“كبير العيلة”بقلم احكي ياشهرزاد
كبير العيلة
الحلقة (39)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
أخذت ألفت تسير جيئة وذهابا والقلق ينهشها على صغيرتها بينما كان رؤوف يحاول الاتصال بها على هاتفها الشخصي للمرة العشرين، أغلق الهاتف وهو يتأفف حنقا:
– أووف… بردو مغلق!!!… ، نظرت اليه ألفت وقالت بصوت مرتجف خائف:
– وبعدين يا روؤف؟.. سلافة المفروض كانت هنا من تلات ساعات، الساعة داخله على 9 بالليل، هنعمل إيه؟…
رؤوف بنزق:
– أنا مش فاهم لازمته إيه الموبايل بتاعها طالما مقفول؟.. هي سلافة كدا على طول بتنسى تشحنه، أعمل إيه بس يا ربي؟!!!!..
ليقاطعه صوت رنين هاتف المنزل ليسارع بالاجابة تلحقه ألفت التي أسندت رأسها الى كتفه لعلها تسمع ما يطمئن قلبها على صغيرتها، ولكنها لم تستطع سماع شيء وبدلا من ذلك فوجئن برؤوف وهو يهتف بعد أن رحب بالمتصل:
– انت بتقول إيه يا سامي يا بني؟… وما كلمتناش من بدري ليه؟.. على ما عرفت تجيب نمرة البيت عندنا، آه.. لا لا لا اطمن، أكيد هنطمنك، لا لا لا ما تقولش لحد حاجة….
نظرت اليه ألفت بتساؤل وقلق ليردف وهو يطالعها بأسى لتقابل نظراته بأخرى مصدومة:
– مهما كان دا ابن عمها.. غيث عمره ما هيأذيها!!!!1
لتشهق ألفت في هلع وتهمس بصوت مخنوق فيما أغلق رؤوف الهاتف:
– غيث!!!… غيث عمل إيه يا رؤوف؟..
رؤوف بصوت منهك:
– غيث تقريبا.. خطف سلافة!!!!!!!!
لتصيح ألفت عاليا وهي تخبط على رأسها:
– بنتي!!!!!!!!…. ، ثم أسرعت أليه تمسك بمقدمة قميصه وهي تتوسله بقلب أم يكاد الخوف والقلق يقتلانه على صغيرتها:
– غيث هيعمل إيه في بنتي يا روؤف؟.. عاوز منها إيه تاني؟.. مش كفاية اللي جرالها؟.. هو مش طلقها وخلاص؟!!!!!!
قبض رؤوف على يديها المتشبثتين بمقدمة ثيابه وهو يهتف بقوة:
– اهدي يا ألفت اهدي، غيث مهما كان ابن عمها وراجل، عمره ما هيعمل فيها حاجة وحشة، عموما ما تقلقيش أنا هعرف أوصل له ازاي…
بعد ما يقرب المحاولة العشر للوصول الى غيث ليمنّى رؤوف بالفشل كسابق محاولاته نظر الى ألفت وهو يقول بتصميم:
– ما بدهاش بقه…
ليضرب بضعة أرقام في هاتفه وينتظر قليلا قبل أن يتحدث بجدية بالغة قائلا:
– أيوة يا شهاب يا بني… ، رفعت ألفت عينيها أليه ترمقه بنظرات متلهفة فيما أردف:
– الحمد لله يا بني، انت ازيك وازي سلمى والحاج والحاجة وأبوك عامل إيه؟.. بص يا شهاب.. انا يا بني ما كنتش عاوز أقلقكم لكن للأسف أخوك قفلها خالص!!!
على الطرف الآخر من الهاتف كان شهاب يجيب مقطبا بينما حوله سلمى والجدة و.. الجد:
– غيث!!!!.. غيث عمل ايه يا عمي؟…
ما ان طرق اسم غيث سمع سلمى حتى نظرت الى شهاب في قلق وريبة، بينما قطب الجد فيما أكمل شهاب في ذهول وصدمة:
– ايه يا عمي؟.. معقول؟!!!.. خطـ… خطف سلافة!!!!!!!!!!!!!
لتشهق سلمى عاليا وتسارع بكتم شهقتها بينما نظرت الجدة الى شهاب في ذهول فيما أطلق الجد لعنة مكتومة من بين شفتيه بينما تابع شهاب بتأكيد:
– لا لا لا يا عمي، ما تقلقش حضرتك، انا هجيبوه من تحت الأرض…. اطمن حضرتك وطمن مرات عمي، في أمان الله يا عمي، يوصل ان شاء الله كلهم بخير وبيسلموا على حضرتك…
ما أن أنهى شهاب المحادثة الهاتفية حتى أسرعت سلمى اليه هاتفة وعينيها مليئتان بالدموع:
– شهاب.. غيث خطف سلافة يا شهاب؟… معقول!!.. احنا فين هنا؟!!.. بقه أنا اللي كنت عاوزاهم يتصالحوا يعمل كدا؟!!.. أيه فاكرها معزة يجرها وراه مطرح ما هو عاوز؟!!!!!!!!
قال شهاب في محاولة منه لتهدئة روع سلمى:
– اهدي يا حبيبتي، انتي عارفة غيث لا يمكن يأذيها!!..
سلمى بذعر وهي تطالع شهاب:
– دا لو في حالته الطبيعية، انما مش واحد عرف ان مراته وافقت على غيره، لو انت مكانه كنت عملت إيه؟..
شهاب باندفاع:
– كنت هدّيه درس أحرّمه يبص لها بطرف عين حتى!!!… ، سلمى بجمود وهي تطالعه بنظرات مرعوبة مما حدث لشقيقتها الوحيدة:
– وهي؟.. ، شهاب بتلقائية مندفعة:
– كنت ربيتها من أول وجديد وورِّيتها وش تاني خالص عمرها ما شافته قبل كداولا ييجي في بالها انها تشوفه!!!!!!!!!!….
ليصمت فجأة وهو يراها تنظر اليه بخوف ممتزج برعب قبل أن تقول بأسى:
– عرفت بقه أنا مرعوبة ليه؟!!!!!!!!..
صوت عال صدح آمرا:
– ممكن أعرِف ايه اللي بيجرا من ورايْ؟…
نظر شهاب الى جده وهو يزفر بانعدام حيلة قائلا:
– هقول لحضرتك كل حاجة يا حاج…..
صاح الجد بذهول بعد انتهاء شهاب وسلمى من سرد ما استجد من أحداث بين سلافة وغيث:
– بجاه ديه كلّأته يوحصل وما حدش فيكوم يّفكِّر انه يجول؟…
شهاب بضيق:
– يا جدي احنا نعرف منين انه الامور هتوصل لكدا؟.. بصراحه انا قلت انه آخرها هيقولها كلمتين ويمكن جدا يتصالحوا ما جاش في دماغي خالص انه ممكن يخطفها!!!!!!!!!
الجد بحزم لا يقبل النقاش وهو يشير بقاعدة عصاه الى شهاب فيما الجدة تدعو في سرّها ألا يطيل غيث غضب الجد فهو ان غضب كان كالاعصار الذي يقتلع الاخضر واليابس في طريقه:
– كلّم بوك خاليّه ياجي دلوك، وكالّم المعدول خوك وهاتَهْ..
هاتف شهاب والده والذي كان بالديوان منكب على العمل لعله ينسى ما كان من أمره زوجه، وأبلغه برغبة الحاج في رؤيته فأخبره انه في الطريق اليه، بينما حاول مكالمة غيث أكثر من مرة على هاتفه المحمول ولكنه ما يزال مغلقا، فزفر بحنق بينما هتف فيه الجد بقوة:
– انت وكيد عارف هو ممكن يكون راح فين، كلّمه دلوك… ياللا يا شهاب وجوله اللي هجولك عليه وبالحرف الواحد…
نفخ شهاب بضيق، هو مكان واحد شبه متأكد ان غيث قد قصده، ذلك المنزل الذي ابتاعه غيث مؤخرا في منطقة سكنية هادئة في أطراف القاهرة، ووقتها ظن أنه ينوي الانتقال للعيش هناك رغبة منه في مصالحة سلافة، حمد الله انه كان موجودا وقت توقيع عقد شراء المنزل حيث دوّن رقم هاتفه الأرضي، سارعبالاتصال لينطلق رنينا طويلا من الطرف الآخر ولم يجبه سوى السكوت!! ، حاول مرة بعد أخرى حتى فُتح الخط بعد المحاولة الخامسة، قطب شهاب وهو يقول:
– آلو.. غيث!!! ، صوت لهاث حاد وزفير كان الجواب من الطرف الآخر، ألح شهاب قائلا:
– غيث… انت معايا؟!!!!..
ليجيبه صوت مشروخ أجش لم يتعرف عليه في البداية:
– إيوه يا شهاب…
قطب شهاب وتساءل:
– غيث؟.. صوتك ماله؟….
غيث بجمود:
– مالوشي، انت عورفت النمرة اهنه منين؟..
شهاب متجاهلا سؤاله:
– مش دا المهم دلوقتي؟.. غيث عاوزك تسمعني كويس أوي.. انت وسلافة لازم ترجعوا وبسرعة!!!
وكأنه قد ألقى عودا من الثقاب المشتعل وسط كومة من القش، فقد زأر غيث عاليا لتتهاوى قشرة بروده الواهية وهو يهتف بشراسة:
– على جثّتي يا شهاب!!… سلافة ماراتيْ.. سامع؟.. جول لهم كلاتهم.. سلافة مارات غيث وما عفوتهاشي واصل…. أني.. راديتها يا شهاب…
ليحدق شهاب واسعا وهو يكرر بصوت مسموع كالببغاء:
– إيه؟.. راديتها!!!!!!!!!!…
لينتبه الى صوته الذي سمعه الجميع فقد شهقت سلمى في صدمة وذهول فيما هتفت الجدة” يا رب ساترك”…، بينما أمره الجد بعينين صارمتين وهو يشير اليه بأسفل عصاه:
– جولُّوه…. ، تنحنح شهاب وقال وصوته المصدوم مما أخبره غيث في التوّ كفيل باقناع الأخير بما سيلقيه اليه من أخبار:
– غيث.. انتو لازم ترجعوا، جدك لما عمك رؤوف كلمه وقاله انه سلافة لسه ما رجعتش وزمايلها بيقولوا انها اتخطفت وقع من طوله خصوصا انه مش مصدق انك تعمل كدا، بصراحه سلمى معاهد لوقتي وضغطه عالي جدا لدرجة انها مصرة تنقله المستشفى المركزي في قنا وهو اللي رافض!!!!!!…
ليهتف غيث في صدمة:
– جدِّيْ!!!!!! … ، ولم يلبث غيث أن قرر ىخطوته القادمة اذ هتف بدون لحظة تفكير اضافية:
– احنا جايين يا شهاب مسافة السكة، طمّن جدي وخلي بالك منه لغاية ما نيجي…
أنهى شهاب المكالمة ونظر الى الجد الجالس أمامه في قوة وشموخ قائلا بخفوت:
– هاييجي يا جدي…
الجد في حزم:
– كالّم عمك رؤوف وعرّفه انهم هاييجوا اهنه.. خالّه ايجيب ماراتَه وياجي هوّ كومان…
هتف عثمان في حنق شديد والذي كان قد حضر بناءا على رغبة والده الذي شرح له في بضع كلمات بسيطة ما فعله ولده:
– بس لمّن عيني تجع عليك يا غيث، بجاه انت تِعمل إكده في بت عمّك؟…
نهرته الجدة والتي لم تستسغ هجوم الجميع على حفيدها المفضل خاصة بعدما عرفته من رغبة آخر في الارتباط بسلافة وموافقة الأخيرة:
– واه.. خابار إيه يا عتمان يا وَلَدِيْ… انت ناسيت انها ماراته كومان؟.. كيف اتوافج على غيراه ما فهمهاشي ديْ؟.. اتجننت سلافة؟.. غيث وجلبه موجوع يا نضري كان يّتصرِّف كيف وهو شايف ماراته عتكون حلال واحد تانيْ؟.. انما عجول ايه كلَّه من بوز الاخص اللي اسمها راوية داهية لا تعودها1111..
هتف الجد بغلظة:
– فاطنه!!!!!! ، لتنتبه فاطمة الى نظرات شهاب الواجمة وجمود نظرات عثمان فقالت وهي تتأفف:
– ما تواخزنيشي يا شهاب يا وَلَديْ.. لكن أمك عِملت كاتييير جووي، وأذيت ناس ياما… ربنا يسامحها بجاه عجول إيه؟…
ليصدح صوتا ناعما يقول بحزن بالغ:
– ولا حاجة يا جدتي، ادعي لها بالرحمة والشفا…
التفت الجميع صوب الصوت وكانت سلمى أول من تحرك ناحيته هاتفة وهي ترحب بالقادمين:
– سلسبيل… ، عانقتها سلمى، فيما مال الليث مقبلا يد الجد والجدة، قالت سلسبيل بصوت يقطر حزنا بعد ان ابتعدت عن ذراعي سلمى:
– أني عارفا عان أمي غّلطت في حجّكوم كتير وخصوصي في حج سلافة.. اني مش عارفة أجولكم إيه لكن….
لتسارع سلمى بمقاطعتها بابتسامة:
– ما فيش لكن يا سلسبيل، احنا أهل، وربنا بيجازي كل واحد على أد عمله، تعالي اقعدي انت شكلك تعبان…
قال الليث والذي شعر بنغزة عميقة في اعماق فؤاده لدموع سلسبيل المترقرقة:
– غُلبت فيها يا دكتووورة انها تاخد بالها من صحّتها لكن راسها يابس، معتسمعشي الحديت واصل…
سلمى بفكاهة لاضفاء روح المرح الى المكان:
– دماغ صعيدي بقه تقول أيه؟…
لتبتسم الوجوه فيما تظل القلوب تخفق قلقا على الغائبين!!!!!!!!!!…
************************** ************************** *****************
كانت تجلس على الصوفا في تلك الغرفة التي حبسها فيها غيث، عيناها شاردة في الفراغ أمامها، بينما دموع صامتة تنساب على حرير بشرتها وهي لا تكلف عناء نفسها ان ترفع يدها لتمسحها، بل تركتها قاصدة علّها تطهر قلبها من تلك الأوجاع التي تكالبت عليه، ربّاه أنها لا تصدق أن هذا هو.. غيثها!!!… نعم، مهما حدث بينهما ومهما ابتعدا كان وسيظل غيثها، هل تراها دفعته أكثر من اللازم؟.. هل هي فعلا المخطئة؟.. ألم يكن هو من تركها ورماها بأبخس ثمن؟.. ألم يكن هو من ظلمها ولم يهتم بالتأكد من افتراءات الحيزبون والدته قبل أن يرميها برصاصته النافذة التي ما ان انطلقت من فمه حتى نفذت الى عمق قلبها فيما دويّها كاد يصم آذانها وصوته يتردد في أذنها ” طالق.. طالق.. طالق!!!!”….، ربّاه!!!… أي امتهان لأنوثتها وكرامتها أقسى من ذلك؟… وبعد هذا كله يجرؤ على أن يصرخ في وجهها ناعتا إياها بـ… الخاائنة!!!.. هي خانته؟.. ولما؟… ألأنها رفضت أن تدور في فلكه وآثرت النجاة بكرامتها وحبّها عوضا عن التمرّغ بإذلال أسفل قدميه؟… هل هذا هو ما يريده منها؟.. أن تنصاع صاغرة إليه تستجدي حبه لها؟… لا…. اللعنة!!… ليست سلافة من تنحني لغير بارئها، وإن كان يملك قلبها فهنيئا له به فخير لها أن تعيش بلا قلب على أن تحيا بلا كرامة!!!!!….
رفعت أناملا مرتعشة تتحسس شفتيها المتورمتين، تكتم شهقة ألم عميقة، هل يعتقد أنه هكذا قد وسمها باسمه؟… هل هكذا وضع صك ملكيته لها كما همس لها بقسوة بعد أن اعتصرهما بوحشية أدمتهما وكأنه يعاقبهما على نطقهما بكلمة نعم للارتباط بسواه!!!!…، إن كان يعتقد أنه بهذا الشكل قد نجح في دحض مقاومتها والحصول عليها إذن فستكون أكثر من سعيدة لتبيّن له أنه ليس هناك من يستطيع أن ينال سوى ما تريد هي منحه إيّاه!!!!..
أنهى المحادثة الهاتفية مع توأمه، وهو يعتصر الهاتف في يده يكتم لعنة كادت تخرج من فمه، لم يكن يريد العودة معها الآن، هو لم يقم بأي خطأ حينما قرر استعادة ما هو له، وسلافة حقه… ورغما عن أنف الجميع بل أنفها هي نفسها!!!… أتعتقد أنه ستنازل عنها بهذه السهولة؟… وهل يُعقل أن ينتزع روحه من بين حناياه بيديه ويلقي به بعيدا؟!!!… نعم… سلافة هي قلب هذا الجسد النابض، هي من تملكه ليس هو!!!… ونعم أيضا… كاد أن يفتك بها، بل إنه قد فتك فعليّا بذلك الثغر الذي لا يزال يحمل مذاقه بين شفتيه، تلك الشفاه التي تجرأت على القبول بآخر!!!!!!… ، لكم اليد الخشبية للمقعد حيث يجلس متغاض عن الألم الذي شعر به بينما يتصاعد ألم من نوع آخر بداخله، لا… انه ليس بألم… بل مرارة وحنق ورغبة واضحة وشديدة في القتل!!!!… نعم القتل!!… سيعيد شريعة الغاب ثانية إن تطاول أيّا كان على سلافته ثانية ولو بالنظر فقط، وحق السماء.. كلما تذكر أن آخر قد نظر اليها واشتهاها كزوجة له حتى تندلع النيران بداخله حتى تكاد تخرج من أنفه وأذنيه على حد سواء!!!….
لم يستطع الجلوس فنهض ينهب الأرض من تحته ذهابا وإيابا، بينما يضرب بقبضته اليمنى راحته اليسرى وصوت بكاءها يتردد في آذانه وطعم دمائها لا يزال مذاقه في فمه!!..، نعم.. وحدها دموعها ودماء شفتيها اللتان أدماهما في عناقه المتملك الوحشي ما جعلاه يفيق مما أوشك على القيام به، لا تزال صورتها وهو يدفعها بعيدا عنه بينما تطالعه بعينيها النجلاوين في ذهول وصدمة ترتسم أمام عينيه…
مرر أصابعه بين خصلات شعره السوداء كالليل البهيم وهو يتذكر كلماته التي ألقاها في وجهها المصدوم، إذ وقف أمامها يلهث محاولا التقاط أنفاسه الهاربة هامسا ببرود شرس يناقض ذلك البركان الذي تفجر بداخله ما ان شعر بطراوة شفتيها بين شفتيه:
– اوعاكي تفتكري اني هجبرك على حاجه، لاه… مش أني اللي أفرض نفسي على حرمة حتى لو كات الحرمة ديْ… حلالي… ماراتي…
توسعت عيناها وهي تسمعه ينطق بكلماته تلك التي تعني….. ، وكأنه سمعها ليردف بشماتة بينما عيناه تلمعان بظفر وحشي:
– إيوه يا سلافه… أني راديتك لعصمتيْ… انتي دلوك ماراتيْ… طلاجنا كان رجعي يعني ليا الحاج اني أرجعك في أي وجت من العدة… ولو بالقول، وأني رجعتك يا سلافة.. وابجي ورِّيني بجاه عتجدري تهربي منّي كيف؟…
ليزيحها جانبا بقسوة ويندفع خارجا صافقا الباب خلفه بقوة ليوصده بعدها بالمفتاح حتى يتأكد أنها لن تهرب منه، فسلافة لن تخطو خطوة واحدة بعيدا عنه!!!!!!!!!!….
كان شاردا في البعيد حينما لاحظ خيال يقف بعيدا عنه، قطب ونظر جيدا في اتجاهه، لتتوسع حدقتاه فيما ذلك الخيال يتقدم أقرب اليه ليتضح صاحبه بعد ذلك والذي لم يكن سوى…. سلافة!!!!!!!..
طالعها بذهول هامسا وهو يخطو ناحيتها:
– انتيْ… انتي جيتي كيف؟… أني غالج عليكي الباب بالمفتاح، والمفتاح في جيبتيْ اهنه..
وأخرج المفتاح من جيب قميصه أمامها، نظرت اليه سلافة وهي تحاول تمالك أعصابها ثم أِاحت عينيها بعيدا عنه قائلة ببرود ساخر:
– حتى لو قفلت عليّا 100 باب وشبّاك.. مش هتقدر تحبسني يا غيث!!!…
هدر فيها بعنف:
– جصدك ايه يا سلافة؟…
طالعته بينما غضبها منه يتصاعد بداخلها، لم تستطع الحفاظ على برودتها الزائفة، لتهمس بغضب مكتوم من بين أسنانها:
– انت عاوز ايه منّي بالظبط يا غيث؟….
سكت يطالعها بغموض فتابعت بينما قشرتها الخارجية التي اعتمدت البرودة تتصدع رويدا رويدا:
– طلقتني من أكتر من شهرين ومن وقتها ما شوفتك ولا أعرف عنك حاجة، فجأة كدا افتكرت انه لك زوجة مطلقها وعاوز ترجعها؟.. ايش معنى دلوقتي؟… ايه عشان عرفت انه اللعبة اللي كنت في ايدك غيرك عاوزها فاحلوّت في عينيك؟….
في خطوتين اثنين كان قد قطع المسافة التي تفصلهما ليجذبها اليه بذراعين كالكلّاب يعتصر خصرها بقوة آلمتها حتى كادت تطلق آهة قوية بينما تحدث بصوت كالفحيح من بين أسنانه:
– انطجيها تاني يا سلافة عشان يبجى أخر يوم في عمرك!!!!..
حاولت دفعه بعيدا عنها بقوة وهي تصيح غاضبة:
– انت عاوز مني إيه؟…..
ليصرخ بغضب أشد:
– عاوزك انتيْ!!.. عاوز ماراتيْ… حلالي…. ما عاوزشي حد يلمح طرفك واصل….
طالعته بنظرات تحمل مرارة وأسى وقالت بابتسامة حزينة ساخرة:
– من امتى يا غيث؟… من امتى وأنا مراتك وعاوزني؟… لو أنا فعلا مراتك وأفرق معاك ما كنتش فرّطت فيا من الأول يا غيث!!!!!
أرخى قبضته عن خصرها لتتنفس الصعداء فيما همس بمرارة مماثلة:
– انتي اللي طلبتيها يا سلافة… ما كوتش يتهيألي انك عتفكري فيها واصل!!!
سلافة بجمود:
– انت اللي صدقتها يا غيث، خليتني أحس اني ما اعرفكش، معقول غيث.. جوزي يصدق فيا كدا؟… أنا؟!!… انا ممكن أضحك أهرّج كبيري أتّريق.. لكن أمد ايدي وأضرب؟!!!..
سكتت لثوان ثم أردفت بضحكة صغيرة ساخرة فيما وقف أمامها يطالعها بغموض:
– لا وإيه… عاوزه أموّتها كدا من الباب للطاق!!!… بذمتك دا كلام يتضحك بيه على عقل عيال صغيرين؟….
أجاب ببرودة شديدة:
– أنتي من لوّل وانتي مش حبّاها يا سلافة، تنكري؟…
هزت كتفيها بلا مبالاة مجيبة ببرود:
– لا طبعا…. ، ما ان همّ بالكلام حتى قاطعته شاهرة سبابتها لأعلى مردفة بقوة:
– لكن هي كمان ما كانتش بتدوب فيا دوب!!!.. هي ما كانتش لا بتطيقني ولا بتطيق أختي ولا أمي يا غيث، ولا عندك اعتراض؟.. مين اللي كان رافض جوازنا من أساسه وقالت كدا قودام جدي نفسه.. مش هيّا؟… وتلقيح الكلام والبوز الشبرين سوا في الحنة ولا الفرح ولا في أي يوم عشته معاها في نفس البيت، أعتقد انك كنت المفروض توزن الأمور صح لكن للأسف… طلعت ماشي وراها!!!!!!!!!
هدر فيها غيث بعنف:
– سلافة حاسبي على كلامك!!!!…
هتفت سلافة بحنق:
– أنا خلاص جبت آخري بقه، انت إيه يا أخي… مش شايف انك غلطان خالص؟… أنا اللي عملت كل حاجه وانت الملاك بجناحين؟…
سكتت لتلتقط أنفاسها ثم أردفت بضيق:
– عارف يا غيث… أنا هريّحك.. أنا فعلا اللي ضربتها، وشتمتها، وكنت عاوزة أموّتها وأرتاح منها ومن شرّها.. ها ايه رأيك؟… ارتحت كدا؟… طمّن نفسك بقه وابعد عني، أنا فعلا واحدة شريرة وهي طيبة، ممكن بقه تنساني وتطلعني من نافوخك….
بكلمة وحيدة رد عليها:
– مجدرش!!!!…
قطبت وهي تكرر بتساؤل:
– مجادرش؟!!!!!… مجادرش على ايه بالظبط يا ابن عمي؟…
غيث وهو يتقرب اليها حتى وقف أمامها ينقل نظراته بين عينيها الاثنين بجدية تامة:
– مجدرش أخرجك من نافوخي، وماجدرش أسيبك..
بابتسامة كلها مرارة وأسى أجابت:
– بس انت قدرت يا غيث!!… انت سيبتني فعلا، طلقتني، ومن شهرين ونص معرفش عنك حاجة زي ما تكون ما صدقت!!!!
غيث بلهجة عتاب ولوم:
– وانتي طلبتيها يا سلافة؟…
سلافة وكادت دمعة تطفر من عينيها:
– وانت نفذتها يا غيث!!!!!..
غيث وهو يرفع يديه ليقبض على كتفيها برفق:
– انتي لمّن شوفتيها وهي… – وسكت وهو يجد صعوبة في التفوه بما هو قادم ولكنه أكمل بصعوبة بالغة – طابجه في رجبة مارات عمي حاسيتي بإيه وجتيها؟.. مش انك راديه اتموتيها ولا أنها تجرّب من أمك؟… ليه ما حاطتيشي نفسك موطرحي؟.. مرة أدخل عليكم وألاجيكي بتتعاركي امعاها وهي توصرخ وتجولي اراتك ابتضربني.. عاوزاني أتصرّف كييف؟… ولا لمن أسمعك بدِناتي التنيين وانتي بتصرخي فيها انك رايداه اتموت…. رايداني أجف وأسجف لك؟… لو كتِّي موطرحي يا سلافة.. كنت عتتصرفي كيف؟…
سلافة بانفعال ودموعها تنساب رغما عنها:
– ما كنتش هظلمك، كنت هستغرب مش هصدق!!!.. هسألك وأسمعك، يمكن ساعتها المنظر كان وأكيد هيضايقني لكن كنت لازم هسألك، انت ما سألتنيش يا غيث، انت صدقت وحاكمت وأدنت، نصّبت من نفسك القاضي والجلاد وأمك الضحية وأنا الجاني مع أني أنا المجني عليه!!!….
صاح غيث بيأس وهو يهزها:
– ما عاوزاشي تفهمي ليه؟… أني من سابع المستحيلات بالنسبة ليا ان امي اتكون جاصده انها تفرّج بيني وبين ماراتي، عمري ما اتوجعتها أبدا، أيون كت عارف انها مش رايداه الجواز هديْ سوا جوازتي ولا جوازة شهاب، لكن عمري ما اتخيّلت انها ممكن توصل لكْدِهْ!!!!
قالت سلافة بتعب:
– وأهي وصلت يا غيث، وخلاص… كل واحد فينا راح لحاله، والعدة قربت تخلص وترتاح مني خالص، تقدر تقولي عاوز مني ايه؟..
غيث بقوة:
– عجولها تاني وتالت ورابع… عاوز ماراتي!!!!
صاحت سلافة وهي تطالعه بتحد:
– بأمارة إيه يا غيث؟.. بقالنا أكتر من شهرين متطلقين حاولت مرة واحده فيهم انك تشوفني؟… انك تصالحني؟… حاولت تكلم بابا وتستسمحه؟… للأسف يا غيث، أسمع كلامك أصدقه أشوف أمورك أستعجب!!!!!!!
نظر اليها غيث بغموض ثم أنزل يديه وابتعد خطوتين الى الخلف وهو يقول:
– انتي فاكراه اني ابعادي دا كان بالساهل؟… اني لمّن بعدت كان غرضي أنك تهدي.. عشان تِعرفي تفكّري صوح، عمري ما اتوجعت انك مع اول واحد ياجيكي توافجي لاه وإيه… لساتك ما وافيتيّ عدّتِكْ!!!!!…
نظر اليها طويلا حتى اضطرت للاشاحة بعيدا عن عينيه، لا تعلم لما هذا الالم الذي ينخر قلبها، هو من تركها وتنازل عنها، هو من كذبها وصدق افتراءات تلك الحيزبون والدته، ولكن مهلاً.. لما هذه النظرات الحزينة التي يرمقها بها مختلطة بأسف واضح وخيبة أمل ظاهرة؟… وأردف يجيبها عن كل اتهاماتها التي رمتها بها في وجهه بعبارة واحدة.. نطقها بكل أسى، بكل مرارة، بكل حزن العالم المنبعث من عينيه ونبرات صوته، قال:
– انتي نزلت الشغل بعد طلاجنا بسبوعين ويوم بالتمام، نجلتي من الجسم اللي كتي ابتشتغلي فيه لجسم تاني عشان الكلام والحديت الماسخ اللي كتي بتسمعيه منيهوم يوماتي، ساعات شغلك من 9 ل 5 كل يوم الا الجمعه والجمعه اللي راحت كان عندك شغل تجفيل الشهر!!!!!!!!!
بُهتت، وقفت تطالعه بدهشة بالغة وقد نسيت القدرة عن الكلام حتى اذا ما تحدثت همست بصوت مشروخ مذهول:
– انت… انت عرفت كل دا منين؟.. ، أدار لها ظهره وأجابها بسخرية ومرارة:
– أني اعرف كل حاجه عِملتيها في المدة اللي فاتت ديه كلاتها، وحكاية سامي بيه عارفها لكن اللي ما كوتّش أعرفه انك هتوافجي عليه وانت لسّاتك على ذمتي يا .. بت عمي!!!…
وتركها وانصرف مغلقا الباب خلفه بهدوء بينما وقعت جالسة على المقعد وراءها وهي تهمس في صدمة:
– معقوله!!.. طب ازاي؟.. ازاي يا غيث وليه؟….
وانسابت دمعة صامتة خدشت بشرتها الحليبية وهي تطالع أثره الغارب!!!…..
كانت لا تزال في مكانها حينما اندفع للداخل بعد دقائق وما ان وقعت عيناها على وجهه حتى شعرت بانقباضة غريبة في قلبها، فنهضت واقفة وهي تتساءل بصوت خافت:
– فيه إيه يا غيث؟… وشّك ما يطمّنشي؟…
غيث وهو يهرب بعينيه بعيدا بينما وجهه لا ينبأ بشيء:
– جهزي نفسك.. عنسافروا البلد دلوك!!!..
قطبت وتقدمت منه وهي تتساءل بقلق وريبة:
– إيه؟.. هنسافر البلد دلوقتي؟…
كرر كلامه ثانية بزفرة ضيق فألحت في السؤال:
– طيب ليه؟…
نظر اليها بتطالعه عينان بلون الليل البهيم، زفر بيأس ثم قبض بيديه على كتفيها وهو يقول محاولا بث الطمأنينه الى قلبها:
– جدي بعافية اشوي وشهاب كلّمني!!!
شهقت برعب:
– لا جدي!!!!…
قال غيث بقوة:
– اهدي يا سلافة واطّمني، جدي عيبجى بخير ان شاء الله….
طالعته بنظرات طفلة خائفة وهتفت من بين دموعها المنسكبة:
– مش هقدر أستحمل يا غيث لو جدي جراله حاجة… مش هقدر، هموت يا غيث.. ها…….
ليسارع بكتم فمها ثم احتوائها بقوة بين ذراعيه وهو ينهرها زاجرا:
– اوعاكي تتحدتي إكده، ماعاوزشي أسمع منيكي الحديت العِفش ديه مرة تانيه!!!!… جدي عيكون بخير ان شاء الله….
طوقته تلقائيا بذراعيها دافنة نفسها أكثر اليه بدون أن تعي وهي تهتف بصدق جليّ:
– يا رب يا غيث يارب….
ولم تنتبه الى حالة من تضمه اليها وكأنها تستمد منه الحياة، ليدفن غيث رأسه في شعرها يتشمم رائحته بينما يهتف داخله بقوة مطالبا باشباع جوعه الشديد اليها، أغمض عينيه وهو يهتف بيأس بداخله:
– يعني ما لاجيتيشي غير دلوك يا سلافة؟!… عستحمل كييف أني دلوك؟… يخرب مطنّك…
أغمض عينيه بشدة يعتصرها أقرب اليه وهو يستاءل في داخله عن سبب جمالها المشع الذي يلاحظه، ليتآكله الغيظ من داخله، فبينما لم يكن يقرب الطعام الا لقيمات تقمن صلبه، وبينما خاصم النوم جفنيه، يجد أنها قد ازداد وزنها في المناطق المثيرة ليكتسب جسدها فتنة طاغية، بينما وجنتيها قد تلونتا بلون أحمر طبيعي وكأنها حمرة الصبايا!!!!!!!!!!!!…
************************** ************************** ******************
دلفت سلافة ركضا الى الداخل ما ان أوقف غيث السايرة، وكانا قد قضيا الرحلة في صمت تام بعد عدة محاولات فاشلة من غيث لجعلها تبادله الحديث ولكن القلق كان قد مبلغ منتهاه لديها خاصة حينما هاتفت سلمى التي أكدت لها أن حالة الجد… حرجة!!!!!!!!!!
وقفت سلافة على عتبة باب غرفة الجلوس وما ان وقعت عيناها على والدها حتى هرب الدم من عروقها وأوشكت على السقوط مغشيّا عليها، اندفعت الى أحضان والدها الذي تلقفها بين ذراعيه وهي تهتف ببكاء حار:
– جدو يا بابا جدو….
لتسمع صوت حبيب اليها يقول بوضوح:
– أني إهنه يا حبة عين جدك….
حدقت في والدها بدهشة وتساؤل ليومأ برأسه مؤكدا لها ما سمعته، فيما صاح صوت آخر يهتف بذهول:
– جديّ!!!!!!!!!!
استدار الجد الى غيث المذهول، تقدم غيث الى الداخل ليقف أمام الجد يهتف بتساؤل ودهشة:
– انت.. انت بخير يا جدي؟.. اومال شهاب وسلمى….
سارعت سلافة بالارتماء بين أحضان جدها والذي احتواها بين ذراعيه بحنو قبل أن يرفع رأسه مجيبا غيث بقوة بينما ابتعدت عنه سلافة قليلا لتقف بجوار والدها:
– شهاب وسلمى وصابر الغفير اللي انت حدّته عشان يوكّد لك اني عيّان صوح ما جالوش غير اللي أمرتهوم بيه!!!!!!
قطب غيث بتساؤل:
– اللي أمرتهم بيه؟.. انت اللي خاليتهوم يجولوا إكده؟.. وليه؟…
تقدم شهاب منه وقال:
– اسمعني يا غيث…
ليقاطعهما صوت رؤوف قائلا بقوة:
– قبل أي حاجة… أنا للأسف اتغشيت فيك يا غيث، كنت فاكرك هتصون بنتي وتحافظ عليها، لكن طلعت أول واحد ظلمها وجار عليها… ليّا دين عندك ولازم توفّيه يا غيث؟…
قطب غيث وتقدم منه حتى وقف أمامه بينما تقف سلافة بينهما تنقل نظراتها بينهما بحيرة وترقب، تساءل غيث:
– دين؟.. دين إهي دي يا عمي؟!!!!!!!!!
ليرفع والدها يده عاليا ويهوى بها وسط صيحة سلافة، ولكن…. لتسقط الصفعة على يد سلافة التي رفعت يدها لتمسك بيد والدها فيما تقف حائلا بينه وبين غيث وهي تهتف باسم والدها عاليا:
– بابا!!!!!!!…
هدر فيها والدها بغضب:
– بعد دا كله وانتي بتدافعي عنه؟…
حاول غيث ازاحتها من أمامه هاتفا بغضب:
– بعّدي يا سلافة من اهنه… مالكيش صالح باللي بيوحصل، إذا كان عمي يرضيه يوضربني عشان أسد ديني اللي أني معرفوشي لحدت لوك فأنا رجبتي ليك يا عمي…
هتفت سلافة بلهفة:
– لا يا بابا… ما فتهمش غلط أرجوك… غيث ما عملش حاجة… أنا… أنا اللي روحت معاه برغبتي!!!!!!!!!!
لتسقط يد والدها فيما يطالعها بدهشة لا تقل عن ذهول غيث نفسه فيما الجميع يتساءلون”كيف؟”….
أجابت السؤال الصامت في أعين الجميع وهي تدعو الله أن يغفر لها كذبتها وأن تنطلي عليهم:
– احنا بعد ما بعدنا عن الشركة سألني اذا كنت أروح معاه ولا يرجعني البيت، وأنا اخترت أني أروح معاه!!!!…..
رؤوف بريبة:
– وما كلمتنيش ليه على الموبايل تقوليلي؟…
سلافة بلهفة لإقناعه:
– عشان كنت خايفه حضرتك ترفض، وكان لازم أحط حد للحكاية دي، لازم أعرف راسي من رجلي، أرجوك يا بابا تسامحني، أنا غلطت أنا عارفه لكن انا تعبت من الحالة اللي انا فيها، لا انا عارفة أنا متجوزة ولا متطلقة ولا آخرتها ايه أساسا…
رؤوف بخيبة أمل:
– تقومي تخبي عليا يا سلافة؟… ما عملتيش حساب قلقي عليكي أنا ومامتك؟..
انحنت على يده تقبلها وهي تبكي قائلة:
– أرجوك يا بابا سامحني، أنا كنت في حالة يأس عاوزة أرسالي على بر.. أنا تعبت تعبت…
ليرفعها أبوها ويحتويها بين أحضانه يهدهدها حتى خفت بكائها فقال لها بهدوء:
– ويا ترى قدرتي توصلي لحل يا سلافة؟….
ابتعدت عنه قليلا وأجابت بينما تطالعها الوجوه حولها بترقب وتعاطف:
– بصراحه يا بابا أنا تعبت… أنا….
كاد غيث أن ينتزعها من بين أحضان والدها ليزرعها بين أحضانه هو فهو وحده الأحق بتسكين آلامها، ليخرق شروده صوت والده قائلا:
– خلاص يا رؤوف يا خويْ… همّل لبنيّه دلوك.. خليها تطلعوا دارها اتريّح اشوي، روحي معاها يا سلمى انتى وسلسبيل…
لترافقها سلمى وسلسبيل فيما الليث وشهاب يتبادلان النظرات فيما بينهما حينا ويسترقان النظر الى الجد الصامت بغموض أحيانا!!!!!!!!…
قال الجد بحزم:
– غيث… تعالى رايدك…..
وسار الجد يتبعه غيث بينما قال شهاب بخفوت لليث الواقف بجانبه:
– تفتكر الحاج عبد الحميد هيعمل إيه في ابن عمك؟…
الليث بجدية تامة:
– عيعملوا امعاه الواجب وأكتر شويْ أكيييد!!!!!!!!!
————————– ————————– ————————– ————–
دلف الجد الى غرفته وأمر غيث أن يوصد الباب خلفه، وقف الجد يطالع غيث بنظرات غامضة قبل أن يشير اليه بالاقتراب ليقول بعد ذلك بسخرية شديدة:
– أني رايد أعرِف.. انت بتفهم من فين؟….
فتح غيث عيناه على وسعهما هاتفا:
– باه… عتجول إيه يا جدي؟…
الجد بحنق تام:
– بلا جدي بلا جدتي.. أني ياب ني انتِه مش جولتلك بالحنيّه؟… حنيّه… مش تور بينطح ولا جحش بيرفُس!!!!!!!!!
هتف غيث باعتراض:
– باه… خَبَار إيه يا جديْ!!!!!
الجد باستهجان تام وهو يدفعه في صدره بمقدمة عصاه العاجية:
– خَبارك متل وجهك!!!… تِعرف يا غيث.. أني خلاص حطيت يديني التنيين في الشّج منِّيك…
وقف مقطبا جبينه وهمس بحشرجة مختنقة:
– يعني ايه يا جدي؟…، هدر فيه الجد بعنف:
– يعني اني جولت لك بالحنان والمسايسة مش بالغصب يا ابن عتمان، انا هخرج لها دلوك وأسعلها.. لو مش رايداك صوح هترمي عليها اليمين يا غيث، وبائن كيف ما كانت رايده، لأنه خلاص لِعبتك انكشفت لمن جولت انك ردِّيتها لعصمتك من تاني، انت كت مكلجها طلاج راجعي مش كيف ما كانت عاوزه، أنما المرّ هديْ عتطلجها كيف ما تجول هي ولمن توفي عدتها لو العريس دوكها لساته رايده.. اني بنفسي اللي عحط يدي في يده ونجرا الفاتحه.. وابجى وريني هتمنعني كييييف يا ولد الخولي!!!!!!!!!!
وانصرف الجد من أمامه فيما يتابعه غيث بنظرات مذهولة قبل أن يركض خلفه هاتفا بقوة يترجاه أن يمنحه فرصة أخيرة، ليتمتم الجد من بين أسنانه في غيظ واضح:
– فرصة تانيّه!!!.. لاه وانت الصادج… فرصة تانيه أنت بجاه…. جال فرصه تانيه جال… رجالة آخر زمن!!!!!!!!!
وقف الجد بالأسفل ينتظر نزول سلافة حيث أرسل اليها الخادمة تبلغها بأنه يريدها في أمر هام، راقبها وهي تهبط درجات السّلم بينما عيناها تطالعانه بترقب وقلق، وما أن وصلت إليه حتى وقفت أمامه تنظر اليه بتساؤل وخشية، ابتسم لها ابتسامة صغيرة، وغمزها في خفية عن الأعين المراقبة لهما، قال بابتسامة صغيرة:
– تعالي يا بتّي رايد أتحدت امعاك لوحدينا….
هتف غيث وهو يلهث:
– جدي.. أني…
ليسكته جده بنظرة قوية قائلا:
– بعدين يا غيث، دلوك أنا رايد اتحدت مع بت عمك.. وبعدين عيكون لينا كلام تاني!!!
وانصرف الى غرفته بالاسفل يراقبه غيث بدهشة وريبة بينما أحاط به من الجهتين كلا من شهاب والليث، قال غيث بذهول:
– بت عمي؟… هيّا بجيت بنت عمي إوْ بس؟!!!!
شهاب بتعاطف وهو يهز برأسه في تضامن:
– لا وأكد لك عليها.. بنت عمّك!!.. ( وهو يضغط على أحرف الكلمة)…
التفت اليه غيث يسأله مقطبا بريبة:
– معناته إيه ديه؟..
ليجيبه الليث بشفقة ظاهرة وهو يربت على كتفه:
– معناته انه الكبير لمّن يجول بنت عمّك يبجى هيّ.. بنت عمّك… لحدّت ما هو ايجول غير إكده!!!!
هرب الدم من وجه غيث في حين مالت سلمى على أذن سلسبيل هامسة بحنق وهي ترمق زوجها والليث بحنق مشفقة على حال غيث:
– انا عاوزه أفهم هو جوزك وأخوه اللي هو جوزي شامتانين في غيث؟..
قطبت سلسبيل ونظرت حيث أشارت لها سلمى بطرف عينها وقالت:
– ليه بتجولي إكده يا سلمى؟..
سلمى بجدية تامة:
– من ساعة ما جدك خد سلافة ودخلوا أودته وهما ماسكين ودانه كل واحد ودن لما حاسه انه خلاص هيغمى عليه منهم في الآخر…
قطع همسهما صوت فتح الباب لتتقدم سلافة يتبعها الجد، وقفت سلافة وهي تطالع الجميع بثقة جديدة بينما تحدث الجد بحزم:
– غيث…. أنا سبج وجولتلك اللي عتجول عاليه بت عمك أني موافج عليه… وأنت لازمن توافج عليه.. صوح؟..
ازدرد غيث ريقه بصعوبة وقال:
– صوح يا جدي…
أشار الجد لسلافة بالحديث فتقدمت تقف وسط الجميع الجالس على المقاعد الارابيسك المنتشرة في الردهة فيما يقف غيث محاطا بأخيه وابن عمه أمامها وتحدثت قائلة:
– جدي خيّرني بين الطلاق أو أني أستمر معاك زوجة يا ابن عمي، وبصراحه… أنا جربت أني أكون زوجة… وللأسف أنت شايف النتيجة اللي وصلنا لها!!!!!!
تأهب غيث للصراخ رافضا ما تلمح اليه وهتف بغلظة:
– يعني إيه؟…
سلافة ببرود وابتسامة مغيظة:
– يعني أنا للأسف اتضح لي أنى معرفكش كويس يا ابن عمي عشان أوافق اننا نكمل كزوجين…
رفعت يدها تسكته حين أراد مقاطعتها وأردفت بهدوء:
– وانت كمان… متعرفنيش كويس!!!
قطب غيث هاتفا بصوت خشن متسائل:
– جصدك إيه يا سلافه؟…
لترتسم ابتسامة مكر على ثغرها الوردي وهي تجيب ببراءة شديدة:
– قصدي فترة خطوبة يا ابن عمي!!!!!!!
صاح غيث بغير تصديق:
– إيييييه؟… خطووبة!!.. يعني أيه؟….
تقدمت اليه حتى وقفت أمامه ورفعت وجهها اليه تجيبه ببساطة:
– يعني احنا هنقضي مع بعض فترة خطوبة… بالظبط زي أي اتنين مخطوبين.. وحط تحت مخطوبين دي ألف خط بالاحمر… لغاية ما ندرس بعض كويس ونعرف أخلاق بعض، والله بعد كدا اكتشفنا اننا ارتحنا لبعض يبقى خير وبركة… اكتشفنا اننا مش فاهمني بعض يبقى يا دار ما دخلك شر!!!!!
صاح غيث:
– انتي بتجولي إيه؟…
ليهدر فيه الجد بصرامة:
– كيف ما سَمِعت يا غيث، ومن دلوك بت عمك هتكون إنه في الدار… وانت عتروح الموطرح اللي كت فيه جبل سابج… ودخولك الدار إهنه عيبجى بمواعيد… أومال مهما كان الدار له حرمته!!!
كاد غيث أن يعض على أنامله غيظا فيما نظرت اليه سلافة بخبث هامسة في نفسها:
– ولسّه يا غيث.. انت لسّه شوفت حاجة؟.. أنا هخلص منك القديم والجديد وهخليك تقول حقي برقبتي.. وابقى قول سلافة قالت!!!!!!!!!!!!!!
– يتبع –
الحلقة (39)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
أخذت ألفت تسير جيئة وذهابا والقلق ينهشها على صغيرتها بينما كان رؤوف يحاول الاتصال بها على هاتفها الشخصي للمرة العشرين، أغلق الهاتف وهو يتأفف حنقا:
– أووف… بردو مغلق!!!… ، نظرت اليه ألفت وقالت بصوت مرتجف خائف:
– وبعدين يا روؤف؟.. سلافة المفروض كانت هنا من تلات ساعات، الساعة داخله على 9 بالليل، هنعمل إيه؟…
رؤوف بنزق:
– أنا مش فاهم لازمته إيه الموبايل بتاعها طالما مقفول؟.. هي سلافة كدا على طول بتنسى تشحنه، أعمل إيه بس يا ربي؟!!!!..
ليقاطعه صوت رنين هاتف المنزل ليسارع بالاجابة تلحقه ألفت التي أسندت رأسها الى كتفه لعلها تسمع ما يطمئن قلبها على صغيرتها، ولكنها لم تستطع سماع شيء وبدلا من ذلك فوجئن برؤوف وهو يهتف بعد أن رحب بالمتصل:
– انت بتقول إيه يا سامي يا بني؟… وما كلمتناش من بدري ليه؟.. على ما عرفت تجيب نمرة البيت عندنا، آه.. لا لا لا اطمن، أكيد هنطمنك، لا لا لا ما تقولش لحد حاجة….
نظرت اليه ألفت بتساؤل وقلق ليردف وهو يطالعها بأسى لتقابل نظراته بأخرى مصدومة:
– مهما كان دا ابن عمها.. غيث عمره ما هيأذيها!!!!1
لتشهق ألفت في هلع وتهمس بصوت مخنوق فيما أغلق رؤوف الهاتف:
– غيث!!!… غيث عمل إيه يا رؤوف؟..
رؤوف بصوت منهك:
– غيث تقريبا.. خطف سلافة!!!!!!!!
لتصيح ألفت عاليا وهي تخبط على رأسها:
– بنتي!!!!!!!!…. ، ثم أسرعت أليه تمسك بمقدمة قميصه وهي تتوسله بقلب أم يكاد الخوف والقلق يقتلانه على صغيرتها:
– غيث هيعمل إيه في بنتي يا روؤف؟.. عاوز منها إيه تاني؟.. مش كفاية اللي جرالها؟.. هو مش طلقها وخلاص؟!!!!!!
قبض رؤوف على يديها المتشبثتين بمقدمة ثيابه وهو يهتف بقوة:
– اهدي يا ألفت اهدي، غيث مهما كان ابن عمها وراجل، عمره ما هيعمل فيها حاجة وحشة، عموما ما تقلقيش أنا هعرف أوصل له ازاي…
بعد ما يقرب المحاولة العشر للوصول الى غيث ليمنّى رؤوف بالفشل كسابق محاولاته نظر الى ألفت وهو يقول بتصميم:
– ما بدهاش بقه…
ليضرب بضعة أرقام في هاتفه وينتظر قليلا قبل أن يتحدث بجدية بالغة قائلا:
– أيوة يا شهاب يا بني… ، رفعت ألفت عينيها أليه ترمقه بنظرات متلهفة فيما أردف:
– الحمد لله يا بني، انت ازيك وازي سلمى والحاج والحاجة وأبوك عامل إيه؟.. بص يا شهاب.. انا يا بني ما كنتش عاوز أقلقكم لكن للأسف أخوك قفلها خالص!!!
على الطرف الآخر من الهاتف كان شهاب يجيب مقطبا بينما حوله سلمى والجدة و.. الجد:
– غيث!!!!.. غيث عمل ايه يا عمي؟…
ما ان طرق اسم غيث سمع سلمى حتى نظرت الى شهاب في قلق وريبة، بينما قطب الجد فيما أكمل شهاب في ذهول وصدمة:
– ايه يا عمي؟.. معقول؟!!!.. خطـ… خطف سلافة!!!!!!!!!!!!!
لتشهق سلمى عاليا وتسارع بكتم شهقتها بينما نظرت الجدة الى شهاب في ذهول فيما أطلق الجد لعنة مكتومة من بين شفتيه بينما تابع شهاب بتأكيد:
– لا لا لا يا عمي، ما تقلقش حضرتك، انا هجيبوه من تحت الأرض…. اطمن حضرتك وطمن مرات عمي، في أمان الله يا عمي، يوصل ان شاء الله كلهم بخير وبيسلموا على حضرتك…
ما أن أنهى شهاب المحادثة الهاتفية حتى أسرعت سلمى اليه هاتفة وعينيها مليئتان بالدموع:
– شهاب.. غيث خطف سلافة يا شهاب؟… معقول!!.. احنا فين هنا؟!!.. بقه أنا اللي كنت عاوزاهم يتصالحوا يعمل كدا؟!!.. أيه فاكرها معزة يجرها وراه مطرح ما هو عاوز؟!!!!!!!!
قال شهاب في محاولة منه لتهدئة روع سلمى:
– اهدي يا حبيبتي، انتي عارفة غيث لا يمكن يأذيها!!..
سلمى بذعر وهي تطالع شهاب:
– دا لو في حالته الطبيعية، انما مش واحد عرف ان مراته وافقت على غيره، لو انت مكانه كنت عملت إيه؟..
شهاب باندفاع:
– كنت هدّيه درس أحرّمه يبص لها بطرف عين حتى!!!… ، سلمى بجمود وهي تطالعه بنظرات مرعوبة مما حدث لشقيقتها الوحيدة:
– وهي؟.. ، شهاب بتلقائية مندفعة:
– كنت ربيتها من أول وجديد وورِّيتها وش تاني خالص عمرها ما شافته قبل كداولا ييجي في بالها انها تشوفه!!!!!!!!!!….
ليصمت فجأة وهو يراها تنظر اليه بخوف ممتزج برعب قبل أن تقول بأسى:
– عرفت بقه أنا مرعوبة ليه؟!!!!!!!!..
صوت عال صدح آمرا:
– ممكن أعرِف ايه اللي بيجرا من ورايْ؟…
نظر شهاب الى جده وهو يزفر بانعدام حيلة قائلا:
– هقول لحضرتك كل حاجة يا حاج…..
صاح الجد بذهول بعد انتهاء شهاب وسلمى من سرد ما استجد من أحداث بين سلافة وغيث:
– بجاه ديه كلّأته يوحصل وما حدش فيكوم يّفكِّر انه يجول؟…
شهاب بضيق:
– يا جدي احنا نعرف منين انه الامور هتوصل لكدا؟.. بصراحه انا قلت انه آخرها هيقولها كلمتين ويمكن جدا يتصالحوا ما جاش في دماغي خالص انه ممكن يخطفها!!!!!!!!!
الجد بحزم لا يقبل النقاش وهو يشير بقاعدة عصاه الى شهاب فيما الجدة تدعو في سرّها ألا يطيل غيث غضب الجد فهو ان غضب كان كالاعصار الذي يقتلع الاخضر واليابس في طريقه:
– كلّم بوك خاليّه ياجي دلوك، وكالّم المعدول خوك وهاتَهْ..
هاتف شهاب والده والذي كان بالديوان منكب على العمل لعله ينسى ما كان من أمره زوجه، وأبلغه برغبة الحاج في رؤيته فأخبره انه في الطريق اليه، بينما حاول مكالمة غيث أكثر من مرة على هاتفه المحمول ولكنه ما يزال مغلقا، فزفر بحنق بينما هتف فيه الجد بقوة:
– انت وكيد عارف هو ممكن يكون راح فين، كلّمه دلوك… ياللا يا شهاب وجوله اللي هجولك عليه وبالحرف الواحد…
نفخ شهاب بضيق، هو مكان واحد شبه متأكد ان غيث قد قصده، ذلك المنزل الذي ابتاعه غيث مؤخرا في منطقة سكنية هادئة في أطراف القاهرة، ووقتها ظن أنه ينوي الانتقال للعيش هناك رغبة منه في مصالحة سلافة، حمد الله انه كان موجودا وقت توقيع عقد شراء المنزل حيث دوّن رقم هاتفه الأرضي، سارعبالاتصال لينطلق رنينا طويلا من الطرف الآخر ولم يجبه سوى السكوت!! ، حاول مرة بعد أخرى حتى فُتح الخط بعد المحاولة الخامسة، قطب شهاب وهو يقول:
– آلو.. غيث!!! ، صوت لهاث حاد وزفير كان الجواب من الطرف الآخر، ألح شهاب قائلا:
– غيث… انت معايا؟!!!!..
ليجيبه صوت مشروخ أجش لم يتعرف عليه في البداية:
– إيوه يا شهاب…
قطب شهاب وتساءل:
– غيث؟.. صوتك ماله؟….
غيث بجمود:
– مالوشي، انت عورفت النمرة اهنه منين؟..
شهاب متجاهلا سؤاله:
– مش دا المهم دلوقتي؟.. غيث عاوزك تسمعني كويس أوي.. انت وسلافة لازم ترجعوا وبسرعة!!!
وكأنه قد ألقى عودا من الثقاب المشتعل وسط كومة من القش، فقد زأر غيث عاليا لتتهاوى قشرة بروده الواهية وهو يهتف بشراسة:
– على جثّتي يا شهاب!!… سلافة ماراتيْ.. سامع؟.. جول لهم كلاتهم.. سلافة مارات غيث وما عفوتهاشي واصل…. أني.. راديتها يا شهاب…
ليحدق شهاب واسعا وهو يكرر بصوت مسموع كالببغاء:
– إيه؟.. راديتها!!!!!!!!!!…
لينتبه الى صوته الذي سمعه الجميع فقد شهقت سلمى في صدمة وذهول فيما هتفت الجدة” يا رب ساترك”…، بينما أمره الجد بعينين صارمتين وهو يشير اليه بأسفل عصاه:
– جولُّوه…. ، تنحنح شهاب وقال وصوته المصدوم مما أخبره غيث في التوّ كفيل باقناع الأخير بما سيلقيه اليه من أخبار:
– غيث.. انتو لازم ترجعوا، جدك لما عمك رؤوف كلمه وقاله انه سلافة لسه ما رجعتش وزمايلها بيقولوا انها اتخطفت وقع من طوله خصوصا انه مش مصدق انك تعمل كدا، بصراحه سلمى معاهد لوقتي وضغطه عالي جدا لدرجة انها مصرة تنقله المستشفى المركزي في قنا وهو اللي رافض!!!!!!…
ليهتف غيث في صدمة:
– جدِّيْ!!!!!! … ، ولم يلبث غيث أن قرر ىخطوته القادمة اذ هتف بدون لحظة تفكير اضافية:
– احنا جايين يا شهاب مسافة السكة، طمّن جدي وخلي بالك منه لغاية ما نيجي…
أنهى شهاب المكالمة ونظر الى الجد الجالس أمامه في قوة وشموخ قائلا بخفوت:
– هاييجي يا جدي…
الجد في حزم:
– كالّم عمك رؤوف وعرّفه انهم هاييجوا اهنه.. خالّه ايجيب ماراتَه وياجي هوّ كومان…
هتف عثمان في حنق شديد والذي كان قد حضر بناءا على رغبة والده الذي شرح له في بضع كلمات بسيطة ما فعله ولده:
– بس لمّن عيني تجع عليك يا غيث، بجاه انت تِعمل إكده في بت عمّك؟…
نهرته الجدة والتي لم تستسغ هجوم الجميع على حفيدها المفضل خاصة بعدما عرفته من رغبة آخر في الارتباط بسلافة وموافقة الأخيرة:
– واه.. خابار إيه يا عتمان يا وَلَدِيْ… انت ناسيت انها ماراته كومان؟.. كيف اتوافج على غيراه ما فهمهاشي ديْ؟.. اتجننت سلافة؟.. غيث وجلبه موجوع يا نضري كان يّتصرِّف كيف وهو شايف ماراته عتكون حلال واحد تانيْ؟.. انما عجول ايه كلَّه من بوز الاخص اللي اسمها راوية داهية لا تعودها1111..
هتف الجد بغلظة:
– فاطنه!!!!!! ، لتنتبه فاطمة الى نظرات شهاب الواجمة وجمود نظرات عثمان فقالت وهي تتأفف:
– ما تواخزنيشي يا شهاب يا وَلَديْ.. لكن أمك عِملت كاتييير جووي، وأذيت ناس ياما… ربنا يسامحها بجاه عجول إيه؟…
ليصدح صوتا ناعما يقول بحزن بالغ:
– ولا حاجة يا جدتي، ادعي لها بالرحمة والشفا…
التفت الجميع صوب الصوت وكانت سلمى أول من تحرك ناحيته هاتفة وهي ترحب بالقادمين:
– سلسبيل… ، عانقتها سلمى، فيما مال الليث مقبلا يد الجد والجدة، قالت سلسبيل بصوت يقطر حزنا بعد ان ابتعدت عن ذراعي سلمى:
– أني عارفا عان أمي غّلطت في حجّكوم كتير وخصوصي في حج سلافة.. اني مش عارفة أجولكم إيه لكن….
لتسارع سلمى بمقاطعتها بابتسامة:
– ما فيش لكن يا سلسبيل، احنا أهل، وربنا بيجازي كل واحد على أد عمله، تعالي اقعدي انت شكلك تعبان…
قال الليث والذي شعر بنغزة عميقة في اعماق فؤاده لدموع سلسبيل المترقرقة:
– غُلبت فيها يا دكتووورة انها تاخد بالها من صحّتها لكن راسها يابس، معتسمعشي الحديت واصل…
سلمى بفكاهة لاضفاء روح المرح الى المكان:
– دماغ صعيدي بقه تقول أيه؟…
لتبتسم الوجوه فيما تظل القلوب تخفق قلقا على الغائبين!!!!!!!!!!…
**************************
كانت تجلس على الصوفا في تلك الغرفة التي حبسها فيها غيث، عيناها شاردة في الفراغ أمامها، بينما دموع صامتة تنساب على حرير بشرتها وهي لا تكلف عناء نفسها ان ترفع يدها لتمسحها، بل تركتها قاصدة علّها تطهر قلبها من تلك الأوجاع التي تكالبت عليه، ربّاه أنها لا تصدق أن هذا هو.. غيثها!!!… نعم، مهما حدث بينهما ومهما ابتعدا كان وسيظل غيثها، هل تراها دفعته أكثر من اللازم؟.. هل هي فعلا المخطئة؟.. ألم يكن هو من تركها ورماها بأبخس ثمن؟.. ألم يكن هو من ظلمها ولم يهتم بالتأكد من افتراءات الحيزبون والدته قبل أن يرميها برصاصته النافذة التي ما ان انطلقت من فمه حتى نفذت الى عمق قلبها فيما دويّها كاد يصم آذانها وصوته يتردد في أذنها ” طالق.. طالق.. طالق!!!!”….، ربّاه!!!… أي امتهان لأنوثتها وكرامتها أقسى من ذلك؟… وبعد هذا كله يجرؤ على أن يصرخ في وجهها ناعتا إياها بـ… الخاائنة!!!.. هي خانته؟.. ولما؟… ألأنها رفضت أن تدور في فلكه وآثرت النجاة بكرامتها وحبّها عوضا عن التمرّغ بإذلال أسفل قدميه؟… هل هذا هو ما يريده منها؟.. أن تنصاع صاغرة إليه تستجدي حبه لها؟… لا…. اللعنة!!… ليست سلافة من تنحني لغير بارئها، وإن كان يملك قلبها فهنيئا له به فخير لها أن تعيش بلا قلب على أن تحيا بلا كرامة!!!!!….
رفعت أناملا مرتعشة تتحسس شفتيها المتورمتين، تكتم شهقة ألم عميقة، هل يعتقد أنه هكذا قد وسمها باسمه؟… هل هكذا وضع صك ملكيته لها كما همس لها بقسوة بعد أن اعتصرهما بوحشية أدمتهما وكأنه يعاقبهما على نطقهما بكلمة نعم للارتباط بسواه!!!!…، إن كان يعتقد أنه بهذا الشكل قد نجح في دحض مقاومتها والحصول عليها إذن فستكون أكثر من سعيدة لتبيّن له أنه ليس هناك من يستطيع أن ينال سوى ما تريد هي منحه إيّاه!!!!..
أنهى المحادثة الهاتفية مع توأمه، وهو يعتصر الهاتف في يده يكتم لعنة كادت تخرج من فمه، لم يكن يريد العودة معها الآن، هو لم يقم بأي خطأ حينما قرر استعادة ما هو له، وسلافة حقه… ورغما عن أنف الجميع بل أنفها هي نفسها!!!… أتعتقد أنه ستنازل عنها بهذه السهولة؟… وهل يُعقل أن ينتزع روحه من بين حناياه بيديه ويلقي به بعيدا؟!!!… نعم… سلافة هي قلب هذا الجسد النابض، هي من تملكه ليس هو!!!… ونعم أيضا… كاد أن يفتك بها، بل إنه قد فتك فعليّا بذلك الثغر الذي لا يزال يحمل مذاقه بين شفتيه، تلك الشفاه التي تجرأت على القبول بآخر!!!!!!… ، لكم اليد الخشبية للمقعد حيث يجلس متغاض عن الألم الذي شعر به بينما يتصاعد ألم من نوع آخر بداخله، لا… انه ليس بألم… بل مرارة وحنق ورغبة واضحة وشديدة في القتل!!!!… نعم القتل!!… سيعيد شريعة الغاب ثانية إن تطاول أيّا كان على سلافته ثانية ولو بالنظر فقط، وحق السماء.. كلما تذكر أن آخر قد نظر اليها واشتهاها كزوجة له حتى تندلع النيران بداخله حتى تكاد تخرج من أنفه وأذنيه على حد سواء!!!….
لم يستطع الجلوس فنهض ينهب الأرض من تحته ذهابا وإيابا، بينما يضرب بقبضته اليمنى راحته اليسرى وصوت بكاءها يتردد في آذانه وطعم دمائها لا يزال مذاقه في فمه!!..، نعم.. وحدها دموعها ودماء شفتيها اللتان أدماهما في عناقه المتملك الوحشي ما جعلاه يفيق مما أوشك على القيام به، لا تزال صورتها وهو يدفعها بعيدا عنه بينما تطالعه بعينيها النجلاوين في ذهول وصدمة ترتسم أمام عينيه…
مرر أصابعه بين خصلات شعره السوداء كالليل البهيم وهو يتذكر كلماته التي ألقاها في وجهها المصدوم، إذ وقف أمامها يلهث محاولا التقاط أنفاسه الهاربة هامسا ببرود شرس يناقض ذلك البركان الذي تفجر بداخله ما ان شعر بطراوة شفتيها بين شفتيه:
– اوعاكي تفتكري اني هجبرك على حاجه، لاه… مش أني اللي أفرض نفسي على حرمة حتى لو كات الحرمة ديْ… حلالي… ماراتي…
توسعت عيناها وهي تسمعه ينطق بكلماته تلك التي تعني….. ، وكأنه سمعها ليردف بشماتة بينما عيناه تلمعان بظفر وحشي:
– إيوه يا سلافه… أني راديتك لعصمتيْ… انتي دلوك ماراتيْ… طلاجنا كان رجعي يعني ليا الحاج اني أرجعك في أي وجت من العدة… ولو بالقول، وأني رجعتك يا سلافة.. وابجي ورِّيني بجاه عتجدري تهربي منّي كيف؟…
ليزيحها جانبا بقسوة ويندفع خارجا صافقا الباب خلفه بقوة ليوصده بعدها بالمفتاح حتى يتأكد أنها لن تهرب منه، فسلافة لن تخطو خطوة واحدة بعيدا عنه!!!!!!!!!!….
كان شاردا في البعيد حينما لاحظ خيال يقف بعيدا عنه، قطب ونظر جيدا في اتجاهه، لتتوسع حدقتاه فيما ذلك الخيال يتقدم أقرب اليه ليتضح صاحبه بعد ذلك والذي لم يكن سوى…. سلافة!!!!!!!..
طالعها بذهول هامسا وهو يخطو ناحيتها:
– انتيْ… انتي جيتي كيف؟… أني غالج عليكي الباب بالمفتاح، والمفتاح في جيبتيْ اهنه..
وأخرج المفتاح من جيب قميصه أمامها، نظرت اليه سلافة وهي تحاول تمالك أعصابها ثم أِاحت عينيها بعيدا عنه قائلة ببرود ساخر:
– حتى لو قفلت عليّا 100 باب وشبّاك.. مش هتقدر تحبسني يا غيث!!!…
هدر فيها بعنف:
– جصدك ايه يا سلافة؟…
طالعته بينما غضبها منه يتصاعد بداخلها، لم تستطع الحفاظ على برودتها الزائفة، لتهمس بغضب مكتوم من بين أسنانها:
– انت عاوز ايه منّي بالظبط يا غيث؟….
سكت يطالعها بغموض فتابعت بينما قشرتها الخارجية التي اعتمدت البرودة تتصدع رويدا رويدا:
– طلقتني من أكتر من شهرين ومن وقتها ما شوفتك ولا أعرف عنك حاجة، فجأة كدا افتكرت انه لك زوجة مطلقها وعاوز ترجعها؟.. ايش معنى دلوقتي؟… ايه عشان عرفت انه اللعبة اللي كنت في ايدك غيرك عاوزها فاحلوّت في عينيك؟….
في خطوتين اثنين كان قد قطع المسافة التي تفصلهما ليجذبها اليه بذراعين كالكلّاب يعتصر خصرها بقوة آلمتها حتى كادت تطلق آهة قوية بينما تحدث بصوت كالفحيح من بين أسنانه:
– انطجيها تاني يا سلافة عشان يبجى أخر يوم في عمرك!!!!..
حاولت دفعه بعيدا عنها بقوة وهي تصيح غاضبة:
– انت عاوز مني إيه؟…..
ليصرخ بغضب أشد:
– عاوزك انتيْ!!.. عاوز ماراتيْ… حلالي…. ما عاوزشي حد يلمح طرفك واصل….
طالعته بنظرات تحمل مرارة وأسى وقالت بابتسامة حزينة ساخرة:
– من امتى يا غيث؟… من امتى وأنا مراتك وعاوزني؟… لو أنا فعلا مراتك وأفرق معاك ما كنتش فرّطت فيا من الأول يا غيث!!!!!
أرخى قبضته عن خصرها لتتنفس الصعداء فيما همس بمرارة مماثلة:
– انتي اللي طلبتيها يا سلافة… ما كوتش يتهيألي انك عتفكري فيها واصل!!!
سلافة بجمود:
– انت اللي صدقتها يا غيث، خليتني أحس اني ما اعرفكش، معقول غيث.. جوزي يصدق فيا كدا؟… أنا؟!!… انا ممكن أضحك أهرّج كبيري أتّريق.. لكن أمد ايدي وأضرب؟!!!..
سكتت لثوان ثم أردفت بضحكة صغيرة ساخرة فيما وقف أمامها يطالعها بغموض:
– لا وإيه… عاوزه أموّتها كدا من الباب للطاق!!!… بذمتك دا كلام يتضحك بيه على عقل عيال صغيرين؟….
أجاب ببرودة شديدة:
– أنتي من لوّل وانتي مش حبّاها يا سلافة، تنكري؟…
هزت كتفيها بلا مبالاة مجيبة ببرود:
– لا طبعا…. ، ما ان همّ بالكلام حتى قاطعته شاهرة سبابتها لأعلى مردفة بقوة:
– لكن هي كمان ما كانتش بتدوب فيا دوب!!!.. هي ما كانتش لا بتطيقني ولا بتطيق أختي ولا أمي يا غيث، ولا عندك اعتراض؟.. مين اللي كان رافض جوازنا من أساسه وقالت كدا قودام جدي نفسه.. مش هيّا؟… وتلقيح الكلام والبوز الشبرين سوا في الحنة ولا الفرح ولا في أي يوم عشته معاها في نفس البيت، أعتقد انك كنت المفروض توزن الأمور صح لكن للأسف… طلعت ماشي وراها!!!!!!!!!
هدر فيها غيث بعنف:
– سلافة حاسبي على كلامك!!!!…
هتفت سلافة بحنق:
– أنا خلاص جبت آخري بقه، انت إيه يا أخي… مش شايف انك غلطان خالص؟… أنا اللي عملت كل حاجه وانت الملاك بجناحين؟…
سكتت لتلتقط أنفاسها ثم أردفت بضيق:
– عارف يا غيث… أنا هريّحك.. أنا فعلا اللي ضربتها، وشتمتها، وكنت عاوزة أموّتها وأرتاح منها ومن شرّها.. ها ايه رأيك؟… ارتحت كدا؟… طمّن نفسك بقه وابعد عني، أنا فعلا واحدة شريرة وهي طيبة، ممكن بقه تنساني وتطلعني من نافوخك….
بكلمة وحيدة رد عليها:
– مجدرش!!!!…
قطبت وهي تكرر بتساؤل:
– مجادرش؟!!!!!… مجادرش على ايه بالظبط يا ابن عمي؟…
غيث وهو يتقرب اليها حتى وقف أمامها ينقل نظراته بين عينيها الاثنين بجدية تامة:
– مجدرش أخرجك من نافوخي، وماجدرش أسيبك..
بابتسامة كلها مرارة وأسى أجابت:
– بس انت قدرت يا غيث!!… انت سيبتني فعلا، طلقتني، ومن شهرين ونص معرفش عنك حاجة زي ما تكون ما صدقت!!!!
غيث بلهجة عتاب ولوم:
– وانتي طلبتيها يا سلافة؟…
سلافة وكادت دمعة تطفر من عينيها:
– وانت نفذتها يا غيث!!!!!..
غيث وهو يرفع يديه ليقبض على كتفيها برفق:
– انتي لمّن شوفتيها وهي… – وسكت وهو يجد صعوبة في التفوه بما هو قادم ولكنه أكمل بصعوبة بالغة – طابجه في رجبة مارات عمي حاسيتي بإيه وجتيها؟.. مش انك راديه اتموتيها ولا أنها تجرّب من أمك؟… ليه ما حاطتيشي نفسك موطرحي؟.. مرة أدخل عليكم وألاجيكي بتتعاركي امعاها وهي توصرخ وتجولي اراتك ابتضربني.. عاوزاني أتصرّف كييف؟… ولا لمن أسمعك بدِناتي التنيين وانتي بتصرخي فيها انك رايداه اتموت…. رايداني أجف وأسجف لك؟… لو كتِّي موطرحي يا سلافة.. كنت عتتصرفي كيف؟…
سلافة بانفعال ودموعها تنساب رغما عنها:
– ما كنتش هظلمك، كنت هستغرب مش هصدق!!!.. هسألك وأسمعك، يمكن ساعتها المنظر كان وأكيد هيضايقني لكن كنت لازم هسألك، انت ما سألتنيش يا غيث، انت صدقت وحاكمت وأدنت، نصّبت من نفسك القاضي والجلاد وأمك الضحية وأنا الجاني مع أني أنا المجني عليه!!!….
صاح غيث بيأس وهو يهزها:
– ما عاوزاشي تفهمي ليه؟… أني من سابع المستحيلات بالنسبة ليا ان امي اتكون جاصده انها تفرّج بيني وبين ماراتي، عمري ما اتوجعتها أبدا، أيون كت عارف انها مش رايداه الجواز هديْ سوا جوازتي ولا جوازة شهاب، لكن عمري ما اتخيّلت انها ممكن توصل لكْدِهْ!!!!
قالت سلافة بتعب:
– وأهي وصلت يا غيث، وخلاص… كل واحد فينا راح لحاله، والعدة قربت تخلص وترتاح مني خالص، تقدر تقولي عاوز مني ايه؟..
غيث بقوة:
– عجولها تاني وتالت ورابع… عاوز ماراتي!!!!
صاحت سلافة وهي تطالعه بتحد:
– بأمارة إيه يا غيث؟.. بقالنا أكتر من شهرين متطلقين حاولت مرة واحده فيهم انك تشوفني؟… انك تصالحني؟… حاولت تكلم بابا وتستسمحه؟… للأسف يا غيث، أسمع كلامك أصدقه أشوف أمورك أستعجب!!!!!!!
نظر اليها غيث بغموض ثم أنزل يديه وابتعد خطوتين الى الخلف وهو يقول:
– انتي فاكراه اني ابعادي دا كان بالساهل؟… اني لمّن بعدت كان غرضي أنك تهدي.. عشان تِعرفي تفكّري صوح، عمري ما اتوجعت انك مع اول واحد ياجيكي توافجي لاه وإيه… لساتك ما وافيتيّ عدّتِكْ!!!!!…
نظر اليها طويلا حتى اضطرت للاشاحة بعيدا عن عينيه، لا تعلم لما هذا الالم الذي ينخر قلبها، هو من تركها وتنازل عنها، هو من كذبها وصدق افتراءات تلك الحيزبون والدته، ولكن مهلاً.. لما هذه النظرات الحزينة التي يرمقها بها مختلطة بأسف واضح وخيبة أمل ظاهرة؟… وأردف يجيبها عن كل اتهاماتها التي رمتها بها في وجهه بعبارة واحدة.. نطقها بكل أسى، بكل مرارة، بكل حزن العالم المنبعث من عينيه ونبرات صوته، قال:
– انتي نزلت الشغل بعد طلاجنا بسبوعين ويوم بالتمام، نجلتي من الجسم اللي كتي ابتشتغلي فيه لجسم تاني عشان الكلام والحديت الماسخ اللي كتي بتسمعيه منيهوم يوماتي، ساعات شغلك من 9 ل 5 كل يوم الا الجمعه والجمعه اللي راحت كان عندك شغل تجفيل الشهر!!!!!!!!!
بُهتت، وقفت تطالعه بدهشة بالغة وقد نسيت القدرة عن الكلام حتى اذا ما تحدثت همست بصوت مشروخ مذهول:
– انت… انت عرفت كل دا منين؟.. ، أدار لها ظهره وأجابها بسخرية ومرارة:
– أني اعرف كل حاجه عِملتيها في المدة اللي فاتت ديه كلاتها، وحكاية سامي بيه عارفها لكن اللي ما كوتّش أعرفه انك هتوافجي عليه وانت لسّاتك على ذمتي يا .. بت عمي!!!…
وتركها وانصرف مغلقا الباب خلفه بهدوء بينما وقعت جالسة على المقعد وراءها وهي تهمس في صدمة:
– معقوله!!.. طب ازاي؟.. ازاي يا غيث وليه؟….
وانسابت دمعة صامتة خدشت بشرتها الحليبية وهي تطالع أثره الغارب!!!…..
كانت لا تزال في مكانها حينما اندفع للداخل بعد دقائق وما ان وقعت عيناها على وجهه حتى شعرت بانقباضة غريبة في قلبها، فنهضت واقفة وهي تتساءل بصوت خافت:
– فيه إيه يا غيث؟… وشّك ما يطمّنشي؟…
غيث وهو يهرب بعينيه بعيدا بينما وجهه لا ينبأ بشيء:
– جهزي نفسك.. عنسافروا البلد دلوك!!!..
قطبت وتقدمت منه وهي تتساءل بقلق وريبة:
– إيه؟.. هنسافر البلد دلوقتي؟…
كرر كلامه ثانية بزفرة ضيق فألحت في السؤال:
– طيب ليه؟…
نظر اليها بتطالعه عينان بلون الليل البهيم، زفر بيأس ثم قبض بيديه على كتفيها وهو يقول محاولا بث الطمأنينه الى قلبها:
– جدي بعافية اشوي وشهاب كلّمني!!!
شهقت برعب:
– لا جدي!!!!…
قال غيث بقوة:
– اهدي يا سلافة واطّمني، جدي عيبجى بخير ان شاء الله….
طالعته بنظرات طفلة خائفة وهتفت من بين دموعها المنسكبة:
– مش هقدر أستحمل يا غيث لو جدي جراله حاجة… مش هقدر، هموت يا غيث.. ها…….
ليسارع بكتم فمها ثم احتوائها بقوة بين ذراعيه وهو ينهرها زاجرا:
– اوعاكي تتحدتي إكده، ماعاوزشي أسمع منيكي الحديت العِفش ديه مرة تانيه!!!!… جدي عيكون بخير ان شاء الله….
طوقته تلقائيا بذراعيها دافنة نفسها أكثر اليه بدون أن تعي وهي تهتف بصدق جليّ:
– يا رب يا غيث يارب….
ولم تنتبه الى حالة من تضمه اليها وكأنها تستمد منه الحياة، ليدفن غيث رأسه في شعرها يتشمم رائحته بينما يهتف داخله بقوة مطالبا باشباع جوعه الشديد اليها، أغمض عينيه وهو يهتف بيأس بداخله:
– يعني ما لاجيتيشي غير دلوك يا سلافة؟!… عستحمل كييف أني دلوك؟… يخرب مطنّك…
أغمض عينيه بشدة يعتصرها أقرب اليه وهو يستاءل في داخله عن سبب جمالها المشع الذي يلاحظه، ليتآكله الغيظ من داخله، فبينما لم يكن يقرب الطعام الا لقيمات تقمن صلبه، وبينما خاصم النوم جفنيه، يجد أنها قد ازداد وزنها في المناطق المثيرة ليكتسب جسدها فتنة طاغية، بينما وجنتيها قد تلونتا بلون أحمر طبيعي وكأنها حمرة الصبايا!!!!!!!!!!!!…
**************************
دلفت سلافة ركضا الى الداخل ما ان أوقف غيث السايرة، وكانا قد قضيا الرحلة في صمت تام بعد عدة محاولات فاشلة من غيث لجعلها تبادله الحديث ولكن القلق كان قد مبلغ منتهاه لديها خاصة حينما هاتفت سلمى التي أكدت لها أن حالة الجد… حرجة!!!!!!!!!!
وقفت سلافة على عتبة باب غرفة الجلوس وما ان وقعت عيناها على والدها حتى هرب الدم من عروقها وأوشكت على السقوط مغشيّا عليها، اندفعت الى أحضان والدها الذي تلقفها بين ذراعيه وهي تهتف ببكاء حار:
– جدو يا بابا جدو….
لتسمع صوت حبيب اليها يقول بوضوح:
– أني إهنه يا حبة عين جدك….
حدقت في والدها بدهشة وتساؤل ليومأ برأسه مؤكدا لها ما سمعته، فيما صاح صوت آخر يهتف بذهول:
– جديّ!!!!!!!!!!
استدار الجد الى غيث المذهول، تقدم غيث الى الداخل ليقف أمام الجد يهتف بتساؤل ودهشة:
– انت.. انت بخير يا جدي؟.. اومال شهاب وسلمى….
سارعت سلافة بالارتماء بين أحضان جدها والذي احتواها بين ذراعيه بحنو قبل أن يرفع رأسه مجيبا غيث بقوة بينما ابتعدت عنه سلافة قليلا لتقف بجوار والدها:
– شهاب وسلمى وصابر الغفير اللي انت حدّته عشان يوكّد لك اني عيّان صوح ما جالوش غير اللي أمرتهوم بيه!!!!!!
قطب غيث بتساؤل:
– اللي أمرتهم بيه؟.. انت اللي خاليتهوم يجولوا إكده؟.. وليه؟…
تقدم شهاب منه وقال:
– اسمعني يا غيث…
ليقاطعهما صوت رؤوف قائلا بقوة:
– قبل أي حاجة… أنا للأسف اتغشيت فيك يا غيث، كنت فاكرك هتصون بنتي وتحافظ عليها، لكن طلعت أول واحد ظلمها وجار عليها… ليّا دين عندك ولازم توفّيه يا غيث؟…
قطب غيث وتقدم منه حتى وقف أمامه بينما تقف سلافة بينهما تنقل نظراتها بينهما بحيرة وترقب، تساءل غيث:
– دين؟.. دين إهي دي يا عمي؟!!!!!!!!!
ليرفع والدها يده عاليا ويهوى بها وسط صيحة سلافة، ولكن…. لتسقط الصفعة على يد سلافة التي رفعت يدها لتمسك بيد والدها فيما تقف حائلا بينه وبين غيث وهي تهتف باسم والدها عاليا:
– بابا!!!!!!!…
هدر فيها والدها بغضب:
– بعد دا كله وانتي بتدافعي عنه؟…
حاول غيث ازاحتها من أمامه هاتفا بغضب:
– بعّدي يا سلافة من اهنه… مالكيش صالح باللي بيوحصل، إذا كان عمي يرضيه يوضربني عشان أسد ديني اللي أني معرفوشي لحدت لوك فأنا رجبتي ليك يا عمي…
هتفت سلافة بلهفة:
– لا يا بابا… ما فتهمش غلط أرجوك… غيث ما عملش حاجة… أنا… أنا اللي روحت معاه برغبتي!!!!!!!!!!
لتسقط يد والدها فيما يطالعها بدهشة لا تقل عن ذهول غيث نفسه فيما الجميع يتساءلون”كيف؟”….
أجابت السؤال الصامت في أعين الجميع وهي تدعو الله أن يغفر لها كذبتها وأن تنطلي عليهم:
– احنا بعد ما بعدنا عن الشركة سألني اذا كنت أروح معاه ولا يرجعني البيت، وأنا اخترت أني أروح معاه!!!!…..
رؤوف بريبة:
– وما كلمتنيش ليه على الموبايل تقوليلي؟…
سلافة بلهفة لإقناعه:
– عشان كنت خايفه حضرتك ترفض، وكان لازم أحط حد للحكاية دي، لازم أعرف راسي من رجلي، أرجوك يا بابا تسامحني، أنا غلطت أنا عارفه لكن انا تعبت من الحالة اللي انا فيها، لا انا عارفة أنا متجوزة ولا متطلقة ولا آخرتها ايه أساسا…
رؤوف بخيبة أمل:
– تقومي تخبي عليا يا سلافة؟… ما عملتيش حساب قلقي عليكي أنا ومامتك؟..
انحنت على يده تقبلها وهي تبكي قائلة:
– أرجوك يا بابا سامحني، أنا كنت في حالة يأس عاوزة أرسالي على بر.. أنا تعبت تعبت…
ليرفعها أبوها ويحتويها بين أحضانه يهدهدها حتى خفت بكائها فقال لها بهدوء:
– ويا ترى قدرتي توصلي لحل يا سلافة؟….
ابتعدت عنه قليلا وأجابت بينما تطالعها الوجوه حولها بترقب وتعاطف:
– بصراحه يا بابا أنا تعبت… أنا….
كاد غيث أن ينتزعها من بين أحضان والدها ليزرعها بين أحضانه هو فهو وحده الأحق بتسكين آلامها، ليخرق شروده صوت والده قائلا:
– خلاص يا رؤوف يا خويْ… همّل لبنيّه دلوك.. خليها تطلعوا دارها اتريّح اشوي، روحي معاها يا سلمى انتى وسلسبيل…
لترافقها سلمى وسلسبيل فيما الليث وشهاب يتبادلان النظرات فيما بينهما حينا ويسترقان النظر الى الجد الصامت بغموض أحيانا!!!!!!!!…
قال الجد بحزم:
– غيث… تعالى رايدك…..
وسار الجد يتبعه غيث بينما قال شهاب بخفوت لليث الواقف بجانبه:
– تفتكر الحاج عبد الحميد هيعمل إيه في ابن عمك؟…
الليث بجدية تامة:
– عيعملوا امعاه الواجب وأكتر شويْ أكيييد!!!!!!!!!
————————–
دلف الجد الى غرفته وأمر غيث أن يوصد الباب خلفه، وقف الجد يطالع غيث بنظرات غامضة قبل أن يشير اليه بالاقتراب ليقول بعد ذلك بسخرية شديدة:
– أني رايد أعرِف.. انت بتفهم من فين؟….
فتح غيث عيناه على وسعهما هاتفا:
– باه… عتجول إيه يا جدي؟…
الجد بحنق تام:
– بلا جدي بلا جدتي.. أني ياب ني انتِه مش جولتلك بالحنيّه؟… حنيّه… مش تور بينطح ولا جحش بيرفُس!!!!!!!!!
هتف غيث باعتراض:
– باه… خَبَار إيه يا جديْ!!!!!
الجد باستهجان تام وهو يدفعه في صدره بمقدمة عصاه العاجية:
– خَبارك متل وجهك!!!… تِعرف يا غيث.. أني خلاص حطيت يديني التنيين في الشّج منِّيك…
وقف مقطبا جبينه وهمس بحشرجة مختنقة:
– يعني ايه يا جدي؟…، هدر فيه الجد بعنف:
– يعني اني جولت لك بالحنان والمسايسة مش بالغصب يا ابن عتمان، انا هخرج لها دلوك وأسعلها.. لو مش رايداك صوح هترمي عليها اليمين يا غيث، وبائن كيف ما كانت رايده، لأنه خلاص لِعبتك انكشفت لمن جولت انك ردِّيتها لعصمتك من تاني، انت كت مكلجها طلاج راجعي مش كيف ما كانت عاوزه، أنما المرّ هديْ عتطلجها كيف ما تجول هي ولمن توفي عدتها لو العريس دوكها لساته رايده.. اني بنفسي اللي عحط يدي في يده ونجرا الفاتحه.. وابجى وريني هتمنعني كييييف يا ولد الخولي!!!!!!!!!!
وانصرف الجد من أمامه فيما يتابعه غيث بنظرات مذهولة قبل أن يركض خلفه هاتفا بقوة يترجاه أن يمنحه فرصة أخيرة، ليتمتم الجد من بين أسنانه في غيظ واضح:
– فرصة تانيّه!!!.. لاه وانت الصادج… فرصة تانيه أنت بجاه…. جال فرصه تانيه جال… رجالة آخر زمن!!!!!!!!!
وقف الجد بالأسفل ينتظر نزول سلافة حيث أرسل اليها الخادمة تبلغها بأنه يريدها في أمر هام، راقبها وهي تهبط درجات السّلم بينما عيناها تطالعانه بترقب وقلق، وما أن وصلت إليه حتى وقفت أمامه تنظر اليه بتساؤل وخشية، ابتسم لها ابتسامة صغيرة، وغمزها في خفية عن الأعين المراقبة لهما، قال بابتسامة صغيرة:
– تعالي يا بتّي رايد أتحدت امعاك لوحدينا….
هتف غيث وهو يلهث:
– جدي.. أني…
ليسكته جده بنظرة قوية قائلا:
– بعدين يا غيث، دلوك أنا رايد اتحدت مع بت عمك.. وبعدين عيكون لينا كلام تاني!!!
وانصرف الى غرفته بالاسفل يراقبه غيث بدهشة وريبة بينما أحاط به من الجهتين كلا من شهاب والليث، قال غيث بذهول:
– بت عمي؟… هيّا بجيت بنت عمي إوْ بس؟!!!!
شهاب بتعاطف وهو يهز برأسه في تضامن:
– لا وأكد لك عليها.. بنت عمّك!!.. ( وهو يضغط على أحرف الكلمة)…
التفت اليه غيث يسأله مقطبا بريبة:
– معناته إيه ديه؟..
ليجيبه الليث بشفقة ظاهرة وهو يربت على كتفه:
– معناته انه الكبير لمّن يجول بنت عمّك يبجى هيّ.. بنت عمّك… لحدّت ما هو ايجول غير إكده!!!!
هرب الدم من وجه غيث في حين مالت سلمى على أذن سلسبيل هامسة بحنق وهي ترمق زوجها والليث بحنق مشفقة على حال غيث:
– انا عاوزه أفهم هو جوزك وأخوه اللي هو جوزي شامتانين في غيث؟..
قطبت سلسبيل ونظرت حيث أشارت لها سلمى بطرف عينها وقالت:
– ليه بتجولي إكده يا سلمى؟..
سلمى بجدية تامة:
– من ساعة ما جدك خد سلافة ودخلوا أودته وهما ماسكين ودانه كل واحد ودن لما حاسه انه خلاص هيغمى عليه منهم في الآخر…
قطع همسهما صوت فتح الباب لتتقدم سلافة يتبعها الجد، وقفت سلافة وهي تطالع الجميع بثقة جديدة بينما تحدث الجد بحزم:
– غيث…. أنا سبج وجولتلك اللي عتجول عاليه بت عمك أني موافج عليه… وأنت لازمن توافج عليه.. صوح؟..
ازدرد غيث ريقه بصعوبة وقال:
– صوح يا جدي…
أشار الجد لسلافة بالحديث فتقدمت تقف وسط الجميع الجالس على المقاعد الارابيسك المنتشرة في الردهة فيما يقف غيث محاطا بأخيه وابن عمه أمامها وتحدثت قائلة:
– جدي خيّرني بين الطلاق أو أني أستمر معاك زوجة يا ابن عمي، وبصراحه… أنا جربت أني أكون زوجة… وللأسف أنت شايف النتيجة اللي وصلنا لها!!!!!!
تأهب غيث للصراخ رافضا ما تلمح اليه وهتف بغلظة:
– يعني إيه؟…
سلافة ببرود وابتسامة مغيظة:
– يعني أنا للأسف اتضح لي أنى معرفكش كويس يا ابن عمي عشان أوافق اننا نكمل كزوجين…
رفعت يدها تسكته حين أراد مقاطعتها وأردفت بهدوء:
– وانت كمان… متعرفنيش كويس!!!
قطب غيث هاتفا بصوت خشن متسائل:
– جصدك إيه يا سلافه؟…
لترتسم ابتسامة مكر على ثغرها الوردي وهي تجيب ببراءة شديدة:
– قصدي فترة خطوبة يا ابن عمي!!!!!!!
صاح غيث بغير تصديق:
– إيييييه؟… خطووبة!!.. يعني أيه؟….
تقدمت اليه حتى وقفت أمامه ورفعت وجهها اليه تجيبه ببساطة:
– يعني احنا هنقضي مع بعض فترة خطوبة… بالظبط زي أي اتنين مخطوبين.. وحط تحت مخطوبين دي ألف خط بالاحمر… لغاية ما ندرس بعض كويس ونعرف أخلاق بعض، والله بعد كدا اكتشفنا اننا ارتحنا لبعض يبقى خير وبركة… اكتشفنا اننا مش فاهمني بعض يبقى يا دار ما دخلك شر!!!!!
صاح غيث:
– انتي بتجولي إيه؟…
ليهدر فيه الجد بصرامة:
– كيف ما سَمِعت يا غيث، ومن دلوك بت عمك هتكون إنه في الدار… وانت عتروح الموطرح اللي كت فيه جبل سابج… ودخولك الدار إهنه عيبجى بمواعيد… أومال مهما كان الدار له حرمته!!!
كاد غيث أن يعض على أنامله غيظا فيما نظرت اليه سلافة بخبث هامسة في نفسها:
– ولسّه يا غيث.. انت لسّه شوفت حاجة؟.. أنا هخلص منك القديم والجديد وهخليك تقول حقي برقبتي.. وابقى قول سلافة قالت!!!!!!!!!!!!!!
– يتبع –