شعاع نور للقيصر محمد محسن حافظ

شعاع نور #الجزء السابع
ها هى نور من جديد داخل الغرفه الكئيبه لم تكرهها ولكن كل ركن فيها يذكرها بكريم ابنها واخيها لم تعلم انها دخلت فخ دون ان تشعر وان بسمه اخت راشد تنتظرها كي تنتقم لاخيها
اتى لها داغر بكثير من الكتب وطلب منها الذهاب الى الجامعه اعطاها نقود كثيره ولكنها رفضت وامتثلت لجميع اوامر كريم ابتعدت عنها نرجس تماما حتى لم تدق بابها وكذلك ابيها نادرا ما يسأل عنها
وفى احد الايام كانت تقف بشرفتها فمر بيومى من امامها ابتسمت نور ومدت يدها تصافحه نظر لها وهو يضحك مداعبا كعادته قائلا : بكره هتبقي محاميه وتفتخى مكتب وتاخدى الشغل منى مش هتبقي تلميذه التعلب داغر رفعت نور يدها بالنفي وشاورت على صدر بيومى الذى ضحك وهو يقول :عاوزه تبقي تلميذتى انا ماشي يا ستى انا موافق ضحكت نور وهى تصفق بيديها ولكنها توقفت فجأه حين رأت سياره تعرفها حيدا تقترب وضعت يدها على صدرها
لاحظ بيومى نظرات نور وتغيرها المفاجئ فنظر هو الاخر خلفه حتى يفهم ما يحدث فوجد شاب اسمر ينزل من سياره فارهه فوق عينيه نظارة سوداء شعره قصير جدا اقترب من بيومى ونور
ازيك يا نور عامله ايه دلوقتى ؟
قالها فهد وفى عينيه حزن عميق
شعرت نور بدقات قلبها وهى تهتف باسمه فهد اول حب يدخل قلب نور كان يجلس بجوارها فى المشفي رأت فى عينيه حياه وفى لمسه يديه امان كانت تنظر له وهو نائم على المقعد فتنام وهى تتفحص وجهه ثم ينهض هو ويفعل مثلها ولكنه يقترب ويمسك يدها وهى نائمه فتضغط عليها وتبتسم وكأنها تحلم أول كلمه بحبك كانت من فهم أول ورده من فهد أول عيون تدمع خوف عليها هو فهد كانت ترسم باصابعها قلب وهى تنظر إليه وكان يبادلها نفس الحركه وهو يداعبها ثم يقول بحبك يا نور
تنظر له نور مبتسمه وهى تحرك شفتاها ب ا ب ك
ارادت ان تقولها من قلبها ارادت ان تنطق شفتيها حرف ال ح لتكتمل الكلمه الصامته ولكن فهم فهد ذلك وكان سعيد
ظلت النظرات بينهم لدقائق الى ان قال بيومى كعادته نجيب اتنين لمون وانا واقف زى قرطاس الجوافه كده
ابتسم فهم ومد يده كى يصافح بيومى قائلا : فهد ….
انتبه بيومى للاسم وسأله هو انت ابن …. باشا
هز فهد رأسه بالايجاب
تغيرت ملامح بيومى وقال فى هدوء شكلك بتحبها يا فهد بس نصيحه منى ابعد عنها عشان الموضوع ده مش هيستمر ومش هيعدى بالساهل انت كده بتأذيها وهى مش ناقصه وفيها اللى مكفيها
زادت علامات الحزن على وجه فهد ونور بعد كلام بيوم فهُم يعلمون انها الحقيقه المؤلمه
تغير الوضع تماما بعد دقائق
نزلت بسمه وفى يدها سكينه وخلفها اربعه رجال حاملين السلاح الابيض ضرب احدهم على عربة فهد فحطم الزجاج الخلفي دون ان يتكلم
نظرت بسمه الى نور قائله هو احنا مش ماليين عينيكى جايبه راجل غريب
لمى الدور يا بسمه انتِ مش عارفه واقفه قصاد مين ده ممكن الشارع ده ميطلعش عليه صبح تانى
تضحك بسمه وتقول له مين النحنوح ممكن نتعرف عليه
ابتسم فهم وقال فى هدوء بصي يا بنت الحلال اللى حصل ف العربيه انا مسامح فيه خدى شويه اكياس الهوا دى وامشي من هنا احسنلك
لم يلاقى تهديد فهد استحسان الرجال الذي شبههم بأكياس الهواء فاقترب واحد منهم ورفع سنجه ( سلاح يشبه السيف )
وقبل ان ينزل على فهد تحرك بخفه بالغه وركله بركبته فى وجهه ليسقط ارضا وتسيل الدماء من انفه بعدها اخرج فهد سلاحه وضرب الاخر بطلقه واحده فى قدميه رمى الشخصين الاخرين سلاحهم بينما احمر وجه بسمه
الذي اقترب منها فهد وحذرها من الاقتراب من نور
وقفت الحاره تشاهد ما يفعله فهد فى دهشه وفرح مع البلطجيه المستأجرين من قبل بسمه التى ظهر عليها التوتر والقلق
اما نور فقد وضعت يدها على قلبها فى بادئ الامر ولكن بعد ذلك اعجبها الثبات الانفعالى من قبل فهد
ذهب الجميع بعد القاء عبارات الثناء على فهد الذي اقترب من جديد من شرفه نور قائلا دون تفكير :
تتجوزيني يا نور وملناش دعوه بحد انا هسيب الدنيا كلها علشان ابقى معاكى مد يده وعانق يدها وما كان منها الا ان دمعت عينيها وتذكرت كلام كريم اخيها وكلام بيومى منذ قليل ولكنها ضربت بهم عرض الحائط وهزت رأسها بالايجاب
نظر بيومى الى الارض غير مقتنع بما يسمع ولكن يعلم جيدا شعور القلب وانه خارج السيطره .. رفع وجهه من جديد والفرحه تملأ اعينهم فابتسم قائلا : على البركه يا ولاد بس خلصي الترم الاول يا نور الامتحانات قربت وانتِ مروحتيش الكليه خالص وانا هساعدك وبعد الترم الاول يحلها ربنا وحده
صحكت نور وهى تقفز فرحا معلنه موافقتها على كلام بيومى الذى اتضح عليه القلق داخليا ولكنه حاول ان يكسب بعض الوقتمنزل سليم
لم ينسي نور ظل وجهها يلاحقه فى كل مكان تغيرت حياته تماما شارد معظم الاوقات يجلس وحيدا على غير عادته يتنظر اليوم الذي يراها فيه لم يتبقي سوى ايام قليله على ذلك وكلما اقترب يوما ازدادت فرحته
ايه اللى واخد عقلك يا سليم
قالها فادى اخيه وهو يضع المنشفه على رأسه يجففها لعد ان خرج من المعتقل منذ ايام
لم ينتبه سليم لما قاله اخيه بل ظل ناظرا امامه يفكر اقترب منه فادى ولوح اما عينيه بالمنشفه فانتبه اخيرا سليم وحرك يديه اللى سكنت خلف رقبته ونظر الى فادى قائلا : عاوز ايه يا اخى ما تسيبني ف حالى
ضحك فادى وهو يبتعد عنه ويقف اما المرآه يصفف شعره ونظر له من خلالها قائلا : من ساعه ما خرجت المره دى وانت مش عاجبنى وفيك حاجه متغيره يا سليم زى ما يكون فى حاجه شغلاك وبتفكر فيها
ترك فادى الفرشاه واقترب من سليم وجلس بجواره ثم اكمل : احكيلي بقى ايه الحكايه شكلك بتحب وباين ف عينيك
توتر سليم وظهر ارتباكه على وجهه ولم يستطيع الهروب من فادى الذي يعرف تعبيرات وجهه جيدا ولم يجد مفر منه فينظر فى عين فادى وهو صامت يحاول ان يبدأ كلامه ولكنه لا يعلم من اين ولم ينطق وقتها غير الا بكلمه واحده وهى …. نور

ارتدت نور ثيابها البائسه واستعدت للذهاب الى الجامعه عندها هربت من منزل خالتها تركت كل شئ ولو يعد لديها الكثير من الملابس ولكنها حاولت ان تحد شيئا مناسب ولكن دون جدوى انتظرت عم رمضان ايام ولم يأتى ربما وجدت معه شئ يناسبها رفضت المال من الجميع اولهم داغر واخرهم فهد أبت كرامتها ان تفعل
واخيرا اخذت القرار بان ترتدى ما يأتى فى يديها وفعلت وبعد ان انتهت وجدت بقعه صفراء على قميصها حاولت ان تداريها بكتاب مسكته فى يديها وكانت هناك بعض الكدمات فى جسدها مختبئه هى الاخري خلف ملابسها وضعت نظارتها على وجهها واستجمعت قواها وخرجت من المنزل وذهبت الى الجامعه كانت تسمع ضحكات من حولها وظنت انهم يتهامسون عليها نظرت الى الارض فسقطت نظارتها من على وجهها ارات التقاطها ولكن سبقتها يد احمد واعطاها لها ف يدها وذهب مسرعا حاولت ان تشكره بابتسامه لم يراها واكملت طريقتها وصعدت الى المدرج وبحثت عن مقعد خالى تماما تجلس عليه وحيده وتحقق حلمها ذهبت اليه ولكن سريعا ما تبخر حلمها وامتلأ المدرج عن اخره لم تجد مفر سمعت الضحكات وامتلأ المكان بالضجيج .. وضعت وجهها ارضا الى ان رأت فتاه بجوارها تبحث عن شئ فُقد منها ثم سمعت زميلها يقول انتِ بتدورى على ايه نظرت له الفتاه وهى لم تتوقف عن البحث الخاتم بتاعى مش عارفه راح فين انا كنت داخله بيه ثم التفتت الى نور تسألها قائله مشوفتيش خاتم كان هنا هزت نور رأسها ويديها بالنفي
وقامت بعدها مسرعه من مكانها كى تغادر كان تصرف غير ملائم منها ولكن صحيح من وجهه نظرها فهى دائما تبعد عن المشاكل ولكن ظنت الفتاه ان نور سرقت الخاتم وخافت واعلنت الهروب فأسرعت خلفها وامسكت ذراعها بقوه ورفعت صوتها قائله : بقولك ايه انا شاكه فيكى طلعى الخاتم
نظرت نور الى السماء ورفعت سبابتها اليمنى ايضا ثم بوضعتها على صدرها وبعد ذلك حركتها يمينا وشمالا وكأنها تقول يشهد الله انى لم افعل ذلك .. لم تقتنع الفتاه وصرخت فى وجه نور شكلك حراميه طلعي الخاتم
سكت المدرج واتجهت الانظار نحوهم فى حاله ترقب
بدأ جسد نور ينتفض ومازالت تحرك يدها وسقط الكتاب من يدها وهى تسمه السباب والشتائم المتلاحقه فسندت ظهرها على حائط قريب وووضعت يديها عليه تحاول ان تحركه او تدخل تختبئ بداخله وبدأت تنزل قليلا الى ان جلست
حتى جاء صوت زميل الفتاه صارخا الخاتم اهو انا لقيته
نظرت الفتاه ارضا فى خجل واضح وحاولت الاعتذار ولكن بعد فوات الاوان دوت صرخه نور المدرج حينما اقترب منها احمد كى يرفعها من على الارض كما فعل مع نظارتها قبل قليل وما كان منها الا ان قالت ااااااباااااا .. فعلم الجميع انها خرساء لا تتكلم
زاد الصمت بعدها وضع احمد يده على وجهه ومسح دمعه سقطت منه عنوه
ليس وحده من فعل بل الكثير من الحاضرين ظل الوضع هكذا الا ان دخل دكتور القانون يلقي محاضره انتبه الجميع عند دخوله والتزموا اماكنهم خوفا منه فهو قوى الشخصيه لا يعرف المزاح او التهريج
ظل احمد واقفا بجوار نور لم يتخلى عنها .. لم يلاحظ الدكتور نور الجالسه ارضا ولكنه لاحظ احمد ونهره على عدم احترامه ما كان من احمد الا ان رد باسلوب مهذب قائلا : يا دكتور فى واحده زميلتنا قاعده على الارض تعبانه وحالتها وحشه من الانسانيه انى اساعدها واقف جنبها .. كانت نور شبه غائبه عن الوعى
تحرك الدكتور من مكانه وذهب فى ترقب وما ان اقترب ورأها تغير وجهه تماما وهو يقول …… نور
كانت مفاجأه بطل المقاييس للدكتور داغر حين رأي نور بهذا الحال فسأل الجميع عن ما حدث فجاوبه احمد دون تردد
اقارب داغر من الفتاه التى ظنت ان نور هى من سرقت خاتمها .. كان يريد ان يصفعها على وجهها ويسبها ولكنه تمالك نفسه وسأل الفتاه وهو يربع يديه متظاهر الهدوء وبداخله نيران
هو حضرتك بتدرسي هنا ايه بالظبط
احمر وجه الفتاه وجاوبت بكلمه واحده قالت قانون
عض داغر على شفته السفلي ورفع حاجبه وصوته ايضا قائلا : والقانون ده بيقول مفيش اتهام من غير بينه .. ينفع انا دلوقتى امد ايدى ف جيبي أدور على حاجه وملقاش اتهمك انك حراميه
هزت الفتاه رأسها كما فعلت نور ف السابق ثم بلعت ريقها وقالت انا اعتذرت بعدها
ضحك داغر رغم عنه ثم عاد وجهه متجهم سريعا وهو يقول للفتاه وانا كمان بعتذرلك انتى محرومه من دخول محاضراتى طول السنه وطبعا واضح وعارفه معنى الكلام ده ايه انك هتتعلقي علشان تتخرجى طول عمرك بالماده اللى بدرسها ثم ابتعدت عنها فى برود شديد وهو يساعد نور على النهوض ويضع يده فى يديها ويجلسها امامه مباشره محاوله منه كى يرد كرامتها
غادرت الفتاه المدرج بعد ان توسلت عشرات المرات لداغر ولم ينصت لها ولم يتفوه بكلمه سوى اطلعي بره
فى ايه يا كريم مالك شايل هموم الدنيا ليه قالها مجدى صديقه فى دار الاحداث وهو يمد له يده بسيجاره وهم جالسين ارضا
اخذها كريم ووضعها فى يده ولم يشعلها وقال وعلى وجهه علامات القلق
نور اختى مش مطمن عليها عايشه فى وسط غابه كله عاوز ينهش فيها وانا هنا متكتف مش عارف اعمل ايه
نظر له مجدى وهو يريح ظهره على الحائط كلنا على الحال ده يا صاحبي انا كمان سايب أمى واخواتى الصغيرين انا اللى كنت بستغل وبصرف عليهم عارف يا كريم من ساعه ما فتحت عيني على الدنيا دى وانا بشتغل وسبحان الله مفيش شغلانه مفيهاش مفتاح اشتغلت ف تصليح ابواب العربيات وورشه مفاتيح بقيت بعرف افتح اى حاجه ف ثانيه
ابتسم له كريم وهو يخرج علبه كبريت من جيب قميصه واشعل سيجارته وسحب منها نفسواخرجه قائلا : ما المفاتيح دى هى اللى جابتك هنا بردو يا مجدى
الشيطان يا صاحبي هو اللى جابنى مش المفاتيح انت عاوز ايه من واحد مفيش باب عربيه ولا شقه ولا حتى خزنه بياخد ف ايده اكتر من عشر دقايق مسكت فلوس حلوه وكل ما كترت الفلوس كنت بزود الشغل لغايه ما اتعكشت من البوليس
مش لوحدك اللى بتفكر يا كريم ولا انت الوحيد اللى عندك مشاكل وأهل خايف عليهم كلنا كده يا صاحبي
ربنا يقويكي يا نور هتعملى ايه ف العالم ده من غيري
انهى داغر المحاضره سريعا وبعدها اقترب من نور واخذها الى مكتبه .. طلب منها ان تهدأ وبدأ يتكلم معها عن احوالها فقصت عليه ما حدث من فهد وكم هى سعيده بذلك
تغير وجه داغر تماما بعدما سمع هذه الكلمات من نور فكر قليلا قبل ان يرد وهو يبتسم
انا اتمنالك السعاده يا نور طبعا وفهد شاب كويس جدا واى بنت تتمناه وانا هقف جنبكم وهساعدكم
شكرته نور وانصرفت رغم انه عرض عليها توصيلها لم تكن سعيده مما قاله داغر شعرت بقبضة خوف تملأ صدرها كالمعتاد ذهبت الى منزلها سيراً على الاقدام تسمع صوت فى اذنها يقول كونى قويه يا نور .. كونى قويه يا نور .. ضعفك لن يفيدك ماتت أمك ضاع أخيكِ وفقدتِ ابيكِ وهو على قيد الحياه ….
خالتك تريد جاريه وتراكى الان خاطفه وخائنه تريدين سرقه زوجها
سالى تريد جسدها
بسمه تريد قتلها
نرجس
داغر
ومازالت القائمه طويله كانت تمشي وتسبقها الدنوع ولكن هذه المره كانت تمسحها بشموخ وهى تسير ناظره فى عيون الجميع وكأنها تقول على ماذا تنظرون اخفضوا ابصاركم لم تنظر ف الارض كعادتها نار بداخلها بركان من التمرد
من يساعدك يطمع فيكى اخذت تفكر ولكن يجب ان اختار شخص مناسب يقف بجواري اخذت تفكر من يكون
وعند دخولها الشارع وجدت يافته بيومى العتر المحامى لم تفكر صعدت طرقت الباب دخلت دون ان تستأذن اقتربت من المكتب وامسكت بقلم واخذت تكتب وتكتب وبيومى ينظر على وجهها يحاول ان يفهم انتظرها حتى انتهت ولم ينطق بحرف واحد
رفعت رأسها واعطته الورقه .. مد بيومى يده فى جيب قميصه واخرج نظارته الطبيه واخذ يقرأ فى تركيز واضح
محتوي الرساله
” انا مليش حد فى الدنيا دى خالص .. كنت حاسه بخوف من كل حاجه حواليا ضيعت عمري القليل من غير ما افرح يوم كل حاجه بحبها بتروح اخرهم كريم اخويا مش عاوزه ابقي ضعيفه تانى عاوزه اخد حقي عاوزه اعيش مطمنه انا مش بطلب المستحيل عاوزه اتعلم القانون منك انت مش من داغر عاوزه العدل اللى محتاجه المظلوم اللى زيي وهطبق الباطل مع الظالم هو ده شعارى من انهارده وانت اللى هتساعدنى واوعدك هسمع كلامك فى اى حاجه هتقولها ”
خلع بيومى نظارته وطبق الورقه وهو يفكر بمحتواها قبل ان ينطق بحرف واحد
ظلت نور تترقب تحريك فمه بالقبول او الرفض
فاجأها بسؤال غير متوقع حين قال وهو ينظر لها
هو انتِ تعرفى عنى ايه يا نور عشان تسيبي الدنيا كلها وتجيلي انا مش يمكن اطلع اوحش من اى انسان اذاكى
هزت نور رأسها بالنفي اولا ثم شاورت على صدر بيومى وقبضت يدها ورفعت ابهامها وكأنها تقول متقولش كده انت كويس
ضحك بيومى ووقف وهو يمسك ذراعها قائلا : اوعي تأمنى لخد يا نور غير اللى منك حتى دول طمان لازم تخلى بالك منهم
ابتعد عنها قليلا وامسك كنكه من النحاس ووضع بداخلها معلقتين من البُن سحبتها نور وكأنعا تقول انا اللى هعملها فجلس من جديد واكمل قائلا وهى تسمعه بإهتمام انا قضيت عمري كله فى المحاكم شفت العجب حاجات لو اتحكت قدامى لا يمكن اصدقها واحد قتل ولاده واحده قتلت جوزها عشان عشيقها ولاد بيحجروا على ابوهم اللى رباهم ده غير الطلاق اللى كل يوم والخُلع دخلت العالم ده واستغلت بشرف وأمانه وكل الناس بتقول عليا محامى شاطر وبدل ما اسمى بيومى العتر لقيتهم بيقولولى بيومى العُقر المكتب ده خرج احسن محامين فى البلد وعلى راسهم داغر فكري اللى بقي من اشعر المحاميين فى مصر ومحامى الكبار
وضعت نور الكنكه على السبرتايه واقتربت من بيومى وشاورت عليه ثم لفت يدها وكأنها تفاح أُكرة باب دائريه الشكل ثم رفعت يدها من أسفل الى أعلى
ضحك بيومى بعد ان فهم قصدها
هو ليه انت ككان مبقتش محامى مشهور وكبير
هز بيومى رأسه وهو ينظر لها ثم قال وهو يمسح دمعه سقطت من عينه
عشان انا استاذ قانون مش بلطجى هما بيستخدموا أساليب مراوغه وتحايل على القانون اللى مليان ثغرات يعنى ايه واحد يتقبض عليه متلبس بحشيش او هيروين وياخد براءه عشان بطلان الاجراءات يعنى ايه واحد عاقل يتعمله شهاده معامله اطفال علشان يشككه فى قواه العقليه ويطلع براءه بدل حبل المشنقه ده غير سرقه الاحراز وغيره وغيره
اخوكى ضرب نرجس بالسكينه وداغر طلعه منها دفاع عن النفس وبكره يعمل نقض ويخفف عقوبته فى قتل راشد كمان هو ده القانون بتاعهم انا عمري ما حلمت بفيلا وعربيه ومكتب ضخم انا واحد بيحب القانون
شعرت نور انها اختارت الشخص المناسب وىفعت يدها تسأله من جديد هل سيقف جنبها ام سيتخلى عنها اعطته فنجان القهوه فارتشف من شفته وابتسم وقال ممازحا كعادته عشان فنجان القهوه ده موافق طبعا تضحك نور وتأمره بتغيير مكانه والجلوس بالداخل لم يفهم فى بادئ الامر امتثل بيومى لطلبها ووعدها انه سيقف بجانبها شعرت نور ببعض الثقه فهل ستنجح بتغيير ما بداخلها ..
كل ما سبق اردت ان اقول به شيئا فأنا الكاتب فهل تستوعب انت ايها القارئ افهم جيدا ما سوف اقوله
نور …… هى الشعب المتمرد
معالى الباشا …… هو النظام
داغر ……. الفساد
فهد …… السلطه
نرجس …… الدوله التى تتدخل فى شؤونك
كريم …… من يدافع عن المظلوم
مشيره …… الطبقه الارستقراطيه
سالى …… تفشي الرذيله ف المجتمع
سليم ……. الطبقه المتوسطه
فادى ……. المدافع عن حقه فى البلد
بسمه ……. البلطجه
بيومى العتر ….. المتمسك بالمبادئ
ستقوم نور بثورتها مع أول شعاع قادم
ثوره نور
الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١
تابع شعاع نور يقترب …