رواية احفاد الجارحي بقلم/آيه محمد رفعت

الفصل التاسع والعشرون
دلفت للمكتب بتوتر شديد ، فلأول مرة يطلبها عتمان الجارحي بشكل شخصى ، خطت للداخل بأرتباك لأحظه عتمان فأبتسم بخفوت ، تقدمت لتجلس على القعد المقابل له ، بعدما أشار لها بالجلوس ….
جلست آية ويدها تفرك على الأخرى بخجل شديد ، قرر عتمان الجارحي الا يختبر صبر تلك الفتاة الخجولة فقال بنبرة الثبات الملاحق له :أنا مطلبتش أشوفك عشان أخوفك منى بالعكس ، أنا طلبتك عشان اشكرك لأنك السبب فى تجميع أحفادى من جديد
تطلعت له ببلاهة ، فسترسل حديثه قائلا بجدية :
أول لما ياسين اتجوزك أنا أستغربت جدا بس أول ما شوفتك هنا عرفت هو عمل كدا ليه ، ببساطة كان فى خطوة مهمة لازم أتاكد منها عشان كدا بدءت أضايقك بالكلام عشان أعرف إذا كنتى فى حياته ذي البنت الا قبلك ولا ألا أنا شايفه بعيونه صح
صدمت آية فلم تستطيع الحديث ، هل كان على علم بزواج ياسين من روفان من البداية ……والصدمة الأكبر كان يعرف بأمرها منذ دلوفه للقصر
تطلع لها عتمان قليلا ثم قال بنبرة هادئة:كنت عارف بس فرحت أكتر لما ياسين اتحدنا كلنا ووقف أدام الكل وأعلنك زوجته
باتت نظراتها تملأها الذهول ، فلم تعد تفقه شيء مما تستمع إليه ….
وقف عتمان ثم توجه للشرفة يتأمل أزهارها بغموض ، فخرج صوته الثبات كشموخه المعتاد :
تعرفى أنى كنت متعصب أوى أن حفيدى أذي يتجوز من ورايا لا ولتانى مرة أول ما جيت هنا أتفاجئت بس بيكِ أنتى ، لقيت بنت بسيطة متدينه جدا ، والأغرب الشبه الا بينك وبينها ، ساعتها فهمت دماغ ياسين وكنت هقلب الليلة دي عليه
كانت تتابعه بأهتمام فأكمل حديثه:_ بدءت أهدا أول ما شوفت ياسين ونظرات الخوف بعيونه الا لأول مرة أشوفها، هنا عرفت أنك مش ذيها أنتى نجحتى أنك توصلى لقلبه ، ودا ميمنعش أنى أشكرك أنك قبلتى تساعديه عشان تكشفى حقيقة البنت دي الا خفاها عنه يحيى طول الفترة الا فاتت….
آية بصدمة :حضرتك كنت عارف كل داا ؟!!
إبتسم إبتسامة باهته ثم توجه ليجلس على مقعده الذي لا يناسب سواه قائلا بمكر :
كنت بسمع كتير من بعض الناس أن ياسين بيشبهنى ، عايزك تتخيلى الشبيه دا طلع بالمكر والخبث الا شوفتيه من كام يوم ، طب المشابه بقا هيكون طبعه أيه ..
هنا تفهمت ما يريد عتمان قوله فتطلعت له ببسمة بسيطة ولكن علامات الدهشة مازالت محفورة على وجهها …
عتمان بخبث :أكيد الكل هنا ادوكى فكرة عن طباعى .
آية :
أيوا
عتمان بهدوء “طب مستغربتيش أنى وافقت على جوازة رعد بسهولة ليه كدا ؟!
نعم طرحت هذا السؤال كثيراً ولم تجد أجابته
أسترسل حديثه قائلا بجدية لا تحتمل نقاش :
عشان ذي مأنتى غيرتى ياسين أكيد دينا هتغير رعد للأحسن وفعلا ألا بقوله بيحصل حاليا .. ثم أكمل بحزن :_ أنتى وعيلتك فتحتوا عيونى على حاجات كتيرة أووي كنت فاكر أنى هقدر أعملها هى كمان بالفلوس والسلطة ..
كادت أن تجيبه ولكن قطع حديثها دلوف ياسين لغرفة المكتب فتعجب كثيراً لوجودها ولكن نجح فى التحكم بقسمات وجهه لتضح الثبات والهدوء
عتمان :تعال يا ياسين
دلف ياسين ثم جلس على المقعد المقابل لها ، نظراته ترمقه بستغراب
عتمان بخبث :
خلاص كدا فهمتى ؟
آية ببسمة فشلت فى أخفائها :أيوا يا جدو
تطلع لها عتمان الجارحي بسعادة فلأول مرة تنطقها منذ دلوفها للقصر ، أما حال ياسين فصدمة مصحوبة بهدوء شديد
وقفت آية قائلة بستأذن :
عن أذن حضرتك
عتمان :أتفضلى يا بنتي
إبتسمت بسعادة ثم خرجت بخطى بطيئة بعض الشيء كحال عقلها الشارد …..
بعد خروجها أستدار ياسين لعتمان قائلا بستغراب :
هى بتعمل أيه هنا ؟
عتمان بمكر :يعنى أيه الكلام دا حرام أقعد معها ولا أيه ؟
ياسين بغضب دافين لعلمه ما يتمكن منه عتمان الجارحي :
لا طبعاً مقصدش ، عموما أنا كنت جاى لحضرتك فى موضوع مهم
عتمان بأهتمام :موضوع أيه ؟
ياسين بنظراته الصقرية الغامضة :
أنا حابب أستلم مصانع وشركات الخاصة بالمكينات لأن أدهم وعز مش عارفين يديروا المشروعات دي لوحديهم …
صمت عتمان قليلا لعلمه بخطة حفيده ثم قال بجدية :والمقر ؟! ياسين بهدوء :حضرتك موجود وتقدر تديره على أكمل وجه ثم أكمل بخبث :_ أو ممكن عمى
قاطعه صوتاً قادم من خلفه يعرفه جيداً
أحمد :محدش هيعرف يديره غيرك يا ياسين لا أنا ولا حد فينا يعرف لأنك ببساطة محترف فى شغلك يا ياسين ودى حقيقة لازم الكل يعترف بيها وأولهم أنا ..
أقترب أحمد منه قائلا بحزن :
أنا عارف أنت ليه طلبت كدا من جدك بس صدقنى أنا أتغيرت معتش فى دماغى أملاك ولا أي حاجة يكفى أحراجى لما بفتكر أنت عملت أيه علشانى …
ياسين :_ متقولش كدا يا عمى وصدقنى أنا فعلا مش حابب أكمل بالمقر دا لأنه مسؤلية كبيرة أوي
أحمد بتصميم وثقة :وأنت أدها ذي ما كنت من سنين وهتفضل كدا
تطلع له ياسين بصمت وإبتسامة تزين وجهه الوسيم فقترب أحمد منه قائلا بندم :
سامحنى على الا أرتكبته بحقك يابنى أرجوك
أجابه مسرعاً :_فى أب بيطلب السماح من أبنه ؟
أحتضانه أحمد بسعادة وفرحة تزف لقلبه المشتعل بنور أنطفئ لسنوات وعاد للحياة من جديد …
أما عتمان فلم يجد ما يوصف سعادته لتجمع عائلته من جديد …..


بالباص
رعد بغضب :أنا مش فاهم دماغك دي بجد ؟!!
دينا بأنتصار :
دماغ أيه هو أنا غصبت حضرتك تيجى تركب مغيا
رعد بعصبية :_ماشي يا دينا أنا وأنتى والزمن طويل
وجذب هاتفه بغضب يلهى نفسه حتى لا يحطم رأس تلك الحمقاء ، بينما هى أخرجت مصحفها الشريف لتكمل واردها اليومى كالمعتاد لها كل صباح ..
وزع رعد نظراته بينها وبين الهاتف بأعجاب ولكنه ألتزم الصمت ليرى نهاية لتلك المشاكسه .
لفت إنتباهه الحديث المتبادل بينهم بالباص ، لم يكتفوا بالحديث حتى الطعام الخفيف يتداول بينهم بمحبة وسعادة …نعم تلك السمات بين المصريين منبثة بدمائهم …..
