شعاع نور للقيصر محمد محسن حافظ

#شعاع نور#الجزء الخامس والعشرون

ارتاحت نور قليلا وقلت نيران صدرها بعد لقائها بمدثر ظلت تحلم بذالك اليوم الذي اخذها بعيدا عن الدنيا وما فيها لم يكن داخل رأسها في البدايه ولكنه تحول الي حب وعشق تعلم انًه مستحيل ،أحلام مثل الجميع نعلم انها لن تتحقق ولكن نترك خيالنا لها ربما نسعد بلقاء وهمي يخرجنا من احزاننا الموجعة ، وها هي تفعل وتغمض عينيها وتضع رأسها علي صدر مدثر وتبكي وتلامس دموعها صدره فيتحرك قلبه تسقط قطرات بل حبات لؤلؤ من عينها مع كل دقه تسمعها من قلبه تطلب الأمان ،تشبث ذراعيها حول عنقه طفله تشعر بالذعر تريد من يحميها ، يسافر بيديه على شعرها فتغرق بداخله وتنتفض حين يلمس بيده اذنها .
سافرت بعيدا بدون طائره اختارت الإبحار
ثم وقفت فجأه من فراشها المريض وهي تنبض بالحيوية تبحث عن مرآه صغيره تنظر فيها علي نفسها وجدت ضالتها في احد الأركان
فابتسمت وهي تنظر داخلها ذهبت هالتها السوداء وتوردت وجنتيها نست كل الآلام والاوجاع صففت شعرها بيدها وجمعته كباقه ورد فسقطت من خصلات صغيره وضعتها خلف أذنها
بحثت عن هاتفها كثيرا وجدته أخيرا فتحته وبعثت رساله

انا بشكرك علي كل حاجه وأي حاجه ربنا يخليك على قد نيتك ويفرح قلبك يا مدثر

لم تنتظرالرد ولكن أرادت ان تقول له انا بخير الان مادمت بجواري

سمعت طرقات علي الباب وحين رائت الزائر شحب وجهها من جديد

وجهه تكرهه كثيرا رغم حبه لها لم يقل الكثيراولا سوى سلام باهت دون شكل كست وجهه علامات وتساؤلات كثيره
وهو يقول ازيك يا نور

هزت رأسها وهي تنظر له باشمئزاز

ضحكه هيستيريه يخرجها ثم يتجهم وجهه فجأه ويقول
ايه مش هتردي عليا

ادركت انه عرف الكثير وأنها تتكلم وخدعتها وادعائها الخرس قد انتهت

وقفت وهي تربع يديها ورفعت حاجبها قائله
اهلاا داغر

وضع وجهه في الأرض وهو يبتسم ثم قال بهدؤ اول مره اسمع صوتك يا نور بس عارفه صوتك حلواووي زي ما توقعت بالظبط
بس سؤال انتي ليه خبيتي عليا انك بتتكلمي؟

مزاجي كنت عاوزه إبان البنت المكسورة الضعيفة اللي لا حول لها ولا قوه؟

بس انتي ولا ضعيفه ولا مكسوره يا نور

جلست من جديد وهي تنظر اليه وكأنها تقرأ ما بداخلهم كانت كلتا يديه ممدوده علي فراشها احداها كانت تتسلل ببطيء وحذر تحت وسادتها
ثم قالت في ثبات
جاي ليه يا داغر

اقترب منها قليلا وسحب كرسي يجلس عليه فصاحت فيه لا بلاش الكرسي ده
مازلت تتذكر مدثر وجلوسه عليه

لف داغرشفته السفلى الي الخارج في اندهاش فابتعد عن المقعد وأخذ اخر

جلس ووضع قدما علي آخرى وقال جاي اطمن عليكي انتي نسيتي أني جوزك

أنسى الموضوع ده يا داغر وطلقني كفايه كده

ضحك باستهزاء وهو يقول بالسهوله دي فيه بنا حساب لازم نصفيه الأول

شعرت ببعض التوتر ثم قالت خد كل حاجه جبتهالي مش عاوزه منك حاجه

مازالت الابتسامه علي وجهه وهو يقول مش فلوس يا نور الحساب بتاعي مش هيكفيني فيه حياتك زي ما عملتي مع مراتي وبنتي

اغمضت عينيها قليلا ومدت يدها اكثر تحت وسادتها ثم سحبتها وهي تمسك سكين صغير واقتربت من داغر وهو جالس ووضعت السكين علي رقبته وهي تقول اسمع يا داغر انا لا اعرف مرآتك ولا بنتك دول وانت هطلقني غصب عنك مش برضاك كان سن السكين قد حاد جرح داغر قليلا ولم يتحرك كان ساكنا كعادته أخذ نفس طويل
ثم قال صدق الباشا لم قالي حد يربي اسد في بيته بقي انتي تعملي فيا كل ده بعد لما خليتك بني ادمه

ضحكت بهستيريه ويديها ثابته وهي تقول
انت مصدق نفسك ده انت أوسخ إنسان انا شفته في حياتي شيطان ماشي علي الأرض قتلت فهد الإنسان الوحيد اللي حبيته في حياتي وخلتني إنسانه زباله زيك بقيت افكر في الشر بس وإزاي اكره كل اللي حواليا

حاول ان يبعد يديها عن رقبته وهو يقول محدش ضربك علي أيدك يا نور انا همشي دلوقتي بس لازم تبقي عارفه حاجه مهمه احنا الاتنين مش هينفع تشلنا ارض واحده واحد مننا لازم يموت يا نور

أبعدت يدها وأخذت خطوتين للخلف وتركته ينهض فابتعد هو الآخر وخرج وعلى وجهه علامات الدهاء التي تعرفها جيدا

شعرت بالخًوف ولكنها سمعت هاتفها يعلن عن وصول رساله

متشكرنيش انتي كمان يا نور هتبقي بخير متخفيش من حاجه أي وقت تحتاجيني هتلاقيني جنبك

-لم تفكر وكانها رساله إنقاذ فردت بسرعه

انا فعلا محتاجاك معايا وجنبي يا مدثر
مكتب بيومي
٠٠٠٠٠٠٠٠
بس انت استعجلت يا معالي الباشا بزيارتك لداغر وأنك اكتشفت انه وراه قتل فهد الله يرحمه قالها بيومي العتر وهو جالس أمام والد فهد ليرد عليه بهدؤ

مقدرتش اسكت اكتر من كده ولسه مش هرتاح فير لما يموت يا بيومي

هز بيومي رأسه قائلا انا عاُرف وحاسس بيك وانا كمحامي همل نفسي مش سمعت حاجه انا راجل قانون وداغر كمان إنسان مش عادي والدنيا مقلوبه زي ما انت شايف بعد موت مراته وبنته وبقت خطواته محسوبه والجاردات حواليه ملازماه في كل مكان يروحه

بس انا مش هسيب دم ابني يروح هدر يا بيومي ومش هرتاح غير لما داغر يموت

الغريبه يا باشا انك عارف ان فادي هو اللي فهد أي نعم بتحريض من داغر بس انت ما جبتش سيره انك عاوز تنتقم من فادي

ضحك الباشا وهو يقول مش هنتقم من المسدس اللي قتل ابني مش هيفدني انا عاوز انتقم من اللي اده ل فادي المسدس

يعني افهم من كده انك هتسيب فادي في حاله ومش هتيجي جنبه

لا طبعا بس عندي داغر اهم بكتير دلوقتي

وضع بيومي كلتا يديه علي خصره العريض وهو يقول وناوي علي ايه يا باشا

نهض من مكانه ووضع يديه علي المكتب قائلا خطه متخورش المايه في دماغي هقولك عليها بس في الوقت المناسب
***********************

error: