زوجتى ضابط شرطه
اسم القصه : (زوجتى ضابط شرطه ) (ما بين الحب والانتقام)
بقلمى : آيه ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 10
خرجت قمر وزياد من مكتب اللواء سعيد، كانت تفكر في كثير من الأشياء، دلفت إلي مكتبها قليلا لكي تأخذ ملف مهم جداً بالنسبة لها ،حيث جمعت فيه جميع المعلومات عن ناجي ورجاله طول فترة عملها ، ثم جلست على كرسي مكتبها في انتظار زياد، الذي يقوم ببعض الأعمال ، فأخذت تفكر في حلمها هل سيتحقق عن قريب ، ولكن هبط في عقلها كلام عمها فهل ممكن أن يرفض انتقالها إلى القاهرة ؟وهل من الممكن أن يقوم بعمل شيء ما يوقفها عن تحقق أهدافها ؟ وجدت نفسها أمام أمر واحد هو الموافقة على الزيجة ،ولكن تعهدت لنفسها أن تجعل آسر هذا يندم على اليوم الذي أتي به إليها، كما أخذت تفكر في ماذا ستقول لعمها، هل تقول تخبره عن أمر هذه المهمة؟ أم تصمت ؟أخذت تفكر و تفكر في كثير من الموضوعات، فدق باب مكتبها ودلف زياد إلي الداخل
زياد : أنا خلصت يا سيادة الرائد
قمر : طيب يلا يا سيادة النقيب
زياد : أيون والنبي ، قوليها كتير أصلها لسه لنج على وداني
قمر : طيب يا أخويا يلا عشان نروج نجيب رقية وتوصلنا
فارس : طارت الكلمة من وداني
قمر : طيب
……………………………………………………
كان آسر يسير في ذلك الوقت يسير في مدينة أسيوط الجميلة؛ لعله يهدئ من روعه بعد ما مر به في صباح هذا اليوم ،فقد أصبحت قمر جزءً لا يتجزأ من تفكيره ، كان يفكر كيف يتعامل مع هذه الفتاة ؟ وهل بعد زواجهما سيقدر على تحطيم هذا الجبل العالي من التسلط و الكبرياء ؟ قطع حبل أفكاره صوت هاتفه الذي يتعالي
آسر : ألو
فارس : أيه يا كبير ،عامل أيه
آسر : أنا تمام يا خويا ، لا وهكتب كتابي بالليل كمان
فارس هو يرفع أحدي حاجبيه: وده اللي هو كتب الكتاب اللي هو الجواز
آسر : أه هو بعينه
فارس : طيب إزاى كدة
سرد آسر لفارس تفاصيل الأمر ، وكيف أدعت قمر عليه ، فكان فارس يستمع إلي كل كلمة قالها آسر بعد تصديق فهل يوجد فتاة بمثل هذه الجرأة، فارس : بضحكة عالية ، البنت دي علمت عليك يا معلم
آسر : ما تحترم نفسك أنت التاني
فارس : بس أنت هتتجوزها فعلا !!
آسر : أه هتجوزها وأعيشها أيام سودة، وهكسر دماغها ، وأخليها تقول حقي برقبتي
فارس : الله يعنها , ويعينك ……….. كنت عايز أقولك حاجة بخصوص الشغل
آسر : في إيه أخلص
فارس : اللواء عبد الحميد عايزك تيجي بسرعة، الظاهر في حاجة مهمة
آسر : طيب ما أنا هاجي بعد بكرة
فارس : ما أنا قولت كدة ، بس تفتكر في إيه
آسر : مش عارف لما أجي هنعرف
……………………………………..
جلس زياد وقمر داخل السيارة متوجهين إلى منزل رقية ، كان حديثهما يدور حول المهمة، وكيف سيعملان في مكان جديد كلية عليهما ، نزلت رقية من منزلها بسرعة بعد أن تحدثت قمر معها ، و أخبرتها أنها تنتظرها ، أخذ زياد طريقه إلى فيلا آل ( الأسيوطي )، مصطحبًا معه قمر ورقية
رقية : بفرحه ، واو بجد يعني أنتِ أترقيتي وبقيتي رائد، وأنت يا زيزو بقيت نقيب بجد , بجد فرحت جدًا
زياد : تسلمي يا رقية ، وعاوزك تقولي على طول يا سيادة النقيب كدة
رقية : من عيني يا نقيب ، وأنتِ يا رائد ساكتة ليه
: قمر ……..قمر
قمر: ها في إيه يا رقية
زياد : قمر مش معانا خالص
رقية : أه باين كدة ، مالك يا قمر
قمر: بفكر يا رقية في كذا موضوع
رقية : طيب ما تقولي كدة بتفكري في إيه يمكن نساعدك
قمر : لا محدش يعرف يساعدني في الموضوع ده ، أنا لازم أفكر بنفسي
– وصل زياد إلي فيلا آل ( الأسيوطي )، طلبت قمر من رقية أن تتركها مع زياد بمفردها ، فترجلت رقية من السيارة وذهبت في اتجاه المنزل ، بينما قامت قمر بإعطاء بعض التعليمات لزياد، يجب عليهما انجازها قبل ذهابهما بعد يومين إلى اجتماع الإدارة في القاهرة ، حيث أنه يجب عليها جمع بعض المعلومات ، عن بعض الرجال العاملين مع ناجي، وقد عرفتهم قمر من خلال بحثها الذي دام عدة سنوات ، فاستمع زياد لها بتركيز تام
قمر : لازم نبقى عارفين هنعمل إيه يا زياد ، ومين هدفنا قبل ناجي
زياد : حاضر يا قمر ، بس هو أنا هفضل رايح جاى كدة كتير من القاهرة لأسيوط،و من أسيوط للقاهرة
قمر : ما خلاص الشغل كله هيبقى في القاهرة مش هننزل هنا تأني
زياد : خلاص تمام ، هجمع كل المعلومات و هعرفك بالتليفون
قمر : تمام وأنا هبقى عندك يوم الاجتماع الصبح
زياد : تمام اتفقنا
دلف آسر بخطوات مُثقلة إلى الفيلا، فوجد سيارة جيب سوداء تقف في ممر الفيلا ، لم يهتم آسر في بدء الأمر، ولكن شاهد قمر وهى تدلف من هذه السيارة ،فدقق النظر بمن فيها فشاهد زياد وهو يلوح لقمر بيده ، رمَقَ أسر قمر بنظرات مبهمة ،حين رجع زياد بسارتة واتجه بها إلي الخارج، ولكنه نظر هو الأخر لآسر الذي ينظر له بنظرات حنق جالية، ولكنه لم يهتم وأكمل سيره في طريقه إلى القاهرة ، لاحظت قمر وجود هذا المتعجرف ولكنها لم تبالِ ، والتفت لتصعد إلي المنزل ولكن استوقفها صوته صوته الأَجَشُّ فوقفت في مكانها واستدارت له
آسر بنبرة حازمة : ممكن أعرف كنتِ فين
قمر وهي تنظر له بعدم فهم : ها … نعم بتقول إيه
آسر : بقول اللي سمعتيه يا اختي
قمر بحدة : وأنت مالك
آسر بضحكة عالية : لا مالي مدام هتبقي مرآتي بعد كام ساعة؛ يبقى مالي ونصف وثلاث تربع
قمر : هو ده بقي عشم إبليس في الجنة ، أنا لو هبقي مراتك ده هيبقي على الورق وبس ، أنت لو فاهم غير كدة أحسن حاجة روح قول لعمك إنك رافض الجواز، أصل اللي بتحلم بيه ده مش هيتحقق
آسر : لا هيحصل ، وده غصب عنك مش بمزاجك ، وكلمتي هي اللي هتمشي، وجوازنا هيبقى على الورق وده بمزاجي ، ثم نظر لها بنظرات متفحصة ، أصلك مش من نوعى المفضل، وعلى فكرة عشان تكوني عارفة أنا متجوز عشان أَذَلَّ أنفاسك، ومش تقدري سعتها ترفعى عينك فيا حتي لأنك هتشوفى شيء مش هيعجبك
قمر وهي ترفع أحد حاجبيها : والله ما أنت حلو أه، بتعرف تتكلم مهو أصل الكلام مش بفلوس , بس عارف مش هرد عليك عشان هسيب الأيام تبين لنا مين اللي هينزل أنفاس مين
آسر: يا ماما خوفت منك
قمر : طيب كويس أنك خوفت عشان تتعود
عض آسر على شفتيه السفلي وهو يرمقها بنظرات متفحصة ثم قال
آسر : يا بنت أمشي من قدامي بدل ما ألعب في وشك البخت
قمر : مش عارفة هفضل أقولك أنك أنت بق لحد أمتي، أنت بق والله ما تقدر تعملي حاجة كلام وفعل ما فيش ، عشان أنت عارف لو فكرت تعمل حاجة، طبعا إذا خلصت مني وده مستحيل مش هتخلص من عمك
آسر : يا بت ، أنا ممكن أصور قتيل
نظرت قمر له وعلى وجهها نظرات التحدي وقالت
قمر : والله ما تقدر
ثم استدارت باتجاه الفيلا لكي تصعد إلي المنزل، فجذبها آسر عنوة و قبلها بقوة
لحظات سريعة مرت عليهما ظلت تقاومه كثيرًا، ولكنها مهما قويت فهي أنثي ، تركها آسر
آسر : دي حاجة بسيطة من اللي أقدر عليها.
نظرت قمر له وأخيرًا تفهمت ما حصل لتوها؛ رفعت يدها عالية وصفعته على وجهه وبكل قوه ، انصدم هو من فعلتها، ولكن لم يستطع أن يفعل لها شيئًا؛ لأنها هربت من أمامه إلى داخل المنزل كانت عيناه كأنها تشع شرارا من الغصب وأخذ يتنفس بسرعة نتيجة غضبه وقال
آسر : والله لأدفعك تمن القلم ده غالي قوى يا بنت …………
…………………………………………………
في روسيا و خاصة العاصمة موسكو ، في أحد المطاعم الشهيرة يقف عدد من الرجال ذوي البنية القوية، يرتدى كل رجل منهم حلته السوداء، ويحمل في يده سلاحه الآلي ، يقفون ويراقبون بعيون الصقر ، بينما يجلس ثلاثة رجال على إحدي الطاولات ذات الفخامة ، فكان على رأس طاولة العشاء شاب ذو بشرة خمرية شعره قصير نوعًا ما، وعيناه تلمعان من شدة لونهما الأسود القاتم يعلو وجهه نظرات التكبر والغرور جالية، يرتدي بذلة من اللون الكحلي، بينما يجلس رجلان واحدًا عن يمينه والآخر عن يساره يستمعان له بإصغاء ، حين رن هاتفه الجوال فأشار لهما بيده
شريف : أيوه ، يا بابا
ناجي : بصوت حاد ، عملت إيه يا هشام
شريف : كله تمام يا بابا اتفقنا على كل حاجة
ناجي : حددت معاهم الميعاد
شريف : لاء الميعاد مش هنعرفه حاليا ، قبل العملية بكام يوم
ناجي : شكلهم جماعة فاهمين شغلهم كويس
شريف : أكبر مافيا في تهريب السلاح
ناجي : تمام يا هشام ، وأنت جاي أمتي
شريف : هحجز بالليل وهبقي أقولك علي ميعاد وصولي
ناجي : تمام ، في انتظارك
……. …………….
دلفت قمر إلي داخل المنزل وهي غاضبة جدا ،ومن خلفها آسر الذي أخفي غضبه سريعا، حتى لا يلاحظ أحد ، كان الجميع يجلس في هول المنزل، يضحكون على أفعال سيف ورقية المستمرة ، ألقت قمر السلام على الجميع وجلست، وجاء من بعدها آسر إلي التجمع ،وجلسوا جميعا يتسامرون ماعدا آسر وقمر اللذان يرسلان لبعضهما نظرات التحدي ، فكسر سيف هذا الحاجز وقال
سيف : إيه يا قمري مالك ……….. قمر …………………قمر
قمر : ها مفيش يا سيف حاجة مالي
سيف : بس أنا زعلان
سارة : وأنا كمان
تعمدت قمر ألا تنظر إلى آسر ولا تعطى له أي أهمية؛ حتي لا يلاحظ الارتباك فى تصرفاتها ولا يتلذذ بالانتصار عليها إذا لاحظ ولو لبرهة هذا الارتباك
قمر : ليه كده مين اللي مزعلكم
سيف : ينفع تسبينا وتروحي الشغل
قمر : معلش كان عندي حاجة مهمة أوى
سارة : طيب هو أنتِ شغالة إيه و دراستك أيه يا قمر
رقية : بضحكة عالية والله مش هتصدقى قمر شغالة إيه
نظر محمد إلى فريدة بنظرات ذعر كما نظر آسر بنظرات اهتمام وشغف وتابع بإنصات
سيف : يعنى هيكون دارسه أيه يعنى يا روكا
آسر : أنتم تسألوها دارسه إيه ، دي أكيد طالعة من المدرسة ، ولو على الشغل أكيد شغالة أي شغلانة ملهاش أي لازمة
نظرت قمر إلي محمد الذي ظهر التوتر على نظراته، بينما لم تفهم رقية شيئًا، هل حقاً آسر لا يعلم مهنة قمر ، تابعت قمر نظرات فريدة إلي محمد
قمر : بحدة وتهكم ليه هو أنت يا آسر باشا ، متعرفش أنا شغالة إيه
سارة : ولا أنا حتي يا قمر
قمر : ويعلو ثغرها ابتسامة وبنظرات فخر؛ لأنه بهذا الخبر من الممكن أن ترد له فعلته، أثقل وأثقل ، أنا يا ستي ………………
فريدة : مقاطعة ، مش يلا يا قمر عشان تحضري نفسك عشان بالليل
سيف : أنا بجد فرحان يا قمري أخيرا ، أنك هتبقى معانا على طول وهتعلمي على
نظر سيف إلى آسر الذي ينظر له بغيظ؛ فسكت سيف سريعا وقال هامسا لنفسه أتشاهد على روحك دائما مسحوب من لسانك
آسر : نظر آسر إلى الجميع وخاصة إلى أخيه وقال ، عن أذنكم أنا طالع ارتاح
……………………………………………..
مر الوقت سريعا على أبطالنا كل منهم يفكر، هل هذه الخطوة التي يخطوها صحيحة ؟
(في هذه الحياة ،لا احد يعرف قدره وما تخبئ له الأيام ، قدر مبهم يشير إلى مسار محدد مسبقا من الأحداث ، ويمكن أن ينظر إليه على أنه المستقبل المعد سلفًا ) فسؤال يأتي في عقلي ويتردد دوما في خاطري , ماذا تخبئ لنا الأيام ؟ هل سـتأتي لنا الأيام بالفرح السعادة ؟ أم سيأتي لنا الحزن الشقاء ؟ هكذا الحال مع أبطالنا لا نعرف ما ستخبئ الأيام لهم نحن جميعا داخل لعبة وهذه اللعبة هي ( لعبة القدر(….
……………………………………..
تعالت المباركات في منزل آل ( الأسيوطي ) عندما قال المأذون ، ( بارك الله لكما ، وبارك عليكما ، وجمع بينكما في خير ) أصبحت زوجته الآن أصبح زوجها أمام الجميع، وكان محمد وكيل العروس كان سعيداً جدًا لقد جمع شمل عائلته ها هو يطمئن على قمر بين يدي آسر ، تجمع رجال العائلة وأخذوا يقدمون المباركات لمحمد، ويتعرفون على آسر ويباركون، كان سيف يقف بجانب أخيه ويتأفف من كثرة السلامات و الترحيب من رجال العائلة
سيف همسا لآسر : أنا زهقت هو أحنا هنفضل كده كتير
آسر : مش عارف أنا زهقت أنا كمان ، هي مصيبه و إتحدفت عليا
سيف : أحلى مصيبه والله ، يبختك بجد يا رب ألقي واحدة زى قمر كدة يا رب
آسر : يا أخويا اتلهى
– أما في الطابق العلوي جلست قمر ورقيه وسارة، ومعهم فريدة وبعض النساء ، أخذت النساء تتهامسن على المنظر الذى كانت تطل عليهن به حيث ارتدت (وكانت قمر ترتدي سلوبت جينز غامق اللون وترتدي أسفله بيلوزة من اللون الأبيض عارية الأكتاف، ذات كورنيش يتدلى على أول ذراعها وكوتشي أبيض عقصت شعرها كحكة عالية، وأنزلت خصلة واحدة على جانب وجهها، وأرتدت حلق من النوع الدائري ) أخذت رقية وسارة ومعهن فريدة ،يتحدثن مع قمر لكي ترتدي شيئًا أخر، ولكنها رفضت بشدة ،وارتدت هذه الملابس التقليدية، أخذت الفتيات ترقصن على الأغاني العالية بينما كانت هي في قمة غضبها، فهي لم تتعود على هذا المنظر ، وفي ظل الاحتفال وجدت قمر رسالة من زياد يعلمها أنه بمساعدة أحد أصدقائه توصل إلى بعض المعلومات المؤكدة، وأسماء بعض الرجال العاملين مع ناجي، فرحت قمر كثير واخترقت النساء الجالسات، و ذهبت إلى حديقة المنزل رآها آسر وهي تسير في اتجاه الحديقة فسار خلفها وسمعها وهي تقول