“كبير العيلة”بقلم احكي ياشهرزاد
– يا سلسبيل انتي بتبكي ليه دلوك؟…
هتف ليث بهذه العبارة وهو يمسد خصلات سلسبيل فيما الأخيرة تفترش صدره تبكي بدموع غزيرة، أجابت من بين غصات بكائها الحار:
– يعني… عاوزني أعرف أني أبوي الحاج عيتجوز وما أزعلشيْ؟…
نفخ اللي ثبضيق ثم قال بمهادنة:
– يا جلب ليث أنتي، انتي خابره زين انه عمي عتمان معيعملشي حاجه غلط، بوكي لساته بصحِّتَه يا سلسبيل، وأمك ربنا يشفيها ما عادلهاشي عيش امعاه بعد اللي صار منيها ديه كلاته، ديه غير انه ديه رغبة جدتك، يبجى ليه الحِزن ولدموع الغالية ديْ؟…
رفعت سلسبيل وجهها ونظرت اليه بعينين منتفختين من أثر الدموع وأجابت:
– صعبانه عيلّ أمي جوي جوي يا ليث، مهما كان ديه أمي برضيكي….
الليث وهو يمسح دموعها بابهاميه:
– يا روح ليث انتيْ… أمك ما تزعليش منّي سلّمت نفسها للشيطان، شيطان الكره والحجد اللي ملا جلبها، وهي ماعمْلتْشي شويّهْ، وكيف ما أماتك صعبانه عليكي بووكي كومان ليه حج عليكي ولا إيه؟…
اكتفت بهز رأسها بالايجاب فتابع:
– ياللا جومي اغسلي وشّك ديه وغيّري خلاجاتك خلينا نروح انزور جدي ونشوفه وتباركيلاه، المفروض اننا عنروحوا بكره عشيّه ان شاء الله عشان نجرى الفاتحه، السوالمة عيله مأصله صوح والشيخ عبد الهادي راجل ما عيتخيرش عن جدي….
هزت رأسها بالايجاب ونهضت تستعد للذهاب الى المنزل الكبير تاركة ولديها لدى عمتها والدة ليث..
لم يستطع غيث إقناع الجد بتعجيل زفافه هو وسلافة كما هدد الأخيره، وقد أخبره جده ببساطة أن العروس لم تقل رأيها الأخير بعد في أمر الارتباط به حتى كاد غيث أن يعض نواجذه غيظا وكمدا، وكان أن حاول تحاشي التواجد مع سلافة بنفردهما فهو يخشى أن ينفلت منه زمام الأمور فالمرة السابقة كان أمر ابتعاده عنها أمرا في غاية الصعوبة والهلاك بالنسبة له وهو لن يعيد الكرة ثانية!!!!..
كان في غرفة الجلوس ينتظر شقيقه حينما دلفت مهجة الخادمة مفتشة عن سيدتها سلافة بأمر من الجد والتي ما أن أخبرته بالسبب حتى هدر فيها بعنف قائلا:
– انتي يا بت انتي عم بتلهفطي بتجولي أيه؟…
وقفت الخادمة ترتعد فرائصها وهي تجيب بتعثر وخوف كاد يطبق على انفاسها:
– أني ما جولـ… جولتش يا سي غيث، ابويا الحاج عبد الحميد جالي نادمي على ستك سلافة عشان فيه اضيوف جايينها من موصر!!….
لمحت سلافة وهي تتجه اليهما فتنفست الصعداء ليقطب غيث حنقا وغيظا، قطبت سلافة التي دلفت الى الغرفة وهي ترى حال الخادمة التي تنتفض رعبا وتتفصد عرقا وقالت:
– فيه ايه يا مهجة؟.. ايه الحكاية يا غيث؟…
هتف غيث من بين اسنانه:
: – ما فيشي، انتي ايه اللي جابك دلوك؟..، تخصرت ووقفت امامه تجيبه بكل تحد
– يعني ايه ايه اللي جابني دلوك ديه؟… عادي خلصت شغلي في الديوان اللي حضرتك مش بتروحه الا ضيف كل يوم ربع ساعه وجيت، وانتي يا مهجة انطقي!!!….
أحجم لسانه بصعوبة عن الرد عليها بكلمات هوجاء فهو لا يريد أن يتراشقا بالكلمات والاتهامات أمام الخدم، أتتهمه الآن بالتقاعس عن عمله وأنها هي من تنهيه بدلا عنه؟.. ما المفترض منه قوْله إذن؟.. أتراها إذا ما أخبرها أنه لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد معها يحمل عبق أنفاسها دون أن تتلصص عيناه عليها وأن تحكه يداه شوقا لملمسها ماذا سيكون ردة فعلها؟.. شرد قليلا وابتسامة خفيفة تظلل فمه المظلل بلحية خفيفة وهو يهمس في نفسه أن سلافته ستصرخ وقتها متهمة إيّاه بالتحرش بها لا محالة على الرغم من أنه يحمل صفة زوجها وإن مع ايقاف التنفيذ!!!…
انتبه من شروده على صوت سلافة النزق وهي تهتف في مهجة التي تقف تكاد تموت رعبا منه قائلة:
– ما تتكلمي يا بنتي!
كادت مهجة تضرب نفسها وهي تهتف بداخلها:
يا مورك يا موهجة يا مورك، اني عارفة وربنا .. عورفت اول ما شوفت سحنته انه جاي والشر جاي اف رجليه…
هدر فيها غيث لحظتها بغضب وحشي:
– ما عاوزشي أسمع صوتك واصل، اجفلي خاشمك ديه….، ولكن أصرت سلافة قائلة:
– انطقي يا مهجة… ، لتقرر مهجة أن تلقي بقنبلتها الموقوته وتفر هاربة.. فاستعدت للركض وهي تلقي بجوابها الناسف:
– فيه ضيف جالك من موصر والحاج جالي أنادم عليكي!..
سلافة بتقطيبة:
– ضيف مين؟!
مهجة وهي تضع رجلها استعدادا للاقلاع هربا:
– بيجول.. بيجول أنه اسميه… سامي!…
ولم يُرى من مهجة بعدها الا غابرها، في حين أن سلافة قطبت وهي تردد بحيرة:
– سامي!!!…. لتسمع صوت هسيس غضب وزمجرة وحش كاسر بالقرب منها فرفعت عينيها لتصطدم بنظرة نمر مفترسة فابتلعت ريقها بصعوبة، وعلمت… رأتها في عينيه، لقد أفلت الوحش من مربضه وهيهات أن يعود ثانية خال الوفاض!!!!!!!!
كانت يصرخ وتركل الهواء بقديمها فيما هو يحملها فوق كتفه كجوال البطاطا، لم يلق بالا الى شتائمها وهو يحكم قبضته عليها كي لا تفلت من بين يديه، أسرع خطاه الى الداخل متجها صوب غرفته، ليقابل سلمى وسلسبيل اللتان وقفتا أمامه تهتفان بصوت واحد:
– انت بتعمل ايه يا غيث؟…
دلف من فوره الى غرفته صافقا الباب خلفه، لتقف سلمى وسلسبيل تطرقان الباب بعنف ولكن ما من مجيب، نظرت سلمى الى سلسبيل هاتفة:
– أخوكي هيعمل ايه في أختي يا سلسبيل؟..
سلسبيل بقلق:
– ما عارفاشي يا سلمى، وشهاب وليث مع جدي وبوي وعمي في المُندره عشان الضيف اللي جه من موص رديه..
سلمى بحنق:
– معرفش ليه حاسة أنه المصيبة دي من تحت راس ضيف مصر دا!!!
ليقاطعها أصواتا عالية قادمة من داخل الغرفة لتلصق كلا من سلمى وسلسبيل آذنها على الباب رغبة في الاطمئنان على تلك الحمقاء ومجنونها الذي من الواضح انه قد فقد عقله نهائيا!!
————————–
وقفت سلافة في وسط الغرفة حيث أنزلها غيث وهتفت به وهي تشير الى الباب الموصد:
– افتح الباب أحسن لك وسيبني أخرج..
تقدم منها بينما تراجعت هي الى الخلف فهي لم تعد تأمن جانبه:
– والله؟.. ابتتكلمي بجد؟.. عسيبك بسهوله اكده تجابلي غراب البين اللي رايد يخطبك؟..
هتفت سلافة بحنق:
– وانت مالك؟.. دا ضيف وجاي وجدي لو كان شايف فيها حاجه غلط ما كانش هو بنفسه اللي بعت لي عشان أقابله!!!!!!!
ليهجم عليها ويقبض على ذراعيها غارزا أصابعه في لحمها الطري وهو يصرخ بشراسة:
– وأني معيهمنيشي حد، أني ماعرفشي غير أنك ماراتي وانه ديه اللي كان رايدك زوجة ليه، فاهماه يعني إيه؟.. يعني شافك بعين راجل رايد حرمه؟.. انتي ليه امصممة تعذبيني ليه؟..
وصمت لثوان أردف بعدها بحزم:
– لكن لاه.. أني لو كنت وافجت على لعبة لخطوبة دي فعشان أفهّمك أني رايدك ومتمسّك بيكي، لكن لو عتفهميها غلط وانه لسّات شورك ابيدك يبجى لاه يا بت عمي، وحالا عروح أشرب من دمه اللي جاي بعين جويه يخطف من ماراتي مني…
ودفعها بقوة واتجه الى الباب لتوقفه صرختها وهي تهتف بكلمات صدمته، فتسمر في مكانه، قبل أن يلتفت اليها ويتجه ناحيتها وهو يتساءل بريبة:
– انتي جولتي إيه؟..
هتفت سلافة وهي تبكي:
– بقول أنه محصلشي حاجة… هو مالوش ذنب، الحكاية دي من قبل ما أشوفك خالص ونيجي البلد كمان بأكتر من تلات شهور!!!!!!!!!!!
وقف أمامها وسحبها أليه وقال وهو يطالعها بحيرة وترقب:
– وإيه اللي خلّا سلمى تجولي انه فيه عريس متجدم لك؟…
سلافة من بين شهقات بكائها:
– أنا اللي قلت قودامهم انه سامي زميلي رجع يلمح لي انه عاوز يخطبني، وانا عارفة ومتأكده انه سلمى هيقول لشهاب وشهاب هيقول لك؟…
بصيص أمل بدأ بالنمو بداخله، ولم يرد استباق الأحداث وبينما كانت يداه تجذبانها بخفة أقرب إليه كان يردف متسائلا بينما قلبه يوشك على الهتاف عاليا بأنه قد ربح أخيرا:
– وليه كل اللفة الطويلة ديْ؟…
رفعت عينان مبللتان بالدموع اليه وهمست بينما ارتاحت راحتيها على صدره:
– عشان تعبت!… وما عدتش قادره على برودك وبعادك عني، فكرت أني أعمل حاجة تبيّن لي انت لسّه شاري وأفرق معاك ولا خلاص… انك لما طلقتني طلاق رجعي كان عشان تدينا فرصة تانية، وانك رافض تقطع اللي بيننا ولا عشان تمشي كلمتك عليّا وتحاول تكسرني!!!
همس غيث بأسى وهو يمسك بيديها المفترشتان صدره:
– أكسرك؟.. معجولة يا سلافة؟.. أني أكسرك برضيكي؟.. أني اللي كت حاسس زي ما يكون حاجه كابيره جوي وعياخدوها مني غصبن عنّي… طلجتك وجتها وأنا في نيتي إنك لساتك ماراتي، عشان إكده ما جدرتش أطلجط بائن كيف ما جدرتي انك تطلبيها!!!!
وقد نطق عبارته الأخيرة بلوم فأجابته وهي تسدل عينيها الى الاسفل:
– طنت عاوزة أقطع عليا خط الرجعه في التفكير فيك، كنت فاكره انى لما هعمل كدا هطوي الصفحة دي من حياتي، لكن اللي حصل…
ورفعت عينيها اليه مردفة وهي ترسل إليه نظرات حب خالص:
– انى مقدرتش، أنا مقلعتش دبلتك يا غيث، دبلتك أهي…
وفاجأته بأن سحبت سلسال رفيع من حول عنقها تخفيه أسفل ثيابها ورفعته ليرى خاتمه وهو يتدلى من السلسال، همس لها بصوت منفعل:
– وأنى دبلتك لساته في يديّ… مهما حوصل بيننا انتى جوايا ماراتي وبتي وحبيبتي.. انى كت هنجن الفترة اللي فاتت ديْ يا سلافة وانى جريبة وبعيده في نفس الوجت…
ابتسمت سلافة وهمست:
– لكن جابت نتيجة أهي، وأبو الهول نطق أخيرا، هو أنت ظهرت ولا بينت كرامه الا بعد ما عرفت أنه فيه عريس متقدم لي؟!!!!!
همس غيث بغيظ:
– معتفكرنيش، أني كل ما أفكر انه كان فيه واحد تاني رايدك عجلي ايشط منّي!!!
ابتسمت سلافة وقالت بشقاوتها التي طال اشتياقه لها:
– لاه.. ما عيشطش منيك ولا حاجه، أني اللي كت هنجن لو ما كوتش ظهرت يا عمده…
ضحك غيث عاليا ثم مال عليها وهمس:
– اتوحشتك جوي جوي يا سلافة…
همست سلافة:
– وأنت كومان يا جلب سلافة…
قطب غيث وقال:
– إلا بالحج ما جولتليش.. يوم ما غلجت عليكي الدار خرجت كيف؟.. ايه.. من تحت عتبة الباب؟..
ابتسمت سلافة بشقاوة ثم مدت يدها الى شعرها المكوم أعلى رأسها وأنزلتها ثانية وهي تحمل… دبوس للشعر، أمسكته بأناملها الرقيقة أمامها وهي تبتسم قائلة:
– بنس الشعر دي بيبقى لها فوايد تانية كتير غير انها تلم الشعر!!!!!!!!!
حدق فيها بذهول وهتف بغير تصديق:
– أنتي…
لتكمل هي بشقاوة تتراقص بين ليل عينيها:
– أيوة يا عُمده… أني طفّشت الباب!!!.. محسوبتك سلافة مهندسة كمبيوتر الصبح وطفّاشة بعد الضهر!!!!!!!!!
صمت يطالعها بدهشة قبل أن ينفجر بضحك متواصل وهو لا يكاد يصدق ما تقوله، نظر اليها بعدها وهو يقول من بين شهقات ضحكاته المتلاحقة:
– انتي كتّي بتتعلمي فين بالظبط يا بت عمي؟..
سلافة بجدية تامة وأسف مصطنع:
– المدرسة الكبيرة يا ولد عمي… الدنيا!!!!!
رفع يديها يقبل راحتيها وقال وهو ينظر اليها بحب:
– وأني اتعلمت في مدرستك انتي يا سلافة…
همست بابتسامة ناعمة:
– واتعلمت ايه بجاه؟…
أجابها بابتسامة مماثلة:
– اتعلّمت أنك أغلى حاجة عِندي، وانه مش مهم أي حاجه طول ما احنا مع بعضينا، هنتخاصم تاني وتالت وعاشر كومان، لكن في كل نوبة خصام حبنا عيكون أجوى من لوّل….
وفي الخارج كانت كلا من سلمى وسلسبيل خارج الغرفة تقفان تحاولان معرفة ما يجري بالداخل، يقتلهما القلق على سلافة فوجه غيث كان لا يبشّر بأي خير وكيف لا و.. سامي قد حضر خصيصا رغبة بالاطمئنان على حال سلافة وما لم يعلمه غيث ولم يعط لأيّ كان الفرصة لايضاحه أن سامي قد حضر يدعو سلافة وعائلتها لحضور حفل زفافه على رفيقة سلافة… تقى، والتي كانت السبب في تأخير سلافة تلك الليلة والتي خطفها غيث فيها!!!..
سلسبيل بتقطيبة:
– سامعه حاجه يا سلمى يا ختي؟..
سلمى بتقطيبة أشد وهي تلصق أذنها بالباب:
– من بعد الصراخ اللي في الأول وهس اسكت بعد كدا، ولا حاجة يا سلسبيل، ايه بيتكلموا بالحبر السري؟..
لتفاجآ بصوت يقول بغلظة:
– بتعملوا إيه؟..
شهقتا برعب وفي حين رمت سلسبيل أخيها بنظرات استنكار هتفت فيه سلمى بحقد:
– دي عامله تعملها؟.. يا بني انا اعرف ستات بتولد في السابع انما في اخر الخامس ما حصلتش!!.. ارحمني بقه من مفاجآتك دي….، مال عليها يهمس أمام شفتيها:
– تدفعي كم؟..
انتبهت لخجل سلسبيل فوكزته في خاصرته بقوة جعلته يتأوه ونهرته قائلة:
– إتلم!!!!!!!!
قاطعهما صوت ليث يتساءل:
– فيه إيه يا جماعه واجفين إكده ليه؟..
شهاب ببساطة:
– نفس السؤال كنت لسه بسأله ومحدش فيهم رد عليا…
همّت سلمى بالحديث حين تناهى الى سمعها صوتا مكتوما يأتي من داخل الغرفة فأسكتت الجميع قائلة:
– هششش.. استنوا…
اقترب الجميع من الباب، ليظهر صوت سلافة بوضوح يقول:
– استنى بس يا غيث..
ثم صوت غيث الغليظ وهو يتمتم ببضع كلمات لم يستطيعوا تفسيرها، همس شهاب بحنق:
– ايه يا غيث دا بتتكلم بسرعة 120 كلمة في الثانية!!!… بالراحه…
أنصتوا ثانية ليسمعوا صوت سلافة يقول بخفوت:
-لا…. ـ قطبوا في حين واصلت:
– استنى…، قطبوا أعمق فواصلت بخفوت أكبر:
– تؤ تؤ تؤ.. اخص عليك يا غيث!!!!!!!
لتنفك تقطيبة ليث وشهاب ويرتفع حاجبيهما لأعلى بشكل متنافر، في حين زادت تقطيبة الشك لسلمى وتبادلت نظرات الحيرة والقلق مع سلسبيل، وفيما احمر وجه شهاب لكتمانه ضحكه الذي يهدد بالانفجار همس ليث بغلظة:
– جبْر يلم العفش!!!… ، ثم همس في أذن شهاب:
– خوك جلع برجع الحيا خليص!!!..
همست سلمى بقلق:
– هما سكتوا ليه؟..، أيدتها سلسبيل بحيرة:
– بعد ما جالت له أخص عليك ما حطتش منطج يا نضري!!!
لتكتم سلمى شهقة ذعر وتهمس برجاء لشهاب:
– الحقه يا شهاب لا يكون عمل فيها حاجة!!!
شهاب وهو يحاول طمأنتها بينما يرسل اليه الليث بنظرات مستفزة:
– ما تخافيش يا حبيبتي ما حصلش حاجة..
الليث بمكر وهو يرفع حاجبه الأيمن:
– متوكّد انه ما حوصلشي حاجة!!!!
لينهره شهاب:
– واه… ما تسكت سا كت يا الليث ناجصاك هيا إياك!!!!!!!!!
قطبت سلمى وقالت برعب:
– طالما اتكلمت بالصعيدي يبقى انت قلقان يا شهاب!! ما انت ما بتقلبش غير لما تكون قلقان او فيه حاجة غلط!!!!!!
شهاب بزفرة ضيق وهو يرمق الليث بحنق فيما الاخير يكبت ضحكاته بصعوبة:
– يا بنتي ما فيش..
سلسبيل بحنق:
– اومال ليه جالت له اخص عليك يا غيث؟.. واكيد اعملها حاجه؟..
الليث بجدية زائفة:
– يمكنّهم ابيلعبوا إخص عليك يا غيث؟!!!!!
سلمى باستهجان:
– نعم؟.. ، هتف شهاب:
– أيوة يا حبيبتي دي لعبة جميلة جدا!!!!!
سلسبيل وهي تنظر الى الليث بلهفة واضحة:
– ولد عمي…. ، الليث بحب يتقافز بين مقلتيه:
– اعيونه!!… سلسبيل بنعومة:
– أني كومان رايده ألعب!!!! ، ليقطب في لحظتها هامسا بريبة:
– تِلعبي إيه؟..، سلمى بفرح:
– اخص عليك يا غيث!!!، ثم التفتت الى شهاب مردفة برجاء:
– وأنا كمان يا شهاب عاوزة ألعب!!!
هتف شهاب بحنق:
– تلعبي ايه انتي التانية ان شاء الله؟…، لتجيبه بدلال:
– اخص عليك يا غيث!!!!
صاح معترضا ليخفض صوته بعدها هامسا بغضب:
– نعم يا ختي؟.. انتي بتستعبطي؟… تلعبي اخص عليك يا غيث!!.. وانتي مالك ومال غيث!!!
سلمى التي فهمت طبيعة الحوار ورغبة منها في استفزازه قالت ببراءة مزيفة:
– اللاه يا حبيبي.. مش انت اللي قلت انه دا اسم اللعبة؟..
لتهتف سلسبيل:
– وانا كومان..، الليث بتقطيبة:
– وانتي كومان ايه ان شاء الله؟.
سلسبيل:
– ألعب اخص عليك يا غيث!!!
الليث باستهجان تام:
– تلعبي إيه يا أم عدنان؟.. ايه اللي جاب غيث إهنه؟..
قطب شهاب يطالع سلمى بنصف عين قبل أن يقول وقد فهم أنها تلاعبهم بالكلمات:
– لا لو على اللعب.. انا عندي لعبة أحسن منها!!..، ثم أحاط كتفيها بذراعه ومال عليها هامسا:
– ستين اخص عليك يا شهاب!!.. ايه رأيك بقه؟..
رفعت عينيها اليه وهمست بابتسامة أخذت بلبه وجعلته يشعر بالدماء تجري حارة في أوردته:
– موافقة طبعا!!!!!!!!
ليقتادها سريعا وهو يرمي بكلمات استئذان من فوق كتفه فراقبتهما سلسبيل التي ضربت بقدمها في الارض كالاطفال والتفتت الى الليث هاتفة بحنق:
– يعني دلوك سلمى تلعب اخص عليك وسلافة تلعب اخص عليك وأني لاه ليه؟؟؟.
ليباغتها الليث بحملها بين ذراعيه متجها بها الى الغرفة التي كانت الجدة قد أمرت بتجهيزها لهما لتكون مكانا دائما لهما في المنزل الكبير، شهقت سلسبيل بدهشة وهمست بخجل فيما يسير بها متجها الى غرفتهما:
– واه.. نزلني يا ليث حد ايشوفنا تبجى عيبه في حجنا، خليص بطلت.. ماعاوزاشي ألعب!!!
الليث بحزم زائف وقد اقترب من غرفتهما:
– على كيفك إياك هو، ألعب لاه ما ألعبش!!!!
دلف الى الداخل وأنزلها في منتصف الغرفة ثم اتجه ليوصد الباب خلفهما بالمفتاح، طالعته بريبة، وقالت وهي تخطو الى الخلف:
– انت غلجت الباب ليه؟..
رمى عصاه بعيدا ثم خلع عمامته ورماها جانبا ليلحقها بثوبه الكتاني الأبيض، واقترب منها ليعاود حملها ثانية ويلقي بها في منتصف أغطية الفراش الحريرية وهو يقول بصوت أجش:
– عنلعب عريس وعروسة.. أيه رايك بجاه؟…
همت بالاعتراض حينما أوقف اعتراضاتها بفمه المتطلب الحازم، ولم يزل يعانقها حتى تداعت حصون مقاومتها كليّة واحدا وراء الآخر واستسلمت اليه بكل رضا وحب، لينقلها معه الى عالمهما وحده… عالم الليث وسلسبيل فقط لا غير!!!!!!!!!!!
نظر غيث اليها وهي ترقد بجواره تبتسم بنعومة، همس لها وهو يحيطها بذراعيه:
– اوعديني يا بت عمي…
همست بالمقابل:
– أوعدك يا ابن عمي…
غيث وهو يميل عليها يزرع عيناه في ليل عينيها:
– اننا مهما حوصل بيناتنا ما عنتفارجشي واصل، انتي ما تتصوريشي أني متضايج كيف لأني رميت عليك أبغض الحلال، كنت عتجن لو كانوا السبوعين دول فاتوم وما رادتكيشي!!
تنحنحت سلافة قليلا وقالت وهي تطالعه بقلق أثار ريبته:
– احم احم.. ما هو العدة ما كانش فاضل فيها اسبوعين بس يا غيث!!!
غيث بتقطيبة حائرة وابتسامة:
– اومال كم؟… أني عددهم باليوم والساعه، إيه… معجول غولطت في الايام؟!!!!
سلافة وهي تعتدل في رقدتها ليفسح لها غيث المجال لتجلس وهي تقول بينما ترمقه بطرف عينها:
– لا ما هو… العدة.. تخلص بعد أربع شهور مش اسبوعين!!!!
قطب غيث واعتدل يجلس بجوارها فوق الفراش ويميل عليها متسائلا:
– اربع شهور؟.. كيف يعني ما فاهمشي؟…
لتطالعه بابتسامة مترددة ثم تمسك بيده وتضعها أسفل الغطاء لتلامس بطنها العارية وهي تهمس:
– معقولة ما حاسيتش بيه؟….
صمت غيث مذهولا لوهلة وهو يفتح عينيه واسعا بينما يده تتلمس بطنها المنتفخة ببروز صغير والذي أرجعه لاكتسابها وزنا زائدا وهمس بصوت متأثر مبحوح:
– انتي.. انتي…
قاطعته تكمل عبارته:
– حامل يا غيث، بيني وبين سلمى تلات أسابيع بالظبط!!!!!!!!
ليطرحها على ظهرها فجأة جعلتها تشهق ويشرف عليها وهو يقول بغيظ:
– وخبيتي عليّا يا سلافة؟… جالك جلب ما تجوليش؟…
سلافة وهي تكاد تبكي لرؤيتها للهفته وحزنه الواضحين:
– ما كنتش عاوزة رجوعنا لبعض يكون سببه الواجب أو عشان فيه طفل جاي في السكة، وبعدين محدش يعرف خالص، انت أول واحد تعرف، عهد وخدته على نفسي أنه محدش يعرف قبلك يا غيث، حتى سلمى نفسها كانت شاكّة لكن أنا بردو ما رضيتش أقولها، أرجوك يا غيث ما تزعلشي مني أنا خلاص ما عدتش قادرة على زعل وخصام تاني…
أسند جبينه الى جبينها وتمتم بزفرة عميقة:
– وأني كومان ما عادش فيا جدرة اني أبعد عنيكي تاني أبد، امسامحك بس على وعد منيكي انك السبعه اللي عايجوا بعد إكده ان شاء الله عتجوليلي من أول دجيجة!!!!!!
دفعته في صدره تبعده عنها وهي تهتف بذهول:
– نعم؟.. سبعة!!!!.. ليه يا عمدة.. فاكر نفسك متجوز أرنبه!!!!
غيث بابتسامة:
– لاه…. جطة شيرازي يا مارات العمدة!!!!!
ضيقت عينيها تطالعه قبل أن تقول ببساطة:
– وليه سبعة؟… حط عليهم كمان أربعه وتبقى قفلت فريق كورة من بابه!!… ناس طيبين أوي يا خال!!!!!!
ليهتف غيث أمام وجهها بضحك:
– جوي جوي يا خال….
ويقطف ثغرها في قبلة تحولت لعناق عاصف رمى بهما في أتون عواطف مشتعلة وتركهما يدوران في ثناياها لتبتلعهما رمال حبهما المتحركة قاذفة بهما الى عالم من الألوان المشرقة!!!!!!!!
**************************