“كبير العيلة”بقلم احكي ياشهرزاد

الحلقة الثالثة عشر
*******************بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
جلس عدنان وولده ليث وزوجه حول مائدة الطعام لتناول الغذاء, دارت أحاديث خفيفة بين عدنان وليث حتى نظر عدنان الى زوجته وتساءل:
– هي سلسبيل لساتها مصرة انها ما تخرجشي من دارها؟
زفرت أم ليث بتعب وأجابت بشفقة وأسى:
– والله ما أني عارفة يا حاج أجولك ايه, على جد حرجة جلبي على ولدي الله يرحمه على جد ما جلبي متشحتف عليها يا نضري, دي لا وكل ولا شرب واصل, وعلى طول تحس انها في دنيا غير الدنيا, ولمّن تفوج تاخد عيالها في حضنها وما ترضاشي يبعدوا عنيها واصل, أني جلجانه جوي عليها يا حاج, وخصوصي لمّن عدّتها تُخلص.. يا ترى بوها هيرضى يسيبها حدانا؟, ولو رفض.. هستحمل ما أشوفهاشي هي وعيال الغالي كيف؟, دولم اللي مصبريني على فُجدان الغالي…
ولم تستطع كتم دموعها لتنهمر مغرقة وجهها, ترك عدنان ملعقته وهو يستغفر الله بصوت مسموع ويقول موجها حديثه اليها بينما يقبض ليث على أصابعه في قبضة قوية حتى ابيضت سلاميات أصابعه:
– وحّدي الله يا أم ليث, ابنك شهيد عند ربنا, وربنا عوضنا عنّيه بولاده, مش همّا بيجولوا اللي خلّف ما ماتِش؟!, وان كان على جعاد سلسبيل واولادها حدانا إهنِه… ما تحمليش هم واصل, أني وليث مرتبين كل حاجة!
تفاجأ ليث ورفع رأسه دفعة واحدة يطالع أبوه بدهشة ليبادله الأخير النظرات بأخرى قوية ويشير بطرف عينه الى أمه الثكلى, ليزفر ليث بتعب ويغمض عينيه, مسحت أمه وجهها بطرف وشاحها ونهضت وهي تقول بصوت مبحوح يحمل أثر البكاء:
– هروح أشوفها كالات ولا لاه, معاها اعيالها وجالت لي هتوكّلهم وتاكل امعاهم..
وانصرفت تاركة عدنان وهو ينظر الى ليث بجدية, وما ان غابت من أمامهما حتى وجه عدنان حديثه الى ليث قائلا:
– فكّرت في اللي جولت لك عليه؟
زفر ليث بحنق وأجاب بلهجة تحمل حدة طفيفة:
– فكّرت يا بوي, بس مش بالعها واصل…
انفعل عدنان وهتف بحدة وصرامة:
– هو اللي هنعيده هنزيده, نجول تور… يجولوا احلبوه! (واضح كدا ان تيران البلد دي كتييييرة أوي على رأي سلافة.. ما علينا!), يا بني افهم… أديكي شايف حالة أمك كيف… طاوعني يا ولدي.. والا أقسم بالله العظيم يا أنا بيدي اللي هزوجها للي بوها يجول عليه.. وانت عارف سلسبيل زينة وما تتفوّتش واصل, ده غير إنك كبرت وعاوز أفرح بخلفتك…
لم يحر ليث جوابا مما أغاظ عدنان فأردف بقوة وحزم:
– شوف يا ليث.. أنا عمري ما غصبتك لا انت ولا خوك راضي الله يرحمه على حاجة.. لكن زواجك من سلسبيل أمر مني أني.. هتنفّذه وإلا هغضب عليك ليوم الدين!
صعق ليث ونظر الى أبيه وهو يردد بذهول:
– عتجول ايه يا حاج؟, هي حصّلت لكده؟
عدنان بتحد:
– إيوة يا ليث, لمّن توجف جصادي وتخالف شوري وتخرج عن طوعي يبجى لا انت ابني ولا أعرِفَكْ!
ليث وهو يهز برأسه الى أعلى وأسفل وبنبرة مكتومة وقد احتقن وجهه غضبا وكمدا:
– ماشي, الشور شورك والراي رايك يا حاج… اللي تجول عليه أني… أني مو…. موافج عليه!!
وانتفض من مكانه واقفا ليتجه بخطوات سريعة الى الخارج عندما سمع والده يقول:
– اعمل احسابك أول ما سلسبيل توفي عدتها هفاتح عمك طوّالي…
كان ليث يقف أمام الباب موليا أباه ظهره وما أن سمع عبارته حتى أومأ بالايجاب دون أن يلتفت ثم انطلق خارجا تلاحقه شياطينه بينما زفر أبوه بتعب وأغمض عينيه وهو يهمس لنفسه قائلا:
– غصب عني يا ولدي, بس لو ما كونتش جبرتك عليها ما كنتش هتجدمها واصل, كفاياك مرار لغاية دلوك يا ولدي, أني خابر باللي جواك زين, هي وحديها اللي هتعرف ترجع لك ضحكتك اللي فجدتها من اكتر من 6 سنين!!
*****************
جلست سلافة فوق فراشها المقابل لفراش سلمى راكعة على ركبتيها وهي تهتف بحماس:
– ها.. احكي لي بقه وافقت على الباش مهندس ازاي؟
نظرت سلمى بهدوء الى سلافة بينما داخلها يشتعل كلما تذكرت القنبلة التي فجرها شهاب أمام الجميع ألا وهي.. كتب الكتاب!, تبّا لم يكن هذا ما اتفقا عليه!, لقد خدعها وغشّها!, فقد علم مسبقا أنها لن تستطيع تكذيبه ووأد فرحة أبيها وأمها, تبا لك شهاب الخولي, ولكن أقسم أن أقتص منك وأجعلك تعض أصابعك ندما, فأنا أيضا… سلمى الخولي!
سلافة بنزق:
– يا هوووووه.. ايه يا بنتي روحتي فين؟, بكلمك أنا!..
سلمى بغير رضا:
– إيه يا بنتي فيه ايه مالك؟
تعجبت سلافة لتحدق فيها هاتفة:
– مالي؟!, مالي في جيبي يا دوك!, ايه يا بنتي بقولك وافقتي ازاي؟…
ثم غمزت بخبث بطرف عينها اليمنى متابعة:
– ولا تكوني وقعت ولا حد سمى عليكي, دا هندسة دا طلع مش سهل على كدا!…
نهرتها سلمى وهي تطالعها بحنق مشيحة بيدها في وجهها:
– ايه ايه ايه, وقعت ايه ووقفت ايه؟, وهندسة مين دا ان شاء الله؟, انا كلية الهندسة بحالها ما تأثرش فيا!, وبعدين بطلي أسلوبك دا.. اومال لو ما كنتيش خريجة جامعة امريكية كنتي هتقولي ايه؟
سلافة بجدية مفتعلة:
– كنت هعمل الجُلّاشة معاكي!
فتحت سلمى عينيها واسعا وكررت باستهجان وعدم تصديق:
– كنت هتعملي ايه ياختي؟, جلاش إيه دا اللي كنتي هتعمليه؟
سلافة وهي تشرح بهدوء بلهجة العارف ببواطن الأمور:
– يا بنتي هو أنا عشان جامعة أمريكية أبقى بعيدة عن الشارع المصري؟!, جلاشة دي يا ستي يعني الواجب!, يعني أحلى واجب هعمله معاكي!, بصي ما تزبهليش كدا واقفلي بؤك اللي انتي فاتحاه دا لغاية ما أنا شايفه اللوز وأنا قاعده هنا, المسألة بسيطة خالص… سمعت بنت البواب بتقولها لأختها ولما ٍسألتها قالت لي هي اللي بتستفزني ولو ما سكتتش هعمل الجلاشة معاها!, من هنا لهنا عرفت ان الجلاشة دي يعني هتروقها من الآخر!..
وضعت سلمى يدها فوق رأسها وهتفت بتضرع وهى تتطلع الى أعلى:
– يا رب.. ارحمني وارحمها….
ثم نظرت اليها مردفة بنزق:
– تصدقي المفروض ما استغربش!, ما انا هنتظر ايه من واحدة سابت سلافة ومسكت في سولي!
قطبت سلافة وأجابت بغضب طفولي:
– نعم نعم.. يعني ايه أن شاء الله؟, بصي يا سلمى مالكيش دعوة بسولي.. كفاية انه فيه اللي مش عجبه وعاوز يناديني بـ زلافة!!
سكتت سلمى قليلا مندهشة ثم قالت ضاحكة:
– دا أكيد غيث صح؟…
زفرت سلافة بغيظ وتخصرت هاتفة:
– آه يا ستي هو, بقولك ايه عماله تشرقي فيا وتغربي ولسه بردو ما قولتليش ايه اللي حصل بينكم وخلاكي توافقي؟
تنهدت سلمى بعمق واستسلمت مجيبة:
– هقولك…..
لتغيم عيناها بينما أحداث الساعة السابقة تتسابق أمامها لتغوص ثانية فيها مسترجعة ما دار بينها وشهاب وجعله ينتزع موافقتها انتزاعاااااااا…….
————————–———————–
وقفت تنظر أمامها بينما يغلق شهاب باب غرفة الجلوس بعد أن إستأذن عمه بالتحدث معها بمفردهما, استند بظهره الى الباب يطالع تلك الفاتنة العنيدة التي تكاد تصيبه بالجنون لفرط عندها وتشبثها الأرعن برأيها, ولكنه لن يكون شهاب إن لم يجعلها توافق على الزواج به سواء طواعية أو إجبارا وسيعمل على استخدام كافة الوسائل لذلك فكل شيء مباح في الحب والحرب!
