شعاع نور للقيصر محمد محسن حافظ

#شعاع نور#الجزء الحادي عشر

فكر كريم بكلام اخته نور جيدا لم يصل لأجابه علي ما قالته ولكنه كان يثق بها ثقه عمياء

هرب كريم علي اثر بعض البلطجيه الذين هاجموا دار الاحداث لأخراج أقاربهم مستغلين حاله الانفلات الأمني

قبل ان يهرب اخذ الملف الخاص به وبه اوراقه وبطاقته الشخصيه
لم يجد من يساعده سوي مجدي صديقه ولكنهم تفرقوا ولَم يعثر إحداهم علي الاخر

كانت الدار تبعد عن العاصمة بكثير كان يسمع طلقات النار من حوله يطلقها بدو وعرب المنطقه
رأي الهاتف بجوار احد الجثث فأخذه وهو يختبئ وكلم نور

كانت ما طلبته نور صعب للغايه
لكن لم يكن له خيار اخر فعليه ان يبحث عن ماده قابله للاشتعال جاز او بنزين وكذالك المحفظه الجلديه حتي يضع بطاقته بداخلها كي تحميها
شعر باليائس وخيبه الامل في البدايه ولكن زاد اصراره بعد ذالك
رأي طريق بجواره فوقف في منتصفه حتي اقتربت منه عربه كادت تصدمه ولكنه لم يتحرك من مكانه حاول ان يطمئن صاحبها قائلا انا عربيتي عطلت ومحتاج بس لترين بنزين لو ممكن
اطمئن صاحب العربه ولكنه لم يجد ًوسيله لسحب البنزين

اقترب كريم بعد ان فك خرطوم صغير بجوار الموتور ومده في تنك البنزين وشفط منه بفمه الي ان خرج فملاء چيركن صغير اعطاه له الرجل صاحب العربه

شكره كريم واخرج من جيبه نقود كثيره ولكن الرجل رفض
صار بينهم حوار لمده دقيقتين

تردد كريم كثير قبل ان يسأل الرجل عن حافظه جلديه فقد يسأله ما السبب او ماذا يفعل بها

استأذن الرجل كريم بالانصراف لشعوره بالقلق من هذه المنطقه النائيه وعرض علي كريم توصيله ولكنه رفض لإنهاء ما طلبته نور

سمح كريم للرجل بالانصراف وشكره مجددا وحين لف الرجل ليركب سيارته ظهرت محفظته الجلديه
أوقف كريم الرجل وهو يستعد للرحيل قائلا

انا عاوز اقولك حاجه ممكن تفتكرني مجنون بس والله انا مش كده
نظر له الرجل ووجهه تعلوه الدهشة
ففاجأه كريم قائلا أنا محتاج محفظتك فاضيه ممكن تتدهالي
كانت نظرات كريم للرجل بريئة لم يكن بها اَي شر
مد الرجل يده واخرج ما بداخل محفظته وأعطاها لكريم دون ان ينتطق يكلمه
*****************************
دخلت نور علي داغر مكتبه لم يوقفها شوقي مدير مكتب داغر هذه المره
تهلل وجه داغر حين رائها لم تضيع نور وقت ومسكت بورقه وكتبت عليها
عاوزه اضرب بطاقه علشان كريم بأسم جديد وعنوان وتاريخ ميلاد ده مش طلب
كريم هرب ومحدش هيعرف الموضوع ده غيري أنا وانت يفضّل سر بِنَا
وهاخد شقه المهندسين إليّ عرضتها عليا بشرط تتكتب بأسمي وتطلق مشيره مراتك وفِي مقابل كل ذه تتجوز ايه رائيك يا داغر
مسك داغر بالورقة والدهشة والفرحة والحزن قد تجمعوا علي وجهه لم يفهم رغم ذكائه الشديد
لم تنتظر نور رده بل تركته ذهبت وهي تشاور علي هاتفها وكأنها تقول منتظره رساله بالقبول أو الرفض
تركته في حيره فماذا يكون قراره
ولماذا فعلت ذالك
*******^^********************
سجن المزرعة

وقفت نور امام الباشا والد فهد ورغم قوتها لم تستطيع السيطره علي دموعها التي سقطت خارج ارادتها
كانت تمسك بمجوعه من الأوراق رساله طويله
سنقرأها سويا

والدي العزيز
أنا من مات ابنك بسببي اسمي نور اسماعيل أكيد سمعته من فهد الله يرحمه كان نفسي أعيش معاه ومكنتش عاوزه من الدنيا غيره هو الانسان الوحيد إليّ اتمنيته من الدنيا دي مَش علشان غني ولا وسيم ولا حتي علشان مركزه أنا حبيته هو وكنت عارفه انه صعب حضرتك توافق علشان أنا فقيره وكمان اخويا في الأحداث ونرجس حاجات كتير أنا مقتنعه بيها عارفه ان اوان الكلام ده فات ….مَش هطول عليك أنا جئت النهارده علشان حاجه تانيه خالص عاوزاك تساعدني اخد بطاره من اللي عمل كده عاوزه اعذبه قبل ما اموته …اديني فرصه اثبتلك أنا بحبه إذ ايه بس مش هقدر أنفذ لوحدي واللي عمل كده داغر … علشان عاود يتجوزني حتي لو رفضت أنا هنتقم لوحدي

