شعاع نور للقيصر محمد محسن حافظ

#شعاع نور#الجزء التاسع
انتهت نور من شراء كل احتياجتها وزادت عليها بالكثير والكثير من ملابس وأدوات تجميل وعطور وحلي وكذالك هاتف أحدث موديل واول رساله كانت الي فهد
وبعثت له الكثير وهو كذالك كانت هذه المره الاولي في حياتها التي تقوم فيها بالتسوق كانت تغمرها الفرحه والسعاده امتلأت يديها بالأكياس لم تقوي علي حملها استعانت بأحد الأفراد واوقفت عربه وضعت كل شيء بداخلها حتي وصلت الي الشارع ودخلته ورأسها مرفوعه حين وصلت رأتها نرجس من شرفتها ضحكت نور في وجهها بكل برود ودخلت غرفتها بمنتهي الهدؤ ووضعت أشيائها كانت تعلم ان لن يمر دقائق قليله الا وستجد نرجس تطرق بابها لم تكن خائفه كعادتها استجمعت قواها وجلست علي طرف فراشها وصدق توقعها ففتحت الباب مبتسمه تجد نرجس امامها التي اندهشت من مقابله نور
دخلت نرجس تنظر داخل الغرفه وقد امتلات ارضيتها بالملابس القديمه الممزقه واشياء مكسوره
تركتها نور ايضا تعبث بالأكياس وتري ما بداخلها وهي واقفه تربع يدها تنتظر انتهاء نرجس المندهشه لما تري امام عينيها من ملابس وحلي وعطور
لفت نرجس وجهها في اتجاه نور قائله ايه ده كله جيبتي منين الحاجات دي كلها
ظلت نور واقفه علي حالها ولَم تعلق ولكنها بدائت تتحرك في اتجاه الاكياس تعيد كل شيء مكانه وبعد ذالك نظرت في هاتفها الجديد ونظرت الي نرجس ثم رفعت يدها اليمني في اتجاه الباب وشاورت عليه تطلب من نرجس الخروج
وقفت نرجس تنظر اليها باندهاش وعقد لسانها ثواني ثم احمر وجهها وقالت انتي اتجننتي يا بت بتطرديني فاكره داغر بتاعك ده هيحميكي مني نسيتي كنت بعمل فيكي ايه وممكن اعمل اكتر من كده بكتير
ضحكت نور ضحكه هيستيريه وهي تضرب كف علي الاخر ضاربه بكلام نرجس عرض الحائط نظر حولها فوجدت قطعه زجاجه مكسوره مسكتها واعطتها لنرجس في يدها وهي تقترب منها بشده وقد تجهم وجهها وهي تنظر الي نرجس في تحدي وكأنها تقول لها الزجاجه في يدك اجرحيني ان استطعت لم تصدق نرجس ماذا تفعل نور هل جنت بالفعل
اخذت نور الزجاجه المكسورة من يدها من جديد وهي تنظر اليها
ثم وضعت حرف الزجاجه المكسورة علي ذراعها ونزلت ببطيء حتي سال منها الدم وهي تبتسم
ولأول مره تري نور الخوف في عين نرجس ولَم ينتهي الي هذا بل صرخت نور فجأه ورمت الزجاجه علي فراشها فيدق الباب بقوه فتجري نور اتجاهه وتفتحه يظهر رجلين امامها وهي تمسك جرحها تستنجد بيهم فيدخلوا ويقبضوا علي نرجس ؟
كانت خطه محكمه من نور ساعدها فهد بعد ان ابلغته خوفها من العوده الي المنزل فطمأنها وقام بالاتصال بأحد أصدقائه الضباط وقاموا بمراقبه منزل نور وتحركات نرجس استدرجتها نور جيدا داخل المنزل واعطت نرجس الزجاجه حتي تجعل بصمات أصابعها عليها وجرحت نفسها ولكن هذا الجزء لم يعلمه فهد فقد كان من تدبيرها هي
وضعت نرجس وكأنها في غيبوبه لا تصدق ما حدث داخل البوكس الازرق ووقفت نور تنظر لها وهي تبتسم في هدؤ
****************************
خلاص يا ستي الجرح تمام يًومين تلاته وهتبقي كويسه قالها دكتور سليم بعد ان خيط جرح نور التي شاورت في وجهه بالنفي لما قال
لم يفهم سليم ما قالت نور له ولكنه فهم انه قال شيء خطاء
مدت نور يدها في جيب البالطو الابيض الذي يرتديه سليم وسحبت قلم وكتبت ما ادهشه
محتواها
لاء يا سليم يومين تلاته ايه مرات ابويا كده مش هيتحكم عليها بحاجه انا عاوزه تقرير علاج اكتر من واحد وعشرين يوم ممكن تخدمني يا سليم مش انا غاليه عندك

نظر سليم ما كتبت نور ونظر اليها وقالي تردد بس…….وضعت نور يدها علي فمه وهزت رأسها شعر سليم وقتها بدقات نبضه تتسارع وهو ينظر لها شعرت نور بابتسامته وهي تضع يدها علي فمه فأنزلتها بسرعه ونظرت الي الارض
رفع سليم وجهها بيده ونظر لها من جديد قائلا انا مقدرش ارفضلك طلب وانتي عارفه حاضر هعملك اللي انتي عاوزاه يا نور
****************************
مكتب داغر
مرت ايّام وما زال داغر يفكر يعلم ان الوقت يقترب وان اصحاب المناصب العليا في البلد سيتم الإطاحة بهم والقبض عليهم حذرهم في البدايه وطلب منهم الهرب خارج مصر وبعد ذالك غير رائيه وطلب منهم البقاء وان حدث شيء لهم سيقوم بتبرأتهم
كان من يشغله بالفعل الباشا والد فهد اراد ان يزيحه بمنتهي السرعه حتي يخلو بفهد بعد ذالك
كانت نور استحوذت علي عقله وقلبه لن يستطيع احد ان يأخذها منه مهما كان
ذهبت نور الي مكتب داغر تطلب من مدير مكتبه الدخول أبلغها انه سيتأذنه لم تعره اي اهتمام وفتحت باب مكتب داغر دون اذن فذهب مدير المكتب خلفها ينهرهها فصرخ داغر في وجهه قائلا ايه اللي انت بتعمله ده أستاذه نور تيجي وتدخل عليا في اي وقت هي عاوزاه اتفضل اطلع بره
احمر وجه مدير المكتب واعتذر واغلق الباب عليهم

بكت نور وهي تصافح داغر ورفعت كُم قميصها وارته الجرح وان نرجس هي من فعلت ذالك
جن جنون داغر وسألها عن مكان نرجس وضعت معصم فوق الاخر ليفهم انها قبض عليها
اعتطه تقرير المشفي فقرأه باهتمام وابتسم قائلا كويس اوي علي العموم هي لو كانت خربشتك بس كنت هجبلك تقرير علاج بواحد وعشرين يوم بس وفرتي عليا الوقت كده هي داخله السجن مفيش مفر مهما عملت
اخرجت هاتفها وطلبت رقم داغر الخاص نظر اليها وسألها عن مصدر الهاتف وان كان يعلم جيدا ولكن اراد التأكد
تحركت نًور مبتسمه امام داغر وسحبت كرسي مقعده الخاص بالمكتب وجلست عليه في جرأة منها رائت وقتها نفسها تجلس علي عرش وليس مقعد عادي
ضحك داغر وجلس امامها يداعبها وكأنه يعرض عليها احدي القضايا لم تنسي نور سؤال داغر عن هاتفها فامسكت بقلم وكتبت فهد ورفعتها
كان مجرد اسم فهد يشعر داغر بالغضب امسك الورقه ومزقها ووضعها امامه في هدؤ

ولأول مره يستجمع قوته بعد ان سكت قليلا ونظر اليها قائلا
نور انا بحبك وعاوز اتجوزك انا عارف ان فيه فرق سن كبير بس انا هخليكي ملكه هحققلك كل طلباتك هغير حياتك كلها تقدري تعتبري المكتب ده بتاعك من النهارده وانا بشتغل عندك

لم تندهش نور لما قاله داغر ولكنها أخبرته بكل هدؤ انها تحب فهد قامت من مكانها وجلست بجواره واكملت اشاره فهم منها داغر ما تريد ان تقول له
علم وقتها انه مجرد اب لها أعطاها الحنان ليس اكثر
ابتسم داغر ووضعها داخل صدره وأخذ نفس عميقا كانت نور تريد ان تري وجهه في هذه اللحظه ولكنها لم تستطيع

كان وجهه مليء بالشر والحقد امتلكها بين ذراعيه ولن يسمح لأحد ان يأخدها منه مهما فعل

خرجت نور من صدره ورجع ورسم بسمه زائفه علي وجهه قائلا انا اتمنالك السعاده يا نور وعارف انك بتحبي فهد بس كان لازم تعرفي شعوري من نحيتك علي العموم انسي اي حاجه انا قولتها

ابتسمت نور وطلبت منه ان يساعدها في زياره كريم
فوافق علي الفور
****************************
سحب سيجارا ضخم وهو يهز قدمه في توتر واضح اشعله وسحب نفسا قويا وضغط علي ريموت التلفاز كي يشاهد اخر التطورات لم يتوقف هاتفه عن الرنين ولكنه لم يبالي وتركه شعر بالخوف وان النهايه تقترب دخل فهد عليه قائلا ازيك يا بابا اخبارك ايه
نهض الباشا من مكانه واغلق التلفاز من جديد ونظر الي فهد قائلا زي الزفت طبعا البلد بتروح من ايدينا خلاص ويارتها تخلص علي كده يا فهد اللي جاي اصعب بكتير
لم يخفي فهد قلقه هو الاخر عن ابيه مما سمع من اخبار مؤكده بأن موهد الحساب قد اقترب

وقف معالي الباشا كما الاسد وهو يبتسم قائلا انا صحيح خايف وقلقان مش هضحك عليك يا فهد
بس عارف ان البلد دي ليها اصحاب مممن يتعبوا شويه يقعوا بس مسيرهم يقوموا تاني وبسرعة عارف ان فيه اخطاء بس مين فينا مش بيغلط محناش ملايكه
نظر له فهد قائلا مش يمكن الناس تعبت
صرخ الباشا في وجهه قائلا كلنا تعبانين هما مش حسين بحاجه البلد مستهدفه من بره وجواه مصر دي مش دوله صغيره ولو وقعت هتبقي مصيبه فاهم يعني ايه يا فهد
صمت فهد ولَم يقوي علي مناقشه والده المغرم بالسياسه
وما من دقائق حتي رِن جرس المنزل فدخل رجال عددهم ليس بقليل يسألون عن الباشا الذي خرج يسألهم عن سبب الزياره
اخبره احد قادتهم ان هناك امر بالقبض عليه
ضحك الباشا قائلا كنت عارف ان ده هيحصل بس مكنتش أتوقع انه هيبقي بسرعه دي ثم التفت الي فهد واقترب منه واكمل قائلا عرف داغر باللي حصل وهقولك علي حاجه تفرحك اتجوز نور ادام دي اللي هتسعدك
سكت فهد ولَم بستطيع الرد من ذهول الصدمه كان يتمني موافقه والده علي زواجه من نور وعندما حدث ذالك لم يشعر بالسعاده
***^^^^^^^^^*****************
ازيك يا نور وحشتيني اوووي قالها كريم وهو يحتضنها بين ذراعيه
دمعت عين نور وبدأت بالاشاره أخبرته بما حدث وما فعلته لنرجس وعن رغبتها بالزواج من فهد
نظر لها كريم وقد بدأ يشعر بالقلق ههذه ليست نور اخته انها انسانه اخري رأي في عينيها قوه وتحدي لم يعهدها كانت ضعيفه بل اكثر من ذالك ولكنها تغيرت تماما
كان يشعر بالخوف عليها قبل ذالك اما الان زاد خوفه ورعبه لانها فتحت باب بدلا تقوي علي الصمود امامه ولكنه قال لها في يائس
اللي انتي شيفاه اعمليه واعرفي اني جنبك
اندهش من ردها عليه بالاشاره وفهم منها ما تريد ان تقول في هذه المره ارادت ان تقول لكريم لا تخف انت فأنا بخير بل اطمأن فلن اترك انا هذه المره سأفعل المستحيل من اجلك حتي تخرج من هنا
هز كريم رأسه ولَم يستطيع الكلام ولكنه فكر من أين اتت نور بكل هذه القوه في يوم وليله
اعتطه نور رقم هاتفها وتركت له كثير من المال وطلبت منه الهدؤ والصبر قليلا
ولأول مره ينصاع كريم لطلب اخته وقال في هدؤ واضح
حاضر يا نور
****************************
دخل اسماعيل غرفه نور ابنته يسألها عن ما حدث فحكت له جميع التفاصيل ولَم تكذب عليه في حرف واحد وانها قامت بجرح نفسها واتهمت والده بالتقصير طيله حياته باتجاهها هي وكريم ارادت ان تتكلم وتقول له انت ظالم حاولت ان تفعل ذالك بالاشاره وفهم ابيها ما ترمي اليه وسكت وأمرته ان يتركها وحدها ففعل دون ان ينطق باستسلام واضح منه

وقفت نور بشرفتها تتذكر ما حدث وتقول لنفسها كم هي غبيه انها انتظرت كل هذا الوقت كان الشارع هاديء خالي من الماره تماما استنشقت بعض الهواء وكتمته في صدرها كان الشارع مظلم قليلا سمعت خطوات ثقيله تقترب نظرت وحاولت ان تري رغم ضعف نظرها ظهر بعد ثواني وجه بيومي كان حزين شاحب علي غير عاده ابتسمت نور في باديء الامر ولكن زالت هذه البسمه حين رأت وجه بيومي الذي نظر في الارض وهو يقف امامها وضعت نور يدها علي كتفه تحركه كي يتكلم رفع بيومي وجهه اليها ودمعت عينيه وهو يقول البقاء لله يا نور
فتحت نور عينيها عن اخرها ووضعت يدها علي قلبها وهزت رأسها تسأل من المقصود

وضع بيومي وجه علي الارض من جديد واعطاها ظهره قائلا وهو يبتعد فهد اتقتل يا نور

صرخت نور بعزم ما فيهاااااا لتتكلم حنجرتها من جديد منذ سنوات
فااااااااهد نطقت نور اخيرااا
وقالت اسمه ولكنه لم يسمع ولن يسمع صوتها فهد عاش وهي خرساء ومات لتتكلم

تابعوني

error: