شعاع نور للقيصر محمد محسن حافظ
#شعاع نور #الجزء الخامس
جذبت مشيره شعر نور بمنتهى القسوة ولَم يستطيع فك قبضة زوجته التي وضعت نور تحت قدميها قائلة
– الزباله اللي زيك مش اخده على النظافه
حاول داغر تهدئتها وهو يشرح لها انه وجدها امام باب الغرفة تبكي ولكنه لم يعرف السبب وانه حاول أولا ان يشعرها بالأمان ومعرفة سبب خوفها لم تنتبه مشيره لكلامه ولكنها انتبهت إلى الاسورة التي زينت معصم نور فتصرخ في وجهها قائلة
– وكمان حراميه دي بتاعه سالي بنتي
وقتها حاولت نور ان تشرح لها وهي تشاور على غرفة سالي ولكن دون جدوى استجمعت نور قوتها بمساعدة داغر ونهضت مسرعة تسبقها دموعها في اتجاه باب المنزل وفرت هاربة لا تعرف إلى أين في هذه الساعة المتأخرة بملابس المنزل خرجت إلى الشارع تنظر إلى السماء تشتكي إلى الله امتلأت عيونها بالدموع لم ترى أمامها وهي تمر إلى الاتجاه الأخر كان الشارع مظلما ومرت سيارة مسرعة سطعت أضوائها فجأة فزعت نور وحاولت تفاديها ولكن…..
قد مر الوقت
**************************
لم تنم سالي في هذه الليلة ظلت تبكي بقوة وهي تلوم نفسها حاضنة ركبتها تضمها بشدة إلى صدرها فكرت ان تخرج وتعترف بما حدث ولكن ماذا تقول لا تعلم صرخت وهي تضع يدها على فمها حتى لا يسمعها احد والذين علت أصواتهم بصورة رهيبة فكان داغر يصرخ في وجهه مشيره يتهمها بالغباء وكيف ان يفعل ذالك مع فتاة تصغر ابنته ووقف يترفع امام مشيره التي لم تهدأ وظلت تتكلم وتتوعد نور ان رئتها مجددا شعر داغر باختناق يملأ صدره فارتدى ثيابه بسرعة متناهية وخرج من منزله وَقّاد سيارته بسرعة وكأنه وجد عذر منطقيا كي يخرج يبحث عن نور ينظر إلى كل مكان تقع عليه عينيه ربما يراها ولكن دون جدوى فكر داغر فيما يحدث له وكيف دق قلبه اتجاه نور في هذا الوقت القصير دمعت عينيه وأخذ القرار وتوجه إلى منزل اسماعيل كي يسأل عن نور فلا ملجئ اخر لها
**************************
سقطت نور أرضا بعدما قذفتها السيارة عدت أمتار خرج سائقها مفزوعا وجرى في اتجاهها كان شابا في أواخر العشرينات اسمر البشرة طويل القامة واضح عليه مظاهر الثراء من ملابسه الكاچول وسيارته الفارهة نظر إلى وجهها ثم وضع يده المرتعشة على معصمها يرى نبضها وشعر به ثم حملها بين ذراعيه ووضعها داخل سيارته ودقات قلبه تتسارع وقد ذهب الدم من وجهه اتجه مسرعا إلى مشفى استثماري قريب منه يعلم مكانه جيدا حملها من جديد وهو ينظر لها وعند دخوله طلب منه مبلغا من المال وهوية الفتاة فأخرج ‘الڤيزا كارد’ بمنتهى الاستهتار وألقاها في وجه الموظف وطلب منه إنهاء الإجراءات بمنتهى السرعة وانه صدم الفتاة بسيارته ولا يعلم عنها شيئا شعر وقتها الموظف انه يتحدث مع شخص مهم وقام بإنهاء كل شيء في وقت لم يتعدى الدقيقتين فتدخل غرفة مجهزة ويأتي طبيب أشقر وسيم الملامح متجهم الوجه كي يفحصها وحين انتهى طلبت صورة أشعة على المخ تم تجهيزها بمنتهى السرعة وحين رائها نظر إلى الشاب الأسمر قائلا
– الحمدلله المخ سليم فيه كسر في رجليها وشوية كدمات اطمن
تنفس الشاب الأسمر الصعداء ونظر إلى معطف الطبيب الذي وجدت عليه شارة باللون الذهبي كتب بداخلها اسمه ثم قال وقد بدأ يهدأ
– متشكر يا دكتور سليم مش عارف اقولك ايه
ابتسم الطبيب وهو ينظر إلى وجه نور قائلا
– ده شغلي مفيش داعي تشكرني
ثم أدار سليم وجهه إلى الشاب يسأله عن ما حدث فقص له ما حدث فسأله الطبيب عن اسمه ومهنته فجاوبه بمنتهى التواضع
– اسمي فهد وبشتغل في جهه امنيه مقدرش اقولك عليها
تغير وجه سليم تماما وتغيرت لغته المتعجرفة معه ثم خرج على الفور بينما ظل فهد بجوار نور التي غابت عن الوعي تماما
*************************
منزل نرجس
دق الباب فنهض اسماعيل مفزوعا ونظر إلى المنبه فقد تجاوزت الساعة الرابعة صباحا يسأل نفسه من سيأتي في هذا الوقت شعرت نرجس أيضا بصوت الباب فاستيقظت هي الأخرى فتح إسماعيل الباب فوجد داغر أمامه ووجهه شاحب أذن له بالدخول مرحبا لم يتكلم داغر وجلس على مقعد قريب فسأله إسماعيل عن نور فابتسم داغر قائلا
– كويسه بتسلم عليكم انا كنت قريب من هنا قلت أعدي اشوفك
ثم مد يده داخل جيبه واخرج مبلغا كبيرا وأعطاه لإسماعيل الذي رفض في البداية ولكن مد يده مع إصرار داغر المستمر خرجت نرجس مبتسمة ترحب بداغر الذي نهض حين رائها فسلم عليها ثم انصرف على الفور شعر اسماعيل ان هناك أمرا ما وان داغر لم يأتي للاطمئنان عليه أخذت نرجس النقود من يده وقالت وهي تعدهم
– كتر خيره واقف جنبنا وبنتك عايشه برنسيسه معاهم مش بناتي اللي عايشين في الهم والقرف بنتك اتفتحتها طاقة القدر
(كما اتمنى انا الكاتب ان تفتح ليلة القدر لكي يا نرجس مثل نور وتشعري بها الان والدنيا تضع عليها من كل اتجاه )
**************************
ذهب داغر إلى مكتبه ونام ساعات قليلة ثم اجرى عشرات الاتصالات كي يتم البحث عن نور ففعل كل شيء ممكن ولَم يهدأ وذهبت كل محاولته هباء فلم يتم تحرير محضر بالحادثة والشخص الجاني في مركز مرموق فتم التكتم على الامر ولكن دائما تلعب الأقدار والحظ دور هام في حياتنا وهذا ما حدث مع داغر.
**************************
فتحت نور عينيها تنظر حولها فًوجدت شابا لا تعرفه نائما على مقعد جلدي ليس بقريب منها تذكرت ما حدث لها ولكنها لا تعرف كيف أتت إلى هنا مرت دقائق تراقب هذا الشاب ولَم تتضح معالمه حتى دخل د/سليم مبتسما في هدوء فينظر لها قائلا
– حمدلله على سلامتك انتي اسمك ايه
لفت نور إصبعها السبابة حول فمها ثم توقفت ووضعت يديها حول عنقها ففهم سليم انها خرساء ولكنه تنبه انها ليست صماء فقد سمعته جيدا في ذلك الوقت نهض فهد من نومه ينظر إلى ساعته الذهبية ثم وجه عينيه إلى نور وابتسم هو الأخر وتوجه نحوها ونظر لها قائلا
– انا اسف
فعرفها بنفسه و حكى لها ما حدث كان ينتظر ردها فاقترب سليم من أذنه وأخبره انها لا تتكلم شعر وقتها فهد ان هناك قصة غريبة وغموض يحيط بهذه الفتاة أراد ان يعرف عنها كل شيء ولكن كيف رِن هاتفه فقام بالرد سريعا وهو يبتعد عنهم قائلا – انا بخير بس حصل موقف كده لما ارجع هحكيلك عليه يا أمي متخفيش انا كويس
وضع الهاتف داخل جيبه من جديد وعاد إلى نور صنع المستحيل حتى يفهم وعندما وجدت نور انه مهتم بها طلبت قلم وبعض الأوراق كي تكتب كان فهد يسألها وتقوم بالرد عليه ظل الحال هكذا لمدة طويلة أعلن سليم اهتمامه هو الأخر وأخذ يقرأ بعد فهد كانت بعض الإجابات صادمة لهم إلى ان كتب نور اسم زوج خالتها …..داغر فكري
**************************
مكتب داغر
ظل داغر في مكتبه الضخم الممتلئ بالمحامين رافضا مقابلة اي شخص يجري كثيرا من الاتصالات ويجلس بعدها ينتظر الرد حتى سمع صوت الباب فدخل عليه مدير مكتبه فنهره حين علم ان هناك احد الأشخاص يريد مقابلته قائلا
– انا قلت يا شوقي مش عاوز اي مقابلات النهارده
هز شوقي رأسه قائلا
– بس يا فندم اللي بره ده مينفعش نقوله امشي ده …………..
نهض داغر مفزوعا وجري ناحيه باب مكتبه وفتحه كي يُستقبل الزائر بنفسه وبعد دقائق من الترحيب والاعتذار اخرج داغر سيجار كوبي وأعطاها للزائر وأشعله بنفسه سحب نفس طويل ثم قال
– دي اول مره اجيلك بنفسي انت المحامي بتاعي من فتره كبيره يا داغر وانا بثق فيك فيه حاجه كده غريبه بتحصل في البلد احنا مسيطرين عليها شويه شباب ال عاوزين يعملوا ثوره ويشيلوا الريس
ابتسم داغر وقال في ذكاء
– الخوف مش بيجي غير من الصغيرين يا معالي الباشا انا سامع وعارف ومقدر الموضوع مش سهل ربنا يكون في عونكم طبعا
هز الباشا رأسه
– لالالا احنا مش مدين الموضوع اهميه بيقولوا هينزلوا يوم خامسه وعشرين يناير لسه شهر في حاجات كتير ممكن تتغير المهم اني مش عاوز شوشره الفتره اللي جايه ابني يا داغر خبط بنت بعربيته وهي بتقول أنك جوز خالتها وانت عارف فهد ابني مركزه حساس والنَّاس هتقول داير يموت في خلق الله ومش هيتحاسب
وقتها لم يقل داغر اي كلمة سوي
… نور….
***^**********************
ذهب داغر مفزوعا إلى المشفى لم يطمئن حتى رائي نور أمام عينيه ابتسم لها وقبلها في جبينها لم يلتفت إلى فهد وكأنه لا يراه كل همه هي فقط دمعت عيناها حين رأته ولكنها كانت تبتسم في بعض الأحيان وهي تنظر إلى فهد نظر داغر أخيرا إلى فهد وصافحه في قوه ثم قال
– الحمدلله متخفش من حاجه الباشا كان عندي وخلصنا الموضوع ومحدش هيعرف ان ليك دخل بالموضوع
شعر داغر بالغيرة من نظرات فهد حاول ان ينهي الموقف بمنتهى السرعة لم يكن يعلم ما حدث في هذه الساعات وان الحب كما شعر به هو في دقائق قد حدث مثله تماما بين فهد ونور
*تـــــابعونـــــي*