هنا علم لما أردت فتاته المشاكسة صعوده للباص لترى بعينه الطيبة بأناس بسطاء ولكنهم ملوك بأخلاقهم وطيبة قلوبهم ….


بغرفة ياسين
كانت تجلس على الفراش شاردة بحنين أشتياق والدتها ، تريد رؤيتها والجلوس معها ولو دقائق مبسطة …
دلف ياسين الغرفة فوجدها تجلس بهدوء ، أكتفى بنظراته الساكنه لها ثم دلف لخزانته ليستعد للذهاب للعمل ……


بغرفة عز
أرتدا سروال أسود اللون وقميص بنفس اللون ضيق يبرز جسده بوضوح ، مصففاً شعره الأسود بعناية ، فكان فائقاً للجمال ….سحر معشوقته بجماله الهادئ فأبتسم إبتسامه هادئة ثم قال بخفوت :ليه البسمة دى كل ما بتشوفينى ؟
وضعت يدها على رقبته بأبتسامة فرحة ثم قالت بمكر :
مش جايز بسمة أعجاب
لوى فمه قائلا بسخط :_إعجاب !!!! أمممم ءوك لما أرجع نبقا نشوف الموضوع دا
وأزاح يدها بحنان غمزا لها بعيناه الساحرة ثم غادر لعمله ……


بغرفة ياسين
لم تستطع رفع عيناها من عليه ، فكان يتألق بحلى سوداء جعلته ملكاً للوسامة بل تاج تتزين به ، شعره البنى الغزير مصفف بأحترافية ، عيناه المذهبة تعلن قوة كبريائه المعهود …رائحته المميزة برفنيوم خااص بياسين الجارحي يجعله مميزاً عن غيره…..
ظلت تتأمله ببلاهة ولكنها نجحت فى العودة لوعيها قبل أن يراها ، فأقتربت منه بأرتباك وهو يصفف شعره بعدم مبالة بها ولا بخطاها الذي يزداد تقرباً …
آية بتوتر :هو ينفع أروح عن ماما شوية ؟
أستدار لها بعد أن أنهى ما يفعله بنظراته الغامضة :
ليه ؟!
قالت بحزن شديد :حرام أشوف والدتى !!!
دع عيناه ترمقها بنظرة متفحصة شملت عيناها التى تتأمله بحب دافين ، حركات يدها المرتباكة منه .. فقال بهدوء حتى تعتاد عليه :
ألبسى وأنا هوصلك هناك
قال كلمته وتوجه للخروج ولكنه توقف عن الحركة حينما قالت بتوتر :مينفعش أخرج لوحدي أنا مخرجتش من زمان أوي وبعدين أنا بحب المشى
أستدار لها بثباته المريب لها فوضعت عيناها أرضاً خوفاً من ردة فعله ، ولكن كانت الصدمة حليفتها حينما أقترب منها يتأملها بصمت ، ثم خطى لخزانته الموجودة بالغرفة فأخرج مبلغ كبير من المال وقدمه لها ..
تطلعت ليده الممدودة بذهول فقال بصوت هادئ حتى لا تفزع منه :
خدى الفلوس دي معاكِ عشان لو أحتاجتى حاجه .
نعم هى بحاجة لها ولكن كالمعتاد قالت بصوت منخفض :_ مش محتاجها
“ياسين “بنفس النبرة :بس أنا طلبت منك تخديهم حتى لو مش محتاجهم
“آية” :
هعمل بيهم أيه ؟ دا مبلغ كبير جدا
لم يجد أمامه سوى الخبث الدائم له فقال بخبث وهو يعيد المبلغ للخزانة :أوك براحتك بس مفيش خروج غير بالحرس
ركضت سريعاً وجذبت المال من بين يده فتلامست القلوب ودقت بصدح عالى وطرب يشيع بعشق دافن بعيناها له ، فأبتسم بهدوء لرؤيته بعيناها فهو ينجح دائما بقرءة شفرات عيناها ، على عكسها فحالها يشبه الكثير ممن يريد معرفة ما برأس ياسين الجارحي ….
بقيت النظرات كما هى ويدها تتلامس مع يده ….ثوانى ….دقائق ….لم تشعر بالوقت كل ما تشعر به أنه ترى جنة مذهبة بعسل صافى بعيناه ، فشلت فى تحديد لون تلك العينان الغامضة ، هل هى لون الذهب ؟!
أما قطعة ألماس تشع بنور وتحدى للجميع ؟!
……رأى بها نسمات تحل عليه فتزيح كبريائه بتعمد ليقع أسيرها …..رأى عين تسطر عشقه بأحتراف رغم ما أرتكبه بها ….
نبض قلبه بشدة كأنه يعلن تمرده عليه ويعلنها المعشوقة المتوجه لم يرد البعاد عنها …..لحظات سطرت بنظراتهم المعاتبة ….تعاتبهم لأعتراف محتوم بالعشق المبجل …..
شعر بشيء ما يخترق قلبه فعاد لأرض الواقع حينما رأى دموعها تنسدل بصمت ، دمع يعتب عليه قسوة قلبه فى حين أنها تعشق تمرده….
حاول لأخراج صوته المرتجف من الخوف فتلك الفتاة أصبحت من أقوى نقاط الضعف لدى ياسين الجارحي ……علم ما تخبره بها نظراتها فرفع يديه يزيح دموعها بحنان ، تطلعت له بعدم تصديق هل يعرف ياسين الجارحي كيف حنين القلب ؟!!
تعمد النظر لعيناها طويل ثم قال بصوت جادى :
بحبك
توقف قلبها عن الخفقان وأنصتت له جيداً لعلها لم تستمع جيداً لما يقول فأبتسم بخفة ليكون ملكاً للوسامة ثم رفع يديه يتأمل ساعته بمكر قائلا بخبث تام :أوبس أتاخرت على الmeeting أشوفك بعدين ..
وتوجه للخروج فتبعته مسرعةٍ قائلة بغير وعى :
ياسين
تخشب محله بعدم تصديق هل تنطق أسمها بحقيقة أما مجرد وهم ؟!
ألتفت ياسين لها بذهول حينما رددت إسمه مجدداً من بين نغمات شفاها نعم صاحت بأسمه فزادت من نبض قلبه ، خجلت كثيراً حينما أفاقت على ما تفوهت به فتراجعت للخلف ، أقترب منها لتنعدم المسافات كحال القلوب هامساً بجانب أذانها :عيونه
لم تستطع الحديث فكتفت بالنظرات الهادئة فقط ….
حمدت الله كثيراً عندما صدح هاتفه معلن عن أدهم ليخبره بتأخيره الغير معهود ، تأملها بنظراته الثابته ولكن بقلب يترنم بالعشق الدافين …..
ارتدا نظارته السوداء ليخفى موجات العشق الصادحة كالبركان ثم قال بهدوء :
خدى التلفون معاكِ عشان هكلمك
أكتفت بالأشارة له فغادر على الفور …..
بعد رحيله ، جلست على الفراش تسترد خفقان قلبها المتسرعة من قربه المهلك لها ….
مازالت الغرفة معبأة برائحة البرفنيوم الخاصة به …..جاهدت لأستعادت ذاتها ففكرت أن عليها الأسراع بالخروج من الغرفة لا بل القصر بأكمله ….


بغرفة يحيى
خرجت من المرحاض تبكى بشدة من وجع بطنها المؤلم ، لم تستطع الوقوف أو حتى الصراخ ، شعرت بأن سكين حاد يخترق خصرها ….
أستسلمت أخيراً لمصيرها المجهول الذي سيجعلها تعش بكأس مرير من العذاب ، فسطت مغشى عليها وسقط معها حلمها الصغير بأن تصير أم …نعم فقدت جنينها الذي لا يتعدى أيام ……..


بالمقر الرئيسي لشركات الجارحي
كان ادهم يعمل بجد وتعبٍ
شاق لينسى ما حدث على يد والده …..
دلفت حوريته للداخل بالملف قائلة بصوت منخفض بعض الشيء :الملف يا أدهم بيه ..
رفع عيناه القرمزية ليراها بعد أيام طالت بالبعاد ..
أدهم ببسمة بسيطة :
أذيك يا شذا
شذا بوجهاً خالى من التعبيرات :الحمد لله يا فندم
ناولته الملفات فرفع يده ليلتقطه منها ولكنه تركه ليهوى أرضاً كحال قلبه
أدهم بصدمة لرؤية ما بيدها :
أيه الا بأيدك دا ؟
شذا بستغراب لطريقته :دى دبلة
أدهم بغضب :
هو حد قالك أنى أعمى أنتى أذي تعملي كدا؟!
شذا بعدم فهم :أعمل ايه ؟مش فاهمه ليه حضرتك بتكلمنى كدا ؟
أدهم بعصبية شديدة ولم يرى من خلفه :
لا أنتِ فاهمة كويس أنا أقصد أيه
شذا بدموع وصراخ :ايوا فاهمه بس الا حضرتك بتفكر فيه مينفعش لانك مديرى بالشكل مش أكتر أنا مجرد بنت عادية مستحيل يربطنى بيك أي علاقة
أدهم بصدمة :
أنتى مجنونه صح
شذا بسخرية مصحوبة بدمع :بالعكس عاقلة جدا
أقترب منها أدهم ونظراته تفتك بها للجحيم ، ثم رفع يديها جذباً هذا العاق الذي تشكله ليعيق المسافات بينهم ، ثم ألقاها أرضاً قائلا بغضب :
أنتى ملكى أنا الدبلة دي مش هتكون لحد غيرى فاهمه
تطلعت له بدمع يلمع بعيناها ، فوزعت عيناها بينه تارة وبين الدبلة تارة أخرى ….
تحكم بغضبه حينما شدد على شعره بقوة فقال بهدوء :_ أنا عارف أنك بتحبينى ذي ما بحبك يا شذا عشان كدا مش هسمح لأى شيء يبعدنا عن بعض …
تطلعت له بصدمه هل يعلن لها حبه ؟!!…
لا طالما كانت تظن أنها تكن له الحب وهو لا يبالي بها …
أتاه صوت والدته المستمعه لما حدث من البداية فقالت ببسمة صغيرة :_زوقك جميل
تطلعت شذا خلفها بفزع لتجد تلك المرأة الجميلة ، تشبه ادهم بشكل كبير فعلمت أنها من المحتمل ان تكون والدته …..
وبالفعل علمت منها ذلك ، سعد أدهم حينما اخبرته رحاب أنها ستذهب معه لتطلب يدها لتدلف لعائلة الجارحي ….


بالمقر الرئيسي
جلسوا جميعاً للأستماع لأرشادات عتمان الجارحي ، أبدى أحمد أعجابه بأقتراحات ياسين ويحيى وخططتهم الناجحه بالتصديرات فأعلن عتمان توالى ياسين ويحيى المقر الرئيسي بالأفرع الخاصة به ……
كانت سعادة يحيى وياسين كبيرة بأنهم عادوا كسابق عهدهم للعمل مرة أخرى تحت سقف واحد …أما رعد فكان مغيب عنهم بمشاكسته العنيدة ….. التى دلفت بأمر من عتمان ليطمئن عليها بالعمل فأخبرته أنها بأفضل حال وتبادلات الحديث المرح معه ومع أحمد الجارحي وياسين بطبيعتها المشاكسة .الخاطفة للأنظار …
ضحك عتمان عندما أخبرته دينا عند صعود رعد معها بالباص فى حين غضب رعد منها للغاية ..
عز :هههههه نهار اسوووح رعد ركب الباص هههههههه مش مصدق
أدهم :
مش عارف ناوين يعملوا فينا أيه تانى ؟
يحيى بخبث :ناوين ؟؟تقصد مين أعترف ؟
رحاب :
ههه والله كويس أن حضرتك يا بابا جبتنى معاك الشركة عشان اكتشف الحب الا حول ابنى لروميو
أحمد بأهتمام :حب ؟أنت كمان طب مين سعيدة الحظ
دينا :
هههههه عرفت مش محتاجة ذكاء مدير وسكرتيرته أكيد بينهم حاجه حب بقا ونظرات وربنا هينتقم منهم هههههه
ادهم :نعممم ينتقم طب ليه ؟!
دينا بغرور مصطنع :
حلو السؤال وطبعاً لازم اجاوب
ياسين ببسمة جاذبة :أكيد
دينا لرعد :
وسع كدا يا أخينا الأجابة طويلة ومحتاجة أقعدة
تطلع لها رعد بغضب دافين فأنصاع لنظرات ياسين وتنح جانبا ، فجلست تقص لهم عن محارم النظرات بدون زفاف او عقد شرعى …
أعجب عتمان والجميع بها وبتفكيرها على عكس رعد المتهوج للقتال مع تلك الحمقاء …


بمنزل آية
ظلت مع والدتها طويلا تتبادل الحديث الطريف معها تبتسم تارة حينما تقص لها عن سعادتها بالقصر وتلمع عيناها بالدمع لتذكره تارة أخرى …
جلست معها ساعات ثم قررت العودة للقصر فودعتهم وأنصرفت ، وصلت لمنتصف الطريق سيراً فوقفت حينما لمعت لافتة بأسم طبيبة خاصة بالنساء بالطريق ، وقفت تنظر له قليلا ثم حسمت أمرها وتوجهت بالصعود للأعلى ….
وصلت للطابق الموجود به العيادة ثم سجلت أسمها مع عدد من النساء ..
جلست تنتظر دورها ولكن كانت المفاجئة الصاعقة لها حينما وجدتهم يجلسون أمامها ، صدفة غريبة حقا ولكنها بشعة للغاية ..
رمقتها تلك المرأة بتعجب وغضب لرؤيتها أما الشاب فكانت نظراته تتشبع بها بطريقة مقزازة
مالت المرأة على زوجة إبنها ثم قالت بصوت تتعمد رفعه ؛شايفه الا قاعده دي ياختى
تفحصتها الفتاة جيداً ثم قالت :
مالها دي ؟!
المرأة :كانت خطيبة المحروس جوزك بس فسخنا الخطوبة أصلهم ياختى عيلة كحيانه لطعوا الواد كتير معرفوش يجهزوا فى الوقت دا .
رمقتها الفتاة بكره ثم قالت :
ودى بتعمل أيه فى مصر ؟
المرأة :معرفش ياختى جايز ذي حالاتنا بتدور على الخلف فجيه عند الدكتوره دي أكمنها كويسه ذي ما جينا من بلد لبلد
الفتاة بحقد وعيناها تنظر لها :
مش حلوه يعنى
المرأة بسخرية:هنعمل أيه ياختى تنقيته سمعت انهم جوزها واحد عنده65 سنه عشان ميطلبش منهم جهاز
الفتاة بشماته وحقد:
طب كويس أنه رضى بيها ..
حاولت تخفى دموعها ولكنها لم تستطيع ذلك ، حديثهم يمزق القلب إلي عدة شطائر ولكن عليها التحمل .ولكن لم تستطع تحمل نظراته التى تغمسها من حجابها لقدماها ..
وقفت على الفور وتوجهت للخروج تحت نظراتهم ولكنها توقفت بصدمة حينما رأته يقف أمامها ..تحاولت نظراتها لندهاش
أما هو فجذب إنتباه الجميع بطالته الساحرة التى تدل على أنه ذات مال وسلطة فاحشه دلف ليقف أمامها
آية بتعجب :أنت جيت هنا أذي ؟
ياسين بثبات وعيناه على الهاتف بيدها :
مش بترودي على التلفون ليه ؟
آية بأرتباك :مأخدتش بالى
ياسين بثباته المعتاد :
ولا يهمك
ثم قال :أقعدى مكانك لما أشوف دورك أمته
أشارت له برأسها وعادت لمكانها مرة أخرى تحت نظرات الجميع وخاصة تلك المرأة والشاب ..
أتى بعد قليل وأنضم للجلوس جانبها .ثم خلع نظراته ليكون بطالة أكثر وسامة ، لم تستطع تلك الفتاة ترك نظراتها المسلطة عليه .
جنت المرأة لتعرف من هذا الشاب الثري وقلبها مفعوم بالخوف لتاكيد شكوكها ..
ياسين :
مش كنتى عرفتينى
آية بحزن :اديك عرفت من الحرس الا مشيتهم ورايا
زفر بهدوء ثم قال بحنان :
مكنش ينفع يا آية مش هسمح للحصل يتكرر تاني
آية :هيتكرر تانى أذي والرجل دخل السجن ؟
ياسين :
دخل السجن بس أبنه حر يعنى نتوقع مهاجمته فى أي وقت
:ياسين بيه الجارحي
ألتفتوا جميعاً على صوت الرجل
تقدم منه رفعاً يده قائلا بسعادة:
أنا أتشرفت بحضرتك أووي يا فندم أنا شغال فى شركات حضرتك بس الا مش بتديرها بنفسك فى الحقيقة طلبت كتير اشوف حضرتك بس معرفتش
ياسين بثبات وتعجب :ليه طلبت تشوفني ؟!
الرجل :
فى حاجات كتيرة بتحصل فى شركات الاسمدة اتمنى اشرحها لحضرتك
أشار له بتفهم قائلا بهدوء :عدى عليا بكرا فى المقر
الرجل بفرحة :
حاضر يا فندم وألف سلامه على أخت حضرتك
تطلع ياسين لها ثم قال بحب :زوجتى
الرجل بصدمه :
حضرتك متجوز ؟!!
أكتفى بالأشارة له فغادر الرجل على الفور ..وكان الهلاك لتلك المرأة والشاب والفتاة …..
طالت الجلسة بتوضيح ياسين لها عن صعوبة الموقف فتفهمت ما يود أخباره به …
أتى دورها فدلفت للطبيبة التى اخبرتها بضرورة تناول الأدوية التى دونتها لها ..فغادرت معه بالسيارة …أما هو فكان شاردا بجنينه الصغير الذي رأه عبر شاشة العرض الخارجيه فلم يرد أحراجها حينما رفضت دلوفه للداخل بغرفة الكشف فجلس بمكتب الطبيبة يتأمل الشاشة بسعادة …


بقصر الجارحي
عاد يحيى من الخارج ليعلم من الخدم أن الجميع بالخارج حتى يارا ذهبت للمنزل الخارجى للقصر القاطن بها تالين لتراها بأمر من ياسين نعم هى بحدود قصر الجارحي ولكن بمسافة كبيرة بالقصر الداخلى …
صعد لغرفته بتعب شديد ، ثم دلف للداخل يبحث عن معشوقته بحماس ذاهد حينما وجدها ملفاة أرضاً غارقة بدمائها ..
فزع يحيى وتوقف قلبه عن الخفقان فهرول إليها مسرعاً قائلا بصراخ :_ملك
ملك
لطمها على وجهها برفق ولكن لم تستمع له فأحتضنها بزعر والهاتف بيده ينتفض بفعل نفضات جسده لا يقوى على فكرة خسرانها ……


أعلنت الطائرة عن هبوط شيء ما لمستقبل تلك العائلة ..فخطى خطواته الواثقة بالهلاك على أرض مصر بعيناه التى تشبه الجحيم بل ألعن منه …تفكيره كفحيح الأفعى يبخ السم بمن يريد ببروده ولكن هيهات هل سيسطيع الوقوف امام أحفاد الجارحي ؟!
خطط من نسله ستدمر تلك العائلة فهل سيستطيع يحيى وياسين التصدى له ؟
يارا _عز
محتوم بالفراق كيف ذلك ؟
كيف ستكون على مقربة منه ولكنها أبعد من الأميال ؟!
يحيى _ملك
مجهول مؤلم سيمزق ما بينهم هل سيحول بينهم ام سيتمكن يحيى منه ؟؟
دينا _رعد
حرباً بين الغرور والمشاكسة الى اين ستصل ؟!
ياسين _آية
هل سيكون المجهول منصفاً لهم ام سيحطم ما تبقى من أمال ؟!
واخيرا من الذي هبط لارض الانتقام ؟!!!!

error: