“كبير العيلة”بقلم احكي ياشهرزاد

كبير العيلة ( 24 )….
بقلمي/ احكي ياشهرزاد( منى لطفي)….
*********************************
تراجعت سلمى الى الخلف وهي ترى تقدم أحمد ناحيتها بنظرات غريبة أشاعت الخوف في أوصالها، اصطدمت بالحائط خلفها فشهقت بوجل لتتسع حدقتاها وهي تراه يخلع قميصه ويرميه جانبا ثم يحل حزام سرواله ونظرات تصميم تلمع بين مقلتيه، هزت رأسها مرارا تنفي ما تراه عيناها وتأبى تصديقه، همست بصوت مرتجف بينما وجهها قد هرب منه الدم:
– أحمد… أحمد انت بتعمل إيه؟.. ، ابتسمت بارتعاش وأردفت بينما امتلأت عيناها بغلالة من الدموع:
– أنت… أنت بتخوّفني صح؟؟… قالوا لك خوّفها مش كدا؟… أحمد أنت…
لتطلق صيحة عالية حين امتدت يده تقبض على يدها لترتطم رأسها بصدره العار الصلب وهو يجيب بجمود تام:
– لا يا سلمى، مش صح!!!!!
رفعت عينيها إليه تطالعه في ذهول وعدم تصديق لما أوحى به وسألته بتلعثم واضح:
– أنت… أنت هـ… هتعمل… هتعمل إيه؟؟؟
ليرفع يده ويمرر سبابته على ملامحها الحبيبة بينما كست عيناه نظرة داكنة جعلتها ترتعش من أعلى رأسها الى أخمص قدميها، أشاحت بوجهها بعيدا عن ملمس أصابعه وهي تحاول تمالك نفسها هاتفة باعتراض وحنق:
– أحمد انت… انت بتعمل إيه؟.. انت اتجننت؟!!!!!!
ولكنه أعاق ابتعادها عنه حينما أمسك بعنقها من الخلف فيما أحاط خصرها بذراعه ومال عليها هامسا أمام وجهها بابتسامة ثعلبية:
– ما تتصوريش كنت بحلم أد إيه بالليلة دي!!.. الليلة اللي هاخدك فيها بين احضاني وتحسي فيها بجد أنا أد ايه بحبك، لكن انتي ما اتدتنيش فرصة أحقق حلمي دا، تفتكري لما تيجي الفرصة دي أضيّعها؟.. للأسف يا سلمى أنا قلت لك قبل كدا انتي ليا أنا وبس وانتي ما صدقتنيش!!….
حاولت دفعه بقبضتيها في صدره بعيدا وهو تصيح:
– ابعد عني، أنت مش ممكن تكون بني آدم أبدا، أنت فاكر انك هتفلت بعملتك دي؟.. شهاب مش ممكن هيسيبك!!
وكأنها بذكرها لاسم غريمه قد أشعلت عودا من الثقاب في كومة من القش!!!… حيث زمجر بغضب عنيف وقال بصوت خرج كالفحيح من بين أسنانه المطبقة:
– غلط يا سلمي!!.. ايه اللي خلّاكي تفكريني بيه دلوقتي؟.. لو فاكراني هخاف يبقى انتي لسه معرفتنيش!!!..
لتنظر اليه هاتفة بمرارة ويداها تحاولان صدّه بعيدا عنها:
– أنا فعلا عمري ما عرفتك يا أحمد!!!!
غامت عيناه بنظرة غامضة وهو يميل عليها لتلفحها رائحة أنفاسه فتشعر بالغثيان الشديد فيما يدفعها هو الى الوراء ويداه تحطمان ضلوعها بشدة بينما أنفه مدفون بين طيات شعرها يشم رائحته بشوق غريب، شهقت حينما ارتطم جسدها بالحائط خلفها لتنتبه الى أنه قد حشرها في الزاوية في الفراغ الضيّق بين خزانة الثياب والحائط بجوارها، كانت تشتمه بينما يداها تخمشانه بأظافرها في صدره حينما أمسك رأسها بين يديه جيدا ومال عليها ليظن من يراهما أنه يعانقها بينما هو يهمس في أذنها بصوت خافت مترجي:
– سلمى ما تخافيش، أنا مضطر أعمل كدا، الأودة متراقبة بالكاميرات ولو شافوا اني خدعتهم هيكون مصيرنا الموت! همّت بابعاد رأسه عن قبضته لتشتد يديه حولها هاتفا بخوف حانق:
– ماتبصِّيش، بتبصي على إيه؟.. شوفي أنا بوعدك وعد شرف أني مش هقرب لك وهتخرجي من هنا من غير ما حاجة تحصل لك، صدقيني، أنا هتصرّف… تمام يا سلمى؟…
تركها ببطء مبتعدا عنها ليظهر وجهها الأحمر بوضوح بينما تلتقط أنفاسها وبصعوبة لشدة اللحظات العصيبة التي مرت بها والتخيلات التي دارت بعقلها عمّا سيفعله أحمد ولكن ليظن من يراها أنها خارجة لتوّها من عناق ساحق سرق أنفاسها!!!…
نظرت اليه بضعف وهي ترى نظراته المتسائلة لتومئ برأسها بالإيجاب بهزة ضعيفة من رأسها ليسرع لاحتوائها بين أحضانه مخفيًّا ابتسامة راحة في شعرها، وعاد يهمس في أذنها:
– سامحيني يا سلمى، مضطر أعمل كدا عشان أخلّصك منهم!
وقبل أن تستفسر منه عمّا سيقوم به كان قد ضغط بأصابعه على منطقة معينة أسفل الرقبة لتفقد وعيها واقعة بين ذراعيه في الحال فيسرع بالتقاطها قبل أن يلامس جسدها الأرض متجها الى الفراش حيث وضعها ومال عليها يطالع وجهها الشاحب وهو ينثر بيديه خصلات شعرها الثائر حول وجهها فيما ارتسمت على شفتيه ابتسامة ظفر واضحة!!!!!!!!!!..
***********************************
– سعادة الباشا تليفون عشان حضرتك…
تناول حامد الهاتف من يد رجله فيما حمل وجهه جميع معاني الغضب ليقول بصوت غليظ:
– أيوة…, وفي غضون ثوان اختفى غضبه وظهرت معالم الاحترام الشديد والوجل على وجهه فيما يستمع الى الطرف الآخر لتتسع عيناه بريبة وهو يهتف:
– أنا عملت كل اللي انتم قولتوا عليه…
الصوت بخشونة:
– انت خرّفت في الآخر يا حامد، موضوع خطف الدكتورة دا هيقلب علينا الدنيا، وحكاية خطف بنتك دي كانت ممكن تتحل بطريقة تانية، حامد… انت عارف انك مش لوحدك، فيه فوقينا ناس يهمها اسمها ما يجيش ناحيته أي كلام!!..
ارتعب حامد من التلميح المبطن لكلام ” الرجل الكبير”… مَنْ هو في مرتبة أعلى منه وهتف والخوف بدأ يسيطر عليه:
– أنا رجلكم، وتأكد أني هحل كل حاجة، إديني فرصة تانية، وأنا اوعدك ان الحكاية هتخلص في ظرف يومين بالظبط!!
الصوت بغلظة آمرة:
– هو يوم واحد، 24 ساعة بالظبط وبكرة زي دلوقتي تكون مدِّيني التمام ماذا وإلّا… أنا اللي هتصرف معاك وقتها، يا روح ما بعدك روح يا… حامد!!!!..
وأنهى المكالمة ليصيح حامد بارتياع:
– آلو… آلو…..
أطلق لعنة غليظة حينما وجد أن الطرف الآخر قد أنهى المكالمة، أغمض عينيه وهو يفكر في هذه الكارثة التي حلّـت عليه، فمعنى أنهم قد بدأوا يشتكون منه أي أنه قد أصبح من المغضوب عليهم، مما قد يؤدي الى اصدارهم قراراً بتصفيته هو نفسه كما هو المتعارف عليه في قانونهم!!!
صوت أحد رجاله قطع عليه أفكاره وهو يدخل لاهثا ليلتفت اليه حامد صارخا بغضب:
– فيه ايه يا مليجي تاني؟؟
المدعو مليجي بتلعثم واضح وهو يحاول التقاط أنفاسه:
– الست… الست سهير ورامي بيه…
حامد بتقطيبة عميقة وهو يهدر فيه بعنف:
– مالهم؟؟؟
مليجي بذعر من ردة فعل سيده للنبأ الذي يحمله:
– خطفوهم وهما راجعين من النادي…
لم يتثنى لمليجي التقاط أنفاسه المتعثرة إذ سرعان ما قبض حامد على عنقه صارخا بعنف:
– انت بتقول ايه؟؟؟ وأزاي دا حصل؟؟..
ليكرر مليجي حديثه وهو ينظر اليه سيّده برعب شديد:
– كانوا راجعين مع سمير السواق طلعت عليهم عربية قطعت الطريق وضربوا سمير وخطفوهم…
حامد وهو يشد قبضته على عنق مليجي حتى جحظت عينا الأخير من محجريهما:
– وعربية الحراسة فين؟… جوز التيران اللي انا جايبهم عشان يكونوا زي ضلّهم راحوا فين؟؟؟
مليجي وقلبه يكاد يتوقف عن العمل من شدة الذعر:
– عـ… عربية كسرت عليهم وعملوا معهم خناقة!!..
صاح حامد بغضب ناري:
– أغبيا!!!!!!!!!!!..
ودفع مليجي بقوة جانبا، فانتابت الأخير نوبة حادة من السعال في حين صرخ فيه حامد:
– اجمع لي باقية الرجالة بسرعة…
خرج مليجي لتنفيذ أمر سيده راكضا وكأن الشياطين في أعقابه في حين نفث حامد هواءا ساخنا من أنفه وهو يتوعد بشراسة:
– بقه كدا؟… انتو فاكريني بهوّش؟.. طيب أول هدية هتكون عندكم بعد ساعة واحدة بس!!!
ثم أسرع بضغط بضعة أرقام على هاتفه المحمول قبل أن يقول ما أن تلقى الطرف الآخر المكالمة:
– سيد… أخبار العرسان إيه؟؟؟
كشرّت أنيابه عن ابتسامة ذئبية فيما عيناه تلمعان بظفر وهو يقول:
– ابعت لي الفيلم، هوصّله أنا بطريقتي ليهم!!!!…
وبعد لحظات صدر صوت عن هاتفه المحمول ينبأ بوصول رسالة فأسرع بفتحها ليطالعه مقطعا من فيديو أسرع بالموافقة عليه ليشاهد ما يجعل ابتسامته تتحول الى قهقهة عالية ثم يسرع بضغط زر الارسال الى رقم سُجّل تحت اسم…. شهاب عثمان الخولي!!!!! …. لتتعالى ضحكاته بعدها راميا رأسه الى الخلف منتشيًا وبقوة!!!!!!!..
*********************************
صوت وصول رسالة الى محمول شهاب قطع حديثه مع ليث ليقطب ثم يفتح الرسالة ليصبح كتمثال أول الأمر ثم رويدا رويدا بدأت حدقتاه بالاتساع وظهرت علامات الغضب الشديد على وجهه بينما قبض على هاتفه بقوة حتى كاد أن يهشّمه وهو يصرخ عاليا بينما مقطع الفيديو يعمل:
– لا!!!!!!!!!!!!, كلااااااااااااب!!!!!
ضرب الهاتف بقوة على الأرض ولكن لحسن الحظ لم ينكسر فقد سقط على السجادة الوثيرة أسفله، قفز ليث وجلًا من هيئة شهاب حيث نية القتل تبدو وبوضوح على وجهه، توجه اليه من فوره وهو ينحني لالتقاط الهاتف:
– فيه إيه يا ولْد عمي؟.. التَلفون ديه مِن ميين؟؟؟.
نظر اليه شهاب بعينين حمراوين قبل أن يسرع بسحب الهاتف من يده وهو يقول بغضب ناري مكتوم:
– حامد رشوان…. بتاعي أنا، لا انت ولا حد من رجالتك يقرب منه، بلّغ جابر يقول للرجالة انه ساعة الصفر اتقدمت!!
ليث بتقطيبة هاتفا بريبة:
– باااه… ايه اللي جرى يا وِلد عمي؟… واتجدمت كيف يعني؟.. وميتى؟؟..
شهاب بعينين تلمعان عزما ولهجة حزم آمرة:
– بعد نص ساعة بالظبط من دلوقتي، والبنت وامها واخوها هييجوا معانا، حامد رشوان هيدفع تمن اللي عمله هو… وعيلته كلها!!!!!!!!!!
————————–——————
ضرب أحمد بخفة على وجه سلمى وهو يهمس برجاء:
– قومي يا سلمى، أرجوكِ ما فيش وقت!..
رفع رأسها بيد في حين استمر بصفعها بخفة على وجهها لتصدر أنينا خافتا جعله يطلق أنفاسه المحبوسة ترقبا وقلقا وهو يهتف بالحمد الله، فتحت عينيها بضعف لتطالعه باهتزاز في الرؤية أول الأمر لتتضح لها الصورة بعد ذلك، فهتفت وهي تعتدل في رقدتها فوق الأرض الصلبة:
– ايه اللي حصل بالظبط؟…
جلس أحمد بجوارها وهو يستند بظهره العار الى الحائط الخرساني خلفه مجيبا بتنهيدة عميقة:
– يا شيخة أيه دا؟.. قلبي كان هيقف من الخضّة عليكي!…
اعتدلت سلمى جالسة وقالت وهي تزيح خصلاتها المشعثة وراء أذنها:
– احنا فين هنا؟.. وجينا هنا ازاي؟؟؟
وهي تتجول بعينيها في المكان المقفر حولها ليجيبها أحمد بهدوء لا يشعر إطلاقا به:
– احنا جنب المكان اللي خطفونا فيه، بعد ما أغمى عليكي دخل واحد منهم يشوف ايه اللي حصل وفجأة حصلت ربكة معرفش ليه لاقيتنا مرة واحدة من غير أي حد حوالينا شيلتك وجريت بيكي، وجيت هنا.. لاقيت العمارة اللي لسه بتتبني دي أنسب مكان نستخبى فيه، مش هيتوقعوا أبدا اننا لسه جنبهم فكرهم هيروح أننا هنروح عند أهلك أكيد أو على أقل تقدير المكان اللي فيه ولاد عمك…..
سلمى بقلق:
– طيب وهنعمل إيه دلوقتي؟؟
أحمد بهزة رأس:
– مش عارف، لكن واضح كدا ان ولاد عمِّك عملوا حاجة كبيرة لأني سمعت واحد منهم بيقول ان حامد رشوان أمر بجمع رجالته كلهم والاغبيا نفذوا الأمر على طول من غير ما ياخدوا بالهم مننا والحمد لله دا كان في مصلحتنا!!..
انتبهت سلمى لجلوسه أمامه بينما جذعه العلوي عار، فتذكرت ما حدث قبل إغماءتها، لتنظر الى ثيابها تحاول تسويتها وكان هناك مزق بسيط في كُم بلوزتها والتي طارت أحد أزرارها العلوية، لتحاول ستر نفسها كيفما اتفق، قال احمد وهو يحاول النظر بعيدا عنها حينما انتبه الى وضعهما:
– أنا ما كنتش هأذيكي يا سلمى، مش ممكن أعمل كدا، أنا لما وعدتك أنك هترجعي سالمة كنت أد وعدي…
ليطالعها مردفا بصدق لمسته في نبرات صوته:
– ولو آخر حاجة هعملها يا سلمى، وعد مني انك هترجعي لأهلك من غير ما حد يلمس شعرة واحدة منك، على الأقل أكون سيبت عندك ذكرى حلوة تغفر لي أي إساءة أو دموع كنت أنا السبب فيهم!!..
همّت بالرد عليه عندما تعالى صوت إطلاق النيران، ليقبض أحمد على يدها وهو يحثها على الركض متخذين الظلام ستارا لهم، وفي الناحية الأخرى تحديدا أمام المبنى حيث كانت محتجزة كان هناك شهاب وليث وغيث الذي لحق بهما عندما هاتفه ليث طالبا منه القدوم بعد أن ارتاب في حالة شهاب والذي رفض الافصاح عن فحوى الرسالة المرئية التي استلمها، وأخبره بطلب شهاب بإحضار الرهائن معه، ليأتي ومعه عائلة حامد رشوان بصحبة رجال جابر زيدان بينما أمر سلافة بالتزام البقاء في السيارة مع عائلة حامد…..
هتف شهاب وهو يمسك سلاحه موجها حديثه الى جابر الذي كان مشغولا بإطلاق النيران على رجال حامد رشوان:
– عاوز واحد منهم بس يكون صاحي، هو اللي هيجيب لنا الكلب حامد لغاية هنا…
هز جابر برأسه ليسارع بتنفيذ أمر شهاب، وما هي إلا دقائق حتى كان الرجل ( برعي ) ملقى تحت قدمي شهاب وقد قيّد جابر معصميه، جذب شهاب شعره بقوة رافعا رأسه المتدلي على صدره إليه وهو يزمجر بشراسة هاتفا:
– فين الكلب سيدك؟؟؟
برعي وهو لا يستطيع التقاط أنفاسه:
– مـ… مين؟؟..
ليعاجله شهاب بركلة من قدمه في وجهه نزف لها أنفه فيما أطاحت سنتّين من أسنانه الصفراء الكالحة وهو يخور كالثور وقد سقط على ظهره، رفعه جابر من شعره بينما مال عليه شهاب هادرا فيه بشراسة:
– انطق قبل ما أخليهم يخلصوا عليك، الكلب حامد رشوان فين؟؟
نطق الرجل بصعوبة بكلمات متقطعة من فرط الوجع والألم:
– ما أنا… لو .. لو نطـ نطقت بردو… هتقتلني!…
شهاب بتحد:
– بقه هو كدا؟.. ليردف آمرا بصوت مزلزل:
– جابر… شوف شغلك…
صوت جذب صمام الأمان جعل برعي يصرخ كالحريم هاتفا:
– هقول… هقول يا باشا…
ليقاطعه ليث وهو يضع يده على كتف شهاب آمرا بصرامة:
– لاه.. ما هتجوليش، انت عتكلم الكلب دِه دلوك وتخليه ياجي اهنه، ووجتها احنا عنتصرفوا إمعاه!!
برعي بخوف يكاد يقتله وخنوع تام:
– حاضر… تحت أمرك يا عمدة، انما هقوله إيه؟؟
ليث بعينين تبرقان بوحشية لاقتراب وقوع فريسته بين براثنه:
– عتجوله انه مَرَتو وبتُّه ووِلده إهنه، ولو ما اظهورشي في ظرف ربع ساعة يجول عليهم يا رحمن يا رحيم!!….
وبالفعل، جاء حامد ملتفاًّ بحرسه الخاص من حوله فور تلقيه اتصال برعي، خرج من السيارة في حين أحاطه رجاله مشكّلين نصف دائرة، تقدم غيث اليهم في حين ظل حامد واقفا وسط رجاله، تحدث حامد بصفاقة:
– من غير كلام كتير… مراتي وبنتي وابني يرجعوا حالا ومعهم السيديهات اللي عندكم، وبنتكم هرجعها لكم ومعاها…. السي دي اللي انتو شوفتوه، بس هتفضل معايا منه نسخة عشان لو عقلكم قالكم تعملوا حركة غدر بنتكم اول واحدة هتدفع التمن!!!…
صدحت ضحكة غيث في حين همّ شهاب بالانقضاض عليه لولا يد ليث التي منعته هامسا له بأن يدع غيث يتعامل معه، غيث بعد أن هدأت ضحكته:
– ضَحَّكْتَنِي يا راجِل، أوَّل هام بتِّنا وعنعرفوا انجيبوها ولو في حنك السّبع، تاني هام الخرابيط اللي بتجول عليها ديْ سيديهات ومخبرشي إييه بِلّها واشرب مايّتها لانه مش هيطلع عليك صُبح لا انتَ ولا ردالتك اللي انت فرحان بيها ديْ.. تالت هام انه عيلتك عنخلِّصوا عليها واحد واحد جودامك اهنه عشان تِعرف انه مش عيلة الخولي اللي يتعمل امعاهم اكده، وانك يوم ما فكرت تلعب امعانا لعبتك الحقيرة ديْ لعبت وجتها في عداد عمرك انت وهَلك كلاتهم!!!!…
حامد بغلظة بينما تحرك رجاله الى الامام ناحية غيث:
– انت فاكر انك هتوهشني بكلمتين؟؟.. فين مراتي وولادي؟؟؟
غيث بلا مبالاة:
– بس إكده؟… حالا عتشوفهم…
وأشار برأسه الى جابر الذي اختفى لمدة ثوان ثم عاد يقود أمامه امرأة مكممة وصبي صغير وفتاة شابة، ليلقي بهم الى الرمل أسفل قدمي حامد الذي هتف بغضب ثم ركع على قدميه آمرا رجاله بحل وثاقهم فيما يفك هو قيد زوجته، وعندما انتهوا من تحريرهم وقف حامد محتضنا زوجته بيد وولده وابنته بالأخرى وهو يصيح:
– هتدفعوا التمن يا عيلة الخولي واحد واحد، والتمن ابتديتوا فعلا تدفعوه، وبنتكم سلمى الدليل على كلامي، والحساب يجمع!!
ما ان طرق سمع شهاب اسم سلمى حتى لم يستطع الصبر أكثر من ذلك ليندفع إليه وهو يهدر فيه بشراسة فيما التفت حامد للذهاب بعيدا وهو لا يزال محيطا عائلته:
– حامد يا رشوان!!!!!!!!!!
توقف حامد عن السير واستدار ليلمح شهاب وهو يتقدم اليه شاهرا مسدسه في وجهه وهو يهتف بعنف وحشي:
– أنا قلت انك هتدفع التمن، انت وعيلتك كلها!!!!!
لم يتثنى لأحد من رجاله أن يخرج سلاحه فقد هبط عليهم وابل من الرصاص ليتساقطوا كالذباب واحدا وراء الآخر وفي ظرف ثوان كانت الأجساد الميتة تملأ المكان بينما تلون دمائها الرمال تحتها!!!!!
هتف حامد برعب وهو يشاهد جثث رجاله من حوله والتي تساقطت في ظرف ثوان معدودة:
– ايه دا؟؟؟؟
كان احمد وسلمى قد اقتربا كثيرا من المكان حيث تواجد الجميع، أبصرت سلمى شقيقتها وهي تقف على مسافة ليست ببعيدة عنهم فركضت اليها بعد أن هز أحمد لها برأسه بالايجاب، لتفاجأ سلافة بمن يقبض على كتفيها من الخلف فالتفتت بذعر ليطالعها وجه أختها الشاحب والمتسخ بالأتربة فكتمت صيحة فرح ثم احتضنتها والدموع تجري على وجنتيهما، ابتعدتا قليلا ما أن سمعتا صوت وابل الرصاص، لتهتف سلمى بهمس وهي تنظر أمامها في ذعر:
– شهاب!!!!!!!
فلحظتها كان شهاب يقف بعد أن قُتل حرس حامد جميعهم يشهر سلاحه في وجه حامد رشوان غير آبه بالجثث الملقاة أسفل أقدامهم وهو يقول بجمود وكأنه يتلو حكما بالإعدام:
– انت قتلت وسرقت ونهبت، دا غير جرايم الاغتصاب طبعا زي مريم الله يرحمها اللي انت حرضت عليها، وآخر حاجة بقه.. كانت مراتي!!!…..
لتجحظ عينا غيث وليث حينما فهموا المعنى وراء كلمات شهاب الذي تابع بقوة وهو يشد زناد مسدسه مصوّبا فوهته الى قلب حامد رشوان مباشرة:
– غلطتك انك معرفتش انت بتلعب مع مين من البداية، تاري أنا هاخد بإيدي… في الموضوع دا قانون واحد بس اللي بيمشي… قانون عيلة الخولي!!!..
وضغطت سبابته على الزناد وانطلقت رصاصة الثأر!!!!
******************
كانت سلمى تجلس على مقعد في المشفى أمام غرفة العمليات، بينما وجهها يعلوه الجمود وقد غابت عيناها وكأنها في عالم آخر، فيما جلست بجانبها سلافة تحاول اقناعها بالذهاب الى الحمام على الأقل لغسل يديها ووجهها الملطخيْن بالدماء ولكنها أبت وبعناد شديد، فلن تتزحزح خطوة واحدة قبل الاطمئنان عليه، أليس هو من ضحى بنفسه من أجلها؟!!!!…
يئست سلافة من سلمى لتتجه بعد ذلك الى غيث الذي يقف مرابضا أمام غرفة العمليات منتظرا خروج الطبيب ليطمئنه عن حالة توأمه الروحي، ربّاه لا يزال المشهد حيث رصاصة الغدر التي جاءته من الخلف ليقع بين يديه هامسا بوصيته له قبل أن تغمض عيناه، والتي تتمثل في كلمة واحدة فقط:
– سـ.. سلسبيل!!!!
قالت سلافة باشفاق على حاله:
– مش كدا يا غيث، ليث هيقوم بالسلامة ان شاء الله، لازم تكون أقوى من كدا، أومال سلسبيل هتعمل ايه بقه؟؟؟
ليحرك غيث رأسه بيأس هاتفا:
– ماعارفشي هجولها كيف؟.. مش كفاية راضي الله يرحمه، هخبِّرها كيف انه ليث انصاب؟..
سلافة بأسى على حاله:
– بلّغ عمي عدنان الأول وان شاء الله الدكتور يخرج يطمنّا على ليث ووقتها نبقى نقولها، لما تعرف انه حصل له حادثة بس الحمد لله ربنا نجّاه.. ساعتها المفاجأة مش هتكون شديدة عليها!!!
ابتسم غيث ابتسامة شاحبة قبل أن يمد ذراعه مطوقا كتفيها وهو يقول:
– ربنا ما يحرمني منك يا بتّ عمّي، ما عارفشي من غيرك كنت عملت ايه دِلوك؟؟
سلافة بمرح خفيف رغبة بادخال السرور اليه:
– كنت اعملت شاي بلبن وامعاهم شوية جراجيش يا ولد عمِّي!!
قطع حوارهما الهامس خروج الطبيب من غرفة العمليات حيث ركض اليه غيث بينما هرعت سلمى اليه ما أن رأته، قال الطبيب مجيبا تساؤلاتهم الصامتة:
– للأسف فيه أخبار حلوة وأخبار سيئة، الخبر الكويس انه واحد من الاتنين اللي اتصابوا الرصاصة جات بعيد عن الرئة بمسافة صغيرة جدا لا تتعدى 2 سم والحمد لله قدرنا نطلعها، المشكلة كانت في كمية الدم اللي نزفها وعوضناه، وان شاء الله الـ 24 ساعة الجايين يعدُّوا على خير… ساعتها نقدر نقول انه عدّى مرحلة الخطر، نيجي بقه للتاني..
قبل أن يتابع قاطعه غيث بلهفة:
– مين فيهم الاول يا داكتوور؟؟..
الطبيب بتركيز:
– الصعيدي، تقريبا اللي انت كنت معاه وهما مدّخلينه العمليات!!
ليهتف غيث براحة عميقة وهو يطالع سلافة بفرح:
– دِه ليث!.. الحمد لله يارب..
فيما همست سلمى بشفاه بيضاء يابسة مستفهمة عن المريض الآخر ليجيب الطبيب وهو يزفر بأسى:
– للأسف دا الخبر الوحش، الطلقات كانت عبارة عن 3 رصاصات، واحدة اخترقت الطحال والتانية الأمعاء أما التالتة فاستقرت في الرئة، قدرنا نستخرج رصاصتين لكن الأخيرة في الرئة في مكان صعب جدا استخراجها، دا طبعا غير كمية الدم اللي فقدها، هو محتاج دعواتكم دلوقتي….
لتشهق سلمى بأسى وكادت تتهاوى حينما أسندتها ذراعان قويتان لترفع رأسها الى صاحبهما هاتفة بحزن يقطع نياط القلب بينما دموعها تسيل مغرقة وجهها:
– سمعت.. سمعت الدكتور بيقول إيه؟؟… أنا السبب.. أنا السبب، كان بيفاديني أنا، الرصاص دا كان المفروض يدخل فيا أنا لكن هو خدهوم بدالي!!..
احتواها بذراعه اليمنى السليمة بعيدا عن كتفه الأيسر المصاب وهمس بصوت أجش:
– ما تعمليش في نفسك كدا، ما فيش حاجة حصلت لكل دا!!!
ابتعدت عنه تطالعه بغضب وحنق هاتفة:
– إيه؟؟… أزاي ما فيش حاجة حصلت؟… أحمد هيموت بسببي يا شهاب وتقولي ما فيش حاجة حصلت!!!!
لم يرد الاحتداد عليها في الكلام مراعاة لحالتها الواضحة ولكنها استفزته لدرجة أن هتف بها بغلظة بصوت مكتوم من شدة الغضب:
– لو قام منها يا سلمى تأكدي اني مش هسيبه يفلت باللي عمله، كون انه فداكي مش هيشفع له عندي، حكم الاعدام صدر فيه خلاص ولسه التنفيذ، يعني حتى لو عاش هيموت بس على ايدي أنا!!…
لتدفع سلمى بيده الموضوعة على كتفها بحنق بعيدا متناسية اصابته في كتفه والتي تعرض لها على يد رجال ملثمين فما ان استعد للضغط على زناد مسدسه حتى انهارت الطلقات حولهم من كل حدب وصوب من مجموعة رجال ملثمين، ليقع حامد وعائلته جميعها صرعى في ذات اللحظة بينما اندفع شهاب جانبا ليصاب كتفه برصاصة لم تصبه سوى بجرح سطحي أصاب كتفه الأيسر، بينما تم تراشق النيران بين رجال جابر والرجال الملثمين، ليصاب ليث بالرصاص أثناء حمايته لظهر غيث فيما لمح أحمد الذي كان يقف على مقربة ليست ببعيدة عنهم فوهة السلاح وهو يصوّب الى سلمى ليصرخ باسمها كي تنتبه وهو يركض ناحيتها بسرعة الفهد ليقفز محيطا بها بجسده في اللحظة التي انطلقت فيها الرصاصات القاتلة لتصيبه هو بدلا عنها، وكما بدأ اطلاق النيران فجأة انتهى فجأة ليختفي الرجال الملثمون الذين بدوا بثيابهم السوداء كخفافيش منتصف الليل عائدين من حيث أتوا، والى الآن لا أحد يعلم من هم ولا إلى أين ذهبوا وإن كانت الشرطة ترجح أن مهمتهم كانت تصفية حامد رشوان!!.. فمن يعلم خبايا مثل هذه العصابات جيدا يعلم أنهم قد جاءوا خصيصا للتخلص من حامد رشوان فقد أصبح خطرا عليهم، تماما كما أخبر جابر غيث في وقت لاحق!!…
وقفت سلمى أمام شهاب قائلة بجمود:
– أحمد ما عملش حاجة، أحمد وعدني انه هيفديني بروحه، وفداني… تقدر تروّح ترتاح أما أنا فمش همشي من هنا قبل ما أطمن عليه!!!!…
الى هنا وطارت البقية الباقية من صوابه ليقطع الخطوات القليلة الفاصلة بينهما قابضا على ذراعها وهو يهتف بها بغضب وحشي:
– كلمة زيادة مش عاوز أسمعها، واضح كدا ان اللي عمله كان على مزاجك ولا ايه؟؟
لاحظ غيث وسلافة تكهرب الجو بينهما ليتبادلا النظرات ثم يسرعان اليهما، قال غيث محاولا ابعاده عنها فيما حاولت سلافة تهدئة شقيقتها:
– استهدى بالله يا شهاب يا خويْ مش إكده!!..
هتفت سلمى غير عابئة بالنظرات الفضولية التي بدأت في الانتباه اليهما:
– انا مش هتحرك خطوة واحدة من هنا يا شهاب، دي أقل حاجة أعملها له بعد اللي عمله علشاني، مش معقوله واحد فداني بروحه اسيبه مرمي هنا في المستشفى بين الحياة والموت وأروّح أعيش حياتي ولا كأن حاجة حصلت!!!
شهاب بسخرية:
– آه بعد اللي عمله!!.. مش قلت لك ان اللي عمله كان على هواكي!!
كادت سلمى أن تشد شعرها فهي لا تدري ما يعنيه من وراء تلميحاته هذه لتقول بتعب زافرة بيأس:
– انت قصدك ايه يا شهاب بالظبط؟؟؟
لاحظ غيث أنهم قد بدئوا بإثارة فضول المارة من حولهم فأشار لغرفة استراحة المرضى قائلا:
– أني شايف أننا ندخل اهنه الاول عشان تعرفوا تكملوا حديتكم براحتكم…
بعد أن دلفوا الى غرفة الاستراحة الفارغة وقفت سلمى تطالع شهاب بجدية مطالبة بتفسير لما قصده ليجيبها بسخرية ومرارة تقطر من كلماته:
– يعني انتي مش عارفة قصدي يا دكتورة؟.. تمام.. أنا هوريكي قصدي ايه!!!
ليخرج هاتفه المحمول ضاغطا على مقطع الفيديو وهو يضعه أمام عينيها قائلا بمرارة:
– شوفتي يا مدام؟؟… عرفتي الدكتور أحمد عمل ايه يا… دكتورة؟!!!
لم تصدق سلافة عينيها لتهتف بشهقة ذهول وهي تبتعد الى الخلف عدة خطوات:
– سلمى.. مش ممكن!!
في حين أسرع غيث بإشاحة عينيه بعيدا وهو يضغط على أسنانه قهرا وغضبا، بينما اعتلى الجمود والشحوب الشديد وجه سلمى التي رفعت عينان خاويتان الى شهاب الذي يقف أمامها يطالعها بسخرية وغضب، وسألته بصوت ميّت بينما عينيها قد خبا منهما بريق الحياة:
– مش هسألك صدقت اللي انت شوفته ولا لأ لأنه واضح طبعا انك مصدق، لكن سؤالي.. انت فعلا مصدق اني كنت موافقة على كدا؟!!!
شهاب بنظرة غامضة:
– طريقتك قودامي دلوقتي ولهفتك عليه تخليني اسأل نفسي، يا ترى اللي حصل كان برضاكي؟.. واحدة غيرك كانت اتمنت له الموت ولمّا يحصل تفرح لأنه سبق وقتلها، لكن اللي انا شايفه غير كدا!!!
استحكمت غصة مريرة حلقها ابتلعتها بصعوبة قبل ان تقول بصوت خاوٍ:
– بس موقفي من اللي حصل لأحمد دا دليل معاه مش ضده!!.. يعني لو الفيديو دا صح.. أكيد رد فعلي كان اختلف، ليه مفكرتش انه الفيديو دا غلط بدل ما تفكيرك يروح انه اللي حصل في الفيديو حصل بموافقتي؟!!!
قطب شهاب وأجاب بعصبية مفرطة فقد أفلت غضبه من عقاله وكعادته دائما حينما يترك لغضبه العنان فإنه لا يترك مجالا لعقله بأن يرشده للصواب:
– عاوزة تقولي ان الفيديو متفبرك؟.. وايه اللي قطّع هدومك كدا يا مدام؟..
لاحت منها نظرة الى بلوزتها الحريرية أسفل السترة التي وضعها شهاب على كتفيها ما أن أبصرها أثناء حضور الشرطة، رفعت عينيها اليه لتجيبه بصوت لا يشبه صوتها، صوت جامد لا حياة فيه:
– واحدة بقالها يوم تقريبا مخطوفة أكيد ما كنتش في رحلة راحة واستجمام، لكن وكالعادة انت قفزت لاستنتاجك، فلو فكرت بطريقتك هقولك انه من مصلحتي انه احمد يفوق ويقوم منها بالسلامة!!!
قطب شهاب متسائلا بريبة وان غلّف صوته نبرة سخرية:
– وليه إن شاء الله؟؟
رفعت عينيها اليه لتجيبه ببرود صقيعي ونظرات زجاجية خالية من نور الحياة:
– عشان يصلّح غلطته!!!!!!
اتجهت اليها سلافة سريعا بينما أمسك غيث بشقيقه قبل أن يتهور كعادته ويقوم بما لا يحمد عقباه كعادته حينما يغضب بجنون مثل الآن، هدر شهاب بغضب وحشي هاتفا:
– قصدك ايه؟؟؟
ببرود تام خلعت سلمى سترته ومدت يدها بها اليه وهي تجيب بوضوح تام:
– اللي فهمته…
لم يتناول سترته فألقتها على المقعد ثم اتجهت بخطى واثقة الى الباب بينما هو يراقبها بدهشة حانقة، وقفت قبل أن تخرج والتفتت اليه تطالعه من فوق كتفها وهي تردف بجمود:
– ما تنساش ورقتي يا ابن عمي، واطمن.. أوعدك انك مش هتشوف وشِّي تاني… عن إذنك!!!!
وخرجت صافعة الباب خلفها بقوة لتنتبه سلافة من جمودها وتلحق بها منادية لها بينما أوشك شهاب على الركض خلفها ليعيقه غيث قابضا على ذراعه بقوة فيما نظر اليه شهاب بحدة هاتفا:
– سيبني يا غيث!!
غيث بقوة:
– بكفاياك يا ولد أبويْ.. همّلها دِلوك.. لازمن أعصابكو انتو التنييين ترتاح اشويْ.. اللي حوصل مش هيّن يا خويْ!!
هتف شهاب بحرقة:
– مش قادر أصدق يا غيث, مش جادر يا خويْ!!…
ليربت غيث على كتفه قائلا بقوة:
– انت شهاب وِلد الخولي، وهي برضيكي مننا، يعني عزة نفسكم واحدة، انت جرحتها يا شهاب، كيف صدجت فيها الحديت الماسخ اللي جولته ديه؟.. كلامها هيّا أجرب للعجل، أني ماخابِرشِي الفيديو ديه فيه ايه، لأني مالحجتش أشوف حاجة، دَرِيت وشِّي طوالي أول ما شَغِّلته، لكن اللي اعرِفه زين انه مش سلمى بت الخولي اللي تبكي على واحد امضيّع الشرف كيف ما فكِّرت!!!، همِّلها لغاية ما أعصابها تهدى اشويْ..
شحب وجه شهاب فجأة من حديث شقيقه وعلم الى أي مدى قد تمادى هذه المرة… فهو لم يصدق ما رآه في مقطع الفيديو اللعين وحسب ولكنه اتهمها بموافقتها بل وترحيبها بما حدث!!.. الأمر الذي جعل قلب شهاب يرجف بين ضلوعه فكما قال غيث هما الاثنان أبناء عائلة الخولي حيث عزة النفس والكرامة، وليس لهذا سوى معنى واحد… أنه في طريقه لخسارة سلمى!!.. ولكنه لن يقف مكتوف الأيدي، هو لا يعلم كيف يستطيع اقناعها بفورة الغضب التى اعترته من رؤية خوفها على الآخر، ولكن ما يعلمه جيّدا أنه لن يفرّط في سلمى مهما حدث، أينهي الانسان حياته بيده؟؟… فسلمى هي الحياة لجسد شهاب وهو لم يكن ليدع حياته تنسل بعيدا عنه حتى وأن حمل كفنه على يديه مقدّما حياته قربانا لها!!!!!!!!!!!
– يتبع –
error: