إستمعت لزميلها يناديها
حسام ؛أنسة دينا
أستدارت قائلة بثبات :
أيوا
حسام بنظرات أعجاب :غريبة أنتى لسه هنا ؟ مش
قاطعته بحذم :
فى حاجة يا أستاذ حسام ؟!
حسام بأحراج :لا بس استغربت لانك المفروض تكونى ببيتك
دينا بهدوء :
والله دى مشكلتى أنا مش مشكلة حضرتك عن أذنك
وتركته دينا ثم توجهت للخارج بأنتظار الباص
خرج رعد فأتى حارس المقر بسيارته على الفور ..
تقدم رعد منها بملامحه الثابتة فقدم لها الهاتف بوجه متخشب
تطلعت له بزهول ثم تناولت منه الهاتف لتتفاجئ بوالدها الذى نهرها بشدة على ما ترتكبه بحق زوجها ، كما أنه طلب منها الصعود معه بالسيارة ..
أغلقت الهاتف ثم صعدت للسيارة لتجده يتطلع أمامه ببرود وما أن صعدت حتى أنطلق على الفور ..


بقصر الجارحي
وصلت سيارة ياسين فهبطت آية ثم صعدت سريعاً للأعلى لتتخفى من نظراته الجياشة .
لحق بها ولكنه لمح نور ساطع من مكتب عتمان الجارحي فتوجه للمكتب بزهول .
صعدت آية للأعلى فتوجهت لغرفة ملك ولكنها توقفت حينما رأت أحمد بملامحه الحزينة
أقتربت منه بقلق فقالت بصوت يحمل الخوف فى طيغاته :مالك يا عمى
رفع عيناه بتعجب فقال بزهول :
عمك ؟!!
بعد الا عمالته معاكِ وعمك
كادت أن تجيبه ولكن قطع حديثهم صعود حمزة المسرع للغاية قائلا بفزع :أيه الا حصل ؟!!
أحمد ؛
أهدا يابنى قضاء الله
آية بعدم فهم :_فى أيه ؟!
قص أحمد عليها ما حدث فدلفت على الفور لترى رفيقتها


بغرفة تالين
تناولت منها يارا المياه بعدما أرتشفت الدواء ..ثم وضعته على الكوماد
تالين بخجل شديد :مش عارفه أشكرك أذي يا يارا بعد كل الا عملته معاكِ واتخلتيش عنى
جلست لجوارها على الفراش الصغير قائلة بغضب :
مش قولنا بلاش الكلام دا تاني ثم أنك كنتِ مجبورة تعملى كدا يالا بقا أرتاحى شوية وأنا هرجع القصر أشوف آية وملك عشان ننفذ اتفقنا ونخرج كلنا بكرا تصبحي بقا على خير
تالين ببسمة بسيطة :_وانتى من أهله حبيبتى
وتركتها يارا وعادت للقصر لتتفاجئ لما حدث مع ملك فنهلع قلبها بزعر وتوجهت لغرفتها سريعاً


بمكتب عتمان
دلف ياسين للداخل فوجده يجلس مع إبنته يتحدث عن ما مرء بذكريات محفورة بألم الهجر والفراق …
ياسين بمزح محدود ؛أنا جيت بوقت غلط ولا أيه ؟
رحاب ببسمة رضا :
تعال يا حبيبي
أقترب ياسين ليجلس على مقربة منه ببسمة تجعل الوسامة لا تليق بسواه
تأملته رحاب قليلا ثم قالت بدموع ؛تعرف يا ياسين لما ببصلك بحس كأنى شايفه أبوك أدمى نفس الطباع ونظرات القوة الا بعيونك
زفر عتمان بحزن :
عندك حق يا بنتى ياسين أخد طباع أبوه ومش بس كدا وذكائه بالشغل كمان
ياسين بتعجب :_ دا أطراء (بمعنى أعجاب)
عتمان بعينا غامضة :سميه ذي ما تحب مش حفيد عتمان الجارحي لازم تخد راحتك بس افتكر ان عتمان بيحب الحدود
أنفجر ياسين ضاحكاً قائلا من وسط ضحكته الوسيمه ؛
الحدود مع كبير عيلة الجارحي محفوظ من زمان يا عتمان بيه
عتمان بخبث :كدا تعجبنى
رحاب بأبتسامة سعادة ؛
كدا بقا دماغين هو أنا عارفه أفهم بابى لما هفهم اتنين !!


بمنزل محمد
لم تستطيع النوم بعدما أوصلها لمنزلها وغادر بصمت رهيب ، لم يتفوه بكلمة واحدة فجعل الحزن يتشكل على قسمات وجهها
جذبت هاتفها بصراع بين عقلها وقلبها المرتجف فأنتصر القلب ….
أتاها صوته الجاف قائلا ببرود ؛نعم
صمتت قليلا تتحكم بغضبها ثم قالت بهدوء ذائف :
أيه نعم دي ؟!
رعد ؛بحاول أكون رسمى بتعاملى معاكِ ذي ما حضرتك عايزة
دينا بغضب :
على فكرة أنت مغرور اووي
رعد :ودي عرفتيها لوحدك ولا حد قالك
دينا بعصبية ؛
ومستفز جداا
رعد ببرود :حاجه كمان
دينا :
اه بارد ومغرور ومستفز وعيونك جميلة اووي
رسمت البسمة على وجهه فقال بخبث :وأنتِ مالك ومال عيونى
علمت ما تفوهت به نعم اردت ان تبوح عن مشاعرها ولكن أخجلها تعبيره فتحلت بالصمت القاتل
رعد بسخرية ؛
أيه دلوقتى لسانك أتقطع
دينا بغضب :ما تلم نفسك يا أخينا أنت
رعد :
فى واحده محترمة تقول لجوزها أخينا
ثم اكمل بخبث ؛ولا جوزها ايه بقا خدى راحتك مأنتى مش معترفه بجوازنا فبفكر أتجوز واحدة كدا تكون رسمية شوية
دينا بغضب جامح :
عشان يكون اخر يوم فى عمرك وعمرها
إبتسم رعد ثم قال ؛أنتِ جايبه القوة دي منين يا دينا يعنى ملامحك بريئة أووي على عكس طبيعتك
دينا بخجل :
وهى أيه طبيعتي ؟
رعد :أنتِ شايفة أيه ؟
دينا :
شايفه أنك متكبر وأنا لازم أغيرك
أنفجر رعد ضاحكاً بصوته الجذاب فخفق قلبها بقوة وظلت تستمع له بأهتمام ليكمل من وسط ضحكاته :مش عارف ليه أخده الفكرة دي عنى والله أنا الوحيد المتواضع عن الا هنا ههههه يعنى متصور بعد الفرح لما تيجى هنا وتشوفى عز او ياسين فكرتك هتتغير عنى جدا
دينا :
ياسين متواضع جدا على فكرة أنت الا متكبر كدا وواخد فى نفسك مقلب عشان حلو حبتين
صمت قليلا ثم قال بمكر :_أيه دا أنا بتعكس صح ؟!
خجلت للغاية فلم تجد سوى الجدال لتهرب من حديثها المندفع .وكالعادة يفوف الحديث بينهم بالجدال والمشاكسة..


بغرفة ياسين
دلف لغرفته بعدما أطمئن علي ملك ليجدها ترتل القرآن الكريم بصوتاً يملأه الخشوع
فقالت بصوت خاشع
بسم الله الرحمن الرحيم
فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل
قاطعها صوتاً عزفت أوتار الألحان لأجله يزلازل الأبدان بقوته تجويد صحيح جعلها تستشعر حلاوة كلمات الله المذهبة
ياسين :_
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ ْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
(35) (الأحقاف)
صدق الله العظيم
تطلعت له بزهول وصدمة فأقتربت منه قائلة بتوتر :أنت
أنت
قاطعها قائلا بحذم:
أكيد عارف دينى مش ضايع للدرجادي
إبتسمت بسعادة فبادلها البسمة ثم تركها وأبدل ثيابه ..
جلست على الفراش والبسمة تزين وجهها ولكن سرعان ما تبدلت لحزن حينما أستمعت لصوته بالهاتف
ياسين :أوك يا ماريا نتقابل بكرا ونشوف
وأنتِ من أهله
وأغلق الهاتف ثم وضعه على الكوماد
آية بأرتباك :
هى مين دي ؟!
رفع عيناه المذهبة بحذم وجدية لا تحتمل أي نقاش :_أسمعى أنا ممكن أكون متساهل اوى فى حاجات كتيرة بس فى حاجات قواعد وأسس بقوانينى مش بسمح لأى مخلوق مهما كانت مكانته يتخطها أظن رسالتى وصلتك
أكتفت بالأشارة له ثم توجهت للفراش بحزن ودموع مسيطر عليها ..
شدد على شعره البنى الغزير بغضب لعدم تمكنه فى كبح غضبه ولكن لا عليه قواعده فتاكه لا يسمح لأحد يتخطاها
أطفئ الضوء ثم تمدد على الأريكة بشرود


بغرفة يحيى
حاول الجميع بقدر ما أستطاعوا أخراجها مما هى به وبالأخص رعد وياسين ولكن لا فائدة من ذلك فمازالت حزينة ….
أرتمت بأحضانه تخرج ما بقلبها من حزن دافين فوجدت الحصن الذي اوشك على الانهيار لمعرفته بأن عليه تدمير سعادتها …..مع مجهول أليم


مرء الليل الكحيل وسطعت شمس يوماً جديد …
خرجت ملك مع يحيى للحدائق الخارجية بالقصر …تناولوا فطورهم بجو مشبع بالخضرة والشمس المذهبة …
نعم نجح فى رسم البسمة على وجهها وتغير مزاجها الحزين …
أنضم إليهم رحاب وعتمان فالطارلة تسع لأكثر من عشرون شخص..
رعد ببسمة جميلة :صباح الخير
رحاب :
صباح النور يا حبيبي أقعد أفطر معنا
رعد :ورايا مشوار مهم هخلصه وهرجع أتغدا مع حضرتك
عتمان بجدية لا تحتمل نقاش :
مشوارك مش هيطير اقعد افطر الاول
جلس رعد بدون جدال فمن هو ليقف بمجدله مع عتمان الجارحي
عتمان :ها يا يحيى اخبار المصنع الجديد أيه ؟
لم يتلقى الجواب على سؤاله فرفع عيناه ليجده هائم بملكوت أخر
أفاق على هزة يد بسيطة من حوريته الصغيرة فرسم البسمة المصطنعه على الفور
عتمان :
مالك يا يحيى ؟
يحيى بأرتباك :_ منمتش كويس فهطلع أريح شوية بعد أذن حضرتك
أشار له عتمان بالصعود أما رحاب فقالت بأبتسامه جميلة :_أتفضل يا حبيبي
أشار يحيى لرعد اشارة ففهمها على الفور فأبدل مكانه ليكون جوار ملك يبادلها الحديث المرح حتى لا تعود للتفكير بما حدث مجدداً


بالقصر
هبطت آية للأسف فتقابلت مع يحيى على الدرج
آية بأبتسامة بسيطة :صباح الخير
يحيى ببسمة جميلة :
صباح النور يا آية
آية :طمني عن ملك
يحيى بنفس البسمة ؛
كويسة الحمد لله فاقت عن إمبارح
هبطت يارا هى الأخرى قائلة بلهفة :أبيه يحيى ملك عامله أيه ؟
رفع يده على وجهها ببسمة فرح على حب تلك الفتيات لبعضهم البعض :
بخير يا يارا
يارا :طب هى فين ؟
يحيى :
تحت
يارا :يالا يا آية ننزل نشوفها
إبتسمت آية ثم هبطت معها للخارج
أكمل يحيى طريقه لغرفته ولكنه توقف حينما أستمع لصوت عز الغاضب
فأتجه لغرفته ليستمع لمحادثته العنيفة
عز بغضب :
الرجولة مش تهديد بالتلفون يا كلب لو راجل بجد ورينى نفسك
وأغلق الهاتف بوجهه ثم ألقاه على الفراش بغضب شديد
يحيى بعين كلهيب الجحيم ؛مين الا يجرء يهدد حد من عيلة الجارحي
أستدار عز ليجد أخيه على مقربة منه فقال بعدم مبالة :
سبك طمنى ملك بقت كويسه
يحيى بحذم :سألتك سؤال جاوبنى
عز بغضب :
معرفش يا يحيى حيوان بقاله فترة بيهددنى بكلام فازغ موت وانتقام شكله من الاشكال الوسخه الا طمعان فى كام قرش
يحيى بصدمه :_ أو ممكن نعمان
عز بزهول :مين نعمان ؟!
يحيى بملامح بارده :
أسمع يا عز متخدش أي تصرف طايش لحد ما أرجعلك
وتناول يحيى الهاتف ثم نقل الرقم لهاتفه وخرج من الغرفة بينما أبدل عز ثيابه لبنطلون رمادى وقميص أسود برز جمال جسده …
توجه للهبوط ولكنه تفاجئ بحمزة يتابعه بالخطى
توقف عز ثم زفر بغضب قائلا بنفاذ صبر :ممكن تسيبك من حركات الابن الا بيتمسكن لابوه وتقولى عايز ايه على الصبح
خرج حمزة بأبتسامة تكاد تصل لأخر القصر :
عربيتك
عز بستغراب :أشمعنا ؟!
حمزة :
اخر شياكة يا جدع هو فى كدا ولا التكيف والتلاجه الا فيها اخر حاجة
عز بسخرية ؛الامكانيات دي فى كل عربيات القصر
حمزة :
بس دي الا عجبتنى يا جدع الله
عز :يعنى كل العربيات دي ومتعجبكش غير عربيتى
حمزة بأبتسامة حمقاء :
عشان محظوظ يا عز ليه بقا اقولم ليه عشان
قاطعه عز مسرعاً بأخراج مفاتيح سيارته قائلا بسرعه :خد وأبوس أيدك تخرج من دماغى خالص فااهم
ألتقت المفاتيح قائلا بسعادة :
ولا كأنى اعرفك
عز بغضب :غبى
حمزة :
الله يكرمك ياررب
أكمل عز طريقه للأسفل بغضب من هذا الأحمق أختفى حينما رأى حوريته تتجه إليه بسعادة فبادلها البسمة قائلا :صباح الجمال على أحلى زهرة فى الكون كله
يارا بخجل :
صباح الخير لقيتك لسه نايم فنزلت اشوف ملك
عز بأهتمام :هى عامله ايه
يارا بحزن :
الحمد لله اتحسنت شوية تعال احنا قاعدين بره
عز :لا يا حبيبتي انا متأخر على الmeeting كمان الزفت حمزة اخد وقتى
يارا :
ههههه هو فين معتش بشوفه ذي الاول هطلع اخليه يجى معانا انا وملك وآية وتالين
عز بجدية :بلاش يا يارا
هنا تفهمت ما يحاول عز قوله لوجود تالين سيعود جرح حمزة مجددا فقالت بتفهم :
اوك
هبط ادهم قائلا بمزح:انا كل ما اشوفكم القيكم بتحبوا فى بعض بصراحه حببتونى فى الجواز
إبتسمت يارا بخجل وخرجت سريعا بينما رمقه عز بسخرية :
هو انت فاكر انك لما تتجوز هتكون ذينا
أدهم :اكيد
عز وهو يتجه للخروج:
متحلمش كتير يا خويا سلام
وغادر عز لمصيره المجهول الذي سيقلب حياته رأسا على عقب …….


خرج أدهم لينضم لهم قائلا بأرتباك لوجود عتمان :كنت حابب اقول لحضرتك
يعنى
قاطعه عتمان فائلا ببسمة خبث :
فاكر والله ان معادنا مع ابوها النهاردة
انفجر الجميع ضاحكاً وخاصة رعد الذي أشار له بعد رحيل رحاب وعتمان قائلا بتحذير :خاليك فاكر تحذيري
أدهم بغضب :
ربنا يفتح نفسك ذي مأنت فاتح نفسي ديما يا بعيد
يارا ؛هههههه والله دينا عامله معاه الواجب صح ههههه
رعد ؛
متفكرنيش دي بتعاملنى على انى عدوها
آية بأبتسامة جميلة :معلش هى دينا طبعها كدا بس طيبه جدا
رعد :
ما توصيها عليا شوية يا آية والله انا غلبان ويتيم الام والاب والا هى بتعمله دا كتيير
أنفجرت ضاحكه على حديثه المرح فشاركتهم ملك البسمة ..
كان يراقبها من الأعلى بحزن دافين تحاول لجمود اعتاد عليه
دلف رفيقه للداخل يتأمله بصمت ثم كسره قائلا بثباته المعتاد :مخبى أيه عليا يا يحيى
أستدار يحيى له ببسمة يعلمها جيدا فياسين من الصعب الهرب من نظراته الصقرية
كاد أن يبوح عما بصدره ولكن قطع ذلك دلوف عتمان لهم
تطلع لياسين تارة وليحيى تارة اخري ثم قال بنبرة مختلفة ؛
كويس انى لقيتكم مع بعض
ياسين ؛فى حاجه يا جدو
عتمان :
أقعد يا يحيى
جلس يحيى وياسين فجلس هو الاخر على المكتب الخاص بيحيى .
قطع الصمت الذي ساد كثيرا بصوته الوخيم قائلا بجدية :العيلة دي كبرت واتوحدت بسببكم أنتوا الأتنين حبكم لبعض واصراركم على انها متتفككش هو الا صعب لأبراهيم المنياوي وغيره يعملوا الا هما عايزنه عشان كدا مش هقبل بأي غلط لو صغير بوجودكم
ياسين بنظراته الذكية ؛
نعمان رجع ؟!
اشار له عتمان بمعنى نعم
يحيى بفهم :أنا كدا فهمت
ياسين ؛
فهمت ايه ؟!
قص يحيى ما حدث مع عز له فخرج ياسين على الفور وجذب هاتفه ليحادث الحرس بأعادة عز للقصر سريعا وبالقوة ان تطالب الامر حتى انه امر يحيى بايقاف خروج الفتيات حتى يعلم ما الذي يريده هذا المعتوه .. لا يعلم بأنه عاد وبدافعه الانتقام لما حدث انتقام مشين سيذق قصص نشأت منذ الصغر
&******&&****
نجح الحرس فى اعادة عز سالما للقصر فجن جنون لعين الشيطان على فشل خططه المرسومة للانتقام من احمد الجارحي أولا ثم يسع الوقت لتنفيذ ما يريد فأصدر أمراً هام وهو تذكرة عز للموت فى خلال ثلاث أيام والا سيحكم على رجاله بالموت المحتوم
ارتعب الرجال ووعدوا بتنفيذ ما امروا على الفور ..


أجتمع الجميع للذهاب لمنزل شذا بستثناء ادهم ورعد ويحيى فهم بعمل هام حتى ادهم تذمر لطلب عتمان منه هذا الامر ولكنه اخبره بضرورة انجازه واللاحاق بهم
ولكنه عاد من العمل متعب للغاية
فألقى جاكيته على الأريكة بأهمال ، ثم تمدد عليها وضعاً يده على رأسه يقاوم صداع رهيب يطارده ..ولكنه أنتفض رعباً حينما رأى أحداً ما متخفى خلف الأريكة يرتجف من الرعب .
أقترب أدهم من الأريكة بهدوء ثم أنقض عليه ليتفاجئ بهذا الأحمق .
لنت نظراته المرتجفة للهدوء قائلا بأريحية :أدهم أخس عليك خضتنى
أدهم بغضب ؛
ممكن أفهم حضرتك بتعمل أيه هنا ؟!
حمزة بسخرية :هكون بعمل بيتزا مثلا ذي ما سيادتك شايف مستخبى
أدهم بسخرية :
والله ماحدش قالك أنى أعمى متزفت مستخبى من أيه .
حمزة بعصبيه :من الا قريش الا عايش معاهم بالك أنت لو رعد او يحيى أقفشونى بيها هروح فى داهية
أدهم بعدم فهم :
بمين ؟؟!
ثم أكمل بفزع :نهارك أسود نسوان بقصر الجارحي يا حمزة
حمزة بصراخ :
نسوان أيه الله يخربيتك أنت عايزيهم يقلعوا رقبتى دي روما
أدهم بسخرية ؛ودي مين دي ان شاء الله كلبة ولا أيه
حمزة بغضب :
لو سمحت مسمحلكش ياريت تنقى كلامك كله الا روماااااااااا
أدهم بنفاااذ صبر :يا مثبت العقل والدين يارررب
صرخ أدهم ثم أسرع بالركض فصطدم برعد
رعد بغضب جامح :
مش تفتح يا أعمى
لم يستطيع التحدث فتصنم محله
رعد بتعجب ؛مالك يالا فى أيه هم حضروا والله افتكر أنى حذرتك قبل كدا بلا خطوبة بلا زفت مصدقتنيش يالا نطلع نلبس عشان منتاخرش على جدك
تطلع رعد لما ينظر له أدهم فصرخ هو الأخر وأسرع بالركض
حمزة :
روماااااا لا تعالى هناااا
قفز رعد على الاريكة قائلا بصراخ :الحقنى يا ادهم
قفز أدهم لجواره قائلا :
شوف حد يلحقنى ويلحقك الحيوان دا مش لازم يفضل فى القصر
رعد ؛لااااا ورحمة ابويا لتكون نهايتك على أيدى يا كلب
حمزة بغضب :
ليه يا عم عملتلكم ايييه
أدهم :مش وقته ابوس ايدك اطلب الحرس الا بره دول بسرعه يجوا يشيل الزفت دا بالا فى ايده
رعد :
لااا ابعد ايدك يا حيوان ثم صاح بصوت كأسمه :يا عثمااان عثمااان
أتى كبير الحرس مهرولا للقصر فتخشب محله حينما وجد عمالقة الجارحي من قوة وعضلات يقفزون على الاريكة بزعر لرؤيتهم فارة سوداء بيد أحمق العائلة
عثمان :
تحت امرك يا رعد بيه
رعد بخوف :شيل الحيوان دا بالا فى ايده فورا
عثمان ببسمة فشل فى اخفاءها :
تحت امرك
توجه عثمان لحمزة فاسرع بالركض قائلا بزعر :لا محدش هيفرق بينى وبين رومااااااا
تعثر حمزة فسقط ارضا تحت اقدام من ؟!
ياسين الجارحي ويحيى
رفع حمزة عيناه ليجد ابشع من احلامه الأثنين معاً ياسين والالعن يحيى
يحيى بتعجب لرؤية أدهم ويحيى على الاريكة :
هو فى ايه ؟
أدهم برعب :يحيى الحمد لله انك جيت الحيوان دا ماسك فار مش عارف من ايه دهية تخده وبيقولك ايه هتقعد معانا بالقصر
قاطعه رعد بزعر :
لااا لا هو ولا القرف دا هيقعد هنا عثمان الله يكرمك اطلع لم هدومه وارميها فى وشه
نظرة واحده من ياسين كانت كفيلة بجعل حمزة يرفع الفارة لعيناه قائلا بحزن :مكتوب علينا الفراق يا روما كان على عينى والله بس الاسد مفيش معاه جدال
ثم اقترب من عثمان قائلا بحزن ؛
خرجها بره القصر
عثمان :حاضر يا حمزة بيه
حمزة بنأكيد :
بشويش عليها فاهم
عثمان بضحك مكبوت :عيونى حاضر هجبلها بيت واكل
حمزة بسعادة :
روح يا شيخ الله يكرم اصلك
ياسين بهدوء :عارف يا حمزة لو مختفتش من وشي هعمل فيك ايه ؟
ما ان انهى جملته كان حمزة بالاعلى بغرفته
اما يحيى فاقترب من رعد وادهم الذين هبطول مأخرا عندما خرجت الفارة من القصر قائلا بسخرية ؛
ما شاء الله على رجالة العيلة لا والله حاجه تشرف .
أدهم ؛يا يحيى دي فارة عارف يعنى ايه
يحيى :
اخرس يا زفت
أدهم :حاضر يا خويا مانت هتنزل اهلينا
رعد :
لا ميقدرش
يحيى :بلاش انت يا بو الكباتن طب العضلات والتدربيات دي ايه
رعد :
هو انت مش بتسمع بيقولك فارررة
ياسين :لو خلصتوا شغل الاطفال دا ياريت تلبسوا اتاخرنا على الناس
صعد رعد وادهم بغضب وتوعد لحمزة بالقتل فدلفوا لغرفته واعدوا له وليمة محفلة بالضرب القاتل ….
اما بالاسفل
جلس يحيى على الاريكة يحرر خصلات شعره البنى الغزير بحرية قائلا لياسين بشرود :
وبعدين يا ياسين هنعمل ايه
اقترب منه ياسين ثم جلس بكبريائه المعهود وطالته الاكثر من وسيمة ؛أنا الا هعمل يا يحيى
يحيى بغضب ؛
متصور انى هسيبك
ابتسم بخبث :عارف عشان كدا هيندم اووي
يحيى بغمزة :
خاليه يشوف هو لعب مع مين
انفجر ياسين ضاحكا ثم قال :ولحد ما يشوف اطلع استعجل بسلامتهم من فووق
يحيى بسخرية :
الا فوق دول كانوا هيضيعوا هبتنا لو كانت البنات هنا وشفوهم كنا بقينا مسخرة
أدهم بغضب :لاااا مستقبل العيلة فى امان
ياسين بمكر :
والله ما خايف الا منك
انفجر يحيى ضاحكا واتابعه للخارج


بمكان ما
صدر القرار وواجب التنفيذ هل هو بداية لجحيم سينقلب على احفاد الجارحي اما سيقلب السحر على الساحر ؟!!

error: