شعاع نور للقيصر محمد محسن حافظ
#شعاع نور#الجزء العشرون
ظلت صامته كقطعة الحجر عينيها جامدتان تنظران الي سقف تتوسطه مروحة بيضاء تصدر صافرة مزعجة وهي تدور كمحرك طائرة كي ترسل بعض نسمات الهواء دارت معها أحلامها ذكرياتها المحملة بالحزن منذ صغرها وافتقاد الأم والحبيب واخيرآ الأخ والسند، فأي نور رأت غير اسمها .
كانت دموعها تسقط و تترنج بطيئة كقطرات مياه تهرب من صنبور غير محكم الغلق
ترتعش شفتاها بكلمة واحدة “كريم ”
لا يخرج منها صوت ولكنك قادر علي قرأة شفتيها .
دخل طبيب مرتديا بالطو ابيض وضع يده علي رقبتها لتدف يده بأجراس نبضها دون أن تتحرك رفع خصلة من شعرها هربت من جحيم شعرها.
سحب مقعد قريب وجلس بجوارها وأمسك يدها الصغيرة بكلتا يديه لم تلتفت أو تنتبه وظلت كما هي حتي عندما ضغط علي اصابعها كم تمناها وأحبها ولكنها لم تعطيه أدني اهتمام وكأنه سراب أحيانا لا نري يحبنا وحتي أن حدث نتجاهل مشاعره ولا نشعر به إلا مررنا بنفس التجربة
نور انا عارف اللي أنتى فيه ومقدر بس دي الدنيا ….اسمعيني حتي لو مش هتتكلمي
كان حلم حياتي انك تبقي من نصيبي لكن انتِ اختارتي فهد الله يرحمه وقتها وأنا بتعذب وبتقطع جوايا ….. ولما مات قلت الطريق بقي فاضي قدامي وانك هتخدي بالك انا بحبك وأد ايه وحاولت اكتر من مرة أني أقرب منك لكن انتِ اختارتي داغر ساعتها فكرت وقلت انتي بتختاري علي أساس لحد ما فهمت أنك بتدوري علي واحد قوي يحميكي تستخبي من جبروت العالم وراه لكن أنا ولا حاجه صحيح الكلام مش وقته بس أنا حبيت اعرفك اللي في قلبي
رفع يديها المنزوعة القوة كورقة شجر ضعيفة واهنة وضعها علي وجهه يتنفسها ثم قبلها سمع خطوات تقترب من خارج الغرفة أعاد يدها إلى مؤاها بعدما سرقها
دار المقبض المعدني ليفتح الباب ويدخل داغر وينظر إلى الطبيب الجالس بهدؤه الشديد ويقول …………. دكتور سليم يا تري ايه الأخبار
نهض سليم ومد يده ليصافحه فامتدت يد داغر رغم عنها ثم يقول انهيار عصبي
سحب داغر يده وهو يقول بس مش تخصصك اقدر اعرف انت بتعمل إيه هنا
ابتسم سليم قائلا انا بعمل الواجب ونور معرفة قديمة
احتدت نظرتهم ولكن لم تطول بعدما دخل بيومي العتر ومدثر الغرفة
اجتمعوا جميعا بهدف واحد وهو نور
اسميته لقاء العمالقه في حوار من نوع خاص بين اطراف تحمل ذكاء ودهاء
جلس بيومي يلتقط انفاسه قبل ان يقول مداعبا كعادته
داغر ليك وحشه والله احب اعرفك مدثر الحسيني
ابتسم داغر قائلا انت بتعرفني على مين استاذنا الاونر مش محتاج تعريف
مكنتش اعرف اني مشهور اوي كده قالها مدثر الحسيني ثم اكمل ده انت اللي اشهر من نار على علم يا استاذ داغر
ساد الصمت قليلا قبل ان ينطق بيومي قائلا ايه اخبار نور ايه دكتور سليم
رد سليم باهتمام قائلا ما انت شايف لسه بقول لأستاذ داغر انهيار عصبي شديد
بيومي :- ربنا يعديها على خير
داغر :- متشكر على اهتمامكم اوي
بيومي :- إهتمام ايه نور دي بنتي
مدثر :- المهم بس تقوم بالسلامه ونطمن عليها سليم :- الموضوع مش سهل هتاخذ وقت عقبال ما ترجع طبيعية
بيومي :- كل حاجه بتاخد وقتها وبتنسى
داغر :- مش كل حاجه بتتنسي يا استاذ بيومي
سليم:- فعلا في حاجات بتعلم في حياتنا ولا يمكن ننساها مهما طال الزمن
مدثر :- الوجع علي قد الجرح
بيومي :- الوجع على قد الجرح معاك حق يا مدثر نور طول عمرها موجوعة
مدثر :- افتكرت نفسها قويه وهي اضعف ما يكون الخير جواها اكتر من الشر
سليم :- بس نور هترجع اقوى من الأول
داغر:- طول ما نور معايا هتفضل قويه
بيومي :- بالعكس يا داغر انا شايف انك تسيبها لانك نقطة سوده في حياتها
داغر :- انا عملت نور جديده يا بيومي
مدثر :-علمتها الشر يا داغر
داغر :- الدنيا مش عايزه الطيب
بيومي :- عاوزه الطيب مش العبيط
سليم الطيبه ضعف
مدثر :- احنا في مجتمع فاسد اتملي بالشر والحقد بقينا بندور ازاي نأذي بعض لكن الطيبه هتفضل موجوده و عمرها ما كانت ضعف
داغر :- مفيش ضعف بياخذ حقه طول ما انت اقوى هتملك كل حاجه
بيومي:- هتملك حتى اللي مش ملكك زي ما انت اخذت نور
داغر:- نور هي اللي جاتلي يا بيومي مش انا اللي روحتلها
مدثر :- نور مش عاوزه اكثر من انها تعيش
بيومي :- ما حدش فينا بيختار اهله ولا عيلته كل واحد فينا ماشي في طريقه اللي ربنا كاتبه ساعات اللي نحبه بيقى شر لينا
مدثر :- لما تقوم ماتحرقش نفسها
كنت نور تسمع كل حرف يقول احست بوجود الجميع ولكنها ظلت صامته
ولكن الى متى سيظل الصمت ؟
ذهب الجميع وتركها وحيده ولكن عاد سليم ليقول لها شيء في أذنها جعلها تزداد الم وتركها وذهب
و*********************
خرجت نرجس واستقبلها زوجها وكانت علي وجهه حزن عميق وازداد السواد تحت عينيه احتضنها بقوه قائلا وحشتيني يا نرجس وما كان منها أولا الا سؤاله عن حالته
ليقول كريم مات يا نرجس
نزل عليها الخبر كالصاعقة تأثرت قليلا علي غير عادتها وحاولت انت تواسيه فاحتضنته بقلبها وسالته عن صغارها فطمأنها عليهم
طلبت منه البحث عن ابن السجينه فقد عاهدتها بذالك حتي وان تطلب الأمر مساعده من داغر وعدها انه سيفعل كل ما يستطيع فاخرج هاتفه القديم وطلب داغر ونقل له ما قالته زوجته بعدما مددته بالبيانات اللازمة
أصبحت نرجس اكثر هدؤ عما قبل وكأنها تعلمت الدرس جيدا ولكنها لم تنسي
***********************
اقتربت الساعه من الواحدة ليلا كانت سالي تضع سماعات هاتفها في أذنها وتميل معاها راقصه بعدما علمت بمصيبه نور كانت في عالم اخر تماما
بينما كانت مشيره جالسه في غرفتها فوق فراشها تشاهد برنامج نسائيا عن اخر صيحات الموضه لم تسمع باب المنزل حين فتح بهدؤ ودخل شخص واقتحم غرفتها وهو يرفع إصبعه السبابه الي فمه يطلب منها الصمت وعدم الصراخ وهو يهددها بيده الاخري بسلاح ابيض
ارتعدت أوصلها ونهضت وهي تسند علي حافه فراشها واخذت خطوات للخلف حتي وصلت الي الستائر المعلقه فمسكت بأطرافها
اقترب الشخص منها وهمس بأذنها قائلا
نهايتك جت يا مشيره لو صرختي بنتك كمان هتموت
أوعدك هتموتي بسرعه وما هي الا دقيقه
حتي تناثرت دمائها في الغرفه غارقه فيها