أمسك الباشا بالأوراق ثم وضع يده علي فمه وأخذ يفكر دقائق
ثم نظر الي نور قائلا
عارفه يا نور أني وفقت ان فهد يتجوزك يوم ما اتقبض عليا بس تقريبا ملحقش يقولك …هفترض ان كلامك مظبوط وان داغر هو إليّ عملها بس انا محتاجه دلوقتي
أنا خارج خارج مسأله وقت البلد دي هتاخد يومين تلاته وهترجع زي الاول الشعب ذه اهبل كلمه توديه وكلمه تجيبه عرايس بنحركها بأدينا صحيح الخيط إليّ بنحركه اتفك مننا بس هنصلح العيب ده بسرعه وكل حاجه هترجع أحسن من الاول
معاكي صلاحيات تعملي إليّ إنتي عاوزاه وهسعدك بس مفيش خطوه تتم من غير لما اعرف وهديكي رقمي الخاص تكلميني في اَي وقت
اقتربت نور من الباشا بعد ان ضمته الي صدرها ولكن داخل عينيها وقلبها أشياء اخري لا يعلمها سوي الله وهي
****************************
مكتب بيومي العتر

اعتادت نور علي الذهاب الي المكتب يوميا تقرأ القضايا وتجلس بالساعات مبهوره من أستاذها الذي يتعامل بمنتهي البراعه في القضايا الموكله اليه بأسلوب راقي كانت نور كثيره الاسئله وفِي احد المرات وهو يجلس أمامها كتبت علي احد الأوراق استاذ بيومي عاوزه اعرف يعني ايه روح القانون وايه هي ثغراته وايه معني التلاعب بالالفاظ
ضحك بيومي وهو يمسك الورقه فهذه اسئله بسيطه ولكنها ماكره
نظر اليها قائلا وهو يمشي واضع يده خلف ظهره أمامها
شوفي يا ستي روح القانون بنستخدمها لما نتأكد ان المتهم اجبر علي استخدام الجريمه
اما بقي موضوع الثغرات ده فشنك لكن لي قانون اسمه الاجرائات الجنائيه وده يجب اتباعه من مأمور الضبط لما يكتشف جريمه أو يقبض علي متهم
اما بقي التلاعب بالالفاظ دي بقي مدرسه فلسفيه محامين كتير بيتبعوها واسمها سفسطه ودي معناها انك تقولي جمله ليها أكتر من معني
كانت نور تسمع جيدا كل ما يقوله بيومي
أما هو فقد كان سعيدا بأسئله نور فهو يعلم انها ستصبح نابغه في القانون ولكن شيء ما بداخله كان يشعره بالخوف منها في بعض الأوقات
احبته نور جدااا لم يكن معلم لها فقط بل اب وأكثر كانت تلوم نفسها كثيرا علي ما تفعله معه من كتمانها انها تتكلم وما تدبره في الخفاء ارادت ان تبوح له بما تحمله في صدرها ولكنها كانت مترددة كانت تحرك شفتيها لتتكلم ولكنها لم تفعل
*********^^^^^***************
منزل سليم

انت مش ناوي تروح تتقدم لنور مستني ايه تاني قالها فادي اخوه وهو يجلس أمامه
نظر له سليم قائلا تفتكر ده وقت مناسب أني اطلب أيدها
صاح فادي في غضب قائلا يا اخي أتحرك حد اَي خطوه البلد رجعت تاني خد حقك بقي واتجوز وخلف وافرح وهي مش هتلاقي أحسن منك
سكت سليم في باديء الامر ولكنه اقتنع بكلام أخيه اخيراً نظر الي فادي من جديد ليقول خلاص أنا هفاتحها في الموضوع هروح أشوفها واللي فيه الخير يقدمه ربنا
****************************
دخلت نور غرفتها واول ما فعلته قرأت رساله داغر وكان نصها كالاتي نور انا موافق علي كل اللي قولتيه ومستعد أنفذ من دلوقتي كل طلباتك
ابتسمت نور في خباثه منها وهي تقرأ كلمات داغر فكانت متاكده من الرد لم تقل اكثر من

وانا ملكك وتحت امرك من دلوقتي يا داغر
ثم طلبت رقم كريم وانتظرت الرد طويلا الي ان سمعت صوته
لتقول
كريم انت وصلت فين وعملت ايه طمني عليك

رد عليها كريم وهو يبكي قائلا انا مش عارف ازاي طاوعتك وعملت كده عمري ما كنت أتوقع اني اعمل حاجه زي دي أولع في بني ادم

تعالت ضحكات نور قائلا زعلان انك ولعت في واحد ميت ما انت قتلت قبل كده جمد قلبك لسه هنولع في ناس تانيه بس بالحياه
يلا بلاش خيابه مستنياك
ثم اغلقت الخط ليقول كريم مش معقول تكوني نور مستحيل
تابعوني

error: