شعاع نور للقيصر محمد محسن حافظ

#شعاع نور#الجزء الرابع والعشرون

مرتديا قميص ابيض به علامه زرقاء صغيره فوق قلبه لرجل يقذف كره بمضرب من الجولف وهو فوق حصانه وبنطلون من الجبردين الأزرق وحزام بني مثل حذائه اللامع تماما .
ونظاره شمسيه اخفت حاجبيه وعينيه وكأنه يخاف ان يقراء احد ما بداخلهم ، وفي خطوات ثابته واثقه دخل غرفه نور دون ان يطرق بابها
لم تستطيع نور قرائه عينيه المخفيتين وان لاحظت علامات وجهه المتجهمه اغلق الباب خلفه ولف المفتاح الصغير واغلق الغرفه عليهم رفع كلتا يديه لأعلي في هدؤ وابتسامه مصتنعه
نور مازلت تنظر ولا تفهم خفض يديه وسحب كرسي واقترب وهو يجره ببطئ ولفه وجعل ظهر المقعد علي صدره ووضع يديه علي خلفيه المقعد بعد ان خلع نظارته ووضعها في كفه يده وقبض عليها قليلا

القي بسؤال دون مقدمات طويله

انتي مرتاحة كده يا نور؟

-لسه شويه يا اونر لما اخد حقي من اللي قتل كريم وقتلني قبله

محدش ظلمك انتي اللي ظلمتي نفسي

-صح ما انت ماعشتش اللي انا عشته ولا شفت اللي انا شفته ليك حق

هو انتي فكرانى مولود في بوقي معلقه دهب بالعكس ده انا طفحت الدم علشان أوصل للي انا فيه ده

-بس مرات ابوك الله يرحمها غير مرات ابويا انت ماترمتش وانت صغير في اوضه المياه بتنزل من حيطانها ريحتها قذزه ما نمتش من غير اكل ماكنش عندك تبول لا ارادي وانت كبير
اللي حبيته اتقتل وسبني لوحدي عاوزني كنت اعمل ايه

انا فضلت يا نور اروح الكليه بتاعتي مشي وانا نازل من البيت من غير فطار والجزمه بتاعتي مقطوعه من تحت ومن فوق كنت بخلص واطلع اجري علي الشغل علشان اكفي اخواتي سافرت واتبهدلت وشفت الذل ونمت زيك في بدرون تحت المحل اللي كنت شغال فيه

وبصرخه مدويه منها قالت
-انت راااااجل وتستحمل إنما انا لاء لاء يا مدثر اوعى تكون فاكر أني مبسوطه كان نفسي أعيش حياتي وانا فقيره بس الدنيا ما بترحمش كريم اخويا قتل راشد علشان ان عاوز يتجوزني بالعافيه ضحى بعمره ومستقبله علشاني ومكنش لينا ذنب في أللي حصل ولما قامت الثوره مكنتش شايفه غير أني اخرجه حتي لو هبيع نفسي لداغر مكنتش اعرف أني بكتب شهاده وفاته بأيدي يارتني سيبته في السجن

أخذ نفس عميق واخرج زفيره الساخن وقال تقومي تقتلي يا نور
تنتقمي وأنتي محاميه ودارسه قانون فاكره لما طلبتي تقبليني انا عملت ايه وقتها

نظرت له في حقد وهي تقول
-طردتني زي الكلبه طبعا فاكره ولا يمكن أنسى

طردك علشان حسيت انك هتضيعي نفسك

أخرجت قذيفه من الدموع مره واحده وهي ناظره اليه وقالت

– تعرف أني حبيتك يا مدثر

كانت مفاجاه ارتطمت فوق رأسه حين سمع هذه العبارة عجز عن الرد والكلام اكتفى بالنظر والتمعن في وجهها طويلا
كأنه يقول اكملي

وبالفعل فتحت قلبها له وتكلمت وهي تبكي وتضحك في آن واحد تورد وجهها كثيرا وهي تتكلم

حبيتك يا مدثر من ساعه ما شفتك عند أستاذ بيومي لما قولتيلي اسمي مدثر الحسيني يا شاطره ذكي وشك فيه راحه غريبه ريحتك طريقه كلامك وكبريائك كل حاجه فيك عشقتها كنت اكبر من حلم وخيال فضلت بعديها أقول معقول انا اتكلمت معاه وشفته بعيني وزاد إعجابي بيك بعد ما عملت فيا مقلب الجواب قلت انك إنسان مش عادي زي دلوقتي كنت مستنياك وعارفه انك عارف أني اللي قتلت مشيره وسالي مع انك اتاخرت ممكن أسالك سؤال

وبمنتهي الهدؤ قال اتفضلي طبعا

انت جاي ليه يا مدثر ؟

احتضن ذقنه بيده كعادته وهو يقول في نفس الوقت عاوز الحق اللي باقي منك يا نور

-بس انا خلاص يا مدثر يا ميته يا مقتوله مش هتفرق كتير ثم هعيش ليه

نهض من مكانه ثم انحني قليلا ومسك يدها وقال علشان نفسك وأخواتك ،علشان كريم الصغير يا نور اللي من غير ام متكرريش الغلط تاني أوعي تسيبيه في الشارع شوفي فيه كريم اخوكي صدقيني هتفرق كتير

_ضغطت علي يده بقوه وهو يسحبها توسلت له بعينها ان يتركها قليلا تحتضن يدها ظهر في عينيه عطف وحب كالمعتاد وابتسامه صافيه فهم منها ما تريد بل زاد عليها حين رفع شعرها بيديه الأخرى وجفف جبينها في حنان فاغمضت عينيها وابتسمت وضعت يده تحت خدها وما كان منه الا ان سحب الكرسي من جديد وجلس بجوارها ظل ينظر لها كأنه لم يراها من قبل نور اخري ووجه اخر شعر بانفاسها علي يديه رياح خفيفه تهز الأشجار وتداعبها انفاس راقصه كفتاه ترقص التانجو وتحسن خطواتها ويديه تحملها الي اعلي ثم تحتضن خصرها وتضعها أرضا شعر انه أذنب في حقها ولو قليلا فكانت تحتاج يده فقط قبل ذالك ليس اكثر ولكنه منعها عنها.
نامت نور وذهبت مع يد مدثر الي عالم اخر احست بالأمان من لمسته وماذا كانت تريد قبل ذالك سوي هذا الحنان.
*****^^*********************

error: