رواية روضت الذئب بقلم اسراء على/كاملة
رواية روضت الذئب بقلم اسراء على الفصل السادس عشر
رواية روضت الذئب بقلم اسراء على الفصل السادس عشر
أَيَحِقُّ لي في غَيرِها الغَزلُ
وَعَلى فَمي مِن قَلبِها قُبَلُ
وَكَأَنَّني في عَينِها لَهَبٌ
بِفُؤادِها الوَلهانِ مُتَّصِلُ
يَبدو رَماداً حينَ تَلحَظُنا عينٌ
وَحينَ تَغيبُ يَشتَعِلُ
وضعت إسراء يدها السليمة على ثوبها ثم قالت بـ توجس ونبرة صارخة
-أقلع إيه يا قليل الأدب!
-إدعى رائف البراءة وهو يقول:إيه دماغك دي راحت فين؟
-ضيقت عيناها ثم قالت بـ حنق:فـ نفس المكان اللي راحت فيه دماغك…
إرتفع حاجبي رائف ثم ما لبث أن ضحك وقال بـ مرح
-طيب في توادر ذهني ما بينا أهو
-إيه!..أنت بتقول إيه!!
-حمحم وقال:مش توادر ذهني معناه إننا بنفكر فـ نفس الحاجة؟…
ضغطت على شفتيها كي لا تضحك ولكنها فشلت فـ إنفجرت ضاحكة لتقول بـ تقطع
-طالما..مش عارف..بتتفلسف ليه!…
إقترب منها أكثر ثم قال بـ همسٍ وهو يرفع أحد حاجبيه
-أنتِ بتوهي الموضوع ليه!..مش قولت إقلعي!..يبقى تقلعي يا زهرة عشان رائف بتاع زمان ميطلعش
-توترت وهي تقول بـ تهكم:مين اللي ميطلعش؟..هو أنت راحم نفسك!
-كدا!!!..طيب يا زهرة يا بنت أم زهرة…
إرتكز على رُكبيته ودنى منها فـ إجفلت وتراجعت بـ شئٍ من الخوف..ولكنه ثبتها بـ يده القوية ثم قال وشفتيه تقترب من خاصتها بـ همسٍ
-فاكرة المستشفى يا زهرة!..شكلي هحي الذكرى..وبدل أما يكون فتح هدومك صدفة هخلي العبد لله يقوم بـ المهمة دي
-عضت شِفاها السُفلى وقالت بـ تلعثم:عـ..على فكرة..ممـ..ممكن إيمان تيجي فجأة..ووآآ..أنت بتعمل إيه!!…
صرخت سؤالها بـ هلع ويده تتجه إلى أزرار ذلك الثوب الأزرق الخفيف لتفتحها بـ خُبث كما ملامحه تمامًا..ليقول وهو ينظر إليها بـعيني ذئب مُفترس
-هاخد بالي من مراتي حبيبتي..الأمورة..أم لسان أطول مني شخصيًا
-رائف عشان خاطري…
قالتها بـ أنفاس مُتسارعة ويده تُزيح الثوب عن منكبيها ليظهر أمامه أول جرح..إمتعضت ملامح وجهه وتقلصت بـ غضب..أما عيناه التي رأت بهما إسراء الجحيم كانت تحرق جسدها بـ نظراته
ولكن بعدها بـ ثانية كانت ملامحه ترتخي وهو يرفع عينيه الغاضبتين إلى عينيها المُرتعدين ليبتسم بـ دفء قائلًا
-إيه بس يا زوزو!..إجمدي كدا..أنا لسه فـ أول جرح…
غمزها بـ عبث لتشهق بـ خجل واضعة يدها على وجهها وهي تسمع صوت ضحكاته الرجولية تكاد تُمزق قلبها من فرط روعتها
إستشعرت يده تسير على الحرج بـ خفة فـ إقشعر بدنها..أزال الضمادة بـ رفق وبدأ بـ تطهير الجرح ومداواته..فتحت عينها اليُسرى وأبعدت إصبعين ترى ما يحدث في ذلك الصمت والسكون
إتسعت عينيها وهى تراه يميل إلى منكبها يوزع قُبلات رقيقة على طول الجرح صعودًا إلى نحرها النابض..حاولت إبعاده بـ قبضتها هاتفة والخجل يأكل وجهها
-كدا..كدا مش هنخلص
-وضع قُبلة أخيرة أسفل أذنها ثم همس:وأنا مش عاوز أخلص…
أمسك يدها ثم قبل قبضتها المضمومة وهمس بـ صوته الساحر
-مش عاوز اللحظات دي تخلص..لأن دا اللي بـ إيدي حاليًا أعمله وأنتِ قدامي ومش قادر ألمسك
-نظرت إليه بـ نصف عين وأكملت بـ خجل:كل دا ومش عارف تلمسني!..أومال لو عرفت هتعمل إيه يا ظالم؟
-ضحك ثم قال وهو يغمزها:هعمل الهوايل يا روح الروح…
كلماته كانت كارثية..فـ أجبرتها على الضحك ليُزيل باقي الثوب عن منكبها الآخر فـظهرت ثيابها الداخلية..عض على شِفاه لتقول زهرة بـ حنق وهي تضع يدها على جسدها
-عيب بقى..كمل شغلك..أنت لما كنت تعبان مستغلتش الموضوع دا..فـ خلي عندك شوية عدل
-إتسعت إبتسامته وقال بـ عبثه المُعتاد:بس كدا!..أنا فكرتك يا شيخة هتطلبي لبن العصفور
-همست بـ رجاء:عشان خاطرب بلاش كلامك دا يا رائف..بس إنك مش رائف ابن الناس الكويسة اللي أعرفه
-قَبّلها أسفل ذقنها وقال:لأ دا أنا صايع قديم..وتربية حواري أصلًا
-لوت شدقها قائلة بـ إمتعاض:كنت شاكة أصلًا…
ضحك رائف ملء فاه هازًا لرأسه بـ سُخرية..ساعدها بـ التمدد على ظهرها لتظهر الجروح بـ معدتها..داواها رائف بـ حنو ولم تخلُ من قُبلاته التي جعلت إسراء تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها
عاودت الجلوس كما كانت ليُعيد وضع الثوب كما كان..جلس بـجوارها وقال
-خلصت…
كانت زهرة مُخفضة لوجهها فـ رفعته عندما سمعت صوته..كانت وجنتيها مُتوردتين حتى أنفها ليبتسم بـ خُبث أثار إستفزازاها لتهتدر
-أنت قليل الأدب..ومفيش عندك دم يا رائف عشان بتستغل الموقف وأنا مش مسمحاك…
كان يتكئ على مرفقه فوق رُكبته و وجنته تستند على كفه..ويبتسم بـ إستفزاز قبل أن يقول دون أن يِغير من وضعيته
-مش مسمحاني!..تؤتؤ..ميرضنيش إن الست زهرة تبقى زعلانة ومصالحهاش..هاتي راسك أبوسها…
وقبل أن تستدرك ما يقول كان يضع يده خلف عُنقها يغرس أصابعه بـ خُصلاتها ثم جذبها إليه فـ تلتقي شفتيه مع خاصتها في لحن عذب تعزفه شفتيه بـ حرفية وإتقان..يرعى زهرته الوحيدة ويُسيقها من رحيق عشقه بـ طريقته التي يُتقن فنونها وخباياها
طرق أحد الحارسين الباب ما أن وجدا أحمد بالكاد يحمل نهلة
ثوان و فتحت رحمة التي شهقت وهي ترى إبنتها فاقدةً للوعي..سألت أحمد بـ هلع
-بنتي جرالها إيه يا أحمد!
-بعد إذنك بس يا مدام رحمة..هدخلها الأوضة الأول…
أومأت ثم أفسحت المجال لهما بـ العبور..عاونته رحمة على وضعها بـ الفراش وعملت على إفاقتها لتسأله بـ جزع
-إيه اللي حصل!
-رفع منكبيه وقال:معرفش..كانت داخلة تقيس فستان ولما إتأخرت دخلت أشوفها..ولما سألتها مالك قالتلي “خايفة” وبعدين أُغمى عليها
-مسحت رحمة على جبينها بـ حنو وقالت بـ تعاطف:يا حبيبتي يا بنتي…
جلب أحمد إحدى قنينات عطرها ثم نثره على يده وقربه من أنفها..عاود تلك التجربة عدة مرات حتى إستفاقت وهى تنتفض تسأل بـ فزع
-إيه في إيه!!…
أمسكت رحمة بـ يدها ثم قالت بـ قلق
-أنتِ اللي فيه إيه!..أنتِ كويسة!!
-أومأت بـ تعجب وتساءلت:إيه اللي حصلي؟!
-تقدم أحمد وتساءل بـ إهتمام:المفروض أنا أسألك السؤال دا..مش فاكرة إيه اللي حصلك قبل الإغماء؟
-تساءلت بـ غباء:إغماء إيه!..كل اللي أنا فكراه إنك خلتني أدخل أجرب فستان وبعدها مش فاكرة أي حاجة
-يا بنتي أحمد قال إنك آآ…
قاطعها أحمد بـ تدخله وهو يُحذرها بـ عينه لينظر إلى نهلة بـ إبتسامة
-خلاص يا نهلة..ألف سلامة عليكِ..شكلك كدا تعبتي من الخروج
-رفعت منكبيها وقالت بـ فتور:يمكن
-نظر أحمد إلى رحمة وقال:ممكن يا مدام رحمة تحضريلها حاجة خفيفة مع شوية عصير وأنا هكتبلك دوا معين تاخده!
-نهضت رحمة على الفور وقالت:عنيا…
خرجت رحمة ليتبعها أحمد وما أن إبتعدا وأغلقا الباب سألته
-ليه مرتضش تخليني أسألها وأقولها؟
-حك أحمد جبهته وقال:عشان ممكن يحصلها إنتكاسة..وممكن يجيب نتيجة عكسية ونرجع لنقطة الصفر…
إتجهت إلى المطبخ و بدأت بـ إعداد الطعام لتقول وهى تضع القدر على الموقد
-طب إيه اللي خلاها تنسى!..مفيش سبب!..يعني لا إتعرضت لصدمة ولا ضربت راسها ولا المُخ إتأثر!..إيه سبب النسيان؟
-أجابها أحمد بـ هدوء:ساعات المخ بيتصرف تصرفات ملهاش تفسير..وبعدين إحنا منعرفش إيه اللي حصل..المُخ عضو مهم وذكي بيحاول يحمي نفسه ويحمي الجسم من ضرر ممكن يصيب الإنسان
-برضو مش فاهمة
-وضح أحمد:اللي قصدي أقوله..إن نهلة أكيد حصلها حاجة جوه..لأن خوفها كان باين أوي زي ما تكون شافت عفريت..عشان كدا أنا هحاول أعرف إيه اللي حصل بدون أما أأزي نهلة…
أومأت رحمة وهى تُقلب محتويات القدر وقد رُسمت تعابير يائسة وحزينة على وجهها إلا أنها إستعمت إلى نبرة أحمد الهادئة وهو يقول
-متقلقيش يا مدام رحمة..إن شاء الله خير..أنا هكلم الدكتور الخاص بيها أستفسر منه وأسأله نعمل إيه
-شكرًا يابني
-إبتسم وقال:على إيه بس!..دا واجبي…
ثم خرج تاركًا رحمة تقف أمام الموقد تبكي بـ صمت هامسة
-ليه ولادي مش مكتوب ليهم الفرح أبدًا ولا يعيشوا حياتهم زي باقي الناس!!!…
تقدم بـ الممر المؤدي إلى غُرفتها حتى وصل..طرق الباب قبل أن يدلف ليجدها جالسة على ذلك المقعدة..تضم ساقيها إلى صدرها وتنظر إلى الفضاء
وقف برهه يتأملها بـ صمت..كانت ترتدي سروال چينز يصل قصير و كنزة فضفاضة ذات فتحة عُنق واسعة فـ أبرزت عظمتي الترقوة
إرتسمت على فمه إبتسامة ليتقدم ويجلس أمامها..سألها بـ خفوت
-عاملة إيه دلوقتي؟…
نظرت إليه بـ نظرات فارغة تتذكر حديثه مُنذ ساعات
“كانت تضع يدها على فمُها وهى تستمع إلى حديثه..هو أيضًا كان تضحية أُخرى لم يُلقِ أحدًا لها بالًا بل تعامل الجميع على عدم وجودها..كما هي تمامًا
نظر إلى عينيها وقال بـ إبتسامة فاترة
-شوفتي المسخ اللي قدامك هو أصلًا لسه طفل..طفل إتقتل جواه..متناقض كلامي أنا عارف..بس دي حالتي يا نجلاء..ساعات كتير بحس إني طفل لسه مشفش الحياة..وساعات بحس إني مسخ هو نجح فـ تكوينه…
أمسك يدها فـ سحبتها منه تُزيل بها عبراتها التي هطلت تعاطفًا ثم أردفت
-لو فاكر إنك كدا هتصعب عليا فـ أنت غلطان..أنت بدل أما تاخد من اللي حصلك عبرة إتجبرت..محاولتش تتخطى اللي حصلك فـ لسه عايش فـدوامة أنا إتظلمت فـ من حقي أظلم
-ضحك جهاد بـ جنون وأردف:حقي إني أظلم لما إتظلمت ملقتش اللي يساعدني..محدش مدّ إيده والكل كان عارف بيحصلي إيه..بس هما أخدوا دور المُشاهد المُتعاطف اللي بيقول دا ضحية وفين العدل…
نهض ثم ركل مقعد وإستدار إليه هاتفًا وهو يضرب على صدره بـ غضب
-لو ما قوتش نفسك مش هتعرف تاخد حقك..لو مظلمتش هتفضل ماشي جنب الحيط زيك زي أي كلب مرمي فـ الشارع بعد أما شوية عيال ضربوه…
مسح على وجهه بـ يد ترتعش من الغضب ثم أكمل
-هنا فـ بلدنا الطيب والملتزم حقه مهدور..هنا كله ماشي بـ الدراع والنفوذ..لما تقوى هتعرف تقود..وأنا مش هسيب حقي اللي إستنيته من ولاد حتتي يجيبوه..لكن كله قال “رحيم ميقدرش عليه غير ربنا”..واللي قال “أنا أخاف على عمري وعلى عيالي..راجل معندوش رحمة”…
أجفلت وهو يقترب منها ليُمسك ذراعيها وأخذ يُحركها بين يديه هادرًا بـ عُنف
-كله إتخلى عني وأنا صغير..فـ لما أكبر أكيد هيتولد جوايا مسخ كاره كل الناس..و أولهم اللي إتخلى عني.. والمسخ دا هو نفسه اللي مخليني عايش بـ قوة..وهو اللي هيقتل كل اللي ظلمه..دا كان كل تفكيري ولسه ما زال…
توقف عن هزها ثم قال وعيناه تفقد كل عُنفها
-بس أنتِ صحيتي جوايا طفل فكرته مش هيطلع للنور أبدًا..أنا مش ضعيف بس أنا محتاج أعيش وأنتِ فرصتي
-حركت رأسها بـ هستيرية نافية:أنت مريض ولازم تتعالج..اللي بتفكر فيه دا هو الجنون بـ عقله..وأنا مش هديك الفرصة دي..مش هسمحلك تعيش بعد أما قتلتني…”
حينها أخرسته تلك العبارة..ليتركها بـ هدوء دون أن ينظر إليها ثم رحل..وها هو يعود إليها بعد عدة ساعات..تنظر إليه بـ فراغ وكأن رغبة الحياة والحرية إنعدمت بـ داخلها وهي تعي أنها ليست الوحيدة التي كانت ضحية مُجتمع تفشى به الجهل أكثر من المرض
تنهد جهاد بـ فتور وقال بـ غلظة لم يقصدها
-إنسي اللي قولته قبل ساعات..مكنتش تقريبًا فـ وعي
-رفعت منكبيها وقالت بـ لامُبالاة:ولا أصلًا يهمني..دي حاجة متخصنيش
-حلو…
أخرج من جيب بنطاله ورقة ثم وضعها على ساقيها وقال
-شوفي وقولي رأيك
-أزاحت الورقة وقالت بـ حدة:مش عاوزة أشوف ولا هوافق
-إلتقط الورقة ثم قال بـ عنف:نجلاء!!!..بلاش تخليني أفقد أعصابي…
أمسك يدها ثم جعلها تقبض على الورقة وعينه تُحذرها أن ترفض..زفرت بـ قنوط ثم فضت الورقة وقرأتها
تابعها جهاد وهو يرى عينيها كُلما إنتقلت إلى سطر تزداد إتساعًا قبل أن تنهض بـ غضب هادرة وهي تُلقي بـ الورقة بـ وجهه
-أنت أكيد إتجننت..أنت فاكر إني ممكن أوافق على الكلام القذر دا
-وضع يده بـ جيبي بنطاله:دا المخرج الوحيد اللي قدامك
-هدرت وهي تكور قبضتها:لأ..أنت واحد حقير..مُتخيل إني ممكن أوافق على الجواز العرفي
-وليه لأ؟…
كان يسأل بـ برود تام فـ أطاحت ما فوق الطاولة التي بينهما قبل أن تتجه إليه تضربه بـ صدره هادرة بـ غضب وشراسة
-لو عندك ذرة كرامة متخلنيش أشوف وشك تاني…
أظلمت عيناه بـ شرٍ تام وهو ينظر إليها..أمسك يدها ثم أدارها ليواطه صدره العريض ظهرها ثم همس بـ أُذنها
-إفتكري إني فرصتك الوحيدة عشان تخرجي من هنا
-صرخت وهي تتلوى بين يديه:مش عاوزاها…
تحركت يده على خصرها لتصرخ بـ رفض ثم سمعته يهمس بـ فحيح
-لو إيدي ملمستكيش فـ إعرفي إن غيري هيلمسك يا نوجة..أنا فُرصتك إستغليها كويس…
كانت تتنفس من فمها بـ قوة وخُصلاتها تتحرك إثر تنفسها السريع..ليتركها بعدها بـ هدوء ثم إنحنى يطوي الورقة ويضعها على مقعده ليقول وهو يتجه إلى الخارج
-هسيبك تفكري..وياريت متتسرعيش…
وخرج بـ هدوء تاركًا إياها تنظر بـ إثره بـ كره وبـ داخلها رغبة عنيفة بـ قتله
إبتعد رائف عنها بـ بُطء وكأنه يرفض إبتعاده عنها..ثم نظر إلى عينيها المُغلقتين ليرتفع ويُقبل جفنيها بـ حنو هابطًا إلى وجنتيها يوزع قُبلاته الرقيقة حتى هتفت هي بـ خفوت وتلعثم
-را..رائف..إيمان..تدخل
-خليها تدخل…
كان صوته أجشًا ، هامسًا وشفتيه تاركًا العنان لها تفعل بـ بشرتها وبها الأعاجيب..حتى هبط إلى عُنقها مُقررًا دمغه به طابع حبه
وضع يده على عُنقها يُزيل خُصلاتها ثم أكمل عمله..أغمضت زهرة عينيها وهى تتنفس بسرعة هامسة بـ خجل
-رائف!..والله مش هقدر…
وهي بـ الفعل عاجزة عن مُجاراه مشاعره المتوهجة بـ شوقٍ إليها..تعلم كم قاسى طوال تلك الأيام بعيدًا عنها..هي وحدها من تُعطيه الثبات..فـ كيف.لا يشتاقها
إبتعد رائف عنها والباب يُفتح دون طرق فـ نظر إلى إيمان التي تضع يدها بـ خصرها ثم أردفت بـ حدة
-كنت عارفة إنك مش هتسيب المسكينة فـ حالها..من الأول مش مستريحة أسيبك معاها وهي فايقة
-مسح على وجهه بـ غضب وأردف من بين أسنانه:نعم يا مدام إيمان!
-نظرت إليه وقالت:لازم تمشي..بقالك كتير هنا..ودا غلط عليها وعليك
-ضيق عينيه وتساءل بـ حنق:هو بابا معينك ممرضة ولا بودي جارد
-الأتنين…
إنتفخت أوداجه غضبًا لينظر إلى زوجته بـ غية توديعها ولكنه وجدها تضع يدها على فِيها تكتم بها ضحكاتها ليهمس لها بـ وعيد
-إضحكِ يا زهرتي دلوقتي..بس مترجعيش تزعلي مني بعدين
-أشارت بـ عينيها:مع السلامة يا رأوفتي..متتأخرش عليا بكرو
-قَبّل وجنتها وهمس بـ غيظ:حقي هعرف أخده كويس…
ثم نهض ونظر إلى إيمان بـ غضب ليضع يده على نحره وحركها بـ معنى أنه سيقتلها ولكن نظراتها لم تهتز ليخرج..إنفجرت زهرة ضاحكة فـ إبتسمت إيمان قائلة وهي تتجه إليها تُعدل من جلستها
-جوزك مجنون
-ردت عليها زهرة بـ إبتسامة دافئة:لأ جوزي عاشق…