تقدم منها بضعة خطوات وهي لا تحيد بنظرها بعيدا عن تلك النقطة الوهمية في الجدار أمامها والتي سلطت نظراتها عليها, وقف على مقربة منها وقال بصوت يحمل نبرة هدوء خادعة:
– ممكن نتفاهم بالعقل, وأعتقد اننا في الاخر هنوصل لحل يرضي الجميع؟..
التفتت اليه تطالعه ببرود وأجابت بهدوء:
– الموضوع مش عاوز نقاش, اتقدمت لي وأنا رفضت, نقطة نهاية السطر!
كتم شهاب شتيمة كادت تفلت من بين شفتيه على جوابها الوقح البارد ذاك, حاول التحدث بما أمكنه من طول بال وصبر:
– لا… دي بداية السطر!, أعتقد حقي أعرف سبب رفضك ايه خصوصا بعد اللي حصل والبلد كلها تقريبا عارفة دلوقتي انك مراتي؟!
نظرت اليه بسخرية لترفع حاجبها الأيمن مجيبة بلهجة لا مبالاة لم ترقه:
– بص يا شهاب جواز علشان الناس هتتكلم وتقول ومعرفش إيه.. مش هيحصل!, أنا مش هعيش حياتي تبع للناس ولأفكار وعادات أكل عليها الزمان وشرب زي ما بيقولوا, أنا بابا رباني على ان يكون عندي ثقة في نفسي, وطالما ما غلطتش يبقى ما يهمنيش.. دي نمرة 1, نمرة 2… احنا مش ممكن نتجوز لأن ارتباطنا هيبقى فاشل!, أحنا الاتنين مختلفين جملة وتفصيلا يا باش مهندس!
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وأجاب باستهزاء وهو يطالعها من أعلى رأسها لأخمص قدميها:
– هو من ناحية اننا مختلفين… فأنا معاكي تمام في النقطة دي!, لازم أساسا نكون مختلفين.. مش ممكن يعني نكون شكل بعض!
ونظر اليها بعبث غامزا بمكر لتكتم شهقة دهشة من وقاحته بينما يحمر وجهها غيظا وغضبا لتتكلم من بين أسنانها المطبقة بغضب مكتوم:
– تصدق انك وقح وقليل الأدب كمان؟!, وأنا أرفض أني أقف اتكلم معاك ثانية واحدة زيادة بعد كدا!
وما ان استدارت حتى تعالى صوته الآمر هاتفا:
– استني عندك…
ليقطع المسافة التي تفصلهما في خطوتين واسعتين ويقف خلفها تماما ويميل عليها متابعا بلهجة لا تقبل النقاش :
– ارجعي مكانك وخلينا نقعد ونتفاهم زي الناس المتحضرين ماذا وإلا أقسم بالله لا تشوفي مني وش عمرك ما كنت تتوقعيه أبدا!
فتحت عينيها واسعا واستدارت مندفعة بغيّة اطلاق كلماتها النابية في وجهه ناسية أنه خلفها تماما لترتطم بصدره فتطلق شهقة صغيرة دهشة وما إن أبصرت عيناه حتى تحولت الى شهقة غضب فيما سارع هو للإمساك بمرفقيها بتلقائية بينما غابات الزيتون خاصتها تحدق في ليل عينيه البهيم بغيظ وغضب جعل زمرد عينيها تشعان كحجر نفيس لتضيع الكلمات منه وينسى ما كان على وشك قوله, بينما تتكسر الحروف على طرف شفتيها وهي ترى نظرة عيناه التي تكاد تبتلعها, لتزدرد ريقها بصعوبة وتحاول الافلات منه وهي تتلعثم قائلة بحدة مبتورة:
– ابـ.. ابعد عني!
ليتلفظ شهاب بكلمة واحدة خرجت حادة كحد السيف:
– أبداً!!
لتبتلع سلمى كلماتها وهي تطالعه بذهول بينما يرجف قلبها بين جنبات ضلوعها رهبة من نظرة العزم والتصميم التي تراها في عينيه وكأنه يخبرها بدون كلمات أنه لن يقبل سوى بما يريده هو… وهو.. يريدها… هي!
حاولت الهروب من نظرات عينيه القوية وهي تتحدث بارتباك حاولت اخفائه معتمدة الغضب لتفاجئ بأن غضبها ذاك قد هرب منها!, قالت:
– طيب ممكن تبعد شوية عشان نقعد أنت…
ليقاطعها آمرا بقوة:
– ما تهربيش بعينيكي.. بصّي لي!
وكأنها مسيّرة لا مخيّرة فرفعت عينيها تلقائيا لتطالعه فأردف وقبضته تشتد بدون إرادة منه بينما نغمات صوته وكأنها تعويذة سحرية ألقيت عليها لتمتص غضبها وتتركها شبه مغيبة بل وطوع بنانه!, قال:
– قوليلي انك مش حاسة باللي بيجرى بيننا بجد!, انت عارفة زي ما أنا عارف ومتأكد اني بالنسبة لك مش عريس والسلام زي ما انت بالنسبة لي مش بنت عمي وعروسة مناسبة وخلاص!, أنا كنت رافض مبدأ الجواز من أساسه, لكن اللي أنا بحس بيه معاكي معنديش أي أستعداد أنى أخسره علشان شوية مخاوف بسيطة ان ارتباطنا هيفشل, خلينا ندي نفسنا فرصة ونشوف هنوصل لفين, انا مش بقولك نتجوز حالا – كاتما بداخله صوتا يصيح به أنه كاذب وأنه لو تُرك الأمر له لكانت زوجته منذ أبد بعيد منذ أن وقعت بين ذراعيه أول مرة لتسرق عيناها قلبه بلمحة واحدة! – فيه حاجة اسمها خطوبة ولو حاسينا اننا مش قادرين نكمل وقتها اعتقد ما حدش هيغصب علينا اننا نكمل, انا مش جبان يا سلمى.. انا بواجه, لو على حكاية الكلام اللي طلع انك مراتي محدش يقدر يفتح بؤه في كبيرهم, وعيلتنا هي اسياد البلد, بكلمة واحدة مني أخلي كل واحد يبلع لسانه ويحط كلامه جوة بؤه, لكن أنا مصمم على الارتباط بيك عشان انا عاوز كدا!, عاوزك انتي.. عاوز لما يتقال اسمك يبقى مرتبط بيا, عاوزك لما تحسي انك محتاجة حد جنبك يبقى اسمي أول اسم ينط في بالك وعلى.. شفايفك!
لتتغير وتيرة صوته ويهمس بكلمته الأخيرة وهو يراقب شفتيها المكتنزتين بينما تستعر في أحشائه رغبة ضارية بتذوق شهدهما ولكنه يمنِّي نفسه بالصبر الى أن توافق على الارتباط به ويقسم بداخله أنها ما إن تصبح إمرأته فلن يرحمها… فهل رحمته هي سابقا بزيتون عينيها الذي يشيع الفوضى في حواسه بينما تعتريه مشاعر لم يسبق له وأن اختبرها قبل ذلك ليرحمها هو الآن؟!…
زفر بعمق وتابع بينما أسرت لبه بنظراتها المذهولة وكأنها طفلة لا تفقه شيئا من عالم الكبار الذي يريد اقحامها فيه:
– سلمى فكري مش هتخسري حاجة, احنا الاتنين لو حاسبناها بالعقل مناسبين جدا لبعض, انتي عندك اعتراض على أي حاجة فيّا؟!
نظرت سلمى الى يديه اللتان تمسكان بها بقوة وكأنه يخشى فرارها وقالت:
– ممكن طيب تسيبني أحسن حاسة اني متهمة مقبوض عليها خايف لتهرب منك!
– انت متهمة فعلا… سرقة وخطف!, والحكم صدر بس لسه التنفيذ.. وصدقيني وقتها ما فيش حاجة هتخليكي تفلتي من ايدي!..
كان شهاب يهمس بهذه الكلمات بينه وبين نفسه, ولكن رسم أمامها ابتسامة خفيفة جعلت معالم وجهه تستريح وهو يغازلها بنظراته العابثة ويقول وهو يخفف من قبضته مبتعدا عنها قليلا:
– اتفضلي أديني شلت ايدي أهو..
ليبتعد لمسافة خطوة واحدة لا تكفي لابتعادها هي عنه رافعا يديه الى أعلى لتنظر اليه بنصف عين وتهتف بحنق وهي تشير الى المسافة التي تفصلهما لا تكاد تمرر قطة:
– يا سلام!, شهاب..امشي هناك…
مشيرة بسبابتها الى الحائط المواجه لها..
تتبع بعينيه مسار يدها ليلتفت ثانية اليها مجيبا بحنق طفولي جعلها تكتم ابتسامة أوشكت على الظهور من منظره الطفولي الحانق:
– هو انا تلميذ عندك في الحضانة غلط ولا حاجة وعاوزة تذنبيه وتقوليله وشّك في الحيط؟!
زفر بعمق ليطالعها بعد ذلك مشيرا الى أريكة عريضة خلفها وهو يتابع:
– اتفضلي اقعدي هنا بقه خلينا نخلص…
نظرت خلفها واتجهت للجلوس وما ان استقرت حتى فاجئها بالجلوس بجانبها يفصل بينهما فراغ صغير, رفعت عينيها اليه تطالعه باعتراض وهتفت باستنكار:
– قوم من هنا!, اتفضل اقعد في أي حتة تانية….
زفر شهاب بيأس وقال وهو يهز رأسه يمينا ويسارا بنفاذ صبر:
– يعني انتي من ثواني تقريبا كنتي في حضني ودلوقتي مش عاوزاني أقعد جنبك؟!
هتفت سلمى باعتراض حاد:
– ايه كنتي في حضني دي؟, ما تحاسب على كلامك!
زفر بغيظ وامتدت يده لتقبض بقوة وسرعة على معصمها شهقت لها دهشة وألما بينما تابع من بين هسيس أنفاسه الغاضبة:
– بقولك ايه يا سلمى.. مش هنقعد في حكاية اقعد وقوم دي ساعة يعني, عمي بره وكلها دقايق ونلاقيه معانا, عاوزين نتكلم في المهم, عندك اعتراض عليا كعريس مناسب؟!
هربت بنظراتها منه بينما حاولت جذب معصمها بعيدا عنه ولكنه لم يتركها تفلت منه فأجابت بنزق:
– لو على مواصفات العريس بالورقة والقلم يبقى لأ!, مهندس ومن عيلة وابن عمي وسنك مناسب, اوعى بقه!
محاولة جذب يدها ولكنه لم يلتفت لمحاولتها وقال بجدية بالغة:
– طالما هو كدا يبقى مش موافقة ليه؟
طالعته بنصف عين مجيبة بسخرية:
– كدا.. أنا حرة!, مش بالعاك!, دمك تقيل على قلبي يا سيدي!
ضغط على يدها الصغيرة التي تقبع في راحته القوية بشدة كعصفور صغير وقع بين براثن نسر جامح حتى كادت تقسم أنها سمعت صوت طرقعة أصابع يدها وتأوهت بألم رغما عنها وهو يقول وفحم عيناه يشتعل:
– كدابة!
فتحت عينيها واسعا هاتفة بحنق:
– إيه؟!
أجاب بقوة وقبضته تهشم يدها الصغيرة بدون وعي منه:
– أيوة كداية!, عينيك فضحت كدبك.. انتي خايفة يا سلمى.. يعني جبانة!
نسيت ألمها من قبضته التي تكاد تفتت أصابعها الهشة وهتفت بحدة واستنكار:
– نعم؟, جبانة!, وخايفة؟, ليه ان شاء الله؟, هخاف من مين ولا ليه أساسا؟
أجابها بتحد وهو يطالعها بنظر ثاقب:
– خايفة مني… بتعاندي نفسك, جبانة من فكرة انك تقعي في حبي!
سكتت قليلا قبل أن تصدح ضحكتها عاليا كماء عذب رقراق يجري في جدول مياهه باردة في يوم شديد القيظ!, هدأت ضحكاتها وهي غير منتبهة لما أثارته ضحكتها العذبة تلك في نفس القابع أمامها يطالعها كمن يرى كنزا نفيسا أمامه يخاف أن يطرف بجفنه حتى لا يتلاشى من أمام ناظريْه!, قالت رافعة حاجبها بتحد:
– واثق في نفسك أوي إنت!, يعني معلهش.. ايه كمية الغرور دي اللي فيك؟, لعلمك بقه أنا اللي خايفة عليك لو سمعت كلامك واديت نفسنا فرصة انك انت اللي تقع وانا مش حاسة بيك,وقتها أنا مش ممكن أكمل معاك شفقة وعطف على حالك!
لينتهز الفرصة التي قدمتها اليه على طبق من ذهب ويعاجلها قائلا:
– تمام يا سلمى… وانا قبلت التحدي!, انا موافق نعلن خطوبتنا وندي نفسنا فرصة وانا أؤكد لك انه في ظرف شهرين تلاتة بالكتير هتكوني مراتي ومش هتقدري تقولي لأ!
لم ترُقها نبرة التحد والثقة بالنفس التي غلفت كلماته لتندفع بالقول وقد تخلت عن حذرها وهدوءها المعتاد هاتفة:
– اوكي يا شهاب, لكن وقت ما أقولك اني مش هكمل تطلع أد كلمتك فعلا ونفترق بهدوء…
لمعت عيناه بنظرة ظفر لا تعلم لما جعلت دقات قلبها تضطرب وأوشكت على الرجوع في كلامها ولكنه لم يمنحها الفرصة لذلك ليميل باتجاهها وهو يقول بلهجة المنتصر:
– وهو كذلك…
ويميل عليها خاطفا قبلة سريعة حيث لمس بفمه الحازم حرير وجنتها القشديّة لتشهق مبتعدة وقد أخذت تكيل له الضربات المتلاحقة بيدها الحرة فيما الأخرى لا تزال أسيرة يده وهي تهتف حانقة:
– سافل, وقح, قليل الأدب..
وهو يضحك محاولا تفادي ضرباتها قائلا:
– أيه دا انتي بتضربي بجد!
هتفت حانقة وهي تواصل ضرباتها الصغيرة:
– آه طبعا.. أومال بهزار؟!
هتف وهو يمسك بيدها التي تكيل له الضربات:
– هشششش, خلاص, انا جوزك فيه واحدة تضرب جوزها؟
سكتت تناظره بذهول وهي تجيب:
– نعم؟, جوزها؟, جوز مين؟, انت خطيبي بس!
أجاب مفتعلا الهدوء:
– ماشي, خطيبك يا دكتورة, اتفضلي بقه معايا عشان نطلع نقولهم نتيجة المباحثات المغلقة بتاعتنا…
************
عادت سلمى الى الواقع بعد ان انتهت من سرد ما دار بينها وبين شهاب غافلة عن قصد بعض الأمور التي لن تثير سوى مزيدا من التساؤلات لدى سلافة والتي لن تتوانى عن إغداقها بها كـ.. قبلته المسروقة لها مثلا!…
هتفت سلافة وهي تضحك:
– والله ابن عمك دا طلع لعب وفن وهندسة تمام!, قدر يقنعك…
نفت سلمى مستنكرة:
– لا يا حبيبتي السبب الوحيد اللي خلّاني فعلا أوافق اني أثبت للكل اننا ما ينفعش نرتبط لأنه هيبقى ارتباط فاشل, علشان بابا كمان يقتنع بكدا, انتي مش شايفه عينيه كانت فرحانه ازاي وهو بيقول لي انه شهاب اتقدم لي؟!
زفرت سلافة بعمق وأجابت:
– آه في دي معاكي حق, تمام زي ما كانت الفرحة مش سايعاه وهو بيقول لي انه غيث عاوز يخطبني, وازاي حاسيت أنه فرحته دي انطفت أول ما رفضت..
هتفت سلمى بحماس:
– بقولك ايه يا سولي.. ما تعملي زيي كدا!
قطبت سلافة جبينها بعدم فهم وتساءلت:
– زيك ازاي يعني مش فاهمه؟
سلمى بحماس:
– وافقي على غيث انتي كمان عشان تثبتي لهم بالدليل القاطع والبرهان الساطع انكم مختلفين تماما, ووقتها محدش هيقدر يجبرك انك تكملي في علاقة محكوم عليها بالفشل…
ابتسمت سلافة بسخرية وأجابت:
– لأ طبعا.. مش ممكن أعمل زيك, لسبب بسيط جدا, أنا كان ممكن أوافق على اللي بتقوليه دا قبل ما غيث يعمل اللي يعمله لكن دلوقتي لا وألف لا كمان!
قطبت سلمى متسائلة:
– وهو عمل ايه؟
سلافة بابتسامة:
– آه صحيح ما انتو محضرتوش.. كنتي في مصر انت وشهاب, أنا هقولك عمل ايه….
وانبرت سلافة تقص على مسامع سلمى ما حدث في تلك الليلة الليلاء!!…..
————————–————————–—–
في الأسفل:
جلس الجد محاطا بأولاده عثمان ورؤوف وحفيديه غيث وشهاب, سكت الجميع في انتظار سماع تعليقه, نظر الجد بجدية الى حفيده قائلا بهدوء:
– يعني انت رايد بت عمك رؤوف صوح؟
أومأ شهاب مجيبا بلهفة لم يداريها:
– أيوة يا جدي…
تمتم الجد وهو يلاعب رأس عصاه العاجية بين أصابعه ناظرا الى موضع قدميه:
– امممم..
ثم رفع رأسه ناظرا الى ابنيه وهو يتساءل بينما عيناه تنتقلان من أحدهما الى الآخر:
– وانت يا عتمان يا ولدي موافج على كلام ولدك وانت يا رؤوف موافج على طلب شهاب؟
ليومأ الإثنان مجيبان في وقت واحد:
– تمام يا بحاج/ صوح الكلام يا حاج…
لينظرا الى بعضهما البعض مبتسمان فيبتسم الجد هاتفا:
– وده يوم المنى, ألف مبروك يا ولادي…
ثم أردف:
– لكن ما فيش حاجة واصل هتتم جبل ما تخلِّص سلسبيل عدتها, مهما كان الأصول أصول..
هتف شهاب:
– طبعا يا حاج, أنا بس بعد إذنك عاوز قراية فاتحة بس ان شالله حتى دلوقتي بيننا وبين بعض وبعدين نبقى نعمل الافراح بعد عدة سلسبيل ان شاء الله…
أجاب الجد وهو ينقل نظراته بين إبنيه:
– ها موافجين..
ليومأ كلاهما بالايجاب فيقول الجد باسطا يديه الى أعلى:
– يبجى على خيرة الله..الفاتحة….
– آمين.. صدق الله العظيم…
ومسح الجد بكفيه على وجهه, هنأ الجميع شهاب الذي مال على كف والده وعمه مقبلا لها ثم اتجه الى الجد مقبلا ظاهر يده ورأسه, وبعد أن استوى الجميع في جلستهم قال الجد وهو يطالع غيث من طرف خفي:
– يا مكتر الافراح في العيلة, وكلاتهم مستنيين عدة بتّنا تخلص عشان يفرحوا..
قطب عثمان متسائلا:
– ليه يا حاج هو مين تاني هيتزوج؟
أجاب الجد بتلقائية مصطنعة:
– ولدك شهاب وبنات خوك رؤوف!
نظرعثمان الى رؤوف بتساؤل واستفسار في حين نظر شهاب بريبة وقلق الى غيث الذي قبض على أصابعه بقوة وهو لا يصدق كلمة الجمع التي طرقت سمعه كطلقة الرصاص, ليقطع الصمت صوت عثمان متسائلا:
– بنات روؤف خوي؟!, هو فيه حد اتجدم لسلافة بت اخوي واحنا معنديناش خبر ولا إيه؟
تطلع عثمان بتساؤل الى رؤوف الذي أجاب بابتسامة هادئة مشيرا الى الجد:
– بصراحة الموضوع كله مع الحاج, هو يدوب لمّح لي عليه..
ليقطع الجد التساؤلات بقوله:
– دِه الشيخ عبد الهادي.. كلمني رايدين سلافة بتّنا لإبنه سيف اللي بيِّشتِغِل إمهندز في مصر, جماعته شافوها يوم العشا اللي عِمِلناه عشان نفرّح البلد بجدومك يا رؤوف يا ولدي ونعرِّفهم بمرتك وبناتك, هو واد وحيد على أربع بنات وبوه نفسه يفرح بيه, دا غير انه الشيخ عبد الهادي كبير عيلة السوالمة ونسبه يشَرِّف أي عيلة!..
أحمر وجه غيث غيظا وكمدا ولم يفت جده ما ارتسم على وجهه من غضب عنيف مكتوم, ليواصل الجد صب الزيت الساخن فوق النار بقوله:
– فاتحني من فترة في الموضوع وجتها غيث كان جايل عليها فما رضيتش أجول حاجة لكن لمن عرفت انها رفضت جولت خسارة نجفوا في طريج البنية, عموما أنا جولت له يأجل الموضوع لغاية ما بتّنا توفي عدتها ووجتها ربنا يعمل اللي فيه الخير ان شاء الله….
لم يستطع غيث الجلوس صامتا أكثر من ذلك ليهتف محاولا تمالك ذاته:
– بس أني ولد عمها ورايدها, وسبج واتجدمت لك يا عمي..
قال رؤوف بهدوء وابتسامة صغيرة تعتلي وجهه:
– أيوة يا غيث يا بني, وأنا كمان سبق وقلت لك اني هكون مبسوط ومطمن على بنتي لو ربنا سهل وارتبطوا, لكن بنتي مش مقتنعة وانا ما اتعودتش أجبرهم على حاجة مش عاوزينها, لكن لو انت تقدر تغيّر رأيها… وقتها أنا معنديش أي مانع!…
قفز غيث واقفا وهو يهتف باندفاع مخالف لهدوئه المعتاد:
– وأني بعد أذنك هتكلم إمعاها, وأني خابر هجدر أجنعها كيف..
لينصرف من فوره ويلحق به شهاب فلأول مرة يرى شقيقه بمثل هذا الغضب الذي يكاد يتفجّر من بين حناياه!!..
مال عثمان على الجد الذي كان يراقب غيث من طرف خفي بينما ترتسم شبح ابتسامة مكر على شفتيه, همس عثمان للجد:
– هو صحيح يا بوي اللي انت جولته دلوك؟, يعني الشيخ عبد الهادي كلمك بخصوص سلافة بت خوي رؤوف؟
الجد بنظرة صارمة:
– هكدب إيّاك على آخر الزمن ولا ايه؟
ليهتف عثمان معتذرا:
– حاشاك يا بوي, كل الحكاية إني مستغرب ليه ما جولتش من وجتها؟
الجد بحسم:
– لانه الحكاية طوّلت ومسّخت, ابنك لازمن يحس انها هتطير من يده لو ما اتحرِّكشي, شوف خوه كيف جدر يجنع بت عمه, الهدوء وطولة البال مش ميزة على طول يا عتمان يا ولدي…
قطب عثمان متسائلا:
– يعني ايه يا بوي؟, هو الشيخ عبد الهادي مش فاتحك كيف ما جولت؟
الجد برود:
– اللي جولته حوصل يا عتمان, بس فيه حاجة اصغيرة اللي ما جولتهاش… سيف ولد الشيخ عبد الهادي خطب من مصر.. اخت صاحبه وشريكه في المكتب ابتاعه اللي هناك وبتشتِغل امعاه.. على ما أفتكر اسمها منة… والشيخ بذات نفسه كلمني يعزمنا عشان نحضرو العزيمة اللي عملها لابنه لمن يرجع من شهر العسل مع عروسته حداهم في البلد, بس لازمن كان يبجى فيه حاجة تحرّك المايه الراكدة, وبيتهيألي انه حوصل..
وغمز الجد بمكر لابنه الذي كتم ضحكته بصعوبة احتراما لوالده….
********************
لحق شهاب بغيث حتى وصل إليه وهو يلهث قائلا بينما يجذب مرفقه بقوة ليوقفه:
– ايه يا بني, واخد في وشّك كدا ورايح فين؟
غيث بزمجرة محاولا الافلات من قبضة شهاب:
– بجولك إيه يا شهاب همّلني لحالي دلوك….
شهاب بنفي قاطع:
– لا طبعا, تعالى بس اهدى الأول, اسمعني وبعدين يا سيدي اعمل اللي انت عاوزه….
ليذعن غيث بعد معارضة طويلة وهو يهتف بنزق:
– ماشي يا ولد أبوي لما أشوف عاوز تجول إيه…
جلسا أسفل نخلة باسقة بأوراقها العريضة, قال شهاب:
– مش عاوز تعرف أنا أقنعت بنت عمك بالجواز ازاي؟
ليهتف غيث موافقا وقد لمعت عيناه:
– طبعا عاوز أعرِف..
شهاب بابتسامة:
– شوف يا سيدي…
وطفق يروي له كلما ما صار ما عدا بعض الأمور التي تخصّه وسلمى فقط ولا يهم غيث معرفتها في شيء!!..
– انت عاوز تجول انك فهِّمتها انه ارتباطكم دِه عشان بوك وبوها يجتنعوا انكم ما تصلحوش لبعض واصل وفي الحجيجة انت ناوي تكمل الموال لآخره؟!
ابتسم شهاب وهو يجيب:
– مظبوط, عليك نور يا كبير, ما كانش فيه غير طريقة واحدة بس عشان توافق, وأنا مستعد أعمل أي حاجة الا أن سلمى تروح من ايدي..
ضيّق غيث عينيه يطالع في شقيقه الذي جلس بجانبه أسفل تلك النخلة الباسقة وفوق الزرع الأخضر يستند بظهره الى جذع هذه النخلة وقال:
– ممكن أعرِف ليه انت متمسك بيها جوي إكده؟
لف شهاب رأسه لينظر الى توأمه بابتسامة ساخرة مجيبا:
– لنفس السبب اللي خلّاك تتقدم لسلافة واللي شوفته في عينيكوجدك بيحكي على عريس الغفلة وخصوصا لما قال انها رفضتك….
زفر غيث بيأس وقال وقد نسي تهرب شهاب من الاجابة على سؤاله:
– أعمل ايه يا ولد ابوي, عامله كيف الزيبق.. مش عارف آخد امعاها لا حج ولا باطل واصل!, واللي زاد وغطى انها بتجول عني اني جاتل!, بجه عشان ساعدت ليث انه ياخد بتاره اللي هو تارنا كلاتنا أبجى جاتل؟, عشان جتلت مجرم وخلصت الناس من شره ابجى جاتل؟, بنت عمك دي لخفنت مخي واصل!
رد شهاب بهدوء:
– غيث.. بنات عمك اتربوا في مجتمع غير مجتمعنا, خلي بالك هما يعتبروا أغراب عننا خالص, بالنسبة لها هو مجرم يبقى يتسلم للعدالة ويتعدم بالقانون, لكن اللي انت عملته دا كأنك بترجع شريعة الغاب تاني.. كل واحد ياخد حقه بدراعه, انت بالنسبة لك انت خدت بتارك وانه دا مجرم وقاتل وخد عقابه وبالنسبة لها لأ القانون هو اللي بيعاقب وهو اللي بيفصل بين الناس..
هتف غيث باستنكار تام:
– يعني غرضك تجول انه اني الغلطان وهي عنديها حج؟, باه… شهاب انت نسيت سِلْوِنا ولا إيه؟, دِه جتّال جُتلة.. عليه احكام تجعّده في السجن مش أجل من 100 سنة, وكل مرة يتجبض عليه بيهرب منّيه, يعني لو عِملنا كيف ما هي عايزة يبجى دم ولد عمنا هيروح هدر!..
شهاب بنفي قاطع:
– لا طبعا انا مش بقول ان اللي عملتوه غلط, بالعكس أنا كان نفسي أكون موجود عشان أشفي غليلي منه, أنا بوضح لك وجهة نظرها مش أكتر, بقولك ايه يا غيث… بنات عمك دول عاوزين الاقتحام…. طريقتك الهادية دي ما تنفعش…
قطب غيث متسائلا:
– كيف يعني؟
غمز شهاب بمكر:
– اعمل زي ما أنا عملت, اقتحم وما تديهاش فرصة للتفكير, وأي حاجة تقدر تعملها اعملها عشان توافق, كل شيء مباح في الحب وفي الحرب يا كبير!!
لترتسم ابتسامة ظفر على شفتي غيث ويهب واقفا وهو يقول:
– عن اذنك يا خوي..
ليهتف شهاب مناديا:
– على فين يا غيث؟
أجابه وهو يسرع بخُطَاهْ:
– رايح أقتحم يا ولد ابوي…
لتتعالى ضحكات شهاب بينما يسرع غيث في خطوات مهرولة متجها الى ابنة عمه وقد أتخذ قراره النهائي… سلافة ستكون له شاءت أم… أبت!!
– يتبع
error: