شعاع نور للقيصر محمد محسن حافظ

#شعاع نور# الجزء السابع والعشرون

كان الخبر صاعقا على كل من سمعه ، موت نور المفاجيء ،امتلائت المشفي عن اخرها فلم يصرح حتى الان عن سبب الوفاه كان الكل يعلم انها تستعد للمغادرة والذهاب الى بيتها القديم والعيش فيه بكل هدؤ مع كريم الصغير وقصه حب جمعتها مع مدثر أخرجتها كثيرا عن ما هي فيه بعد موت اخيها
زحام وصراخ وأصوات متعاليه أطباء ،ورجال شرطه منتشرين في كل مكان داخل المشفى وخارجها

كان بداخل الغرفه وقتها رئيس المباحث الجنائيه وأفراد من الطب الشرعي .
ذبح قطعي في الرقبة باستخدام سلاح حاد ملقاه بجوارها سيل من الدماء تشوه كامل في معالم والوجه ادخلوا إسماعيل ابيها حتي يتعرف عليها فبكى بشده وهو يرى السلسلة الشهيرة الذي أعطاها داغر لها وكانت ملك سالي ابنته

خرج الجميع من الغرفه بعدما حفظوا الجثه لوضعها في المشرحه
انها جريمه قتل شنيعه بكل المقاييس

وقف مدثر بجوار بيومي العتر الأول كان هادئا والثاني ينظر له بدهشه
اما سليم فقد كان في حاله انهيار تام لم يصرخ بل كان يبكي بشده

أخيرا حضر داغر حاول ان يدخل بعدما انا جاء متاخرا كثيرا عن موعده ولكنه لم يستطيع عرف جميع التفاصيل ولكنهم لم يعثروا علي شيء يبين هويه القاتل

وأخيرا حضر معالي الباشا محاط ببعض الجردات التقت عينيه بداغر
ونظر له في غل وحقد بينما ظل داغر واقف بشموخ ينظر له هو الآخر في تحدي قبل ان يذهب ويصافح إسماعيل ويواسيه قائلا
– البقاء لله شد حيلك
– نظر له إسماعيل في حزن قائلا
– الشده علي الله منجلكش في حاجه وحشه

ما تيجي توصلني يا اونر ننام كام ساعه قبل دفن المرحومة الصبح
عاوز اكل لقمه وأنام قالها بيومي
ليرد مدثر طبعا تعالى من عيوني يا أستاذ بيومي

بعد عده خطوات اقترب بيومي من داغر ووقف أمامه ومد يده قائلا

-الله يرحمك يا داغر
ثم هز رأسه قائلا اسف قصدي البقيه في حياتك سامحني راجل عجوز بقى وبخرف
لم تلاقي الجمله الأولى استحسان داغر ولكنه مد يده رغم عنه قائلا
حياتك الباقيه يا أستاذ

سمع مدثر صوت يأتي من خلفه قائلا استني يا اونر عاوز نظر في اتجاه الصوت فوجد معالي الباشا

وقف مدثر بعدما صافحه قائلا
خير يا باشا

– عاوز أتكلم معاك في موضوع مهم
– سمع حديثهم بيومي فوجهه كلامه للباشا قائلا مدثر هيوصلني الأول لأحسن تعبان
استاذن معالي الباشا ان يأتي معهم ويتحدث الي مدثر في الطريق فلم يمانع احد منهم

اتجه الثلاثه الي الخارج قاد مدثر السياره وبجواره الباشا وف الخلف جلس بيومي

دام الصمت بعض الوقت ثم تكلم الباشا قائلا
– يا ترى مين اللي عمل كده انا لسه كنت عندها من شويه
انتظر الرد فلم يجاوب احد الى ان قال بيومي يا سيدي الإعمار بيدي الله المهم انا جعان دلوقتي وعاوز اكل أكله حلوه

ضحك مدثر رغما عنه ثم نظر الي الباشا في دهشه ثم قال بس كده من عيوني يا أستاذ بيومي تحب تأكل فين
– احنا في ايه ولا في ايه يا بيومي قالها الباشا ليرد عليه يا سيدي الإعمار بيد الله ثم دي ماتت ذنب بطني ايه قله الأكل هترجعها مثلا ااه يا نور يا ترى انتي فين دلوقتي ؟
اندهش الباشا فنظر الى الخلف قائلا مالك يا بيومي انت اتجننت ولا ايه يعني ايه نور فين

لم يتكلم مدثر حاول ان يهرب من الحديث لكن لاحقه بيومي بسؤال غريب
– نور فين يا اونر اوعى تكون فاكر ان لعبتك دي دخلت عليا تبقى غلطان ومش عيب تعمل حاجه زي دي من غير ما تعرفني يا مدثر
لم يندهش الباشا لانه يعلم بعض من الخطه واشترك فيها مع مدثر ولكنه أبدى اعجابه ببيومي قائلا صحيح عقر يا بيومي

تكلم مدثر بجديه قائلا انت راجل قانون طول عمرك محافظ علي مبادئك وأخلاقك الموضوع ملوش علاقه بالذكاء ولا الاحترام لان انت عارف كويس غلاوتك عندي

قاطعه الباشا في فضول منه قائلا بس انت عرفت ازاي يا بيومي ما هو كده داغر كمان ممكن يشك زيك تمام

ضحك بيومي بشده ثم قال بعد ان أخذ أنفاسه
الموضوع مش صعب نور تهرب او حد يهربها من المستشفى ودي عملتها نور قبل كده او ساعدها فيها مدثر مش دي المشكله

جثه بنت في سنها تدخل اوضتها وتكون في سنها ووشها يتشًوه وتكون لسه مقتوله ودي بتاعتك انت يا باشا تقدر تعملها ليك عيون في كل مكان خرجت من السلطة بس لسه فيها الثوره قامت اه والناس اضحك عليها بأن معدش فيه فساد والبلد غرقانه فيه سهل تلاقي بنت مقتوله كل يوم بنسمع عن بلاوي دي كمان مش مشكله

خرجت مع مدثر من المستشفى وركبت معاه العربيه قدام ظباط مصر كلها وانا معاكم وانت في الأصل رايح حته تانيه خالص أظن فاهم قصدي

نور دلوقتي في شقه داغر وهتسهلك دخول الشقه لما تبعتلها رساله هتفتحلك داغر يموت ومحدش فيكم يدخل السجن ساعه واحده انت كنت معانا ونور هتقول انها اتخطفت من المستشفى وساعتها هيظهر الف شاهد

إسماعيل اقنعتوا بالقصه دي علشان تحموا نور من داغر وهو صدق طبعا ولما شاف نور أتعرف عليها من السلسله اللي في رقابتها وهو كمان مش هياخد فيها حكم

صفق الباشا ثم قال شابوه يا بيومي
بس المصيبه لداغر يفكر زيك

رفع بيومي حاجبه وهو يقول دي أكيد حاجه مش هتعدي علي المصيبه اللي عامل الخطه دي كلها اساله ما هو قاعد جنبك اهو

ابتسم مدثر قائلا طبعا مش هتفوت عليا لو داغر فكر زيك كده يبقي انا نجحت يا أستاذ بيومي
– في الروايات الكاتب الشاطر اللي يخليك تفتكر طول الروايه انك ذكي وعارف الصفحه اللي جايه هيبقى فيها ايه بيبقى سعيد من جواه انه انتصر علي الكاتب وكشف توقعه لكن قبل الروايه ما تخلص بكام صفحه بيكتشف المفاجاة وان كل توقعاته غلط في الوقت ده بيكتشف انه لازم يبقى قاريء وبس علشان لو عرف النهايه هيقول ده كاتب فاشل والروايه متوقعه وملهاش طعم علشان مفيش ذهول والكاتب معرفش يضحك عليا
_ ابتسم بيومي قائلا طب عرفنا انت بقى ناوي علي ايه يا اونر يا كاتب يا مبدع

أوقف مدثر سيارته ونزل منها ففعل الباشا نفس الشيء هو وبيومي ووقفه أمامه

وضع مدثر يده في جيبه وكاد الفضول يقتلهم وهم ينتظرونه ان يتكلم

أخذ نفس عميق وأخرجه وهو يقول داغر دلوقتي فاكر ان احنا اصطدناه ودخلناه القفص وزمانه بيضحك علينا نور مش في الشقه هي دلوقتي راكبه مركب في وسط النيل بتتفسح فيها بعد لما المركبي لقاها مرميه في المياه وأنقذها وطبعا معاه ناس تانين هيكون داغر حاكي القصه كلها لظباط المباحث وأنه شاكك ان القتيله دي مش نور وأنها لعبه المقصود بيها قتله زي مراته وبنته هيكون متوقع زي أستاذ بيومي ان نور في بيته وانا أكدت ده لما حطيت تليفون في عربيته نور كلمته عليه وقالتله انا مستنياك في البيت يا داغر وطبعا
مش هيصدق ولا هيروح البيت نور لما تخلص فسحه المركبي واللي معاها هيقولوا انهم خرجوها من المايه وهي تقول ان فيه ناس خدرتها ورمتها في النيل ولما هيشوفوا وقت مكالمه تليفون نور لداغر هيلقوها كانت في المركب والتلفون كان مع عم إبراهيم المراكبي انا اللي ادتهولوا بنفسي اتكلمت منه في السر لما ادهولها واترمي في الميه بعد كده
داغر هيبلغ البوليس اللي هيروح مش هيلاقي حد وهتكون اخبار نور وصلت انها في قسم الشرطة ومش هيروح البيت هيروح المكتب كالعاده وهو مطمن انه في أمان هيلاقي فادي مستنيه البني ادم الوحيد اللي مش في الحسبان
وهيكون معاه بيريهان اللي هتسهل دخوله المكتب

وطبعا نسيت اقولكم ان احنا من ساعه ما خرجنا من المستشفى لحد دلوقتي مترقبين يعني حراسه داغر بتنقل اخبرنا دلوقتي يعني هو حاسس ان مفيش خطر عليه لحد ما يقولهم امشوا لما يكون مسدس فادي فوق دماغه بيطلب منه ده

سكت مدثر ولم يتكلم الآخرون زاد الصمت والنظرات الي ان قال بيومي

يا بني حرام عليك دي مش دماغ بشر

-يقول الباشا ده انا كمان شربتها زيك يا بيومي

ينظر لهم مدثر وهو يقول علي الله أكون كاتب شاطر …….